كتاب-قصص-نجاح-وتحدي-ذوي-الهمم-1 Flipbook PDF

كتاب-قصص-نجاح-وتحدي-ذوي-الهمم-1

54 downloads 104 Views 1MB Size

Recommend Stories


Porque. PDF Created with deskpdf PDF Writer - Trial ::
Porque tu hogar empieza desde adentro. www.avilainteriores.com PDF Created with deskPDF PDF Writer - Trial :: http://www.docudesk.com Avila Interi

EMPRESAS HEADHUNTERS CHILE PDF
Get Instant Access to eBook Empresas Headhunters Chile PDF at Our Huge Library EMPRESAS HEADHUNTERS CHILE PDF ==> Download: EMPRESAS HEADHUNTERS CHIL

Story Transcript

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬

‫إشراف‬ ‫فريدة بالرقي‬ ‫مريم اشريمط‬

‫مجموعة مؤلفين‬

‫‪2‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬

‫اإلهداء‬

‫إلى كل ذوي الهمم العالية هذا الكتاب هدية من مجوعة‬ ‫مؤلفين لكم‪.‬‬ ‫إلى كل من ساهم في تأليف الكتاب‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬

‫مقدمة‬ ‫ذوي الهمم أو ذوي القدرات الخاصة‪ ،‬هم أبنائنا و‬ ‫أخوتنا الفئة األلطف و األقرب على قلوبنا في المجتمع‬ ‫حين نصادفهم دائما يغمروننا بتلك االبتسامة اللطيفة‪،‬قد‬ ‫يكون اإلنسان في هاته الحياة سليما معافى‪ ،‬لكن تشاء‬ ‫األقدار أن يتعر ض لحادث مرور أو يصاب بجلطة‬ ‫يصبح على إثرها معاقا حركيا أو سمعيا أو بصريا أو‬ ‫ذهنيا‪ .‬و أحيانا يولد معاق ألسباب ربما وراثية أو غير‬ ‫وراثية‪ ،‬يعني بأمر هللا وقضاءه ولد معاق أو أصيب‬ ‫باالعاقة ال ذنب له وال إعتراض على حكم هللا في‬ ‫هذا‪.‬فذوي الهمم هم أشخاص مثلنا حقوقهم محفوظة‬ ‫باتفاقيات و قوانين سنت لتحميهم وتوفر لهم التعليم‬ ‫والعمل وكل ما يلزمهم‪...‬‬ ‫ذوي القدرات الخاصة هم كل شخص مصاب حالة‬ ‫قصور جزئي أو كلي بشكل مستقر في قدراته الجسمية‬ ‫أوالحسية أو العقلية أو التعليمية أو التواصلية‪ ،‬ما يمنعه‬ ‫من القيام بوظائفه اليومية بشكل طبيعي‪ .‬كيفما كانت‬ ‫االعاقة التي يعانون منها‪ ،‬هم دوما على إستعداد لتحديها‬ ‫وتحقيق مرادهم من الحياة‪ ،‬لكن ذلك يتم بدعمنا لهم‬ ‫وإشعارهم بالترحيب والمحبة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬

‫‪5‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬

‫المحامي المعجزة‬ ‫كانت والدتي استثنائية‪ ،‬فقد ولدت بعد معاناة تأخر‬ ‫اإلنجاب ‪،‬لكن لم تكن الوالدة السارة للعائلة‪ ،‬ولم أكن‬ ‫الخبر السعيد المنتظر‪ ،‬فعند والتي لم يسعد أبي بوجودي‬ ‫‪ ،‬وانفصل عن أمي حينها لم يتقبل فكرة أن يصبح أبا‬ ‫البن معاق‪ ،‬كان هذا أول تخلي وخذالن تعرضت له في‬ ‫حياتي‪ ،‬فقد نبذت من أقرب شخص لي من أبي‪ ،‬ولدت‬ ‫مبتور الجناح‪ ،‬كيف سأواجه الحياة وصعوبتها بحالتي‬ ‫هاته؟‪..‬‬ ‫لكن رغم هذا كانت لدي أعظم أم بالدنيا‪ ،‬كانت أمي‬ ‫تحارب الجميع ألجلي‪ ،‬كانت تحاوطني بكل ما لديها من‬ ‫قوة لحمايتي من أدنى أذى‪ ،‬ولها كل الفضل في ما أنا‬ ‫عليه اآلن‪ ،‬فلو ال وجودها‪ ،‬ولطف هللا بي وتوفيقه لما‬ ‫كنت أنا ‪...‬‬ ‫عشت طفولة صعبة فمنذ والدتي‪ ،‬و أنا أتعالج فقد قال‬ ‫الطبيب أن إعاقة ال عالج لها‪ ،‬لكن يجب أن أتعلم كي‬ ‫أتحدى الصعوبات‪ ،‬فإعاقتي كانت بيدي اليمنى و قدماي‬ ‫ال أتحكم بهما‪ ،‬فلهذا كنت مجبرا على تعلم إستخدام يدي‬ ‫اليسرى بكل شيئ‪ ،‬كانت صعبة لكن بمجهودات أمي‬ ‫وإرادتي القوية للتعلم تعلمت أخيرا‪ .‬حان موعد دخولي‬ ‫‪6‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫للمدرسة‪ ،‬لكن الفاجعة أن المدرسة رفضتني ألنني‬ ‫معاق‪ ،‬فقد كان ثاني خذالن لي هذا الرفض‪ ،‬فقد رمقني‬ ‫المدير بنظرة حقيرة ومستفزة‪ ،‬أهذا هذا ويشير بإصبعه‬ ‫لي‪ ،‬تريدين أن يدخل مدرستي‪ ،‬لم تستطع أمي سماع‬ ‫المزيد منه أخذتني الى البيت‪ ،‬لم تتوقف عن البكاء‬ ‫حينها وبكيت أنا أيضا لبكاء أمي‪ ،‬احتظنتي بقوة‪ .‬أنا‬ ‫أذكر تلك اللحظات جيدا قالت‪ :‬ال بأبس سأخذك لمركز‬ ‫بالمدينة لتدرس يا عزيزي ما هو المركز يا أمي؟‬ ‫مدرسة يدرس فيها أصدقاء مثلك سوف تحبها ال تقلق‬ ‫وكيف نذهب الى المدينة؟ مع العلم أنني كنت أقطن قرية‬ ‫صغير ة تبعد عن المدينة بحوالي ‪ 50‬كلم‪ ،‬أمي كانت‬ ‫تعمل مساعدة طبيب أسنان في القرية وكان يساعدها‬ ‫بعض األقارب في شراء الدواء لي وتكاليف عالجي‪،‬‬ ‫لكن عند إنتقالنا الى المدينة الكل غضب من أمي‪،‬‬ ‫فانتقالها الى المدينة يعد منافيا لألعراف و التقاليد‪ ،‬امراة‬ ‫مطلقة تسكن المدينة لوحدها لم يتقبل أحد ذلك حاولت‬ ‫اقن اعهم أن ذلك من أجلي‪ ،‬لكنهم استهزءوا بي تذهبين‬ ‫ألجل معاق‪ ،‬لن يفيدك بشيء‪ .‬أمي لم تأبه لحديثهم فقد‬ ‫كان همها أن أتعلم و أعتمد على نفسي و أن ال أشعر‬ ‫بأني معاق‪ .‬أخذتني أمي الى المركز‪ ،‬كان صغيرا ليس‬

‫‪7‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫بحجم المدرسة‪ ،‬لكنه يبدو جميال فهناك من يشبهني كما‬ ‫قالت أمي لن أشعر بالغرابة بينهم‪..‬‬ ‫بدأت أول يوم دراسة‪ ،‬كانت المعلمة قاسية معنا في‬ ‫طريقة تعليمها‪ ،‬لكن بفضل قسوتها تعلمت سريعا‪،‬‬ ‫وعلمت أن تصرفها معنا كان لصالحنا ‪ ،‬كانت تأخذني‬ ‫أمي صباحا وتعيدني مساءا‪ ،‬كانت تساعدني في البيت‬ ‫كثيرا لذا كنت متفوقا جدا على زمالئي‪ ،‬علمتني الصالة‬ ‫وكذلك كانت تقوم بتحفيظي القرآن‪ ،‬علمتني الدعاء‪ ،‬فقد‬ ‫كانت أمي مثالية فعال‪ ،‬فقد كانت تقسو أحيانا حين ترى‬ ‫أنني بدأت أفشل‪ ،‬أو لم أنجز وظائفي‪ ،‬لكنها حنونة حتى‬ ‫في قسوتها تلك كنت أرى حنانها‪..‬‬ ‫بلغت العشرين من عمري‪ ،‬كان ذلك العام عام‬ ‫الباكالوريا كنت أدرس و أبذل مجهودا مضاعفا‪ ،‬لم‬ ‫أشفق على نفسي حينها فقط ‪،‬ألثبت لوالدي وللمجتمع‬ ‫وللمدرسة التي رفضتني أنني رغم اإلعاقة نجحت‪.‬‬ ‫حصلت على البكالوريا وكان نجاحي انجازا عظيما‬ ‫بالنسبة لنا أنا و أمي‪ ،‬فقد حصلت على معدل جيدا‪،‬‬ ‫وكرمت من طرف والي الوالية‪،‬كانت سعادتي ال‬ ‫توصف ‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫دخلت الجامعة إخترت تخصص الحقوق‪ ،‬أو باألحرى‬ ‫أمي من إختارت كانت رغبتها‪ ،‬كنت متحمسا جدا‬ ‫للدراسة بالجامعة بدأت الدراسة ‪،‬لكن نظرة بعض الطلبة‬ ‫لي لم تعجبني فهناك من كان ينظر لي بشفقة وهناك من‬ ‫كان ينظر لي بإستحقار‪ ،‬كان األمر يزعجني جدا و ولم‬ ‫أخبر أمي بذلك ألني أصبحت كبيرا‪ ،‬و ال يجب أن‬ ‫أزعجها بهاته التفاهات‪ ،‬التي ال طالما كانت تواجهها‬ ‫معي منذ الصغر‪ ،‬كنت أتحاشى الجلوس بجانبهم كي ال‬ ‫يرمقني أحدهم بتلك النظرات الجارحة‪ ،‬كنت أدرس‬ ‫وأجتهد كعادتي ألحصل على تقدير جيد هذا كان هدفي‬ ‫من البداية‪ ،‬وفعال بتوفيق من هللا نلت أعلى المراتب‬ ‫وتحصلت ع لى شهادة الكفاءة المهنية المحاماة‪ ،‬و ها أنا‬ ‫اليوم محامي مشهور في مدينتي والكل يحترمني و يشيد‬ ‫بي‪ ،‬فقد لقبتني أمي بالمحامي المعجزة‪ ،‬وأفخر بهذا‬ ‫اللقب كثيرا‪.‬‬ ‫بعد كل تلك السنوات عاد والدي‪ ،‬ليطلب المسامحة مني‬ ‫ومن أمي‪ ،‬رغم كل ما قاسيته من أذى لغيابه إال أنني‬ ‫سامحته ‪.‬‬ ‫اذا كنت تمتلك العزيمة واإلرادة فتوكل على هللا و ثابر‪،‬‬ ‫لتحصل على مرادك‪ ،‬ال تقل أنا معاق‪،‬أنا من ذوي‬ ‫‪9‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫االحتياجات الخاصة‪ ،‬وتنتظر الشفقة من أحد أو ترضى‬ ‫بالتنمر‪ ،‬بل كافح و أثبت للكل أنك تستطيع الوصول‬ ‫ونيل المراتب العليا‪.‬‬

‫بقلم رشا محمد‪/‬والية تبسة‬ ‫‪10‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬

‫جرعة أمل‬ ‫لماذا تقول أنا لست قادر على فعل كذا و كذا؟ لماذا تقول‬ ‫أنا فاشل؟ لماذا تقول أنا لن أحقق ما أرغب فيه أبدا؟‬ ‫لماذااا؟ ال تقل أنا معاق وعاجز أقوالك هي التي تحدد‬ ‫مصيرك‪...‬‬ ‫إن دماغك ينفذ ما تطلبه أنت منه‪ ،‬نفرض أنك قلت أنا‬ ‫عاجز على غسل أسناني فحتما أنت لن تفعل ذلك ألن‬ ‫دماغك ينفذ أقوالك‪...‬‬ ‫ولكن إذا قلت سوف أنهض لغسل أسناني‪ ،‬سوف تغسلهم‬ ‫رغم عنك ألن دماغك سوف يأمر بهذا الفعل الذي تلقاه‬ ‫من أقوالك ‪.‬أقوالك هي التي تحدد مصيرك ال يوجد‬ ‫شخص نجح من أول مرة‪ ،‬ال يوجد شخص لم يفشل لكي‬ ‫يصل إلى مبتغاه‪ ،‬فمثال العلماء المستكشفين و أبسط‬ ‫مثال هو توماس أديسون الذي اخترع المصباح هل‬ ‫تعلمون كم مرة فشل؟ فشل ‪99‬مرة نعم‪99 ،‬في نظركم‬ ‫عدد كبير لكن المثابرة وقوة اإليمان والثقة بالنفس هي‬ ‫التي تحقق المستحيل‪...‬‬ ‫فشل ‪99‬مرة و في المرة ‪100‬نجح في اكتشافه ال يهم‬ ‫عدد مرات الفشل و لكن المهم هو االستمرارو المثابرة‪،‬‬ ‫‪11‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫المهم هو الثقة بالنفس‪ ،‬اليوجد المستحيل الشيء‬ ‫مستحيل في هذه الحياة‪ ،‬إذا كنت تريد تحقيق أحالمك‬ ‫البد من أن ثثق في هللا أوال ثم في نفسك ‪.‬حدد أهدافك و‬ ‫ضع خطط لتحقيقها‪ ،‬ال تيأس أبدا من عجزعضو فيك ال‬ ‫يعني عجزك بالكامل‪ ،‬ال تقل أنا فاشل حاول ثم حاول‬ ‫فالفشل هو دليل على اإلقتراب من النجاح‪ ،‬كلما فشلت‬ ‫اعلم أنك قريب من هدفك و القوة الحقيقية هي الوقوف‬ ‫بعد اإلنكسار‪ ،‬القوة الحقيقية هي الوقوف بقوة و بأمل‬ ‫أفضل بعد الفشل‪.‬‬ ‫لمذا تلوم نفسك؟ال تلوم نفسك يا عزيزي‪ ،‬بل تحداها‬ ‫هناك شيء يسمى األقدار‪ ،‬هللا سبحانه وتعالى هو الذي‬ ‫يقسم األرزاق و أنت يجب عليك كعبد له أن ترضى بما‬ ‫أعطاك‪ ،‬و تقتنع بكل شيء كتبه هللا لك‪ ،‬هذه هي الحياة‬ ‫تأخد منك أكثر مما تعطيك‪ ،‬يجب عليك أن ترضى‬ ‫بقسمتك‪...‬‬ ‫حاول تحسين أوضاعك بنفسك‪ ،‬ثق بنفسك‪ ،‬حدد خطاك‬ ‫كلها و امشي في طريق مليء باألمل‪ ،‬الطريق الذي‬ ‫‪.‬ستحقق فيه ما تتمنى‪...‬‬

‫‪12‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫عش حياتك لنفسك وال تبالي باآلخرين‪ ،‬إياك أن تسمع‬ ‫ما يقوله لك اآلخرون‪ ،‬خذ اإليجاب وأترك لهم السلب‬ ‫لهم وألن ال يوجد شخص يحب الخير لغيره إال من رحم‬ ‫ربي‪ ،‬ال تصدق كل ما يقال لك مثال إذا جاء أحدهم و‬ ‫قال لك هذا الحلم مستحيل وأنت لست قادر على تحقيقه‬ ‫إياك ثم إيااك تصديقه‪ ،‬هدفه الوحيد هو تحطيمك‪ ،‬و إذا‬ ‫أصغيت لكالمه فقد نفذت مبتغاه‪ ،‬ال تشارك كل ما‬ ‫يخصك مع اآلخرين ولو كان صديقك المقرب‪ ،‬فالعين‬ ‫حق و المجتمع ال يرحم يحسدك على أبسط شيء تملكه‬ ‫أو على أبسط شيء تحققه‪ ،‬دائما احتفظ بنجاحاتك‬ ‫لنفسك‪ ،‬افرح لنفسك وعائلتك فقط‪ ،‬ال تتكبر وال تتباهى‬ ‫بنجاحك ألن هذا الشيء يشكل خطر عليك ‪.‬ال تستشير‬ ‫إال عقلك أصغي ما تقوله أنت لنفسك أما كالم الناس ال‬ ‫يهمك‪ ،‬ال تتعقد من أبسط الكلمات السيئة‪ ،‬وال تفشل من‬ ‫أول محاولة‪ ،‬وال تقول‪ :‬أنا ال أستطيع فعل كذا و كذا بل‬ ‫دائما قل‪ :‬أنا أستطيع تحقيق حلمي‪ ،‬أنا قوي‪ ،‬أنا أثق‬ ‫بنفسي وباهلل سبحانه وتعالى‪ ،‬أنا أقدر على فعل هذا و‬ ‫سوف أنجح‪ ،‬كل هذه العبارات البسيطة سوف تعطيك‬ ‫أمل و قوة كبيرة‪ ،‬سوف تعطيك فطنة رائعة و طرق‬ ‫جميلة لتحقيق ما ترغب فيه‪ ،‬وأهم شيء أنك تعيش‬ ‫بسيطا و تثق بنفسك‪ ،‬عش حياتك لنفسك‪ ،‬اهتم لنفسك‪،‬‬ ‫‪13‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫احتفظ بنجاحاتك لنفسك‪ ،‬و اترك اآلخرون يعيشون‬ ‫حياتهم وال تبالي بهم و ال تعطيهم قيمة حتى‪....‬‬ ‫أنت قد المسؤولية يا عزيزي و تستطيع فعلها ‪...‬‬ ‫نعم تستطيع تحقيق كل أحالمك ال تجعل من إعاقتك‬ ‫حاجزا وعجزا لك بل إجعلها تحدي وقف وراء أهدافك‪،‬‬ ‫ثق بنفسك‪ ،‬و أهم شيء هو وضع خطط لتحقيق ما‬ ‫ترغب فيه و اعطي أمل كبير للنجاح و احذف كلمة‬ ‫مستحيل من قاموسك‪ "،‬اليوجد مستحيل"‪.‬‬

‫بقلم شيماء سعدي‪/‬والية الجزائر‬ ‫‪14‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬

‫في هذه الحياة نجد العديد من األصناف‪ ،‬هناك من يعيش‬ ‫حياته بهناء ويستمتع بطعمها‪...‬‬ ‫وهناك من ينتظر الموت أن يزوره ويدق بابه من شدة‬ ‫الم رض واإلعياء‪ ،‬وبين هذا وذاك نوجد نحن الفئة‬ ‫المهمشة والتي لم تنل حريتها في المجتمع أتريـــدون‬ ‫معرفة من نحن؟ نحن ذوي االحتياجات الخاصة أو‬ ‫باألحرى ذوي الهمم‪ ،‬صحيح أننـــا بشر من لحم ودم إال‬ ‫أنــه ينقصنا الكثير عنهم فمنا الكفيف ومنا من أبناء‬ ‫القمر وغيرهم الكثيـر ‪...‬‬ ‫فنحن من لم يكن يسمع بنا في الوجود كنــــا قطعة قماش‬ ‫باليــــــة مرمية في أحد زوايا منزل مهجـــــور ال يمكن‬ ‫ألحد رؤيـتها ‪...‬‬ ‫كنا مثل الغابة التي إن نمت ال يسمع بها أحد وإن‬ ‫إحترقت سمع بها الكـل ‪...‬‬ ‫إال أنه وبالرغم من كل هذا تحدينا كل العالم وتحدينا‬ ‫الصعاب لنثبت وجودنا ونحقق أهدافنا‪ ،‬فليس هناك من‬ ‫هم أقل منا‪...‬‬ ‫فقد حققنا المعجزات ووصلنا ألعلى المراتب اثبتنا‬ ‫هويتنا وتركنا بصمة لنا يتذكرنا بها األجيال بعد موتنا ‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫فنجد الكفيف يرسم أحلى الرسمات وأبناء القمر تحدوا‬ ‫خوفهم من الشمس‪ ،‬وهاهم اليوم يتشاركون الحياة مع‬ ‫‪15‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫غيرهم من البشر‪ ،‬فبالرغم من أننا ذوي الهمم إال أننا‬ ‫صعدنا القمم‪ ،‬والزلنا وآلخر نفس‪ ،‬لن نستسلم ولن نفشل‬ ‫وسنتمرد على ظلم هذه الحياة القاسية‪...‬‬ ‫فاهلل لم يخلق عبده عبثا وإنما كان لخلقه حكمة ولوجوده‬ ‫سبب‪...‬‬

‫بقلم‪.‬مسعودية عبير‪/‬والية قالمة‬ ‫‪16‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫‪.........‬‬

‫ذوي الهمم‪ ،‬حزم وعزم قد تراني أتجول بدوالب‪ ،‬وقد‬ ‫أكون ضريرا أو بكيم ‪...‬‬ ‫تلك حاالت خاصة‪ ،‬حباها هللا حبا عظيم ‪....‬‬ ‫فال تنعتني بالمعاق‪ ،‬قلب نابض‪ ،‬عقل مفكر‪ ،‬بي َد أن‬ ‫جسمي سقيم‪.. .‬‬ ‫لست أرى‪ ،‬قلبي يبصر‪ ،‬هباني هللا عقال فهيم‪...‬‬ ‫صبر أيوب في أعماقي يقيم‪...‬‬ ‫إرادة قوية‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ليس ذنبي ولدت مقعد‪ ،‬تلك علة لست ذميم‪.. .‬‬ ‫لست أمشي‪ ،‬لست أعدوا‪ ،‬ذاك واقع‪ ،‬علي أليم ‪...‬‬ ‫غدوت كفيفا‪ ،‬بعد أن كنت أبصر‪ ،‬في الظالم صرت‬ ‫أهيم ؟ عتمة وسط نور‪ ،‬وحياة لوال لطف هللا صارت‬ ‫جحيم‪.. .‬‬ ‫ال تقل إني معاق‪ ،‬أنت تؤذيني‪ ،‬تمهل‪ ،‬ال ترمقني نظرة‬ ‫المرء العقيم‪.. .‬‬ ‫‪17‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫في الصميم ‪..‬‬ ‫الترميني بسهام العجز‪ ،‬أنت تجرح ّ‬ ‫كف عني سؤء الضنون‪ ،‬أولست تدري أني حكيم !‪...‬‬ ‫قد ال أرى ال أسمع‪ ،‬ال أتكلم‪ ،‬وفي الميدان خطيب كليم‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬عليك أن تتقبل‪ ،‬كوني فردا‪ ،‬ال تكن مثل اللئيم‪...‬‬ ‫معاق الجسم إني‪ ،‬ومعاق التفكير أنت‪ ،‬في جسم سليم ‪...‬‬ ‫ينادونني ذوي الحاجة‪ ،‬تشحذ عزيمتنا الهمم فال تقل‬ ‫عني معاق‪. .‬‬ ‫أتدري أني راض وال أتذمر‪ ،‬ويقنط غيري من رب‬ ‫رحيم ‪...‬‬ ‫أتدري أن في َجلدي هذا ورضائي‪ ،‬عند ربي أجر‬ ‫عظيم‪....‬‬ ‫مر الحياة علي يضيم‬ ‫لم أشتكي يوما وإن غدوت عليال‪ُ ،‬‬ ‫‪...‬‬ ‫صلب اإلرادة‪ ،‬وعزيمتي جلمود‪ ،‬حزم وعزم تراه‬ ‫هزيم ‪...‬‬ ‫‪18‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫نظرات الشفقة تلك مردودة عليك‪ ،‬أيها المزدري‬ ‫الغشيم‪...‬‬

‫بقلم كزيز حياة‪/‬والية خنشل ة‬ ‫‪19‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬

‫األسطورة‬ ‫إهداء الى أخي حيدر من ذوي االحتياجات الخاصة‬ ‫"البشر مضرون بالصحة " فلتجعلوه شعاركم‪ ،‬أكان‬ ‫ذنبي أنني ولدت هكذا؟ اسيكون ذنبي لو أردت الحياة‬ ‫مثلكم في أرضنا ؟ لم يخلقني هللا عبثا‪ ،‬ولن اعيش حياة‬ ‫عبثية نعم أعلم أن عائقي‪ ،‬هو أنني ولدت بنقص في‬ ‫النمو العقلي‪ ،‬لكن على ما يبدو لي ان عقولكم الناقصة‬ ‫وانا سليم‪ ،‬لن اتوقف سأواصل حامال لرسالتي‪ ،‬وكل‬ ‫عوائقكم ستقويني‪ ،‬لن اهزم معكم‪" ،‬اتحبون االختالف‬ ‫في كل شيء عدا البشر " اكتب اليك أمي أعلم أنني‬ ‫أتعبتك كثيرا‪ ،‬وأعلم أ نك تتألمين كثيرا‪ ،‬من أجلي‪ ،‬لكن‬ ‫أطمئنك سننتصر سويا‪ ،‬فصبرا جميال وهللا المستعان‪.‬‬ ‫إليك أ بي مازالت كلماتك ترن في أذني حين قلت "انت‬ ‫اسطورة‪ " ،‬ألن األساطير فقط من يتحدون الواقع‬ ‫بعقاباته‪ ،‬ويواصلون فصبرا جميال وهللا المستعان‪ ،‬هللا‬ ‫الحب وأنا أحب كل من هنا وأرجوا أن يحبني الجميع‪،‬‬ ‫أنا هنا سأقولها مجددا أنا هنا‪ ،‬وقوتي هي إختالفي لن‬ ‫أسميه داء فقط سأسميه إختالف عنكم‪ ،‬بطريقة أرادها‬ ‫المولى‪ ،‬وألول مرة تمنح لي فرصة‪ ،‬بأن أقول أنا منكم‬ ‫وأنتم مني‪ ،‬أنا بشريا بكل إختالفاتي‪ ،‬وأمي حواء وأبي‬ ‫ادم وكل بنو ادم يحلمون يحبون يعيشون و انا منكم‪ ،‬أنا‬ ‫‪20‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫هنا بسعادتي الحقيقية وحبي الدائم وحتى حزني‬ ‫الحقيقي‪ ،‬ال أعلم عن النفاق شيء ال أعلم عن خبث‬ ‫البشر ومكرهم شيئا كل ما أعلمه" إبتعد عن البشر‬ ‫فالبشر مضرون بالصحة"‪.‬‬

‫بقلم مسعي هيثم‪/‬والية تبسة‬ ‫‪21‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬

‫القلوب المعاقة‬ ‫كان معاق‪ ،‬ولكن كان كل شيء بالنسبة له ممكن‪.‬‬ ‫ألحدثكم عن بطل روايتي إنه أحمد إسم على مسمى‪،‬‬ ‫كان يحمد هللا حامد ساجدا له‪ ،‬يدعوه يشكره‪ ،‬بدل من أن‬ ‫يتذمر من حالته بل تحدى توكل على هللا تعالى‪ ،‬تمسك‬ ‫به وواصل طريقه سبحانه جل جالله‪ ،‬أما بعد‪:‬رزق‬ ‫الزوجين عامر ونجاة بطفلهم األول‪ ،‬من الوهلة األولى‬ ‫له جمال العينين إذ بياضه ناصع كبر وترعرع‪ ،‬كأي‬ ‫طفل كان متفائل منذ صغره‪ ،‬عرف بالصبر بالذكاء‬ ‫بالنشاط دقيق المالحظة في لمح البصر‪ ،‬يالحظ األشياء‬ ‫مهما كانت تبدو صعبة‪ ،‬ولو أن صعوبتها حد السماء‬ ‫‪ ،‬ولكن كان معاق بالنسبة لعائلته لم يعاني من نقص‬ ‫حنان األبوين وال األخوين‪ ،‬إذ كان له أشقاء إثنين‪ ،‬لكن‬ ‫كان يعاني من إحتقار المجتمع له‪ ،‬من نظرة المجتمع‬ ‫له‪ ،‬أجل ما يسمى بالتنمر‪ .‬كان أصدقاء أصدقاؤه ماهر‬ ‫و طاهر وسامي يحبونه ويدعمونه في كل شيء‪ ،‬كانوا‬ ‫سندا له‪ ،‬إال أنه كان يتعرض لمضايقات من طرف‬ ‫الزمالء‪ ،‬زمالؤه في المدرسة وأحيانا ينجر عن تلك‬ ‫مضايقات نقاشات حادة‪ ،‬تنهتي باللوم وعتاب وطرد‬ ‫وعقاب من طرف المدرس‪ ،‬وكان يتمثل العقاب في‬ ‫الوقوف عند الباب إلى غاية انتهاء الحصة‪ ،‬أجل هذا ما‬ ‫‪22‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫كان يحصل مع أحمد‪ ،‬ولكن مايميزه أنه جامد من‬ ‫الخا رج يظهر وكأنه بارد عديم اإلحساس‪ ،‬إال أنه كان‬ ‫عكس كالم الناس‪ ،‬كان كباقي البشر يشعر ويتألم ولم‬ ‫يسلم من شرهم‪ .‬الشر ذاك هو التنمر السخرية‬ ‫اإلستهزاء به‪ ،‬كان يخبر أبويه بكل حسرة ونبرة حزن‬ ‫عميق‪ ،‬إال أنهما كان يساندانه ويخففان عنه‪ ،‬ويحزنوا‬ ‫لحزنه ويؤلمهم كالمه عن التمنر الذي يتعرض له‬ ‫إبنهما‪ ،‬وقد شهد على ذلك إذ ذات يوم رأى والد أحمد‬ ‫شخص يسخر من إبنه لم يستطيع التحكم والسيطرة على‬ ‫غضبه ‪،‬مما أدى ذلك إلى شجار عنيف بينه وبين‬ ‫الشخص ا لساخر من إبنه‪ ،‬وانتهى الشجار بتدخل أحد‬ ‫رجال الشرطة وأخذ اإلثنين إلى المخفر‪.‬‬ ‫استمرت تلك الحماقات والتفاهات‪ ،‬المجتمع المتنمر ليس‬ ‫بأكمله لكي ال نظلم وال نعمم‪ ،‬ولكن أغلبه األغلبية‬ ‫الساحقة‪ ،‬كانت سيئة مع المسكين قدر هللا ما شاء فعل‬ ‫لما التنمر في أحد أيام من أيام الدراسة‪ ،‬كان أحمد داخل‬ ‫لقسمه وإذ به يعترض طريقه شخصين من األشخاص‬ ‫الوقحاء ‪،‬إنهم زمالء بالصف لم أجد وصف ألصفهم به‪،‬‬ ‫غير أنهم قليلو أدب‪ ،‬قالو له إنك شخص عاجز ولست‬ ‫كامل كغيرك من األناس العاديون‪ ،‬لماذا تزعم أنك‬ ‫تدرس؟ وهل من حقك الدراسة ؟ ههه قاطعه األخر‬ ‫‪23‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫ساخرا كفك صديق أتفق معك وبشدة‪ ،‬تدخل أحد أصدقاء‬ ‫أحمد والغضب يتطاير من عينيه‪ ،‬كان يض رب ويشتم‬ ‫كدفاع عن صديق عمره‪ ،‬ولكن قاطعه أحمد و قال له ال‬ ‫داعي لذلك‪ ،‬ال أود أن تفسد يومك بسببهم قال له ال‬ ‫عليك الصديق وقت الضيق‪ ،‬وأنا أحبك من القلب كيف‬ ‫أترك لهم مجال ألذيتك غير ممكن‪.‬‬ ‫إنتهى صباح أحمد عادي‪ ،‬وها قد حل المساء على‬ ‫ال حصص المسائية دخل رجل طويل ذو نظرة حادة‪،‬‬ ‫يبدو صاحب قلب بارد غير مبالي بشيء‪ ،‬إال أنه كان‬ ‫مدرس جديد دخل إلى قسم أحمد جلس على مقعد‪ ،‬ثم‬ ‫نادى بأعلى صوته التفت جميع التالميذ من حدة صوته‪،‬‬ ‫قال أنا أستاذ رياضيات جديد عرف بإسمه‪ ،‬إنه األستاذ‬ ‫ماجد كان يطرح األسئلة على ال تالميذ تارة‪ ،‬ويكتب‬ ‫المسائل الرياضية على الصبورة تارة أخرى‪ ،‬المعا دالت‬ ‫كانت صورة تالميذ غريبة عجيبة إذ كانوا يجدون‬ ‫صعوبة في حل المسائل بل قالو أن األستاذ صعب‬ ‫والتعامل معه بات أصعب‪ ،‬إال أن أحمد عرف بالذكاء‬ ‫كان يجيد حل المسائل والمعادالت‪ ،‬ويأخذ العالمات‬ ‫الكاملة منذ صغر حتى الكبر‪ ،‬في ذلك اليوم الذي طرح‬ ‫فيه األستاذ ماجد سؤال رفع أحمد إصبعه كعادته قصد‬ ‫المشاركة وقال أستاذ لدي اإلجابة تجاهل األستاذ ماجد‬ ‫‪24‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫أحمد‪ ،‬وقال أال يوجد أحدكم يود أو يعرف اإلجابة‪ ،‬تملك‬ ‫الطالب الخوف والرهبة وزادت رغبة أحمد في‬ ‫المشاركة‪ ،‬إال أن األستاذ تجاهله للمرة ثانية‪ ،‬وماهي إال‬ ‫ثواني حتى كرر أحمد قوله أستاذ أود المشاركة نظر‬ ‫إليه‪ ،‬وقال يالك من احمق سحقا لك إذ غيرك لم يعرف‬ ‫اإلجابة‪ ،‬بل القسم بأكمله بما فيه من تالميذ‪ ،‬كيف‬ ‫بشخص معاق يعرف الجواب عن سؤالي قاطعه أحمد‬ ‫قائال أستاذ أنت مخطئ‪ ،‬ليس من الصواب أن تحكم على‬ ‫غيرك بناء على مظهره أو ما يعاني منه من‬ ‫مرض‪..‬إلخ‪ ،‬واإلعاقة ابتالء ولست مستاء من قولك‪ ،‬بل‬ ‫أنا أفضل اإلرتقاء‪ ،‬وليس من صفات المعلم المتعلم‬ ‫مربي األجيال‪ ،‬أن يكون جاهل يجهل بأن قبل تقديم‬ ‫الدروس عليه‪ ،‬أن يربي ويبني النفوس نفوس تالميذه‪،‬‬ ‫المعلم يطور األمم ال يحطم وال يشتم‪ ،‬بل يشجع وأنا‬ ‫ألتمس لك عذرا يا أستاذي‪ ،‬ألنك لم تتعلم كل ذلك‪ ،‬بل‬ ‫متؤكد أنك لم تفهم تعجب األستاذ من كالم تلميذه‪ ،‬إال أن‬ ‫التالميذ قاطعوه بتصفيق حار صفق التالميذ ألحمد‬ ‫معجبين بكالمه‪ ،‬متأثرين من قوله كان ذلك اليوم يوم‬ ‫إعتذار‪ ،‬هناك من إعتذر له وهناك من تأسف وهناك‬ ‫وهناك ألف موقف حصل مع أحمد ‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫واصل أحمد طريقه في النجاحات وهاهو حقق‬ ‫انتصارات عدة كبر‪ ،‬وازداد وعيه ونضجه وشغفه‬ ‫بالحياة حبه لإلستكشاف واإلستطالع‪ ،‬وهاقد أصبح ذو‬ ‫الثالثين سنة أسس جمعية خاصة به أطلق عليها إسم "‬ ‫القلوب المعاقة"‪ .‬كانت إحدى أهداف الجمعية هي دعم‬ ‫المعاقين الذين يتعرضون بشكل مستمر للتنمر والذعر‬ ‫من المتنمرين‪ ،‬أوالئك الذين يحطمون المعنويات‪ ،‬كان‬ ‫إسمها إسم سامي يدل على الرقي والتطور‪ ،‬على حب‬ ‫الخير تقبل الغير‪ .‬حقق أحمد حلمه وتخطى بذلك‬ ‫الصعاب‪ ،‬فك ا لعقد والمعيقات التي كانت في طريقه‪ ،‬لم‬ ‫يكتفي بذلك فحسب‪ ،‬بل راح يلقي الخطابات على هؤالء‬ ‫الفئة من المجتمع‪ ،‬الذين دموعهم باتت تدمع من القسوة‬ ‫والتنمر‪ ،‬راح يحثهم على أن يكونوا أول داعم ألنفسهم‪،‬‬ ‫حدثهم كيف كان يفكر‪ ،‬كيف كان داعم حالم يحلم‬ ‫بالنجاح‪ ،‬وأخيرا حقق ذلك وارتاح‪ ،‬انشرح صدره‪،‬‬ ‫زادت خبرته‪ ،‬تعددت انتصاراته‪ ،‬لم تقتصر على شيء‬ ‫واحد‪ ،‬بل كانت ومازالت ال تعد وال تحصى ‪.‬‬

‫بقلم خوني زينب‪/‬والية بومرداس‬ ‫‪26‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬

‫صم‬ ‫ُ‬ ‫عشت حياتي بشكل عادي‪ ،‬عشت حياتي مثل أحالمي و‬ ‫بكل مكنون فؤادي‪ ،‬اشتاق حقا الى الماضي‪ ،‬انا ! ذلك‬ ‫الطفل‪ ،‬تابع حروفي ايها القارئ‪ ،‬كلما تقرأ سطر عد‬ ‫الى السطر األول من النص ‪.‬يا ليت المآسي تنتهي مثلما‬ ‫تنتهي النصوص بنقاط‪ ،‬يا ليت المعاناة تنتهي مثلما‬ ‫تنتهي المباريات و لو بضربات الجزاء‪ ،‬ايها القارئ و‬ ‫ايتها القارئة‪ ،‬ما اقوله و ما اخبرك به هو حياتي المؤلمة‬ ‫التي عشتها‪ .‬حياة مرة ومجتمع أسوء‪ ،‬انا عبدالكريم‬ ‫شعابنة‪ ،‬حامل القلم اآلن‪ ،‬كاتب خواطر و روائي‪،‬‬ ‫ادرس صيان ة األجهزة المعلوماتية والمكتبية‪ ،‬مصلح‬ ‫الكمبيوترات‪ ،‬و يوتوبر‪ ،‬من ذوي االحتياجات الخاصة‪،‬‬ ‫نقص السمع‪ ،‬نعم ايها القارئ ! و األن عد الى السطر‬ ‫األول ‪ ،‬ثم تعال لنكمل باقي االسطر و الفقرات‪ .‬يوم ‪7‬‬ ‫أكتوبر ‪ 2007‬كنت ابلغ ‪ 8‬سنوات من عمري‪ ،‬ادرس‬ ‫في السنة الثالثة ابتدائي‪ ،‬يناديني والدي من الغرفة‬ ‫المجاورة للمرة السابعة عشرة‪ ،‬لم اسمعه حتى اجده‬ ‫امامي غاضب و يصفعني ‪ ،‬ثم ينهال علي ضربا بأنبوب‬ ‫أبيض نسيت مما يتكون‪ ،‬أصبحت يدي و ساقاي خطوط‬ ‫حمراء ‪ ،‬مخلفات الضرب باألنبوب‪ ،‬ها هو يناديني مرة‬ ‫أخرى‪ ،‬أخبرتني االخت انه يناديني‪ ،‬ذهبت مسرعا‪،‬‬ ‫‪27‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫لكنه علم باألمر‪ ،‬قال لماذا ناديته ؟ لماذا تخبرينه ؟ نعم‬ ‫ايها القارئ مرة أخرى عد الى السطر األول ثم تعال‬ ‫لنكمل الباقي‪..‬‬ ‫يوم ‪ 20‬اوت‪ ، 2008‬مللت‪ ،‬ضجرت‪ ،‬تعبت‪ ،‬قدماي‬ ‫تؤلمان ني‪ ،‬المرة المئة و الطبيب المئة‪ ،‬ال شيء مفيد‪،‬‬ ‫يقترحون عملية فقط‪ ،‬يستفيد منها الطبيب لسعرها‬ ‫الطائل الهائل‪ ،‬جل ما يخرج من لساني تكرار "أرفض ‪.‬‬ ‫أرفض ‪ .‬أرفض ‪ .‬أرفض ‪ .‬أرفض" ‪ ،‬بعدها انتقلت الى‬ ‫طبيب أخر‪ ،‬في والية اخرى تبعد عن المنزل بثالثة‬ ‫ساعات و مكتب الطب يب يبعد عن المحطة االخيرة‬ ‫بساعة‪ ،‬أربع ساعات‪ ،‬وهنا التقيت بالطبيب الذي لم‬ ‫يقترح العملية ألنه يعلم ما من جدوى‪...‬‬ ‫أخبرني بها مرة و لم يلح‪ ،‬نفس الكالم نسبة نجاح‬ ‫‪ %30‬ممكن افقد سمعي لألبد إن لم تنجح‪ ،‬و اشتريت‬ ‫الحمدّلل‬ ‫آلة السمع‪ ،‬تساعدني بنسبة ‪ %30‬الى ‪ ،%50‬و‬ ‫ٰ‬ ‫و اآلن ايها القارئ عد الى السطر األول‪ ،‬ثم تعال الى‬ ‫آخر فقرة‪...‬‬ ‫نعود الى االقسام المدرسية‪ ،‬أذهب صباحا بشكل‬ ‫عادي‪ ،‬الكل يضحك علي و يناديني بـ "األطرش"‪ ،‬ال‬ ‫علينا كنت أعود أحيانا بآلة مكسورة أو مبللة و أحيانا‬ ‫‪28‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫أسترجعها من اإلدارة‪ ،‬يقوم الزمالء بسرقتها‪ ،‬أطفال‬ ‫صغار ال يعرفون شيء عن األمر‪ ،‬كنت دائما أتعرض‬ ‫الى التنمر و الضرب بكثرة‪ ،‬لدرجة اقتربت من الموت‬ ‫ال ال تقلق ايها القارئ أنا بخير‪ ،‬ألة سمعي أصبحت‬ ‫صديقتي العزيزة‪...‬‬ ‫لم يساعدني أحد مثلما فعلت هي‪...‬‬ ‫بسببها اكملت الدراسة و وصلت الى البكالوريا‪ ،‬لكن لم‬ ‫أنجح في واجتيازها مع ذلك سجلت في معهد التكوين‪،‬‬ ‫وها أنا أدرس تخصصا أعشقه كما اخبرتك في الفقرة‬ ‫االولى أ نا اكتب لك هذه األسطر‪...‬‬ ‫أرسم وأصنع فيديوهات وأصمم أغلفة و غيرها‪ ،‬نحن‬ ‫يا أخي و يا أختي ذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬نستحق‬ ‫التواجد في هذا العالم و لنا فائدة نقدمها له‪ ،‬هناك‬ ‫أشخاص من صنفنا علماء‪ ،‬وهناك من هم أساتذة‪،‬‬ ‫وهناك من هم مدراء ومسؤولين وسائقين و غيرها‪ ،‬إن‬ ‫كنت تحلم بشيء‪ ،‬ستفعله ال محالة‪ ،‬فقط كن ذو إرادة‬ ‫قوية‪.‬‬ ‫بقلم عبدالكريم شعابنة‪/‬والية جيجل‬

‫‪29‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬

‫من خفايا النجاح‬ ‫وأنا أذاكر كالعادة شعرت بتعب شديد يا إلهي لقد تعبت‬ ‫كيف سأواصل؟ المشوار ال يزال طويل أمامي والطريق‬ ‫صعب‪ ،‬هل سأستطيع أن أصل ذات يوم؟ هنا سافرت‬ ‫بي أفكاري إلى حياة الذين وصلو ونجحوا‪ ،‬وغصت‬ ‫أتمعن في طريقة نجاحهم إلى أن وصلت في األخير‬ ‫لنتيجة واحدة‪ ،‬النجاح ليس باألمر السهل كما أن‬ ‫العثرات ال تعني الفشل‪ ،‬بل منها نرسم طريق‬ ‫المستقبل‪ ...‬فالنجاح الحقيقي يأتي بعد الفشل وبعد‬ ‫المحاولة حتى إذ انطفأ الحماس لوهلة‪ ...‬عليك دوما أن‬ ‫تولد شرارة األمل‪ ...‬لتبقى طموحاتك ملتهبة بنار‬ ‫الحماس واالصرار‪...‬‬ ‫وأعلم أن المحاولة الفاشلة مفتاح باب النجاح‪ ،‬الكثير من‬ ‫يضيع هذا المفتاح ثم يشكو من صعوبة فتح الباب‪ ...‬أما‬ ‫اإلصرار فهو األمل فرشاة تلون خطايانا‪ ...‬ومهما تهنا‬ ‫في صحراء اليأس يجب أن نعلم أن هناك دائما واحة‬ ‫لألمل‪ ،‬كما ال يجب أن أسأل نفسي بهل ألنه سؤال‬ ‫باحتمالين إما نعم أو ال‪ ،‬أما ال فتؤدي للسقوط ال أريد أن‬ ‫أسقط ‪...‬يجب أن أتعلم أن أقول دائما‪ ،‬أؤمن أني سأنجح‬ ‫بقدرة هللا تعالى‪ ،‬ال أنتظر الناس ليؤمنوا بي فليس‬ ‫‪30‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫الجميع يتمنى لي النجاح هناك الحاقد والكاره والحاسد‪...‬‬ ‫إذ ما أصغيت لهم سأجد نفسي في األسفل يجب أن ال‬ ‫أهتم بآراء الناس‪ ...‬فالنقد االيجابي يزيدني قوة والنقد‬ ‫السلبي يجعلني أدرك أن ليس الجميع يحبني ‪...‬وهذا‬ ‫طبيعي فهناك من يحمل كالم الناس على عاتقه‪ ،‬ويقلق‬ ‫كثيرا بشأن انتقاداتهم له‪ ،‬فيكبر همه اتجاه الناس حتى‬ ‫تنكسر شخصيته من حديث اآلخرين‪ ،‬لكن اتساءل مع‬ ‫نفسي ما اهمية كالم الناس؟ مجرد هراء ال يغنينا وال‬ ‫يفقرنا‪ ،‬من ينجح سينجح لنفسه ومن يفشل سيتحمل ألمه‬ ‫لنفسه‪ ...‬فأين الناس في كل هذا؟ هل سيتعبون معك؟ هل‬ ‫سيساندونك؟ سيتحملون معك األلم؟ سيفرحون ألجلك؟ ال‬ ‫‪...‬ال يهمهم أمرك يطلقون كلمات ال محل لها في حياتنا‪،‬‬ ‫ويذهبون فلماذا نجعل لهم أهمية؟ ونبالغ في التفكير وهم‬ ‫ال يستحقون فاخترت أن ال أحتاج أحدا يساعدني‪ ،‬بل أنا‬ ‫من أساعد نفسي بنفسي وأحفزها‪ ،‬حتى وإن وجد سيكون‬ ‫تشجيعا لي‪ ،‬ال أكثر ال أعتمد على اآلخرين ولو بكلمة‬ ‫منهم إن احتجت نصيحة سأنصح نفسي‪ ،‬فالناس كالنار‬ ‫يبنون أنفسهم من حطامي إن أخفقت‪.....‬‬ ‫أعود للواقع ومعي جرعة لألمل تكفيني وتقويني‬ ‫ألواصل طريقي‪ ،‬وأنا أقوى من األول وعلى حسن ظني‬ ‫باهلل‪ ،‬وتوفيق من عنده فقد تعلمت أن أصنع من حلمي‬ ‫‪31‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫قضية‪ ،‬أجعل من إصراري دليال لها‪ ،‬وأحول أملي إلى‬ ‫ورقة رابحة لها في كل األحوال‪.‬‬

‫بقلم مروة بوقصير‪ /‬سوق أهراس‬ ‫‪32‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫إليك يا ذا الهمة‬ ‫مختلف‪ ،‬أجل أنت مختلف لكن إختالفك تميز يا غالي‪...‬‬ ‫أنت من دون أرجل‪ ،‬بال يدين‪ ،‬التتكلم‪ ،‬فاقد للبصر‪...‬‬ ‫لست مثل الجميع‪...‬‬ ‫أجل كل هذا إختالف كله تميز‪ ،‬كله انفراد بالقدرات ‪...‬‬ ‫صدقني يا عزيزي أن كلمة معاق‪ ،‬ليست واقعك بل هي‬ ‫إنعكاس لتفكير القائل ال أكثر‪...‬‬ ‫تفرد بفكرك يا حبيب و التجعل الحزن حليفك يوما‪...‬‬ ‫قم وتحدى‪ ،‬دع التشاؤم للحظات الفراق و إتخذ سبيل‬ ‫التفاؤل وجهة‪...‬‬ ‫كن معالجا لنفسك و إرم بأوجاعك في بئر األمل‪ ،‬كن‬ ‫أنت و ال تكن مثل الجميع‪! ...‬‬ ‫فال أكثرية توجوا بالنعيم ‪..‬هراء اآلخرين إصنع منه‬ ‫جسرا لتمر بأمان من مدينة المظاهر واإلعجاب بالنفوس‬ ‫إلى عالم آخر مليء بالحب و المودة تحت قانون‪ ،‬تفرد‬ ‫لتعش بسالم عالم ال أحد فيه سواك فأنت كون نفسك‪...‬‬ ‫‪33‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫إصنع من أحالمك كوكب لك ال يوجد فيه سوى أنت‪...‬‬ ‫عالم تنشر فيه إبتسامتك في جميع حاالتك‪ ،‬أما البؤس و‬ ‫تفاهة الدنيا‪ ...‬هما آخر همك‪...‬‬ ‫سمعت هذه الكلمات وأنا في سيارة أبي بعدما قضيت‬ ‫يوما كنت أرغب في أن أستمتع به‪ ،‬لكنني لم أذق للمتعة‬ ‫طعم فيه بل و ضعته في قائمة أسوء أيام حياتي ‪......‬‬ ‫وصلنا الى المنزل في ساعة متأخرة من الليل فطلبت‬ ‫من أمي إيصالي إلى غرفتي و وضعي على السرير‬ ‫لحاجتي الخاصة‪ ،‬إستلقيت على سريري‪ ،‬أقفلت أمي‬ ‫الباب‪ ،‬ووضعت رأسي على وسادت ي في حلم الغوص‬ ‫في بحر النوم‪ ،‬لكن موجات النعاس أبت اللحاق بي‪...‬‬ ‫لم أكن اتذكر سوى صراخ الفتاة‪ ،‬وهي تقول إبتعدوا‬ ‫عنها فهي معاقة بنظراتها المستفزة للنفس‪ ،‬وكأن المعاق‬ ‫وحش بأنياب حادة يلتهم األبرياء و يزهق أرواحهم ‪..‬‬ ‫أجل أنا ال استطيع المشي و لست مثلهم ‪!.‬لكنه ليس ذنبي‬ ‫و ال ذنب غيري‪ ،‬بل هو إمتحان هللا عز وجل لي‪،‬‬ ‫أحبني فأقعدني و صرت ال أمشي لكن الكرسي المتحرك‬ ‫عوض رجالي و الحمدهلل‪...‬‬

‫‪34‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫لماذا كل هذا التضجر من اإلختالف‪...‬؟ لما‬ ‫العنصرية‪...‬؟ وإلى متى هذا التمييز و الحكم‬ ‫بالظاهر‪...‬؟ أهو تنمر أم قلة فهم؟ ‪.....‬بقيت هذه الكلمات‬ ‫تحوم من حولي كأنها عصافير تبحث عن عشها‪ ،‬و فجأة‬ ‫جاء صوت في أذني * كن أنت !كلمة معاق ليست‬ ‫واقعك !تفرد لتعش بسالم *‪! . .. ...‬آااه إنه حديث‬ ‫الصحفية الذي سمعته في سيارة والدي‪ ،‬تذكرته كلمة‬ ‫بكلمة ‪...‬إلهي ‪!!...‬ماهذا أصبح الحديث كتسجيل صوتي‬ ‫أدخلته لعقلي ‪...‬ليلة بعد ليلة‪ ،‬كل يوم أتذكره حتى‬ ‫أدركت أن هللا قدر علي سماعه فقد تغير تفكيري‪،‬‬ ‫تغيرت حياتي‪ ،‬حتى خجلي من واقعي بات مستحيال‪...‬‬ ‫فالحمدهلل على كل نعمه و حتى إن لم أكن مثل الجميع‬ ‫فأنا مختلفة أنا‪ ،‬متميزة أنا من لديها حاجة خاصة‪،‬ألنها‬ ‫ببساطة انسانة فريدة من نوعها وليست مثل الجميع ‪...‬‬ ‫هذه هي قصتي‪...‬‬ ‫فوهللا إن حياتي تغيرت بتغير تفكيري ‪..‬فال تنتظر من‬ ‫سيأتي و يخرجك من دوامة الحزن واألسى وكن أنت‬ ‫منقذ نفسك‪...‬‬ ‫دع للسالم موطنا داخلك و حارب أعداء النجاح بثقتك‪،‬‬ ‫إنجازاتك‪ ،‬و أخالقك‪....‬‬ ‫‪35‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫ألوصيك بحالك يا ذا الهمة‪...‬‬

‫تسابيح بوعجاج‪/‬والية تيبازة‬ ‫‪36‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬

‫مرحبا‪ ....‬يسعدني التحدث معك أو معكي‪ ،‬حسنا اذن‬ ‫هممم‪ ،‬من أين أبدأ‪ ،‬قصتي بسيطة لكن لم تنتهي‪ ،‬عندما‬ ‫ُخلقنا في أرحام امهاتنا لم نختر كيف سيكون شكلنا او‬ ‫جنسنا او حتى مرضنا‪ ،‬كل شخص في هذا العالم‬ ‫مختلف‪ ،‬كلنا نتميز باختالفنا‪ ،‬االمر ليس سيئا‪ ،‬كل ما‬ ‫في األمر نظرات الناس عنا هي ما تخلق ذلك التعقيد في‬ ‫أنفسنا‪ ،‬تجعلنا نشعر بأننا ناقصون‪ ،‬تبدأ قصتي في‬ ‫المرحلة الثالثة من التعليم االبتدائي أ ول سنة بدأنا تعلم‬ ‫اللغة الفرنسية التي اغلبنا ال يحبها‪ ،‬أتذكر هذا كأنه‬ ‫اليوم‪ ،‬نادتني معلمتي لكي أقرأ الجملة عندما وقفت لكي‬ ‫اقرأها شعرت بتوتر و الخوف بسبب أنني لم أستطع‬ ‫رؤية الجملة كنت أحاول بشدة النظر لكن‪ ،‬كان هنالك‬ ‫ضباب أجتاح عيناي تلعثمت في الكالم ثم هزمتني‬ ‫دموعي بسبب نظرت الطالب عني‪ ،‬طلبت مني الجلوس‬ ‫في مكاني مجددا‪...‬‬ ‫استمريت على هذا الحال لمدة أسبوع في يوم الثالثاء‬ ‫بعد المدرسة‪ ،‬طلبت مني معلمة الفرنسية أن تحضر‬ ‫أمي على الساعة الثانية زواال‪...‬‬ ‫ذهبت معها آنذاك‪ ،‬لتخبرها انني ال أنظر جيدا‪ ،‬في‬ ‫اليوم الموالي اخذتني أمي لطبيبة العيون اجرت فحصا‬ ‫على عيني ‪ ،‬لتقول لها " احسنتي في المجيء لو تأخرتي‬ ‫ألصيبت ابنتك بالعمى " كان نظري أشبه بالعمى‪ ،‬كل‬ ‫‪37‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫شيء‪ ،‬أعني هذا حرفيا ً كف يدي لم أستطع رؤيتها‪،‬‬ ‫عندما سمع أفراد عائلتي من أعمامي و عماتي و‬ ‫أ والدهم حتى في المدرسة بدأوا بالتنمر علي " العمية ‪،‬‬ ‫بو نواظر " أعني فتاة بعمر ‪ 7‬اعوام سوف تكتئب‬ ‫بسبب هذه األلقاب الغبية‪ ،‬ثم أبدأ بالبكاء دون توقف‪،‬‬ ‫أخبرتني معلمتي ان فقدان شيء البصر والتزام إرتداء‬ ‫نظارة ليس بالشيء المحرج أبدا‪...‬‬ ‫كانت تقص علي قصص أشخاص صغار أو كبار انهم‬ ‫أصيبوا بالعمى لم ييأسوا من الحياة وإنما حمدوا هللا‬ ‫عليها ‪ ،‬ألنه مقدر لهم ان يعيشوا هكذا ‪ ،‬كالمها حفزني‬ ‫كي أ تصدى التنمر و االزعاج من الناس‪...‬‬ ‫وإلى يومنا ه ذا عشر سنوات ومازلت أرتدي نظارات‬ ‫و نظري مازال ضعيفا‪...‬‬ ‫العبرة من قصتي ببساطة أن اإلعاقة في جزء من‬ ‫أجسامنا ليست شيء محرج أو عيبا‪ ،‬خلقنا هللا هكذا‬ ‫بنواقص‪ ،‬و يجب علينا تقبل هذه النواقص و حمده‬ ‫عليها‪ ،‬اإلختالف أحيانا يصنع فارقا و تنوع في‬ ‫المجتمع‪ ،‬و هذا ما يجعلنا مميزين عن بعض الناس‪.‬‬

‫بقلم أسماء عمورة‪/‬والية الجزائ ر‬ ‫‪38‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬

‫تقبل نفسك‬ ‫لكل من يملك عيبا أو باألحرى خلقا غير كامل في جزء‬ ‫من جسمه أود أن أخبرك بشيء‪ :‬أال و هو أنك ترتكب‬ ‫خطأ في حق نفسك و هو ظنك الشديد أن جميع الناس‬ ‫تكرهك و تنظر إليك بنظرة شفقة‪...‬‬ ‫صحيح أن الكلمات التي نقولها تفعل الكثير إنها تلمس‬ ‫وتُغرق وتُنقد وتُدفئ‪ ،‬تجعلك تطير و أحيانا تلصقك في‬ ‫األرض لتتمزق وتتألم كثيرا‪ ،‬لكن لست مرغما على‬ ‫تقبل تلك الكلمات الفشل هو من اختيارك و لكنك لست‬ ‫مجبرا عليه أيضا‪...‬‬ ‫يمكنك بسهولة أن تنخرط في المجتمع مع مختلف الناس‬ ‫التي تحبك كما أنت‪ ،‬الواقع ال يفرض عليك شيئا أنت لن‬ ‫تستطيع تقبله أو ما شابه‪ ،‬لكن ا لمعظم منهم يخشى‬ ‫صحبة ترافقه ألنه يشعر كونه عاجزا و ناقصا في‬ ‫جسمه و أنه يملك إعاقة تعجزه عن كل ش يء‪ ،‬كما ندرك‬ ‫جيدا مدى التواصل وسوء التفاهم و فقدان الثقة الناتجين‬ ‫عن عالقة سيئة‪...‬‬ ‫لماذا ال يتمسك كل أحد بحبه لنفسه؟ لماذا عليك دوما‬ ‫اتخاذ ٱراء الناس كقرار لك؟‪..‬‬ ‫‪39‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫لماذا عليك أن تعيش في حزن من كمية التنمر الذي‬ ‫يعترض طريقك؟‪...‬‬ ‫يجب عليك فقط أن تمنح فرصة لنفسك دوما مهما‬ ‫مررت من صعاب‪ ،‬ي جب عليك أن تسعى لتحقيق‬ ‫أهدافك وكل أحالمك‪ ،‬إنسى ذلك التنمر وإعتبره مجرد‬ ‫كلمات لم تبالي بها أبدا‪...‬‬ ‫إصنع لنفسك عالما خاص‪ ،‬عالما ترى فيه نفسك مثاليا‬ ‫ناجحا طموحا و مكافحا‪ ،‬تمسك بالصديق والقريب الوفي‬ ‫عوضا عن الوجوه المزيفة‪ ،‬واألهم من كل هذا تعلم‬ ‫كيف تتقبل نفسك بكل مميزاتها وعيوبها‪...‬‬ ‫تعلم كيف تأخذ الحب و تمنحه دون مقابل‪...‬‬ ‫تعلم أن تحافظ على نفسك وتغيرها لألفضل‪...‬‬ ‫تعلم أن الذي خلقك يحبك كما أنت ولن ينساك أبدا‪.‬‬

‫بقلم هديل رباح ‪/‬قسنطينة‬ ‫‪40‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬

‫أنا‬ ‫عندما تقف األحالم بيدي ‪...‬تبقى الذكريات هي‬ ‫موعدي ‪...‬كانت قيود األهداف مسامع الخلق!‪...‬‬ ‫تتالطف فيه مواعد الرزق !‪...‬أصناف بال موعد ‪...‬‬ ‫أصناف طريق تقودك نحو النجاح ‪...‬بداية من أشخاص‬ ‫إستهدفوك !‪ ...‬إستهدفو فشلك … !!أعرف كيف أجلب‬ ‫سعادتي؟؟ … ال يهمني … !!كيف تراني؟؟ … !المهم‬ ‫أنني طموحة بأهدافي … لم تعيقني إعاقة في جسدي !…‬ ‫ألخبرك أنها المحفز األول … آه‪ ،‬كم يحزنني أمرك؟ …‬ ‫تريد إضعافي بأقوالك عن هذه اإلعاقة التي ال تستحق‬ ‫كل هذه الثرثرة … يا صديقي عليك أن تعلم أنني لم‬ ‫أخلق ألكون مجرد أنثى … !فالحياة تستحق أهداف عالية‬ ‫…تستحق أن تعيش أكثر سعادة” … تستحق أن تكوني‬ ‫نجمة يستحيل الوصول إليها …“ هناك من يقف‬ ‫أمامك؟؟؟ … ويستحيل نسيان ذلك … !ه ه ه أنا لم أفكر‬ ‫يوما؟؟ … أنني سأكون هنا … أحمل قلما بيدي … أكتب‬ ‫قصة نجاح عابرة ثقتي بنفسي كانت نموذج ورمز‬ ‫المعاني … ! عشت قصة نجاح ال تنسى … وال يهون لي‬ ‫نسيانها … هكذا … !تكون السعادة … عندما تحقق‬ ‫‪41‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫أصغر إنجزاتك إجعل من راهن علي فشلك … يفقد‬ ‫الذاكرة من كثرة نجحاتك … هكذا أنا؟؟؟ … مهما سعيت‬ ‫لتحطيم هدفي … ستخسر الكثير والكثير!…‬

‫بقلم صفية دراز‪ /‬الشلف‬ ‫‪42‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬

‫قصة نجاح‬ ‫بكلمة النجاح ال تستهين‪ ...‬لكن في المقابل إياك أن‬ ‫تستقيل ‪...‬النجاح ال يولد مع البشر بل هم‬ ‫صنعوه‪...‬تحدو العالم ليصلوه ‪...‬من يلهو ليال‬ ‫ونهارا‪...‬من يتبع أسهل الطرق ‪...‬من يتوقف عند‬ ‫مفترق الطرق ‪...‬من يستسلم عند أول حجرة تعرقل‬ ‫طريقه ‪...‬كيف له أن يقول عن النجاح مستحيل ‪...‬من‬ ‫أعطاه الحق أن يكون مصدر تشاؤم للصاعدين ‪...‬لم‬ ‫تكن ولن تكون اإلعاقة سبب في فشل الحالمين ‪...‬من‬ ‫أراد النجاح سار مع األولين ‪ ...‬تجاهل كالم المتنمرين ‪...‬‬ ‫كان جدارا ال يكسره المعرقلين ‪...‬إجعل من إعاق تك‬ ‫مصدر قوة ويقين ‪ ...‬فهي إختبار من هللا للصابرين ‪...‬‬ ‫فيها حكمة وعبرة للباقين ‪...‬كي تكون ناجحا يجب أن‬ ‫تذوق طعم التعب ‪...‬أن تذرف دموع اإلشتياق ‪...‬أن‬ ‫تشعر باإلرهاق ‪...‬أن تتنازل عما تهواه وتوقن أنك في‬ ‫النهاية ستلقاه ‪ ...‬أن ترفع راية الكفاح‪...‬وتثبت أنك‬ ‫شخص يستحق الفالح ‪...‬السقوط سيعلمك كيف تقف من‬ ‫جديد ‪...‬الوقوع في نفس األخطاء لن تعيد ‪...‬المشاكل‬ ‫ستجد لها الحل وإن كان وحيد ‪...‬اإلعاقة لن تمنعك من‬ ‫تحقيق ماتريد ‪...‬أهدافك ستصل إليها وإن كان المسار‬ ‫بعيد ‪ ...‬هذا شعاري ٱردده إن كنت حزينا أو سعيد ‪...‬أن‬ ‫‪43‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫تتخلى عن حلمك كأن يمنعك خوفك من شوكة صغيرة‬ ‫أن تقطف أجمل وردة في البستان‪ ،‬وتنعم برائحتها‪،‬‬ ‫وتتغنى بجمالها الفتان ‪.‬برجل واحدة وصلو إلى قمم‬ ‫الجبال ‪...‬بيد واحدة غاصوا الى أعماق البحار ‪...‬فقدوا‬ ‫األبصار وكانوا ممن توجو بتاح الوقار ‪...‬في طريقنا‬ ‫لتحقيق األحالم نمشي على بساط مليء باألشواك‪،‬‬ ‫تغزوه األفخاخ لن يتمنى لك أحد النجاح ال تنتظرأن‬ ‫يصفق لك الجيران‪...‬ويهتف بإسمك العديان‪...‬لتعلم أنك‬ ‫تستطيع اإلكمال ‪ ...‬كن بطل نفسك‪...‬إسعى ألجلك‪...‬‬ ‫إعاقتك مصدر قوتك‪ ...‬التهتم لرأي غيرك‪ ...‬فإسعادهم‬ ‫غاية التدرك ‪...‬في نهاية المشوار‪...‬على منصة‬ ‫التكريم‪...‬تتغير نظرة الكثيرين ‪...‬على شريط الوصول‬ ‫تنسينا رائحة الفوز وطعم التفوق كل المأساة ‪...‬تمحو‬ ‫ذاكرتنا كل ما فات‪...‬لتوفر المساحة لإلنتصارات ‪...‬‬ ‫ستغمرك بهجة وفرحة لن يفهمها إال من ذاق ‪...‬ستعلم‬ ‫أن ماقدمته كفيل‪...‬بأن يصنع منك بطال‪...‬التقهره كلمة‬ ‫"مستحيل "اإلعاقة إعاقة تطور وتفكير‪...‬وليست في‬ ‫حركة يد أو رجل أوعضو من األعضاء ‪...‬هذه نصيحة‬ ‫مقتبسة من أناس تعلموا عيش الحياة ‪...‬تحدو اإلعاقة‬ ‫وأثبتو أن النجاح اليتوقف عند البالء ‪...‬إليك يا من تحلم‬ ‫بالعالي ‪...‬إليك يا من تجهل حقيقة نفسك ‪...‬يا من تريد‬ ‫‪44‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫تفجير طاقتك ‪...‬يا من تعمل على ترسيخ بصمتك ‪...‬‬ ‫إليك يا من تؤمن بقدرك وتهدف نحو حلمك ‪...‬خذ هذه‬ ‫القصة كبداية وال تتوقف حتى النهاية‪..‬‬

‫بقلم خولة بن عياش‪ /‬باتنة‬ ‫‪45‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬

‫فخر العرب‬ ‫الهمم‪...‬‬ ‫ال تجعل اإلعاقة تنسيك ألفا من ِ‬ ‫كنت جالسة أحمل هاتفي أتصفح األخبار‪ ،‬فجأة إذ بأبي‬ ‫علي لكي أشاهد حصة دينية تقدم مسابقة مزامير‬ ‫ينادي ّ‬ ‫داوود‪ ،‬جلست أشاهد‪ ..‬وماهي إال دقائق معدودة‪ ..‬نادى‬ ‫المذيع رضوان على المتسابق التالي "عبد الرحمان‬ ‫صيد" من والية ميلة لكنه أضاف إلى كالمه كلمة‬ ‫كفيف‪ ،‬أخذني الفضول ألسمع تالوته‪...‬‬ ‫بدأ عبد الرحمان يرتل آيات من القرآن الكريم‪...‬‬ ‫إنحبست دموعي بين رموشي صوت مثل نسيم‬ ‫الصباح‪ ..‬شعور يأخذ بك إلي بحار الخشوع‪ ..‬ذاك‬ ‫الصوت الذي دفع بي إلي أن أخط بقلمي وأحاول‬ ‫التحدث عن فخر العرب "عبد الرحمان صيد "عبد‬ ‫الرحمان شبل صغير من والية ميلة‪...‬‬ ‫أخذ هللا حبيبتيه منه‪ ،‬لكن عوض هللا أجمل‪ ،‬عوضه‬ ‫المولىﷻ بشيء أعظم‪ ..‬أال وهو القرآن الكريم‪ ..‬رغم‬ ‫فقدان بصره لكنه يحفظ القرآن بصوت شجي وقد قال‬ ‫تعالى«و َل ِكن َ‬ ‫وب التِي‬ ‫ار ول ِكن تَ ْع َمى القُلُ ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫ال ت ْع َمى االب َ‬ ‫صدُور» ‪ ،‬يتميز عبد الرحمان بوجه بشوش‪...‬‬ ‫في ال ُ‬ ‫‪46‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫حيث تجده دائم اإلبتسام‪ ،‬يحمد هللا في كل وقت‪ ،‬يحمل‬ ‫معه مسبحة في يديه الصغيرتين يذكر هللا بها‪ ،‬وهبه هللا‬ ‫صبرا ونجاحا يخطو معه في كل خطوة يخطوها‪،‬‬ ‫إصطفاه هللا من بين آالف األشخاص لكي يحمل كتابه‪،‬‬ ‫إنه كفيف لكنه دائما متقدم‪...‬‬ ‫هناك الكثير ممن فقدوا أبصارهم فيأسوا وباتت حياتهم‬ ‫بائسة‪...‬‬ ‫لكن هذا الشبل جعل في تلك اإلعاقة بساتين مخضرة و‬ ‫ورودا مزهرة‪ ..‬عندما يبدأ التالوة تشعر وكأنك في‬ ‫الجنة‪ ،‬رغم بصره لكنه يحاول وال يدع مجاال‬ ‫لإلستسالم‪...‬‬ ‫دائما يبهر اللجنة بسالمة مخارج حروفه‪ ،‬رغم‬ ‫الصعوبات التي يواجهها لكن ظل صامدا شامخا بهممه‬ ‫ولم يستسلم من تحقيق هدفه‪ ،‬وقد فاز بالمرتبة األولى‬ ‫على مستوى الجزائر‪ ،‬أبكى لجنة التحكيم‪ ،‬وتقدم على‬ ‫من إمتلك البصر‪ ..‬هذا هو النموذج الذي يُقتدى به‪ ..‬إنه‬ ‫ي‬ ‫لشرف عظيم للعرب عامة وللجزائر خاص *أنت قو ٌّ‬ ‫ومثال للتحدي رغم اإلعاقات فال تفشل*‬ ‫بقلم ايمان تيكودان ‪/‬والية ميلة‬ ‫‪47‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬

‫صبر جميل‬ ‫انا من قالوا عني معاق‪....‬‬ ‫فقط ألنني ضرير أو بال ذراع أو ساق ‪...‬‬ ‫وأني بغيري ابدا ال أستطيع اللحاق‪...‬‬ ‫فرحت أدعو ربي ليل نهار أن يعجل الفراق ضحكتم‬ ‫عني‪...‬إبتعدتم عني بل أبعدتم الكل عني‪...‬‬ ‫جعلتم مني شبحا‪ ،‬فتمنيت منيئتي أنا لم أركض يوما فقد‬ ‫كبلت قدماي في كرسي كأنني مذنب‪...‬‬ ‫وكان هو عقاب خطيئتي انا لم أعرف اللون األبيض‬ ‫من األسود أنا لم أسمع صوت شالل الماء وال زقزقة‬ ‫الطير وال صوت الهدهد‪...‬‬ ‫لم أر والدتي سوى أنني أ تحسس تفاصيل وجهها‬ ‫وأمسح دمعها ‪...‬‬ ‫بكيت ثم تعلمت فتغيرت حاولت فشلت فحاولت‪...‬‬ ‫وقعت فنهضت وحاولت حاولت‪...‬‬ ‫إلى أن نجحت تقدمت وكافحت فوصلت ‪...‬‬ ‫‪48‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫ألم األمس نجاح اليوم لم أسمع ولم أر ولم أقف‪...‬‬ ‫لكن والديا سمعوا ورأوا أما أنا ففرحتي كانت‬ ‫بمصافحتهم لي ومسحهم على رأسي افتخارا بي‪...‬‬ ‫أنا من ال عنوان يحكي هويتي سوى نجاحي‪..‬‬

‫بقلم صوالح عصماء ‪/‬والية باتنة‬ ‫‪49‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬

‫صراع وتحدي ونجاح‬ ‫ال شك أن المجتمع العربي في نظرته للمعاقين‪ ،‬هي‬ ‫سلبية وخاصة الشخص الكفيف أي المعاق بصريا‪ ،‬ال بد‬ ‫أننا على العالم األزرق‪ ،‬قد تعرفنا على أشخاص معاقين‬ ‫أو في يومياتنا حاولنا في الوهلة األولى من التعارف‬ ‫التقرب منهم‪ ،‬ولكن بعد أن نضمن تعلق ذاك المعاق فينا‬ ‫وعلمنا بإعاقته ننفر منه‪ ،‬وكانه َن ِك َرةً فاإلنسان المعاق‬ ‫هو في مجتمعنا العربي هو مجنون ال مكانة له حتى من‬ ‫أنجبه لهذا العالم ينبذه ‪...‬‬ ‫علما أ ن المعاق بصريا هو بشر وإعاقته هي من عند‬ ‫خالقي وخالقك‪...‬‬ ‫أتحدث في قصتي عن الكفيف او األعمى بصف ٍة خاص ٍة‬ ‫كوني أتمتع بكف البصر سامح هللا وا ِلديّا اللذان ربياني‬ ‫بعلل كثيرة صوروا لي العالم به وحوشا بشريا‬ ‫وكبرت‬ ‫ٍ‬ ‫دمروا فيا شخصيتي‪ ،‬وكم حاولوا وهذا ما اعتقدوا‪ ،‬لكن‬ ‫هللا معي يدعمني يقويني فالحمد هلل انني حرة ابية‪...‬‬ ‫فالعز لي والعلم لي والعالم لي ولن يكسر عزيمتي أو‬ ‫ينبض‪ ،‬ولن أراعي هذا‬ ‫إرادتي أحد‪ ،‬ما دام القلب‬ ‫ُ‬ ‫المجتمع المنحل ألكون قوية‪....‬‬

‫‪50‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫سأعمل وأدرس وأكافح لئال يذلني جهالة البشرية في‬ ‫أحد البلدان تعيش فتاة كفيفة البصر تدعى َرنا مع عائلتها‬ ‫الصغيرة المتكونة من سبعة أفراد كانت َرنا فتاة ذكية‪،‬‬ ‫سر‬ ‫قوية وصادقة‪ ،‬ولكن كان في حياتها شخصا دائما يُ َك ّ‬ ‫عزيمتها إنها والدتها‪ ،‬لكن والدها كان دائما يشد بيدها‬ ‫الى أحالمها‪...‬‬ ‫في أحد األيام كانت َرنا تُجالس كتابا قد أ ُ ْر ِسل لها من‬ ‫مدرس ٍة كانت في السابق تدرس بها‪ ،‬كان الكتاب يتحدث‬ ‫عن المعاق ذهنيا بعد أن أكملته قررت الولوج الى‬ ‫المعهد الخاص بتعليم وتطوير المعاقين بالعاصمة‪...‬‬ ‫ولكن أمها وقفت ضد إرادتها‪...‬‬ ‫وفي يوم كان الجو ممطر شاءت األقدار أن تقوم والدة‬ ‫َرنا برمي أدوات زوجها في سطح المنزل‪ ،‬فتبللت كل‬ ‫األدوات وأصيبت بالتلف‪ ،‬وبعد أيام طلب أحد الجيران‬ ‫من والد َرنا معروفا فلم يرده ودخل بيته مسرعا‪ ،‬وطلب‬ ‫من زوجته تلك األدوات التي رمتها في السطح للمطر‪..‬‬ ‫صعدت َرنا للسطح حتى تجمعها وتأتي بها‪ ،‬لكنها‬ ‫إكتشفت أن الماء يُغ ِ ّ‬ ‫َط األدوات فخافت من والدها‪ ،‬ولم‬ ‫تأتي بها ونزلت ووجهها متجهما في حيرة‪ ،‬سألها والدها‬ ‫فقالت‪ :‬لم أعثر على شيء ربما تغير مكانها فأنا عمياء ‪.‬‬ ‫‪51‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫بقي الحال على ما هو عليه أليام وزاد حقد والدة َرنا‬ ‫على زوجها وإبنتها العمياء ‪...‬‬ ‫عرفت َرنا بما تضمره والدتها فاستغلت الوضع وأعادت‬ ‫طلبها لوالدها‪ ،‬فأمرها بتجهيز نفسها للسفر‪...‬‬ ‫ول كن أمها وقفت في طريقها مرة أخرى‪ ،‬لكن السيد‬ ‫مسعود لم يأ به لها وبعد أيام خرج من المنزل وبصحبته‬ ‫‪...‬‬ ‫َرنا إجتازت َرنا إمتحان القبول وربحته وبعد ثالثة‬ ‫سنوات عادت الى منزلها‪ ،‬وبيدها شهادة في عل م النفس‬ ‫فتحت عيادتها الخاصة وكان النجاح يرافقها وبعد سنة‬ ‫دون أعمالها األدبية‪ ،‬التي تآكلها غبار‬ ‫راحت َرنا ت ُ ّ ِ‬ ‫النسيان‪...‬‬ ‫لكنها فشلت فشال ذريعا‪ ،‬فقررت وصممت رغم‬ ‫إ نشغالها بمرضاها ببداية عمل جديد وهو إ نشاء دار نشر‬ ‫خاصة بها‪...‬‬ ‫بدأت البحث ودراسة الموضوع‪ ،‬حتى جمعت قدرا من‬ ‫المعلومات على هذا المشروع‪...‬‬

‫‪52‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫في أحد األيام إستئذنت َرنا من والدها وخرجت مبكرة‬ ‫مستقلة سيارة أجرة إلستخراج وثائق ثبوتية وأخرى‬ ‫للمشروع‪ ،‬وبينما كانت منكبة على جمع األوراق‬ ‫صادفتها مشكلة‪ ،‬كانت تحسبها عويصة إال أن أحد‬ ‫الموظفين أخذ بيدها ودعمها ووقف بجانبها وقضا من‬ ‫وقته شهران حتى وقف المشروع على ساقيه‪ ،‬وكان هذا‬ ‫الموظف الذي يدعى سامي هو المدير التنفيذي لدار‬ ‫النشر الجديدة‪ ،‬وإشتهرت بأعمالها الراقية وسط البالد‬ ‫وإما َرنا فقد عادت الى عيادتها وكان سامي يتردد على‬ ‫عيادة َرنا بحجة الغداء معها‪...‬‬ ‫رأيتها إعادتها الى المنزل‪ ،‬أ و توقيع بعض األوراق او‬ ‫حضور إجتماعات‪ ،‬وفي الحقيقة كان يتقرب منها فهو‬ ‫وأشهر قليلة أخبرها‬ ‫معجبا بها منذ رأيته لها وبعد أسابيع‬ ‫ٍ‬ ‫بما يحمله قلبه لها‪ ،‬فرحت وزفت الخبر الى إبنة عمتها‬ ‫التي قامت بأخبار والد َرنا السيد مسعود عارض في‬ ‫الوهلة األولى‪ ،‬لكنه تراجع وعدل عن رأيه بعد رأيته‬ ‫لدموع ابنته‪ ،‬وما هي إال سنة من إنشاء دار النشر حتى‬ ‫ُزفَّت َرنا الى سامي وسط جمعا من األهل وفرح كبير‬ ‫وسافرت العروس بعد العرس مع عريسها الى سويسرا‬ ‫للعيش هناك وبعد مرور سبعة أشهر ُر ِزقت َرنا وسامي‬ ‫ميليس وفادي‪..‬‬ ‫بتوأم جميل سُ ِّمياهما‬ ‫ْ‬ ‫‪53‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫أما سامي فقد أصبح رجل أعمال كبير في إدارة أموال‬ ‫زوجته َرنا وكانت األسرة جد سعيدة‪.‬‬

‫بقلم ريم األصيل ‪/‬الجزائر‬ ‫‪54‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬

‫تحدي نور القدر‬ ‫في مدينة ريفية كان هناك عائلة فقيرة تعيش حياة قاسية‪،‬‬ ‫لكن بالنسبة لهم كانوا راضين بحالهم وحامدين هللا ‪...‬‬ ‫هذه العائلة لم يرزقهم هللا بأوالد‪ ،‬رغم أن هذه النعمة‬ ‫أمنية كل زوجين‪ ،‬إنتظروا سنوات عدة بدون جدوى‪...‬‬ ‫إيمانهم باهلل كان يزداد يوما بعد يوم وثقتهم باهلل تقوى‬ ‫كما كان الحال لم يخيبهم هللا ‪...‬‬ ‫وشاءت األقدار وأصبحت هذه العائلة تنتظر مولودها‬ ‫الجديد الذي جاء بعد إنتظار طويل‪ ،‬دام أكثر من‬ ‫‪20‬سنة ‪..‬‬ ‫أنجبت األم مولودها الذي كان فرحة كبيرة لها ولي أبيها‬ ‫حيث رزقهم هللا بنت مثل الشمس في جمالها‪ ،‬والتي‬ ‫أضاءت حياة هذه العائلة بوجودها وقرروا أن يكون إسم‬ ‫هذه البنت *نور القدر*ألنها جاءت بعد إنتظار طويل‬ ‫وبعد معاناة‪...‬‬ ‫تمر األيام والشهور في أحد الليالي ساءت حالة نور‬ ‫القدر للدرجة أنها أغميا عليها ولم تفتح عينيها‪ ،‬مما جعل‬ ‫األبوين يخافا على إبنتهما الوحيدة حاولوا أخذها إلى‬ ‫مستشفى‪ ،‬لكن بحكم أنهم في منطقة ريفية تأخرت العائلة‬ ‫‪55‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫في نقلها للعالج‪ ،‬عند وصولها قال األطباء أن حالتها‬ ‫حرجة جدا‪ ،‬ألن درجة الحرارة عندها مرتفعة‪ ،‬مما‬ ‫جعل نور القدر تفقد بصرها نهائيا‪ ،‬وأنها مستحيل أن‬ ‫ترجع لحالتها الطبيعية‪..‬‬ ‫كان هذا الخبر كصاع قة على أهل البنت حزنوا كثيرا‬ ‫من شأن مستقبل نور القدر ‪...‬‬ ‫ومن نظرة المجتمع لها ‪...‬ثم قالوا كل شئ يأتي من عند‬ ‫هللا نقبل بيه وحمد هلل ‪ ..‬بدأت البنت تكبر وبدأت تكتشف‬ ‫الحياة بحلوها ومرها ‪...‬‬ ‫في أحد األيام فكروا الولدين بإدخال ابنهما للمدرسة‪،‬‬ ‫لكي تتعلم ويكون لها نصيب من التعليم‪ ،‬لكن نظرة‬ ‫المجتمع كانت قاتلة بسبب إعاقتها الدائمة‪...‬‬ ‫جهزت نور القدر نفسها ألول يوم لها في المدرسة‬ ‫وكانت السعادة تغمرها‪ ،‬ألنها سوف تبدأ في تحقيق‬ ‫أحالمها ‪..‬‬ ‫عند دخلوها لم يتقبلها أحد كلهم سخروا منها‪ ،‬ألنها‬ ‫ضريرة في بداية األمر لم تفهم نور القدر شئ‪...‬‬

‫‪56‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫لم تفهم مايدور من حولها‪ ،‬كانت في كل مرة تتلقى‬ ‫اإلهانة من طرف زمالئها في المدرسة وتسكت‪ ،‬وعندما‬ ‫ترجع إلى المنزل تبدأ بالبكاء وتقول *ماذنبي أنا*ماذنبي‬ ‫أنا *كانت تردد هذه العبارة دائما‪ ،‬الحظا األب واألم هذا‬ ‫األمر‪ /‬لكن قالوا ربما من ضغوطات االمتحانات‪...‬‬ ‫ذات مرة كا نت نور القدر مع والدتها في سوق لشراء‬ ‫أغراض تنقصهم‪ ،‬حتى مرت عليهما إحدى زميالتها في‬ ‫المدرسة وقالت أمي أنظري *الضريرة*هناك‪ ،‬بهذه‬ ‫العبارة الجارحة‪...‬‬ ‫سمعت األم هذه الجملة لم تتحمل ما سمعت وقامت‬ ‫بتوبيخ تلك الفتاة قالت لها‪:‬صحيح ابنتي ضريرة ال‬ ‫ترى‪ ،‬ولكن ترى بقلبها النظيف وأظن اإلعاقة ليست‬ ‫عند إبنتي وإ نما لديك وأ مسكت بيدي نور القدر‪ ،‬وتركتها‬ ‫وحين عودتها للبيت‪ ،‬إ نهارت بالبكاء ونور القدر تبكي‬ ‫معها‪ ،‬وتقول‪ :‬لها أمي التبكي أنا راضية بحكم هللا‪ ،‬وال‬ ‫يهمني كالم الناس ‪...‬‬ ‫نور القدر كانت تشعر بهذه األمور وتجعل نفسها التفقه‬ ‫شئ‪...‬‬

‫‪57‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫ساءت األوضاع كثيرا للدرجة حاولوا‪ ،‬طرد نور القدر‬ ‫من المدرسة رغم أنها متفوقة‪....‬‬ ‫إال أن هذا لم يكن كافيا لديهم مثل هكذا بشر يكفيهم‬ ‫شخص كامال‪ ،‬لكي يستطيع تكميل مسيرته دراسية مع‬ ‫األسف‪ ،‬ال يهتمون لحاالت مثل نور القدر‪...‬‬ ‫والديها لم يكونوا راضين على مايحدث مع وحيدتهما‪،‬‬ ‫قرروا أن ينتقلوا من تلك المنطقة الظالمة التي لم تتقبلهم‬ ‫وفي نفس الوقت لضمان مستقبل إبنتهما‪...‬‬ ‫هاجرت العائلة تاركة ورائها كل شئ تاركينا حياتهم‬ ‫تاركينا كالم الناس القاهر ابدأ حياة جديدة‪...‬‬ ‫عندما وصلوا إلى مدينتهم الجديدة وجدوا أناس مختلفين‬ ‫كثيرا في معاملتهم وإحترامهم الجليل ‪..‬‬ ‫في ذلك الحين فرحوا كثيرا‪ ،‬أدخلوا نور القدر في‬ ‫مدرسة جديدة خاصة بالمكفوفين‪...‬‬ ‫وحاولوا إعطاء ابنتهما جرعة من التفاؤل والقوة وأنها‬ ‫قادرة على التحدي والصمود ‪.‬‬ ‫واصت تعليمها وكانت ككل مرة تثبت نفسها‪ ،‬أواللنفسها‬ ‫وثانيا للمجتمع أنها قادرة على اإلستمرار رغم فقدانها‬ ‫‪58‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫لبصرها‪ ،‬حيث بإرادتها ودعم والديها حفظت كتاب هللا‬ ‫كامال بكل أحكامه وأكملت رحلتها التي كانت كلها تعب‬ ‫ومشقة‪ ،‬لكن في نفس الوقت مغامرة رائعة ‪...‬‬ ‫إستطاعت بشخصيتها العفوية والمرحة تكوين‬ ‫أصدقاء‪...‬‬ ‫حيث كان لنور القدر سمعة طيبة في محيطها وكانت‬ ‫أنهت مرحلتها الجامعية‪...‬‬ ‫أصبحت أستاذة رياضيات بجدارة‪ ،‬ألنها كانت محبة‬ ‫كثيرا لألرقام والحسابات‪ ،‬وخاصة أن هذه المادة تتطلب‬ ‫الذكاء والتركيز‬ ‫رغم إعاقتها (عدم الرؤية )إال أنها برهنت للعالم بأنه‬ ‫تحقيق األحالم اليقتصر على األشخاص األصحاء فقط‬ ‫وإنما لذوي الهمم أيضا لديهم نصيب‬ ‫كان والدي نور القدر فخورين بإبنتهم وإلى ماصلت‬ ‫إليه‪...‬‬ ‫لهذا كل من لديه حلم خاصة ذوي الهمم عليهم بمواصلة‬ ‫الطريق بالتحدي والصمود‪ ،‬وأن يكون لديهم قوة‬ ‫وإصرار وأن يثقوا في أنفسهم أنهم قادرين على النجاح‪.‬‬ ‫‪59‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬

‫بقلم مصطفاي خديجة والية ‪/‬تيارت‬

‫‪60‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬

‫كُن قويا ً و إغلب ظروفك‬ ‫!اليوم‪ ،‬ها أنا أخيرا أحتفل بحفاوة بسعادة وسرور‪ ،‬و‬ ‫إبتهال من بعد غفاوة بعد إنتصاري و نجاحي ضد‬ ‫الشقاوة في وجه ذلك العذاب المريب و المرارة ضد‬ ‫االحتقار والمهانة‪ ،‬والذ ِل ودموع العين الغزيرة الشاللة‬ ‫‪...‬‬ ‫فأنا من تحديت األحزان واآلالم و وقفت في وجه الداء‬ ‫واألسقام‪ ،‬وجها لوجه ضد المجتمع ال ُمالم َّ‬ ‫الظالم‪...‬‬ ‫سر الخاطر و‬ ‫ِ‬ ‫المحط ُم للنفس و كائن اإلنسان من يك ُ‬ ‫اإلنسي ذليل م َّهان‪...‬‬ ‫يجعل‬ ‫ُ‬ ‫و يحفر اإلكتئاب في جوف األوطان داخل القلوب و‬ ‫يسر ُق األلوان‪...‬‬ ‫ِ‬ ‫من يدّعي ال ِسل َّم و ي ُم ُد يده للفقير الجوعان من ينادي‬ ‫باإلنسانية و يعطف على المريض الضعفان ‪...‬‬ ‫وينبتُ في صدره الياسمين والريحان‪...‬‬ ‫وهو بسبب ِه يكبٌر الصغير والكبير بردان‪...‬‬

‫‪61‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫الشوك وهو يمشي حفيان فأنا‬ ‫سه في داخله من‬ ‫ِ‬ ‫لما يغر ُ‬ ‫من كنت في قديم الزمان عبدة ذلك اآلسر اللعين و‬ ‫الطغيان‪...‬‬ ‫فأنا كنت مسجون ومطرود األيام يسكنني األوهام و‬ ‫يطاردني شبح الظالم فقيد السالم واألمان ‪...‬‬ ‫تمألني حجارات المطر الغضبان ‪...‬‬ ‫وتغمرني فيروسات الوجع كالسرطان وتغرقني داخلها‬ ‫صرتُ في‬ ‫طيلة أعوام وسنين‪ ،‬وفيها لقيتُ حتفي و ِ‬ ‫أرشيف النسيان‪...‬‬ ‫أنا من كنت جريح الزمان وعانيت الشلل‪ ،‬السقم المبين‬ ‫هكذا‪....‬‬ ‫ولكن جاء هكذا نصيبي‪ ،‬قدري و قسمتي تقبلتُ حالتي و‬ ‫مضيتُ في طريقي و أيقنت أن ما يميزني هو إختالفي‬ ‫ولن أجعل مرضي هذا يكون حاجز لي في دربي و‬ ‫وجهاتي تحديته‪ ،‬وسلمت أمري لرب السماء‪ ،‬طرقت‬ ‫على باب النور الضياء‪....‬‬ ‫ص ِدمتُ من جمال الحياة والبهاء‪...‬‬ ‫فبُ ِهجت و ُ‬

‫‪62‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫وأنا من حرمت نفسي من هذا الصفاء البراق فسامحتُ‬ ‫نفسي ووعدتها بالبقاء‪...‬‬ ‫في عالم الورود و رياح النقاء‪...‬‬ ‫فكان فوزي عظيما ألني أردت النجاح وكافحتُ في‬ ‫َّ‬ ‫الجراح لم توقفني و ِلتُ‬ ‫الفوز والفّالح ‪.‬‬ ‫وجه النِقَ ِم و ِ‬

‫بقلم رجم هيبة‪/‬والية قسنطينة‬ ‫‪63‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬

‫لكل شخص يشعر باه ال يستطيع وال يمكنه المواصلة‬ ‫يجب عليك ان تتحدى نفسك وهذه الكلمات لك تحدي !!‬ ‫ماهو التحدي؟؟ التحدي هو أن تقنع نفسك بأنك‬ ‫تستطيع ‪..‬بأن تقنع نفسك أنه يمكنك إسعاد نفسك‬ ‫بنفسك ‪...‬بأنك ال تحتاج احد ‪..‬لقد ولدت قوي ‪...‬قوي‬ ‫بوجود هللا بجانبك ‪...‬قوي بايمانك ‪....‬هكذا قوي‪...‬‬ ‫ال تقول أني عاجز أو أني ناقص ال أستطيع‪.....‬‬ ‫بل أ نت هو من يمكنه فعل هذا ويمكنه تشجيع غيرك‬ ‫‪....‬التحدي هو ان تثبت لنفسك انك تستطيع التخطي‪...‬‬ ‫‪...‬انك يمكنك العبور ‪....‬وأ نك ال تحتاج يد أحد من‬ ‫هؤالء األشخاص ‪....‬كي تثبت نفسك يمكنك ان تقنع‬ ‫نفسك بانك تعودت ‪....‬يمكنك ان تفعل ماتشاء ‪...‬لكن‬ ‫تذكر ال تدع احد يلعب عليك دور البراءة ‪....‬ال تدع‬ ‫الناس تشفق عليك ‪....‬ال تدع االشخاص يشفقون‬ ‫عنك ‪.....‬كن امامهم قري بذاتك حتى لو انت محطم من‬ ‫داخلك اعرف بأن الفؤاد سيمزق ويثقب اثناء‬ ‫المحاولة ‪.....‬أعرف أن األيام ستخذلك ‪.....‬وانك‬ ‫‪64‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫ستتعب وتفقد الثقة وتفشل ‪......‬أعرف انك ستيأس ألنك‬ ‫لم تجد من ظننتهم مقربين ‪.....‬أعرف كل هذا فمن منا‬ ‫لم يخذل ولم يفقد الثقة ‪.....‬ستحاول أن تنتحر‪...‬‬ ‫وستنجو‪....‬وستفقد شهيتك‪.....‬وتنسد نفسك‪....‬وتفقد‬ ‫القدرة على كل شي ‪....‬لكن هذا هو أ ول مبدأ في النجاح‬ ‫والوصول ليس تحديا وقوة ان تلغى كل أفكارك‬ ‫ومخططاتك بل هو ضعف أ ول ما يجب القيام به هو ان‬ ‫تتحدى نفسك بأنك تستطيع التغلب بأنك ستقاوم بأنك‬ ‫ستفعل‪.....‬ستصبر ‪....‬ستعود‪......‬الى ماتدعى‬ ‫باللحظات الجميلة ستبكي ستنهار ‪.....‬ألنك ستذكر‬ ‫صدمة الوقوع التي تركت اكبر اثراً واعمق جرحا ً‬ ‫باإلضافة الى ندبات طفيفة‪ ،‬كسور حادة في الثقة‬ ‫واألحاسيس‪ ،‬وكذلك وجروحا في وسط القلب‪ ،‬وبهذا‬ ‫ستشعر أنك تركت في صراع مع الذات‪ ،‬مابين قلب‬ ‫يريد وعقل يرفض معركة داخلية عنيفة‪ ،‬ألنك لن‬ ‫تستطيع الخروج منها وبهذا عليك أن تتحدى إما تترك‬ ‫مبادئك أو سعادتك لكن عليك أن تفوز ‪،‬وتتجاوز كل‬ ‫الصعاب وتكسب التحدي ال تدع الشفقة تكسو وجوه‬ ‫الناس عليك‬ ‫بقلم خذري تهاني‪ /‬والية سوق اهراس‪-‬‬ ‫‪65‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬

‫جرعة مساندة‬ ‫ربما مراحل إكتمالي لم تكن كاملة‪ ،‬ربما شكلي غير‬ ‫مقبول كما أنتم ‪...‬‬ ‫ربما كيفية نطقي مختلف عنكم نعم أنا من ذوي الهمم‪،‬‬ ‫لدي إختالف صغير ليس بالكبير سخرتم مني‪ ،‬والزلتم‬ ‫أنكرتم وجودي‪ ،‬بقيتم على التفاهة ومشيتم على العصيان‬ ‫أنا من ذوي الهمم وأفتخر‪...‬‬ ‫إعاقتي ليست حاجز أو عائق لي‪ ،‬بل مصدر فخر لي‬ ‫أنا قوي وصامد وعلى نجاح مصمم‪ ،‬لو لمرة لم تكن من‬ ‫مشاكلي احتقرتموني بكل ذل وسوء‪...‬‬ ‫لم تكونوا سندي ال مشكلة اإلرادة هي كل شيء‬ ‫التحتقروهم والتذلوهم‪...،‬‬ ‫هم بشر مثلكم كونوا محفزين لهم ازرعوا البسمة على‬ ‫وجوههم ‪...‬‬ ‫ات ركوا أثر جميل كونوا لهم طاقة إيجابية‪...‬‬

‫‪66‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫ال تشعروهم بأي نقص‪ ،‬هم من روح لم يخلقوا هكذا‬ ‫بإراداتهم ‪...‬بل من خلق هللا ومشيئته ونحن راضون‬ ‫بالقدر‪...‬‬ ‫كونوا لنا جرعة أمل‪ ،‬تحمل الكثير من المساندة‬ ‫والتفاؤل‪ /‬وهللا هو مسير أحوالنا وأقدارنا‬

‫بقلم سندس رتاج لعرايسية ‪/‬الجزائر‬ ‫‪67‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬

‫أبدعتم‪..‬‬ ‫بذوي الهمم لقبتم ‪...‬ألنكم القمم بلغتم ‪...‬صبرتم جاهدتم‬ ‫و تحملتم ‪...‬و رغم اعاقتكم نجحتم ‪...‬خضتم أقوى‬ ‫التحديات ‪..‬و تجاوزتم كل الصعوبات ‪....‬لم تأبهوا لكل‬ ‫تلك اإلنتقادات ‪...‬و نلتم التميز رغما عن أنوف‬ ‫الجماعات ‪...‬ألنفسكم وضعتم االثباتات ‪...‬مبدع‪ ،‬رسام‪،‬‬ ‫كاتب‪ ،‬كنتم أبطاال في كل المجاالت ‪...‬أهدي لكم مني‬ ‫كل التحيات ‪...‬أبدعتم ‪...‬ما أروعكم ‪...‬ما أجملكم‬

‫بقلم عفاف بكاي من الجزائر‬

‫ذات القلب الذي ينبض باألمل‬ ‫كم كانت لدي رغبة في النجاح و تحقيق أحالمي ‪ ....‬لم‬ ‫أكن أعرف من أين أبدأ ‪ .....‬أو حتى هل هذه األحالم‬ ‫تناسبني أم ال ؟ كنت أخشى البوح بها خشية اإلستهزاء‬ ‫‪68‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬ ‫بي ‪ ....‬و فعال هذا ما حصل ‪ ،‬عندما أخبرت المقربين‬ ‫مني كل ما أتمنى تحقيقه‪ ،‬وكل رغباتي في الحياة‬ ‫قابلوني بالسخرية واالستهزاء ‪.. .‬‬ ‫ولكن هذا لم يحطمن ي أبدًا بل جعل مني إنسانة جديدة‪ ،‬و‬ ‫بدأت في إعطاء أحالمي جرعة من األحاسيس‪ ،‬و لم‬ ‫أعد أسميها مجرد أحالم بل تأمالت و مخططات‬ ‫للمستقبل ‪ .‬أبعدت العجز و الكسل و الخوف عني‪ ،‬و‬ ‫توكلت على هللا في كل خطوة أخطوها ‪.. .‬‬ ‫سرت نحو أهدافي و بدأت بتذوق طعم النجاح‪ ،‬وكلما‬ ‫تذكرت الماضي الذي أهدرته دون أن أستغله لذاتي‪ ،‬و‬ ‫لطموحاتي أرغب في ان أولد من جديد ولن أهدر أي‬ ‫لحظة "و كل ما أنا عليه اليوم من طاقة وحب للنجاح‬ ‫سببه أولئك الذين سخروا مني ‪.....‬‬ ‫سأبقى صاحبة المواهب و اإلبداع و التميز و ذات‬ ‫القلب الذي ينبض باألمل‪..‬‬

‫بقلم رباحي ماجدة‪/‬والية الجزائر‬

‫‪69‬‬

‫كتاب قصص نجاح وتحدي ذوي الهمم‬

‫تم بحمد هللا وعونه‬

‫‪70‬‬

Get in touch

Social

© Copyright 2013 - 2024 MYDOKUMENT.COM - All rights reserved.