يونيو 2011 - 449 Flipbook PDF

يونيو 2011 - 449

4 downloads 102 Views 414MB Size

Recommend Stories


Porque. PDF Created with deskpdf PDF Writer - Trial ::
Porque tu hogar empieza desde adentro. www.avilainteriores.com PDF Created with deskPDF PDF Writer - Trial :: http://www.docudesk.com Avila Interi

EMPRESAS HEADHUNTERS CHILE PDF
Get Instant Access to eBook Empresas Headhunters Chile PDF at Our Huge Library EMPRESAS HEADHUNTERS CHILE PDF ==> Download: EMPRESAS HEADHUNTERS CHIL

Story Transcript

‫كلمة اجلندي‬ ‫الطريق اإلى النجاح‬ ‫ٌ‬ ‫وبع�ض منهم على‬ ‫ي�ستعد اأبناوؤنا في هذه االأيام للتقدم المتحانات اآخر العام الدرا�سي‪،‬‬ ‫اأبواب امتحانات ال�سهادة الثانوية العامة‪ ،‬ليذهبوا بعدها اإما اإلى ا�ستكمال درا�ستهم‬ ‫االأكاديمية في اإحدى الجامعات‪ ،‬واإما يتجهون اتجاه ًا اآخر‪ ،‬ما اأردنا الذهاب اإليه اأن‬ ‫طالبنا جميعهم م�سغولون هذه االأيام بنهاية العام الدرا�سي‪.‬‬ ‫وانطالق ًا من مبداأ تربية وتعليم االأبناء‪ ،‬الذين هم اأمل االأمة وروحها‪ ،‬عدتها وعتادها‪،‬‬ ‫وهم الذين �سيحملون م�سعل النور والهدى‪ ،‬لي�سيئوا طريق الم�ستقبل‪ ،‬يجب اأن نكون‬ ‫لهم مر�سدين نا�سحين‪ ،‬ليختار الطالب التخ�س�ض الدرا�سي الذي يرى اأنه ينا�سب قدراته‬ ‫وا�ستعداده العلمي‪ ،‬ولي�ض ما هو حلم بالن�سبة اإلينا‪..‬‬ ‫فمن المعلوم اأن الرغبة ال�سخ�سية في �سيء ال تكفي وحدها لنجاح االإن�سان فيه‪ ،‬فقد‬ ‫دلت االإح�ساءات على اأن عدد ًا كبير ًا من االأ�سخا�ض يف�سلون في تعليمهم الجامعي رغم‬ ‫كل العون والت�سجيع الذي يلقونه من اأ�سرهم‪ ،‬لي�ض ب�سبب تق�سيرهم في درا�ستهم‪ ،‬ولكن‬ ‫ب�سبب عدم اتفاق التخ�س�ض الذي اختاروه مع قدراتهم وطبيعة ا�ستعدادهم العلمي‪ ،‬ذلك‬ ‫اأن الكثيرين يختارون تخ�س�سهم اإما تقليد ًا لالآخرين‪ ،‬واإما الأن لذلك التخ�س�ض �سمعة‬ ‫يتخرج‬ ‫اجتماعية‪ ،‬وقد ي�ستمر ال�سخ�ض من هوؤالء في درا�سته بمعاناة �سديدة‪ ،‬اإلى اأن ّ‬ ‫متاأخر ًا عن زمالئه‪ ،‬وبدرجات �سعيفة توؤثر في فر�ض توظيفه‪.‬‬ ‫تعثــــر االإن�سان في درا�سته‪ ،‬فاإنه ي�سعر بالف�سل‪ ،‬وهو اأمر يوؤثر تاأثير ًا عميق ًا‬ ‫وفي حال َّ‬ ‫في حا�سره وم�ستقبله‪ ،‬فقد يوؤدي اإلى االن�سراف التام عن الدرا�سة‪ ،‬وربما الوقوع – ال‬ ‫قدّ ر اهلل – في المحظور؛ نتيجة محاولة ن�سيان واقع الف�سل اأمام الذات واأمام االأ�سرة‬ ‫والمجتمع‪.‬‬ ‫لذا م�سوؤوليتكم اأنتم اأيها االآباء‪ ..‬اأن تكون تربية وتوجيه ًا مع ًا‪ ،‬ولن يحا�سب �سواكم على‬ ‫هذه الم�سوؤولية‪ ،‬لقول الر�سول �سلى اهلل عليه و�سلم‪« :‬كلكم راع وكلكم م�سوؤول عن‬ ‫رعيته»‪ ،‬وابنك من رعيتك التي ا�سترعاك اهلل عليها‪ ،‬فال تترك له الحبل على الغارب من‬ ‫بداية دخوله للمدر�سة اإلى خروجه اإلى الحياة‪ .‬فالهدف في النهاية هو اإي�سال الطالب‬ ‫اإلى النجاح والتفوق‪.‬‬ ‫رئـيـ�س التحــريـر‬ ‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٣-‬‬

‫المشرف العام ورئيس التحرير‬

‫مجلة عسكرية ثقافية شهرية تصدر عن مديرية الشؤون املعنوية‬ ‫وزارة ال������دف������اع ‪ -‬اإلم�������������ارات ال���ع���رب���ي���ة امل���ت���ح���دة‬ ‫السنة الثامنة وال��ث��الث��ون ‪ -‬ال��ع��دد (‪ - )449‬يونيو ‪2011‬م‬

‫في هـــــذا الـعــــــــدد‬

‫العميد الركن‬ ‫محمد علي عبدالله العيسى‬ ‫سكرتير التحرير‬

‫المقدم‬ ‫حـمـد سـالم الـسـويــدي‬ ‫هيئة التحرير‬

‫صـالح عبد الله آل علــــــي‬ ‫طــه محمد إبـــراهـــيــم‬ ‫محمـد فــهـد الحلبيـــــة‬ ‫نــادر نـايــف محــمــــد‬ ‫عبدالله محمد األنصــاري‬ ‫بطـي محمـد المهيــري‬ ‫اليازيــة علـي الكعبــــي‬

‫حممد بن را�شد يلتقي ويل عهد الفجرية‬ ‫ا�ستقبل �ساحب ال�سمو ال�سيخ حممد بن را�سد اآل مكتوم نائب‬ ‫رئي�ض الدولة رئي�ض جمل�ض الوزراء حاكم دبي «رعاه اهلل» يف ق�سر‬ ‫�سموه بزعبيل ظهر يوم ‪ 9‬مايو املا�سي بح�سور �سمو ال�سيخ حمدان‬ ‫بن حممد بن را�سد اآل مكتوم ويل عهد دبي و�سمو ال�سيخ مكتوم بن‬ ‫حممد بن را�سد اآل مكتوم نائب حاكم دبي‪� ،‬سمو ال�سيخ حممد بن‬ ‫حمد بن حممد ال�سرقي ويل عهد الفجرية‪.‬‬

‫‪06‬‬

‫طـارق حسـين الحمــادي‬ ‫اإلش�راف واإلخراج ال�ف�ن�ي‬

‫عدنــان علي الجابـــــري‬ ‫عبــدالله محمد السويـدي‬ ‫محمد عبدالرحمن المرزوقي‬ ‫التص��وي�ر‬

‫بــــدر محـمــد يوســــــف‬ ‫أحمـــد جـمعــــة السويـدي‬ ‫لإلعالنات‬

‫‪-٤‬‬

‫املفهوم ال�شرتاتيجي اجلديد لـ "حلف الأطل�شي"‬ ‫نحو تدويل التحديات وال�شرتاتيجيات الأمنية‬

‫‪36‬‬

‫أقره اأع�ساء «حلف االأطل�سي» يف‬ ‫املفهوم اال�سرتاتيجي اجلديد الذي ا ّ‬ ‫قمتهم االأخرية التي انعقدت يف ل�سبونة يف �سهر نوفمرب املا�سي‪ّ ،‬‬ ‫ي�سكل‬ ‫تطور ًا مهم ًا يف �سيا�سة احللف وم�سريته‪ ،‬فهذا املفهوم عالوة على كونه‬ ‫�سيوجه عمل احللف خالل ال�سنوات الع�سر املقبلة ‪...‬‬

‫‪2011‬االمارات العربية املتحدة‪ ،‬تلفون‪ ،04 / 3532222 :‬فاكس‪ 04 / 3744272 :‬البريد اإللكتروني‪:‬‬ ‫دبي ‪-‬‬ ‫‪2838‬يونيو‬ ‫ص‪.‬ب‪ :‬ـ ‪ 449‬ـ‬ ‫املراسالت‪ :‬العدد‬

‫‪[email protected]‬‬

‫الم‬

‫من أقوال زايـد‬ ‫اإن اأمتنا االإ�سالمية التي وهبها اهلل م�سادر طبيعية‬ ‫وكثافة �سكانية قادرة على اأن ت�سكل ثق ً‬ ‫ال اإنتاجي ًا‬ ‫و�سكاني ًا‪ ،‬باالإ�سافة اإىل ما لها من تراث ح�ساري‬ ‫عريق يوؤهلها الأن تقيم �سوق ًا اإ�سالمية م�سرتكة متكاملة‪ ،‬ذلك اأن‬ ‫عاملنا االإ�سالمي مت�سع االأرجاء وافر اخلريات‪ ،‬اإذ اإن من اأبنائه اخلرباء‬ ‫املبدعني واملفكرين النابهني والعلماء املتدربني والعمال املتخ�س�سني‪.‬‬

‫تتنوع االآليات التي ت�ستخدمها القوات امل�سلحة يف تنفيذ‬ ‫مهامها‪ ،‬وال يختلف بع�ض اأ�سناف هذه االآليات بحال عن‬ ‫االآليات املدنية‪ ،‬يف حني ت�سمم وت�س َنع اآليات لتكون ع�سكرية‬ ‫االإ�ستخدام مبا يالئم الغاية املن�سودة منها‪.‬‬

‫محــتــويـــات الـــعــــدد‬

‫املوؤمتر الدويل ملكافحة القر�شنة البحرية‬

‫‪16‬‬

‫مع تزايد القر�سنة البحرية وات�ساع نطاقها‪ ،‬ومع تفاقم هجمات‬ ‫القرا�سنة التي اأ�سبحت ت�سكل تهديد ًا كبري ًا لل�سفن يف كثري من‬ ‫املناطق‪ ،‬والتي جنم عنها خ�سائر يف االأرواح‪ ،‬واأخذ رهائن‪ ،‬وكان‬ ‫لها تاأثري كبري على التجارة العاملية‪ ،‬اأ�سحت معاجلة القر�سنة اأولوية‬ ‫و�سرورة عاملية م ِل َّحة‪.‬‬

‫اجتاهات تطوير وحتديث مدافع الهاون‬ ‫احتلت مدافع الهاون مكان ًا متميز ًا بني اأ�سلحة القتال يف جميع‬ ‫حروب القرنني املا�سي واحلا�سر‪ ،‬ملا لها من مميزات تفوق الكثري من‬ ‫االأ�سلحة االأخرى‪ ،‬مثل خفة الوزن‪ ،‬والقدرة على املناورة‪ ،‬وقو�ض‬ ‫النريان الكبري‪ ،‬الذي ي�سل اأحيانا اإىل ‪ 360‬درجة‪ ،‬وتعدد اال�ستخدام‬ ‫العملياتي‪ ،‬مما جعلها �سالح ًا رئي�سي ًا ي�ستخدم مع امل�ساة ‪...‬‬ ‫الموقع باللغة العربية \وزارةالدفاع‪.‬امارات‬

‫‪www.mod.gov.ae‬‬

‫‪48‬‬

‫ما ينشر في املجلة يعبر عن رأي كاتبه‬

‫كلمة الجندي‪3 ............................‬‬ ‫الفهر�ض ‪5-4 .............................‬‬ ‫جولة ال�سهر ‪13-6 .........................‬‬ ‫موؤتمرات ‪21-16 ..........................‬‬ ‫مقابلة ‪25-24 .............................‬‬ ‫جغرافيا ع�سكرية ‪33-28 ....................‬‬ ‫ا�ستراتيجيا ‪38-36 .........................‬‬ ‫االإعالم االأمني ‪45-40 ......................‬‬ ‫مدفعية ‪53-48 ............................‬‬ ‫الخدمة الع�سكرية ‪58-56 ...................‬‬ ‫الحرب االإلكترونية ‪65-60 ..................‬‬ ‫اأخبار ع�سكرية ‪73-68 ......................‬‬ ‫اآية وتف�سير ‪77-76 .........................‬‬ ‫مكتبة الجندي ‪78 ..........................‬‬ ‫مواقع الكترونية ‪79 .........................‬‬ ‫وتلك االأمثال ‪82-80 .......................‬‬ ‫حدث في مثل هذا ال�سهر ‪83 .................‬‬ ‫زاوية على الحياة ‪86- 84....................‬‬ ‫الفقة الع�سكري ‪87 .........................‬‬ ‫توجيهات تربوية ‪90-88 ....................‬‬ ‫طب ‪97-92 ..............................‬‬ ‫من عبق الما�سي ‪99-98 ....................‬‬ ‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٥-‬‬

‫جولة ال�شهر‬

‫حممد بن را�شد يلتقي ويل عهد الفجرية‬ ‫ا�شتقبل �شاحب ال�شمو ال�شيخ محمد بن را�شد‬ ‫اآل مكتوم نائب رئي�س الدولة رئي�س مجل�س‬ ‫ال��وزراء حاكم دبي «رعاه اهلل» في ق�شر �شموه‬ ‫بزعبيل ظهر يوم ‪ 9‬مايو الما�شي بح�شور �شمو‬ ‫ال�شيخ حمدان بن محمد بن را�شد اآل مكتوم ولي‬ ‫عهد دبي و�شمو ال�شيخ مكتوم بن محمد بن را�شد‬

‫اآل مكتوم نائب حاكم دبي‪� ،‬شمو ال�شيخ محمد‬ ‫بن حمد بن محمد ال�شرقي ولي عهد الفجيرة‪.‬‬ ‫وح�شر اللقاء معالي عبد العزيز عبداهلل الغرير و‬ ‫�شمو ال�شيخ اأحمد بن �شعيد اآل مكتوم رئي�س هيئة‬ ‫دبي للطيران الرئي�س الأعلى لمجموعة طيران‬ ‫الإم��ارات و�شمو ال�شيخ من�شور بن محمد بن‬

‫را�شد اآل مكتوم ومعالي محمد اإبراهيم ال�شيباني‬ ‫مدير عام ديوان �شاحب ال�شمو حاكم دبي ومعالي‬ ‫الفريق �شاحي خلفان تميم القائد العام ل�شرطة‬ ‫دبي وعدد من اأ�شحاب المعالي الوزراء واأعيان‬ ‫البالد وروؤ�شاء ومديري الموؤ�ش�شات والدوائر‬ ‫الحكومية‪.‬‬

‫‪ ...‬و يتوجه للريا�س على راأ�س وفد الدولة‬ ‫اإىل قمة قادة التعاون الت�شاورية‬ ‫توجه �شاحب ال�شمو ال�شيخ محمد بن را�شد الوزراء حاكم دبي «رعاه اهلل» اإلى الريا�س الت�شاورية لقادة وزعماء دول مجل�س التعاون‬ ‫اآل مكتوم نائب رئي�س الدولة رئي�س مجل�س على راأ�س وفد الدولة للم�شاركة في القمة لدول الخليج العربية التي عقدت في العا�شر‬ ‫‪-٦‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫ال�شيخ �شيف بن زايد اآل نهيان نائب رئي�س عبداهلل بن زايد اآل نهيان وزير الخارجية‬ ‫من مايو الما�شي في العا�شمة ال�شعودية‪.‬‬ ‫ويرافق �شموه وفد رفيع ي�شم الفريق �شمو مجل�س الوزراء وزير الداخلية و�شمو ال�شيخ وعدد من كبار الم�شوؤلين‪.‬‬

‫‪ ...‬و ي�شتقبل وزير اخلارجية الإيراين‬ ‫ا�شتقبل �شاحب ال�شمو ال�شيخ محمد بن را�شد‬ ‫اآل مكتوم نائب رئي�س الدولة رئي�س مجل�س‬ ‫الوزراء حاكم دبي «رعاه اهلل» في ق�شر الرئا�شة‬ ‫�شباح الثامن من مايو الما�شي بح�شور الفريق‬ ‫�شمو ال�شيخ �شيف بن زايد اآل نهيان نائب رئي�س‬

‫مجل�س ال��وزراء وزير الداخلية و�شمو ال�شيخ‬ ‫من�شور بن زايد اآل نهيان نائب رئي�س مجل�س‬ ‫الوزراء وزير �شوؤون الرئا�شة و �شمو ال�شيخ عبداهلل‬ ‫بن زايد اآل نهيان وزير الخارجية‪ ،‬معالي على‬ ‫اأكبر �شالحي وزير الخارجية الإيراني والوفد‬

‫المرافق له‪.‬‬ ‫وقد ا�شتعر�س �شاحب ال�شمو ال�شيخ محمد‬ ‫بن را�شد اآل مكتوم والوزير الإيراني مجمل‬ ‫الأو�شاع الراهنة في المنطقة و�شبل تعزيز‬ ‫ال�شالم وال�شتقرار فيها من اأجل ازدهار �شعوبها‪.‬‬

‫‪ ...‬و ي�شتقبل وزير اخلارجية التون�شي‬ ‫ا�شتقبل �شاحب ال�شمو ال�شيخ محمد بن‬ ‫را�شد اآل مكتوم نائب رئي�س الدولة رئي�س‬ ‫مجل�س الوزراء حاكم دبي «رعاه اهلل» في‬ ‫دبي م�شاء يوم ‪ 18‬مايو الما�شي بح�شور‬ ‫�شمو ال�شيخ حمدان بن محمد بن را�شد اآل‬

‫مكتوم ولي عهد دبي و�شمو ال�شيخ مكتوم‬ ‫بن محمد بن را�شد اآل مكتوم نائب حاكم‬ ‫دبي معالي محمد الكافي وزير الخارجية‬ ‫التون�شي الذي نقل ل�شموه ر�شالة موجهة‬ ‫الى �شاحب ال�شمو ال�شيخ خليفة بن زايد‬

‫اآل نهيان رئي�س الدولة «حفظه اهلل» من فخامة‬ ‫الرئي�س التون�شي الموؤقت فوؤاد المبزع تت�شل‬ ‫بتعزيز العالقات الأخوية بين دولة الإمارات‬ ‫والجمهورية التون�شية واآخر تطورات الو�شع‬ ‫الداخلي في تون�س ال�شقيقة‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٧-‬‬

‫‪ ...‬و يرتاأ�س اجتماع جمل�س الوزراء‬ ‫تراأ�س �شاحب ال�شمو ال�شيخ محمد بن‬ ‫را�شد اآل مكتوم نائب رئي�س الدولة رئي�س‬ ‫مجل�س ال��وزراء حاكم دبي «رع��اه اهلل»‬ ‫اجتماع مجل�س ال��وزراء الذي عقد في‬

‫الثامن من مايو الما�شي في ق�شر الرئا�شة‪ ،‬وتم خالل الجتماع ا�شتعرا�س عدد من‬ ‫بح�شور الفريق �شمو ال�شيخ �شيف بن زايد المو�شوعات المدرجة على جدول اأعمال‬ ‫اآل نهيان نائب رئي�س مجل�س الوزراء وزير المجل�س والمت�شلة بعدد من الق�شايا‬ ‫الوطنية وخدمة المواطن‪.‬‬ ‫الداخلية‪.‬‬

‫‪...‬و يطلق بوابة الإمارات الإلكرتونية‬ ‫ويعتمد ميزانيات بقيمة ‪ 670‬مليون درهم‬ ‫اأكد �شاحب ال�شمو ال�شيخ محمد بن مجل�س الوزراء حاكم دبي «رعاه اهلل»‪ ،‬اأن وتوفير الخدمات التحادية والمحلية عبر‬ ‫را�شد اآل مكتوم نائب رئي�س الدولة رئي�س التحول الإلكتروني في دولة الإمارات‪ ،‬بوابة واحدة‪ ،‬ي�شهم في تعزيز و�شع الدولة‬ ‫‪-٨‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫التناف�شي‪ ،‬ويفتح اآفاقاً اأو�شع للتوا�شل‬ ‫المبا�شر مع فئات المجتمع‪ ،‬كما يعمل‬ ‫على تعزيز فاعلية وكفاءة العمل الحكومي‬ ‫في الدولة‪.‬‬ ‫جاء ذلك خالل تروؤ�س �شموه اجتماع‬ ‫مجل�س الوزراء الذي عقد �شباح الخام�س‬ ‫والع�شرين من مايو الما�شي في ق�شر‬ ‫الرئا�شة‪ ،‬بح�شور الفريق �شمو ال�شيخ �شيف‬ ‫بن زايد اآل نهيان نائب رئي�س مجل�س‬ ‫الوزراء وزير الداخلية‪ ،‬حيث �شهد �شموه‬ ‫اإطالق البوابة الإلكترونية لدولة الإمارات‬

‫حكومة‪.‬امارات ‪www.government.ae‬‬

‫والتي تعد نافذة الخدمات الإلكترونية‬ ‫كافة التي تقدمها الجهات التحادية‬ ‫والمحلية في دول��ة الإم��ارات لالأفراد‬ ‫والزوار واأ�شحاب الأعمال وقناة للتوا�شل‬ ‫المبا�شر مع كافة الجهات الحكومية‪.‬‬ ‫ونوه �شموه باأن الموقع ياأتي متوافقاً مع‬ ‫ا�شتراتيجية الحكومة لت�شهيل الخدمات‬ ‫وتعزيز الكفاءة الت�شغيلية لالأجهزة‬ ‫الحكومية‪ ،‬كما اأنه يمثل واجهة دولة‬ ‫الإم����ارات الر�شمية للح�شول على‬

‫المعلومات اأو الخدمات التي تقدمها‬ ‫الدولة بمختلف اأجهزتها وموؤ�ش�شاتها‬ ‫التحادية والمحلية‪.‬‬ ‫وتم خالل اجتماع مجل�س الوزراء مناق�شة‬ ‫واعتماد ميزانيات ثالث هيئات اتحادية‬ ‫بقيمة اإجمالية بلغت ‪ 670‬مليون درهم‪،‬‬ ‫�شمن توجه المجل�س لمتابعة الأداء‬ ‫المالي المبا�شر للموؤ�ش�شات التحادية‪،‬‬ ‫بما ي�شمن اأداء مالياً متوازناً وكفاءة‬ ‫ت�شغيلية اأعلى للميزانية العامة للحكومة‬ ‫التحادية‪.‬‬

‫حاكم اأم القيوين يح�شر املعر�س الذي نظمه‬ ‫مركز املتحف والتاريخ بالقوات امل�شلحة يف اأم القيوين‬ ‫اأ�شاد �شاحب ال�شمو ال�شيخ �شعود بن‬ ‫را�شد المعال ع�شو المجل�س الأعلى‬ ‫حاكم اأم القيوين بالقيادة الر�شيدة‬ ‫ل�شاحب ال�شمو ال�شيخ خليفة بن زايد‬ ‫اآل نهيان رئي�س الدولة القائد الأعلى‬ ‫للقوات الم�شلحة «حفظه اهلل» واأخيه‬ ‫�شاحب ال�شمو ال�شيخ محمد بن را�شد اآل‬ ‫مكتوم نائب رئي�س الدولة رئي�س مجل�س‬ ‫الوزراء حاكم دبي «رعاه اهلل» واإخوانهما‬ ‫اأ�شحاب ال�شمو اأع�شاء المجل�س الأعلى‬ ‫حكام الإم���ارات والفريق اأول �شمو‬

‫ال�شيخ محمد بن زايد اآل نهيان ولي‬ ‫عهد اأبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات‬ ‫الم�شلحة وجهودهم الحثيثة لتطوير‬ ‫قواتنا الم�شلحة‪ .‬ورفع م�شتوى قدراتها‬ ‫ومهاراتها وفق ما و�شلت اإليه تجهيزات‬ ‫واإعداد القوات الم�شلحة في العالم وبما‬ ‫يتوافق مع متطلبات المرحلة القادمة‪،‬‬ ‫موؤكدا اأن هذه القوات هي الدرع الواقية‬ ‫والح�شينة لدولة الإم���ارات العربية‬ ‫المتحدة ومكت�شباتها والحماية لأرا�شيها‬ ‫و�شمائها ومياهها الإقليمية‪.‬‬

‫ج��اء ذل��ك خ��الل ح�شور �شاحب‬ ‫ال�شمو ال�شيخ �شعود بن را�شد المعال‬ ‫ع�شو المجل�س الأع��ل��ى حاكم اأم‬ ‫القيوين بح�شور �شمو ال�شيخ را�شد‬ ‫بن �شعود بن را�شد المعال ولي عهد‬ ‫اأم القيوين �شباح الثالث من مايو‬ ‫الما�شي الحتفال الذي نظمه مركز‬ ‫المتحف والتاريخ الع�شكري بالقوات‬ ‫الم�شلحة في المركز الثقافي باأم‬ ‫القيوين التابع لوزارة الثقافة وال�شباب‬ ‫وتنمية المجتمع‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٩-‬‬

‫حممد بن زايد ي�شهد الحتفال بالذكرى الـ ‪ 35‬لتوحيد القوات امل�شلحة‬ ‫�شهد الفريق اأول �شمو ال�شيخ محمد‬ ‫بن زايد اآل نهيان ولي عهد اأبوظبي‬ ‫نائب القائد الأعلى للقوات الم�شلحة‬ ‫الحتفال الذي اأقامته القوات الم�شلحة‬ ‫بمنا�شبة الذكرى ‪ 35‬لتوحيدها والذي‬ ‫جرى م�شاء يوم ‪ 9‬مايو الما�شي بمدينة‬ ‫زايد الع�شكرية باأبوظبي‪.‬‬

‫‪-١٠‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫ولدى و�شول �شموه موقع الحتفال‬ ‫�شافح كبار �شباط القوات الم�شلحة‬ ‫وق��ادة الت�شكيالت يتقدمهم الفريق‬ ‫الركن عبيد محمد عبداهلل الكعبي‬ ‫وكيل وزارة الدفاع والفريق الركن‬ ‫حمد محمد ثاني الرميثي رئي�س اأركان‬ ‫القوات الم�شلحة مهنئاً �شموه ومباركاً‬

‫لهم هذه المنا�شبة الغالية‪ ،‬ونقل لهم‬ ‫تحيات وتقدير �شاحب ال�شمو ال�شيخ‬ ‫خليفة بن زايد اآل نهيان رئي�س الدولة‬ ‫القائد الأعلى للقوات الم�شلحة «حفظه‬ ‫اهلل» اإلى قادة و�شباط و�شباط �شف‬ ‫وجنود وكافة منت�شبي القوات الم�شلحة‬ ‫بهذه المنا�شبة المجيدة‪.‬‬

‫واأك��د �شموه بهذه المنا�شبة اأن اأداء‬ ‫القوات الم�شلحة كان وليزال مبعث‬ ‫فخر لقيادتنا الحكيمة كونها ال�شياج‬ ‫الحامي لمكت�شبات الوطن ورمز الولء‬ ‫للقيادة والنتماء للوطن والت�شحية‬ ‫من اأجله وهي مو�شع اعتزاز الأ�شقاء‬

‫تجاه وقوفنا اإلى جانبهم في الملمات‬ ‫والمحن‪ ،‬ومحل تقدير عالمي للتزامنا‬ ‫الأخالقي والإن�شاني ل�شون كرامة‬ ‫الإن�شان والتخفيف من اآلم الب�شر‪.‬‬ ‫واأ�شار الى اأن احتفال اليوم اإنما هو‬ ‫احتفاء بما حققته القيادة الع�شكرية‬

‫العليا للقوات الم�شلحة وكان نتاجها‬ ‫اإن��ج��ازات متميزة على ال�شعيدين‬ ‫المحل�ي والإقليمي وق��د اأ�شبحت‬ ‫بحمد اهلل وبما اأتيح لها من رعاية كريمة‬ ‫وما توفر لها من اإمكانيات اأكثر قدرة‬ ‫واأعظم كفاءة‪.‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪١١-‬‬

‫رئي�س اأركان القوات امل�شلحة ي�شهد حفل يوم القوات البحرية‬ ‫�شهد �شعادة الفريق الركن حمد محمد‬ ‫ثاني الرميثي رئي�س اأركان القوات الم�شلحة‬ ‫الحتفال الذي اأقامته القوات الم�شلحة يوم‬ ‫‪ 2‬مايو الما�شي‪ ،‬بمنا�شبة يوم القوات البحرية‬ ‫بمنا�شبة الحتفال بيوم القوات البحرية‪ ،‬وذلك‬ ‫بح�شور عدد من �شباط القوات الم�شلحة‪.‬‬ ‫بد أا الحتفال بتالوة عطرة من اآيات الذكر‬ ‫الحكيم‪ ،‬بعدها األقى العميد الركن بحري‬

‫اإبراهيم �شالم محمد الم�شرخ قائد القوات‬ ‫البحرية كلمة بهذه المنا�شبة رحب فيها براعي‬ ‫الحفل والح�شور‪ ،‬واأ�شاد فيها بدور القيادة العامة‬ ‫للقوات الم�شلحة في تطوير القوات البحرية‪.‬‬ ‫وت�شمنت فعاليات الحتفال عر�شا بحريا‬ ‫مبهرا قدمه منت�شبو القوات البحرية‪ ،‬اأظهر‬ ‫التقنيات الحديثة التي ت�شتخدمها القوات‬ ‫البحرية من �شفن وزوارق واآليات كما قدم‬

‫عدد من ال�شعراء عدد من الق�شائد الوطنية‬ ‫ابتهاجا بهذه المنا�شبة‪.‬‬ ‫بعدها قام �شعادة رئي�س اأرك��ان القوات‬ ‫الم�شلحة بجولة تفقدية للمتحف الم�شاحب‬ ‫والمعر�س البحري الذي اأقيم بهذه المنا�شبة‬ ‫والذي ت�شمن مجموعة من المج�شمات‬ ‫والم�شبهات لل�شفن والزوارق الم�شتخدمة‬ ‫في القوات البحرية‪.‬‬

‫‪ ...‬و ي�شتقبل نظريه الأردين‬ ‫ا�شتقبل �شعادة الفريق الركن حمد‬ ‫محمد ثاني الرميثي رئي�س اأركان‬ ‫القوات الم�شلحة في مكتبه بالقيادة‬ ‫العامة للقوات الم�شلحة ي��وم ‪9‬‬ ‫مايو الما�شي الفريق الركن م�شعل‬ ‫محمد الزبن رئي�س هيئة الأرك��ان‬ ‫بالمملكة الأردنية الها�شمية والوفد‬ ‫‪-١٢‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫المرافق له‪.‬‬ ‫ورحب �شعادة رئي�س اأركان القوات‬ ‫الم�شلحة ف��ي م�شتهل اللقاء‬ ‫بنظيره الأردن��ي م�شيداً بالعالقات‬ ‫الطيبة القائمة بين دولة الإمارات‬ ‫العربية المتحدة والمملكة الأردنية‬ ‫الها�شمية في مختلف المجالت‪،‬‬

‫موؤكداً الحر�س الدائم على تطويرها‬ ‫وتنميتها وخا�شة في المجالت‬ ‫الع�شكرية وتبادل الخبرات وتطويرها‪.‬‬ ‫كما تم خالل اللقاء بحث اآفاق التعاون‬ ‫في المجالت الع�شكرية اإ�شافة اإلى‬ ‫مناق�شة عدد من المو�شوعات ذات‬ ‫الهتمام الم�شترك‪.‬‬

‫‪ ...‬و يجتمع مع رئي�س اأركان قوات الدفاع الوطني بجنوب اإفريقيا‬ ‫اجتمع �شعادة الفريق الركن حمد‬ ‫محمد ثاني الرميثي رئي�س اأركان القوات‬ ‫الم�شلحة يوم ‪ 16‬مايو الما�شي مع الفريق‬ ‫ثيمبا متانزيما رئي�س اأركان قوات الدفاع‬ ‫الوطني الجنوب اإفريقي وذلك في وزارة‬ ‫الدفاع بجمهورية جنوب اإفريقيا‪.‬‬ ‫وا�شتعر�س �شعادة رئي�س اأركان القوات‬ ‫الم�شلحة خالل الجتماع الذي جاء‬

‫على هام�س الزيارة الر�شمية التي قام‬ ‫بها �شعادته الى جنوب اإفريقيا عالقات‬ ‫ال�شداقة والتعاون القائمة بين دولة‬ ‫الإم��ارات العربية المتحدة وجمهورية‬ ‫جنوب اإفريقيا و�شبل تعزيزها وتنميتها‬ ‫خا�شة فيما يتعلق منها بالتن�شيق والتعاون‬ ‫الع�شكري‪.‬‬ ‫واأ�شار الفريق الركن حمد محمد ثاني‬

‫الرميثي رئي�س اأركان القوات الم�شلحة‬ ‫الى اأن هذه الزيارة تاأتي في اإطار تنمية‬ ‫اأوا�شر ال�شداقة والتعاون بين البلدين‬ ‫وتقوية عالقات التعاون الع�شكري بين‬ ‫القوات الم�شلحة لدولة الإمارات العربية‬ ‫المتحدة وقوات الدفاع الوطني الجنوب‬ ‫اإفريقي ‪..‬متمنياً �شعادته لجنوب اإفريقيا‬ ‫و�شعبها دوام التقدم والزدهار‪.‬‬

‫جهاز حماية املن�شاآت واملرافق احليوية وموؤ�ش�شة الإمارات للطاقة النووية يوقعان مذكرة تفاهم‬ ‫وقع يوم ‪ 4‬مايو الما�شي جهاز حماية‬ ‫المن�شاآت والمرافق الحيوية وموؤ�ش�شة‬ ‫الإم��ارات للطاقة النووية مذكرة تفاهم‬ ‫انطالقاً من حر�س الطرفين على تعزيز‬ ‫اأطر التعاون الم�شتمر والبناء فيما بينهما‬ ‫لأجل خدمة م�شاعي الإم��ارات الرامية‬ ‫لتوفير اأعلى معايير الأمن والحماية لكافة‬

‫المرافق الحيوية بالدولة‪.‬‬ ‫ح�شر التوقيع �شعادة العميد ركن طيار‬ ‫فار�س خلف المزروعي رئي�س جهاز حماية‬ ‫المن�شاآت والمرافق الحيوية و�شعادة‬ ‫محمد اإبراهيم الحمادي الرئي�س التنفيذي‬ ‫لموؤ�ش�شة الإمارات للطاقة النووية‪.‬‬ ‫و�شتعمل موؤ�ش�شة الإمارات للطاقة النووية‬

‫مع جهاز حماية المن�شاآت والمرافق‬ ‫الحيوية بموجب قوانين وت�شريعات‬ ‫الهيئة التحادية للرقابة النووية وفي اإطار‬ ‫توجيهات الوكالة الدولية للطاقة الذرية‬ ‫لتطوير وتطبيق اأعلى المعايير الدولية‬ ‫لل�شالمة والأمن النووي في جميع مراحل‬ ‫برنامج الإمارات للطاقة النووية‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪١٣-‬‬

‫‪-١٤‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪١٥-‬‬

‫موؤتمرات‬

‫املوؤمتر الدويل ملكافحة القر�شنة‬ ‫البحرية‬ ‫تغطية ‪ :‬حممــد فـهد احللبيـــة‬ ‫الت�سوير ‪ :‬بــــدر حممد يو�سـف‬ ‫مع تزايد القر�سنة البحرية وات�ساع نطاقها‪ ،‬ومع تفاقم هجمات القرا�سنة التي‬ ‫اأ�سبحت ت�سكل تهديد ًا كبير ًا لل�سفن في كثير من المناطق‪ ،‬والتي نجم عنها‬ ‫خ�سائر في االأرواح‪ ،‬واأخذ رهائن‪ ،‬وكان لها تاأثير كبير على التجارة العالمية‪،‬‬ ‫اأ�سحت معالجة القر�سنة اأولوية و�سرورة عالمية م ِل َّحة‪ .‬اإدراكا منها لهذا الواقع‪،‬‬ ‫وتحت رعاية وزارة ال�سوؤون الخارجية‪ ،‬وباال�ستراك مع موانئ دبي العالمية‪ ،‬عقدت‬ ‫االإمارات العربية المتحدة موؤتمر ًا دولي ًا في ‪ 18‬اأبريل ‪ 2011‬وا�ستمر حتى ‪ 19‬من‬ ‫ال�سهر نف�سه‪ ،‬تحت عنوان "التحدي العالمي‪ ،‬اال�ستجابات االإقليمية‪� :‬سياغة‬ ‫نهج م�سترك للت�سدي للقر�سنة البحرية"‪.‬‬ ‫على الرغم من اأن املوؤمتر �شعى اإىل ا�شتك�شاف‬ ‫املبادرات العامة واخلا�شة للت�شدي لت�شاعد‬ ‫موجة اأعمال القر�شنة‪ ،‬فقد �شعى اأي�شاً اإىل‬ ‫تعزيز ا�شتجابات ومبادرات احلكومات وال�شناعة‬ ‫ملواجهة التهديد املتنامي للقر�شنة البحرية‪ .‬وركز‬ ‫املوؤمتر على اإيجاد حلول لهذه امل�شكلة ولي�س‬ ‫جمرد ت�شخي�شها‪ ،‬وخرج بتو�شيات عملية من‬ ‫اأجل املبادرات الرامية اإىل مواجهة هذا التهديد‬ ‫املتزايد‪.‬‬ ‫وقد متت دعوة وزراء اخلارجية من اأكرث من‬ ‫خم�شني بلداً‪ ،‬كما وجهت الدعوة لكبار املديرين‬ ‫التنفيذيني من ال�شركات الرائدة عاملياً يف جمال‬

‫‪-١٦‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫ال�شناعات البحرية واملت�شلة باحلدث الذي‬ ‫ا�شتمر ملدة يومني‪.‬‬ ‫تاأتي هذه املبادرة املدعومة بجهود الإمارات‬ ‫العربية املتحدة يف وقت زادت فيه هجمات‬ ‫القرا�شنة يف جميع اأنحاء العامل اإىل م�شتوى‬ ‫غري م�شبوق‪ .‬يف ال�شهرين الأوليني لعام ‪،2011‬‬ ‫وعلى الرغم من ارتفاع م�شتوى ال�شتجابة‬ ‫الدولية‪ ،‬تعر�س ما ل يقل عن ‪� 80‬شفينة �شحن‬ ‫جتارية لهجومات يف خليج عدن وحده – مع‬ ‫خطف ‪� 19‬شفينة‪ .‬و ُيقدر حاليا باأن هناك حوايل‬ ‫‪� 40‬شفينة حتت �شيطرة القرا�شنة‪ ،‬جنبا اإىل جنب‬ ‫مع ‪ 800‬اأ�شريا من البحارة‪ ،‬كثري منهم يف حالة‬

‫مروعة‪ .‬بالإ�شافة اإىل الكلفة الب�شرية املدمرة‬ ‫نتيجة لأعمال القر�شنة‪ ،‬هناك خ�شائر مالية باهظة‬ ‫تتكبدها التجارة العاملية اأي�شا ت�شل بح�شب‬ ‫التقديرات اإىل ‪ 12‬مليار دولر �شنويا‪.‬‬ ‫يف كلمته الفتتاحية للموؤمتر‪ ،‬اأكد �شمو ال�شيخ‬ ‫عبد اهلل بن زايد اآل نهيان وزير اخلارجية‪ ،‬اأن موؤمتر‬ ‫مكافحة الإرهاب ميثل حلقة من �شل�شلة اجلهود‬ ‫الرامية اإىل اإنهاء م�شكلة القر�شنة ال�شومالية‬ ‫التي تعاين منها حركة التجارة البحرية‪ ،‬واإيجاد‬ ‫حل جذري وناجع لها وتاأمني خطوط التجارة‪.‬‬ ‫وقال اإن ظاهرة القر�شنة تعترب من اكرب التحديات‬ ‫التي تواجهها منطقة خليج عدن واملناطق البحرية‬ ‫املواجهة لل�شواحل ال�شومالية‪ .‬واأكد اأن دولة‬ ‫الإمارات ت�شاهم بقدر كبري من هذا اجلهد الدويل‬ ‫للق�شاء على هذه الظاهرة وتوجت م�شاهمتها‬ ‫الفاعلة من خالل قيام قواتها يف الأ�شابيع القليلة‬ ‫املا�شية بالتعاون مع الأ�شطول اخلام�س الأمريكي‬ ‫بتحرير �شفينة جتارية كان قد احتجزها القرا�شنة‬ ‫ال�شوماليون من قبل‪.‬‬ ‫و�شدد �شمو ال�شيخ عبداهلل يف الوقت ذاته اأن‬

‫احلل يتعني اأن يعالج الأ�شباب احلقيقية لهذه‬ ‫الظاهرة ولي�س اأعرا�شها‪ .‬اأي اأن احلل يجب اأن‬ ‫يبداأ على الرب ال�شومايل‪ ،‬على الأر�س ال�شومالية‬ ‫التي تعاين من فقر وجدب وقلة موارد من خالل‬ ‫اإقامة م�شروعات تنموية تكف يد املحتاجني‬ ‫وت�شد حاجاتهم وتوفر فر�س عمل للعاطلني‬ ‫عن العمل واأولئك الذين لي�س لديهم م�شدر‬ ‫رزق‪ .‬ونوه �شمو ال�شيخ عبداهلل يف الوقت ذاته‬ ‫اإىل اأن دولة الإمارات انخرطت من قبل يف هكذا‬ ‫م�شروعات تهدف اإ�شافة اإىل الأ�شياء ال�شالفة‬ ‫الذكر اإىل حت�شني امل�شتوى املعي�شي ملواطني‬ ‫ال�شومال وتاأمني الرعاية ال�شحية لهم واخلدمات‬ ‫التعليمية وما اإىل هنالك‪.‬‬ ‫اإىل هذا‪ ،‬قال �شمو ال�شيخ عبداهلل‪ :‬اأ�شبحت‬ ‫القر�شنة البحرية ب�شرعة ت�شكل اأحد اأكرث‬ ‫التحديات تهديداً يف القرن احلادي والع�شرين‪.‬‬ ‫فقد اأ�شبحت تت�شبب باأ�شرار لي�س فقط للتجارة‬ ‫العاملية وح�شب‪ ،‬بل تعدت ذلك اإىل اأن اأ�شبح‬ ‫لها اأي�شا اأثر �شار على ال�شالم والأمن وال�شتقرار‬ ‫يف مناطق كثرية من العامل‪ .‬لدحر القر�شنة‪ ،‬فاإنه‬

‫مطلوب من احلكومات وقوات الأمن وال�شناعة‬ ‫بذل جهود من�شقة ومتوا�شلة‪ ،‬ويتعني على اأي‬ ‫ا�شتجابة ناجحة اأن تعالج لي�س الأعرا�س (اأي‬ ‫عمليات القر�شنة) وح�شب‪ ،‬واإمنا الأ�شباب‬ ‫الكامنة وراءها اأي�شا‪.‬‬ ‫"ي�شر دولة الإمارات العربية املتحدة اأن تتخذ‬ ‫هذه املبادرة لتعزيز احلملة العاملية ملكافحة‬ ‫القر�شنة يف منطقة اخلليج‪ .‬فالنمو يف حجم‬ ‫هجمات القرا�شنة واملناطق املت�شررة خالل‬ ‫الأ�شهر الثني ع�شر املا�شية يدل على اأنه يجب‬ ‫علينا جميعا ب�شكل عاجل اأن ن�شاعف جهودنا‬ ‫يف ال�شتجابة الدولية احلالية‪ .‬ولدينا توقعات‬ ‫كبرية باأن هذا احلدث �شيوفر فر�شة هامة لقادة‬ ‫احلكومة وال�شناعة لتبادل التجارب واخلربات‪،‬‬ ‫وامل�شاعدة يف دعم اجلهود الدولية للق�شاء على‬ ‫خطر القر�شنة يف جميع اأنحاء العامل"‪.‬‬ ‫من جهته عرب ال�شيد �شلطان بن اأحمد بن �شليم‬ ‫رئي�س موانئ دبي العاملية عن حر�س موانئ‬ ‫دبي باعتبارها اأحد اأكرب امل�شغلني البحريني‬ ‫يف العامل على رعاية املوؤمتر وم�شاهمتها يف هذا‬

‫الن�شاط العاملي لكبح ظاهرة القر�شنة ال�شلبية‬ ‫التي تعيق احلركة البحرية لل�شفن التجارية‬ ‫وتهددها‪ .‬و�شدد �شعادته على اأن احلل ينبغي‬ ‫األ يقت�شر على التعامل مع هذه الظاهرة مقابل‬ ‫ال�شواطئ ال�شومالية واإمنا يجب اأن يكون احلل‬ ‫طويل الأمد وعلى الأر�س ال�شومالية بحيث‬ ‫يلغي الأ�شباب التي اأدت اإىل ظهور هذه الظاهرة‬ ‫وذلك من خالل عالج امل�شكالت القت�شادية‬ ‫والجتماعية وال�شحية لل�شباب ال�شومايل من‬ ‫خالل اإن�شاء مراكز تدريب مهني‪ ،‬كما فعلت‬ ‫موانئ دبي العاملية التي فتحت مراكز من هذا‬ ‫القبيل يف كل من عدن‪ ،‬موزامبيق وجيبوتي‪.‬‬ ‫واأ�شاف بن �شليم‪ :‬نحن فخورون يف تقدمي‬ ‫امل�شاعدة لت�شهيل هذه املناق�شة الهامة‪ .‬وهناك‬ ‫اآثار مبا�شرة للقر�شنة كتهديد للقطاع اخلا�س‬ ‫وبالتايل فاإن لدى هذا القطاع اهتماماً قوياً‬ ‫للم�شاهمة يف اإيجاد حلول من خالل الت�شال‬ ‫الوثيق والتعاون مع احلكومات‪ .‬الأهم من ذلك‪،‬‬ ‫التاأثري على البحارة الذين يلقى القب�س عليهم‬ ‫ويتم اأ�شرهم‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪١٧-‬‬

‫واأ�شاف �شعادته‪" :‬من املتوقع اأن موقف دولة‬ ‫الإمارات العربية املتحدة كمركز للتجارة العاملية‬ ‫والتجارة معاً مع �شراكات هامة على ال�شعيدين‬ ‫الإقليمي والدويل �شيجعل من هذا احلدث منرباً‬ ‫رئي�شاً لتن�شيق ا�شتجابة دولية عاجلة لو�شع حد‬ ‫للقر�شنة التي تعر�س ال�شلم والأمن العامليني‬ ‫للخطر"‪.‬‬ ‫�شعادة حممد عبداهلل عمر نائب رئي�س الوزراء‬ ‫ووزير خارجية احلكومة ال�شومالية الفيدرالية‬ ‫النتقالية الذي اأثنى على اجلهود الإماراتية‬ ‫الهادفة حلل م�شكلة القر�شنة ال�شومالية‪ ،‬قال يف‬ ‫كلمته للموؤمترين اإن م�شكلة القر�شنة ال�شومالية‬ ‫حتتاج اإىل ا�شتجابة عاجلة وفورية من املجتمع‬ ‫الدويل بالتن�شيق مع احلكومة ال�شومالية التي‬ ‫تبنت خارطة طريق تركز على خم�س اأولويات‬ ‫رئي�شة وهي‪ :‬حت�شني الأمن‪ ،‬تعزيز امل�شاحلة‪،‬‬ ‫ا�شتكمال الواجبات النتقالية‪ ،‬وخ�شو�شاً‬ ‫العملية الد�شتورية‪ ،‬ومعاجلة الأزمة الإن�شانية‪،‬‬ ‫وتاأ�شي�س حلكم جيد‪ .‬واأن الأ�شلوب الأمثل‬ ‫لعالج امل�شكلة يتمثل يف امل�شاحلة الأهلية‬ ‫التي ت�شعى اإليها احلكومة النتقالية وتوزيع‬ ‫املوارد والقدرات بالت�شاوي على جميع فئات‬ ‫واأفراد املجتمع ال�شومايل‪ .‬واأن اأعلى الأولويات‬

‫‪-١٨‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫قرب ال�شواطئ وبعيداً عنها"‪.‬‬ ‫واأَ�شاف اأن القرا�شنة طوروا القدرة على التكيف‬ ‫واأ�شبح باإمكانهم جتاوز املمرات الأمنية التي‬ ‫اأن�شاأتها القوات البحرية وو�شع القرا�شنة نطاق‬ ‫مناطق عملهم حتى اأ�شبح باإمكانهم الو�شول‬ ‫حتى م�شافة ‪1000‬و‪ 1200‬كيلومرت من‬ ‫ال�شاحل ال�شومايل‪.‬‬ ‫واأكد ال�شيد عمر«لقد اأ�شبح مبقدورهم اختطاف‬ ‫�شفينة على بعد ‪ 1500‬كيلومرت قبالة ال�شواحل‬ ‫ال�شومالية‪.‬‬ ‫وقد ا�شتطاع القرا�شنة اأخذ ما يقرب من ‪ 2000‬رهينة‬ ‫يف غ�شون عامني مع الطواقم والذين ي�شتخدمونهم‬ ‫الآن كدروع ب�شرية اأي�شاً‪ .‬هذا ويحتجزون حاليا ما‬ ‫يقرب من ‪� 600‬شخ�س و‪� 30‬شفينة‪».‬‬ ‫«كما اأثرت اأعمال القر�شنة ب�شكل خطري على‬ ‫التجارة الدولية باعتبار اأن ‪� 22000‬شفينة و ‪٪30‬‬ ‫من اإمدادات نفط العامل متر عرب بحر العرب‪،‬‬ ‫خليج عدن واملياه املقابلة لل�شواحل ال�شومالية‬ ‫التي اأ�شبحت الآن ُت�شنف على اأنها "منطقة‬ ‫حرب"‪ ،‬ما �شبب ارتفاعاً يف اأق�شاط التاأمني على‬ ‫ال�شفن والب�شائع اإىل حد كبري‪».‬‬

‫للحكومة تتمثل يف حفظ الأمن وتر�شيخه من‬ ‫خالل مكافحة �شرور القر�شنة والق�شاء على‬ ‫الإيديولوجيات الهدامة التي تقف وراءها‪ .‬واإذا‬ ‫كان املجتمع الدويل لديه ا�شرتاتيجية متعددة‬ ‫الأوجه ملكافحة ظاهرة القر�شنة عن طريق احتواء‬ ‫اأعمال القر�شنة اأو اإدارتها‪ ،‬هذه ال�شرتاتيجية‬ ‫التي ركزت على العتقال والتوقيف‪ ،‬وحماية‬ ‫ال�شفن‪ ،‬واملقا�شاة‪ ،‬وتبادل املعلومات‪ ،‬فاإنه كل‬ ‫ما يتعني على املجتمع الدويل فعله هو التعاون‬ ‫والتن�شيق مع احلكومة ال�شومالية وتقدمي‬ ‫امل�شاعدات املالية والفنية ل�شلطات ال�شومال‬ ‫الفيدرالية النتقالية التي لديها الرجال ودراية‬ ‫تامة بامل�شكلة واأ�شبابها وتعرف الأ�شلوب الأمثل‬ ‫حللها "فاأهل مكة اأدرى ب�شعابها"‪.‬‬ ‫واأ�شاف ال�شيد عمر " املجتمع الدويل لديه‬ ‫الإرادة للق�شاء على القر�شنة‪ .‬ونحن لدينا‬ ‫ال�شرتاتيجية لإدارة هذه الظاهرة واحتوائها اإذا‬ ‫ما زودنا املجتمع الدويل بالإمكانيات والقدرات‬ ‫الالزمة من قبيل توفري املراقبة اجلوية والإمداد‬ ‫بالعتاد ال�شروري باعتبار اأن القرا�شنة بدوؤوا‬ ‫ي�شتخدمون تقنيات حديثة مثل نظام حتديد‬ ‫املواقع ال�شامل املعروف با�شم جي بي اإ�س ‪GPS‬‬ ‫الذي يزيد من اإمكانيات القرا�شنة على العمل ا�ستجابة �ساملة وعلى قدم امل�ساواة‬

‫ال�سيد‬

‫‪MARTYM.‬‬

‫‪R.M.‬‬

‫‪ NATALEGAWA‬وزير ال�شوؤون اخلارجية‬ ‫جلمهورية اإندوني�شيا اأدىل اأمام املوؤمترين ببيان‬ ‫اأعرب فيه عن تقدير اندوني�شيا اخلال�س حلكومة‬ ‫دولة الإمارات العربية املتحدة لعقد هذا املوؤمتر‬ ‫ذي الأهمية احليوية عن القر�شنة التي متثل‬ ‫حتدياً كان له اأثر مدمر على �شالمة املالحة‬ ‫الدولية والأمن البحري وعلى التجارة الدولية‬ ‫والتبادل التجاري‪ ،‬واأخريا ولي�س اآخرا‪ ،‬فاإن هذه‬ ‫اجلرمية ت�شببت يف فقدان العديد من الأرواح‬ ‫الربيئة‪ ،‬وت�شكل تهديداً لل�شلم والأمن الإقليمي‬ ‫والدويل‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬فقد حان الوقت حقا لأن تعمل جميع‬ ‫البلدان املمثلة معا ب�شورة اأوثق لو�شع حد لهذا‬ ‫التحدي وا�شتمراره‪ .‬القر�شنة هي واحدة من‬ ‫اأقدم اجلرائم ذات الطابع العاملي‪ .‬وهي بطبيعتها‬ ‫معقدة ومتعددة الأوجه‪ .‬وبالتايل‪ ،‬يجب اأن تكون‬ ‫ال�شتجابة �شاملة على قدم امل�شاواة‪ .‬ويجب‬ ‫اأن ي�شارك فيها اجلميع‪ .‬كما يجب اأن تكون‬ ‫ال�شتجابة على ال�شعيد الوطني والإقليمي‬ ‫والعاملي معاً ويف اآن واحد‪.‬‬ ‫ولذلك‪ ،‬يجب حتديد ال�شبب اجلذري لهذه‬ ‫امل�شكلة ومعاجلتها‪ .‬هذه لي�شت م�شكلة قائمة‬

‫بذاتها‪ .‬ولي�س هناك حجم واحد ينا�شب اجلميع املتعددة وم�شاركة القطاع اخلا�س من اأجل حماية‬ ‫ال�شفن واحلركة البحرية يف املناطق التي تن�شط‬ ‫احلل‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬يبدو اأنه ل ميكن ف�شل حالت القر�شنة فيها اأعمال القر�شنة‪.‬‬ ‫قبالة �شواحل ال�شومال عن الأو�شاع يف ال�شومال‬ ‫ت�سدّ على االأر�ض واحتواء يف البحر‬ ‫نف�شها‪ .‬لهذا ل بد من م�شاعدة هذا البلد على‬ ‫خلق مناخ موات له ملعاجلة و�شعه الداخلي‪ ،‬ويف رئي�س الوفد اليوناين اإىل املوؤمتر اأدىل اأي�شاً ببيان‬ ‫الوقت ذاته دعمه وتعزيز قدرته الوطنية على نحو للموؤمترين �شكر فيه حكومة دولة الإمارات العربية‬ ‫�شامل للتعامل مع تهديد القر�شنة‪ .‬بح�شب املتحدة لدعوة الوفد اليوناين حل�شور املوؤمتر الرفيع‬ ‫امل�شتوى ب�شاأن القر�شنة قبالة �شواحل ال�شومال‪.‬‬ ‫الدكتور ناتاليغاوا‪.‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬يجب احرتام القانون العاملي ملكافحة كما هن أا املنظمني على مبادرتهم ل�شت�شافة هذا‬ ‫القر�شنة على النحو املن�شو�س عليه يف اتفاقية احلدث وخ�شو�شا خالل فرتة ت�شاعدت فيها‬ ‫الأمم املتحدة لقانون البحار عند الت�شدي لهذا هجمات القرا�شنة ب�شورة اأ�شا�شية يف بحر العرب‪،‬‬ ‫مما يعر�س للخطر �شالمة املالحة الدولية يف الوقت‬ ‫التهديد لالأمن الدويل‪.‬‬ ‫كذلك فاإن هناك حاجة خا�شة عاجلة ملعاجلة الذي تنطلق فيه ناقالت النفط اخلام من دول‬ ‫م�شاألة مقا�شاة وحماكمة القرا�شنة‪ .‬لذا يتحتم اخلليج اإىل وجهات يف جميع اأنحاء العامل‪.‬‬ ‫على املجتمع الدويل تقدمي امل�شاعدة الالزمة يف بيانه قال رئي�س الوفد اإن الأ�شباب اجلذرية‬ ‫للبلدان الأخرى لبناء قدراتها الق�شائية وعلى للقر�شنة تت�شابك مع الو�شع ال�شيا�شي الداخلي‬ ‫راأ�شها ال�شومال والدول الإقليمية الأخرى يف ال�شومال‪ ،‬وبالتايل فاإن اأي ا�شرتاتيجية قابلة‬ ‫وتعزيز وتن�شيط نظمها القانونية الوطنية للتعامل للحياة وتف�شي اإىل نتائج ملمو�شة يجب اأن‬ ‫مع القر�شنة على نحو اأكرث فعالية يف اإن�شاء تعالج الأو�شاع اأو ًل وقبل كل �شيء على اأر�س‬ ‫ال�شومال‪.‬‬ ‫حماكم متخ�ش�شة‪.‬‬ ‫ت�شيري دوريات م�شرتكة من قبل جمموعات عمل لذا يتعني على املجتمع الدويل األ ياألو جهداً يف‬ ‫بحرية دولية والتن�شيق الع�شكري بني الأطراف م�شاعدة ال�شومال لتطوير البنية التحتية املحلية‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪١٩-‬‬

‫الالزمة (حر�س احلدود‪ ،‬والأهلية القانونية‪،‬‬ ‫ومرافق ال�شجون) من اأجل الت�شدي بفعالية‬ ‫لآفة القر�شنة‪.‬‬ ‫م�ساهمة وطنية‬ ‫اليونان دولة قوية ون�شطة بحرياً وتاأثرت بهجمات‬ ‫القر�شنة على مدى ال�شنوات الأخرية‪ ،‬وتعر�شت‬ ‫العديد من �شفنها اململوكة لالأ�شر من قبل‬ ‫القرا�شنة‪.‬‬ ‫لذا فاإنها �شاهمت ومنذ البداية يف كثري من‬ ‫العمليات الدولية ملكافحة الإرهاب حتت رعاية‬ ‫الأمم املتحدة و‪/‬اأو الحتاد الأوروبي‪ .‬كما تعاونت‬ ‫وللهدف نف�شه مع �شركاء من �شناعة النقل‬ ‫البحري‪.‬‬ ‫الطريق اإىل االأمام‬ ‫بعد عامني تقريبا من الهجمات ت�شري جميع‬ ‫الأدلة‪ ،‬والبيانات الإح�شائية والجتاهات‪،‬‬ ‫واأ�شاليب عمل جمموعات القرا�شنة اإىل اأنه‬ ‫ل ميكن الق�شاء على القر�شنة ما مل تو�شع‬ ‫ا�شرتاتيجية �شاملة ومنقحة تغطي جميع اجلوانب‪.‬‬ ‫وحتمل العبء القت�شادي لهذه ال�شرتاتيجية‬

‫‪-٢٠‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫املبا�شرين للقر�شنة‪ ،‬اأي البحارة‪.‬ويجب على‬ ‫(تكاليف الفدية‪ ،‬واأق�شاط التاأمني‪.‬‬ ‫ا�شتخدام الأنظمة البحرية‪ ،‬وتكاليف املقا�شاة‪ ،‬دول العامل اأن تبذل جهوداً مت�شافرة وتتخذ‬ ‫والتزام �شناعة ال�شحن البحري بالبحث عن اإجراءات من�شقة ل�شمان اإطالق �شراحهم‪.‬‬ ‫طرق بديلة‪ ،‬ومعدات الردع) هو عامل مهم اآخر‬ ‫البيان اخلتامي‬ ‫يجعل ال�شتجابة الدولية عاجلة للغاية‪.‬‬ ‫اإن م�شوؤولية احلفاظ على �شالمة املالحة يف يف نهاية املوؤمتر‪ ،‬اأ�شدر امل�شاركون الذين جاوؤوا‬ ‫من بلدان ومنظمات دولية خمتلفة ومن �شناعة‬ ‫اأعايل البحار من اخت�شا�شات الأمم املتحدة‪.‬‬ ‫ومن غري املقبول على الإطالق اأن تت�شامح اإزاء النقل البحري وبعد مناق�شات ومداولت مطولة‬ ‫اأي ن�شاط قر�شنة لفرتة غري حمددة من الوقت ملو�شوع القر�شنة‪ ،‬اأ�شدروا بياناً و�شحوا فيه اأنهم‬ ‫وبخ�شو�س هذه امل�شاألة‪ ،‬تو�شلوا اإىل توافق على‬ ‫يف العامل‪.‬‬ ‫لقد اأ�شبح ا�شتخدام ال�شفن املخطوفة ك�شفن النقاط التالية ‪:‬‬ ‫اأُ ّم حلمل الزوارق ال�شغرية و�شن املزيد من ‪ .1‬القر�شنة البحرية وال�شطو امل�شلح يف البحر‬ ‫الهجمات جزءاً جديداً من تكتيكات القرا�شنة‪ ،‬مازال ميثالن تهديدا خطريا على الو�شع يف‬ ‫لذلك هناك حاجة اإىل ا�شتجابة عملياتية منا�شبة ال�شومال ودول اأخرى يف املنطقة‪ ،‬ف�شال عن‬ ‫املالحة الدولية‪ ،‬و�شالمة الطرق البحرية التجارية‪،‬‬ ‫للت�شدي لهذا التطور‪.‬‬ ‫وبالإ�شافة اإىل ذلك‪ ،‬ي�شتخدم القرا�شنة بحارة و�شالمة البحارة وغريهم من الأ�شخا�س‪.‬‬ ‫ال�شفن التجارية الأ�شرى اإما " كطاقم للقرا�شنة" واأ�شرت ت�شاعد هجمات القرا�شنة يف ‪2011‬‬ ‫واإما َك� "دروع ب�شرية" لثني اأي طرف اآخر عن التجارة العاملية والتبادل التجاري‪ ،‬كما كان لها‬ ‫تاأثري �شار على ال�شالم والأمن وال�شتقرار يف‬ ‫القيام بعمليات اإنقاذ لتخلي�س الرهائن‪.‬‬ ‫لهذا من املهم اأن تعمل الدول بطريقة من�شقة‪ ،‬جميع اأنحاء العامل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫واإل فاإن العنف والفو�شى �شينت�شران يف ‪ .2‬لكي يكون فعال وموؤثراً‪ ،‬فاإنه يتعني على‬ ‫املحيط الهندي و�شيتعدى اأثرهما على ال�شحايا املجتمع الدويل‪ ،‬مبا يف ذلك الدول وال�شناعة‪،‬‬

‫اأن يعمل معا وي�شعي بن�شاط �شامل‪ ،‬اإىل تبني‬ ‫منهج كامل املوارد ملكافحة القر�شنة والظروف‬ ‫التي تن�شاأ فيها‪.‬‬ ‫‪ .3‬القر�شنة البحرية ت�شكل تهديدا جلميع الدول‬ ‫وجرمية تخ�شع لل�شلطات الق�شائية العاملية‪.‬‬ ‫الدول مدعوة اإىل النظر بعني القبول يف مالحقة‬ ‫امل�شتبه فيهم‪ ،‬و�شجن القرا�شنة املدانني‪ ،‬مبا يتفق‬ ‫مع تطبيق القانون الدويل حلقوق الإن�شان والأمم‬ ‫املتحدة وقرارات جمل�س الأمن ‪،)2010( 1918‬‬ ‫‪ ،)2010( 1950‬و ‪.)2011( 1976‬‬ ‫‪ .4‬قلل الرد الع�شكري على القر�شنة البحرية من‬ ‫معدل جناح هجمات القرا�شنة‪ .‬وهذا الرد يجب‬ ‫اأن ي�شتمر ويتم ال�شعي له بن�شاط‪ ،‬مبا يف ذلك من‬ ‫خالل تدخالت اأكرث قوة بالتعاون والتن�شيق مع‬ ‫دول املنطقة التي لديها القدرة على القيام بذلك‬ ‫و تقدمي الدعم حيثما كان ذلك ممكنا‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫امل�شاعدة يف تقدمي الإ�شناد والدعم اللوج�شتي‬ ‫للعمليات‪.‬‬ ‫‪ .5‬يتعني على اجلهد الدويل املتزايد ملكافحة‬ ‫القر�شنة اأن ي�شلط ال�شوء على متويل عمليات‬ ‫القر�شنة وغريها من التدفقات املالية ذات ال�شلة‪.‬‬ ‫يعترب التتبع الفعال للتدفقات املالية غري‬ ‫امل�شروعة وتعطيلها‪ ،‬اأداة هامة لردع اأعمال‬ ‫القر�شنة واإلقاء القب�س على اأولئك الذين ميولون‬ ‫القر�شنة وحماكمتهم‪.‬‬

‫‪ .6‬ويجب على املجتمع الدويل‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫ال�شناعة‪ ،‬اأن يو�شع قاعدة املوارد املتاحة‬ ‫للم�شروعات لدعم بناء القدرات والتطور‬ ‫القت�شادي يف ال�شومال والدول الأخرى التي‬ ‫تعاين مبا�شرة من القر�شنة‪.‬‬ ‫وينبغي اأن ي�شتمل ذلك على توفري التدريب‬ ‫واملوارد الأخرى لتح�شني القدرات الأمنية‬ ‫املوجودة على اأر�س ال�شومال‪ ،‬مبا يف ذلك ردع‬ ‫ومنع القر�شنة‪ .‬يف هذا ال�شياق‪ ،‬تعهدت الوليات‬ ‫املتحدة بدفع م�شاعدة مالية لل�شندوق الئتماين‬ ‫لدعم مبادرات الدول ملواجهة القر�شنة قبالة‬ ‫�شواحل ال�شومال‪ ،‬ومل�شروعات التطوير على‬ ‫اأر�س ال�شومال التي تقودها ال�شناعة‪.‬‬ ‫‪ .7‬ويجب على املجتمع الدويل موا�شلة‬ ‫ا�شرتاتيجية �شاملة لدعم ال�شومال الذي يحدد‬ ‫اأولويات م�شاعدة ال�شلطات‪ ،‬مبا يف ذلك ال�شلطات‬ ‫الإقليمية ل ِ� ‪ ،Galmudug‬بونتالند‪،‬‬ ‫وال�شومال‪ ،‬لتح�شني القدرات الأمنية على‬ ‫اأر�س ال�شومال وتر�شيخ نظام احلكم و�شيادة‬ ‫القانون‪ ،‬ل �شيما من خالل جتهيز وتدريب خفر‬ ‫ال�شواحل وبناء القطاعات الق�شائية‪ ،‬و ُي�ش ِّهل‬ ‫ال�شعي لتحقيق التنمية القت�شادية امل�شتدامة‬ ‫ل�شكان ال�شومال‪.‬‬ ‫وهذا اعرتاف باأن الق�شاء على القر�شنة البحرية‬ ‫ب�شورة دائمة يف خليج عدن واملحيط الهندي‬

‫على نطاق اأو�شع غري ممكن من دون التو�شل اإىل‬ ‫حل طويل الأجل للت�شدي لف�شل الدولة وعدم‬ ‫ال�شتقرار وغريها من الأ�شباب الكامنة وراء‬ ‫القر�شنة يف ال�شومال‪.‬‬ ‫‪ .8‬املجتمع الدويل يدعو ال�شلطات الحتادية‬ ‫ال�شومالية والإقليمية للتعاون يف اإن�شاء اآلية‬ ‫داخلية للتن�شيق امل�شرتك لتحقيق الأمن ولتطوير‬ ‫قطاع الق�شاء لتعزيز فعالية الدعم املقدم من‬ ‫املجتمع الدويل‪.‬‬ ‫‪ .9‬وهناك قلق �شديد اإزاء الظروف الالاإن�شانية‬ ‫التي يواجهها الرهائن الذين يحتجزهم القرا�شنة‪.‬‬ ‫لذا يتعني على كل من الدول وال�شناعة التو�شع‬ ‫باملبادرات الإن�شانية الرامية اإىل تخفيف معاناة‬ ‫البحارة الأ�شرى‪.‬‬ ‫‪ .10‬ومن الأهمية مبكان اأن يتقيد اأ�شحاب ال�شفن‬ ‫وم�شغلوها بالتنفيذ الكامل للتوجيهات ال�شادرة‬ ‫عن املنظمة البحرية الدولية‪ ،‬مبا يف ذلك املمار�شات‬ ‫ال�شناعية نحو اإدارة اأف�شل‪ ،‬واأن يت�شرفوا بناء على‬ ‫حتذيرات القر�شنة املت�شلة بال�شحن وال�شادرة عن‬ ‫املنظمات البحرية ومراكز املعلومات الإقليمية‬ ‫التي اأن�شئت مبوجب قانون جيبوتي لل�شلوك من‬ ‫اأجل اإعطاء ال�شفن‪ ،‬وربابنتها وطواقمها اأكرب فر�شة‬ ‫لتجنب هجمات القرا�شنة ومكافحتها‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٢١-‬‬

‫‪-٢٢‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٢٣-‬‬

‫مقابلة‬

‫وزير ا�شرتاتيجيات الدفاع الربيطاين للجندي‪:‬‬ ‫�شمان ال�شتقرار للحفاظ على الزدهــار والــروة يف منطقة اخلليج هو العامل املهم والتحدي احلقيقي‬ ‫ن�شاهم يف الت�شدي للتحديات التي تواجه الأمن وال�شتقرار يف هذه املنطقة من العامل ول�شنا جمرد متفرجني‬ ‫تغطية‪:‬حممد فهد احللبيه‬ ‫ت�سوير‪:‬بــــــــدر يو�ســـــــــف‬

‫قبل يوم واحد فقط من افتتاح معر�ض اآيدك�ض ‪ 2011‬وبمنا�سبة انعقاد‬ ‫موؤتمر الدفاع الخليجي الذي عقد في نادي �سباط القوات الم�سلحة‬ ‫في اأبو ظبي بتاريخ ‪ ،2011/2/19‬اأجرت مجلة الجندي لقاء مع �سعادة‬ ‫جيرالد هاوارث ‪ Gerald Howarth‬وزير اال�ستراتيجيات الدفاعية‬ ‫واالأمنية الدولية في المملكة المتحدة‪ ،‬وحاورته حول اأهم التحديات‬ ‫التي تواجه حفظ االأمن وال�سالم في منطقة الخليج‪ ،‬وكيفية التغلب على‬ ‫هذه التحديات‪ ،‬وغير ذلك من الق�سايا الهامة‪ .‬واإليك عزيزي القارئ ما‬ ‫دار في الحوار‪:‬‬ ‫كيف تقيمون اأهمية منطقة الخليج‬ ‫العربي ب�سورة عامة ودولة االإمارات‬ ‫ب�سورة خا�سة بالن�سبة لبريطانيا‬ ‫وللعالم ككل؟‬ ‫‪ n‬هذه المنطقة هامة جداً بالن�شبة لنا على‬ ‫وجه الخ�شو�س بل وللعالم اأجمع اأي�شاً‪.‬‬ ‫فنحن نحتفظ بعالقات �شداقة قديمة‬ ‫عمرها مئتا �شنة مع الإمارات وتوطدت هذه‬ ‫العالقات ب�شورة اأف�شل منذ القرن التا�شع‬ ‫‪-٢٤‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫ع�شر‪ .‬ومنذ اأربعين �شنة لم تعد المملكة‬ ‫المتحدة موجودة في المنطقة وتركت دول‬ ‫المنطقة تعنى بالدفاع عن نف�شها وتتولى اإدارة‬ ‫�شوؤونها الخارجية مع الدول الأخرى‪.‬‬ ‫مــن وجــهــة نــظــركــم‪ ،‬مــا هي‬ ‫التحديات التي تواجه الحفاظ على‬ ‫االأمن واال�ستقرار في هذه المنطقة‬ ‫الهامة من العالم؟‬ ‫‪ n‬يتعين علينا األ ن�شتخف بالأمن وال�شتقرار‪،‬‬

‫لأن الأمور يمكن اأن تتغير ب�شرعة ويتعين‬ ‫علينا اأن نكون م�شتعدين للتغيرات ال�شريعة‬ ‫من قبيل تلك التي ع�شفت وما تزال تع�شف‬ ‫ببع�س المناطق في �شمال اإفريقيا والخليج‪.‬‬ ‫لهذا فاأنا اأعتقد باأن �شمان الأمن وال�شتقرار‬ ‫هو التحدي الحقيقي وكذلك الزدهار الذي‬ ‫تعي�شه المنطقة هنا والذي ل نظير له في اأي‬ ‫مكان في العالم‪ .‬وعندما جئت لأول مرة اإلى‬ ‫منطقة الخليج في اأواخر ال�شبعينات �شاهدت‬ ‫باأم عيني كيف كانت تنعم بالزدهار وبثروة‬ ‫النفط ‪ .‬لذلك فاإن �شمان ال�شتقرار للحفاظ‬ ‫على هذا الزدهار والثروة هو العامل المهم‬ ‫والتحدي الحقيقي‪.‬‬ ‫اإذ ًا مــاهــي اأفــ�ــســل الخطط‬ ‫واال�ستراتيجيات للت�سدي للتحديات‬ ‫التي تواجه تر�سيخ االأمن واال�ستقرار‬ ‫في هذه المنطقة؟‬ ‫‪ n‬اإنها تتمثل ببناء العالقات المتينة مع‬ ‫الأ�شدقاء‪ .‬ومن ح�شن الطالع اأن المملكة‬

‫المتحدة تحتفظ بعالقات قديمة وحميمة مع‬ ‫دولة الإمارات العربية المتحدة ومع دول منطقة‬ ‫الخليج ككل‪ .‬وهذا كفيل بتوفير القاعدة التي‬ ‫يمكن اأن نبني عليها‪ .‬ونعتقد اأن التعاون في‬ ‫مجال الدفاع‪ ،‬التدريب‪ ،‬التعاون ال�شناعي‬ ‫�شي�شاهم في توثيق العالقات اأكثر فاأكثر فيما‬ ‫بيننا‪ .‬واأعتقد اأن الدعم الذي تقدمه المملكة‬ ‫المتحدة للمنطقة هو بمثابة ر�شالة وا�شحة باأننا‬ ‫ن�شاهم في الت�شدي للتحديات التي تواجه‬ ‫الأمن وال�شتقرار في هذه المنطقة من العالم‬ ‫ول�شنا مجرد متفرجين‪.‬‬ ‫لقد نوهت في عر�ض حديثك باأن‬ ‫التعاون ينطوي على نقل للتقنيات‪.‬‬ ‫اإلى اأي مدى اأنتم م�ستعدون لنقل‬ ‫التقنيات الحديثة اإلى هذا البلد واإلى‬ ‫دول هذه المنطقة ال�سديقة لكم؟‬ ‫‪ n‬اأعتقد اأن الجواب على هذا ال�شوؤال‬ ‫ربما يكون منوطاً بال�شركات ال�شناعية التي‬ ‫ي�شارك منها هنا في معر�س اآيدك�س حوالي‬ ‫‪� 100‬شركة بريطانية‪ ،‬وهذا اأكبر تمثيل‬ ‫لل�شركات البريطانية منذ ن�شاأة اآيدك�س في‬ ‫‪ .1993‬ولدينا هنا لعبون كبار من قبيل‬ ‫بي اإيه اإي �شي�شتمز‪ ،‬جنرال دايناميك�س‪،‬‬ ‫لوكهيد مارتن‪ ،‬كينيتك‪ ،‬كمرينغ‪ ،‬مار�شال‬ ‫وحتى الالعبين ال�شغار‪ ،‬وبريطانيا محظوظة‬ ‫باأن لديها مجموعة كبيرة من الم�شروعات‬ ‫المتو�شطة اإلى ال�شغيرة الحجم التي تعمل‬ ‫في مجال الدفاع والتي ت�شمم حلو ًل‬ ‫مبتكرة ويفهمون قيمة تقديم الم�شاعدة‬ ‫لحلفائنا وم�شاركتهم في تقنياتنا وم�شاعدتهم‬ ‫على فهمها وا�شتيعابها‪ .‬ولي�س من مهام‬ ‫الحكومة بالطبع اأن تاأمر النا�س باأن يجتمعوا‬ ‫اأو يتعاونوا‪ ،‬ولكن اآيدك�س الحالي ي�شكل‬ ‫منتدى وفر�شة طيبة لل�شركات و�شركائهم‬ ‫المحتملين من دولة الإمارات كي يناق�شوا‬ ‫معهم ما يمكن اأن يفعلوه معاً‪ ،‬ومن الوا�شح‬ ‫اأن هذا ي�شتمل على م�شامين تتعلق بالأمن‬ ‫يتعين علينا معالجتها‪ .‬ولكننا اأ�شبحنا‬ ‫معتادين ومتفهمين ب�شورة اأف�شل كيف‬ ‫يمكننا اأن ن�شهل عملية نقل التقنية بطريقة‬ ‫ذات مغزى في الوقت الذي ندرك فيه باأنه‬ ‫لي�س كل �شيء قابل للنقل‪.‬‬

‫ما هي المدة الزمنية التي تحتاجها‬ ‫دول مجل�ض التعاون الخليجي كي‬ ‫ت�ستطيع بناء قدرة دفاع ذاتي �سد‬ ‫التهديدات الم�ستقبلية؟‬ ‫‪ n‬يفر�س عدد ال�شكان القليل ن�شبياً في دول‬ ‫مجل�س التعاون مقارنة بم�شاحتها الكبيرة‪،‬‬ ‫محدودية على حجم القوات الم�شلحة‬ ‫في هذه المنطقة‪ ،‬لذ فاإن كل اهتمامنا في‬ ‫الحقيقة يتركز على اأن تتمتع قوات هذه‬ ‫ال��دول بتدريب ع��الٍ واأن تمتلك اأ�شلحة‬ ‫وعتاداً متطوراً والمملكة المتحدة لح�شن‬ ‫الحظ بو�شع جيد يمكنها من اإم��داد هذه‬ ‫الجيو�س باأحدث المعدات‪ .‬ولكن اإذا ما‬ ‫تعر�شت منطقة الخليج لتهديد اأكبر‪ ،‬فاإننا‬ ‫�شوف نُف ِّعل تحالفنا ون�شعه مو�شع التنفيذ‬ ‫وهذا خا�شع لموافقة مجل�س الأمن القومي‬ ‫البريطاني‪ .‬واأود اأن ا ِّأذكر بوفائنا بالتزاماتنا‬ ‫تجاه الكويت و�شعبها الذي كانت تربطنا معه‬ ‫معاهدة عندما تعر�شت للغزو وحررنا الكويت‬ ‫بالتعاون مع المجتمع الدولي والوليات‬ ‫المتحدة الأمريكية‪ .‬واأعتقد اأن النا�س هنا‬ ‫يدركون اأننا نعني ما نقول واأن العمل اأ�شدق‬ ‫من الكلمات‪.‬‬ ‫كيف تق ِّيمون قــدرة القوات‬ ‫الم�سلحة االإماراتية على العمل مع‬ ‫قوات الدول الحليفة وبالخ�سو�ض‬ ‫مع القوات البريطانية؟‬ ‫‪ n‬بادئ ذي بدء هناك عالقات قديمة العهد‬ ‫مع القوات الم�شلحة الإماراتية حتى على‬ ‫الم�شتوى الفردي فقد تدرب عدد كبير من‬

‫�شباط القوات الم�شلحة الإماراتية في كلية‬ ‫�شاندهير�شت البريطانية لتدريب وتاأهيل‬ ‫ال�شباط‪ .‬وهوؤلء ال�شباط يفهمون العقيدة‬ ‫القتالية البريطانية ويدربون بقية زمالئهم في‬ ‫القوات الم�شلحة على الأ�شلحة والمعدات‬ ‫التي تزودها بها ال�شناعة البريطانية ونحن‬ ‫على ا�شتعداد لتزويد هذه القوات ب�شل�شلة‬ ‫وا�شعة من العتاد المتطور بما في ذلك المقاتلة‬ ‫الرائدة على م�شتوى العالم تايفون‪ .‬واأود اأن اأنوه‬ ‫بالقدرات التي تعر�شها �شركاتنا هنا في اآيدك�س‬ ‫من قبيل التدابير الإلكترونية الم�شادة‪ ،‬كما اأن‬ ‫هناك مركبة الدوريات الخفيفة طراز اأو�شولوت‬ ‫المحمية �شد الألغام والمتفجرات التي‬ ‫ت�شتخدمها قواتنا في اأفغان�شتان‪ .‬واأعتقد اأن‬ ‫هناك قدر كبير من التفاهم بيننا وخبرات‬ ‫م�شتركة‪ ،‬وفهم م�شترك للعقيدة القتالية‪ ،‬الأمر‬ ‫الذي يعني اأنه لدينا اأر�شية �شلبة يمكننا‬ ‫البناء عليها‪ .‬ناهيك عن التمارين الم�شتركة‬ ‫التي نقوم بها ب�شورة منتظمة وقد قمنا خالل‬ ‫ا لأ�شهر القليلة الما�شية بتمرينين م�شتركين‬ ‫كما جئنا بالمقاتلة تايفون لتعريف القوات‬ ‫الجوية الإماراتية بها كما جلبنا معدات اأخرى‬ ‫كي يطلع الإماراتيون على الم�شتجدات في‬ ‫مجال ال�شتخبارات‪ ،‬ونزمع القيام بتمرين‬ ‫بحري م�شترك في �شهر يونيو القادم اأي�شاً‪.‬‬ ‫وكل هذا يحدث في فترة ‪ 9‬اأ�شهر فقط‪ .‬لقد‬ ‫مت َّ��ن َّ��ا العالقة فيما بيننا بالفعل‪ .‬وفوق كل‬ ‫هذا زيارات ال�شخ�شيات الر�شمية ال�شيا�شية‬ ‫والع�شكرية المتبادلة والمكثفة على اأعلى‬ ‫الم�شتويات‪.‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٢٥-‬‬

‫‪-٢٦‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٢٧-‬‬

‫جغرافيا ع�شكرية‬

‫موؤثرات جغرافية‬ ‫حر ة الآليات الع�شكرية‬ ‫مقدم باحث جغرايف (م) هاين عبد الرحيم العزيزي‬ ‫تتنوع االآليات التي ت�ستخدمها القوات امل�سلحة يف تنفيذ مهامها‪ ،‬وال يختلف ال�شائق وغريه ممن يتولون م�شوؤولية احلركة ‪،‬‬ ‫بع�ض اأ�سناف هذه االآليات بحال عن االآليات املدنية‪ ،‬يف حني ت�سمم وت�س َنع والدورات التي اإجتازها ال�شائق ليكون اأهال‬ ‫لتويل قيادة الآلية ‪ ،‬وخلرباته ال�شخ�شية يف‬ ‫اآليات لتكون ع�سكرية االإ�ستخدام مبا يالئم الغاية املن�سودة منها‪.‬‬ ‫وال بد لالآليات الع�سكرية اأن تت�سف بقدرتها على تنفيذ املهام الع�سكرية طبيعة املنطقة دور فاعل يف جناحه يف عمله‪.‬‬

‫يف الظروف العادية اأي ال�سلم واالإ�ستثنائية اأي احلرب على حد �سواء‪،‬‬ ‫اإ�سافة اإىل اأن �ساحات القتال متنوعة كال�سحاري واجلبال واالأودية واملناطق‬ ‫املعمورة‪،‬وذلك يف ظل اأحوال طق�ض ومناخ متنوعة‪.‬‬ ‫وتعرف حركة االآليات الع�سكرية عادة بحركة االآليات عرب االأرا�سي ‪cross‬‬ ‫‪ country movement CCM‬اأي حركة االآليات خارج الطرق التقليدية‬ ‫املعبدة واملعدة حلركة ال�سري‪.‬‬ ‫ميكن تق�سيم العوامل املـوؤثــرة على‬ ‫حركة االآليات الع�سكرية اإىل ما يلي‪:‬‬ ‫‪.1‬العوامل اخلا�سة باالآلية‬ ‫تنق�شم الآليات ب�شكل عام اإىل جمنزرة‬ ‫ومدولبة وما يتبع ذلك من تنوع يف‬ ‫القدرات امليكانيكية والإمكانيات‬ ‫الهند�شية لكل منها ‪ ،‬وتتوفر‬ ‫يف بع�س املدولبات‬ ‫ميزة الدفع الرباعي‬ ‫اأو اأكرث‪ ،‬وا�شتعمال‬ ‫ت��ر���س ال�شرعة‬

‫‪-٢٨‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫البطيئة‪ .‬وحلمولة الآلية دورها يف قدرتها‬ ‫على احلركة واملناورة‪ ،‬وكذلك َ قطرها اأو‬ ‫جرها لعربة اأخرى‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬ ‫‪.2‬العوامل اخلا�سة باالأفراد‬ ‫تتفاوت القدرات الفردية يف‬ ‫قيادة وت�شغيل الآلية وفق‬ ‫خ���ربات‬

‫‪.3‬العوامل اجلغرافية‬ ‫وهذا مو�شوع هذه ال�شطور وحمورها‪ ،‬ومن اأهم‬ ‫هذه العوامل‬ ‫اأو ًال‪ :‬االنحدار‪:‬‬ ‫منحدر" اأو " َميل" ‪ slope‬على‬ ‫تطلق كلمة ُ" َ‬ ‫اأي و�شع اأو اجتاه اأو حالة يكون فيها اأحد طريف‬ ‫م�شافة ما اأعلى يف من�شوبها من الطرف الآخر‪،‬‬ ‫كما يطلق امل�شمى على الفرق يف املن�شوب بني‬ ‫طريف اأو نهايتي �شيء ما‪ .‬وبعبارة اأخرى يو�شف‬ ‫�شطح منطقة ما باأنه منحِ در اأو مائِل اإن كان يف‬ ‫و�شع غري اأفقي‪.‬‬ ‫يعرب عن النحدار ب�شور اأو �شيغ عدة‪،‬كالدرجات‬ ‫ّ‬ ‫وامل � ّالت والن�شب املئوية والك�شور‪ ،‬وتقوم‬ ‫جميعها على مقارنة الفرق يف من�شوب نقطة‬ ‫بداية النحدار ونقطة نهايته من جهة بامل�شافة‬ ‫احلقيقية الأفقية بني النقطتني من جهة اأخرى‪،‬‬ ‫وبعبارة خمت�شرة مقارنة امل�شافة العمودية‬ ‫(الراأ�شية) بامل�شافة الأفقية بني بداية‬ ‫الن����ح����دار‬

‫ونهايته على نف�س ال�شفح ‪.‬‬ ‫وبالن�شبة لالآليات الع�شكرية‬ ‫يجب الهتمام والرتكيز على‬ ‫النحدار بنوعيه؛ الأمامي اأي‬ ‫حيث يكون الفرق بارتفاع �شطح‬ ‫الأر�س بالن�شبة ملقدمة الآلية عن‬ ‫خلفيتها ‪ ،‬واجلانبي اأي حيث‬ ‫يكون الفرق بارتفاع �شطح الأر�س‬ ‫بالن�شبة جلانبي الآلية الأمي��ن‬ ‫والأي�شر ‪ .‬ويالحظ اأن قدرة الآلية‬ ‫على ت�شلق الإنحدار الأمامي‬ ‫اأك��رث بو�شوح من قدرتها على‬ ‫ت�شلق الإنحدار اجلانبي لأ�شباب‬ ‫تتعلق مبركز ثقل الآلية وتوازنها‬ ‫ولإعتبارات هند�شية‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪:‬مواد ال�سطح ( ال�سخر والرتبة)‪:‬‬ ‫الرتبة هي الطبقة الرقيقة من املواد الناعمة‬ ‫والدقيقة التي ت�شتند على طبقة ال�شخور ‪ ،‬وقد‬ ‫ت�شكلت الرتبة لأ�شباب التعرية والإر�شاب‬ ‫امليكانيكية والكيماوية ‪ .‬وتختلف الرتبة يف‬ ‫تركيبها ون�شيجها واندماجها ومتا�شك قوامها ‪،‬‬ ‫ومن ثم تاأثريها على ال�شتخدام الع�شكري لها‬ ‫�شرياً وحفراً وبنا ًء ‪.‬‬ ‫وتعترب الرتبة بخ�شائ�شها املختلفة ويف ظل‬ ‫الظروف اجلوية املختلفة من العوامل املوؤثرة‬ ‫بو�شوح على حركة الآليات خا�شة قدرة‬ ‫هذه الرتبة على حتمل ثقل الآلية ‪ ،‬وما تفعله‬ ‫جنازيرها اأو اإطاراتها فيها ‪ ،‬نتيجة املرور املتكرر‬ ‫عليها‪،‬ومن ذلك اأن ال�شري على الرمال بالآليات‬ ‫املدولبة �شيكون بطيئا والعمل ‪ -‬اإن اأمكن ‪-‬‬ ‫اأن يكون ال�شري بالآليات عقب �شقوط املطر‪ ،‬اأو‬ ‫يف �شاعات ال�شباح الباكر بعد تك ّون الندى‪ ،‬ملا‬ ‫يف ذلك من متا�شك للرمال ال�شطحية مما يفيد‬ ‫يف ت�شهيل عبور الآليات‪ .‬كما تعترب احل�شى‬ ‫اأكرث مكونات اأ�شا�شات مناطق ال�شري ثباتا يف‬ ‫الطبيعة‪،‬وللطق�س اأثر �شعيف بل قد ل يكون‬ ‫له اأثر على �شالحية احل�شى لل�شري عليه‪ ،‬اإذ‬ ‫اأن ال�شري على احل�شى اأمر ي�شري على الآليات‬ ‫املجنزرة‪ ،‬واإن مل تكن احل�شى خملوطا برتبة‬ ‫اأخرى اأدق منه فاإن تفكك احل�شى وحتركه حتت‬ ‫�شغط ثقل الآلية يوؤثر �شلبا على حركة الآليات‬

‫املدولبة ‪ ،‬اإذ �شيكون اأمراً �شعباً‪.‬‬ ‫وعندما يبتل ال��رم��ل ي�شبح متما�شكا‬ ‫ومندجماً‪،‬ومنا�شبا جدا حلركة الآليات عندما‬ ‫ميتزج مع الطني (ال�شل�شال) لكن الرمل‬ ‫ي�شبح معيقا حلركتها عندما يكون جافاً جداً‬ ‫ومفككاً خ�شو�شاً على املنحدرات‪ .‬اأما بالن�شبة‬ ‫للطمي ( الغرين ) فعند جفافه يوفر حركة مرور‬ ‫ممتازة‪،‬رغم اأنه �شيثري الغبار ب�شبب هذه احلركة‪،‬‬ ‫وكذلك عند هبوب الرياح الن�شطة اأو القوية ‪.‬‬ ‫وباملقابل فاإن الطمي ميت�س املاء �شريعا مما يحيله‬ ‫اإىل وحل ناعم وعميق ‪ ،‬مما ي�شكل عائقا اأمام‬ ‫احلركة حتى ت�شرق ال�شم�س باأ�شعتها احلارة اأو‬ ‫الدافئة ‪ ،‬اأو تهب رياح جتففه ‪ ،‬لتعيده اإىل حالة‬ ‫ال�شالبة‪،‬حيث اأن جفاف الطني يوفر �شطحا‬ ‫�شلبا ي�شهل حركة مرور �شهلة لالآليات ‪ ،‬لكن‬ ‫هذا اأمر نادر احلدوث اإل يف جهات املناخ اجلاف‬ ‫من العامل‪،‬اإذ اأن جهات املناخ الرطب �شتبقي‬ ‫الطني على درجة ما من البلل اأو الرطوبة‪.‬‬ ‫والطني يت�شرب املاء ببطء‪ ،‬وبعد ذلك ي�شبح‬ ‫لزجا وزلقا‪ ،‬وعليه ي�شعب عبور املنحدرات‬ ‫الطينية اأو ي�شتحيل ب�شبب عر�شة الآليات خلطر‬ ‫النزلق ‪ .‬وميكن القول اإن حركة الآليات على‬ ‫الطني هي الأ�شواأ يف حال البلل اإذ �شرعان ما‬ ‫تظهر اآثار اإطارات الآليات باأعماق متفاوتة بعد‬ ‫عبورها‪ ،‬مما يقلل من �شرعة الآليات بعد ذلك ‪،‬‬ ‫وت�شعب قيادتها ‪.‬‬

‫وميكن للغبار ‪ -‬دقائق الرتبة املتطايرة ‪ -‬اإعاقة اأو‬ ‫الت�شبب بتلف اأنظمة بع�س املحركات ‪ ،‬حيث‬ ‫ميكن للغبار الذي تثريه جنازير الآليات ‪ -‬على‬ ‫�شبيل املثال ل احل�شر‪ -‬اأن يدخل اإىل مر�شحات‬ ‫‪ filters‬املحركات عرب فتحاتها ‪ ،‬مما قد يوقفها‬ ‫عن العمل نتيجة لإغالقه فتحات املر�شحات ‪.‬‬ ‫ثالث ًا‪:‬االأحوال اجلوية‪:‬‬ ‫الأحوال اجلوية هي حالة عنا�شر املناخ والطق�س‬ ‫اأي درجة احل��رارة وال�شغط اجلوي والرياح‬ ‫والرطوبة ومظاهر التكاثف كاملطر والثلج‪.‬‬ ‫ويالحظ اإرتباط هذ العنا�شر ببع�شها ب�شكل‬ ‫ع��ام‪ ،‬فاختالف درج��ات احل��رارة ي �وؤدي اإىل‬ ‫اإختالف مبقدار ال�شغط اجلوي‪،‬ويوؤدي اإختالف‬ ‫ال�شخط اجلوي اإىل هبوب الرياح وهكذا‪.‬‬ ‫‪.1‬احلـــرارة والرطوبة‪:‬قد ي��وؤدي تدين‬ ‫درجة احلرارة اإىل زيادة �شالحية بع�س الرتب‬ ‫حلركة الآليات‪ ،‬وقد يوؤدي اإىل تكوين طبقة من‬ ‫التجمد فوق الرتبة ت�ش ّعب احلركة ‪.‬‬ ‫ قد يوؤدي ان�شهار ( ذوبان ) جتمد الرتبة اإىل‬‫جعلها غري �شاحلة للحركة ‪ ،‬وقد يدمر الطرق‬ ‫وامل�شالك �شعيفة الأ�شا�س ‪.‬‬ ‫ قد ي �وؤدي ان�شهار ( ذوب��ان ) الثلوج اإىل‬‫في�شانات اأو انهيار كتل الثلج يف املناطق اجلبلية‬ ‫مما مينع احلركة ‪.‬‬ ‫ميكن لرتفاع درجة احلرارة اأن يحيل الثلج‬‫ال�شالح حلركة الآليات اإىل وحل وثلج ن�شف‬ ‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٢٩-‬‬

‫ذائب ‪ ،‬وهذا بدوره معيق للحركة ‪.‬‬ ‫ اإن تبع ان�شهار الثلوج يف منت�شف ف�شل‬‫ال�شتاء تدن يف درجة احلرارة اإىل ما دون ال�شفر‬ ‫فقد ينتج عن ذلك جتمد اآثار اإطارات الآليات‬ ‫يف الأرا�شي اللينة ‪ ،‬وهذه ظروف جتمد خطرية‪.‬‬ ‫ ميكن اأن توؤثر ظروف تدين درجة احلرارة على‬‫�شيانة الآليات ‪ ،‬بل وعلى توفريها حيث تدعو‬ ‫احلاجة ‪.‬‬ ‫‪.2‬الرياح‪:‬تثري الرياح الثلج والرمال والغبار‬ ‫واملفتتات مما ينق�س من مدى الروؤية الأفقية ‪.‬‬ ‫وت�شكل الرياح الكثبان الرملية ‪ ،‬وتوؤدي اإىل‬ ‫تك�شر‬ ‫اإندفاعات الثلج ‪ ،‬كما توؤدي الرياح اإىل ّ‬ ‫و�شقوط الأ�شجار‪.‬‬ ‫وجميع ما �شبق يوؤدي اإىل منع حركة الآليات اأو‬ ‫تاأخريها لإعادة فتح الطرق‪ ،‬اأو لاللتفاف حول‬ ‫اأماكن اأخرى للو�شول اإىل الهدف ‪.‬‬ ‫‪.3‬الروؤية االأفقية‪:‬زيادة معدل احلوادث‬ ‫التي تتعر�س لها‪ ،‬وت�شعف ق��درة �شائقي‬ ‫‪-٣٠‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫الآليات على حتديد امل�شافات وال�شرعات ‪،‬‬ ‫كما تقل قدرتهم على متييز الآليات والأفراد‬ ‫والأهداف للقوات الأخرى ‪.‬‬ ‫‪.4‬الت�ساقط(الهطول)‪:‬يوؤدي طول التعر�س‬ ‫ملظاهر الرطوبة والبلل يف الرتبة وما حتتها‪،‬‬ ‫وكذلك الطرق املر�شوفة جيدا اإىل تاأثرها من‬ ‫حيث قدرتها على حتمل حركة الآليات ‪ ،‬وقد‬ ‫تتوقف احلركة على كافة الطرق والأماكن ذات‬ ‫الرتبة امل�شبعة باملاء‪.‬‬ ‫ يتوقف النقل على الطرق اخلارجية والرئي�شة‬‫اأو يقل بفعل الت�شاقط الكثيف للثلوج اأو ب�شبب‬ ‫جتمد �شطوح الطرق ‪ ،‬ويف كل احلالت يجب‬ ‫خف�س �شرعة الآليات عليها ‪.‬‬ ‫ميكن للوحل اأن يجعل الطرق والدروب بل‬ ‫والأرا���ش��ي غري م�شواة ال�شطح غري �شالكة‬ ‫لل�شري‪،‬مما يعوق حركة الآليات يف كل املنطقة‪.‬‬ ‫ميكن للفي�شان الناجت عن �شقوط املطر اأو ان�شهار‬ ‫الثلج اأن ي�شل حركة قوة ما اأو يوقفها ‪ ،‬ويخل‬

‫بنظامها ‪ ،‬بل ويعر�شها‬ ‫خلطر داهم ‪.‬‬ ‫ تتعر�س اجل�شور الثابتة‬‫والعائمة لأن ت�شبح غري‬ ‫�شاحلة لال�شتعمال‪،‬‬ ‫وميكن للمياه الغزيرة‬ ‫اجلارية اأن جترفها ‪.‬‬ ‫ ت�شعب عملية اإجراء‬‫ال�شيانة والإنقاذ لالآليات‬ ‫يف ظروف الت�شاقط ‪.‬‬ ‫رابـــعـــ ًا‪ :‬الــنــبــات‬ ‫الطبيعي والزراعة‪:‬‬ ‫‪ .1‬االأ�ــســجــار‪:‬‬ ‫ال�����ش��ج��رة ه��ي نبات‬ ‫معمر‪،‬ي�شل‬ ‫خ�شبي‬ ‫ّ‬ ‫عند اكتمال منوه اإىل‬ ‫ارتفاع ‪ 3‬اأمتار‪،‬ولل�شجرة‬ ‫�شاق واح��دة ‪ ،‬يعلوها‬ ‫ت��اج (اإكليل) وا�شح‬ ‫امل���ع���امل‪ ،‬وق���د تنمو‬ ‫الأ�شجار يف منطقة ما‬ ‫ب�شكل متباين ومتباعد‬ ‫اأو م��ت��ق��ارب بحيث‬ ‫تتالم�س تيجانها ‪،‬‬ ‫وتت�شابك بع�س اأغ�شانها‪ .‬وتتفاوت الأ�شجار‬ ‫يف اأنواعها واأحجامها وامل�شافات البينية‬ ‫(امل�شافة بني الأ�شجار)‪.‬‬ ‫ميكن لالأ�شجار اأن ت�شكل عوائق اأم��ام‬ ‫حركة الآليات املدولبة واملجنزرة على حد‬ ‫مبقدار�شمك اجل��ذوع‪،‬‬ ‫�شواء‪،‬ويرتبط هذا‬ ‫ُ‬ ‫ومدى تقارب الأ�شجار ‪ ،‬ونوع النبات الذي‬ ‫ينمو بني الأ�شجار اإن وجد‪ .‬وميكن لدبابة‬ ‫متو�شطة على �شبيل املثال اأن تدفع وتدمر‬ ‫�شجرة منفردة قطر جذعها ‪� 30‬شم‪ ،‬لكن‬ ‫الأمر بطبيعة احلال ل يقت�شر على �شجرة‬ ‫واح��دة اأو ب�شع �شجرات ‪ ،‬بل يتعداه اإىل‬ ‫مئات اأو اآلف الأ�شجار النامية يف غابة‬ ‫وا�شعة‪ .‬اإ�شافة اإىل اأن ت�شاقط الأ�شجار التي‬ ‫تدفعها اأو تدمرها وتراكمها فوق بع�شها‬ ‫ع�شوائيا يوؤدي اإىل اإيقاف حركة الآليات اأو‬ ‫احلد منها‪،‬فهي عوائق جديدة ‪ ،‬اإ�شافة لبقايا‬

‫الأ�شجار واجلذور الناتئة ‪.‬‬ ‫وعليه فاإن اأق�شى قطر جلذع �شجرة ي�شمح‬ ‫عمليا لدبابة متو�شطة باقتحامه يرتاوح بني‬ ‫‪� 20 – 15‬شم رغم اأن الأ�شجار ذات جذوع‬ ‫اأقطارها اأق��ل من ‪� 15‬شم ميكن اأن تكون‬ ‫عائقا اأمام احلركة اإن كانت متقاربة جداً‪.‬اأما‬ ‫اأق�شى �شمك لقطر جذع �شجرة ي�شمح عمليا‬ ‫ل�شاحنة حمولة ‪ 2.5‬طن باقتحامه فهو ما‬ ‫يرتاوح بني ‪� 5 – 2.5‬شم ‪.‬‬ ‫من حيث امل�شافة الهامة واحلا�شمة بني‬ ‫الأ�شجار يف الغابات حيث تكون الأ�شجار‬ ‫اأ�شخم من اأن ت�شدمها وتقتحمها الدبابات‬ ‫فاإن هذه امل�شافة ترتاوح بني ‪ 6.5 – 4.5‬مرتاً‬ ‫للمدولبات واملجنزرات على حد �شواء‪.‬‬ ‫وهذه امل�شافة هي اأكرب من عر�س ج�شم اأي‬ ‫اآلية‪ ،‬ولكن ل بد اأن تكون امل�شافة ت�شمح‬ ‫لالآلية بالدوران واللتفاف‪.‬‬ ‫اأما يف الغابات التي جرى العمل على زراعتها‬ ‫والعناية بها ‪ ،‬وحيث تنمو الأ�شجار يف �شفوف‬

‫فاإن امل�شافة التي ميكن عبورها لالآليات اأقل‬ ‫من ‪ 6.5‬مرتا ولكن لي�س باأقل من ‪ 4.5‬مرتا‪.‬‬ ‫‪.2‬ال�سجريات واالأحرا�ض‪ :‬يطلق ا�شم‬ ‫ال�شجريات على جمموعة من الأ�شجار توقف‬ ‫منوها لأمر يعود للرتبة اأو الأح��وال اجلوية‪.‬‬ ‫وت�شمل �شجريات ال�ش ّبار وما ي�شابهها من‬ ‫نباتات يف املناطق اجلافة و�شبه اجلافة‪.‬‬ ‫ول ت�شكل ال�شجريات اأي عائق فعلي اأمام‬ ‫احلركة الع�شكرية باأنواعها‪.‬‬ ‫وتعمل �شيقان واأغ�شان ال�شجريات التي‬ ‫ت�شري الآليات فوقها اأي عليها ‪ ،‬على حت�شني‬ ‫احلركة بتوزيعها ثقل الآليات على م�شاحة‬ ‫اأك��رب‪ ،‬وبذلك متنع غ��رز بع�س الآليات‪.‬‬ ‫لكن هذه ال�شجريات قد تخفي بع�س احلفر‬ ‫والأج�شام التي قد حتد اأو تعيق احلركة ما‬ ‫يتطلب اإبطاء �شرعة الآليات توخياً لل�شالمة‪.‬‬ ‫‪.3‬االأع�ساب‪ :‬ت�شمل الأع�شاب جميع‬ ‫الأ�شكال النباتية غري اخل�شبية‪ .‬وتنمو يف‬ ‫اجلهات الأقل مطرا من مناطق الأ�شجار‪.‬‬

‫وتطلق �شفة الطول على الأع�شاب اإن زاد‬ ‫طولها على مرت واحد ( ‪ 3‬قدم ) ‪ ،‬و�شفة‬ ‫القِ�شر اإن كانت دون ذل��ك ‪ .‬ولي�شت‬ ‫الأع�شاب الق�شرية بذات اأهمية تذكر على‬ ‫احلركة الع�شكرية اإل اإن حجبت بع�س ما‬ ‫يعيق احلركة ‪ .‬ول بد من التنويه اإىل اأن بع�س‬ ‫اأنواع الأع�شاب توؤدي اإىل انزلق الآليات بل‬ ‫والأفراد نتيجة �شحقها مبا حتويه يف داخلها من‬ ‫مواد لزجة حتت الثقل الذي يعلوها ‪ ،‬لكنها‬ ‫يف الوقت نف�شه تعمل على حت�شني حركة‬ ‫الآليات فوق بع�س اأنواع الرتبة ‪.‬‬ ‫‪ .4‬املحا�سيل الزراعية‪ :‬ت�شم املحا�شيل‬ ‫التي يزرعا الإن�شان من الب�شاتني ومزارع‬ ‫العنب والأ�شجار املثمرة‪ ،‬ول ت�شغل هذه‬ ‫جميعها م�شاحات وا�شعة من العامل‪ ،‬وترتاوح‬ ‫م�شاحة الأر�س املزروعة باملحا�شيل كالأرز‬ ‫مثال حقول م�شاحة احلقل منها نحو ‪1000‬‬ ‫مرت مربع اإىل حقل قمح ذو م�شاحة وا�شعة‬ ‫ت�شل ع��دة كيلومرتات مربعة‪.‬وتتحكم‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٣١-‬‬

‫الأحوال املناخية‪ ،‬ونوع الرتبة ال�شائد‪ ،‬ومدى‬ ‫حاجة ال�شكان للمح�شول‪ ،‬بنوع حم�شول‬ ‫املنطقة‪ ،‬فمح�شول الأرز يتطلب تربة دقيقة‬ ‫متما�شكة الذرات‪ ،‬يف حني تتطلب حما�شيل‬ ‫اأخرى تربة �شلبة جيدة ال�شرف للماء‪.‬‬ ‫وت�شم الب�شاتني �شفوفا منتظمة من الأ�شجار‬ ‫تعطي اأر�س املزرعة �شكلها املاألوف واملميز ‪،‬‬ ‫وهذه املزارع ي�شهل متييزها يف ال�شور اجلوية‪،‬‬ ‫ول يكون يف العادة بني �شفوف الأ�شجار‬ ‫حما�شيل اأخرى‪.‬وتربز حقول الأرز كاأرا�س‬ ‫تغمرها املياه حماطة بحواف ترابية عالية‪ ،‬اأو‬ ‫جدران قليلة الرتفاع‪.‬‬ ‫تعمل بع�س املحا�شيل كالقمح مثال على‬ ‫حت�شني و�شع الرتبة حلركة الآليات‪ ،‬ملا توفره‬ ‫من متا�شك للرتبة ال�شطحية‪ ،‬يف حني ت�شكل‬ ‫م��زارع العنب عوائق اأم��ام حركة الآليات‬ ‫املدولبة والقوات الراجلة ملا يوجد يف هذه‬ ‫املزارع من اأعمدة معدنية اأو خ�شبية واأ�شالك‬ ‫ت�شكل عرائ�س‪ ،‬لتنمو ومتتد عليها الأغ�شان‬ ‫والثمار فتكون عائقا‪.‬ول ميكن لالآليات‬ ‫املدولبة وبع�س الآليات املجنزرة عبور حقول‬ ‫الأرز التي تغمرها املياه يف حني ميكن عبورها‬ ‫عندما يتم �شرف املياه عنها لت�شبح اأرا�س‬ ‫جافة فيما بعد‪.‬‬ ‫دليل عام حلركة االآليات‬ ‫يف بع�ض املناطق واملعامل وظاهرات‬ ‫�سطح االأر�ض‬ ‫‪.1‬الــ�ــســخــور اجلـــرداء ‪barren‬‬ ‫‪ :rocks‬تنا�شب ب�شكل ع��ام النقل‬ ‫با�شتخدام احليوانات كالبغال ‪ ،‬وميكن‬ ‫ا�شتعمال بع�س الأودية العري�شة بو�شاطة‬ ‫الآليات املدولبة ‪ ،‬لكن ا�شتمرار امل�شري‬ ‫خاللها اأمر غري حممود‪ ،‬وكثرياً ما يتطلب‬ ‫امل�شري ك�شفاً م�شبقاً �شرياً على الأقدام‪.‬‬ ‫‪ .2‬االأودية املت�سعة ( قاع اأو اإنت�سار‬ ‫الوادي)‪wadi – speard ،wadi‬‬ ‫‪ :bed‬ميكن اإيجاد طرق ل�شري الآليات‬ ‫دائماً على طول مناطق اإت�شاع الوادي ‪ ،‬وقد‬ ‫ت�شكل جالميد ال�شخر الكبرية والرمال‬ ‫الناعمة عوائق كبرية اأمام احلركة ‪.‬‬ ‫‪-٣٢‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪gravel‬‬

‫‪.3‬الــ�ــســهــول احل�سوية‬ ‫‪ :plains‬تعترب مناطق منا�شبة ل�شري‬ ‫الآل��ي��ات املدولبة‪،‬وميكن التغلب اأحياناً‬ ‫وب�شهولة على ثنيات وتعاريج الأودي��ة‬ ‫ال�شغرية التي تعرت�شها‪.‬‬ ‫‪ .4‬التالل الرملية اأوالتالل احل�سوية‬ ‫‪ :sand or gravel hills‬ترتاوح فيها‬ ‫احلركة من حمدودة اإىل متعذرة‪.‬‬ ‫‪ .5‬ال�سخور املتناثرة يف املناطق‬ ‫الرملية واحل�سوية ‪rock strewn‬‬ ‫‪: sand and gravel areas‬‬ ‫ت�شبب ال�شخور التي يزيد قطرها على ‪30‬‬ ‫�شم مروراً �شعباً اأمام الآليات املدولبة ‪ ،‬وعند‬ ‫اإزالتها عن طريق الآلية �شيتوفر مروراً جيداً‪.‬‬ ‫‪.6‬الرمل ‪ :sand‬ميكن عبور الآليات‬ ‫املدولبة املزودة باإطارات خا�شة بال�شري على‬ ‫الرمال ب�شهولة‪ ،‬ويف حال عدم ا�شتعمال‬ ‫الإطارات اخلا�شة هذه فاإن العبور �شيكون‬ ‫بطيئاً وي�شتح�شن �شري الآليات عقب �شقوط‬ ‫املطر اأو يف �شاعات ال�شباح البكر بعد تك ّون‬

‫الندى مما يعطي ال��رم��ال املفككة بع�س‬ ‫التما�شك‪.‬‬ ‫‪ .7‬الرمال الناعمة ‪:soft sand‬‬ ‫ال�شري ممكن ب�شيارات الدفع الرباعي امل�شرعة‬ ‫واملزودة باإطارات خا�شة ‪ ،‬و�شتغرز الآليات‬ ‫اإن خففت �شرعتها‪ ،‬وتعترب الكثبان الرملية‬ ‫ال�شغرية املتقاربة التي تكرث يف مناطق‬ ‫الرمال الناعمة اأعظم العوائق اأمام الآليات‬ ‫الدولبة ‪.‬‬ ‫‪ .8‬الكثبان الرملية ‪:sand du‬‬ ‫هي تالل ي��رتاوح اإرتفاعها بني ‪60 – 2‬‬ ‫مرتاً‪،‬وت�شبب حمدودية حركة الآليات مبا‬ ‫فيها �شيارات الدفع الرباعي ‪ ،‬ويتوقع وجود‬ ‫بع�س الطرق بني الكثبان الرملية الكبرية ‪،‬‬ ‫ومع ذلك فاحلاجة قائمة اإىل اأدلء حمليني‬ ‫من اأهل املنطقة ‪ .‬ويتعذر ال�شري ب�شكل زوايا‬ ‫قائمة اإىل خط اإمتداد الكثبان ‪.‬‬ ‫‪.9‬مناطق االأرا�ــســي امل�سبعة باملاء‬ ‫(ال�سبخة) ‪water logged areas‬‬ ‫‪ : sabkha‬ترتاوح احلركة عندما تكون‬

‫اأر�س ال�شبخة جافة بني جيدة و�شعيفة ‪،‬‬ ‫اإعتماداً على تاأثري اأ�شعة ال�شم�س والرياح‪.‬‬ ‫ويكون �شطح الأر�س اإما اأمل�شاً اأو مموجاً اأو‬ ‫غري منتظم ال�شكل لوجود نتوءات �شخرية‬ ‫�شلبة بارزة اإرتفاعها نحو ‪� 30‬شم ‪ ،‬وت�شبح‬ ‫ال�شبخة غري قابلة للعبور بعد �شقوط املطر‬ ‫عليها اأو بعد ت�شبع اأر�شها باملاء لأي �شبب‬ ‫اآخر ‪.‬‬ ‫‪ .10‬القاع امللحي ‪ :salt pan‬كما‬ ‫هي احلال يف ال�شبخة باإ�شتثناء وجود ق�شرة‬ ‫ملحية فوق الطني ‪.‬‬ ‫‪ .11‬الالفا ‪ :lava‬هي احلمم امل�شهورة‬ ‫التي خرجت من باطن الأر�س عن طريق‬ ‫فوهة الربكان اأوال�شقوق وبردت وت�شلبت‪.‬‬ ‫وق��د ت�شمل جالميد كبرية اأو �شخور‬ ‫تف�شلها �شقوق اأو �شدوع‪ ،‬ويف حال كهذه‬ ‫�شتتعذر اإمكانية عبور الآليات ‪ ،‬وعندما‬ ‫توجد جالميد �شغرية احلجم ميكن مرور‬ ‫الآليات املدولبة لكنه عبور �شعب ومو ٍؤذ‬ ‫لالآلية واإطاراتها ‪.‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٣٣-‬‬

‫‪-٣٤‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٣٥-‬‬

‫ا�شتراتيجيا‬

‫املفهوم ال�شرتاتيجي اجلديد لـ "حلف الأطل�شي"‬ ‫نحو تدويل التحديات وال�شرتاتيجيات الأمنية‬ ‫د‪ .‬اأ�سرف �سعد العي�سوي‬ ‫باحث يف ال�سئون ال�سيا�سية واال�سرتاتيجية‬

‫أقره اأع�ساء «حلف االأطل�سي» يف قمتهم‬ ‫املفهوم اال�سرتاتيجي اجلديد الذي ا ّ‬ ‫االأخرية التي انعقدت يف ل�سبونة يف �سهر نوفمرب املا�سي‪ّ ،‬‬ ‫ي�سكل تطور ًا مهم ًا‬ ‫يف �سيا�سة احللف وم�سريته‪ ،‬فهذا املفهوم عالوة على كونه �سيوجه عمل‬ ‫احللف خالل ال�سنوات الع�سر املقبلة‪ ،‬فاإنه ياأخذ يف االعتبار التهديدات‬ ‫تت�سمن‬ ‫االأمنية املعا�سرة التي ال تقت�سر على اجلوانب الع�سكرية فح�سب‪ ،‬بل‬ ‫ّ‬ ‫التحديات االأخرى‪ ،‬كما يحدد طبيعة ال�سيا�سات التي �سيدافع احللف من‬ ‫خاللها عن اأع�سائه يف مواجهة ا ّأي تهديدات حمتملة يف العقد املقبل‪.‬‬ ‫معنى املفهوم االإ�سرتاتيجي اجلديد‬ ‫يعترب «املفهوم الإ�شرتاتيجي اجلديد» يف‬ ‫اأدبيات الناتو املخت�شر الر�شمي لعقيدته‬ ‫الأمنية‪ ،‬وهو يعد يف الواقع املرجعية الثالثة‬ ‫له منذ اإن�شائه‪ ،‬و�شيغت اأول وثيقة من‬ ‫ه��ذا النوع خ��الل احل��رب ال��ب��اردة �شنة‬ ‫‪ ،1949‬وكانت تركز على الدفاع امل�شرتك‬ ‫من حيث بناء القدرة الع�شكرية لإحداث‬ ‫‪-٣٦‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫التوازن الإ�شرتاتيجي مع حلف وار�شو‪،‬‬ ‫فانت�شر احللف الأطل�شي يف هذه احلرب‬ ‫واأ�شهم يف انهيار الإحتاد ال�شوفيتي‪ ،‬و�شيغت‬ ‫الوثيقة الثانية يف قمة وا�شنطن �شنة ‪1999‬‬ ‫اإبان الحتفال بالذكرى ال�شنوية اخلم�شني‬ ‫لقيام حلف الأطل�شي‪ ،‬ومل تتطرق وقتها‬ ‫اإىل التحديات املتعاظمة التي تواجه دول‬ ‫احللف يف ال�شنوات التالية‪ ،‬خا�شة اأنها‬

‫كانت قد و�شعت قبل اأح��داث �شبتمرب‬ ‫وقبل حربي اأفغان�شتان والعراق وقبل تو�شيع‬ ‫احللف لي�شم املزيد من الأع�شاء‪ ،‬وهو ما‬ ‫تدراكته الوثيقة اجلديدة التي و�شعت اأ�ش�س‬ ‫املفهوم ال�شرتاتيجي اجلديد للحلف يف‬ ‫العقد املقبل‪«.‬املفهوم ال�شرتاتيجي اجلديد»‬ ‫للحلف و�شعته جلنة من اخل��رباء برئا�شة‬ ‫وزيرة اخلارجية الأمريكية ال�شابقة‪ ،‬مادلني‬ ‫ويعد املحطة الثالثة يف م�شل�شل‬ ‫اأولربايت‪ّ ،‬‬ ‫التوجهات ال�شيا�شية والأمنية التي‬ ‫مراجعة ّ‬ ‫حتدد عمل احللف يف ال�شنوات الع�شر‬ ‫املقبلة‪� ،‬شواء جلهة حتديد طبيعة املها ّم‬ ‫امللقاة على عاتقه‪ ،‬اأو جلهة ال�شيا�شات التي‬ ‫�شيتم اتخاذها من اأجل حتقيق اأهدافه يف‬ ‫ال�شنوات الع�شرة املقبلة‪ .‬و�شيحل املفهوم‬ ‫ال�شرتاتيجي اجلديد مكان املفهوم ال�شابق‬

‫الذي يعود اىل العام ‪.1999‬‬ ‫بنود املفهوم اجلديد‬ ‫تت�شمن اأبرز بنود املفهوم اجلديد على‪:‬‬ ‫الدفاع امل�شرتك‪ :‬يوؤكد املفهوم اللتزام‬‫ال�شا�شي للدول الع�شاء ب�»الدفاع عن‬ ‫النف�س يف �شكل متبادل �شد هجوم‪ ،‬على‬ ‫ان ي�شمل ذلك التهديدات اجلديدة»‪.‬‬ ‫التهديد النووي‪ :‬يلتزم احللف الطل�شي‬‫«تاأمني الظروف لعامل خال من ال�شلحة‬ ‫النووية»‪ ،‬لكنه �شيظل حتالفاً نووياً «ما دام‬ ‫هناك ا�شلحة نووية يف العامل»‪ ،.‬يظل الردع‬ ‫«عن�شراً مركزياً» يف ا�شرتاتيجية احللف‪ :‬ان‬ ‫القوى النووية توؤمن «ال�شمان الق�شى»‬ ‫لالمن رغم ان الظروف للجوء اىل ال�شالح‬ ‫النووي «غري مرجحة يف �شكل كبري»‪.‬‬ ‫ الدفاع امل�شاد لل�شواريخ‪ :‬يحدد احللف‬‫الطل�شي قدرته على الدفاع عن نف�شه �شد‬ ‫هجوم بال�شواريخ بو�شفه احد «العنا�شر‬ ‫املركزية» لدفاعه‪ .‬ويف هذا املجال‪� ،‬شي�شعى‬ ‫احللف يف �شكل ن�شط اىل «التعاون مع رو�شيا‬ ‫و�شركاء اخرين اوروبيني واطل�شيني»‪.‬‬ ‫ ال�شراكات الأمنية‪ :‬ان ال�شراكات مع‬‫دول اخرى ميكن «ان ت�شاهم يف تعزيز المن‬ ‫الدويل والدفاع عن قيم احللف الطل�شي‬ ‫ويف عملياته ف�ش ًال عن اعداد الدول املهتمة‬

‫�شكل اكرث فاعلية بني ال�شركاء املدنيني»‪.‬‬ ‫ الإره��اب ‪ :‬ي�شكل الره��اب «تهديداً‬‫مبا�شراً»‪.‬ميكن ان تهدد نزاعات خارج حدود‬ ‫احللف الطل�شي امن احللف «عرب تغذية‬ ‫التطرف والرهاب»‪ ،‬واي�شاً تهريب ال�شلحة‬ ‫واملخدرات والب�شر‪.‬‬ ‫ الهجمات اللكرتونية‪ :‬يلحظ املفهوم‬‫تطوير ق��درة احللف على «تفادي ور�شد‬ ‫الهجمات اللكرتونية»‪.‬‬

‫لالن�شمام» اليه‪ ،‬ان احت��ادا اوروبيا ن�شطا‬ ‫وفاعال ي�شاهم يف المن ال�شامل للمنطقة‬ ‫الوروبية الطل�شية‪ .‬ان الحتاد الوروبي‬ ‫�شريك فريد وا�شا�شي بالن�شبة اىل احللف»‪.‬‬ ‫كما ان التعاون بني احللف الطل�شي ورو�شيا‬ ‫يكت�شب «اهمية ا�شرتاتيجية»‪.‬‬ ‫ ادارة الزم��ة‪ :‬يلتزم احللف الطل�شي‬‫«تفادي او التعامل» مع الزمات التي ميكن‬ ‫ان تتحول اىل نزاعات و»ا�شفاء ال�شتقرار‬ ‫على و�شع ي�شبق النزاع او امل�شاعدة يف اعادة‬ ‫امل�سادر املحتملة‬ ‫البناء»‪.‬‬ ‫و�شين�شىء احللف «عرب ا�شتخال�س العرب ومن امل�شادر املحتملة «القوات امل�شلحة‬ ‫من العمليات‪ ،‬بنية مدنية لدارة الزمات‪ ،‬واجهزة ال�شتخبارات الجنبية واجلرمية‬ ‫مالئمة ولكن متوا�شعة بهدف التحرك يف املنظمة واملجموعات الرهابية او املتطرفة»‪.‬‬ ‫ امن الطاقة ‪:‬يريد احللف الطل�شي ان‬‫ي�شاهم يف هذا املجال «مبا يف ذلك عرب حماية‬ ‫البنى التحتية للطاقة ومناطق العبور احليوية‬ ‫وطرقها»‪.‬‬ ‫ حلف من اجل القرن احلادي والع�شرين‪:‬‬‫يعلن قادة احللف الطل�شي «ت�شميمهم على‬ ‫موا�شلة تطوير احللف ليكون ق��ادرا على‬ ‫خو�س التحديات المنية يف القرن احلادي‬ ‫والع�شرين»‪ ،‬ويوؤكدون «ت�شميمهم احلازم على‬ ‫�شون فاعليته بو�شفه حلفاً �شيا�شياً ع�شكرياً‬ ‫حقق اكرب جناح يف العاملقراءة هذه البنود‬ ‫ت�شري اإىل اأن ال�شرتاتيجية اجلديدة حللف‬ ‫الناتو خالل العقد املقبل(‪)2020-2010‬‬ ‫تتجه ب�شورة رئي�شية نحو تدويل التحديات‬ ‫وال�شرتاتيجيات الأمنية‪ ،‬ويبدو هذا وا�شحاً‬ ‫يف اجلوانب التالية‪:‬‬ ‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٣٧-‬‬

‫اأو ًلحت���ول الناتو من منظمة تهتم فقط‬ ‫بالدفاع امل�شرتك – �شمن املجال اجلغرايف‬ ‫الذي يحدده الف�شل اخلام�س من معاهدة‬ ‫وا�شنطن‪ -‬اإىل منظمة تعطي اهتماما متزايدا‬ ‫لق�شايا الأمن اجلماعي خارج حدوده‪ ،‬حيث‬ ‫ي�شارك يف تدبري الأزمات وعمليات حفظ‬ ‫ال�شالم‪ ،‬ويطور عالقات �شراكة مع عدد من‬ ‫الدول غري الأع�شاء‪ ،‬وهذا يعني اإمكانية‬ ‫تو�شيع نطاق عمل احللف لي�شمل عمليات‬ ‫خارج احلدود التقليدية للمنطقة الأورو‪-‬‬ ‫اأطل�شية‪.‬‬ ‫فاملفهوم ال�شرتاتيجي اجلديد للحلف ينطلق‬ ‫من فكرة ال�شراكة التي ت�شري اإىل اأن احللف‬ ‫لن ّ‬ ‫يتمكن من حتقيق اأهدافه باحلفاظ على‬ ‫اأمن اأع�شائه و�شالمتهم اإل اإذا تعاون ب�شكل‬ ‫ديناميكي مع ال��دول ّ‬ ‫واملنظمات خارج‬ ‫ّ‬ ‫حدوده‪ ،‬ول �شيما رو�شيا‪ ،‬لبناء نظام اأمني‬ ‫تعاوين اأوروبي‪-‬اأطل�شي ير ّد على املخاوف‬ ‫امل�شرتكة‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬تفعيل منظومة الأمن اجلماعي لدول‬ ‫احللف‪ ،‬وهو ما يظهر بو�شوح يف تاأكيد املفهوم‬ ‫ال�شرتاتيجي اجلديد للحلف على التزام‬ ‫الدفاع عن ا ّأي من اأع�شاء احللف اإذا تعر�س‬

‫‪-٣٨‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫لهجوم‪ ،‬ولأجل هذا فقد اأقرت قمة احللف‬ ‫الأخرية على تطوير درع دفاع ّية �شاروخ ّية‬ ‫حلماية اأرا�شي دول احللف ك ّلها يف اأوروبا‪،‬‬ ‫ف�ش ًال عن الوليات املتحدة‪ ،‬و�شت�شمل‬ ‫الدرع ن�شر �شواريخ اعرتا�شية اأمريكية ورادار‬ ‫أمريكي يف اأوروب��ا‪ ،‬و�شتنفق دول احللف‬ ‫ا ّ‬ ‫الثماين والع�شرون ‪ 280‬مليون دولر لربط‬ ‫الأنظمة احلال ّية امل�شادة لل�شواريخ بالنظام‬ ‫الأمريكي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫و�شت�شكل هذه ال��درع ال�شاروخية اأحد‬ ‫العنا�شر الأ�شا�شية يف منظومة الدفاع‬ ‫اجلماعي لدول احللف يف ال�شنوات املقبلة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الهدف من تطوير ال��درع ال�شاروخية هو‬ ‫تفعيل قوة الردع التي تعترب اإحدى عنا�شر‬ ‫العقيدة الدفاعية للحلف‪ ،‬يف هذا ال�شاأن‬ ‫ي�شري املفهوم ال�شرتاتيجي اجلديد اإىل»اأن‬ ‫«ال��ردع‪ ،‬املبني على خليط منا�شب من‬ ‫القدرات النووية والتقليدية‪ ،‬يظل عن�شراً‬ ‫اأ�شا�شياً من ا�شرتاتيجيتنا العامة»‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬تدويل التحديات الأمنية‪ :‬حيث‬ ‫يتبنى املفهوم ال�شرتاجتي اجلديد حللف‬ ‫الأطل�شي روؤية اأكرث �شمولية يف ما يتعلق‬ ‫بالتهديدات املحتملة التي قد تواجه احللف‬

‫م�شتقب ًال‪ ،‬تنطلق من قناعة مفادها اأن هذه‬ ‫التهديدات مل تعد تقت�شر على التحديات‬ ‫الع�شكري فح�شب‪ ،‬بل ثمة‬ ‫ذات الطابع‬ ‫ّ‬ ‫حتديات اأخرى قد تكون اأكرث خطورة مثل‬ ‫النووي‪ ،‬والقر�شنة‪،‬‬ ‫الإره��اب‪ ،‬والنت�شار‬ ‫ّ‬ ‫الت�شدي لها‪ ،‬وهو‬ ‫وجتارة املخدرات‪ ،‬ينبغي‬ ‫ّ‬ ‫يف هذا يتب ّنى روؤية اأبعد من نطاقه اجلغرايف‪،‬‬ ‫يتعني على‬ ‫حيث تربز جملة من التحديات ّ‬ ‫احللف الت�شدي لها يف امل�شتقبل‪.‬‬ ‫فاأمن املنطقة الأورواأطل�شية تواجه اأخطارا‬ ‫ع�شكرية واأخرى غري ع�شكرية تاأتي من زوايا‬ ‫متعددة ي�شعب اإدراكها اأحيانا‪.‬‬ ‫يف نف�س الروؤية فاإن التفوق الع�شكري ل‬ ‫يحقق وح��ده الأم��ن مبعناه ال�شامل دون‬ ‫الأخذ بعني العتبارالإجراءات الأخرى‬ ‫�شواء كانت ذي اأبعاد �شيا�شية اأو اقت�شادية‬ ‫اأو حتى ثقافية واجتماعية‪ ،‬ولهذا �شهد‬ ‫الناتو هذا التحول الوظيفي من حلف يرعى‬ ‫احل��دود وفق نظام حمدد للدفاع امل�شرتك‬ ‫اإىل حلف ينظر اإىل خارج احلدود اجلغرافية‬ ‫لأع�شائه‪ ،‬حيث تكمن الأخطار ال�شاعدة‬ ‫التي لها تاأثري مبا�شر على م�شالح اأع�شائه‪.‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٣٩-‬‬

‫الإعالم الأمني‬

‫دور االإعالم االأمني يف مواجهة االأزمة االأمنية‬ ‫اإعداد‪ /‬د‪.‬عادل عبد اجلواد الكردو�سي‬ ‫خبيـــــــــــــر علــــــــــــم االجتمــــــــــــــــــاع‬

‫ميثل االإعالم االأمني نوع ًا من اأنواع االإعالم املتخ�س�ض بالبعد االأمني من‬ ‫خالل ن�سر وبث ومعاجلة املو�سوعات التي تخدم الق�سايا االأمنية‪ ،‬با�ستخدام‬ ‫خمتلف و�سائل االإعالم املقروءة وامل�سموعة وال�سمعب�سرية‪ ،‬ويقوم بتقدمي‬ ‫البيانات واملعلومات التي تدعم الثقافة االأمنية والقانونية لدي جميع اأفراد‬ ‫املجتمع‪ ،‬مما يوؤدي اإيل زيادة الوعي ودعم التوعية االأمنية بهدف حت�سني‬ ‫وحماية االأفراد وحتقيق عملية الوقاية‪.‬‬ ‫تعد الأزمات اأحداثا غري عادية وغري متوقعة‬ ‫حتدث يف وقت ق�شري ب�شكل مباغت ومفاجئ‪،‬‬ ‫وينتج عنها اآثاراً �شلبية وخماطر ت�شيب جوانب‬ ‫املجتمع يف زمن ق�شري‪ ،‬فيرتتب على ذلك تهديد‬ ‫ال�شتقرار يف الدولة وزعزعة الأم��ن‪ ،‬وينتج‬ ‫عنها تهديداً ملختلف اأبعاد املجتمع اقت�شادياً‬ ‫واجتماعياً واأمنياً‪ ...‬اإلخ‪ ،‬وحتدث ب�شكل مفاجئ‬ ‫يف الزمان واملكان‪ ،‬ويف وقت ق�شري‪.‬‬ ‫لذلك يجب اأن يتم توظيف الإعالم الأمني‬ ‫للقيام بدوره يف امل�شاهمة يف مواجهة الأزمة‬ ‫بوجه عام والأزمة الأمنية على وجه اخل�شو�س‪،‬‬ ‫‪-٤٠‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫وم�شاركته يف اتخاذ اأف�شل القرارات للتعامل‬ ‫معها لتقليل ما قد ينتج عنها من خماطر‪ ،‬والعمل‬ ‫على بث الطماأنينة لدي اجلمهور املت�شل بتلك‬ ‫الأزمة‪.‬‬ ‫حيث تاأتي اأهمية الإع��الم الأمني على‬ ‫اأ�شا�س الدور الهام الذي يقوم به باعتباره اأحد‬ ‫فروع الإعالم املتخ�ش�س الذي يغطى اجلانب‬ ‫الأمني‪ ،‬ويهتم بتناول الق�شايا الأمنية‪ ،‬باأ�شلوب‬ ‫علمي يف ظل ال�شرتاتيجية الأمنية بالدولة‪،‬‬ ‫لذلك تاأتي �شرورة توظيف هذا النوع من‬ ‫الإعالم يف دعم الأمن وال�شتقرار‪ ،‬ومن خالل‬

‫اأداء دوره يف مواجهة الأزمات الأمنية التي قد‬ ‫حتدث يف املجتمع‪ ،‬وحتقيق عملية الوقاية‪.‬‬ ‫نتعرف على اأهم املفهومات امل�شتخدمة‪ ،‬واأدوار‬ ‫الإعالم الأمني‪ ،‬ثم ماهية الأزمة‪ ،‬واإجراءات‬ ‫التعامل مع الأزمة‪ ،‬والإعالم الأمني والأزمة‬ ‫الأمنية‪ ،‬والهوام�س واملراجع‪.‬‬ ‫اأو ًال‪ :‬اأهم املفهومات امل�ستخدمة‪:‬‬ ‫االإعــالم االأمني‪:‬يق�شد به فنون التعبري‬ ‫املختلفة التي متار�شها اأجهزة الأمن‪ ،‬لتوجيه‬ ‫ال��راأي العام ب�شكل اإيجابي نحو التفاهم‬ ‫وامل�شاركة يف حتقيق جوانب اخلطط الأمنية‬ ‫با�شتخدام كافة و�شائل الإعالم‪.‬‬ ‫االأزمة االأمنية‪:‬تعرف دائرة معارف العلوم‬ ‫الجتماعية الأزمة باأنها‪ ،‬حدوث خلل خطري‬ ‫ومفاجئ يف العالقات بني �شيئني‪.‬‬ ‫تعريف اإجرائي لالأزمة الأمنية‪ ،‬هي عبارة عن‬ ‫حدث اأو خطر اأو م�شكلة اأو موقف اأو قوة قاهرة‬

‫حتدث فجاأة وب�شكل مباغت‪ ،‬وترتك اأحداثاً‬ ‫�شريعة يف وقت ق�شري‪ ،‬تهدد جوانب واأبعاد‬ ‫املجتمع املتعلقة بالبعد الأمني‪ ،‬مما يوؤدي حلدوث‬ ‫�شدمة وارتباك وخلل يف �شري احلياة‪ ،‬وتعر�س‬ ‫النظام الجتماعي والأمني لعدم ال�شتقرار‬ ‫والتهديد‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬اأدوار االإعالم االأمني‪:‬‬ ‫ي�شار اإيل الإعالم الأمني على اأ�شا�س اأنه اأحد‬ ‫اأن��واع الإع��الم املتخ�ش�س باجلانب الأمني‪،‬‬ ‫ويقوم بن�شر الثقافة القانونية والأمنية بني اأفراد‬ ‫املجتمع‪ ،‬لزيادة الوعي مبختلف اأمناط ال�شلوك‬ ‫غري ال�شوي‪ ،‬ومن ثم حت�شني اأفراد املجتمع من‬ ‫ال�شلوك الإجرامي ‪.‬‬ ‫ويوؤدي الإعالم الأمني جمموعة من املهام‬ ‫التي يف غاية الأهمية يف املجتمع‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫‪.1‬اإمداد اأجهزة الإع��الم بكافة بالأخبار‬ ‫واملعلومات ال�شرورية بدقة و�شرعة تتنا�شب‬ ‫مع �شرعة وتتابع الأح��داث‪ ،‬وهو الأمر الذي‬ ‫يتطلب اإن�شاء مركز اأو وحدة لالإعالم الأمني‬ ‫تعمل على مدار ‪� 24‬شاعة‪ .‬لت�شهيل مهام‬ ‫رجال الإعالم يف اأداء اأعمالهم يف �شتى املواقع‬ ‫والظروف لتوطيد ال�شالت مع و�شائل الإعالم‬ ‫املحلية والدولية كافة‪.‬‬ ‫‪.2‬متابعة ما تبثه وك��الت الأنباء العربية‬ ‫والأجنبية و�شبكة الإنرتنت بوا�شطة فريق‬ ‫موؤهل متخ�ش�س من عنا�شر الإعالم الأمني‪.‬‬ ‫‪.3‬تتبع �شكاوي واأراء املواطنني املن�شورة‬ ‫وامل��ذاع��ة عرب و�شائل الإع���الم ودرا�شتها‬ ‫بالتن�شيق مع الأجهزة املعنية والرد عليها يف‬ ‫اأقرب وقت ممكن‪.‬‬ ‫‪.4‬ر�شد الظواهر الإجرامية على ال�شعيد‬ ‫املحلي والدويل وحتليل مدلولتها وا�شتخال�س‬ ‫النتائج باأ�شلوب احلد�س الأمني‪ ،‬والإ�شهام‬ ‫يف تطوير ال�شرتاتيجية الأمنية‪ ،‬ودعم اتخاذ‬ ‫القرار‪.‬‬ ‫‪.5‬قيا�س اجتاهات ال��راأي العام جتاه �شتى‬ ‫الق�شايا املطروحة على م�شتوى اجلمهور العام‬ ‫اأم على نطاق �شريحة معينة من املواطنني‬ ‫با�شتخدام الو�شائل العلمية يف هذا املجال‬ ‫حتى يت�شنى التفاعل معه مبو�شوعية‪ ،‬وتوجيهه‬ ‫باإيجابية �شوب الأهداف القومية‪.‬‬

‫‪.6‬امل�شاركة يف الحتفالت واملنا�شبات‬ ‫القومية‪ ،‬التي تتطلب ت�شافر جميع موؤ�ش�شات‬ ‫املجتمع‪ ،‬واإن�شاء مراكز اإعالمية بالتن�شيق بني‬ ‫الأجهزة الأمنية والإعالمية للتغطية اليومية‬ ‫للفعاليات املتعلقة بتلك املنا�شبات‪.‬‬ ‫‪.7‬اإعداد احلمالت ال�شحفية والإعالمية التي‬ ‫تهدف اإىل مواجهة الظواهر الإجرامية والفكر‬ ‫املتطرف‪.‬‬ ‫ثالث ًا‪ :‬ماهية االأزمة‪:‬‬ ‫�شيتم الإ�شارة اإىل ماهية الأزمة باعتبارها حدثاً‬ ‫مفاجئاً ينتج عنه خطراً يهدد جوانب املجتمع‪،‬‬ ‫مما يتطلب اتخاذ خطوات التعامل مع الأزمة‪،‬‬ ‫والتعرف على اأحداثها واأبعادها والعمل على‬ ‫توقع بداياتها واأحداثها‪ ،‬كمدخل لتخاذ‬ ‫الإجراءات الوقائية منها‪ ،‬وو�شع �شبل اإدارتها‬

‫واخلطوات التي متر بها‪.‬‬ ‫حيث تعترب الأزمة نتاجاً حلدث اأو خطر مفاجئ‬ ‫ي�شيب جوانب املجتمع‪ ،‬يف وقت ق�شري اأو‬ ‫طويل‪ ،‬مما يوؤدي اإيل تهديد ال�شتقرار والأمن‬ ‫يف املجتمع‪ ،‬والأزمة حتتاج ل�شرعة اتخاذ القرار‬ ‫ملواجهتها‪.‬‬ ‫بالإ�شافة اإيل اإن الأزمة نقطة حتول حا�شمة‬ ‫ميلوؤها القلق ويحيط بها اخلطر‪ ،‬وذلك لأن ما‬ ‫تتمخ�س عنه الأزمة قد يكون مبثابة اإعادة احلياة‬ ‫اأو املوت ل�شخ�س مري�س اأو نظام اجتماعي اأو‬ ‫عملية تاريخية‪ ،‬واملح�شلة ل يجب بال�شرورة اأن‬ ‫يكون معناها املوت‪ ،‬وميكن اأن تكون مبثابة حياة‬ ‫جديدة لو كان النظام القت�شادي والجتماعي‬ ‫وال�شيا�شي قادراً على التوافق مع الأزمة واأن‬ ‫يعي�س ومير بعملية التحول اجلذري يف زمن‬ ‫الأزمة‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٤١-‬‬

‫الأزم��ة لأن للوقت دور حا�شم يف‬ ‫الت�شدي لالأزمة‪.‬‬

‫فالأزمة هي نتاج حلدث اأو قوة قاهرة وعموماً‬ ‫خطر داهم غري عادي ومباغت‪ .‬ويرتب هذا‬ ‫اخلطر اأحداثاً متالحقة مت�شابكة‪ .‬ويتطلب‬ ‫عالجاً �شريعاً يف فرتة زمنية حمدودة للغاية‪.‬‬ ‫ولأن اخلطر يجيء مفاجئاً فهو يولد �شدمة‬ ‫يتوقف عمقها وتاأثريها على درجة التح�شب‬ ‫لحتمالت اخلطر والتخطيط ملواجهتها‪.‬‬ ‫لذلك تعرب الأزمة عن حدث مفاجئ يواجه‬ ‫متخذ القرار وي�شكل بذلك �شراعاً بني اإرادة‬ ‫وقوة متخذ القرار وبني اإرادة وقوة من�شئ ذلك‬ ‫التحدي لذلك فاإن الأزمة هي حالة ا�شتثنائية‬ ‫تواجه �شانع القرار حيث تتابع الأح��داث‬ ‫وتتداخل مما قد يفقد �شانع القرار القدرة على‬ ‫ال�شيطرة على تلك احلالة اأو نتائجها مما يزيد من‬ ‫خماطر عدم التاأكد‪.‬‬ ‫فالأزمة عبارة عن موقف اأو حدث مفاجئ غري‬ ‫متوقع فيه اإثارة وعنف ومدته الزمنية ق�شرية‬ ‫وهناك راأى اآخر (املفكر‪ /‬مايكل برتي�شر) يري‬ ‫اأنها لي�شت بال�شرورة اأن تكون ق�شرية بل هناك‬ ‫بع�س الأزمات قد متتد اإىل عدة �شنوات بكل‬ ‫اآثارها وجوها‪.‬‬ ‫كذلك متثل الأزم��ة خطراً مباغتاً يحدث يف‬ ‫فرتة زمنية ق�شرية ب�شكل مفاجئ تهدد اأركان‬ ‫املجتمع‪ ،‬وت�شيب املكان الذي حدثت فيه‬ ‫‪-٤٢‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫بالرتباك والت�شتت وعدم النظام‪ ،‬مما ميثل حتدى‬ ‫ملتخذ القرار‪ ،‬على اعتبار اأنها حلظة حا�شمة‬ ‫وخطرية مت�س م�شري موؤ�ش�شة اأو اأحد جوانب‬ ‫املجتمع " ال�شيا�شي‪ ،‬اأو القت�شادي‪ ،‬اأو الأمني‪،‬‬ ‫‪...‬اإلخ"‪ ،‬وتعد حالة معقدة و�شعبة‪ ،‬ت�شتلزم‬ ‫تدخل متخذ القرار باأ�شرع وقت ممكن‪.‬‬ ‫وحددت الأزمة من املنظور الأمني باأنها‪ :‬حالة‬ ‫طارئة ومفاجئة تنذر بخطر يهدد الدولة اأو اأحد‬ ‫موؤ�ش�شاتها مما يتوجب عليه �شرورة الت�شدي‬ ‫واملواجهة بقرارات ر�شيدة و�شريعة على الرغم‬ ‫من �شيق الوقت وقلة املعلومات‪.‬‬ ‫رابع ًا‪ :‬جوانب االأزمة‪:‬‬ ‫باخت�شار فاإن الأزمة تتخذ ثالثة جوانب هي‪:‬‬ ‫التهديد واملفاجاأة و�شيق الوقت‪ ،‬والتهديد‬ ‫ي�شري اإىل املخاطر والآثار ال�شلبية التي تهدد‬ ‫جوانب املجتمع واأبعاده �شواء كانت �شيا�شية‬ ‫اأو اقت�شادية اأو اجتماعية اأو اأمنية‪ ،‬ويكون منبع‬ ‫التهديد �شخ�س اأو جمموعة اأ�شخا�س "تهديد‬ ‫داخلي"‪ ،‬اأو من دولة اأجنبية "تهديد خارجي"‬ ‫اأو بع�س الأفراد واجلماعة‪ ،‬اأما املفاجاأة وت�شري‬ ‫للمباغتة يف احلدث وتختلف ح�شب نوعها‬ ‫وجمالها‪ ،‬وزمان ومكان وقوعها‪ ،‬و�شيق الوقت‬ ‫وهو ي�شري لأهمية عن�شر الوقت يف مواجهة‬

‫خام�س ًا‪ :‬اإجراءات التعامل مع‬ ‫االأزمة‪:‬‬ ‫�شيتم تناول اإج��راءات التعامل‬ ‫مع الأزمة من خالل مرحلة ما قبل‬ ‫الأزم��ة بالتعرف على الإ�شارات‬ ‫والإن���ذارات املبكرة عن الأزم��ة‪،‬‬ ‫واتخاذ اأ�شاليب املواجهة لالأزمة‪ ،‬ثم‬ ‫متابعة الأزمة بعد حدوثها ومعاجلة‬ ‫الآثار املرتتبة عليها يف املجتمع‪.‬‬ ‫( اأ ) ما قبل االأزمة‪:‬‬ ‫اإن ما قبل الأزمة ميثل مرحلة مهمة‬ ‫يف العمل على التعرف على الدلئل‬ ‫واملوؤ�شرات حلدوث اأزمة‪ ،‬وذلك من‬ ‫خالل املراكز املتخ�ش�شة والإدارات‬ ‫التابعة لها‪ ،‬التي تهتم بو�شع‬ ‫الت�شورات وال�شيناريوهات ملواجهة الأزمة‪،‬‬ ‫واحليلولة دون حدوثها‪ ،‬اأو احلد من خماطرها‬ ‫على اأقل تقدير‪.‬‬ ‫وتعترب كافة الدرا�شات التي قدمت يف جمال‬ ‫اإدارة الأزم��ات والطوارئ اإن اأف�شل مراكز‬ ‫العمليات والطوارئ هي تلك املراكز التي‬ ‫تتمتع بوجود اإدارات ومديرون يعملون دائماً‬ ‫على اكت�شاف املوؤ�شرات والإنذار املبكر لوجود‬ ‫الأزم��ة‪ .‬وبالتايل توجيه اإ�شارات ال�شتعداد‬ ‫وكذلك العمل على درا�شة املواقع امل�شتهدفة اأو‬ ‫تلك املحتملة‪.‬‬ ‫القول اأن الأزمة ل تن�ش أا من فراغ واإمنا ي�شبقها‬ ‫ا�شتع�شاء ل يعالج عالجاً منا�شباً‪ .‬وهذه املرحلة‬ ‫تتطلب عدداً كبرياً من الإجراءات التي ت�شهم‬ ‫يف مواجهة الأزمة ‪ -‬ويتمثل يف املعلومة وتاأمينها‬ ‫ ثم و�شع اخلطط واخلطط البديلة وت�شكيل‬‫اإدارة الأزمة‪ ،‬مرحلة ما قبل حدوث الأزمة هي‬ ‫مرحلة احتياطات واإج��راءات من �شاأنها احلد‬ ‫من م�شببات الأزمة اأو التقليل من خماطرها‪.‬‬ ‫وت�شمل ه��ذه املرحلة اأي�شاً جمموعة من‬ ‫الدرا�شات عن نوعية الأزمة واملخاطر املتوقعة‪.‬‬ ‫لبد هنا من النهو�س مب�شتوى املعلومات عن‬ ‫الأزم��ة بدعم �شبكة املعلومات‪ .‬وهذا جانب‬ ‫هام حتى ل ت�شبح الع�شوائية والرجتالية هي‬

‫التي ت�شري الأح��داث‪ .‬وهذه املرحلة تنطوي‬ ‫على حتليل املخاطر املحتملة وتقدير الإمكانيات‬ ‫املتاحة وحتديد التدابري والإجراءات التي حتد‬ ‫من وقوعها‪ .‬وهذا ي�شمل اأي�شاً تدريب الأفراد‬ ‫على القيام باأدوارهم ‪ -‬ثم اختبار مدي فعالية‬ ‫اخلطة من وقت لآخر‪.‬‬ ‫(ب) مواجهة االأزمة‪:‬‬ ‫ن�شري اإىل مواجهة الأزمة؛ بالتعرف على طبيعة‬ ‫الأزمة واأبعادها وحماولة جمع املعلومات الكافية‬ ‫ملواجهتها‪ ،‬مع اتخاذ القرارات املنا�شبة للتعامل‬ ‫مع الأزمة ومواجهتها‪.‬‬ ‫لقد اأ�شبح احلديث عن ا�شتخدام املنهج‬ ‫العلمي كاأ�شلوب للتعامل مع الأزم��ات بات‬ ‫اأكرث من �شروري واأكرث من حتمي لي�س فقط‬ ‫ملا يحققه من نتائج اإيجابية يف التعامل مع‬ ‫الأزمات‪ ،‬ولكن لأن البديل غري العلمي نتائجه‬ ‫قد تكون خميفة ومدمرة ب�شكل كبري‪.‬‬ ‫ومن هنا تاأتي اأهمية التطبيق العلمي ملفهوم‬ ‫اإدارة الأزم��ة من خالل فريق لالأزمة يقوم‬ ‫بتطبيق اخلطط املو�شوعة وي�شتخدم املهارات‬ ‫التي يكت�شبها من التدريب على اإدارة الأزمة‪.‬‬ ‫اأن اأول مرحلة يف مواجهة الأزمة هي ما ميكن‬ ‫ت�شميته مبرحلة الخرتاق لالأزمة‪ .‬وهي حماولة‬ ‫معرفة ك��ل ���ش��يء عن‬ ‫الأزم���ة م��ن ال��داخ��ل‪.‬‬ ‫وذل�����ك ع���ن ط��ري��ق‬ ‫معلومات ع��ن طبيعة‬ ‫الأزم��ة للنفاذ واخرتاق‬ ‫الأزم����ة حتى ي�شهل‬ ‫التعامل معها‪ .‬ويلي‬ ‫ذل��ك مرحلة التمركز‬ ‫واإقامة قاعدة للتعامل‬ ‫مع عوامل الأزم��ة وهنا‬ ‫يتم بناء خطوط ات�شال‬ ‫داخل كيان الأزم��ة‪ .‬ثم‬ ‫تلي ذلك مرحلة تو�شيع‬ ‫قاعدة التعامل مع الأزمة‬ ‫ومن ذلك ك�شب املزيد‬ ‫من املوؤيدين وا�شتقطابهم‬ ‫ل�شالح التعامل لإنهاء‬ ‫الأزم��ة‪ .‬اإن اأهم م�شكلة‬ ‫يف م��رح��ل��ة م��واج��ه��ة‬

‫الأزمة هي اتخاذ القرار املنا�شب ويف الوقت‬ ‫املنا�شب‪ .‬وهذا يتوقف على دقة املعلومات يف‬ ‫املرحلة الأويل‪ .‬وهنا يت�شح مدي القدرة على‬ ‫حتديد طبيعة وحجم الأزمة والأجهزة واملعدات‬ ‫للمواجهة وال�شرعة التي يتم بها التحرك ثم‬ ‫مدي قدرة اأجهزة التن�شيق على حتقيق التناغم‬ ‫بني هذه الأجهزة مبا مينع التقارب والزدواجية‪.‬‬ ‫اإل اأن مواجهة الأزمات تتطلب نوعية معينة‬ ‫من القادة بحيث تتوفر فيهم �شمات وخ�شائ�س‬ ‫ومهارات وق��درات نف�شية و�شلوكية وعلمية‬ ‫بالإ�شافة ل�شمات �شخ�شية اأخرى‪ ،‬كما تعترب‬ ‫عملية التخطيط واإعداد ال�شيناريوهات ملواجهة‬ ‫املخاطر والأزمات املحتملة من اأهم العنا�شر التي‬ ‫ت�شاعد املنظمات على التعامل مع هذه املخاطر‬ ‫واإدارتها بكفاءة وفاعلية وبال�شكل الذي ُميكن‬ ‫املنظمة من ا�شتخدام ا�شرتاتيجيات املبادرة‬ ‫ولي�س باأ�شلوب الفعل ورد الفعل بحيث ميكن‬ ‫جلهة واحدة اأن تقوم بالتخطيط وال�شتعداد‬ ‫ملواجهة كافة اأنواع املخاطر والأزمات املحتملة‪.‬‬ ‫(جـ) ما بعد االأزمة‪:‬‬ ‫فيما بعد حدوث الأزمة يجب اأن يتم عمل‬ ‫خطوتني متوازيتني وهما‪ :‬اأو ًل‪ ،‬التعرف على‬ ‫مدى قدرة متخذ القرار على املواجهة اأثناء‬

‫حدوث الأزمة‪ .‬ثانياً‪ ،‬ر�شد الآثار الناجتة عن‬ ‫الأزمة‪ ،‬ومعرفة اخل�شائر �شواء كانت ب�شرية اأو‬ ‫مادية‪ .‬ومن خالل هاتني اخلطوتني تت�شح مدى‬ ‫قدرة املجتمع باأجهزته واإدارات��ه على مواجهة‬ ‫الأزمات والكوارث‪.‬‬ ‫وهي التي يتم فيها احتواء الآثار الناجتة عن‬ ‫حدوث الأزمة‪ .‬اإذ اإن اأحد الأهداف الرئي�شية‬ ‫يف اإدارة الأزمة هو تقليل اخل�شائر اإىل اأدين حد‬ ‫ممكن ويف هذه املرحلة يتم ت�شخي�س اإيجابيات‬ ‫و�شلبيات الإدارة وا�شتخال�س الدرو�س‪.‬‬ ‫( د) معاجلة االأزمة‪:‬‬ ‫حيث اإن معاجلة الأزمة ميثل نقطة يف غاية‬ ‫الأهمية حتتاج لت�شافر اجلهود والتن�شيق‬ ‫والتعاون بني اجلهات التي لها �شلة بالأزمة‪ ،‬من‬ ‫خالل اإقامة غرفة عمليات لتبادل املعلومات‬ ‫وط��رح الت�شورات وال�شيناريوهات ملواجهة‬ ‫الأزمة‪ ،‬مع �شرورة ا�شتخدام املنهج العلمي يف‬ ‫اإدارة الأزمة‪ ،‬وبذلك ميكن و�شع ت�شور لعالج‬ ‫الآثار الناجتة عن الأزمة‪.‬‬ ‫ويختلف اأ�شلوب التعامل مع الأزمة ح�شب‬ ‫طبيعتها ويف �شوء الإمكانيات املتاحة‪ .‬وهنا‬ ‫تاأتي اأهمية ا�شتخدام الأ�شلوب العلمي يف اإدارة‬ ‫الأزمة‪ .‬والذي ينبني على التخطيط القائم على‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٤٣-‬‬

‫الإمكانيات والتنبوؤ والتنظيم الفعال من خالل‬ ‫تن�شيق اجلهود للعاملني يف الأزم��ة‪ .‬وكذلك‬ ‫عملية التوجيه الفعال على اأ�شا�س نظام فعال‬ ‫لالت�شالت ميكن من �شرعة الت�شال وتبادل‬ ‫املعلومات‪ ،‬ثم العملية الرقابية بغر�س التدخل‬ ‫ال�شريع لت�شحيح النحرافات يف اأ�شلوب املعاجلة‬ ‫لالأزمة‪ .‬وكل هذا يتكامل لتحقيق الهدف‬ ‫النهائي وهو اإنهاء الأزمة ويف املعاجلة العلمية‬ ‫لالأزمة لبد من توافر كل عنا�شر اإدارة الأزمة‪.‬‬ ‫اإل اأن التعامل مع الأزمة واأ�شلوب مواجهتها‬ ‫يحتاج لتخاذ بع�س الإجراءات التي تتمثل‬ ‫يف مرحلة ما قبل الأزم��ة ويتم فيها معرفة‬ ‫املوؤ�شرات الدالة على حدوث الأزمة لتخاذ‬ ‫اخلطط والحتياطيات لإدارة الأزم��ة‪ ،‬ويف‬ ‫مواجهة الأزمة يتم اإتباع الأ�شلوب العلمي يف‬ ‫عملية املواجهة من خالل درا�شة الأزمة ومعرفة‬ ‫طبيعتها واتخاذ اأن�شب القرارات ملواجهتها‪.‬‬ ‫وما بعد الأزمة يتم العمل على تقليل اخل�شائر‬ ‫والآثار ال�شلبية ومدى مالئمة القرارات التي‬ ‫اتخذت ملواجهة الأزمة‪ .‬ومعاجلة الأزمة ميثل‬ ‫الأهمية يف التعاون والتن�شيق لتنفيذ اخلطط‬ ‫املوجودة ملعاجلة الأزمة واآثارها‪.‬‬ ‫ولقد اأثبتت التجارب اأن الإرباك الذي حتدثه‬ ‫الأزم���ات وال��ك��وارث‪ .‬وال��ذي ت��زداد حدته‬ ‫مع جهل املواطن فيما ميكن اأن يعمله‪ .‬اأو ل‬ ‫يعمله‪ .‬كان يف احلقيقة م�شدر اإزعاج لل�شلطات‬ ‫الر�شمية وتقليل من قدرتها يف مواجهة الأزمات‬ ‫اإذ اأن املواطن ي�شبح بجهله واإرباكه عبئاً على‬ ‫تلك اجلهات بد ًل من كونه عام ًال م�شاعداً يف‬ ‫املواجهة‪ .‬لهذه الأ�شباب‪ .‬فال بد من و�شع‬ ‫خطط توعوية تهدف اإىل اإي�شاح ما يجب على‬ ‫املواطن عمله‪ .‬وما يفرت�س عليه تفاديه مع‬ ‫تعويده على اإ�شارات الإنذار املختلفة بنغماتها‬ ‫املتعددة‪ ،‬والتي ت�شتخدم حني وقوع الكوارث‪.‬‬ ‫ومن جانب اآخر يجب اإعداد خطط حمكمة‬ ‫للتعامل مع الق�شايا الإعالمية اأثناء الأزمات‪.‬‬ ‫فمواجهة الأزمات ت�شري اإيل جميع الإجراءات‬ ‫والأعمال التي تتخذ من الدولة اأو املنظمة‬ ‫املكلفة بالتعامل مع الأزمة �شواء يف طور قبل‬ ‫الأزمة والعمل على الوقاية من حدوثها‪ ،‬اأو وقت‬ ‫حدوثها‪ ،‬اأو بعد حدوثها لعمل على مواجهة‬ ‫الأزم��ة باأ�شلوب يخف�س ويقلل من حجم‬ ‫‪-٤٤‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫الأ�شرار التي تنتج عنها‪ ،‬ومعاجلة التداعيات‬ ‫الناجتة عنها بقدر الإمكان‪.‬‬ ‫فيما يتعلق بعنا�شر مواجهة الأزمة فهي ت�شتمل‬ ‫على؛ التخطيط ملواجهة الأزمة‪ ،‬فالتخطيط ي�شري‬ ‫خلطوات تتبع للو�شول اإىل اأه��داف مرغوب‬ ‫حتقيقها‪ ،‬ويهدف للوقاية من الأزمات اأو العمل‬ ‫على تقليل اآثارها وما ينتج عنها‪ ،‬وتوؤدي عملية‬ ‫التنظيم اإيل حتديد الأدوار التي يتم من خاللها‬ ‫مواجهة الأزمة والتعامل معها على اأكمل وجه‪،‬‬ ‫ثم تاأتي عملية اتخاذ القرار الأك��رث مالئمة‬ ‫ملواجهة الأزمة يف الوقت املنا�شب‪ ،‬مع اأهمية‬ ‫تقييم مدى كفاءة اإج��راءات مواجهة الأزمة‬ ‫للتاأكد من اأن التنفيذ كان مت�شقاً مع اخلطط‬ ‫املو�شوعة م�شبقاً‪.‬‬ ‫�ساد�س ًا‪ :‬االإعـــالم االأمــنــي واالأزمــة‬ ‫االأمنية‪:‬‬ ‫لالإعالم الأمني دور مهم واإيجابي يف امل�شاهمة‬ ‫يف مواجهة والتعامل مع الأزمة الأمنية‪ ،‬بقيامه‬ ‫بن�شر البيانات واملعلومات ال�شحيحة التي تربز‬ ‫الأزمة ب�شكل حقيقي و�شادق‪.‬‬ ‫ونعتقد اأن الإع��الم ي�شتطيع اأن ي�شاهم يف‬ ‫عملية اإعادة تقدير املوقف هذه‪ ،‬باعتباره املجال‬ ‫املرتبط‪ ،‬واملعرب عن املجالت الأخرى كافة‪،‬‬ ‫بالإ�شافة اإىل كونه اجلهة الأكرث و�شوحاً يف‬ ‫التعامل مع الأزمة الأمنية‪.‬‬ ‫وتعد مواجهة الأزمات اأحد التحديات املرتبطة‬

‫بكفاءة الت�شال يف املنظمات حيث تنطوي‬ ‫الأزم��ة على معلومات مفزعة‪ ،‬وت�شارب يف‬ ‫الت�شريحات‪ ،‬وعدم دقة البيانات‪ ،‬وقلة الوقت‬ ‫الالزم للتاأكد وحتديد امل�شئوليات‪ ،‬وت�شاعد‬ ‫خ��ربات القائمني على الت�شال يف تقليل‬ ‫اخل�شائر الناجمة عن الأزمة اإىل حدها الأدنى‪،‬‬ ‫واأحيانا ت�شاعد كفاءة الت�شال يف حتويل تهديد‬ ‫�شمعة املنظمة الناجت عن الأزم��ة اإىل فر�شة‬ ‫لال�شتثمار واخلروج مبكا�شب مادية ومعنوية‪،‬‬ ‫فعند مواجهة الأزمة ل يوجد يقني ملا هو اأ�شود‬ ‫واأبي�س‪� ،‬شواب اأو خطاأ‪ ،‬فبع�س الت�شرفات‬ ‫غري املدرو�شة قد تفتح العديد من امل�شكالت‪،‬‬ ‫وت�شرفات اأخ��رى قد ت �وؤدي اإىل م�شكالت‬ ‫اأخرى‪.‬‬ ‫ويحظى املنظور الإعالمي يف اإدارة الأزمات‬ ‫باأهمية متزايدة فيعد مكوناً اأ�شا�شياً من مكونات‬ ‫املزيج التكاملي يف درا�شة الأزمات‪ ،‬وهو املزيج‬ ‫الذي يفرت�س اأن كل اأزم��ة حتمل يف طياتها‬ ‫بع�س العالقات املتداخلة واملركبة من الأمور‬ ‫الفردية واجلماعية الداخلية واخلارجية‪ .‬وتربز‬ ‫اأهمية البعد الإعالمي عرب الدور الذي تقوم‬ ‫به اأجهزة الإعالم يف تزويد اجلماهري باملعلومات‬ ‫اأثناء الأزمة‪ ،‬وميتد هذا الدور ملا بعد انتهاء الأزمة‬ ‫ملحو اآثارها‪.‬‬ ‫حيث ي�شاهم الإعالم يف عملية التخطيط لإدارة‬ ‫الأزمة انطالقاً من اأن الإعالم هو الذى يكون‬ ‫فى الواجهة عند مواجهة الأزمة الأمنية وفى‬

‫الغالب تتجه الأنظار وال�شماع ملتابعة الأزمة من‬ ‫خالل و�شائل الإعالم‪ .‬انطالقاً من ذلك تاأتي‬ ‫اأهمية العمل على ا�شتمرار اخلدمات احلكومية‬ ‫وغري احلكومية التي يح�شل عليها الأفراد اأثناء‬ ‫حدوث الأزمة الإرهابية ‪،‬مع حتديد م�شوؤولية‬ ‫القيادات امل�شئولة عن هذه املوؤ�ش�شات يف‬ ‫ا�شتمرارية هذه اخلدمات‪.‬‬ ‫فالقاعدة الأ�شا�شية والأوىل يف مثل احلوادث‬ ‫الكربى (الأزم��ات) هو التعامل ال�شحيح مع‬ ‫الأزم��ة اإعالمياً‪ .‬مبعنى عدم اإخفاء احلقائق‬ ‫اأو الت�شرت عليها وتوفري املعلومات الدقيقة‬ ‫وال�شحيحة لرجال الإعالم وال�شحافة‪ .‬فتلك‬ ‫هي الق�شية املهمة اأو بداية اخلروج ال�شحيح من‬ ‫الأزمة‪ ،‬واأعني به التعرف على حقيقتها‪.‬‬ ‫ونخل�س من ذلك اأن حجب املعلومات املت�شلة‬ ‫بالأزمة من جانب املنظمة هو الذي يدفع و�شائل‬ ‫الإعالم اإىل التغطية ال�شلبية وا�شعة النطاق التي‬ ‫ميكن اأن تهدد �شمعة املنظمة‪ ،‬وهو ما يجعل‬ ‫جماهري املنظمة تتحول من مرحلة الإدراك‬ ‫(الوعي) ‪ Aware‬اإىل مرحلة الفعل ‪Action‬‬ ‫املعادي للمنظمة‪.‬‬ ‫وتت�شمن اخلطة "الإعالمية" حتديد الإجراءات‬

‫التي يجب اتخاذها لبث ال�شعور بالهدوء‬ ‫والطماأنينة لدى املواطنني‪ ،‬ونوع املعلومات‬ ‫التي يجب اإعطاوؤها لهم مل�شاعدتهم يف مواجهة‬ ‫الأزمة‪ ،‬واملعلومات التي يجب ن�شرها اأو حجبها‬ ‫عن الراأي العام ب�شفة دائمة اأو موؤقتة‪ .‬وخطة‬ ‫تدريب امل�شئولني الإعالميني اأثناء احلالة الطارئة‬ ‫لكي يقوم بدوره الإعالمي بالن�شبة للجمهور‬ ‫ورجال الإعالم لتو�شيل املعلومات ال�شليمة يف‬ ‫توقيتات منا�شبة لكي يتمكن اجلمهور من جتنب‬ ‫اخلطر اأو القدرة على مواجهته باأقل الإ�شرار‬ ‫اأثناء الأزمة‪.‬‬ ‫اخلال�سة‪:‬‬ ‫خال�شة القول اإن دور الإعالم يتحدد يف‬ ‫الأزمة يف �شوء ال�شرتاتيجية العامة ملواجهة‬ ‫الأزم��ة‪ .‬وهذه ق�شية مركزية حتددها القيادة‬ ‫ال�شيا�شية العليا‪ ،‬وت�شبح مهمة القيادة الإعالمية‬ ‫و�شع اخلطط والربامج التي متكن الإعالم من‬ ‫اأن يقوم بالدور املكلف به‪ ،‬وبالتايل من اأن ينجز‬ ‫ويحقق املهام والوظائف املناطة به اأثناء الأزمة‪.‬‬ ‫نتبني اأن الإعالم الأمني بو�شفه يهتم بتناول‬ ‫الق�شايا واملو�شوعات املت�شلة بالعمل ال�شرطي‬ ‫(الأمني) له دور مهم يف امل�شاهمة يف الت�شدي‬

‫لالأزمة الأمنية ومعاجلة اآثارها ال�شلبية واملخاطر‬ ‫املرتتبة عليها‪ ،‬من خالل القيام ب��دوره يف‬ ‫التعامل مع الأزمة يف خمتلف مراحلها‪.‬‬ ‫القول اإن الإع��الم الأمني يهتم بوجه عام‬ ‫بالعمل على تغطية ومتابعة اجلانب ال�شرطي‪،‬‬ ‫وي�شعى لن�شر الثقافة الأمنية والقانونية لتوعية‬ ‫الأفراد بهدف زيادة وعيهم بال�شلوك الإجرامي‬ ‫وحت�شينهم منه‪ ،‬وتعريفهم باأف�شل اأ�شاليب‬ ‫التعامل مع الأزم���ات‪ ،‬لذلك تاأتي اأهمية‬ ‫تفعيل اأدواره عرب و�شائل الإعالم والت�شال‬ ‫"امل�شموعة واملقروءة وال�شمعب�شرية"‪ ،‬وتوظيف‬ ‫ذلك يف التعاطي مع الأزمات الأمنية‪.‬‬ ‫ويف كل الأح��وال فاإنه ل غنى عن دور‬ ‫الإعالم الأمني يف مواجهة الأزمة بوجه عام‬ ‫والأزمة الأمنية بوجه خا�س‪ ،‬نظراً ملا يف ذلك‬ ‫من اأهمية ودور موؤثر على خمتلف جوانب احلياة‬ ‫وبخا�شة يف ظل ثورة الت�شالت واملعلوماتية‪،‬‬ ‫ولأن الإعالم الأمني يهتم بن�شر وبث الأخبار‬ ‫والق�شايا واملو�شوعات التي تدعم الأمن‬ ‫وال�شتقرار وحت�شن املجتمع واأف��راده‪ ،‬وذلك‬ ‫ميكن توظيفه يف مواجهة الأزمة الأمنية بوجه‬ ‫خا�س‪ ،‬يف �شوء ال�شرتاتيجية الأمنية للدولة‪.‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٤٥-‬‬

‫‪-٤٦‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٤٧-‬‬

‫مدفعية‬

‫اجتاهات تطوير وحتديث مدافع الهاون‬ ‫د‪� /.‬سريف علي حممد‬

‫احتلت مدافع الهاون مكان ًا متميز ًا بني اأ�سلحة القتال يف جميع حروب القرنني‬ ‫املا�سي واحلا�سر‪ ،‬ملا لها من مميزات تفوق الكثري من االأ�سلحة االأخرى‪ ،‬مثل‬ ‫خفة الوزن‪ ،‬والقدرة على املناورة‪ ،‬وقو�ض النريان الكبري‪ ،‬الذي ي�سل اأحيانا‬ ‫اإىل ‪ 360‬درجة‪ ،‬وتعدد اال�ستخدام العملياتي‪ ،‬مما جعلها �سالح ًا رئي�سي ًا‬ ‫ي�ستخدم مع امل�ساة‪ ،‬وكذلك مع القوات اخلا�سة‪ ،‬ل�سهولة اإبرارها جو ًا‪ ،‬ولي�سر‬ ‫ا�ستخدامها خلف خطوط العدو‪ ،‬واإمكانية ا�ستخدامها يف حرب ال�سوارع‬ ‫داخل املدن‪ ،‬ويف القتال يف املناطق اجلبلية الوعرة واملرتفعات‪ ،‬ملا متتاز به من‬ ‫زاوية �سرب مرتفعة وقوة تدمريية عالية‪.‬‬ ‫وجتدر الإ�شارة اإىل الدور املتزايد لأنظمة‬ ‫الهاون عيار ‪ 120‬مم �شمن التنظيمات‬ ‫اجلديدة لربامج «جندي امل�شتقبل» يف‬ ‫العديد من دول العامل‪.‬وقد خ�ش�شت‬ ‫ميزانيات مهمة لدعم وتطوير برامج جديدة‬ ‫على مركبات باإمكانها اإط��الق قذائف‬ ‫«ذكية» ‪ Smart‬وحم�شنة للفتك بحدة‬ ‫على م�شافات طويلة‪ ،‬مع تاأمني حماية‬ ‫للطاقم من خالل تركيب مدافع الهاون‬ ‫على اأبراج مركبات القتال املدرعة‪ .‬وكان‬ ‫ال�شكل التقليدي ملدفع الهاون يتكون من‬ ‫املدفع نف�شه بالإ�شافة اىل الذخائر‪ ،‬ولكن‬ ‫مع تزايد برامج تطوير واإنتاج الهاونات‬ ‫احلديثة فاإنها اأ�شبحت تتكون من‪ :‬املن�شة‪،‬‬ ‫واملدفع املحمل عليها‪ ،‬والذخائر‪ ،‬ونظم‬ ‫التقاط الأهداف‪ ،‬ونظم اإدارة النريان‪.‬‬ ‫زيادة العيار‬ ‫يف ال�شنوات الأخ���رية ب��داأ ع��دد من‬ ‫ال��دول يف ا�شتبدال مدافع الهاون‬ ‫�شغرية العيار املوجودة يف اخلدمة‪ ،‬مثل‬ ‫الهاونات عيار ‪ 81‬مم يف اجليو�س الغربية‪،‬‬ ‫مم يف اجليو�س‬ ‫وعيار ‪82‬‬ ‫ب���اأخ���رى من‬ ‫ال�شرقية‪،‬‬ ‫ع���ي���ارات‬

‫‪-٤٨‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫اأكرب‪ ،‬وخا�شة العيار ‪120‬مم‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫من اأن هذا التغيري قد زاد من القدرة‬ ‫النريانية‪ ،‬واملدى‪ ،‬والقوة التدمريية لهذه‬ ‫الأ�شلحة‪ ،‬اإل اأنه كان على ح�شاب القدرة‬ ‫على التحرك التكتيكي ال�شريع لوحدات‬ ‫امل�شاة اخلفيفة‪ ،‬وقدرتها على املناورة‪.‬‬ ‫وق��د ت��واف��ق الجت���اه ال��ع��ام ل�شتخدام‬ ‫عيارات اأكرب‪ ،‬وخا�شة عيار ‪ 120‬مم‪ ،‬مع‬ ‫الجت��اه نحو حتويل وح��دات امل�شاة اإىل‬ ‫وحدات م�شاة ميكانيكية‪ ،‬وتزويد وحدات‬ ‫املدفعية مبركبات مدرعة‪� ،‬شواء بعجالت‬ ‫مدولبة‪ ،‬اأو بجنزير‪ ،‬مما �شهل كثرياً دخول‬ ‫هذه الهاونات‪ ،‬كبرية العيار‪ ،‬اإىل اخلدمة‪،‬‬ ‫دون حدوث م�شكالت �شعبة يف عملية‬ ‫النقل التكتيكي وحترك الوحدات القتالية‬ ‫باملدافع اخلا�شة بها‪ ،‬حيث ميكن نقل هذه‬ ‫داخل املركبات اأو‬ ‫امل���داف���ع‬ ‫ج��ره��ا‪.‬واجل��ي��ل‬ ‫اجل���دي���د من‬ ‫مدافع الهاون‬ ‫عيار ‪120‬‬ ‫مم اأك���رث‬ ‫ت��ع��ق��ي��داً‬

‫بكثري من الأجيال امل�شتخدمة حالياً‪ ،‬مما‬ ‫قد ي�شكل عقبة يف عملية التدريب‪ ،‬حيث‬ ‫ي�شر الكثري من اجليو�س‪ ،‬يف اأثناء التعاقد‬ ‫على �شراء هذه املدافع‪ ،‬على اأن يكون‬ ‫املدفع �شهل ال�شتخدام‪ ،‬والتدريب عليه‬ ‫ب�شيط‪ ،‬ول يتطلب مهارات معينة‪.‬‬ ‫ولذلك‪ ،‬فقد زودت معظم املدافع احلديثة‬ ‫باأ�شاليب اإر�شادية حول كيفية ال�شتخدام‪،‬‬ ‫وب�اأج��ه��زة كمبيوتر خا�شة بها برامج‬ ‫ب�شيطة للتدريب من اأجل �شمان �شهولة‬ ‫ال�شتخدام‪.‬‬ ‫حتميل املدافع على املركبات‬ ‫الهاون عبارة عن مدفع ب�شيط وخفيف‪،‬‬ ‫ي�شتخدم ب�شكل اأ�شا�شي مع وحدات‬ ‫امل�شاة‪ ،‬لإك�شابها قوة نريان غري مبا�شرة‪،‬‬ ‫ولكن دون حتمل اأعباء ال��وزن الثقيل‬ ‫والتعقيدات املوجودة يف مدافع امليدان‬ ‫التقليدية‪.‬‬ ‫ومع الجتاه العام لتوفري حماية مدرعة‬ ‫لكافة النظم القتالية امليدانية على �شكل‬ ‫مركبات مدرعة‪ ،‬بداأت حماولت لتطبيق‬ ‫هذا الجتاه على مدافع الهاون من اأجل‬ ‫توفري حماية اأف�شل للطاقم‪ ،‬وكذلك‬ ‫لزيادة قدرة مدافع الهاون القتالية كم�شدر‬ ‫للنريان غري املبا�شرة‪.‬‬ ‫وم��ن اأج��ل املزيد من ال�شتفادة من‬ ‫وج��ود املركبات امل��درع��ة‪ ،‬فقد ظهرت‬ ‫فكرة تركيب مدافع الهاون داخل هذه‬ ‫املركبات‪ ،‬مما يعطى مرونة اأكرب يف احلركة‪،‬‬ ‫وقدرة على ال�شتعداد لإطالق النريان‬ ‫ب�شرعة كبرية‪ ،‬دون احلاجة اإىل نقل وجتهيز‬

‫وتثبيت املدفع خارج املركبة‪ ،‬وذلك مع‬ ‫توفري اأكرب قدر ممكن من احلماية للطاقم‬ ‫يف اأثناء ال�شتباك‪.‬‬ ‫واإذا كانت معظم مدافع الهاون �شغرية‬ ‫العيار‪ ،‬مثل الهاون وا�شع النت�شار ‪L16‬‬ ‫عيار ‪ 81‬مم‪ ،‬ميكن تركيبها ب�شهولة على‬ ‫املركبات املدرعة اخلفيفة دون الكثري‬ ‫من التعديالت‪ ،‬فاإن الكثري من مدافع‬ ‫الهاون عيار ‪ 120‬مم لها قوة ارتداد كبرية‪،‬‬ ‫بحيث ل ميكن تركيبها ب�شهولة على‬ ‫املركبات املدرعة‪ ،‬دون اإدخال الكثري من‬ ‫التعديالت على ج�شم املركبات وعلى‬ ‫نظام الرتداد اخلا�س باملدفع نف�شه‪.‬‬ ‫ولتفادي ه��ذه امل�شكلة‪ ،‬جل �اأت بع�س‬ ‫اجليو�س جلر امل��داف��ع ذات العيارات‬ ‫الكبرية‪ ،‬بد ًل من تركيبها داخل املركبات‪.‬‬ ‫فاجلي�س الفرن�شي ي�شتخدم مدافع هاون‬ ‫من ط��راز ‪ ، TDA MO 120 RT‬وهي‬ ‫مدافع جمرورة مبركبة نقل اجلنود املدرعة‬ ‫طراز «فاب» ‪ ، VAB‬اأو مبركبة قتال مدرعة‬ ‫جمنزرة من طراز‪ . AMX-10P‬وعلى‬ ‫الرغم من �شرعة حت�شري املدفع ‪TDA‬‬ ‫‪ MO 120 RT‬للعمل‪ ،‬اإل اأن الطاقم‬ ‫يكون معر�شاً لنريان الأ�شلحة ال�شغرية‬

‫وال�شظايا‪ ،‬كما اأن ا�شتعماله يف الأر�س‬ ‫الرخوة ي��وؤدي اإىل انغرا�س املدفع يف‬ ‫الأر�س من �شدة الرتداد‪ ،‬وهذا ي�شتهلك‬ ‫وقتاً ثميناً لإخراجه من الأر�س‪.‬‬ ‫وميكن تركيب مدفع الهاون على برج‬ ‫خا�س مركب على �شا�شيه املركبة‬ ‫املدرعة‪ ،‬مما يوفر احلماية الكاملة لأفراد‬ ‫الطاقم من ن��ريان الأ�شلحة ال�شغرية‪،‬‬ ‫وال�شظايا‪ ،‬والإ�شابة من اأعلى‪ ،‬وكذلك‬ ‫من التلوث البيولوجي والكيماوي‬ ‫والنووي‪ ،‬كما ي�شمح باإعادة توجيه املدفع‬ ‫ب�شرعة بزاوية ت�شل اإىل ‪ 360‬درج��ة‪،‬‬ ‫ويخت�شر معظم الزمن املطلوب لتجهيز‬ ‫املدفع لال�شتخدام‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من هذه املزايا‪ ،‬فقد ظل‬ ‫الجتاه الأكرث �شيوعاً هو تركيب مدافع‬ ‫الهاون يف موؤخرة املركبة‪ ،‬واإطالق النريان‬ ‫من فتحة يف �شقف املركبة‪ ،‬مما يجعل‬ ‫الطاقم عر�شة لالإ�شابة‪ ،‬وخا�شة من‬ ‫اأعلى‪ ،‬من خالل الفتحة امل�شتخدمة يف‬ ‫اإطالق النريان‪ ،‬كما اأن ذلك ي�شتهلك‬ ‫وقتا اأطول يف التجهيز ل�شتخدام املدفع‪.‬‬ ‫ولكن هذا الأ�شلوب يتميز بعدم احلاجة‬ ‫اإىل تعديالت كبرية على مركبات نقل‬

‫اجلنود العادية‪ ،‬العاملة يف معظم الوحدات‬ ‫امليدانية‪ ،‬وميكن يف معظم الأحوال ف�شل‬ ‫املدفع ب�شهولة ونقله وا�شتخدامه خارج‬ ‫املركبة‪ ،‬ح�شب الحتياجات التكتيكية‪.‬‬ ‫اأما تواجد مدافع الهاون داخل ت�شكيالت‬ ‫امل�شاة اأو املدرعات فيكون على �شكل‬ ‫وح��دات �شغرية للدعم النرياين لهذه‬ ‫الت�شكيالت‪ .‬ففي اجلي�س الربيطاين‪،‬‬ ‫تدخل مدافع الهاون يف الت�شكيالت‬ ‫يف �شكل ف�شائل دعم نرياين‪ ،‬وتتكون‬ ‫الف�شيلة من اأرب��ع جمموعات‪ ،‬وكل‬ ‫جمموعة م��زودة مبدفعي هاون عيار ‪81‬‬ ‫مم ط��راز ‪ .L16‬اأم��ا الكتائب املدرعة‬ ‫فت�شتخدم مدفع الهاون ط��راز ‪، L16‬‬ ‫املركب على مركبة نقل اجلنود املدرعة‬ ‫املجنزرة طراز ‪.FV 432‬‬ ‫تطوير وحتديث نظم اإدارة النريان‬ ‫ما زالت التطويرات م�شتمرة يف اأنظمة‬ ‫اإدارة نريان الهاون‪ ،‬التي تت�شمن نظم‬ ‫مالحة وت�شديد توؤمن معلومات خا�شة‬ ‫مبالحة املركبة وموقع ال�شالح والت�شديد‬ ‫دون ال�شطرار اإىل الرتجل من املركبة‪.‬‬ ‫ويبذل العديد من اجليو�س جهوداً حثيثة‬ ‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٤٩-‬‬

‫من اأجل حت�شني م�شتوى دقة الإ�شابة وزمن‬ ‫ال�شتجابة ملدافع الهاون‪ .‬ففي الوحدات‬ ‫املدرعة وامليكانيكية يحمل نظام اإدارة‬ ‫نريان الهاون على مركبات مدرعة على‬ ‫نف�س م�شتوى باقي مركبات الوحدة‪ ،‬من‬ ‫حيث احلماية والقدرة احلركية‪.‬‬ ‫وتتكون وح��دة اإدارة النريان ب�شكلها‬ ‫التقليدي يف اجليو�س احلديثة من نظام‬ ‫للروؤية الليلية‪ ،‬وجهاز لتحديد امل�شافات‬ ‫بالليزر‪ ،‬ونظام لالت�شالت‪.‬‬ ‫ويتم تغيري نظم الروؤية الليلية‪ ،‬التي تعتمد‬ ‫على تقنية تكثيف ال�شورة بنظم روؤية‬ ‫حرارية‪ ،‬ملزاياها من الناحية التكتيكية‪،‬‬ ‫كما يتم اإ�شافة وح��دات حتديد املواقع‬ ‫العاملة بنظام حتديد املواقع العاملي ‪، GPS‬‬ ‫ومدمج معه خرائط لعر�س املعلومات حول‬ ‫موقع الوحدة‪ ،‬بالإ�شافة اىل حتديد مواقع‬ ‫الوحدات ال�شديقة والأه��داف املعادية‪.‬‬ ‫واإ�شافة وحدات حتديد املواقع لنظم اإدارة‬ ‫النريان املزودة باأجهزة حتديد املدى بالليزر‬ ‫اأعطى وحدات اإدارة النريان قدرة كبرية‬ ‫‪-٥٠‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫على التقاط الأه���داف‪ ،‬و�شرعة تزويد‬ ‫املدافع بالبيانات الدقيقة‪.‬‬ ‫وحتى وقت قريب‪ ،‬كانت عملية توجيه‬ ‫مدافع الهاون تعتمد على جهاز للروؤية‬ ‫مثبت على املدفع‪ ،‬بحيث يتم اإطالق‬ ‫قذيفة واح��دة وحتديد املدى من خالل‬ ‫معرفة مكان �شقوطها بالن�شبة للهدف‪،‬‬ ‫وبعد ذلك يتم ت�شحيح توجيه املدافع‬ ‫لإ�شابة الهدف بالتقريب‪.‬‬ ‫ولكن هذه الطريقة كانت ت�شتهلك الكثري‬ ‫من الوقت‪ ،‬كما كانت تعطى الهدف‬ ‫اإن��ذارا مبكرا وفر�شة للتحرك والهرب‬ ‫والختباء يف اأثناء عملية اإعادة التوجيه‪.‬‬ ‫اأما مع توافر نظم التقاط الأهداف وحتديد‬ ‫املواقع وامل�شافات احلالية‪ ،‬فقد اأمكن اإ�شابة‬ ‫الأهداف اإ�شابات قاتلة من الطلقة الأوىل‪،‬‬ ‫مع اإطالق عدد كبري من القذائف يف وقت‬ ‫واحد تقريباً‪ ،‬دون اإعطاء الأه��داف اأي‬ ‫اإنذار مبكر‪ ،‬اأو فر�شة للمناورة والهروب اأو‬ ‫الختباء‪.‬‬ ‫ويف جنوب اأفريقيا‪ ،‬مت تطوير نظام لإدارة‬

‫النريان ل�شتخدامه يف توجيه اأ�شلحة‬ ‫املدفعية املختلفة‪ ،‬مثل الهاونات عيار ‪81‬‬ ‫مم‪ ،‬و‪ 120‬مم‪ ،‬واملدافع عدمية الرتداد عيار‬ ‫‪ 106‬مم‪ ،‬وراجمات ال�شواريخ‪.‬‬ ‫ويتميز هذا النظام ب�شرعته يف التقاط‬ ‫الأه����داف ودق���ة ال��ت��وج��ي��ه‪ .‬فاملعالج‬ ‫الإل��ك��رتوين املوجود يف النظام يعمل‬ ‫على تكامل البيانات بني نظام حتديد‬ ‫املدى الليزري‪ ،‬وامل�شت�شعرات‪ ،‬ووحدة‬ ‫حتديد املواقع بنظام ‪ ،GPS‬ووحدة اإدخال‬ ‫البيانات‪ ،‬من اأج��ل حتقيق ال�شرعة يف‬ ‫ال�شتباك‪.‬‬ ‫ويقوم امل�شغل من خالل وحدة عر�س‬ ‫حممولة يف اليد‪ ،‬باإدخال البيانات‪ ،‬وكذلك‬ ‫انتقاء الأهداف‪ ،‬وتزويد املدافع بالأوامر‪.‬‬ ‫وق��ام��ت �شركة اأمريكية بتطوير نظام‬ ‫اإدارة نريان جديد ملدافع الهاون يعمل‬ ‫بالكمبيوتر‪ ،‬بهدف زيادة �شرعة رد الفعل‬ ‫بالن�شبة للمدافع‪ ،‬وكذلك زي��ادة دقة‬ ‫الإ�شابة‪ .‬وهذا النظام ي�شتخدم مع مدفع‬ ‫الهاون ذاتي احلركة طراز ‪، M1064A3‬‬

‫ويت�شمن �شا�شة عر�س لل�شائق‪ ،‬واأخرى‬ ‫للمدفعجي‪ ،‬ووح��دة للقيادة‪ ،‬وم�شادر‬ ‫للطاقة حممولة على املركبة‪ ،‬ونظام‬ ‫للتوجيه‪ ،‬وه��ذا النظام يتوافق مع نظم‬ ‫الت�شالت امليدانية العاملة �شمن برنامج‬ ‫حت�شني نظم الت�شالت الراديوية الأر�شية‪،‬‬ ‫واملحمولة جواً‪ ،‬وامل�شتخدمة يف الوليات‬ ‫املتحدة الأمريكية‪.‬‬ ‫واملدفع املزود بنظام اإدارة النريان هذا ميكن‬ ‫جتهيزه لإطالق النريان يف خالل ‪ 60‬ثانية‪،‬‬ ‫ودقته يف الإ�شابة ت�شل اإىل ‪ 60‬مرتاً فقط‬ ‫عند املدى الأق�شى للمدفع‪ ،‬مقارنة ب� ‪230‬‬ ‫مرتا ملدافع الهاون التقليدية‪.‬‬ ‫وعلى املدى الطويل‪ ،‬بداأت اأبحاث وجهود‬ ‫من اأج��ل تخفيف وزن مدافع الهاون‬ ‫لكي ت�شبح اأكرث مالءمة للحمل بوا�شطة‬ ‫اأفراد امل�شاة املرجتلني‪ ،‬با�شتخدام ما�شورة‬ ‫م�شنوعة من املواد املركبة ‪Composite‬‬ ‫‪ Materials‬اأك��رث قوة و�شالبة‪ ،‬واأخف‬ ‫وزنا من املا�شورة التقليدية امل�شنوعة من‬ ‫ال�شلب‪.‬‬

‫احلر�س الوطني ال�شعودي‪ ،‬حيث يتم‬ ‫حتميل من�شة الإطالق على �شا�شيه املركبة‬ ‫«لف» ‪ LAV‬العاملة بالديزل‪ ،‬و�شوف‬ ‫توفر ه��ذه ال��وح��دات الدعم النرياين‬ ‫املتحرك لالأ�شطول الكبري من املركبات‬ ‫امل��درع��ة «لف»‪ ،‬العاملة يف احلر�س‬ ‫الوطني ال�شعودي‪ .‬اأما الربنامج الأمريكي‬ ‫«�شرتايكر» ‪ Stryker‬ف�شيجهز اللواء بثمانية‬ ‫وثالثني ناقلة‪ ،‬كل واح��دة منها جمهزة‬ ‫مبدفع هاون من عيار ‪ 120‬ملم‪ .‬والأعداد‬ ‫املتزايدة من مدافع الهاون املعتمدة يف‬ ‫هذا الربنامج من قبل امل�شاة تربز الأهمية‬ ‫املتزايدة لهذا ال�شالح م�شتقبال‪.‬‬ ‫النظم االأوروبية‬ ‫تنتج ال�شركات الفرن�شية �شل�شلة وا�شعة‬ ‫من مدافع الهاون وذخائرها‪ ،‬منها املدفع‬ ‫املجرور عيار ‪ 120‬مم‪ ،‬طراز ‪MO 120‬‬ ‫‪ ،RT‬واملوجود يف اخلدمة يف ‪ 24‬دولة‪،‬‬ ‫وكذلك املدفع ‪ 2R2M‬عيار ‪ 120‬مم‪،‬‬

‫والذي يعد تطويرا للمدفع‬ ‫‪ ،RT‬وي�شتخدم نف�س عائلة الذخائر‪،‬‬ ‫مت�شمنة الذخائر �شديدة النفجار‪،‬‬ ‫وامل�شيئة‪ ،‬والدخانية‪ ،‬وامل�شادة لالأفراد‪،‬‬ ‫والتدريبية‪ ،‬واحلاملة‪ ،‬وامل��زودة بدعم‬ ‫�شاروخي‪ ،‬والتي ي�شل مداها اىل ‪13‬‬ ‫كم‪ ،‬والذخائر �شديدة النفجار املزودة‬ ‫بزعانف للحفاظ على الت��زان‪ ،‬والتي‬ ‫ي�شل مداها اإىل ‪ 17‬كم‪.‬‬ ‫واملدفع‪ 2R2M‬يتمتع بنظام هيدروليكي‬ ‫لمت�شا�س طاقة الرت��داد‪ ،‬مما يخف�س‬ ‫ال�شغط على املركبة احلاملة‪ ،‬وكذلك‬ ‫نظام تلقيم ن�شف اآيل من خالل الفوهة‪،‬‬ ‫ونظام اآيل للتوجيه وحتديد املواقع‪ ،‬يقوم‬ ‫بتحديد موقع املدفع بالن�شبة للهدف‬ ‫وتعديل زاوية ميل وارتفاع واجتاه املدفع‪،‬‬ ‫ويتم التحكم يف نظام التوجيه من خالل‬ ‫ع�شا حتكم‪ .‬ودقة املدفع ‪ 2R2M‬ت�شل‬ ‫اإىل �شعف دقة املدفع ‪MO 120 RT‬‬ ‫‪ ،‬واإىل اأربعة اأ�شعاف دقة مدافع الهاون‬ ‫‪MO 120‬‬

‫النظم االأمريكية‬ ‫يعترب نظام مدفع الهاون الأمريكي املدرع‬ ‫‪AMS‬‬

‫‪Armored Mortar System:‬‬

‫عيار ‪ 120‬مم اأول نظام غربي من اجليل‬ ‫اجلديد يدخل اخلدمة‪ ،‬وهو يتكون من‬ ‫من�شة اإطالق حمملة على �شا�شيه يحدد‬ ‫نوعه ح�شب رغبة العميل‪ .‬واملدفع يبلغ‬ ‫مداه حوايل ‪ 9‬كم‪ ،‬والطاقم ي�شتطيع اإطالق‬ ‫النريان حتت حماية كاملة من الإ�شابة‬ ‫بنريان الأ�شلحة ال�شغرية وال�شظايا ومن‬ ‫الهجمات البيولوجية والكيماوية والنووية‪.‬‬ ‫وهذا النظام ي�شتطيع اأي�شا توجيه نريان‬ ‫مبا�شرة‪ .‬وقد مت تطوير من�شة الإط��الق‬ ‫واملدفع الأمل�س املركب عليها‪ ،‬يف حني زود‬ ‫النظام بوحدة اإدارة النريان الكمبيوترية‬ ‫واملجهزة للقتال الليلي‪ ،‬كما تولت اإحدى‬ ‫ال�شركات عملية التن�شيق بني عنا�شر‬ ‫النظام‪ ،‬وتزويد النظام بالذخائر‪ .‬واأول‬ ‫العمالء الذين طلبوا النظام ‪ AMS‬هو‬ ‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٥١-‬‬

‫العادية ذات املا�شورة املل�شاء‪.‬‬ ‫وهذا امل�شتوى من الدقة يرجع اىل ثبات‬ ‫املدفع عند الإط��الق‪ .‬وعند النتهاء‬ ‫من اإط��الق النريان وعدم احلاجة اإىل‬ ‫ا�شتخدام املدفع‪ ،‬فاإنه يدخل يف ج�شم‬ ‫املركبة‪ ،‬وتغلق فتحة ال�شقف لتوفري‬ ‫احلماية الكاملة للطاقم حتت درع املركبة‪.‬‬ ‫ويوجد من املدفع‪ 2R2M‬اأي�شا منوذج‬ ‫ذو ما�شورة مل�شاء ‪ .‬وللوفاء مبتطلبات‬ ‫القوات الأملانية املحمولة جوا فقد مت‬ ‫تطوير مدفع هاون عيار ‪ 120‬مم حممل‬ ‫على املركبة اخلفيفة املحمولة جوا‬ ‫«وي�شل ‪.Wiesel 2»2‬‬ ‫واملدفع م��زود بنظام جديد لالرتداد‪،‬‬ ‫ويركب يف موؤخرة املركبة‪ .‬والطاقم‬ ‫ي�شتطيع جتهيز وتلقيم واإط��الق املدفع‬ ‫حتت احلماية الكاملة لدرع املركبة‪ ،‬التي‬ ‫ت�شتطيع حمل ‪ 30‬قذيفة‪ .‬وميكن جتهيز‬ ‫املدفع لإط��الق النريان يف ح��وايل ‪60‬‬ ‫ثانية‪.‬‬ ‫ومن املتوقع اأن يحل هذا املدفع حمل‬ ‫جميع طرازات الهاون املوجودة حاليا يف‬ ‫‪-٥٢‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫اخلدمة‪ ،‬والتي ل توفر احلماية للطاقم‪.‬‬ ‫واملدفع مزود بنظام اآيل لتحديد مواقع‬ ‫الأه��داف والتوجيه‪ ،‬ومعدل اإطالقه‬ ‫للنريان ي�شل اىل ‪ 3‬قذائف يف اأول ‪20‬‬ ‫ثانية‪ ،‬ثم ‪ 6‬قذائف كل ثالث دقائق‪.‬‬ ‫اأما وزن املركبة باملدفع في�شل اىل ‪4000‬‬ ‫كجم‪ ،‬و�شرعتها الق�شوى على الطرق‬ ‫املمهدة ‪ 70‬كم ‪� /‬شاعة‪ ،‬ومدى عملها‬ ‫حوا‹ ‪ 280‬كم‪.‬‬ ‫وملواجهة احل��اج��ات املتوقعة للدول‬ ‫الإ�شكندنافية‪ ،‬ويف ظل التفاق القائم‬ ‫منذ عام ‪ 1994‬بني الدامنارك وفنلندا‬ ‫وال�شويد والرنويج من اأج��ل الإنتاج‬ ‫امل�شرتك ملختلف الأ�شلحة التي حتتاجها‬ ‫ه��ذه ال���دول‪ ،‬قامت �شركة �شويدية‬ ‫بت�شكيل فريق مع �شركة فنلندية‪،‬‬ ‫م��ن اأج��ل تطوير نظام ه��اون متطور‬ ‫ي�شمى ‪AMOS Advanced Mortar‬‬ ‫‪ ،:System‬وه��و مكون من مدفعني‬ ‫اأمل�شني‪ ،‬عيار ‪ 120‬مم‪ ،‬مركبني على برج‪.‬‬ ‫وتقوم ال�شركة ال�شويدية بت�شنيع الربج‬ ‫يف حني تقوم ال�شركة الفنلندية بت�شنيع‬

‫املدفع ذي املا�شورة املل�شاء‪ ،‬والذي‬ ‫يتم تلقيمه من موؤخرة املا�شورة – مثل‬ ‫مدافع امليدان التقليدية ‪ -‬ب��د ًل من‬ ‫الفوهة‪ .‬واملدى الأق�شى للنظام ي�شل‬ ‫اإىل ‪ 13‬كم‪ ،‬واإن كان يختلف ح�شب‬ ‫نوع الذخائر امل�شتخدمة‪ ،‬ومنها‪ :‬الذخائر‬ ‫�شديدة النفجار‪ ،‬واحلاملة‪ ،‬والدخانية‪،‬‬ ‫وامل�شيئة‪ ،‬وكذلك القذائف ط��راز «‬ ‫�شرتيك�س « ‪ Strix‬ذات التوجيه الدقيق‬ ‫يف املرحلة النهائية‪ .‬واملدفع مزود بنظام‬ ‫كمبيوتري لإدارة نريان‪ ،‬وخرائط رقمية‪،‬‬ ‫ونظام مالحة‪ ،‬ومعدل اإطالقه للنريان‬ ‫ي�شل اإىل ‪ 14‬قذيفة يف الدقيقة‪.‬‬ ‫ومت حتميل املدفع ‪ AMOS‬على �شا�شيه‬ ‫كل من املركبة املجنزرة ‪، CV90‬‬ ‫واملركبة امل��دول��ب��ة ‪ ، XA-185‬كما‬ ‫اقرتح حتميله على مركبة القتال املدرعة‬ ‫الرو�شية ‪ . BMP-3‬وعلى الرغم من اأن‬ ‫املدفع قد طور اأ�شا�شاً من اأجل تركيبه‬ ‫على املركبات الأر�شية‪ ،‬فقد مت جتربة‬ ‫املدفع على زوارق القتال اخلا�شة ب�شالح‬ ‫البحرية ال�شويدية طراز ‪. 90H‬‬

‫وقد طب اجلي�س الفنلندي موؤخرا ‪ 24‬اإىل حوايل ‪ 10‬كم‪ ،‬ولكنه يختلف ح�شب‬ ‫وحدة هاون ‪ AMOS‬مبا قيمته ‪100‬مليون نوع الذخرية امل�شتخدمة‪.‬‬ ‫يورو‪ ،‬وهذه املدافع حمملة على املركبة‬ ‫النظم الرو�سية‬ ‫املدرعة ‪ ، AMV‬التي تنتجها فنلندا‪.‬‬ ‫وقامت موؤخرا �شركة �شوي�شرية بتطوير ا�شتخدمت القوات الرو�شية املحمولة جواً‬ ‫مدفع ه��اون جديد عيار ‪ 120‬مم‪ ،‬ذي مدفع الهاون الرو�شي عيار ‪ 120‬مم‪ ،‬ذاتي‬ ‫ما�شورة مل�شاء‪ ،‬ي�شمى ‪ ،Bighorn‬احلركة‪ ،‬وامل�شمى ‪ ، 2S9Anona‬وهو حممل‬ ‫ملواجهة املتطلبات املتزايدة للجي�س على �شا�شيه معدل للمركبة ‪ BMD‬املحمولة‬ ‫ال�شوي�شري لرتكيب مدفع هاون عيار جواً‪ .‬واملدفع يتم تلقيمه من الفوهة‪ ،‬ومركب‬ ‫‪ 120‬مم على اأ�شطول مركبات نقل اجلنود على ب��رج‪ ،‬وي�شل م��داه عند ا�شتخدام‬ ‫املدرعة طراز «بريانها» ‪ .Piranha‬وهذا الذخائر التقليدية �شديدة النفجار اإىل‬ ‫املدفع دوار‪ ،‬وي�شتخدم نظاماً للمالحة ‪ 8800‬مرت‪ ،‬ومع ا�شتخدام الذخائر ذات‬ ‫ولتحديد املواقع با�شتخدام اجلريو ‪ Gyro‬الدفع ال�شاروخي ي�شل املدى اإىل ‪13000‬‬ ‫الليزري‪ ،‬الذي يوفر للمدفع توجيها مرت‪.‬‬ ‫اآليا دقيقا خالل عملية اإطالق النريان‪ ،‬كما ميكن ا�شتخدام ذخرية م�شادة للدروع‬ ‫ويتم اختيار الأهداف من خالل لوحة ملهاجمة الت�شكيالت املدرعة‪ ،‬وهذه الذخرية‬ ‫وذراع حتكم‪ .‬واملدفع جمهز اأي�شاً بنظام ت�شتطيع اخرتاق ‪ 650‬مم من ال�شلب‪.‬‬ ‫تلقيم ن�شف اآيل من خالل الفوهة‪ ،‬واملركبة التي حتمل املدفع تعترب جزءاً من‬ ‫ي�شمح مبعدل اإطالق للنريان ي�شل اىل نظام متكامل يحتوي اأي�شاً على مركبة‬ ‫‪ 4‬قذائف يف اأول ‪ 20‬ثانية‪ ،‬ثم مبعدل ‪ 6‬للمراقبة‪ ،‬ومركبة توجيه نريان املدفعية‪،‬‬ ‫قذائف يف الدقيقة‪ .‬ومدى املدفع ي�شل وكالهما مركب على �شا�شيه املركبة‬

‫‪ ، BMD-1‬مثل املدفع‪ .‬والنظام بكل قطعه‬ ‫برمائي‪ ،‬وميكن اإ�شقاطه من اجلو باملظلة‪.‬‬ ‫والهاون الرو�شي الأكرث تطوراً هو املدفع‬ ‫‪ 2S23 NONA-SVK‬عيار ‪ 120‬مم‪،‬‬ ‫واملركب على �شا�شيه معدل ملركبة نقل‬ ‫اجلنود املدرعة طراز ‪.BTR-80‬‬ ‫وكذلك تنتج رو�شيا املدفع ‪2S31 Vena‬‬ ‫عيار ‪ 120‬مم‪ ،‬وهو مركب على �شا�شيه معدل‬ ‫ملركبة القتال املدرعة ‪ ،BMP-3‬ولكن‬ ‫املدفع ‪ 2S23‬املركب على مركبة ذات‬ ‫عجالت يتميز ب�شهولة نقله على امل�شتوى‬ ‫ال�شرتاتيجي‪ ،‬وانخفا�س تكلفة �شيانته‬ ‫واحلفاظ عليه‪.‬‬ ‫ومدفع الهاون ‪ 2A80‬عيار ‪ 120‬مم املركب‬ ‫على برج‪ ،‬ي�شتخدم نف�س الذخائر امل�شتخدمة‬ ‫يف الطرازين ‪ 2S9‬و ‪ ،2S23‬ولكنه يتميز‬ ‫بنظام روؤية ليلي‪ /‬نهاري‪ ،‬ووحدة حتديد‬ ‫امل�شافات بالليزر‪ ،‬ويبلغ مداه الأق�شى عند‬ ‫ا�شتخدام ذخائر تقليدية �شديدة النفجار‬ ‫‪ 18‬كم‪ ،‬كما ميكنه اإط��الق ذخائر حاملة‬ ‫و�شواريخ م�شادة للدبابات موجهة ليزرياً‪.‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٥٣-‬‬

‫‪-٥٤‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٥٥-‬‬

‫الخدمة الع�شكرية‬

‫اخلدمة الع�شكرية‬ ‫ح�سني عبداحلافظ‬

‫لي�ست كل دول العامل �سواء‪،‬من حيث اعتمادها نظام اخلدمة الع�سكرية‪،‬‬ ‫بني �سفوف جيو�سها‪ ،‬فهناك دول مازالت تع ّول على نظام التجنيد‬ ‫االإجباري(االإلزامي)‪ ،‬وثمة اأخرى تعتمد اخلدمة التط ّوعية (االحرتافية)‪،‬‬ ‫نهج ًا رئي�سي ًا لها‪..‬هذا التقرير ُيلقي ال�سوء على اخلدمة الع�سكرية‪ ،‬ب�سقيها‬ ‫االإجباري واالحرتايف‪ ،‬و ُيفا�سل بني النظامني‪ ،‬يف ظل ُمعطيات االأحداث‬ ‫و ُم�ستجدات التقانة الع�سكرية‪.‬‬ ‫نظرة تاريخية‬ ‫�شجل احلفريات والوثائق التاريخي�ة ‪ ،‬اأن‬ ‫ُت ّ‬ ‫التجنيد الإجباري ‪ُ ، Conscription‬عرِف‬ ‫يف اجليو�س �شبه النظامية‪ُ ،‬منذ القدِ م‪،‬حيث‬ ‫أحيان��ا الإناث)‪،‬‬ ‫كان يتم اختيار ال�شباب (وا ً‬ ‫لالنخراط يف اخلدمة الع�شكرية‪ ،‬وفق‬ ‫�شروط ومعايري‪ ،‬تتباين من جي�س لآخر‪..‬‬ ‫فالآ�شوريون‪ ،‬على �شبيل املثال‪ ،‬الذين كانوا‬ ‫ينعتون حاكمهم ب�� «ملك اأركان الأر�س‬ ‫الأربعة»‪ ،‬قاموا بحمالت ع�شكرية قوامها‬ ‫جنود كان يتم اختيارهم من عامة ال�شعب‪،‬‬ ‫وكانت «مدن مثل اآ�شور ونينوى متُ نح بع�س‬ ‫المتيازات‪ ،‬مبا فيها ال�شرائب املُنخف�شة‪،‬‬ ‫والإعفاء من اخلدمة الع�شكرية‪ ،‬ويف مناطق‬ ‫بعينها كان على الإقطاعيني‪ ،‬لي�س فقط دفع‬ ‫ال�شرائب‪ ،‬بل واأي�شاً م�شوؤولية اإمداد اجلي�س‬ ‫ب�شُ ّبان من اإقطاعياتهم للخدمة فيه»‪ ..‬ويف‬ ‫‪-٥٦‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫م�شر القدمية‪ ،‬مل يكن النخراط يف اخلدمة‬ ‫الع�شكرية‪ ،‬ب�شكل اإجباري منتظم‪ ،‬بل وفقاً‬ ‫ملُتط ّلبات الأحداث‪ ،‬و ُت�شري ال�شج ّالت‬ ‫املكتوبة وما ُتربزه املنحوتات‪ ،‬اأن ال�شراع‬ ‫املُ�ش ّلح بني اإقليمي ال�شمال واجلنوب‪ ،‬الذي‬ ‫مل ُيح�شم اإ ّل بعد توحيد امللك مينا مل�شر‪،‬‬ ‫كان ال�شائد فيه اخلدمة الع�شكرية الإجبارية‪،‬‬ ‫وكذا احلال اإبان غزو الفر�س مل�شر واندلع‬ ‫معركة قاد�س‪ ،‬وانت�شار اأحم�س علي جحافل‬ ‫الهك�شو�س‪ .‬وقبل امليالد بنحو األف عام‪،‬‬ ‫عرفت اأوروبا التجنيد الإجباري‪ ،‬حيث‬ ‫كانت كل من اأثينا وروما تدعمان اجليو�س‬ ‫العاملة باملُج ّندين يف زمن احلرب‪ ،‬وكانت‬ ‫مدن عديدة يف اإجنلرتا وفرن�شا‪ ،‬قد انتهجت‬ ‫نظاماً خا�شاً للدفاع واحلماية‪ ،‬من خالل‬ ‫للمج ّندين‪ ،‬الذين حتو ّلوا‬ ‫ت�شكيل فِرق ُمد ّربة ُ‬ ‫بعد ذلك اإيل حمرتفني‪ُ ،‬مهمتهم الأ�شا�شية‬

‫حماية هذه املدن من الغارات‪ ،‬التي كانت‬ ‫ُت�شن عليها بني احلني والآخر‪ .‬و ُمنذ عهد‬ ‫اخلالفة الرا�شدة‪ ،‬عنيت الدولة الإ�شالمية‬ ‫بالتجنيد والتدريب‪ ،‬ملواجهة تهديدات‬ ‫الروم والفر�س‪ ،‬وحتقيق املزيد من الفتوحات‬ ‫للبلدان والأم�شار‪ ،‬ولعل بداية التنظيم‬ ‫احلقيقي لهذه امل�شاألة‪،‬كان يف عهد الفاروق‬ ‫عمر بن اخلطاب‪ ،‬ر�شي اهلل تعاىل عنه‪ ،‬الذي‬ ‫اأمر باإن�شاء»ديوان ا ُجلند»‪ُ ،‬م�شتهدفاً منه‬ ‫ا�شتقطاب املزيد من �شباب ورجال الأمة‪ ،‬ممن‬ ‫توافرت فيهم �شروط ومعايري ا ُجلند ّي�ة‪ ،‬التي‬ ‫حددها الديوان ب�شكل دقيق‪.‬‬ ‫التجنيد االإجباري ‪..‬‬ ‫‪ ..‬واندالع احلرب العاملية‬ ‫واإذا كانت بع�س دول العامل‪ ،‬قد بداأت يف‬ ‫التح ّول من العتماد ُك ّل�ياً على التجنيد‬ ‫الإجباري‪ ،‬اإىل التط ّوع والحرتاف‬ ‫الع�شكري‪ ،‬وذلك منذ القرن التا�شع ع�شر‬ ‫امليالدي‪ ،‬اإ ّل اأن كث ًريا منها ظ ّلت ُتع ّول على‬ ‫التجنيد الإجباري‪،‬كعماد رئي�س لقواتها‬ ‫امل�شلحة‪ ..‬ويف درا�شة ق ّيمة له‪ ،‬يقول اجلرنال‬ ‫اإدغار اأو بالن�س‪ ،‬اإن قوى اأوروبية بداأت يف‬ ‫تهذيب اأنظمتها الع�شكرية‪ ،‬اخلا�شة بالتجنيد‬

‫�شنوي�ا اآلف‬ ‫الإلزامي‪ ،‬وكانت حت�شد‬ ‫ً‬ ‫الرجال‪»،‬وهم يف الغالب باملالب�س الر�شمية‬ ‫�شارخة الألوان‪ ،‬واأغطية الراأ�س املُدِ ه�شة‬ ‫الالفتة للنظر‪ ،‬من اأجل تفقّد للقوات‪،‬‬ ‫وا�شتعرا�شات ومتارين رائ�ع�ة‪ ،‬التي �شعي‬ ‫فيها الأباطرة وامللوك واجلرنالت اأن ُيجابه‬ ‫اأحدهم الآخر وي�شتطيل عليه‪ ،‬وهي من‬ ‫الأمور التي ّ‬ ‫مكنهم التجنيد الإلزامي من‬ ‫عملها»‪ ..‬وبح�شب الدرا�شة املُ�شار اإليها‪،‬‬ ‫فاإنه « لو مل يكن هناك جتنيد اإلزامي يف‬ ‫اأوروبا‪ ،‬حتى العام ‪1914‬م‪ ،‬ملا وقعت احلرب‬ ‫العاملية‪ ،‬اأو على الأقل ملا كانت قد وقعت يف‬ ‫ذلك الوقت‪ .‬وذلك لأن حمى احلرب‪ ،‬قد‬ ‫ا�ش ُتثريت عندما كان املُج ّندون ُيح�شدون‬ ‫من اأجل التدريب ال�شنوي‪ ،‬وعندما بداأ‬ ‫الأباطرة وامللوك واملُ�شت�شارون وروؤ�شاء‬ ‫الوزارات‪ ،‬املُفرطون بالغطر�شة واملُ� ّت�ش�مون‬ ‫ُب�شرعة النفعال‪ُ ،‬ميلون طلباتهم بع�شهم‬ ‫على بع�س‪،‬كانت الكربياء يف خطر‪ ،‬كما اأن‬ ‫النطباعات الكاذبة حجبت نواحي الق�شور‬ ‫الع�شكرية للقادة الأوروبيني املُ�شللني»‪.‬‬ ‫ويف تاريخ ‪ 28‬يونيو ‪1914‬م‪ ،‬اغتال طالب‬ ‫�شربي‪ ،‬اأر�شد وق النم�ش��ا‪ ،‬بعدها بيومني‬ ‫فقط‪ ،‬ق�شفت املدافع النم�شاوية بلغراد‪ ..‬ويف‬ ‫‪ 3‬اأغ�شط�س اأعلنت اأملانيا احلرب على رو�شيا‪،‬‬ ‫ثم على فرن�شا‪ ،‬وملّ�ا بداأت القوات الأملانية يف‬ ‫غزو بلجيكا‪ ،‬باعتبارها مع ًربا نحو الأرا�شي‬ ‫الفرن�شية‪ ،‬التحقت بريطانيا باحلرب‪»..‬ويف‬ ‫غ�شون اأ�شابيع قليلة ‪،‬كانت ُمعظم دول اأوروبا‬ ‫تخو�س غمار حرب طاحنة‪ ،‬مات فيها اأكرث‬ ‫من ثمانية ماليني جندي‪ ،‬وهي اأرقام �شخمة‬ ‫ال�ش ّ�كان‬ ‫بالن�شبة لتلك الأيام‪ ،‬عندما كان ُ‬ ‫اأقل بكثري ‪ ،‬مما هو عليه اليوم»‪.‬‬ ‫جيو�ض العامل‪ ..‬حقائق واأرقـام‬ ‫وباإطاللة على واقع اخلدمة الع�شكرية‪ ،‬يف‬ ‫اجليو�س املُعا�شرة‪ ،‬جند الطابع الحرتايف هو‬ ‫الغالب‪ ،‬اإ�شافة اإىل اأعداد متفاوتة من جنود‬ ‫الحتياط‪ ،‬الذين ُي�شتدعون يف حالت‬ ‫الطوارئ‪ ،‬لأداء مهام ع�شكرية واأمنية‪ ..‬وكانت‬ ‫بريطانيا اأ ّول ق ّوة ع�شكرية اأوروبية‪ ،‬تتخ ّلي عن‬

‫نظام اخلدمة الع�شكرية الإجبارية‪ ،‬وذلك‬ ‫و�شرعان ما خفّ�س‬ ‫بد ًءا من العام ‪1957‬م‪ُ ،‬‬ ‫اأع�شاء حلف �شمال الأطل�شي الآخرين‪ ،‬من‬ ‫اأعداد املُجندين ب�شكل اإجباري‪ ،‬وكذا ُمدة‬ ‫مكوثهم يف اخلدمة الع�شكرية‪.‬‬ ‫ويف العام ‪1973‬م‪� ،‬ش ّنت الوليات املتحدة‬ ‫قانون�ا يتم مبوجبه اإلغاء نظام‬ ‫الأمريكية‪ً ،‬‬ ‫اخلدمة الع�شكرية الإجبارية‪ ،‬اإل اأنها عادت‬ ‫يف العام ‪1981‬م‪ ،‬وو�شعت قائمة احتياطية‪،‬‬ ‫ُميكن ال�ش��تعانة بها‪ ،‬اإذا م�ا قررت احلكوم��ة‬ ‫اأن ُت�ع�ي�د نظام التجنيد الإجب�اري‪ ،‬يف‬ ‫اأوقات احلرب‪..‬‬ ‫«ويف العام ‪1991‬م‪ ،‬اأ�شبح التجنيد الإجباري‬ ‫يوم�ا ذا اأهمية بالغة‪،‬‬ ‫يف رو�شيا‪ ،‬الذي كان ً‬

‫بالن�شبة للنظام ال�شيوعي‪ ،‬غري مرغوب فيه»‪..‬‬ ‫ويف اإيطاليا‪ ،‬التي ي�شل عدد القوات املُحرتفة يف‬ ‫جي�شها اإىل نحو ‪ 270‬األف �شخ�س‪� ،‬شدر قرار‬ ‫باإيقاف التجنيد الإجباري منذ العام ‪2006‬م‪.‬‬ ‫بينما اجلي�س الفرن�شي‪ ،‬الذي يتمركز يف الوقت‬ ‫احلا�شر يف اأوروبا الغربية وت�شاد وجمهورية‬ ‫اإفريقيا الو�شطى واملناطق التابعة لفرن�شا يف‬ ‫ما وراء البحار‪ ،‬ي�شم ‪ 150‬األف ُحمرتف‪،‬‬ ‫ونحو ‪ 240‬األفاً يف الحتياط‪ ..‬وت�شم القوات‬ ‫املُ�ش ّلحة البولندية‪ ،‬يف الوقت احلا�شر‪ ،‬اأكرث من‬ ‫ن�شف مليون �شخ�س جلهم يف الحتياط‪،‬‬ ‫ُوكل من ي�شل ُعمره ت�شعة ع�شر عا ًما‪ ،‬ينخرط‬ ‫يف اخلدمة الع�شكرية ملُدة ‪� 18‬شه ًرا‪.‬‬ ‫وثمة جيو�س ع�دد املحرتفني فيه�ا يزيد‬ ‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٥٧-‬‬

‫على ال��� ‪ 300‬األ�ف‪ ،‬و م�ع ذلك ُتط ّبق‬ ‫ن�ظ�ام التجنيد الإجباري‪ ،‬لظروف �شيا�شية‬ ‫واأمنية‪ ،‬ومن اأمثلتها جيو�س كوريا اجلنوبية‪،‬‬ ‫وال�شمالية اأي�شً ا‪ ،‬وتركيا‪ ،‬وفيتنام‪ ،‬وم�شر‪،‬‬ ‫واإيران‪ ،‬واإ�شرائيل‪ ،‬وتختلف ُمدة التجنيد‬ ‫الإجباري يف هذه الدول‪ ،‬فبينما ينخرط‬ ‫يف اجلي�س الكوري ال�شمايل‪ ،‬ال�شباب ما‬ ‫بني �شن ‪ 20‬و ‪� 25‬شنة‪ ،‬لفرتة ترتاوح من ‪5‬‬ ‫اإىل ‪� 8‬شنوات‪ ،‬اأما الن�شاء فيلتحقن باجلي�س‬ ‫على اأُ�ش�س تط ّوعية‪ ،‬جند يف م�شر التجنيد‬ ‫الإجباري‪ُ ،‬لكل ال�شباب‪ ،‬وتكون فرتة‬ ‫التجنيد‪ ،‬بح�شب املوؤهل الدرا�شي‪ ،‬حيث‬ ‫فرتة التجنيد ملن ح�شل على موؤهل اأقل من‬ ‫التعليم الثانوي تكون ثالث �شنوات‪ ،‬بينما‬ ‫للموؤهل املتو�شط �شنة ون�شف‪ ،‬واجلامعي‬ ‫�شنة واحدة‪.‬‬ ‫جتنيد اأم احرتاف‪!!..‬‬ ‫واإذا كان التجنيد الإجباري‪ ،‬يجد من يوؤيده‬ ‫بقوة‪ ،‬ويعتربه اإحدى اأهم الركائز التي ُتع ّول‬ ‫عليها العديد من جيو�س العامل‪ ،‬خا�شة‬ ‫يف اأوقات الطوارئ واندلع ال�شراعات‬ ‫الع�شكرية‪ ،‬فاإن الحرتاف‪ ،‬اأو ما يعرف‬ ‫‪ALL Volunteer‬‬ ‫بالتجنيد التطوعي‬ ‫‪ ، Forces‬بح�شب غري واحد من كبار خرباء‬ ‫ال�شرتاتيجية الع�شكرية‪ ،‬هو النظام الأمثل‬ ‫يف اجتاهات اجليل اجلديد نحو اخلدمة‬

‫‪-٥٨‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫الع�شكرية‪ ،‬وذلك لالأ�شباب التالية‪:‬‬ ‫ان�شجام�ا مع تطبيقات التقنية‬ ‫الأكرث‬ ‫ً‬ ‫الع�شكرية‪ ،‬وما ت�شهده من تط ّور ُمتالحق‪،‬‬ ‫ي�شعب عن املُج ّند الإلزامي‪ ،‬والذي يق�شي‬ ‫يف اخلدمة الع�شكرية ب�شكل فعلي ب�شع‬ ‫�شنني على الأكرث‪ ،‬اأن يحيط بها علماً‪ ،‬ويقدر‬ ‫على ا�شتخدامها بكفاءة‪ ..‬يقول د ‪ .‬فوؤاد‬ ‫الأغا‪ ،‬اخلبري يف علم الجتماع الع�شكري‪« ،‬‬ ‫التقدم يف التكنولوجيا الع�شكرية‪،‬‬ ‫لقد أا ّدى ّ‬ ‫تقدم يف املُعدات والأ�شلحة‪،‬‬ ‫وما �شاحبه من ّ‬ ‫اإىل اآثار هامة على الن�شق الع�شكري‪ ،‬ومن اأهم‬ ‫هذه الآثار اأنه اأ�شبحت ال�شيطرة يف ميدان‬ ‫املعركة لل�شالح اجلوي‪ ،‬وفقَد �شالح املُ�شاة‬ ‫الكثري من مزاياه‪ ،‬التي كان ينفرد بها‪ ،‬ومل‬ ‫تعد هناك حاجة �شديدة بالتايل اإىل الأعداد‬ ‫الغفرية من اأفراد امل�شاة‪ ،‬اأو اإىل اأن�شطة القتال‬ ‫التقليدية‪ ،‬بل ازدادت احلاجة اإىل املُخت�شني‬ ‫الفنيني‪ ،‬مما اأدى اإىل اإعادة النظر يف حجم‬ ‫القوات القائمة بالعمليات الع�شكرية»‪.‬‬ ‫من املنظور التكتيكي‪ ،‬فاإن نظام الحتياط‪،‬‬ ‫قد يوؤ ّدي اإىل م�شاكل حادة‪ ،‬يف عمليات‬ ‫الإمداد والتموين والإعا�شة‪ ،‬خا�شة يف‬ ‫احلالت الطارئة التي تتطلب تعبئة وحدات‬ ‫ع�شكرية كبرية‪ ،‬يف غ�شون اأيام ورمبا �شاعات‬ ‫قليلة‪ ،‬هذا على عك�س القوات النظامية‬ ‫املُحرتفة‪ ،‬القادرة على التح ّرك بكفاءة تنظيمية‬ ‫وت�شليحية‪ ،‬متى ُطلِب منها ذلك‪.‬‬

‫يوؤ ّدي التجنيد الإجباري‪ ،‬اإىل �شياع ن�شبة‬ ‫كبرية من العتمادات املالية‪ُ ،‬ت�شرف على‬ ‫جتنيد اأعداد �شخمة من الأفراد وتدريبهم‪،‬‬ ‫ومن ثم اإحالتهم لالحتياط‪..‬تتقل�س هذه‬ ‫العتمادات املالية‪ ،‬يف حال القوات النظامية‬ ‫الحرتافية‪ ،‬التي تكون اأقل عد ًدا‪ ،‬ومن‬ ‫عدات واأماكن اإيواء‬ ‫ثم تتطلب اأ�شلحة و ُم ّ‬ ‫وخدمات م�شاندة اأقل‪.‬‬ ‫يتو ّلد لدى القوات املُحرتفة‪ ،‬كما يقول‬ ‫اجلرنال اإدغار اأو بالن�س‪ ،‬روح الزمالة‪ ،‬التي‬ ‫تقود اإىل معنويات عالية‪ ،‬بينما يف حالة‬ ‫التجنيد الإجباري‪ ،‬يكون ا ُجلندي عادة غري‬ ‫ُمتحفّز لالأعمال الع�شكرية‪ ،‬ب�شكل ُير�شي‬ ‫ف�شل اأن ينتقل اإيل بيته‪ ،‬باأ�شرع‬ ‫قادته‪»،‬و ُي ّ‬ ‫وقت ُممكن‪ ،‬وقد يطور املُج ّند ُم�شكالت يف‬ ‫املعنويات‪ ،‬حتت �شغط الإجهاد اأو ال�شاأم»‪.‬‬ ‫ُم�شتوى احلركية‪ ،‬التي هي ُمفتاح النجاح‬ ‫يف احلروب احلديثة‪ ،‬يكون لدى اجليو�س‬ ‫ال�شخمة من املُج ّندين‪ ،‬منخف�س‪ ..‬فهذه‬ ‫اجليو�س املُ ّ‬ ‫�شكلة من الكتائب الكبرية‪،‬‬ ‫املُتثاقلة البطيئة احلركة‪ ،‬قد جتد �شعوبة يف‬ ‫اإنتاج عنا�شر‪ ،‬حلملة ع�شكرية �ش�غ�ي�رة‬ ‫ت�ع�م�ل خ�ارج ال�وط�ن‪ ،‬عندم�ا ُي�ط�ل�ب‬ ‫منه�ا فج��اأة اأن تفعل ذلك‪ ،‬يف حالة‬ ‫لطوارئ‪ ..‬بينما يف اجليو�س املُحرتفة‪ُ ،‬ميكن‬ ‫ت�شكيل عنا�شر مثالية‪ ،‬للحمالت الع�شكرية‬ ‫ال�شغرية‪.‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٥٩-‬‬

‫الحرب الإلكترونية‬

‫احلرب االلكرتونية تغطي جميع م�سارح العمليات‬ ‫عميد م‪ /‬علي حلمي علواين‬

‫متثل اأعمال احلرب االإلكرتونية يف الوقت احلا�سر مكان ًا بارز ًا بني االأن�سطة‬ ‫الع�سكرية االأخرى‪ ،‬ويويل كافة االأطراف‪ ،‬من ال�سرق اأو الغرب‪ ،‬الكثري‬ ‫من االهتمام لتطوير و�سائلها واأ�ساليب ا�ستخدامها بعد اأن اأثبتت خربات‬ ‫احلروب املحدودة‪ ،‬التي تلت احلرب العاملية الثانية‪ ،‬اأهميتها‪� ،‬سواء يف‬ ‫الدفاع اأو الهجوم‪ ،‬والدليل على ذلك اأن املعدات االإلكرتونية امل�ستخدمة‬ ‫يف الطائرات املقاتلة يزيد ثمنها على ن�سف قيمة الطائرة‪.‬‬ ‫على تطويرها‪ ،‬وحتديثها‪ ،‬با�شتمرار؛ ملواجهة‬ ‫التهديدات الإلكرتونية لأ�شلحة القتال‪ ،‬احلالية‬ ‫وامل�شتقبلية‪ .‬ومن اأجل ذلك‪� ،‬شارعت دول‬ ‫العامل اإىل ت�شليح خمتلف اأنواع قواتها بو�شائل‬ ‫احلرب الإلكرتونية‪.‬‬ ‫ومن املعروف اأن القوات امل�شلحة التي تن�شط‬ ‫اإىل الإحاطة واملعرفة باأ�شاليب عمل اأجهزة‬ ‫العدو الإلكرتونية‪ ،‬واأماكن تواجدها وانت�شارها‪،‬‬

‫واحلرب الإلكرتونية هي اإحدى �شور ال�شراع‬ ‫امل�شلح‪ ،‬التي تهدف يف النهاية اإىل خلق‬ ‫الظروف املنا�شبة للقوات امل�شلحة؛ لتحقيق‬ ‫الن�شر يف العمليات احلربية‪ ،‬وقد تاأ�ش�شت‬ ‫ا�شرتاتيجية القوات امل�شلحة يف كل دول العامل‬ ‫على اإمكانية حتقيق الن�شر على العدو بالو�شائل‬ ‫املتي�شرة لديها‪ ،‬لذلك‪ ،‬فاإن احلرب الإلكرتونية‬ ‫اأ�شبحت يف مقدمة تلك الو�شائل؛ بل اأ�شبحت‬ ‫يف مقدمة املو�شوعات التي يعكف الع�شكريون‬ ‫على درا�شتها‪ ،‬كما تعكف‬ ‫واك��ت�����ش��اف اأ�شاليب‬ ‫مراكز البحوث‬ ‫اإعاقتها اأو تعطيلها‪ ،‬ومبعنى اأ�شمل‪ ،‬ت�شتطيع‬ ‫العلمية والفنية‬ ‫اأن ت�����ش��ن حربا‬

‫‪-٦٠‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫اإلكرتونية ناجحة‪ ،‬هذه القوات حترز ميزة يف‬ ‫احلرب‪ .‬وقد تفرع عن ذلك وجود ما يعرف‬ ‫باخلداع الإلكرتوين‪ ،‬حيث ي�شعى كل طرف‬ ‫من اأطراف ال�شراع اإىل التن�شت على اأجهزة‬ ‫اخل�شم اللكرتونية‪ ،‬من اأجل ك�شف ومعرفة‬ ‫اأن�شطته الع�شكرية‪ ،‬وحجمها‪ ،‬واجتاهها‪.‬‬ ‫ومع دخول املعدات الإلكرتونية‪ ،‬وا�شتخدامها‬ ‫بتو�شع يف اجليو�س احلديثة‪ ،‬ب�شفة عامة‪ ،‬ويف‬ ‫القوات اجلوية‪ ،‬ب�شفة خا�شة؛ �شواء يف اأ�شلحة‬ ‫الهجوم‪ ،‬اأو يف نظم وو�شائل ال�شيطرة الآلية‬ ‫على القوات‪ ،‬ومع ظهور تكنولوجيا الأقمار‬ ‫ال�شناعية‪ ،‬اأخ��ذ ال�شراع بني القوات يف‬ ‫الت�شاعد‪ .‬وانطالقاً من اعتماد اأ�شلحة القتال‬ ‫احلديثة على النظم والو�شائل الإلكرتونية‪،‬‬ ‫فقد اأظهرت العمليات الع�شكرية التي وقعت‬ ‫يف ال�شنوات الأخ��رية مدى ال��دور الذي‬ ‫ميكن اأن تلعبه احلرب الإلكرتونية؛ باعتبارها‬ ‫�شالحا م�شادا‪ ،‬ميكنه التاأثري بفاعلية يف احلد‬ ‫من اإمكانات هذه الأ�شلحة واملعدات يف‬ ‫�شاحة القتال؛ ملا تتميز به احلرب الإلكرتونية‬ ‫من القدرة على تنفيذ اأعمال ال�شتطالع‬ ‫والإعاقة الإلكرتونية باأنواعها املتعددة‪� ،‬شد‬ ‫نظم وو�شائل ال�شيطرة‪ ،‬والك�شف والتوجيه‬ ‫الإلكرتونية لهذه الأ�شلحة‪.‬‬

‫ومل يخطئ ون�شتون ت�شر�شل‪ ،‬وهو يف ن�شوة‬ ‫الن�شر يف احل��رب العاملية الثانية‪ ،‬حينما‬ ‫و�شف احلرب اللكرتونية باأنها "الدرع‬ ‫وال�شيف"‪ ،‬فهي ت�شاعد على احلماية من‬ ‫اأق�شى �شور التدمري املعادي‪ ،‬كما توؤكد فاعلية‬ ‫التدمري املوؤثرة �شد اأنظمة العدو‪ ،‬من خالل‬ ‫ال�شتخدام والتطبيق الواعي للتكنولوجيا‪،‬‬ ‫وميكن اعتبارها عام ً‬ ‫ال م�شاعفا للقوة ‪Force‬‬ ‫‪.Multiplier‬‬

‫تعريف ومفهوم احلرب االإلكرتونية‬ ‫احلرب الإلكرتونية هي جمموعة الإجراءات‬ ‫الإلكرتونية املت�شمنة ا�شتخدام بع�س النظم‬ ‫والو�شائل الإلكرتونية ال�شديقة يف ا�شتطالع‬ ‫الإ�شعاع الكهرومغناطي�شي ال�شادر من‬ ‫نظم‪ ،‬وو�شائل‪ ،‬ومعدات العدو الإلكرتونية‬ ‫املختلفة‪ ،‬مع ال�شتخدام املتعمد للطاقة‬ ‫الكهرومغناطي�شية يف التاأثري على هذه النظم‬ ‫والو�شائل ملنع اأو حرمان‪ ،‬اأو تقليل ا�شتغالل‬ ‫العدو للمجال الكهرومغناطي�شي‪ ،‬ف�ش ًال عن‬ ‫حماية املوجات الكهرومغناطي�شية ال�شادرة‬ ‫من النظم والو�شائل الإلكرتونية ال�شديقة‬ ‫من ا�شتطالع العدو لها‪ ،‬اأو التاأثري عليها‪.‬‬ ‫وان��ط��الق �اً م��ن ه��ذا التعريف للحرب‬ ‫الإلكرتونية‪ ،‬ف�اإن مفهوم هذه احل��رب هو‬ ‫جمموعة الإج���راءات التي تنفذ بغر�س‬ ‫ال�شتطالع الإلكرتوين للنظم والو�شائل‬ ‫الإلكرتونية املعادية امل�شتخدمة يف القيادة‬ ‫وال�شيطرة على القوات‪ ،‬وامل�شتخدمة يف‬ ‫الك�شف‪ ،‬والتوجيه‪ ،‬والتحكم لأ�شلحة‬ ‫ال��ق��ت��ال‪ ،‬واإخ����الل عمل ه��ذه النظم‬ ‫والو�شائل الإلكرتونية‪ ،‬ومقاومة ال�شتطالع‬ ‫الإلكرتوين املعادي‪ ،‬وحتقيق ا�شتقرار عمل‬ ‫النظم الإلكرتونية ال�شديقة‪ ،‬حتت ظروف‬ ‫ا�شتخدام العدو لأع��م��ال ال�شتطالع‪،‬‬ ‫والإعاقة الإلكرتونية‪ ،‬وعدم التعار�س مع‬ ‫البث الكهرومغناطي�شي ال�شديق‪.‬‬

‫امل�شرح احلقيقي للحرب الإلكرتونية؛ اإذ‬ ‫يتنازع كل طرف من الأطراف املتحاربة على‬ ‫ا�شتغالل هذا املجال مل�شلحته‪ .‬ولذلك‪،‬‬ ‫متتد م�شارح احل��رب الإلكرتونية من قاع‬ ‫املحيطات‪ ،‬حتى الف�شاء اخل��ارج��ي؛ اإذ‬ ‫ي�شتخدم فيها خمتلف ال ُن ُظم الإلكرتونية‪:‬‬ ‫املراقبة‪ ،‬والك�شف‪ ،‬والقيادة وال�شيطرة‪،‬‬ ‫والإعاقة‪ ،‬واخلداع‪ ،‬ور�شد الأهداف‪ ،‬وتوجيه‬ ‫الأ�شلحة‪ .‬وميكن تو�شيح م�شارح احلرب‬ ‫اللكرتونية فيما يلي‪:‬‬ ‫** م�شرح العمليات البحرية‪ :‬مبقدور ال�شفن‬ ‫احلربية والغوا�شات اإ�شابة اأهدافها خلف‬ ‫م�سارح احلرب االإلكرتونية‬ ‫الأفق‪ ،‬مبعاونة ُن ُظم ال�شتطالع الإلكرتوين‬ ‫اإذا ك��ان ال��رب‪ ،‬والبحر‪ ،‬واجل��و‪ ،‬والف�شاء امل��ت��ط� ِّورة‪ ،‬املحمولة ج��واً‪ ،‬ويف الف�شاء‬ ‫اخلارجي‪ ،‬هي امل�شارح التقليدية للحرب‪ ،‬اخلارجي‪ ،‬واملت�شلة بوحدات الأ�شطول‪ ،‬كما‬ ‫ف ُي َع ّد حيز املجال الكهرومغناطي�شي هو اأنه مبقدور وحدات مكافحة الغوا�شات من‬

‫طائرات و�شفن وغوا�شات م�شح قاع البحار‬ ‫واملحيطات با�شتخدام اأجهزة ال�شونار ‪Sonar‬‬ ‫للك�شف عن الغوا�شات‪ ،‬والألغام البحرية‬ ‫املعادية يف الأعماق‪.‬‬ ‫** م�شرح العمليات اجلوية‪ :‬نظم الإنذار‬ ‫املبكر والتوجيه املحمولة جوا تبلغ فوراً‬ ‫عن اأي اخرتاق معادي‪ ،‬وتوجه املقاتالت‬ ‫لإ�شابة اأهدافها يف اجلو بدقة‪ ،‬كما تراقب‬ ‫ُنظم ال�شتطالع الإلكرتوين املحمولة جواً‬ ‫الأو�شاع والتحركات املعادية يف م�شرح‬ ‫العمليات‪ ،‬وتخطر غرف العمليات املركزية‬ ‫بها اأو ًل باأول‪.‬‬ ‫** م�شرح العمليات الربية‪ :‬مبقدور بواعث‬ ‫الأ�شعة حتديد الأه��داف بدقة‪ ،‬با�شتخدام‬ ‫نظم تقدير امل�شافة بالليزر‪ ،‬وتوجيه الأ�شلحة‬ ‫لإ�شابتها بدقة عالية‪ ،‬وبف�شل ا�شتخدام نظم‬ ‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٦١-‬‬

‫الذخرية دقيقة التوجيه‪ ،‬بالرادار‪ ،‬اأو الليزر‪،‬‬ ‫اأو التليفزيون‪ ،‬اأو الأ�شعة حتت احلمراء‪،‬‬ ‫تتجه القذائف املوجهة عن بعد نحو اأهدافها‬ ‫لتدمريها بن�شبة خطاأ ل يتعدى ع�شرات‬ ‫الأق���دام‪ .‬وتتطلب اآلية املعركة احلديثة‬ ‫كذلك ا�شتخدام م�شت�شعرات ذات تاأثري‬ ‫مغناطي�شي‪ ،‬اأو حراري‪ ،‬اأو �شوتي‪ ،‬اأو �شوئي‪،‬‬ ‫للك�شف عن اأو�شاع وحتركات القوات‬ ‫والأ�شلحة واملعدات يف ميدان القتال‪ .‬وت�شم‬ ‫هذه امل�شت�شعرات �شبكة حوا�شب اإلكرتونية‪،‬‬ ‫تر�شد املعلومات عن الأه��داف‪ ،‬وحتللها‪،‬‬ ‫وتوجه نريان الأ�شلحة نحوها لتدمريها‪.‬‬ ‫** م�شرح العمليات الف�شائية‪ :‬ميكن مواجهة‬ ‫اأعمال ال�شتطالع الإلكرتوين‪ ،‬التي تتم من‬ ‫الف�شاء بوا�شطة الأقمار ال�شناعية بالتو�شع يف‬ ‫ا�شتخدام �شبكة كابالت الألياف ال�شوئية‪،‬‬ ‫ب��د ًل من اأنظمة امليكروويف يف �شبكة‬ ‫الت�شالت ال�شرتاتيجية‪ ،‬ملا لها من مميزات‪،‬‬ ‫من حيث الكثافة الإ�شارية العالية‪ ،‬ولتاليف‬ ‫اأنظمة امليكروويف ذات الأبراج العالية‪ ،‬مما‬ ‫يعر�شها للر�شد والتدمري‪ ،‬وكذلك التن�شت‬ ‫والإعاقة‪.‬‬ ‫وميكن اإخفاء القوات والأهداف احليوية �شد‬ ‫جميع اأنواع امل�شت�شعرات التي ي�شتخدمها‬ ‫القمر ال�شناعي‪ ،‬وذلك با�شتخدام �شباك‬ ‫التمويه � الدخان � الطالءات اخلا�شة �‬

‫‪-٦٢‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫املواد املا�شة � املواد امل�شتتة � الإيرو�شولت‪،‬‬ ‫مع التو�شع يف اأعمال اخلداع الإلكرتوين‬ ‫املتكامل للمواقع‪ ،‬والأهداف احليوية‪.‬‬ ‫وبالطبع‪ ،‬ميكن مواجهة اأقمار التج�ش�س‬ ‫بتدمريها يف مداراتها‪ ،‬وهذه الإمكانية ل‬ ‫تتوفر اإل يف الدول التي متتلك م�شروعات‬ ‫يف الف�شاء‪ ،‬فيوجد لدى الوليات املتحدة‬ ‫الأمريكية نظام ‪ ،ASAT‬ول��دى رو�شيا‬ ‫الحتادية نظام‪ ، Blunder Buss‬و ُتعد و�شائل‬ ‫الدفاع اجلوي التقليدية‪ ،‬غري ذات جدوى‪،‬‬ ‫لتدمري تلك الأقمار‪ ،‬نظراً لرتفاع مداراتها‬ ‫(‪ 300-150‬كم) يف الف�شاء اخلارجي‪.‬‬ ‫اأق�سام احلرب االإلكرتونية‬ ‫تعتمد احلرب الإلكرتونية على ا�شتخدام‬ ‫و�شائل ونظم اإلكرتونية تتيح ا�شتغالل احليز‬ ‫الكهرومغناطي�شي ل�شالح طرف‪ ،‬وحرمان اأو‬ ‫خداع الطرف الآخر عن ا�شتغالل هذا احليز‪،‬‬ ‫وهو ما اأدى اإىل تق�شيم احلرب الإلكرتونية‬ ‫اإىل الأق�شام التالية‪:‬‬ ‫‪ 1‬الإج��راءات الإلكرتونية امل�شادة‬‫‪Electronic Counter Measures:‬‬

‫‪ ، ECM‬وه��ي تعني تنفيذ‬ ‫الأعمال الآتية‪:‬‬ ‫* اأع���م���ال ال���ش��ت��ط��الع‬ ‫الإل��ك��رتوين‪ ،‬وهو ما يطلق‬ ‫عليه امل�شاندة الإلكرتونية‬

‫‪. Electronic Support Measures: ESM‬‬ ‫* اأعمال الإعاقة الإلكرتونية‪ ،‬الإيجابية‬ ‫وال�شلبية‪.‬‬ ‫* اأعمال التدمري للنظم والو�شائل واملعدات‬ ‫الإلكرتونية املعادية‪.‬‬ ‫‪ 2‬الإج���راءات الإلكرتونية امل�شادة‬‫لإج���راءات احل��رب الإلكرتونية املعادية‬ ‫‪Counter‬‬

‫‪Counter‬‬

‫‪Electronic‬‬

‫‪ ، Measures: ECCM‬وهي تعني التاأمني‬ ‫الإلكرتوين للنظم‪ ،‬والو�شائل الإلكرتونية‬ ‫ال�شديقة من اأعمال احلرب الإلكرتونية‬ ‫املعادية‪ ،‬وت�شتمل على ما يلي‪:‬‬ ‫* اإجراءات مقاومة ال�شتطالع الإلكرتوين‬ ‫املعادي‪.‬‬ ‫* وقاية النظم والو�شائل واملعدات الإلكرتونية‬ ‫ال�شديقة من الإعاقة الإلكرتونية املعادية ومن‬ ‫و�شائل التدمري املعادية املوجهة اإلكرتونياً‪ ،‬اأو‬ ‫امل�شادة مل�شادر الإ�شعاع الكهرومغناطي�شي‪.‬‬ ‫* اخلداع الإلكرتوين‪.‬‬ ‫‪ 3‬املراقبة الإلكرتونية لالإ�شعاعات‬‫الكهرومغناطي�شية ال�شديقة‪ ،‬وهي‬ ‫تعني الآتي‪:‬‬ ‫* منع ال��ت��داخ��ل ب��ني النظم‬ ‫والو�شائل الإلكرتونية ال�شديقة‪،‬‬ ‫حيث اإن عدداً كبرياً منها يعمل‬

‫يف م�شاحات حمددة‪ ،‬يف وقت واحد‪ ،‬وبكثافة‬ ‫عالية‪ ،‬اأو قد يحدث هذا التداخل لعدم التزام‬ ‫بع�س القوات‪ ،‬بتعليمات التاأمني الإلكرتوين‬ ‫يف ت�شغيل النظم والو�شائل الإلكرتونية‪،‬‬ ‫مثل ا�شتخدام اإحدى الوحدات ترددات‬ ‫ل�شلكية خم�ش�شة لوحدة اأخرى؛ فيحدث‬ ‫التداخل الكهرومغناطي�شي‪.‬‬ ‫مهام احلرب االإلكرتونية‬ ‫للحرب الإلكرتونية اأربع مهام رئي�شية‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫‪.1‬اكت�شاف و�شائل العدو الإلكرتونية‬ ‫ويتمثل ذلك يف ا�شتغالل خا�شية املعدات‬ ‫الإلكرتونية التي ت�شدر عنها اإ�شعاعات‬ ‫اأو ذبذبات‪ ،‬الأم��ر الذي ميكن من تطوير‬ ‫معدات للتقاط وا�شتقبال هذه الإ�شعاعات‬ ‫والذبذبات‪ .‬وه��ذه املعدات اإم��ا ثابتة اأو‬ ‫حممولة على مركبات‪ ،‬اأو حممولة جواً اأو‬ ‫بحراً‪ ،‬اأو مزودة بها اأقمار التج�ش�س‪ ،‬اأو يحملها‬ ‫اجلوا�شي�س ورجال املخابرات‪ .‬وينبغي اأن‬ ‫يتوفر لهذه املعدات عدة خ�شائ�س‪ ،‬منها‬ ‫اأن تعمل حتت كافة الظروف والأجواء‪ ،‬واأن‬ ‫يكون مدى عملها يف الك�شف بعيداً‪ ،‬واأن‬ ‫يتوفر لها خفة احلركة وال�شرية‪ ،‬وي�شعب‬ ‫ك�شفها بوا�شطة العدو‪.‬‬ ‫وي�شار اإىل اأنه يف بداية احلرب العاملية الأوىل‪،‬‬ ‫وحتديدا يف معركة "تاننربج"‪ ،‬يف اأغ�شط�س‬ ‫‪ ،1914‬متكن اجلي�س الأملاين من هزمية اجلي�س‬

‫الرو�شي الثاين‪ ،‬وكان العامل الرئي�شي يف‬ ‫الهزمية هو ا�شتخدام قادة اجلي�س الرو�شي‬ ‫اجلهاز الال�شلكي‪ ،‬كاأي هاتف تقليدي‪،‬‬ ‫حيث كان يتم مترير التعليمات والأوام��ر‬ ‫بكل و�شوح‪ ،‬فتمكن الأملان من اعرتا�شها‪،‬‬ ‫واأ�شبحوا يتوقعون �شلفاً حتركات القوات‬ ‫الرو�شية‪ ،‬وكان نتيجة لذلك اأن فقد الرو�س‬ ‫‪ 125‬األف رجل و‪ 500‬مدفع‪ ،‬يف حني فقد‬ ‫الأملان ‪ 15‬األف رجل فقط‪ ،‬فما كان من قائد‬ ‫اجلي�س الثاين الرو�شي اإل اأن اأطلق النار على‬ ‫نف�شه‪.‬‬ ‫ويقوم النظام الأملاين "ل�س" ‪ LAS‬مبراقبة‬ ‫م�شاحات وا�شعة‪ ،‬وتنطلق ن�شاطاته من مراكز‬ ‫ثابتة‪ ،‬اأو �شبه ثابتة‪ ،‬اأو متحركة‪ ،‬عن طريق‬ ‫ا�شتغالل البث الراداري من اأجل التحذير‬ ‫املبكر‪ ،‬وامل�شاعدة يف اكت�شاف اأي اخرتاق‬ ‫معا ٍد على طول املناطق احلدودية‪ ،‬ويعمل‬ ‫هذا النظام على ثالثة م�شتويات رئي�شية‪،‬‬ ‫هي‪:‬‬ ‫اأو ًل‪ :‬اعرتا�س الت�شالت الال�شلكية‪،‬‬ ‫ويعرف ذلك بلفظ "كومنت" ‪COMMINT‬‬ ‫‪ ، :Communication Intelligence‬اأي‬ ‫التج�ش�س على الت�شالت الال�شلكية‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬اعرتا�س البث ال���راداري‪ ،‬ويطلق‬ ‫عليه "ايلنت" ‪ELINT : Electronic‬‬ ‫‪ ، Intelligence‬اأي التج�ش�س الإلكرتوين‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬اكت�شاف النتهاكات احلدودية؛ �شواء‬

‫عن طريق نقل الأف��راد‪ ،‬اأو املعدات عرب‬ ‫احلدود‪ ،‬وينفذ ذلك بو�شاطة اأنواع معينة من‬ ‫امل�شت�شعرات التي تبث يف تلك املناطق؛‬ ‫مثل ال���رادارات ق�شرية امل��دى‪ ،‬واأجهزة‬ ‫التليفزيون‪ ،‬وامل�شت�شعرات الأر�شية‪.‬‬ ‫‪ .2‬منع العدو من اكت�شاف الو�شائل‬ ‫الإلكرتونيةويتبع يف هذا املجال نوعان‬ ‫من الإج��راءات‪ ،‬بع�شها ذو طبيعة �شلبية‪،‬‬ ‫والبع�س الآخر ذو طبيعة اإيجابية‪ ،‬ويدخل‬ ‫�شمن الإجراءات ال�شلبية ما يلي‪:‬‬ ‫ الإخفاء وال�شمت الال�شلكي‪ ،‬ويوجد‬‫العديد من هذه الإجراءات‪ ،‬منها ا�شتخدام‬ ‫اأقل طاقة يف الإر�شال الال�شلكي لإجراء‬ ‫الت�شال‪ ،‬اأو ا�شتخدام اأجهزة الت�شال‬ ‫ذات املوجات الق�شرية جداً‪ ،‬اأو ا�شتخدام‬ ‫الهوائيات املوجهة‪ ،‬اأو الن�شباط عند اإجراء‬ ‫ات�شالت ل�شلكية عن طريق تقليل وتق�شري‬ ‫ف��رتات الإر���ش��ال‪ ،‬اأو املناورة بالرتددات‬ ‫وال�شبكات الال�شلكية‪.‬‬ ‫ تدابري اخلداع الإلكرتوين‪ :‬ويجرى ذلك‬‫عن طريق بث موجات ل�شلكية جلذب انتباه‬ ‫العدو لأمر غري حقيقي‪ ،‬اأو التظاهر بوجود‬ ‫وحدات يف موقع ما على خالف احلقيقة‪.‬‬ ‫ومثل هذه الإجراءات امل�شللة قد توحي ببدء‬ ‫هجوم يف حني اأن اإجراءات الن�شحاب جتري‬ ‫على قدم و�شاق‪ .‬ومن هذه التدابري اأي�شا‪،‬‬ ‫الإج��راءات املقيدة ل�شتخدام الو�شائل‬ ‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٦٣-‬‬

‫الإلكرتونية اأثناء التح�شري لعملية ع�شكرية‪.‬‬ ‫ تدابري التخفية الرادارية‪ :‬ومنها تقليل‬‫فرتات عمل الأجهزة الرادارية‪ ،‬اأو ت�شغيلها‬ ‫باأقل طاقة ممكنة‪ ،‬اأو املناورة باأماكن متركز‬ ‫حمطات الرادار والتو�شع يف املواقع التبادلية‪.‬‬ ‫ويعترب من قبيل التدابري الإيجابية ملنع العدو‬ ‫من ك�شف الو�شائل الإلكرتونية ما يلي‪:‬‬ ‫ تدابري التداخل والإعاقة لأجهزة العدو‬‫الإلكرتونية عن طريق ا�شتخدام العديد‬ ‫من الو�شائل‪ ،‬من بينها بث موجات ب�شكل‬ ‫متقطع على موجات العدو‪ ،‬وتكوين نوع من‬ ‫ال�شباب الإلكرتوين بنرث �شرائح معدنية يف‬ ‫اجلو بوا�شطة طائرات‪.‬‬ ‫ تدمري الو�شائل الإلكرتونية للعدو عن‬‫طريق حتديد موقعها‪ ،‬وتوجيه اأدوات القتال‬ ‫لتدمريها‪.‬‬ ‫‪.3‬اإعاقة الو�شائل الإلكرتونية للعدو‬ ‫ويتم ذلك من خالل جمموعة التدابري‪ ،‬ذات‬ ‫الطابع الإيجابي اأو ال�شلبي‪ ،‬التي ت�شتهدف‬ ‫اإعاقة معدات وجتهيزات العدو الإلكرتونية‬ ‫اأثناء العمليات‪ ،‬وداخ��ل م�شارحها‪ ،‬ويف‬ ‫ميادين قتالها‪ ،‬ومن هذه التدابري‪:‬‬ ‫‪-٦٤‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫ اأعمال موجهة �شد اأجهزة العدو الرادارية‬‫عن طريق بث راداري �شدها بقوة تفوق‬ ‫قوتها‪ ،‬بدرجة تعوقها عن اأداء عملها‪ .‬وهذه‬ ‫التدابري متاثل التدابري الإيجابية امل�شتخدمة‬ ‫يف منع ال��ع��دو م��ن اكت�شاف الأج��ه��زة‬ ‫الإلكرتونية ال�شديقة‪.‬‬ ‫ اأعمال اإعاقة �شلبية‪ ،‬ت�شتهدف توليد‬‫انعكا�شات كاذبة‪ ،‬لت�شليل العدو من ك�شف‬ ‫الرتددات ال�شحيحة لالأجهزة الإلكرتونية‬ ‫ال�شديقة‪ ،‬ومنها نرث رقائق من مادة عاك�شة يف‬ ‫اجلو‪ ،‬فتن�شئ نوعا من "ال�شباب الإلكرتوين"‬ ‫مينع اكت�شاف الأهداف ال�شديقة‪.‬‬ ‫ ا�شتخدام تقانة التخفي والت�شرت عن طريق‬‫ا�شتخدام املواد املا�شة لالإ�شعاعات الرادارية‬ ‫ملنع اأجهزة العدو الإلكرتونية من ك�شف‬ ‫ور�شد املعدات الإلكرتونية ال�شديقة‪ ،‬املزودة‬ ‫بها الأ�شلحة ونظم الت�شلح وو�شائل نقلها من‬ ‫طائرات و�شواريخ‪ ،‬وت�شتخدم هذه التقانة‬ ‫احلديثة يف طائرات الت�شلل‪.‬‬ ‫ نرث اأجهزة متلقية وم�شتجيبة ‪Transponders‬‬‫يف اجلو‪ ،‬لها خا�شية تلقي موجات الرادار‬ ‫وعك�شها كموجات اإعاقة اإىل م�شدرها‪.‬‬

‫ويجري حالياً تطوير اأنظمة اإعاقة تعمل ب�شورة‬ ‫تلقائية‪ ،‬دون حاجة اإىل ا�شتعادتها‪ ،‬وهي عبارة‬ ‫عن جهاز ا�شتقبال للبث املعادي‪ ،‬وجهاز‬ ‫لتحليله وحتديد هويته واختيار اأ�شلوب الإعاقة‬ ‫املنا�شب‪ ،‬ثم القيام بالإعاقة‪.‬‬ ‫ اأع��م��ال موجهة �شد اأج��ه��زة العدو‬‫الال�شلكية‪ ،‬عن طريق توجيه موجات قوية‬ ‫على الرتددات الال�شلكية للخ�شم‪ ،‬لإحداث‬ ‫�شو�شاء متنعه من ا�شتخدام هذه الأجهزة‪.‬‬ ‫بيد اأن اإدخال الأقمار ال�شناعية املخ�ش�شة‬ ‫لالت�شالت داخل ميادين القتال قلل من‬ ‫فاعلية هذه الأجهزة‪.‬‬ ‫ اأعمال موجهة �شد اأجهزة العدو التي‬‫تعمل بالأ�شعة حتت احلمراء‪ .‬ومن املعروف‬ ‫اأن التقانة اأوجدت اأجهزة توجيه تزود بها‬ ‫ال�شواريخ‪ ،‬عبارة عن م�شت�شعر يلتقط الأ�شعة‬ ‫حتت احلمراء التي ت�شدر عن حمركات‬ ‫الطائرات‪ ،‬اأو اأي و�شيلة قتال اأخرى‪ ،‬ثم يوجه‬ ‫ال�شاروخ اإىل م�شدر احل��رارة‪ .‬ويف �شبيل‬ ‫اإعاقة عمل جهاز التوجيه املزود به ال�شاروخ‬ ‫يجري اإطالق م�شدر حراري خلف الهدف‬ ‫ال�شديق لت�شليل جهاز التوجيه وجذبه‬

‫اإليه‪ ،‬بدل من التوجه اإىل م�شدر احلرارة‪ ،‬يف‬ ‫الطائرة‪ ،‬مثال‪ .‬ويجري حالياً تطوير مولدات‬ ‫الأ�شعة حتت احلمراء التي يتم نرثها حول‬ ‫الهدف‪ ،‬وتكون ترددات موجات املولد مماثلة‬ ‫لرتددات موجات الهدف‪ ،‬جلذب ال�شاروخ‬ ‫واإبعاده عن الهدف‪.‬‬ ‫وبالإ�شافة اإىل الرقائق املعدنية‪ ،‬وم�شاعل‬ ‫الأ�شعة حتت احلمراء‪ ،‬وال�شراك الأخرى‪،‬‬ ‫فاإنه يتم تزويد الطائرات وال�شفن اأحيانا‬ ‫مبعدات اإعاقة رادارية‪ ،‬واأخرى لالإعاقة على‬ ‫الأ�شعة حتت احلمراء‪ ،‬واإن كان حتى الآن‬ ‫مل يتم ا�شتخدام هذه الأنواع مع الدبابات‪.‬‬ ‫ووحدات الإر�شال بهذه النظم تعترب كبرية‬ ‫احلجم ن�شبياً‪ ،‬بالإ�شافة اإىل اأن فعالية الأطوار‬ ‫الأوىل من اأجهزة الإعاقة لالأ�شعة حتت‬ ‫احلمراء تقت�شر‪ -‬اإىل حد كبري‪ -‬على مواجهة‬ ‫ال�شواريخ ذات امل�شت�شعرات احلرارية‬ ‫الب�شيطة ن�شبياً‪ ،‬والأمر يتطلب نظماً اأكرث‬ ‫تطوراً‪ ،‬بحيث ميكنها مواجهة الأ�شلحة التي‬ ‫ت�شتخدم م�شت�شعرات ال�شور احلرارية‪.‬‬ ‫ومن عيوب اأجهزة الإعاقة لالأ�شعة حتت‬

‫احلمراء اأنها رمبا تك�شف عن مواقع الدبابات‬ ‫املجهزة بها‪ ،‬وكذلك‪ ،‬فاإن جهاز الإعاقة‬ ‫الرادارية قد يتعر�س لل�شواريخ الباحثة عن‬ ‫الإ�شعاع الراداري‪ ،‬ولذلك‪ ،‬فاإنه يجب اأن‬ ‫يعمل مرتبطاً بنظام ال�شتطالع اللكرتوين‪،‬‬ ‫الذي يقوم بالتقاط وحتليل �شعاع الرادار‬ ‫ال�شاقط‪ ،‬بحيث يتم توليف الإعاقة على‬ ‫الرتدد املنا�شب‪.‬‬ ‫ اأعمال موجهة اإىل اأجهزة العدو‪ ،‬التي‬‫تعمل بالليزر‪ ،‬مثل اأجهزة تقدير امل�شافة‬ ‫وبع�س ال�شواريخ التي توجه بالليزر‪ ،‬وهي‬ ‫ت�شبه التدابري املوجهة �شد معدات العدو‪،‬‬ ‫التي تعمل بالرادار‪ .‬وتقوم هذه التقانة على‬ ‫اإط��الق طاقة عالية ال�شدة يف اجتاه هدف‬ ‫كاذب‪ ،‬بحيث يتجه ال�شاروخ باجتاه م�شار‬ ‫ال�شعاع املنعك�س عن هذا الهدف لكونه‬ ‫اأكرث �شدة‪ .‬ويجري حالياً تطوير اأ�شاليب‬ ‫اإعاقة لأ�شعة الليزر املنطلقة لتدمري الهدف‬ ‫واملوجهة اإىل اأجهزته احل�شا�شة‪ ،‬اإما بت�شليل‬ ‫هذه الأجهزة واإما باإطالق دخان حولها‪،‬‬ ‫بحيث ي�شعب نفاذ ال�شعاع من خالل هذا‬

‫الدخان‪.‬‬ ‫‪ .4‬تدابري منع العدو من اإعاقة املعدات‬ ‫الإلكرتونية ال�شديقة‪ :‬وهذه التدابري يف‬ ‫حقيقتها اأعمال م�شادة لتدابري الإعاقة‪،‬‬ ‫وه��ي ت��ع��رف با�شم ال��ت��داب��ري امل�شادة‬ ‫لالإجراءات الإلكرتونية امل�شادة‪ ،‬وهي تاأخذ‬ ‫اأحد �شكلني‪:‬‬ ‫اإما تدابري متاثل التدابري امل�شتخدمة يف مهمة‬ ‫منع العدو من اكت�شاف الو�شائل الإلكرتونية‬ ‫ال�شديقة‪ ،‬واإما تدابري تعترب اإحدى مكونات‬ ‫نظام الت�شليح‪ ،‬ومثالها اأجهزة تغيري الرتددات‬ ‫يف ال���رادارات احلديثة بطريقة ع�شوائية‪،‬‬ ‫ومبعدل تغيري �شريع‪ ،‬بحيث ي�شعب على‬ ‫اأجهزة الإعاقة متابعة ك�شف ال��رتددات‬ ‫واإعاقتها‪.‬‬ ‫ومن املعروف اأن هذه التدابري تعترب من‬ ‫الأمور ذات درجة �شرية عالية‪ ،‬توؤمن عدم‬ ‫ت�شربها اأو معرفتها‪ ،‬وهي اأي�شاً اأحد جمالت‬ ‫ال�شراع بني اأجهزة ال�شتخبارات‪ ،‬التي‬ ‫حتاول معرفتها والتو�شل اإىل التقانة التي‬ ‫تعتمد عليها‪.‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٦٥-‬‬

‫‪-٦٦‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٦٧-‬‬

‫اأخبار ع�شكرية‬

‫اأجهزة روبوتية اأكر ذكا ًء‬ ‫يف طريقها اإىل �شاحة املعركة‬ ‫يقوم اجلي�س الأمريكي با�شتك�شاف طرق‬ ‫جديدة لتحديث اأ�شطوله الذي يتكون من‬ ‫حوا‹ ‪ 3000‬جهاز روبوت تكتيكي �شغري‬ ‫احلجم‪ .‬كافة اأجهزة الروبوت هذه م�شممة‬ ‫خ�شي�شاً حلماية اجلنود عن طريق م�شح املباين‬ ‫والكهوف وا�شتعمال امل�شت�شعرات مل�شح املناطق‬ ‫واكت�شاف العبوات النا�شفة املحلية ال�شنع‪.‬‬ ‫وتقوم التقنيات احلديثة بن�شر اأجهزة‬ ‫روبوت �شغرية ت�شتطيع اأن تقوم بالبحث‬ ‫عن العبوات واملتفجرات‪ ،‬كما تقوم مب�شح‬ ‫املناطق‪ ،‬واكت�شاف املواد اخلطرة بقليل اأو‬ ‫بدون اأي تدخل ب�شري‪.‬‬ ‫‪-٦٨‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫وي�شري مدير امل�شروع يف مكتب برنامج‬ ‫القوات امل�شرتكة لالأنظمة الروبوتية اإىل‬ ‫ذلك بقوله‪ " :‬نحن منر من خالل طيف من‬ ‫التقنيات لالنتقال من عملية التوجيه عن‬ ‫بعد و�شو ًل اإىل �شبه ال�شتقاللية الذاتية‪،‬‬ ‫حيث ميكننا اإر�شال جهاز روبوت من‬ ‫النقطة األف اإىل النقطة باء دون اأي تدخل‬ ‫منا على الإطالق‪ .‬واإذا ما �شادف الروبوت‬ ‫اأية م�شكلة ف�شوف يتوقف وي�شري اإىل اأنه‬ ‫يواجه اأحد العوائق‪.‬‬ ‫وي�شيف‪ :‬نحن ننظر اأي�شاً اإىل طرق جلعل‬ ‫الأنظمة التي لدينا حالياً تعمل ب�شكل‬

‫اأف�شل‪ .‬فنحن نعمل مع �شالح امل�شاة‬ ‫ومع ال�شرطة الع�شكرية لدرا�شة كيفية‬ ‫حتقيق التعزيزات لإمكانيات اأجهزة‬ ‫الروبوت احلالية‪ ،‬لكي توفر لهوؤلء اجلنود‬ ‫احتياجاتهم‪.‬‬ ‫ت�شمح بع�س الإمكانات الروبوتية اجلديدة‪،‬‬ ‫مثل قيام الروبوت بتعديل نف�شه بنف�شه‬ ‫والعودة رجوعاً اإىل م�شاره‪ ،‬وتلك التي‬ ‫ت�شمح للروبوت بت�شحيح م�شاره‪ ،‬وتغيري‬ ‫اجتاهه والعودة اإىل و�شعية �شريه الأ�شا�شي‬ ‫اأي و�شع الناحية ال�شحيحة من ال�شطح اإىل‬ ‫اجلهة العلوية بنف�شه‪.‬‬

‫‪E-2D‬‬

‫بدء اختبار طائرة الإنذار املبكر‬ ‫على منت حاملة الطائرات‬

‫بداأت طائرة «اإي – ‪ 2‬دي اأدفان�شد هوك‬ ‫اآي» ‪ E-2D Advanced Hawkeye‬التي‬ ‫تعترب اأحدث طائرات الإنذار املبكر والقيادة‬ ‫والتحكم يف البحرية الأمريكية‪ ،‬جتارب‬ ‫�شالحية ا�شتعمالها انطالقاً من على منت‬ ‫حاملة الطائرات هاري اإ�س ترومان (‪CVN‬‬ ‫‪ ،)75‬وذلك لتقييم فعاليتها يف البيئة‬ ‫العملياتية‪.‬‬ ‫وتخ�شع الطائرة خالل هذه املرحلة لكافة‬ ‫اأنواع التجارب �شواء اأكانت تتعلق بالطريان‬ ‫نف�شه اأو بعملية الندماج مع متطلبات‬ ‫ال�شفينة‪ ،‬مبا يف ذلك امل�شائل اللوج�شتية‪،‬‬

‫والقوى الب�شرية والتفاعل العمالين‪،‬‬ ‫بالإ�شافة اإىل ذلك �شوف يتم اإخ�شاعها‬ ‫لتجارب متانة البنية يف عمليات الإطالق‬ ‫بوا�شطة املنجنيق والهبوط مب�شاعدة اخلطاف‪.‬‬ ‫واأ�شار امل�شوؤول عن التعامل مع الطائرات‬ ‫على منت احلاملة ترومان‪ »:‬اإن تواجد حاملة‬ ‫طائرات ترومان هنا هو لتوفري املن�شة املنا�شبة‬ ‫التي يحتاج اإليها ال�شرب للقيام بتجاربه‪.‬‬ ‫و�شوف ندعم معدات جتارب هذا ال�شرب‬ ‫على منت احلاملة كما اأننا �شوف نقوم‬ ‫مب�شاعدتهم يف جهودهم للقيام بعمليات‬ ‫الإطالق واإعادة ا�شتقبال الطائرة»‪.‬‬

‫‪E-2D‬‬

‫بالرغم من اأن منوذج طائرة‬ ‫‪ Advanced Hawkeye‬لن يوفر تغيريات‬ ‫هامة يف جمال الإنذار املبكر اأو التحكم‬ ‫عن النموذج الأ�شبق‪ ،‬اإل انه �شوف ي�شمح‬ ‫للطائرة بالقيام مبهامها مع اإ�شافة حت�شينات‬ ‫كثرية‪ .‬ف�شوف ت�شتطيع الطائرة اأن تقوم‬ ‫مب�شح حيز اأو�شع واكت�شاف اأ�شكال اأ�شغر‬ ‫حجماً ومعاجلة املعلومات بوقت اأ�شرع من‬ ‫النظام ال�شابق ‪ .E-2C‬و�شوف ت�شتطيع اأطقم‬ ‫الطريان على متنها القيام بكافة هذه املهام‬ ‫عرب قمرة الطريان الزجاجية وعرب النقاط‬ ‫التكتيكية اخلا�شة بامل�شغلني‪.‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٦٩-‬‬

‫تركيا تعلن انتهاء اعتمادها‬ ‫على ُم َ�ش ِّنعني اأجانب للح�شول على طائرات دون طيار‬ ‫اأعلن وزير الدفاع الرتكي وجدي غونول انتهاء‬ ‫اعتماد تركيا على م��شن ّ�عني اأجانب لإنتاج‬ ‫طائرات دون طيار‪ ،‬بعد توقيع اتفاق مع �شركة‬ ‫حملية لإنتاج هذا النوع من الطائرات مل�شلحة‬ ‫�شالح اجل ّو الرتكي‪.‬‬ ‫وذكرت وكالة اأنباء الأنا�شول اأن دائرة‬ ‫ال�شناعة الدفاعية الرتكية و�شركة «في�شتيل»‬ ‫الرتكية وقعتا بروتوكو ًل‪ ،‬لتطوير طائرة تكتيكية‬

‫دون طيار مل�شلحة قوات اجل ّو الرتكية‪.‬‬ ‫وكانت �شركة «في�شتيل» قد ا�شتثمرت ‪25‬‬ ‫مليون دولر يف امل�شروع قبل توقيع الربوتوكول‪.‬‬ ‫من ناحيته‪ ،‬اأو�شح مدير عام ال�شركة‪ ،‬اأن‬ ‫الطائرة قادرة على التحليق ‪� 20‬شاعة متوا�شلة‬ ‫على ارتفاع ‪ 22‬األف قدم‪ ،‬كما اأنها قادرة على‬ ‫حمل ‪ 80‬كيلوغراماً‪.‬‬ ‫اأما غونول‪ ،‬فن ّبه اإىل اأن الطائرات دون طيار‬

‫غريت طريقة عمل اجليو�س حول العامل‪،‬‬ ‫م�شرياً اإىل اأن �شالح اجل ّو الرتكي ي�شتخدمها‬ ‫منذ نحو عقدين‪ ،‬وهو ي�شتعمل حالياً ‪168‬‬ ‫طائرة من هذا النوع‪.‬‬ ‫واأعرب وزير الدفاع الرتكي عن �شعادته‬ ‫بالإعالن اأنه مع تطوير هذه الطائرات «�شينتهي‬ ‫اعتماد تركيا على م�شادر اأجنبية للح�شول‬ ‫على الطائرات من دون طيار»‪.‬‬

‫ال�شيارة الطائرة «املتحولة» ‪...‬‬ ‫من املخيلة اإىل الواقع العملياتي القريب‬ ‫ال�شيارة املتحولة اإىل طائرة‪ ،‬مل تعد من اخليال‬ ‫العلمي‪ ،‬بل �شارت واقعاً حقيقياً وقريباً جداً‬ ‫من كونه احلل الأمثل للعمليات الع�شكرية‬ ‫اجلوية والربية املتنا�شبة مع ال�شيناريوهات‬ ‫القتالية ل�شاحات املواجهة احلالية‪.‬‬ ‫وتخطط وزارة الدفاع الأمريكية لتطوير‬ ‫�شيارة قادرة على الطريان والإقالع والهبوط‬ ‫كاملروحيات‪ ،‬بهدف نقل اجلنود يف �شاحات‬ ‫القتال‪.‬‬ ‫وذكرت �شحيفة «بو�شطن غلوب» الأمريكية‬ ‫‪-٧٠‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫اأن وكالة م�شروعات اأبحاث الدفاع املتقدمة‬ ‫(‪ )Darpa‬تعمل مع �شركة يف ما�شا�شو�شت�س‬ ‫على منوذج اأويل لل�شيارة التي تعرف با�شم‬ ‫«املتح ّول» اأو «تي اإك�س» (‪ ،)TX‬والتي‬ ‫�شتكون قادرة على حمل اأربعة اأ�شخا�س‪،‬‬ ‫والنتقال م�شافة ‪ 280‬مي ًال (‪ 450‬كيلومرتاً)‬ ‫جواً وبراً‪.‬‬ ‫و�شيخ�ش�س البنتاغون ‪ 65‬مليون دولر الآن‬ ‫للم�شروع الذي �شتنفذه �شركة «تريافوجيا»‬ ‫التي ط ّورت اأول �شيارة طائرة يف العامل قد‬

‫تدخل الأ�شواق يف نهاية العام املقبل‪.‬‬ ‫وقال م�شوؤولون دفاعيون اأمريكيون اإن ال�شيارة‬ ‫�شتتمتع «بقدرات غري م�شبوقة لتفادي‬ ‫الأخطار التقليدية وغري املتنا�شقة‪ ،‬يف الوقت‬ ‫الذي تتفادى فيه املع ّوقات على الطرقات»‪.‬‬ ‫اأما بالن�شبة لفعاليتها ك�شيارة‪ ،‬ف�شتعمل‬ ‫ال�شيارة كاأية اآلية هامفي رباعية الدفع‪.‬‬ ‫وقالت ال�شركة اأن ال�شيارة �شتكون جاهزة يف‬ ‫موعد اأق�شاه الربع الأول من العام ‪.2015‬‬

‫تكنولوجيا ال�شت�شعار عرب اجلدران تك�شف الأعداء واحلجرات اخلفية‬ ‫فيما اأ�شبحت العمليات الع�شكرية‬ ‫تتمحور ب�شكل متزايد حول املدن‬ ‫واملناطق املاأهولة‪ ،‬تبقى القدرات الع�شكرية‬ ‫والأمنية املوجودة لتنفيذ عمليات املراقبة‬ ‫وال�شتطالع للمقاتلني الأعداء عر�شة‬ ‫لالإعاقة عندما يختبئون داخل املباين‪.‬‬ ‫ويف هذا الإطار‪ ،‬ي�شعى اجلي�س الأمريكي‬ ‫لتزويد جنوده الراجلني بالقدرة على‬ ‫حتديد مواقع الأهداف الب�شرية املعادية‬

‫املحتمل وجودها يف عمق املن�شاآت املدنية‪،‬‬ ‫وذلك بوا�شطة تكنولوجيا ال�شت�شعار‬ ‫عرب اجلدران ‪ ،STTW‬بحيث متكنهم‬ ‫التكنولوجيا اجلديدة من ك�شف وحتديد‬ ‫مواقع الأ�شخا�س املختبئني وراء خمتلف‬ ‫اأنواع اجلدران والأبواب اأو احلواجز‬ ‫احلاجبة الأخرى‪.‬‬ ‫ويوفر نظام ‪ STTW‬معلومات تعزز اإدراك‬ ‫الواقع امليداين بالن�شبة للجندي‪ ،‬مل�شاعدته‬

‫على اكت�شاب موطئ قدم داخل املباين‬ ‫وعند القيام بتم�شيط الغرف‪.‬‬ ‫يزن نظام ‪ STTW‬املحمول فردياً اأقل من‬ ‫‪ 6‬اأرطال اإنكليزية‪ ،‬وميكن ا�شتعماله عن‬ ‫بعد ‪ 20‬مرتاً من اجلدار‪ .‬وت�شتطيع كل‬ ‫وحدة من هذه الوحدات اأن متنح امل�شغل‬ ‫املعلومات عن بعد والزاوية ن�شبة لالأهداف‬ ‫التي مت ك�شفها‪.‬‬

‫اإطالق م�شروع دفاعي اأمريكي لتكنولوجيا حتاكي قدرات العني الب�شرية‬ ‫تعترب املراقبة الربية من املهام التي‬ ‫ي�شار اإيكالها بامتياز اإىل املجموعات‬ ‫الب�شرية‪ ،‬وي�شعى القادة الع�شكريون‬ ‫لتحويل هذه املهام واإيكالها اإىل اأنظمة‬ ‫غري ماأهولة‪ ،‬بحيث ميكن اإخراج‬ ‫اجلنود من دائرة اخلطر‪.‬‬ ‫جتاه ذلك‪ ،‬تفتقر اأنظمة املراقبة غري‬ ‫املاأهولة املوجودة حالياً اإىل القدرات‬ ‫التي ل تتوفر حالياً اإل لدى الب�شر‪،‬‬ ‫وهي الذكاء الب�شري‪ .‬وتقوم وكالة‬ ‫م�شاريع اأبحاث الدفاع املتقدمة ‪-‬‬ ‫داربا ‪ DARPA‬بالتعامل مع هذه‬ ‫امل�شكلة عرب برنامج «مايند�س اأي»‬ ‫الت�شور ّية)‪،‬‬ ‫‪( Mind’s Eye‬الروؤية‬ ‫ّ‬

‫الذي يهدف اإىل تطوير قدرات الذكاء‬ ‫الب�شري لالأنظمة غري املاأهولة‪.‬‬ ‫يقوم الب�شر مبجموعة كبرية من‬ ‫املهام الب�شرية ب�شهولة تامة‪ ،‬وهذا‬ ‫الأمر ل ت�شتطيعه معدات الذكاء‬ ‫ال�شطناعي احلالية بطريقة مقبولة‪.‬‬ ‫فالب�شر يتمتعون �شمنياً باأحكام قوية‬ ‫يف التعامل مع اأبعاد البيئة املحيطة‪،‬‬ ‫وي�شتطيعون اأن يتعلموا مفاهيم‬ ‫جديدة عن الت�شورات املكانية‬ ‫الزمنية انطالقاً من اخلربة الب�شرية‪.‬‬ ‫فهم يت�شورون امل�شاهد والأ�شياء‪،‬‬ ‫بالإ�شافة اإىل الن�شاطات التي توجد‬ ‫فيها هذه الأ�شياء‪ ،‬وهم ميلكون قدرات‬

‫ذهنية قوية للتعامل مع هذه امل�شاهد‬ ‫التي يتم ت�شورها حلل امل�شكلة‪.‬‬ ‫ويعترب التو�شل اإىل حتقيق قدرات‬ ‫مماثلة على معدات ميكانيكية اأمراً‬ ‫ممكناً يف العديد من التطبيقات‪ ،‬مبا يف‬ ‫ذلك املراقبة الربية‪.‬‬ ‫وتتوقع املجتمعات الع�شكرية‬ ‫امل�شرتكة ازدياداً كبرياً يف اأدوار‬ ‫املعدات والأنظمة غري املاأهولة لدعم‬ ‫عملياتها امل�شتقبلية‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫وظائف «التحديق امل�شتمر»‪ ،‬فعرب‬ ‫القيام بالتحديق امل�شتمر �شوف تقوم‬ ‫الآليات الربية غري املاأهولة باإبعاد‬ ‫ك�شافة اجلي�س عن مواطن اخلطر‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٧١-‬‬

‫رو�شيا تطلق القمر ال�شطناعي الع�شكري‬ ‫«كو�شمو�س» بنجاح‬ ‫اأعلن الناطق با�شم وزارة الدفاع الرو�شية‬ ‫األك�شي زولوتوخني عن جناح عملية‬ ‫اإطالق القمر ال�شطناعي الع�شكري‬ ‫«كو�شمو�س» على منت �شاروخ من نوع‬ ‫«مولنيا‪-‬اإم»‪ ،‬من مطار «بلي�شيت�شك»‬ ‫الف�شائي يف رو�شيا‪.‬‬

‫واأ�شار قائد القوات الف�شائية الرو�شية‬ ‫التي اأطلقت ال�شاروخ‪ ،‬اجلرنال اأوليغ‬ ‫اأو�شتابينكو‪ ،‬اإىل اأن �شاروخاً متطوراً‬ ‫هو «�شيوز‪� ،»2-‬شيحل مكان �شاروخ‬ ‫«مولنيا‪-‬اإم» الآن‪.‬‬ ‫وقد انطلقت ‪� 4‬شواريخ من نوع «�شيوز‪-‬‬

‫‪ »2‬من قاعدة «بلي�شيت�شك» و‪ 3‬من‬ ‫قاعدة «بايكونور» يف كازاخ�شتان‪.‬‬ ‫ُي�شار اإىل اأن اأول اإطالق لل�شواريخ‬ ‫احلاملة من نوع «مولنيا‪ -‬اإم» مت عام‬ ‫‪ ،1970‬وتاله اإطالق ‪� 228‬شاروخاً على‬ ‫مدى ‪ 40‬عاماً‪.‬‬

‫حلول تدريب متكاملة‬ ‫للتخل�س من املتفجرات من «كا�شيديان»‬ ‫تقدم �شركة كا�شيديان (‪)Cassidian‬‬ ‫الأوروبية‪ ،‬للمرة الأوىل الإ�شدار الأويل‬ ‫لربجمية املحاكاة التدريبية الفريدة‪،‬‬ ‫واخلا�شة بالنظام الروبوتي للتخل�س من‬ ‫القذائف غري املنفجرة والعبوات النا�شفة‬ ‫‪ Telemax EOD‬الذي مت تطويره منذ‬ ‫‪-٧٢‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫�شهر اآذار‪ /‬مار�س ‪ 2010‬بالتعاون مع �شركة‬ ‫تيلريوب ‪ Telerob‬ال�شركة املزودة باأجهزة‬ ‫الروبوت‪.‬‬ ‫و�شتتوىل �شركة كا�شيديان عر�س خرباتها‬ ‫وقدراتها املبتكرة هذه يف جمال التدريب‬ ‫املتكامل على املتفجرات والذخائر خالل‬

‫املوؤمتر ال�شنوي الذي يقام للتقنيني يف‬ ‫جمال املتفجرات وللمحققني ما بعد‬ ‫التفجري‪ ،‬والذي تقيمه ال�شرطة الفيدرالية‬ ‫اجلنائية الأملانية الذي جترى فعالياته يف‬ ‫مدينة مغديبورغ من ‪ 23‬اإىل ‪ 25‬ت�شرين‬ ‫الثاين‪ /‬نوفمرب‪.‬‬

‫رو�شيا والهند‬ ‫تبحثان تكاليف حتديث طائرات «�شو‪ 30-‬اإم كيه اآي»‬ ‫تبحث رو�شيا والهند قيمة عقد حتديث طائرات‬ ‫«�شو ‪ 30-‬اإم كيه اآي» من اأجل ت�شليحها‬ ‫بال�شاروخ الرو�شي ‪ -‬الهندي امل�شرتك‬ ‫برامو�س «‪ »BrahMos‬املجنح والأ�شرع من‬ ‫ال�شوت‪ ،‬وفق ما ذكره لل�شحفيني رئي�س‬ ‫�شركة ‪.BrahMos Aerospace‬‬

‫واأو�شح رئي�س ال�شركة‪ ،‬اأن املوؤ�ش�شة‬ ‫امل�شرتكة �شنعت ن�شخة خفيفة من‬ ‫ال�شاروخ املذكور لتحميله على املقاتالت‬ ‫«�شو‪ 30 -‬اإم كيه اآي» التي متتلك �شركة‬ ‫هندو�شتان اآيرونوتيك�س الهندية احلكومية‬ ‫ترخي�س اإنتاجها‪.‬‬

‫ويتوجب الآن على �شركة «�شوخوي»‬ ‫الرو�شية ال�شانعة للطائرة املذكورة‪،‬‬ ‫واملالكة للحقوق الفكرية‪ ،‬تطوير وتعديل‬ ‫ت�شميمها واإدخال ال�شاروخ يف منظومة‬ ‫عملها‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٧٣-‬‬

‫‪-٧٤‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٧٥-‬‬

‫اآية‪ ..‬وتف�شير‬

‫تف�شري جزء عم‬ ‫�شورة الربوج ج‪2‬‬ ‫مكية عدد اآياتها ‪22‬‬

‫ات ُث َّم َ ْ‬ ‫ني َو ْاملُوؤْ ِم َن ِ‬ ‫اب‬ ‫ين َف َت ُنوا ْاملُوؤْ ِم ِن َ‬ ‫اإ َِّن ا َّل ِذ َ‬ ‫اب َج َه َّن َم َو َل ُه ْم َع َذ ُ‬ ‫مل َي ُتو ُبوا َف َل ُه ْم َع َذ ُ‬ ‫ال�س ِ َ‬ ‫َْ‬ ‫احل ِ‬ ‫ات َ ْجت ِري ِمن َ ْحت ِت َها‬ ‫ات َل ُه ْم َج َّن ٌ‬ ‫ين آا َم ُنوا َو َع ِم ُلوا َّ‬ ‫احل ِريقِ (‪ )10‬اإ َِّن ا َّل ِذ َ‬ ‫ْأ‬ ‫ري (‪ )11‬اإ َِّن َب ْط َ�ض َر ِّب َك َل�سَ ِدي ٌد (‪ )12‬اإِ َّن ُه ُه َو ُي ْب ِد ُئ َو ُي ِعيدُ‬ ‫االَ ْن َهار َذ ِل َك ا ْل َف ْو ُز ا ْل َك ِب ُ‬ ‫ال ِّملَا ُيرِيدُ (‪َ )16‬ه ْل اأَت َ‬ ‫(‪َ )13‬و ُه َو ا ْل َغ ُفو ُر ا ْل َو ُدو ُد (‪ُ )14‬ذو ا ْل َع ْر ِ�ض ْاملَجِ يدُ (‪َ )15‬ف َّع ٌ‬ ‫َاك‬ ‫يب (‪َ )19‬و َّ ُ‬ ‫يث ْ ُ‬ ‫َح ِد ُ‬ ‫اهلل‬ ‫ين َك َف ُروا ِيف ت َْك ِذ ٍ‬ ‫اجل ُنو ِد (‪ِ )17‬ف ْر َع ْو َن َو َث ُمو َد (‪َ )18‬ب ِل ا َّل ِذ َ‬ ‫حم ٌ‬ ‫ِمن َو َرا ِئهِم حُّ ِ‬ ‫حم ُف ٍ‬ ‫يط (‪َ )20‬ب ْل ُه َو ُق ْرا ٌآن َّ ِ‬ ‫وظ(‪)22‬‬ ‫جمي ٌد (‪ِ )21‬يف َل ْو ٍح َّ ْ‬

‫الباحث الديني ‪ /‬عبداهلل حممد االأن�ساري‬

‫تكلمنا يف العدد املا�سي عن اليوم املوعود‪ ،‬وال�ساهد وامل�سهود‪ ،‬وعن اأ�سحاب االأخدود والنار ذات الوقود‪،‬‬ ‫وختمنا تلك االآيات مبا اأخرب به اهلل عزوجل من متام علمه مبا يكون يف ملكه‪ ،‬فال يح�سل �سيء اإال بعلمه‪ ،‬ومن‬ ‫ات�سف بهذه ال�سفات العظيمة ال يهمل اأولياءه اأ�س ً‬ ‫ال‪ ،‬بل ال بد اأن ينتقم لهم من اأعدائه ويعليهم بعالئه‪ ،‬واأنه‬ ‫�سبحانه وتعاىل �سيجزي ال�سابرين على ما اأ�سابهم من البالء بعظيم جزائه‪ ،‬وبداأ اهلل عزوجل مبا اأعده الأعدائه‬ ‫فقال‪:‬‬ ‫جزاء لتحريقهم املوؤمنني‪ ،‬وقيل عذاب‬ ‫جهنم بردها وزمهريرها وعذاب احلريق‬ ‫ح� ُّر ه��ا‪ ،‬وقيل ع��ذاب جهنم يف ا لآخ��رة‬ ‫وعذاب احلريق يف الدنيا ذلك اأنه جاء‬ ‫يف بع�س الروايات اأن النار خرجت من‬ ‫ا لأخ��ادي��د فاأحرقتهم واهلل اأعلم‪ .‬وهذا‬ ‫احلكم لي�س خا�شاً باأ�شحاب ا لأخدود‬ ‫فقط‪ ،‬بل هو خطاب جلميع الكفار ترهيباً‬ ‫لهم وتخويفاً من ع��ذاب اهلل‪ ،‬وترغيباً‬ ‫لهم بالتوبة التي يقبلها اهلل عزوجل من‬ ‫عما اأعده لأوليائه‬ ‫التائبني‪ .‬ثم اأخرب اهلل َّ‬ ‫فقال‪:‬‬

‫( اإن الذين فتنوا املوؤمنني واملوؤمنات‬ ‫ثم مل يتوبوا فلهم عــذاب جهنم‬ ‫ولهم عذاب احلريق)‬ ‫واملراد بهم اأ�شحاب ا لأخدود‪ ،‬وهم الذي‬ ‫امتحنوا املوؤمنني حتى يرجعوا عن دينهم‪،‬‬ ‫وقيل اأن الفتنة هنا مبعنى احلرق بالنار‪،‬‬ ‫قال الزجاج‪ :‬يقال فتنة ال�شيء اأحرقته‪،‬‬ ‫ومنه قوله ت��ع��اىل‪(:‬ي��وم هم على النار‬ ‫يفتنون)(الذاريات‪ ،)13‬ثم اأخرب اهلل عن‬ ‫عظيم عفوه بقوله‪(:‬ثم مل يتوبوا) وذلك‬ ‫يدل على اأنهم لو تابوا خلرجوا عن هذا‬ ‫الوعيد وذلك يدل على القطع باأن اهلل‬ ‫تعاىل يقبل التوبة مهما عظم الذنب‪ ،‬قال‬ ‫احل�شن الب�شري‪ :‬انظروا اإىل هذا الكرم ( اإن الذين اآمنوا وعملوا ال�ساحلات‬ ‫واجل��ود‪ ،‬قتلوا اأولياءه وهو يدعوهم اإىل لهم جنت جتري من حتتها ا الأنهار‬ ‫التوبة واملغفرة‪ .‬فمن مل يتب فله عذاب‬ ‫ذلك الفوز الكبري)‬ ‫جهنم يف ا لآخرة بكفره‪ ،‬وعذاب احلريق واملراد بهم هنا اأولئك الذين وقر ا لإميان‬ ‫‪-٧٦‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫يف قلوبهم فدفعهم اإىل فعل ال�شاحلات‬ ‫ف�شربوا على العذاب ال�شديد والتحريق‬ ‫بالنار‪ ،‬فكان جزائهم اأن يتغمدهم اهلل‬ ‫برحمته ويدخلهم جنته التي جتري من‬ ‫قا�شوه من‬ ‫حتتها ا لأنهار التي تذهب ح َّر ما َ‬ ‫قا�شوه من نريان‬ ‫النريان احل�شية‪ ،‬وح َّر ما َ‬ ‫الغموم وا لأح���زان املعنوية‪ .‬ومل يقرن‬ ‫اجلزاء بالفاء يف قولهم (لهم) اإ�شارة اأن‬ ‫ذلك اجلزاء لي�س يف مقابل اأعمالهم بل‬ ‫هي حم�س ف�شل من اهلل عزوجل‪ ،‬وكما‬ ‫جاء يف احلديث عن ر�شول اهلل �شلى اهلل‬ ‫عليه و�شلم اأن��ه ق��ال‪( :‬لن ينجي اأحدا‬ ‫منكم عمله قال رجل ول اإياك يا ر�شول‬ ‫اهلل قال ول اإي��اي اإل اأن يتغمدين اهلل‬ ‫منه برحمة ولكن �شددوا)(رواه م�شلم)‪،‬‬ ‫ثم اأخرب اهلل عزوجل اأن هذا النعيم هو‬ ‫الفوز الكبري ال��ذي ل يعدله ف��وز‪ ،‬قال‬

‫تعاىل‪(:‬فمن زح��زح عن النار وادخ��ل يف اخت�شا�شه به ت�شريفاً له وتنبيهاً على‬ ‫اجلنة فقد فاز وما احلياة الدنيا اإل متاع اأنه اأعظم املخلوقات فقال‪:‬‬ ‫ال��غ��رور)( اآل ع��م��ران‪ .)185‬قال ا لإم��ام‬ ‫(ذو العر�ض املجيدُ )‬ ‫البقاعي رحمه اهلل تعاىل‪ (:‬وملا كان ل‬ ‫يثيب ويعذب على هذا الوجه اإل من كان اأي �شاحب وخ��ال��ق وم��ال��ك العر�س‬ ‫يف غاية العظمة ‪ ،‬قال معل ًال لفعله ذلك العظيم الذي ا�شتوى عليه رب العاملني‪،‬‬ ‫دا ًل بذلك التعلل على ما له من العظمة ال��دال على اخت�شا�شه امللك بامللك‬ ‫التي تتقا�شر ا لأفكار دون عليائها‪ ،‬موؤكد اً وانفراده بالتدبري وال�شيادة وال�شيا�شة‪،‬‬ ‫وهو املجيد امل�شتحق لكمال �شفات العلو‬ ‫ملا لالأعداء من ا لإنكار‪:‬‬ ‫�شبحانه‪ ،‬فهو ا لآمر الناهي يف ملكه لذلك‬ ‫قال بعدها‪:‬‬ ‫( اإن بط�ض ربك ل�سديد)‬ ‫واخلطاب للنبي �شلى اهلل عليه و�شلم‬ ‫(ف َّعال ملا يريد)‬ ‫ت�شلية لقلبه ووع��د اً له بالن�شرة على‬ ‫اأع��دائ��ه فهو رب��ه وم��وله ونا�شره‪ ،‬وفيه يفعل ما ي�شاء فال يعجزه ل يوؤده �شيء‪،‬‬ ‫وعيد �شديد لكفار قري�س وتهديد لهم يكرم من ي�شاء من عباده املوؤمنني قال‬ ‫مبعاقبتهم جزا ًء على ما فعلوه بل املوؤمنني تعاىل‪ (:‬اإن اهلل يدخل الذين اآمنوا وعملوا‬ ‫من التعذيب والتنكيل‪ ،‬والبط�س ا لأخذ ال�شاحلات جنات جتري من حتتها ا لأنهار‬ ‫ب�شولة وعنف وحيث و�شف بال�شدة اإن اهلل يفعل ما يريد)(احلج‪ ،)14‬ويعذب‬ ‫فقد ت�شاعف وتفاقم وهو بط�شه عز وجل الكفار واملكذبني قال تعاىل‪(:‬فاأما الذين‬ ‫باجلبابرة والظلمة و اأخذه �شبحانه اإياهم �شقوا ففي النار لهم فيها زفري و�شهيق‬ ‫بالعذاب والنتقام كما فعل ب��ا لأمم من خالدين فيها مادامت ال�شموات وا لأر�س‬ ‫قبل قال تعاىل‪(:‬فاأهلكنا اأ�شد منهم بط�شاً اإل ما �شاء ربك اإن ربك فعال ملا يريد)‬ ‫وم�شى مثل ا لأولني)(الزخرف‪ ،)8‬وقوله (ه��ود‪ )107-106‬وقرر اهلل عزوجل هذا‬ ‫تعاىل‪(:‬وكم اأهلكنا قبلهم من قرن هم كله با لإ�شارة اإىل ق�شة فرعون وجنوده‬ ‫اأ�شد منهم بط�شاً فنقبوا يف البالد هل فقال‪:‬‬ ‫من حمي�س)‪ .‬وملا ظن الكفار اأن موت‬ ‫(هل اآتاك حديث اجلنود)‬ ‫ا لإن�شان وفناء العظام �شبب يف زوال‬ ‫العقاب‪ ،‬وغرهم اأمهال اهلل عزوجل قال قال البقاعي رحمه اهلل تعاىل‪ (:‬اأي اذكر‬ ‫ما اأتاك مما حدث لهم من بط�شنا وما وقع‬ ‫تعاىل بعدها‪:‬‬ ‫بهم من �شطواتنا لتكذيبهم ر�شلنا عليهم‬ ‫اأف�شل ال�شالة وال�شالم بحيث �شار‬ ‫( اإنه هو يبدئ ويعيد)‬ ‫اأي اإنه �شبحانه يخلق اخللق ثم يفنيهم ثم حديثاً يتلى ‪ ،‬وذكر اً بني اخللق لعظمته‬ ‫يعيدهم اأحياء مرة اأخرى ليجازيهم على ل يبلى) انتهى كالمه‪ .‬ثم َّبني اهلل هوؤلء‬ ‫ما قدموه من ا لإعمال اإن خ��ري اً فخري‪ ،‬اجلنود فقال‪:‬‬ ‫و اإن �شر اً ف�شر‪ ،‬قال تعاىل‪ (:‬اإليه مرجعكم‬ ‫(فرعون وثمود)‬ ‫جميعاً وعد اهلل حقاً اإنه يبد اأ اخللق ثم‬ ‫يعيده ليجزي ال��ذي��ن اآم��ن��وا وعملوا ملا كانوا عليه من القوة والبط�س و�شدة‬ ‫ال�شاحلات بالق�شط والذين كفروا لهم التكذيب خ�شو�شاً بالبعث ال��ذي‬ ‫�شراب من حميم وعذاب األيم مبا كانوا ج��اءت ا لآي��ات لبيان ق��درة اهلل عليه‪،‬‬ ‫يكفرون)(يون�س‪ .)4‬وكما جاء الوعيد ومل��ا يف معجزاتهم احل�شية من الدللة‬ ‫بالبط�س ال�شديد جاء التاأكيد على الوعد على القدرة على البعث كالع�شا التي‬ ‫اأ�شبحت ثعباناً ‪ ،‬والناقة التي خرجت من‬ ‫باملغفرة والرحمة فقال �شبحانه‪:‬‬ ‫حجر اأ�شم ول �شك عند عاقل اأن من‬ ‫قدر على ذلك ابتداء من �شيء ل اأ�شل‬ ‫(وهو الغفور الودود)‬ ‫اأي املت�شف باملغفرة للموؤمنني طائعني اأو يف احلياة فهو على اإع��ادة ما ك��ان قبل‬ ‫مذنبني‪ ،‬وال��ودود هو املتودد اإىل اأوليائه ذلك حياً اأ�شد قدرة‪ ،‬وملا ح�شل لهم من‬ ‫بالكرامة وح�شن اجل��زاء يف ا لآخ��رة‪ ،‬ا لآية الباهرة يف �شدة البط�س وا لإهالك‬ ‫ويجوز اأن يكون معنى الودود اأن عباده مما فيه عربة ملن اعترب خ�شهم اهلل بالذكر‬ ‫ال�شاحلني يودونه ويحبونه ملا عرفوا من فقال‪( :‬فرعون) الذي بعث اهلل اإليه نبي‬ ‫كماله يف ذاته و�شفاته و اأفعاله‪ ،‬ثم َّبني اهلل اهلل مو�شى عليه ال�شالم‪( ،‬وثمود) اأي‬ ‫عزوجل متام قدرته بذكر ما ل ينازع اأ�ش ًال قوم ثمود الذين اأر�شل اهلل اإليهم نبي اهلل‬

‫�شاحلاً عليه ال�شالم‪ .‬وملا كان ال�شتفهام‬ ‫للنبي �شلى اهلل عليه و�شلم تقريرياً وكان‬ ‫التقدير‪ :‬نعم قد اأتاين ذلك وعلمت من‬ ‫خربهما وغريه اأنك قادر على ما تريد ‪،‬‬ ‫ولكن الكفار ل ي�شدقونني ‪ ،‬عطف عليه‬ ‫قوله‪:‬‬ ‫(بل الذين كفروا يف تكذيب)‬ ‫اأي اأن الكفار يعلمون ه��ذه ا لآي��ات‬ ‫الباهرات‪ ،‬وقد وقفوا على ما اآل اإليه‬ ‫ال��ق��وم‪ ،‬وه��م ل ينكرون ذل��ك‪ ،‬ولكنه‬ ‫الكفر واجلحود والعناد ل تباعهم الهوى‬ ‫وتقليدهم لالآباء ف�شار التكذيب ظرفاً‬ ‫لهم ل ي�شتطيعون اخل���روج منه رغم‬ ‫�شماعهم لأخبار ه�وؤلء املهلكني ور وؤية‬ ‫بع�س اآثارهم ‪ ،‬وبعد ما اأقيمت لهم من‬ ‫ا لأدلة على البعث يف هذا القر اآن املعجز‪،‬‬ ‫علماً باأن تكذيبهم هذا ل يخرج عن علم‬ ‫اهلل عزوجل وقدرته لذلك قال بعدها‪:‬‬ ‫(واهلل من ورائهم حميط)‬ ‫حميط مب��ا يعملون ق��ادر على اأخذهم‬ ‫ولكنهم بادرهم با لإمهال ل با لإهمال‬ ‫لتمام حكمته‪ ،‬ويف ذلك ت�شلية لقلوب‬ ‫املوؤمنني كي ي�شربوا على ما اأ�شابهم من‬ ‫العذاب‪ ،‬ويف قولهم (من ورائهم) اأي‬ ‫من كل جهة يوارونها اأو تواريهم ولعله‬ ‫خ�س الوراء لأن ا لإن�شان يحمي ما وراءه‬ ‫و لأنه جهة الفرار من امل�شائب‪ .‬وملا كان‬ ‫تكذيبهم طعناً يف الكتاب العزيز قال‬ ‫تعاىل‪:‬‬ ‫(بل هو قر اآن جميد)‬ ‫اأي لي�س كما يزعمون‪ ،‬بل هو ق��ر اآن يف‬ ‫قمة املجد‪ ،‬ل يحق لأحد تكذيبه والكفر‬ ‫به‪ ،‬ثم ذكر مكان هذا القر اآن فقال‪:‬‬ ‫(يف لوح حمفوظ)‬ ‫هو قر اآن كرمي ُم ْث َبت يف لوح حمفوظ من‬ ‫التبديل والتغري‪ ،‬كما قال �شبحانه ‪ (:‬اإِ َّنا‬ ‫نَ ْح ُن نَ َّز ْل َنا الذكر َو اإِ َّن���ا َل � ُه حلافظون)‪،‬‬ ‫وقيل حمفوظ يف ذلك اللوح عن و�شول‬ ‫ال�شياطني اإليه قال احل�شن الب�شري‪:‬‬ ‫اإن هذا القر اآن املجيد عند اهلل يف لوح‬ ‫حمفوظ‪ ،‬ينزل منه ما ي�شاء على من ي�شاء‬ ‫من خلقه‪.‬‬ ‫انتهى تف�شري �شورة الربوج بحمد اهلل‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٧٧-‬‬

‫مكتبة الجندي‬

‫‪-٧٨‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫مواقع الكترونية‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٧٩-‬‬

‫وتلك الأمثال‬

‫وتلك االأمثال ‪...‬‬ ‫اإن الحمد هلل نحمده ون�ستعينه ون�ستغفره ونعوذ باهلل من �سرور اأنف�سنا و �سيئات‬ ‫اأعمالنا‪ ،‬من يهده اهلل فال م�سل له‪ ،‬ومن ي�سلل فال هادي له‪ ،‬واأ�سهد اأن ال اإله‬ ‫اإال اهلل وحده ال �سريك له‪ ،‬واأ�سهد اأن محمد ًا عبده ور�سوله‪.‬‬

‫اأما بعد‪....‬‬ ‫فاإن املتاأمل لكتاب اهلل عزوجل‪ ،‬و�شنة‬ ‫نبيه �شلى اهلل عليه و�شلم ليجد فيهما‬ ‫كماً كبرياً من الأمثال التي تق ِّرب‬ ‫احلقيقة وجتعلها �شهلة املنال‪ ،‬ففيها ت�شوير‬ ‫للمعقول ب�شورة املح�شو�س‪ ،‬اأو ت�شوير‬ ‫للمعدوم ب�شورة املوجود‪ ،‬اأو ت�شوير‬ ‫للغائب ب�شورة املُ�شاهد‪ ،‬قال الألو�شي يف‬ ‫تف�شريه‪ (:‬فل�شرب املثل �شاأن ل يخفى‬ ‫ونور ل يطفى يرفع الأ�شتار عن وجوه‬ ‫‪-٨٠‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫احلقائق ومييط اللثام عن حميا الدقائق‬ ‫ويربز املتخيل يف معر�س اليقني ويجعل‬ ‫الغائب كاأنه �شاهد)‪ ،‬مع ما يف املثل من‬ ‫اإيجا ٍز يف اللفظ‪ ،‬واإ�شاب ٍة للمعنى‪ ،‬وح�شنٍ‬ ‫يف الت�شبيه‪ ،‬لذلك قال اهلل عزوجل يف‬ ‫كتابه‪(:‬وتلك الأمثال ن�شربها للنا�س‬ ‫لعلهم يتفكرون)(احل�شر‪ ،)21‬واعلم اأن‬ ‫الأمثال نوع من العلم منفرد بنف�شه‪ ،‬ل‬ ‫يقدر على الت�شرف فيه اإل من اجتهد‬ ‫يف طلبه حتى اأحكمه‪ ،‬وبالغ يف التما�شه‬

‫حتى اأتقنه‪ ،‬قال تعاىل‪(:‬وتلك الأمثال‬ ‫ن�شربها للنا�س وما يعقلها اإل العاملون)‬ ‫(العنكبوت‪ ،)43‬قال ال�شوكاين رحمه‬ ‫اهلل‪(:‬وقد تقرر عند علماء البالغة اأن‬ ‫ل�شرب الأمثال �شاأناً عظيماً يف اإبراز‬ ‫خفيات املعاين‪ ،‬ورفع اأ�شتار حمجبات‬ ‫الدقائق ولهذا ا�شتكرث اهلل من ذلك يف‬ ‫كتابه العزيز‪،‬وكان ر�شول اهلل �شلى اهلل‬ ‫عليه و�شلم يكرث من ذلك يف خماطباته‪،‬‬ ‫ومواعظه)‪ .‬لذلك اأردنا اأن نخ�ش�س هذه‬ ‫الورقات ملجموعة من الأمثال‪ ،‬نبدوؤها‬ ‫مبثل من كتاب اهلل عزوجل‪ ،‬ونردفه مبثل‬ ‫من �شنة ر�شول اهلل �شلى اهلل عليه و�شلم‪،‬‬ ‫ونختم مبثل من اأقول العرب واأ�شعارها‪.‬‬

‫اأو ًال‪ :‬من اأمثال القراآن‬ ‫قال تعاىل‪ (:‬يا اأيها الذين اآمنوا اجتنبوا‬ ‫كثريا من الظن اإن بع�س الظن اإثم‬ ‫ول جت�ش�شوا ول يغتب بع�شكم بع�شا‬ ‫اأيحب اأحدكم اأن ياأكل حلم اأخيه ميتا‬ ‫فكرهتموه واتقوا اهلل اإن اهلل تواب رحيم)‬ ‫(احلجرات‪)12‬‬ ‫هذا مثل عظيم �شربه اهلل عزوجل لبيان‬ ‫خطورة الغيبة‪ .‬قال ابن القيم رحمه‬ ‫اهلل تعاىل‪(:‬فاإنه �شبه متزيق عر�س الأخ‬ ‫بتمزيق حلمه‪ ،‬وملا كان املغتاب ميزق‬ ‫عر�س اأخيه يف غيبته كان مبنزلة من يقطع‬ ‫حلمه يف حال غيبة روحه عنه باملوت ملا‬ ‫كان املغتاب عاجزاً عن دفعه بنف�شه بكونه‬ ‫غائبا عن ذمه كان مبنزلة امليت الذي يقطع‬ ‫حلمه ول ي�شتطيع اأن يدفع عن نف�شه‪ .‬ويف‬ ‫وهم‪،‬‬ ‫قوله تعاىل‪َ (:‬م ْي ًتا) اإ�شارة اإىل دفع ٍ‬ ‫وهو اأن يقال القول يف الوجه يوؤمل فيحرم‪،‬‬ ‫واأما الغتياب فال اطالع عليه للمغتاب‬ ‫فال يوؤمل‪ ،‬فقال اأكل حلم الأخ وهو ميت‬ ‫اأي�شاً ل يوؤمل‪ ،‬ومع هذا هو يف غاية القبح‬ ‫ملا اأنه لو اطلع عليه لتاأمل‪ ،‬كما اأن امليت‬ ‫لو اأح�س باأكل حلمه لآمله‪ ،‬وفيه معنى‪:‬‬

‫وهو اأن الغتياب كاأكل حلم الآدمي ميتاً‪،‬‬ ‫ول يحل اأكله اإل للم�شطر بقدر احلاجة‪،‬‬ ‫وامل�شطر اإذا وجد حلم ال�شاة امليتة وحلم‬ ‫الآدمي امليت فال ياأكل حلم الآدمي‪،‬‬ ‫فكذلك املغتاب اأن وجد حلاجته مدفعاً‬ ‫غري الغيبة فال يباح له الغتياب‪.‬‬

‫ويف هذا املثل حتذير عظيم من الغيبة‬ ‫وهي ذكرك اأخاك فيما يكره فعن اأبي‬ ‫هريرة اأن ر�شول اهلل �شلى اهلل عليه‬ ‫و�شلم قال‪( :‬اأتدرون ما الغيبة قالوا‬ ‫اهلل ور�شوله اأعلم قال ذكرك اأخاك مبا‬ ‫يكره قيل اأفراأيت اإن كان يف اأخي‬ ‫ما اأقول قال اإن كان فيه ما تقول فقد‬ ‫اغتبته واإن مل يكن فيه فقد بهته)(رواه‬ ‫م�شلم)‪ ،‬وقد جاءت اأحاديث كثرية تبني‬ ‫خطر الغيبة ومنها قوله �شلى اهلل عليه‬ ‫و�شلم‪ (:‬اإن من اأربى الربا ال�شتطالة يف‬ ‫عر�س امل�شلم بغري حق)(رواه اأبو داود)‪،‬‬ ‫والغيبة �شبب من اأ�شباب عذاب القرب‬ ‫فعن ابن عبا�س ر�شي اهلل عنهما قال‪:‬مر‬ ‫النبي �شلى اهلل عليه و�شلم على قربين‬ ‫فقال‪( :‬اإنهما ليعذبان وما يعذبان من‬ ‫كبري) ثم قال‪( :‬بلى اأما اأحدهما فكان‬ ‫ي�شعى بالنميمة واأما اأحدهما فكان ل‬ ‫ي�شترت من بوله) قال‪ :‬ثم اأخذ عودا رطبا‬ ‫فك�شره باثنتني ثم غرز كل واحد منهما‬ ‫على قرب ثم قال‪( :‬لعله يخفف عنهما ما‬ ‫مل ييب�شا)(رواه البخاري) فحري بكل‬ ‫م�شلم اأن يطهر ل�شانه من هذا الداء‬ ‫العظيم الذي ل يكاد ي�شلم منه اأحد اإل‬ ‫من رحم اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٨١-‬‬

‫يف اليم‪ ،‬فلينظر مباذا ترجع)(رواه م�شلم) وقوله‬ ‫�شلى اهلل عليه و�شلم‪ (:‬لو كانت الدنيا تعدل‬ ‫عند اهلل جناح بعو�شة ‪ ،‬ما �شقى كافرا منها‬ ‫�شربة)(رواه الرتمذي و�شححه)‪.‬‬ ‫هذه الآيات وهذه الأحاديث ل بد اأن تكون‬ ‫�شببا من اأ�شباب زهد امل�شلم يف هذه الدنيا‬ ‫وال�شتغال بالآخرة قال تعاىل‪(:‬بل توؤثرون‬ ‫احلياة الدنيا والآخرة خري واأبقى)‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬من اأمثال ال�سنة النبوية‬ ‫عن جابر بن عبد اهلل اأن ر�شول اهلل �شلى اهلل‬ ‫عليه و�شلم مر بال�شوق داخال من بع�س العالية‬ ‫والنا�س كنفته فمر بجدي اأ�شك ميت فتناوله‬ ‫فاأخذ باأذنه ثم قال‪(:‬اأيكم يحب اأن هذا له‬ ‫بدرهم) فقالوا ما نحب اأنه لنا ب�شيء وما ن�شنع‬ ‫به قال‪(:‬اأحتبون اأنه لكم قالوا واهلل لو كان حيا‬ ‫كان عيبا فيه لأنه اأ�شك فكيف وهو ميت)‬ ‫فقال‪(:‬فو اهلل للدنيا اأهون على اهلل من هذا‬ ‫عليكم)(رواه م�شلم)‬ ‫يف احلديث مثل عظيم يبني هوان هذه الدنيا‬ ‫عند اهلل عزوجل‪ ،‬وذلك من خالل اأ�شلوب‬ ‫دعوي فريد جمع بني ا�شتثمار املوقف و�شرب‬ ‫املثل‪ ،‬وذلك اأن النبي �شلى اهلل عليه و�شلم م َّر‬ ‫يوما وجماعة من اأ�شحابه معه بجدي اأ�شك اأي‬ ‫ق�شري الأذنيني وذلك عيب فيه وهو مع ذلك‬

‫‪-٨٢‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫ميت‪ ،‬فاأخذ النبي �شلى اهلل عليه و�شلم باأذن‬ ‫اجلدي ثم قال لأ�شحابه‪(:‬اأيكم يحب اأن هذا له‬ ‫بدرهم) فقال اأ�شحابه اأنهم ما يرغبون اأن يكون‬ ‫له ب�شيء اإذ ل منفعة ترجى منه‪ ،‬وجاء يف رواية‬ ‫اأنه لو كان حياً لكان عيباً فيه اأنه اأ�شك فكيف‬ ‫وهو ميت‪ .‬وبعد اأن حكم ال�شحابة ر�شوان اهلل‬ ‫عليهم بهوان هذا اجلدي امليت عندهم‪ ،‬بني‬ ‫النبي �شلى اهلل عليه و�شلم هوان الدنيا عند‬ ‫اهلل عزوجل واأنها ا ُّأقل عند اهلل من هذا اجلدي‬ ‫عندكم‪ .‬وقد جاء هذا املعنى يف اآيات كثري منها‬ ‫قوله تعاىل‪ (:‬قل متاع الدنيا قليل والآخرة خري‬ ‫ملن اتقى ول تظلمون فتيال)(الن�شاء‪ )77‬وقوله‬ ‫تعاىل‪ (:‬وفرحوا باحلياة الدنيا وما احلياة الدنيا يف‬ ‫الآخرة اإل متاع)(الرعد‪ ،)26‬ومن الأحاديث‬ ‫يف ذم الدنيا قوله �شلى اهلل عليه و�شلم‪(:‬ما‬ ‫الدنيا يف الآخرة اإل كما يجعل اأحدكم اأ�شبعه‬

‫ثالث ًا‪ :‬من اأمثال العرب واأ�سعارهم‬ ‫النف�س تبكي على الدنيا وقد علمت‬ ‫اأن ال�شالمة فيها ترك م�ا فيها‬ ‫ل دار للمرء ب��عد املوت ي�شك��نها‬ ‫اإل التي كان قبل املوت يبنيها‬ ‫ف�اإن ب�ن�اها بخ�ري ط�اب م��ش��كنه‬ ‫واإن ب�ناها ب��ش�ر خ�اب ب�ان�يها‬ ‫اأموالنا لذوي املرياث جنمعها‬ ‫ودورنا خلراب الدهر نبنيها‬ ‫اأين امللوك التي كانت م�شلطنة‬ ‫حتى �شقاها بكاأ�س املوت �شاقيها‬ ‫كم من مدائن يف الأفاق قد بنيت‬ ‫اأم�شت خراباً واأفنى املوت اأهليها‬ ‫ل تركنن اإىل الدنيا وما فيها‬ ‫فاملوت ل �شك يفنينا ويفنيها‬ ‫من ي�شرتي الدار يف الفردو�س يعمرها‬ ‫ب�شجد ٍة يف ظالم الليل يحييها‬

‫حدث في مثل هذا ال�شهر‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٨٣-‬‬

‫زاوية على الحياة‬

‫االإجازة ال�سيفية‪ ...‬بني املتعة والتخطيط‬ ‫اإعداد الباحثة ‪ /‬اليازيه علي الكعبي‬

‫اأ�سابيع قليلة وتهل علينا �سهور االإجازة وقد ودع اأبناوؤنا املدار�ض والكتب‪،‬‬ ‫ليغلقوا الباب وراء اال�ستيقاظ باكر ًا والنوم مع الع�سافري‪ ،‬ولي�ستقبلوا بلهفة‬ ‫واأمل حمطة الراحة واال�ستجمام بعد عناء عام كامل من اجلد واالجتهاد‪.‬‬ ‫يف زحمة العام الدرا�شي متر باأبنائنا الكثري‬ ‫من املواقف التي نتبني من خاللها نقاط‬ ‫�شعفهم يف بع�س املهارات والقدرات‪،‬‬ ‫والكثري الكثري من كنوز �شخ�شيتهم التي‬ ‫اأغفلناها خالل العام الدرا�شي‪ ،‬والتي‬ ‫ن�شتطيع تنميتها من خالل التخطيط اجليد‬ ‫واملنظم لالإجازة ال�شيفية‪.‬‬ ‫اأهمية التخطيط امل�سبق‬ ‫لذلك يجب على الآب��اء اأن ي�شتقبلوا‬ ‫اأيام هذه الإج��ازة بتخطيط ذكي م�شبق‬ ‫ل�شتثمارها على الوجه الأكمل والأن�شب‬ ‫لأبنائهم يحتوي على‪:‬‬ ‫(االأهداف‪ ،‬املحتوى‪ ،‬اآلية التنفيذ‪،‬‬ ‫املتابعة)‪.‬‬ ‫واإل اأ�شبحت هذه الإجازة �شواهد على‬ ‫فلذات الأكباد ل �شواهد لهم‪.‬‬ ‫وعليه حني يخطط الآباء ل�شتثمار اإجازة‬ ‫اأبنائهم ال�شيفية فاإنه ينبغي اأن يحافظوا‬ ‫على قيمة عظمى يف ذلك التخطيط وهي‬ ‫م�شاألة التوازن‪ ،‬مبعنى اأن يخطط الآباء‬ ‫لالأبناء فيها على م�شتوى اأدوراهم كلها‪،‬‬ ‫العقلية منها واجل�شدية والنف�شية وعلى‬ ‫م�شتوى الأ�شرة واملجتمع املحيط به‪.‬‬ ‫وقبل الإ�شارة اإىل كيفية التخطيط لالإجازة‬ ‫على �شوء الأدوار ال�شابقة ل بد اأن ن�شع‬ ‫بني ن�شب اأعيننا اأنه ل بد من اإ�شراك‬ ‫كل الأبناء يف و�شع اخلطة وحتديد املحاور‬ ‫‪-٨٤‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫الأ�شا�شية والأعمال التي ميكن عملها يف‬ ‫فرتة ال�شيف واأهداف الأ�شرة خالل هذه‬ ‫الأ�شهر‪ ،‬وكل يقدم اقرتاحاته واأمنياته‬ ‫لهذه الفرتة‪ ،‬ثم بعد ذلك يتم عمل برنامج‬ ‫لهذه الأ�شهر ُيراعى فيه اجلانب الرتفيهي‬ ‫والثقايف والرتبوي‪.‬‬ ‫اجلانب العقلي‬ ‫فعلى امل�شتوى العقلي مث ًال يجب اأن‬ ‫يخطط الآباء لكمية املعارف والعلوم التي‬ ‫يجب اأن يتزود بها الأبناء خالل الإجازة‬ ‫ال�شيفية‪ ،‬وعليه يجب التخطيط امل�شبق‬ ‫لتمنية املدارك العقلية لالأبناء بالتخطيط‬ ‫امل�شبق لقراءة الطفل ولكن مبوازاة ذلك‬ ‫علينا اأن نح�شن اختيار الكتاب الذي‬ ‫�شنقدمه اإليه من حيث منا�شبته للمرحلة‬ ‫العمرية التي يعي�شها الطفل مبا ي�شمن اأن‬ ‫نثري داخله الت�شويق واجلاذبية والتفاعل مع‬ ‫حمتويات الكتاب‪.‬‬ ‫وميكن اأن نقول اأن انتقاء كتاب الطفل‬ ‫النموذجي حمكوم بعدة �شفات يجب اأن‬ ‫يتحلى بها هذا الكتاب‪:‬‬ ‫املو�شوعية‪ ،‬املرحلة العمرية‪ ،‬اجلانب املادي‬ ‫والفني؛ حتى يتمكن هذا الطفل من‬ ‫قراءة الكتاب بي�شر وا�شتيعاب م�شامينه‬ ‫واأهدافه واإ�شقاطها على حياته اخلا�شة‬ ‫واحلياة العامة حوله‪ ،‬مما قد ي�شاعده يف‬ ‫اإزالة ال�شعاب خالل مراحل منوه‪.‬‬

‫اجلانب اجل�سدي‬ ‫الريا�شة من الأمور املهمة يف حياة الأبناء‬ ‫والتي يجب املحافظة عليها حتى اأيام‬ ‫الإجازة ال�شيفية؛ وذلك يرجع اإىل عدة‬ ‫اأ�شباب منها‪:‬‬ ‫اأن الريا�شة نوع من اللعب والت�شلية‬‫مما يذكر باألعاب الطفولة واأفراحها وقلة‬ ‫م�شوؤولياتها‪.‬‬ ‫الريا�شة نوع من النكو�س اإىل عامل‬‫الطفولة وال�شعادة والنطالق‪.‬‬ ‫لأن الريا�شة تفرغ طاقاتهم‪ ،‬وتعلمهم‬‫مهارات جديدة‪ ،‬كما تنمي بهم التعاون‬ ‫اجلماعي املخطط‪ ،‬وكيفية التعامل مع‬ ‫النا�س على اختالف طبائعهم و�شخ�شياتهم‬ ‫و�شلوكياتهم‪.‬‬ ‫كما تعمل على �شغل فكر الأبناء طوال‬‫الإجازة ب�شيء مفيد‪.‬‬ ‫لذلك وج��ب التخطيط لنوع الريا�شة‬ ‫التي يراد من الطفل ممار�شتها يف ال�شيف‪،‬‬ ‫وحتديد الوقت املخ�ش�س ملزاولتها واملكان‬ ‫املنا�شب لذلك‪ ،‬ومراعاة العوامل التي‬ ‫حتدد ا�شتعداد طفلك اإىل ممار�شة الريا�شة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وتتع ّلق يف �ش ّنه وم��دى ن�شجه �شواء‬ ‫اجل�شدي اأو النف�شي اأي مدى قدرته على‬ ‫العمل �شمن فريق واإتباع التوجيهات‪،‬‬ ‫بالإ�شافة اإىل قدرته على حتديد اهتماماته‪،‬‬ ‫والغاية من الريا�شة املختارة للطفل‪ ،‬فاإذا‬ ‫كان طفلك عنيد و�شريع الغ�شب ين�شح‬ ‫بتوجيه اإىل ريا�شة اجلودو؛ لأنها تعلمه اأن‬ ‫مقيا�س القوة لي�س فيمن يهاجم ولكن‬ ‫القوة يف �شبط الأع�شاب‪.‬‬ ‫واإذا ك��ان طفلك عنيد يحب الت�شلط‬

‫املن�شاآت الرتبوية املهياأة وهي موجهة‬ ‫ل�شتثمار اأوق��ات الطالب يف الإج��ازة‬ ‫ال�شيفية حتت اإ�شراف اأخ�شائيني موؤهلني‬ ‫تربوياً وج�شدياً لإدارتها من �شاأنها �شقل‬ ‫مهارات الأبناء وقدراتهم الجتماعية‬ ‫والفكرية واجل�شدية‪.‬‬

‫والتع�شب لآرائ��ه ين�شح بتوجيه نحو‬ ‫ريا�شة رك���وب اخل��ي��ل؛ لأن��ه��ا تعلمه‬ ‫الن�شباط واملنهجية دون اأن تكبح تطلعاته‬ ‫نحو القيادة والرغبة دائماً يف م�شك زمام‬ ‫الأمور‪.‬‬

‫الهتمام باجلانب اخلريي‪ ،‬ماذا يريد اأن‬ ‫يقدم ملجتمعه؟ لأمته؟ كم برناجماً يريد‬ ‫اأن ي�شارك فيه؟ وما هي نوعية امل�شاركة؟‬ ‫ومتى يكون زمن امل�شاركة؟‬

‫اأن�سطة املحا�سن الرتبوية ال�سيفية‬ ‫هناك العديد م��ن املحا�شن الرتبوية‬ ‫م�ستوى االأ�سرة واملجتمع‬ ‫مبا اأن الأ�شرة تعلن حالة الطوارئ اأثناء والجتماعية التي يقام فيها جمموعة‬ ‫الدرا�شة لتكري�س كل جهدها ووقتها من الأن�شطة والربامج املنوعة يف اإحدى‬ ‫لتحقيق غاية النجاح والتفوق‪،‬‬ ‫فالبد اإذن من تعوي�س ذلك‬ ‫يف الإج���ازة‪ ،‬مبا يحقق درج� ًة‬ ‫من التوازن والر�شا والإ�شباع‬ ‫النف�شي جلميع اأفراد الأ�شرة‪،‬‬ ‫وعنا�شر هذا التعوي�س كثرية‬ ‫منها ‪:‬‬ ‫اأن العطلة فر�شة ل�شلة الرحم‬ ‫وتقوية الروابط الأ�شرية‪ ،‬ول‬ ‫با�س من التنزه وال�شفر املباح‬ ‫لتغيري الأج��واء وطرد الروتني‬ ‫وامللل من حياتنا‪ ،‬فنحن بحاجة‬ ‫اإىل التجديد بني فرتة واأخرى‬ ‫ل�شتعادة الن�شاط ومن اأجل‬ ‫جت��دد الأف��ك��ار والإب����داع يف‬ ‫اأعمالنا‪.‬‬ ‫اأما على م�شتوى املجتمع فمثل‬

‫اأهمية االأن�سطة ال�سيفية‬ ‫تكت�شب الأن�شطة ال�شيفية اأهمية بالغة‬ ‫كونها تاأتي يف مرحلة الإج��ازة ال�شيفية‬ ‫بعد عام درا�شي طويل ومنهك يحتاج فيه‬ ‫الأطفال اإىل الرتفيه واللعب وال�شتمتاع‬ ‫وال�شتفادة‪ ،‬وا�شتثمار مكت�شباتهم من‬ ‫التعلم الر�شمي يف ظل اأجواء تتيح الفر�شة‬ ‫للتعبري عن ذواتهم وامل�شاركة الن�شطة التي‬ ‫تعزز لديهم امل�شئولية‪.‬‬ ‫بالإ�شافة اإىل ذلك فاإن لهذه الأن�شطة‬ ‫فوائد عظيمة يقطف ثمارها اأبناوؤنا خالل‬ ‫اإجازة ال�شيف الطويلة‪ ،‬اأهمها‪:‬‬ ‫‪.1‬اإن اأهمية الأن�شطة تنبع من كونها تهتم‬ ‫بعن�شرين يعتربان من اأهم واأقوى مقومات‬ ‫تقدم املجتمع ‪ ..‬وهما النا�شئة واأوقات‬ ‫الفراغ‪ ،‬فت�شاعد الأن�شطة ال�شيفية على‬ ‫قتل الفراغ بالعلوم واملعارف واملهارات‬ ‫املفيدة لالأبناء‪ ،‬قال ر�شول اهلل �شلى اهلل‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٨٥-‬‬

‫عليه و�شلم‪" :‬نعمتان مغبون فيهما كثري من‬ ‫النا�س‪ :‬ال�شحة والفراغ" (رواه البخاري)‪.‬‬ ‫‪.2‬بناء ال�شخ�شية املتوازنة للطالب يف‬ ‫�شوء العقيدة الإ�شالمية ال�شمحة بعيداً‬ ‫عن الأفكار املنحرفة وال�شاذة‪ ،‬وتعزيز القيم‬ ‫الدينية والأخالقية من خالل احرتام‬ ‫الآخ��ري��ن وم�شاركتهم والتعاون معهم‬ ‫واإ�شاعة روح املحبة والإخاء فيما بينهم‪.‬‬ ‫‪.3‬ا�شتثمار اأوقات الأبناء بربامج تربوية‬ ‫متنوعة وهادفة‪ ،‬لكت�شاف مواهب الأبناء‬ ‫واإبداعاتهم و�شقلها‪ ،‬ورعايتها واإك�شابهم‬ ‫امل��ه��ارات واخل��ربات امليدانية؛ ليكونوا‬ ‫اأدوات بناء يف خدمة الوطن واملجتمع‪.‬‬ ‫‪.4‬تعترب الأن�شطة ال�شيفية فر�شة لبناء‬ ‫اأخالق راقية يف نفو�س الأبناء نتيجة الإيثار‬ ‫الذي يحيط بعمل اجلماعات‪ ،‬وت�شاعدهم‬ ‫على العمل بروح الفريق الواحد وتغليب‬ ‫الإيثار على الأثرة وحب الذات وتغليب‬ ‫امل�شلحة العامة على امل�شلحة الفردية‬ ‫اخلا�شة ويكت�شب مهارات يف القدرة على‬ ‫حل امل�شكالت والقدرة على التخطيط‬ ‫ال�شليم وهذا ينعك�س على قدرته على‬ ‫الت��خ�����طيط للم�شتقبل‪.‬‬ ‫‪.5‬اإن تواجد الأبناء �شمن جمموعة داعمة‬ ‫تت�شابه نوعاً ما يف املراحل العمرية واجلن�س‬ ‫وامليول‪ ،‬ت�شاعدهم ب�شكل فعال على‬ ‫التعبري عن م�شاعرهم واأفكارهم‪ ،‬وتعطي‬ ‫لالأبناء ر�شالة باأن هناك قوا�شم م�شرتكة‬ ‫يف جتاربهم احلياتية بني بع�شهم البع�س‪،‬‬ ‫ف�شعوره اأن��ه لي�س وحيداً يف م�شاعره‬ ‫وخماوفه واأح��الم��ه يولد لديه ال�شعور‬ ‫الراحة والطماأنينة‪.‬‬ ‫‪.6‬زيادة وعي الأبناء بالواقع الجتماعي‬ ‫وتعريفهم باحلياة واملجتمع من حولهم‬ ‫وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم ‪،‬واإعدادهم‬ ‫للم�شاركة يف خدمة املجتمع‪ ،‬وه��ذا‬ ‫مينح الأبناء ال�شعور بالقدرة وال�شيطرة‬ ‫والإح�شا�س بالإيجابية والتفاعل مع ق�شايا‬ ‫حميطهم‪ ،‬ويثبتوا لأنف�شهم باأنهم عوامل‬ ‫بناء ل هدم يف املجتمع‪.‬‬ ‫‪.7‬تعترب الأن�شطة ال�شيفية مبثابة اأدوات‬ ‫العالج الأ�شا�شية الناجحة لالأطفال الذين‬ ‫‪-٨٦‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫ميرون بتجارب �شعبة يف طفولتهم مثل‪ :‬اأو غري ذلك‪ ،‬مما فيه م�شلحة ومنفعة‪ ،‬لأن‬ ‫العنف الأ�شري‪ ،‬طالق الوالدين‪ ،‬التحر�س ذلك يعينهم على تربية اأولدهم‪ ،‬ويكف‬ ‫اجلن�شي‪...‬الخ‪ ،‬اإذ ت�شاعد التمارين اأولدهم عن اأ�شباب ال�شر والف�شاد"‪.‬‬ ‫الريا�شية والألعاب احلركية املختلفة على‬ ‫نقطتني اأخريتني‬ ‫ال�شيطرة على ج�شمه وا�شتعادة توازنه‬ ‫اأود اأن اأ�سري لهما هنا‬ ‫اجل�شمي مثلما ت�شاعد األعاب اخليال على‬ ‫االأوىل‪ :‬علينا اأن نحر�س كل احلر�س‬ ‫ا�شتعادة التوازن النف�شي‪.‬‬ ‫‪.8‬تك�شب الأب��ن��اء م��ه��ارات التخطيط على اأن نكون القدوة احل�شنة لأبنائنا‬ ‫والتنفيذ للربامج وامل�شروعات امليدانية يف ال�شتفادة من الإج��ازة؛ لأن الأبناء‬ ‫ُيق ّلدون الآب��اء والأمهات يف كل �شيء‬ ‫الهادفة‪.‬‬ ‫تقريباً‪ ،‬فبقدر ما ن�شتفيد نحن من اإجازتنا‬ ‫ب�شكل ير�شي اهلل عز وجل‪ ،‬ونبتعد عن‬ ‫فتوى ال�سيخ ابن العثيمني‬ ‫معا�شيه‪ ،‬بقدر ما ينعك�س ذل��ك على‬ ‫عن املراكز ال�سيفية‬ ‫يقول رحمه اهلل‪":‬املراكز ال�شيفية فال �شلوك اأفراد الأ�شرة‪.‬‬ ‫�شك اأن فيها فوائد كثرية ولو مل يكن منها الثانية‪ :‬اإن رفاق ال�شوء يعتربون من اأهم‬ ‫اإل كف ال�شباب عن الت�شكع يف الأ�شواق املوؤثرات املبا�شرة على طريقة ق�شاء الإجازة‬ ‫واإ�شاعة الوقت‪ ،‬ول �شيما اإذا كان على لأولدن��ا‪ ،‬فهم يرتب�شون بهم‪ ،‬والأعمال‬ ‫ه��ذه امل��راك��ز اأن��ا���س معرفون بال�شالح والعادات ال�شيئة كثرية ويف متناول اليد‪.‬‬ ‫واحلقائق والدرا�شات ت�شري اإىل اأن ق�شماً‬ ‫والرتبية احل�شنة‪ ،‬والتوجيه احل�شن ‪.‬‬ ‫واأحث طلبة العلم على الت�شال بهذه كبرياً من امل�شاكل التي حتدث لأبنائنا تاأتي‬ ‫املراكز‪ ،‬واإلقاء املحا�شرات فيها‪ ،‬بل واإلقاء يف اأوقات الإجازة؛ لأن الإجازة بالإ�شافة‬ ‫الدرو�س اإذا اأمكن ملا يف ذلك من اخلري اإىل كونها تتيح فر�شة كبرية من الفراغ‬ ‫الكثري‪ ،‬واأح��ث اإخ��واين املواطنني على الذي قد يوؤدي بالبع�س اإىل اتخاذ و�شائل‬ ‫اأن يلحقوا اأولدهم يف كل عمل خريي‪ ،‬جديدة ورمبا �شيئة لتم�شية الوقت‪ُ ،‬يعترب‬ ‫منها هذه املراكز‪ ،‬اأو حلقات حتفيظ القراآن اأي�شاً جما ًل وا�شعاً لغياب الرقابة عليهم‪.‬‬

‫الفقه الع�شكري‬

‫و�سائل القتال امل�سروعة يف االإ�سالم‬ ‫اإعداد الباحثة ‪ /‬اليازيه علي الكعبي‬ ‫االإ�سالم دين الرحمة وامل�ساحمة والعفو‪ ،‬دين التاآلف والوئام والتعاون‪ ،‬دين‬ ‫ال�سالم واالأمان‪ ،‬وهي االأ�س�ض الثابتة التي يتعامل بها مع جميع النا�ض‪ ،‬و َمن‬ ‫نظر اإىل ما ورد يف القراآن وال�سنة ب�ساأن ال�سلم واالأمان وحقن الدماء حكم‬ ‫باأ�سالة ال�سلم وطروء القتال نتيج ًة لظروف خارجية وداخلية وحتديات‬ ‫مت�ض الدين يف كيانه ووجوده‪.‬‬ ‫خطرية ّ‬ ‫اأ�سباب القتال يف االإ�سالم‪:‬‬

‫ملَّا كان القتال يف الإ�شالم قتا ًل يف �شبيل‬ ‫اهلل‪ ،‬كان ل ُب َّد اأن ينتظم وين�شبط مبا �شرعه‬ ‫اهلل �شبحانه وتعاىل‪ ،‬ولو نظرنا اإىل الواقع‬ ‫التاريخي بعمق وواقعية لوجدنا اأن جميع‬ ‫معارك الإ�شالم كانت معارك دفاعية لرد‬ ‫عدوان واقعي اأو حمتمل الوقوع ورفع‬ ‫الظلم عن امل�شت�شعفني وخ�شو�شاً يف‬ ‫�شدر الإ�شالم‪.‬‬ ‫اهللّ‬ ‫ِيل ِ‬ ‫يقول اهلل تعاىل‪َ (:‬وقَا ِت ُلو ْا ِيف َ�شب ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ا َّلذِ َين ُيقَا ِت ُلونَ ُك ْم َو َل َت ْع َت ُدو ْا اإِنَّ اهلل َل‬ ‫ُيحِ ِّب ا ْملُ ْع َتدِ َين) (البقرة‪.)190 :‬‬ ‫ويقول الر�شول (�شلى اهلل عليه و�شلم)‪:‬‬ ‫"�شريوا با�شم اهلل‪ ،‬ويف �شبيل اهلل‪ ،‬قاتلوا‬ ‫َم ْن َك َف َر باهلل‪ ،‬ول متثِّلوا ول تغدروا"(رواه‬ ‫الإمام اأحمد وابن ماجة)‪.‬‬ ‫اأ�ساليب القتال عند امل�سلمني‪:‬‬

‫الإ�شالم‪ ،‬فقد اأو�شى ر�شول اهلل �شلى‬ ‫علي‪ ،‬ل‬ ‫اهلل عليه واآله بذلك قائ ًال‪« :‬يا ّ‬ ‫تقاتل اأحداً ح ّتى تدعوه اإىل الإ�شالم‪،‬‬ ‫واأمي اهلل لأن يهدي اهلل ع ّز ّ‬ ‫وجل على‬ ‫يديك رج ًال خري لك مما طلعت عليه‬ ‫ال�شم�س وغربت ولك ولوؤه"‪( .‬م�شتدرك‬ ‫الو�شائل‪:‬الطرب�شي)‪.‬‬ ‫ثانياً‪:‬اخلدعة احلربية‪:‬‬ ‫اتفق العلماء على جواز خداع الكفار يف‬ ‫احلرب كيف اأمكن اخلداع با�شتخدام‬ ‫احليل واملكائد التي تقت�شيها احلرب‪،‬‬ ‫اإ َّل اأنْ يكون فيه نق�س ٍ‬ ‫عهد اأو اأمانٍ ‪،‬‬ ‫فال يحل‪ ،‬ورد عن اأبي هريرة ر�شي اهلل‬ ‫عنه قال‪ :‬قال ر�شول اهلل �شلى اهلل عليه‬ ‫و�شلم‪" :‬احلرب خدعة" (اأخرجه م�شلم‬ ‫يف �شحيحه)‪.‬‬ ‫ومنه فعل علي بن اأبي طالب_ر�شي اهلل‬ ‫عنه_ حني بارزه عمرو بن عبد ود‪ ،‬قال‬ ‫له‪":‬األي�س قد �شمنت يل اأن ل ت�شتعني‬ ‫علي بغريك؟ فمن هوؤلء الذين دعوتهم؟‬ ‫ّ‬ ‫علي‬ ‫ف�شرب‬ ‫لذلك‪،‬‬ ‫كامل�شتبعد‬ ‫فالتفت‬ ‫ّ‬ ‫�شاقيه �شربة قطع رجليه"(املغني‪ :‬ابن‬ ‫قدامه)‪.‬‬

‫جند يف اأ�شاليب النبي �شلى اهلل عليه‬ ‫و�شلم يف القتال خري تطبيق لتلك املبادئ‪،‬‬ ‫حيث مل تكن تلك الأ�شاليب متخ ِّلف ًة‬ ‫عما كان معروفاً يف احلروب اآنذاك‪ ،‬كما‬ ‫َّ‬ ‫اأ َّنها كانت منطلق ًة من رحمة الإ�شالم‬ ‫ومعامالته واآدابه واأحكامه‪.‬‬ ‫ومن تلك الأ�شاليب � على �شبيل التمثيل‬ ‫ل احل�شر � نذكر‪:‬‬ ‫ثالثاً‪:‬الق�شف واحل�شار ومنع املاء والطعام‪:‬‬ ‫من �شمن الأ�شاليب امل�شروعة التي اتبعها‬ ‫النبي �شلى اهلل عليه و�شلم حيث ورد عن‬ ‫اأو ًل‪ :‬حرمة القتال قبل اإلقاء احلجة‪:‬‬ ‫مهما كانت دوافع واأ�شباب القتال فهو مكحول اأن النبي �شلى اهلل عليه و�شلم‬ ‫حم ّرم قبل اإلقاء احلجة على اأعداء ق�شف اأهل الطائف باملنجنيق‪،‬ون�شب‬

‫عمرو بن العا�س املنجنيق على اأهل‬ ‫الإ�شكندرية حني حا�شرها (�شنن‬ ‫البيهقي)‪.‬‬ ‫وحا�شر �شلى اهلل عليه و�شلم اأهل الطائف‬ ‫ب�شعة ع�شر يوماً اأو �شهراً كام ًال‪ ،‬وقطع املاء‬ ‫عن اأهل ح�شن من ح�شون ال ّنطاة بخيرب‬ ‫بعد اأن اأُخرب اأن لهم ذيو ًل(الذيول‪:‬جدول‬ ‫املاء) حتت الأر�س ي�شربون منها‪ ،‬فقطعها‬ ‫عنهم حتى عط�شوا‪ ،‬فخرجوا وقالتوا حتى‬ ‫اأظفر اهلل ر�شوله �شلى اهلل عليه و�شلم‬ ‫بها(زاد املعاد‪:‬ابن القيم)‪ ،‬كما اأخذ براأي‬ ‫ا ُحلباب بن املنذر ر�شي اهلل عنه بتغوير‬ ‫املياه حتى ل ي�شرب امل�شركون‪ .‬ويكون‬ ‫املق�شود بالق�شف املقاتلون والأهداف‬ ‫الع�شكرية قدر الإمكان‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬حترمي قتل من لي�س لهم �شاأن يف‬ ‫القتال‪:‬‬ ‫ابن‬ ‫كالن�شاء والأطفال وال�شيوخ‪ ،‬وعن ِ‬ ‫ُعم َر َر ِ�ش َي َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ر�شول َّ ِ‬ ‫اهلل َع ْن ُهما‪:‬اأنَّ‬ ‫اهلل َ�ش َّلى‬ ‫َّ ُ‬ ‫بع�س‬ ‫اهلل َع َل ْي ِه َو َ�ش َّل َم راأى امراأ ًة َمقتول ًة يف ِ‬ ‫وال�شبيانِ (متفق‬ ‫َمغَازِي ِه‪ ،‬فاأَنْ َك َر َق ْت َل ال ِّن�شا ِء ِّ‬ ‫علي ِه)‪.‬ومن نهج الإ�شالم ما قاله اأبو بكر‬ ‫ال�شديق ر�شي اهلل عنه يو�شي ُق ّواد جي�س‬ ‫اأ�شامة‪":‬اأُ ِ‬ ‫و�ش ُيك ْم ِب َع ْ�ش ٍر ف َْاحف َُظو َها َع ِّني‪:‬‬ ‫ل تَخُ و ُنوا‪َ ،‬ول َت ُغ ُّلوا‪َ ،‬ول متُ َ ِّث ُلوا‪َ ،‬ول‬ ‫َت ْق ُت ُلوا طِ ْف ًال َ�شغِرياً‪َ ،‬ول �شَ ْيخاً َكبِرياً‪،‬‬ ‫َول ا ْم َراأَةً‪َ ،‬ول َتق َْط ُعوا نَ ْخ ًال‪َ ،‬ول ُ َحت ِّر ُقو ُه‪،‬‬ ‫َول َتق َْط ُعوا �شَ َجراً ُم ْثمِ راً‪َ ،‬ول َت ْذ َب ُحوا �شَ اةً‪،‬‬ ‫َول َب َق َرةً‪َ ،‬ول َبعِرياً‪ ،‬اإِ َّل ملِ َ ْن اأَ َرا َد اأَ ْك َل ُه‪،‬‬ ‫َو َ�ش َت ُم ُّرونَ ِباأَ ْق َو ٍام اأَ ْه ِل َ�ش َوا ِم َع‪ ،‬ف ََد ُعو ُهم‬ ‫َو َما َف َّر ُغوا اأَنْف َُ�ش ُه ْم َل ُه"‪.‬وهذا احلكم حمل‬ ‫اتفاق الفقهاء‪ .‬فالإ�شالم ل يرغب يف‬ ‫القتال اإ ّل ا�شطراراً‪ ،‬ول ي�شتهدف اإ ّل‬ ‫الهداية والإ�شالح‪ ،‬ولذا ح ّرم قتل من‬ ‫ُذكر‪ ،‬واإن كانوا من الأعداء‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٨٧-‬‬

‫توجيهات تربوية‬

‫اأ�ش�س املعا�شرة الزوجية الناجحة‬ ‫(اجلزء الثاين)‬ ‫اإعداد‪ /‬عبدالعزيز حممد احلمادي‬ ‫اإن مــن اأهــم مــفــردات المعا�سرة‬ ‫بالمعروف بالكلمة الطيبة‪ ،‬ومراعاة‬ ‫الم�ساعر واالأحا�سي�ض عند الزوجة‬ ‫وذلك بما يلي‪:‬‬ ‫اأ‪ -‬التلطف في الحديث مع الزوجة‪ :‬وذلك‬ ‫بالكلمة الحانية‪ ،‬والبت�شامة الحلوة؛ اإذ اإن‬ ‫كثيراً من النا�س تعمل فيهم الكلمة الطيبة‪،‬‬ ‫فتبعث فيهم الأمل والحياة‪ ،‬وي�شعرون بالرتياح‬ ‫وخا�شة الن�شاء‪ ،‬يقول عليه ال�شالة وال�شالم‪:‬‬ ‫«والكلمة الطيبة �شدقة» ويقول ‪«:‬ل تحقرن من‬ ‫المعروف �شيئاً ولو اأن تلقى اأخاك بوجه طلق»‪،‬‬ ‫ومن اأحق من الزوجة بهذه ال�شدقة ؟؟!! فهي‬ ‫اأولى النا�س اأن يتعامل معها بمقت�شى هذا‬ ‫التوجيه النبوي ال�شريف‪.‬‬ ‫‪-٨٨‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫وليعلم الرجل اأن الكلمة القا�شية والنابية‪،‬‬ ‫والعب�س المكفهر ل يغير �شيئاً مما يكره‪ ،‬بل‬ ‫ربما زاد القلوب نفوراً والنفو�س ت�شجراً‪.‬‬ ‫ومن ح�شن المعا�شرة كف الأذى عن الزوجة‬ ‫�شواء اأكان بالل�شان اأم باليد‪ ،‬فال ي�شمعها‬ ‫مكروها ول ي�شتمها ول يقبح ول ي�شرب‬ ‫دون موجب‪ ،‬لذلك فقد قال عليه ال�شالة‬ ‫وال�شالم ي�شتنكر على �شيئ الخلق مع‬ ‫الزوجة وينهى عن ذلك‪« :‬يعمد اأحدكم‬ ‫فيجلد امراأته جلد العبد‪ ،‬فلعله ي�شاجعها‬ ‫اآخر يومه» فكيف يجتمع مثل هذا اللون من‬ ‫المعاملة مع ال�شتمتاع؟؟!!‬ ‫ب‪ -‬حفظ اأ�شرار الزوجية‪ :‬فال يف�شي للزوجة‬ ‫�شراً ول يذكر لها عيباً اإذ اإنه الأمين عليها‬

‫والمطالب برعايتها والذود عنها‪ ،‬واإن من‬ ‫اأخطر الأ�شرار اأ�شرار الفرا�س‪ ،‬فاإن للزوجية‬ ‫قد�شيتها واأ�شرارها التي ل ينبغي لغير‬ ‫الزوجين معرفة �شيء عنها‪ ،‬ول �شك اأن‬ ‫من اأعظم ما يجب اأن يحفظ ما يكون بين‬ ‫الزوجة وزوجها من عالقة خا�شة‪ ،‬فال ي�شح‬ ‫اأن يكون حديثاً في المجال�س اأو �شمراً في‬ ‫الندوات مع الأ�شدقاء وال�شديقات‪ ،‬فعن‬ ‫اأبي �شعيد الخدري قال‪ :‬قال ر�شول اهلل‪:‬‬ ‫«اإن من اأ�شر النا�س منزلة عند اهلل يوم القيامة‬ ‫الرجل يف�شي اإلى امراأته وتف�شي اإليه ثم‬ ‫ين�شر �شرها»‪.‬‬ ‫وعن اأ�شماء بنت يزيد اأنها كانت عند ر�شول‬ ‫اهلل والرجال والن�شاء قعود عنده فقال‪ :‬لعل‬

‫رج ًال يقول ما فعل باأهله‪ ،‬ولعل امراأة تخبر‬ ‫ما فعلت مع زوجها ف�اأرم القوم (�شكتوا)‬ ‫فقلت‪ :‬اإي واهلل يا ر�شول اهلل اإنهم ليقولون‬ ‫واإنهن ليقلن‪ ،‬فقال‪«:‬ل تفعلوا فاإنما مثل ذلك‬ ‫مثل �شيطان لقي �شيطانة فغ�شيها والنا�س‬ ‫ينظرون»‪.‬‬ ‫ج‪ -‬اإقالة عثرات الزوجة والتغا�شي عن‬ ‫الزلت ما اأمكن‪ :‬اإن الكمال هلل وحده فال‬ ‫يت�شور الرجل اأنه �شيجد المراأة التي ل‬ ‫تخطئ اأو الخالية من العيب‪ ،‬فال الزوج يمكنه‬ ‫اأن يجد امراأة فيها كل ما يريد من �شفات‪،‬‬ ‫ول المراأة �شتجد رج ًال خالياً من العيوب‬ ‫وفيه كل ما تريد‪ .‬ولذا فالرجل الناجح في‬ ‫زواجه هو الذي ل يتعقب الم�شائل �شغيرها‬ ‫وكبيرها‪ ،‬ول يعاتب في كل الأمور‪.‬‬ ‫واإذا كان الإن�شان ل ي�شتطيع اأن يتخل�س من‬ ‫كثير من العيوب التي فيه فكيف نريد من‬ ‫الآخرين اأن يكونوا كما نريد ونحن عاجزون‬ ‫اأن نكون كما نريد؟! وعلى الزوج اأن يجعل‬ ‫اأمام ناظريه دائماً قول ر�شول اهلل‪« :‬وا�شتو�شوا‬ ‫بالن�شاء خيراً فاإنهن خلقن من �شلع‪ ،‬واإن‬ ‫اأع��وج �شيء في ال�شلع اأع��اله فاإن ذهبت‬ ‫تقيمه ك�شرته‪ ،‬واإن تركته لم يزل اأعوج‪،‬‬ ‫فا�شتو�شوا بالن�شاء خيرا»‪.‬‬

‫د‪ -‬تجاهل اإح�شا�س الزوجة وم�شاعرها‪:‬‬ ‫وذل��ك ب�اأن يرفع الكلفة بينه وبينها دون‬ ‫�شوابط‪ ،‬فاإنه مما ل �شك فيه اأنه ل يعقل اأن‬ ‫تكون كلفة بين المرء وزوجه‪ ،‬ولكن الذي‬ ‫يحذر منه اأن يفهم ذلك فهماً خاطئاً من‬ ‫الزوج بل يجب على الزوج العلم باأن اإزالة‬ ‫الكلفة ل تعني اإزالة الحترام المتبادل‪ ،‬كما‬ ‫يح�شل من بع�س الأزواج اأن منها ما ي�شئ‬ ‫اإلى كرامتها ولو اكت�شب ذلك ثوب المزاح‬ ‫قد يحدث جرحا في قلبها ينزف �شغنا‬ ‫وحقداً‪ ،‬وخا�شة اإذا كان ذلك اأمام الآخرين‬ ‫ومر دون اعتذار من المخطئ‪ ،‬وربما اأوجد‬ ‫مثل هذا الفهم وهذا الت�شرف نفرة من الزوج‬ ‫اأو من الزوجة توؤدي بكل اأ�شباب ال�شعادة في‬ ‫حياة الزوجين كلها‪ .‬واإن دار بينهما نقا�س‬ ‫ما فاإن على الزوجين اأن يحترم كل منهما‬ ‫الآخر‪ ،‬وليكن النقا�س المبلل بندى العاطفة‬ ‫ال�شبيل الذي يرجع اإليه‪ .‬ومن الخير األ‬ ‫يطول النقا�س واأل ي�شل اإلى حد المراء‪ ،‬فاإن‬ ‫تنازل اأحدهما لالآخر عندما يبدو له ال�شواب‬ ‫لدليل على رجاحة العقل والراأي‪.‬‬ ‫ه� ‪ -‬التق�شير في حق الزوجة والن�شغال‬ ‫عنها‪ :‬اإنه مما ي�شاعد على النفور بين الزوجين‬ ‫ويو�شل اإلى التنازع والختالف الذي بدوره‬

‫قد ي�شل اإلى الفرقة بينهما هو اأن ين�شغل‬ ‫الزوج عن بيته اأو عن زوجته باأمور مختلفة‬ ‫لأوق��ات طويلة‪ .‬اإذ اإن ذلك يجعل المراأة‬ ‫اأ�شيرة الهواج�س وال�شكوك كلما جل�شت‬ ‫لوحدها وهي ترى اأن الزوج قليل الهتمام‬ ‫بها ول ي�شعر بوجودها‪.‬‬ ‫اإن الجلو�س مع الزوجة والحديث اإليها‬ ‫وموؤان�شتها يزيد من تعلق المراأة بزوجها وهو‬ ‫الطريق الأ�شا�شي للمعا�شرة الح�شنة‪ ،‬وكم‬ ‫من الأزواج من يق�شي ال�شنوات الطوال ول‬ ‫يفهم بع�شهم بع�شاً لعدم اإمكانية الموازنة‬ ‫بين ان�شغاله المتكرر وبين حق الزوجة في‬ ‫الموؤان�شة والمعا�شرة‪.‬‬ ‫اإن الموازنة بين هذه الحقوق اأمر مطلوب من‬ ‫الزوج‪ ،‬ول يقوى عليه اإل الواعون‪ ،‬والتفريط‬ ‫في الموازنة تفريط في ا�شتقرار الحياة‬ ‫الزوجية والحياة المتكاملة بين الزوجين‪.‬‬ ‫ومن اأمثلة هذا التفريط‪:‬‬ ‫‪ -1‬اإن من الأزواج من ي�شغله عن حق الزوجة‬ ‫والأ�شرة كثرة العمل ومحاولة ك�شب المال‬ ‫وجمعه‪ ،‬فترى الواحد منهم يكدح طوال‬ ‫النهار وربما طرفاً من الليل‪ ،‬ول يعود اإلى‬ ‫منزله اإل وهو مهدود القوى منهك الج�شم‬ ‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٨٩-‬‬

‫وقد ا�شتنفد كل طاقته في العمل حتى‬ ‫لم يعد لديه ال�شتعداد النف�شي للحديث‬ ‫عن الموؤان�شة والمالطفة‪ ،‬فياأوي اإلى فرا�شه‬ ‫منهاراً متعباً‪ ،‬وربما ياأتي متاأخراً فيجد زوجته‬ ‫غارقة في النوم بعد اأن طال عليها النتظار‪.‬‬ ‫نعم ك�شب المال في مثل هذه الحال‪ ،‬لكنه‬ ‫في مقابل ذلك قد يخ�شر الحياة الزوجية لأنه‬ ‫لي�س من ال�شهل اأن تقبل المراأة في هذه‬ ‫الحياة اإن طالت‪.‬‬ ‫‪ -2‬هناك من الأزواج من ين�شغلون عن‬ ‫ن�شائهم بمعا�شرة الأ�شدقاء وح�شور الحفالت‬ ‫وال�شهرات‪ ،‬فترى الواحد منهم بعيدا عن‬ ‫بيته واأهله معظم الأوق���ات‪ ،‬حتى ي�شل‬ ‫الأمر ببع�شهم اأنه اإذا لم يذهب لل�شهر مع‬ ‫اأ�شدقائه دعاهم اإلى بيته وعندها فهو مكلف‬ ‫ب�شيافتهم وخدمتهم‪ ،‬و�شتكون الزوجة في‬ ‫هذه الحال م�شوؤولة عن اإعداد ما �شيقدم‬ ‫ل�شيوفه الذين ربما �شهروا عنده لوقت متاأخر‬ ‫من الليل كذلك‪ .‬اإن مثل هذا الت�شرف قد‬ ‫يك�شب الزوج ود اأ�شدقائه‪ ،‬وربما يك�شب‬ ‫�شمعة اجتماعية جيدة‪ ،‬ولكنه يعر�س نف�شه‬

‫‪-٩٠‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫لخ�شران ال�شعادة الأ�شرية‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإن من الأزواج من ي�شغل نف�شه باأمور‬ ‫تعبدية فيزهد في الحياة الدنيا ومتعها‪،‬‬ ‫فيق�شي وقته قائماً في الليل �شائماً في النهار‪،‬‬ ‫وقد ا�شتنكر ر�شول اهلل مثل هذا الت�شرف‬ ‫لأنه على ح�شاب حقوق اأخرى‪ .‬ول يغيب‬ ‫عن البال ق�شة ال�شحابي الجليل اأبي الدرداء‬ ‫مع ال�شحابي الجليل �شلمان الفار�شي ‪ ،‬وقد‬ ‫اآخى النبي بينهما‪ ،‬فزار �شلمان اأبا الدرداء‬ ‫فراأى اأم الدرداء متبذلة فقال لها‪ :‬ما �شاأنك؟‬ ‫قالت‪ :‬اأخوك اأبو الدرداء لي�س له حاجة في‬ ‫الدنيا‪ .‬فجاء اأبو الدرداء ف�شنع له طعاماً فقال‬ ‫له‪ :‬كلْ ‪ ،‬قال‪ :‬فاإني �شائم‪ ،‬قال �شلمان‪ :‬ما اأنا‬ ‫باآكل حتى تاأكل‪ .‬قال‪ :‬فاأكل‪ ،‬فلما كان الليل‬ ‫ذهب اأبو الدرداء يقوم‪ ،‬فقال‪ْ :‬نم‪ .‬فلما كان‬ ‫اآخر الليل قال �شلمان‪ :‬قم الآن ّ‬ ‫ف�شل‪ .‬فقال‬ ‫له �شلمان‪ :‬اإن لربك عليك حقا‪ ،‬ولنف�شك‬ ‫عليك حقا‪ ،‬ولأهلك عليك حقا‪ ،‬فاأعط كل‬ ‫ذي حق حقه‪ .‬فاأتى النبي فذكر ذلك له‪،‬‬ ‫فقال له النبي ‪�«:‬شدق �شلمان»‪.‬‬ ‫اإن امتثال هوؤلء الذين فقدوا القدرة على‬

‫الموازنة بين حقوقهم وحقوق زوجاتهم ل‬ ‫يلبثون اأن ي�شتيقظوا من غفلتهم حتى يجدوا‬ ‫اأنف�شهم في واد واأهلهم في واد اآخر‪� ،‬شواء‬ ‫الزوجة اأو الأبناء من حيث الفكر وال�شلوك‬ ‫وذلك ب�شبب تركهم خا�شعين لموؤثرات‬ ‫اأخرى من و�شائل اإعالم و�شحافة وبيئة �شاد‬ ‫فيها النحراف والعالقات الم�شبوهة‪ ،‬واإنه‬ ‫لمن اأ�شعب الأم��ور على النف�س اأن يرى‬ ‫المرء زوجه واأولده ي�شيرون في طريق غير‬ ‫طريقه‪ ،‬وربما في طريق ال�شالل والنحراف‪،‬‬ ‫ويومئذ ل ينفع الندم والتح�شر‪ ،‬وقد يوؤدي‬ ‫ذلك اإلى التنافر والم�شاحنة ثم الطالق‪.‬‬ ‫اإن الن�شغال عن الأه��ل تفريط في حق‬ ‫بي��ن؛ اإذ‬ ‫الرجل نف�شه والأ�شرة كلها‪ ،‬وظلم ّ‬ ‫كيف ي�شوغ الإن�شان لنف�شه اأن يحب�س زوجته‬ ‫وينطلق من�شغال باأعماله وزياراته وقراءاته‬ ‫وعبادته ويترك �شريكة حياته نهباً للو�شاو�س‬ ‫والخطر‪ ،‬اأو يتركها لالنغما�س في المجتمع‬ ‫الذي ي�شير في طريق اآخر‪ ،‬والتي في النهاية‬ ‫قد تكون �شبباً في ت�شدع الحياة الزوجية‬ ‫واإنهائها‪.‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٩١-‬‬

‫طب‬

‫بع�س اأمرا�س اجلهاز اله�شمي‬ ‫د‪.‬جمدي �سالح الدين كامل‬ ‫الد�سنطاريا (الـ ُزحار)‬ ‫ُيطلق ا�شم الد�شنطاريا على مجموعة من‬ ‫المعدية التي ُت�شبب التهابات‬ ‫الأمرا�س ُ‬ ‫في الأمعاء الغليظة وتتميز بالإ�شهال‬ ‫الم�شحوب بالمخاط والدم مع الزحير‬ ‫‪ Tones Muss‬وهو ال�شعور بالحاجة‬ ‫الملحة اإل��ى التغوط من دون خروج‬ ‫كميه كبيرة من الغائط ومن دون ال�شعور‬ ‫بالراحة بعد التغوط ‪ .‬ومن اأ�شهر اأ�شباب‬ ‫الد�شنطاريا‪:‬‬ ‫‪ -1‬الد�سنطاريا البا�سيلية‬ ‫و�شببها ميكروب ع�شوي ي�شمى �شيمبال‬ ‫وهو على اأن��واع ‪D & C & B & A‬‬ ‫‪-٩٢‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫وتنتقل العدوى بالبراز من مري�س اأو حامل‬ ‫المر�س اإلى ال�شخ�س ال�شليم عن طريق‬ ‫ماء ال�شرب اأو الأطعمة اأو الذباب‪ ،‬تنت�شر‬ ‫الد�شنطاريا البا�شيلية في ريا�س الأطفال‬ ‫والمدار�س والمعاهد من دورات المياه‬ ‫والمطاعم القذرة وي�شكو المري�س عادة‬ ‫من مغ�س وارتفاع طفيف في درجة الحرارة‬ ‫مع اإ�شهال ب�شيط وي�شتمر المر�س في هذه‬ ‫الحالة الب�شيطة اأياماً قليلة ثم ي�شفى بعدها‬ ‫المري�س ويندر اأن يتحول المري�س اإلى‬ ‫حامل مزمن للميكروب‪ .‬اأما في الحالت‬ ‫ال�شديدة فالحمى مرتفعة ووجع البطن‬ ‫موؤلم والتعني والإ�شهال ل ينقطع ‪ 15‬مرة‬

‫‪ /‬يوم والدم في البراز غزير وفقد �شوائل‬ ‫الج�شم قد يوؤدى اإلى الجفاف ومثل هذه‬ ‫الحالت قد توؤدي اإلى م�شاعفات خطيرة‬ ‫والتهاب المفا�شل اأو التهاب قرحته العين‬ ‫والبع�س يوؤدي اإلى اللتهاب البرتيوني‬ ‫ويتم ت�شخي�س المر�س بتحليل البراز‬ ‫لف�شل الميكروب وعمل منظار قولوني‬ ‫حيث ُيبين التهاب �شامل بغ�شاء الأمعاء ‪.‬‬ ‫والوقاية خير من العالج باأتباع الأ�شاليب‬ ‫ال�شحية ال�شليمة في التعامل مع الأطعمة‬ ‫والم�شروبات واأكثر من الدوري على باعة‬ ‫المواد الغذائية واأبعاد حامل المر�س‬ ‫منهم لحين عالجهم‪ .‬اأما العالج فيعتمد‬

‫على الراحة التامة في الفرا�س مع تعوي�س‬ ‫�شوائل الج�شم المفقودة اإما بالفم بوا�شطة‬ ‫محلول معالجة الجفاف واإما بالوريد مع‬ ‫تعاطي الأدوي��ة الم�شادة «والأمب�شلين‬ ‫والترا�شيكلين» وم�شادات المغ�س ويحذر‬ ‫تناول م�شادات الإ�شهال حيث اإنها تمنع‬ ‫التخل�س من الميكروب وتبقيه داخل‬ ‫الأمعاء‪.‬‬ ‫‪ -2‬الد�سنطاريا االأميبية‬ ‫و�شببها ك�ائن وح�يد الخلية‪ ،‬ويوجد هذا‬ ‫الكائن على �شكلين هما‪:‬‬ ‫اأ‪ -‬الن�شيط المتحرك حيث اإنه يعي�س‬ ‫متحركاً في القولون ويغزو جدار الأمعاء‬ ‫محدثاً قرحاً متناثرة في الغ�شاء المخاطي‬ ‫وم�شبباً لأعرا�س المر�س من مغ�س بالبطن‬ ‫واإح�شا�س بعدم الراحة مع اإ�شهال رخو بال‬ ‫حمى ‪ 8 - 6‬مرات يومياً يحتوى على‬ ‫القليل من المخاط وال��دم‪ .‬وفى بع�س‬ ‫الأحيان النادرة ينتقل عبر الوريد البابي‬ ‫اإلى الكبد محدثاً خراجاً اأميبياً كبدياً من‬ ‫الع�شب الأيمن‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الحامل المتكي�س وهو الم�شوؤول عن‬

‫نقل العدوى بالبراز من المري�س اأو حامل‬ ‫المر�س اإلى ال�شخ�س ال�شليم عن طريق‬ ‫الماء والغذاء الملوثين بالأكيا�س‪ .‬ويتم‬ ‫ت�شخي�س المر�س بتحليل البراز لف�شل‬ ‫الميكروب �شواء في الط���ور ال�ن��شط�‬ ‫اأو في الط��ور المتكي�س وع�مل منظار‬ ‫قولوني لإظهار القروح المتناثرة تاركة‬ ‫الغ�شاء المخاطي �شليماً فيما بينها‪ .‬اإن‬ ‫الوقاية خير من العالج باتباع الأ�شاليب‬ ‫ال�شحية ال�شليمة في التعامل مع الأطعمة‬ ‫والم�شروبات‪ ،‬اأما العالج فيكون بتعوي�س‬ ‫ال�شوائل المفقودة م��ن الج�شم مع‬ ‫تجنب الأكالت الحريفة مع م��ش��ادات‬ ‫ال�ت�ق��ل��س وت�ع��اط��ى الأدوي���ة‬ ‫الم�ش��ادة «كاماترونيدازول» و«تنيدازول»‬ ‫وي�شتخدم دواء «الكلوروكوين» في عالج‬ ‫خراج الكبد الأميبي‪.‬‬ ‫‪ -3‬بلهار�سيا االأمعاء‬ ‫و�شببها المن�شقة المنونية التي تعي�س‬ ‫في الوريد البابي للكبد وترتحل اإلى‬ ‫جدار الأمعاء‪ ،‬حيث ت�شع عدداً كبيراً‬ ‫من البي�س ذات ال�شوكة الجانبية والذي‬

‫يخترق ج��دار الأم��ع��اء محدثاً التهاباً‬ ‫تتفاوت من ت�شلخات �شغيرة ُت�شبب األم‬ ‫بطن واإ�شها ًل ب�شيطاً اإلى زوائد التهابيه‬ ‫كبيرة ُت��شبه حبات العين‪ ،‬ت�شمى‬ ‫وت���شبب‬ ‫الواحدة منها �شليلة اأو بولي ُ‬ ‫األماً �شديداً في البطن مع اإ�شهال �شديد‬ ‫وتعنية مع وجود دم ومخاط غزير في البراز‬ ‫ويوؤدي تكرار النزف ال�شرجي اإلى الأنيميا‬ ‫وقد يحمد اللتهاب فتندثر البوي�شات‬ ‫وتتلك�س بتر�شب الكال�شيوم منها محدثه‬ ‫ما ن�شميه باللطعات الرملية اأو يحل محل‬ ‫اللتهاب ن�شيج ليفي كثيف ي�شبب �شيق‬ ‫في الأمعاء وت�شخي�س المر�س يعتمد‬ ‫على التحليل الجيد ل�شكوى المري�س مع‬ ‫التاأكد من تعامل المري�س مع مياه الترع‬ ‫والم�شارف في اأثناء ال�شتحمام اأو غ�شيل‬ ‫الثياب اأو القيام باأعمال الزراعة وفح�س‬ ‫بطن المري�س يك�شف للطبيب عادة عن‬ ‫ت�شخم في الكبد والطحال‪ .‬وللتاأكد من‬ ‫الت�شخي�س يتم عمل تحليل براز للك�شف‬ ‫عن البوي�شات ويكون اإيجابياً في ‪ ٪.5‬من‬ ‫الحالت كما اأن المنظار القولوني مهم‬ ‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٩٣-‬‬

‫لأخذ عينة من الغ�شاء المخاطي نبحث‬ ‫فيها عن البوي�شات الكامنة اأو لأخذ عيني‬ ‫من �شالئل القولون البلهار�شية والتي‬ ‫تكون مكتظة بالبوي�شات‪ ،‬وهناك اأي�شاً‬ ‫تحليل مناعي غير مبا�شر للك�شف عن‬ ‫الإ�شابة في حالة تعذر وجود بوي�شات‪.‬‬ ‫وعالج البلهار�شيا في الما�شي كان يعتمد‬ ‫على مركبات «الأنتيمون» بالحقن‪ ،‬وكان‬ ‫العالج طوي ًال ينفر منه اأكثر المر�شى‬ ‫وي���شبب اآث���اراً جانبية خطيرة‪ ،‬ثم‬ ‫ُ‬ ‫ا�شتخدمت اأدوي��ة فعالة يمكن تناولها‬ ‫بالفم ولمدة ق�شيرة مثل «بالر�شيل» ولكن‬ ‫بطل ا�شتخدامه لكثرة اأعرا�شه الجانبية‪،‬‬ ‫اأم�ا اأح��دث دواء لعالج البلهار�شيا‬ ‫فهو«برازيكوانتل ‪ »mg..6‬والذي يوؤخذ‬ ‫بالفم في �شورة اأقرا�س ُت�عطى للبالغ‬

‫في �شورة جرعة واحدة مكونه من اأربعة‬ ‫اأقرا�س مع عالج الأنيميا �شواء بالحديد‬ ‫اأو بنقل الدم في الحالت ال�شديدة مع‬ ‫ا�شتئ�شال ال�شالئل في دفعات عن طريق‬ ‫المنظار حتى نق�شي عليها‪.‬‬

‫ما هو هــذا المر�ض؟ هل يمكن‬ ‫عالجه؟ وكيف يمكن التخفيف‬ ‫من حدته؟‬ ‫ومتالزمة القولون الهيوج تدعى اأي�شاً‬ ‫ت�شبع القولون وهو ح��الة من الألم اأو‬ ‫ال�شيق بالبطن م�شحوب ب�شعور بالمتالء‬ ‫والنتفاخ وا�شطراب التبرز دون مر�س‬ ‫ع�شوي وا�شح وهو من اأكثر اأمرا�س الجهاز‬ ‫اله�شمي �شيوعاً‪ ،‬ومر�شاه كثيرو التردد‬ ‫على الأطباء واأغلبهم من ال�شباب في‬ ‫اأوا�شط العمر وخا�شة عند الإناث‪ ،‬حيث‬ ‫تقدر اإ�شابتهن ب�شعف ن�شبه اإ�شابة الذكور‬ ‫وهو اآخذ في النت�شار بين �شعوب العالم‬ ‫الثالث‪.‬‬

‫القولون الهيوج (القولون الع�سبي)‬ ‫القولون الهيوج هو متالزمة من الأعرا�س‬ ‫ت���شكل اأحد اأمرا�س‬ ‫الت�شنجية التي ُ‬ ‫الجهاز اله�شمي والأكثر �شيوعاً‪ .‬ت�شكو‬ ‫الإناث من هذه الحالة اأكثر من الذكور‬ ‫وتعود اأ�شبابها في ‪ %75‬من الحالت اإلى‬ ‫عوامل نف�شيه النظام الغذائي والأدوية‬ ‫والإ�شابات الطفيلية كلها عومل م�شاعدة‬ ‫على تطور هذا المر�س وتحديد درجة‬ ‫�شدته‪.‬‬ ‫واالأعرا�ض الرئي�سية لهذا المتالزمة‬ ‫هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬األم البطن (المغ�س)‪ :‬ويتفاوت في‬ ‫ال�شدة من مجرد ال�شعور بعدم الراحة‬ ‫اإلى المغ�س ال�شديد وخا�شة في الجانب‬ ‫الأ�شفل الأي�شر من البطن وهذا الألم‬ ‫غالباً ما يعقب تناول الطعام وكثيراً ما يزول‬ ‫بعد التبرز اأو خروج الريح‪.‬‬ ‫‪ -2‬انتفاخ غ��ازي في البطن وي�شاحبه‬ ‫زغونة م�شموعة‪.‬‬ ‫‪ -3‬ا�شطراب التبرز‪ ،‬وي�شكو المري�س‬ ‫من اإم�شاك متناوب مع اإ�شهال مع خروج‬ ‫بع�س المخاط مع التبرز‪ ،‬لذلك تدعى‬ ‫هذه المتالزمة اأي�شاً بالتهاب القولون‬ ‫المخاطي‪.‬‬ ‫لي�ض هناك �سبب وا�سح لحدوث‬ ‫هذه المتالزمة اإنما هناك مجموعة‬ ‫من العوامل منها‪:‬‬ ‫‪ -1‬عوامل نف�شية‪ :‬كالقلق والكتئاب‪،‬‬ ‫وهذه العوامل النف�شية تمثل ‪ ٪75‬من‬ ‫اأ�شباب هذه المتالزمة‪ ،‬ولهذا يحتاج‬ ‫المري�س اإل��ى طول �شبر وتعاطف من‬ ‫جانب الطبيب المعالج وهو �شرط اأ�شا�شي‬ ‫في نجاح العالج اأن القولون الع�شبي‬ ‫في المفهوم الحديث للطب جزء من‬ ‫ا�شطرابات عام ي�شمل القناة اله�شمية‬

‫‪-٩٤‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫كلها من المريء اإلى ال�شرج فيختل الأداء‬ ‫في ع�شالت القناة واأع�شابها ويوؤدي اإلى‬ ‫�شرعة مرور المحتويات م�شبباً الإم�شاك‪.‬‬ ‫‪ -2‬عوامل غذائية‪ :‬هناك ارتباط وثيق بين‬ ‫هذه المتالزمة ونوع الغذاء‪ ،‬فهناك بع�س‬ ‫النا�س ل يه�شمون اللبن لنق�س في اإنزيم‬ ‫الكتناز واآخرون ل يتحملون تناول بع�س‬ ‫اأنواع من الفاكهة كالبرتقال والتفاح اأو‬ ‫بع�س اأنواع الخ�شروات كالب�شل والثوم‬ ‫اأو بع�س اأنواع البقوليات كالفول والعد�س‬ ‫كما اأن نق�س الألياف كالردة في �شناعة‬ ‫الخبز الأبي�س في ال�شعوب المتح�شرة‬ ‫م�شوؤول عن انت�شار متاعب القولون‪ ،‬حيث‬ ‫اإن له دوراً مهماً في تكوين البراز لتنبيه‬ ‫ع�شالت الأمعاء وتحفيز حركتها‪.‬‬ ‫‪ -3‬عوامل مر�شية ‪ :‬وخا�شة داء الأميبيات‬ ‫وال��ذي يمثل ‪ %25‬من اأ�شباب هذه‬ ‫المتالزمة‪ ،‬وكثير من المر�شى يذكرون‬ ‫جيداً اأن متاعبهم بداأت عقب عالجهم من‬ ‫هذه الإ�شابات التي عادة ما ت�شبب نوعاً‬ ‫من الخلل الوظيفي في اأع�شاب وع�شالت‬ ‫القناة اله�شمية ي�شعب ا�شتعادة توازنها‬ ‫وخا�شة اإذا ا�شتقرت على خلفيه من التوتر‬ ‫النف�شي‪.‬‬ ‫ولت�شخي�س هذه المتالزمة يقوم الطبيب‬ ‫الباطني المتمر�س بعد �شماعه ل�شكوى‬ ‫المري�س من فح�شه �شريرياً فيجد تقل�شاً‬ ‫اأ�شبه بالخيارة اأو الحبل الغليظ في القولون‬ ‫ال�شني وخا�شة في الجانب ال�شفلى الأي�شر‬ ‫من البطن ول يكتمل الت�شخي�س اإل بعمل‬ ‫تحليل للبراز للك�شف عن الأميبيات اأو‬ ‫بلهار�شيا الأمعاء كما اأن ا�شتعمال المنظار‬ ‫القولوني لن يك�شف اأكثر من تقل�س في‬ ‫جدران القولون ال�شيني وغزارة في الإفراز‬ ‫المخاطي‪ ،‬ولكنه ي�شاعد على ا�شتبعاد‬ ‫اأورم القولون ونف�س ال�شيء يطبق على‬ ‫فح�س ال�ق�ول�ون باأ�شعة الباريوم وتعتمد‬ ‫المعالجة الطبية على الإجراءات الآتية‪:‬‬ ‫وت�شمل الهتمام بالناحية النف�شية‬ ‫للمري�س وكثير من المر�شى يتهمون‬ ‫اأنهم م�شابون باأمرا�س خطيرة كال�شرطان‬ ‫ومهمة الطبيب المعالج اأن يتاأكد بنف�شه‬

‫ويوؤكد لمري�شه بالفحو�س الأزم��ة من‬ ‫اأ�شعة ومناظير وتحاليل معملية اأن الأمعاء‬ ‫�شليمة وبريئة من اأي مر�س ع�شوي‪ .‬كما‬ ‫اأن تجنب بع�س الأطعمة والماأكولت‬ ‫كاللبن والبقوليات كالفول والعد�س‬ ‫والتوابل والحريفات هام جداً في العالج‬ ‫واأي�شاً معالجة الإ�شابة الطفيلية وخا�شة‬ ‫الأميبيات وبلهار�شيا الأم��ع��اء‪ .‬ولمنع‬ ‫تقل�س الأمعاء فهناك مجموعة كبيرة من‬ ‫اأدوية البالدونا والأتروبين ت�شتخدم لهذا‬ ‫الغر�س ولكن ل ين�شح با�شتخدامها في‬ ‫المر�شى كبار ال�شن والذين يعانون من‬ ‫ارتفاع �شغط العين (الجلدكدما) اأو‬ ‫ت�شخم البرو�شتاتا‪ .‬وهناك اأدوي��ة مركبة‬ ‫تجمع بين مانع لتقل�س الأمعاء مع مهدئات‬ ‫لالأع�شاب اأو مطمئنات للقلق هي مفيدة‬ ‫لمر�شى القلق النف�شي والكتئاب‪.‬‬

‫اأمرا�ض ال�سرج‬ ‫اأمرا�س ال�شرج هي من الأمرا�س التي‬ ‫ُت��شبب اإزعاجاً م�شتمراً للم�شابين بها‬ ‫وقد توؤثر على الحالة النف�شية للعديد من‬ ‫المر�شى مما ُي�عيقهم عن القيام بعملهم‬ ‫على اأكمل وجه‪.‬‬ ‫وت�عالج هذه الأمرا�س عادة ببع�س الأدوية‬ ‫ً‬ ‫المخف�شة لالأعرا�س ولكن غالباً ما يكون‬ ‫عالجها جراحياً‪.‬‬ ‫ما هي االأعــرا�ــض؟ كيف يمكن‬ ‫تجنبها؟ وما هي طريق عالجها؟‬ ‫‪ -1‬البوا�سير ال�سرجية‬ ‫يتكون ال�شرج من الم�شرة ال�شرجية ومن‬ ‫مجموعة من الأوردة التي ُت��شكل �شبكتين‬ ‫اإحداهما �شطحيه والأخرى عميقة‪ ،‬وتعتبر‬ ‫البوا�شير ال�شرجية من اأكثر الأمرا�س‬ ‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٩٥-‬‬

‫التي ُت��شيب ال�شرج �شيوعاً ومن اأكثر ب‪ -‬البوا�شير الخارجية‪ :‬وتوجد خارج‬ ‫وي�غطيها الجلد ال�شرجي‬ ‫اآفات الجهاز اله�شمي اإزعاجاً للمري�س‪ .‬القناة ال�شرجية ُ‬ ‫والبوا�شير عبارة عن تو�شعات �شاذة في وتظهر ككتلة حمراء على فتحة ال�شرج‪.‬‬ ‫ال�شبه الدعائية الوريدية الموجودة تحت‬ ‫الغ�شاء المخاطي للم�شتقيم والقناة االأعرا�ض‬ ‫ال�شرجية‪.‬‬ ‫وت��شكل العر�س الأ�شا�س‬ ‫اأ‪ -‬النزف‪ُ :‬‬ ‫تق�سم البوا�سير ال�سرجية ح�سب للبوا�شير ويحدث في نهاية التغوط نتيجة‬ ‫اأماكن وجودها اإلى نوعين‪:‬‬ ‫احتكاك الأوردة المحتقنة بالمواد الغائطية‬ ‫اأ‪ -‬البوا�شير الداخلية‪ :‬وتوجد داخل ويكون لون الدم اأحمر لأنه لم يتعر�س‬ ‫وي�غطيها الغ�شاء المخاطي لله�شم‪.‬‬ ‫القناة ال�شرجية ُ‬ ‫وتمثل ‪ %.9‬من حالت البوا�شير‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الهبوط‪ :‬وت�شنف البوا�شير ح�شب‬ ‫‪-٩٦‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫درجة هبوطها اإلى‪:‬‬ ‫‪ -1‬بوا�شير من الدرجة الأول��ى‪ :‬ويظهر‬ ‫البا�شور من خالل فتحة ال�شرج اأثناء الحزق‬ ‫فقط ويعود اإلى مكانه تلقائياً بعد ذلك‪.‬‬ ‫‪ -2‬بوا�شير من الدرجة الثانية‪ :‬ويمر‬ ‫البا�شور من خالل فتحة ال�شرج اأثناء‬ ‫التغوط ول يعود اإلى مكانه تلقائياً ما لم‬ ‫يرده المري�س باليد ويحتفظ بعد ذلك‬ ‫بو�شعه‪.‬‬ ‫‪ -3‬بوا�شير من الدرجة الثالثة‪ :‬ويمر البا�شور‬ ‫من خالل فتحة ال�شرج اأثناء التغوط ول‬ ‫ي�شتطيع المري�س رده ويبقى كذلك عر�شة‬ ‫للم�شاعفات التي تتمثل في‪:‬‬ ‫أا ‪ -‬اختناق نتيجة تقل�س الم�شرة ال�شرجية‬ ‫الخارجية و�شغطها على الكتلة البا�شورية‬ ‫وي�شكو المري�س من الألم ال�شديد في‬ ‫منطقة ال�شرج‪.‬‬ ‫ب � التخثر وتحدث نتيجة الدم داخل‬ ‫الحلمة البا�شورية المختنقة وتاأخذ اللون‬ ‫الأحمر الداكن اأو الأ�شود وت�شبح قا�شية‬ ‫اللم�س وغير موؤلمة‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬التفتيح ويحدث نتيجة تقرح الغ�شاء‬ ‫المخاطي المغطى للحلمة البا�شورية‬ ‫المتخثرة‪ ،‬واإذا لم ُي�عالج ب�شرعة فاإن‬ ‫الأخماج تنتقل من الأوردة الم�شتقيمة‬ ‫اإل��ى الكبد عبر الوريد البابي م�شببه‬ ‫خراجات كبدية‪.‬‬ ‫وت�شخي�س البوا�شير يتطلب فح�شاً متاأنياً‬ ‫دقيقاً ي�شمل مباعدة الآليتين في �شوء‬ ‫ك��اف ثم تح�ش�س ال�شرج والم�شتقيم‬ ‫بالإ�شبع ثم فح�س ال�شرج والقولون‬ ‫بالمنظار‪ ،‬حيث اإن اأكبر خط أا يمكن اأن‬ ‫نقع فيه اأن نتقبل نزف الدم من ال�شرج‬ ‫على اأنه مجرد بوا�شير لي�س لها ما وراءها‬ ‫كما في التهاب القولون التقرحي وجيوب‬ ‫القولون واأورام القولون ويزداد ال�شك في‬ ‫هذه الحتمالت اإذا ظهر النزف لأول مرة‬ ‫في كبار ال�شن ‪.‬‬ ‫وعالج البوا�شير يبداأ بالعالج التحفظي‬ ‫ويفيد في حالت البوا�شير الداخلية من‬ ‫الدرجة الأول��ى والثانية وي�شمل تجنب‬ ‫الإم�شاك بالإكثار من تناول الفواكه‬

‫والخ�شروات والردة‪ ،‬حيث اإنها تزيد من‬ ‫حجم البراز وت�شهل مروره كما اأن هناك‬ ‫ملينات ومراهم مو�شعية تو�شف للمري�س‬ ‫في الم�شاء وقبل التغوط لت�شكين الألم‬ ‫وتزليق البوا�شير‪ ،‬اإن المعالجة ال�شافية‬ ‫للبوا�شير هي ال�شتئ�شال الجراحي‬ ‫وخا�شة اإذا كانت من الدرجة الثالثة اأو‬ ‫الثانية بعد ف�شل العالج التحفظي فيها‬ ‫وكذلك البوا�شير الخارجية‪.‬‬

‫مما يوؤدى اإلى حدوث التمزق وكذلك‬ ‫اإثارة القناة ال�شرجية لمدة طويلة با�شتعمال‬ ‫الملينات‪.‬‬ ‫وي�شعر المري�س ب��الآلم ال�شرجية عند‬ ‫التغوط على �شكل حريق مع نزف �شرجي‬ ‫ب�شيط وتقلي�س في الع�شلة العا�شرة ثم‬ ‫تهداأ بعدها لدقائق لتعاود الكرة من جديد‬ ‫وت�شتمر عدة �شاعات قبل اأن تختفي نهائياً‬ ‫لتعود مع التغوط الالحق‪.‬‬ ‫ويتم الت�شخي�س بروؤية الطبيب لل�شق‬ ‫ال�شرجي عند الفح�س الطبي ويتم العالج‬ ‫في الحالت الحادة بتجنب الإم�شاك‬ ‫وا�شتخدام الحمامات الدافئة والمراهم‬ ‫المو�شعية لت�شكين الألم وتقليل الحتقان‬ ‫ويمكن التدخل الب�شيط بقطع طولي في‬ ‫الع�شلة العا�شرة الخارجية لمنع تقل�شها‬ ‫لحين التئام ال�شرج‪ ،‬اأما اإذا كان ال�شرج‬ ‫مزمناً في�شتح�شن ا�شتئ�شاله جراحياً‪.‬‬

‫‪ -2‬البا�سور ال�سرجي‬ ‫عبارة عن تقرح �شطحي في الوجه الخلفي‬ ‫م��ن فتحة ال�شرج م��ع ام��ت��داد خيطي‬ ‫نحو مخاطية ال�شرج وبهذا التقرح قعر‬ ‫ي�شل اأحياناً اإلى الألياف الع�شليين‪ .‬قد‬ ‫ُي��شيب الجن�شين وخا�شة الإن��اث بين‬ ‫�شن الع�شرين والخم�شين‪ .‬وين�شاأ عادة‬ ‫من جرح �شببه براز جاف �شلب اأو من‬ ‫با�شور خارجي متجلط ومتقرح ولكن هناك‬ ‫اأ�شباباً اأخرى منها ت�شنج الع�شلة المعا�شرة ‪ -3‬الخراج والنا�سور ال�سرجي‬ ‫الداخلية اأثناء تغوط المر�شى الم�شابين الخراج والنا�شور وجهان لمر�س واحد في‬ ‫بالحالت النف�شية والعتاللت الع�شبية ال�شرج‪ ،‬فالخراج هو الوجه الحاد والنا�شور‬

‫هو الوجه المزمن‪ .‬اإنهما اإ�شابتان �شرجيتان‬ ‫ل تعالجان اإل جراحياً‪.‬‬ ‫ويبداأ الخراج كالتهاب في اإحدى غدد‬ ‫ال�شرج‪ ،‬فاإذا كان �شطحياً اأمكن تداركه‬ ‫بالم�شادات الحيوية وال�شق الجراحي‬ ‫لإف��راغ ال�شديد‪ ،‬وع��ادة ل يتحول هذا‬ ‫النوع اإلى نا�شور‪ ،‬اأما اإذا كان عميقاً فاإنه‬ ‫ُي��شبب األماً �شديداً يزداد تدريجياً مع‬ ‫الوقت ولي�س له عالقة بعملية التغوط‬ ‫مع ارتفاع في درجة الحرارة وهذا النوع‬ ‫يتم ت�شخي�شه بوا�شطة الجراح المتمر�س‬ ‫عن طريق ج�شه بالإ�شبع من خالل فتحة‬ ‫ال�شرج والإ�شراع ب�شقه جراحياً لإفراغ‬ ‫ال�شديد منه‪ ،‬و اإل تحول اإلى نا�شور مع‬ ‫ت�شريب ال�شديد من فتحة داخل ال�شرج‬ ‫اأو على الجلد المحيط بال�شرج‪ ،‬ويتم‬ ‫عالج النا�شور جراحياً باأن يحدد مجراه‬ ‫با�شتعمال الم�شبار وهو ق�شيب معدني‬ ‫رفيع يمر برفق من فتحة النا�شور لتحديد‬ ‫م�شاره ثم ي�شتاأ�شل مع حر�س الجراح‬ ‫دائ��م�اً على �شالمة الع�شلة العا�شرة‬ ‫الداخلية لمنع حدوث �شل�س البراز‪.‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٩٧-‬‬

‫من عبق الما�شي‬

‫عزل الإبل عند القبائل الإماراتية‬ ‫بقلم الباحثة ‪ /‬اليازيه علي الكعبي‬

‫«لقد ترك لنا الأ�شالف‬ ‫من اأجدادنا الكثري من‬ ‫الــرتاث ال�شعبي الذي‬ ‫يحق لنا اأن نفخر به‬ ‫ونحافظ عليه ونطوره‬ ‫ليبقى ذخراً لهذا الوطن‬ ‫ولالأجيال القادمة»‪.‬‬ ‫من اأقوال ‪:‬‬ ‫املغفور له ب ـاإذن اهلل‬ ‫ال�شيخ زايد بن �شلطان‬ ‫اآل نهيان‪.‬‬ ‫طيب اهلل ثراه‬

‫‪-٩٨‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫املكان املراد‪ ،‬تاركة �شكل نف�س القطعة على‬ ‫جلد احليوان لتدوم مدى حياته‪.‬‬ ‫ولكل قبيلة من القبائل الإماراتية �شكل‬ ‫وا�شم ومكان معني ي�شتعمل على ج�شم‬ ‫اجلمل نذكر بع�س منها‪:‬‬ ‫اأو ًل‪ :‬قبيلة اآل بو فالح (اآل نهيان)‪ :‬و�شمهم‬ ‫هو احللقة (ر�شم �شكل‪ )5‬وتو�شع على فخذ‬ ‫الناقة‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬قبيلة اآل مرة (امل ّري)‪ :‬لهم و�شم‬ ‫ي�شمى(القالدة) يو�شع على مدار رقبة‬ ‫الناقة‪.‬‬ ‫ثالثاً‪:‬قبيلة الدروع (الدرعي)‪ :‬لهم و�شمني‬ ‫معروفني هما‪ :‬الع�شاد (ر�شم �شكل‪)-‬‬ ‫والعتنة‪.‬‬

‫لالإبل تقدير عظيم وحب كبري عند‬ ‫اأهل جزيرة العرب قدمياً وحديثاً خا�شة‬ ‫�شكان البادية منهم‪ ،‬ونظرا لعظم مكانتها‬ ‫الكبرية يف قلوبهم ومنزلتها الرفيعة عندهم‬ ‫وافتخارهم بامتالكها تغنى باأو�شافها وحبها‬ ‫ال�شعراء‪،‬وو�شف بفحولها �شجعان الرجال‪،‬‬ ‫واإذا كان هذا هو �شاأن الإبل يف البادية فلي�س‬ ‫مب�شتغرب اأن يهتم اأهلها اأي�شاً بعملية العزل‪.‬‬ ‫وي�شمى عند البدو (و�شم) وهو طريقة‬ ‫تخ�شي�س الإبل وانتمائها للقبائل والع�شرية‬ ‫والعائالت للتعرف على جمالهم و�شط قطعان‬ ‫جمال الآخرين‪.‬وتتم هذه العملية بوا�شطة‬ ‫اأدوات خا�شة لدى البدو حتمل اأ�شكال‬ ‫متنوعة وخمتلفة‪ ،‬ت�شتعمل بوا�شطة ت�شخني‬ ‫القطعة احلديدية حتى درجة الحمرار ثم‬ ‫يكوى احلي�وان بو�شع هذه القطعة على ثالثاً‪ :‬قبيلة بني كتب (الكتبي)‪ :‬و�شمهم‬ ‫(ر�شم‬ ‫ج�سمه يف امل�شهور هو العرقاه‬

‫�شكل‪ )+‬يو�شع على فخذ الناقة‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬قبيلة اآل بو �شام�س (ال�شوام�س)‪:‬‬ ‫لهم و�شم ي�شمى امل�شعاب (ر�شم �شكل ‪)8‬‬ ‫وهو يو�شع خلف اأذن الناقة يف اأعلى الرقبة‬ ‫بقليل‪.‬‬ ‫خام�شاً‪:‬قبيلةال��روا�شد(الرا�شدي)‪ :‬لهم‬ ‫و�شم ي�شمى (الر ّزتني) وتوزع هاتان الرزتان‬ ‫واحدة على طرف العني‪ ،‬والأخرى على‬ ‫طرف الفك‪.‬‬ ‫�شاد�شاً‪:‬قبيلة العوامر(العامري)‪ :‬لهم عدة‬ ‫و�شوم اأ�شهرها‪ :‬احلن ّية‪،‬العمود‪ ،‬اخلطام (‬ ‫ر�شم �شكل‪ /‬يو�شع اأعلى اأنف الناقة)‪،‬‬ ‫احللقة (لكنها تختلف عن حلقة اآل بو‬ ‫فالح باأنها تو�شع حتت العني)‪ ،‬املخاطر‬ ‫وهي مطرقني اأي عمودين على رقبة الناقة‪،‬‬ ‫واملطرق (ر�شم �شكل‪.)1‬‬ ‫�شابعاً‪:‬قبيلة املنا�شري(املن�شوري)‪ :‬لهم‬ ‫و�شمني م�شهورين يتفرع كل واحد منهما‬ ‫اإىل عدة اأنواع كالتايل‪ :‬الو�شم الأول‪:‬‬ ‫الك�شحة وهي نوعني‪ :‬الك�شحة العادية‪،‬‬ ‫والك�شحة الدخيلة وهي التي تزيد عن‬ ‫الك�شحة العادية بقرعتني (القرعة ر�شم‬ ‫�شكل ‪ ،)11‬والك�شحة بالعادة تو�شع عند‬ ‫املنا�شري على فخذ الإبل‪.‬‬ ‫الو�شم الثاين‪ :‬اجلهمية وهي نوعني‬ ‫اأي�شاً‪:‬قرعتني ومطرق‪ ،‬وقرعتني ومطرق‬ ‫وك�شحة وهي تو�شع على خد الناقة‪.‬‬ ‫ثامناً‪ :‬قبيلة اآل بو مه����ري( املهريي)‪ :‬لهم‬ ‫و�شمني‪ ،‬الأول منهما‪ :‬مط�رق ورزة (تو�شع‬ ‫على فخذ الناقة‪ ،‬الثاين‪:‬‬

‫ر�شمة (ر�شم �شكل _) تو�شع على ال�شارب‬ ‫العلوي للناقة‪.‬‬ ‫تا�شعاً‪ :‬اآل باخليل(اخلييلي)‪ :‬لهم و�شمني‬ ‫حيث ي�شرتكون مع املنا�شري يف و�شم‬ ‫اجلهمية‪ ،‬والو�شم الثاين هو املعرا�س‪ ،‬وهو‬ ‫عبارة عن (قرعتني يف اأعلى فخذ الناقة يليه‬ ‫عار�س بعد ذلك املطرق‪ ،‬والعار�س الذي‬ ‫يف�شل بينهما ي�شمى باملعرا�س‪.‬‬ ‫اأمثال �سعبية‬ ‫�سيل ما يبلك‪ ،‬ما يهمــك‬ ‫اأي اأن املطر الذي ينزل على بلد نا�س اآخرين‬ ‫ل ت�شتفيد اأنت منه �شيئاً‪ ،‬واملق�شود منه اأن‬ ‫املوا�شيع وامل�شاكل التي يعاين منها غريك‬ ‫ل تعني لك �شيئاً‪ ،‬لذلك اهتم ب�شوؤونك‬ ‫فقط ول تتدخل يف �شوؤون غريك‪.‬‬ ‫األعاب �سعـــبية‬ ‫لعبة الغمة اأو الغمي�ض‬ ‫لعبة خا�شة بالأطفال حيث يتم ربط وجه‬ ‫طفل من الأطفال ملنعه من الروؤية‪ ،‬ويقوم‬ ‫بالبحث عن بقية زمالئه وهم يهربون من‬ ‫حوله م�شدرين اأ�شواتاً تربك حركته فاإذا‬ ‫ا�شتطاع الإم�شاك باأحدهم يحل حمله يف‬ ‫البحث‪.‬‬ ‫اأكالت �سعـــــبية‬ ‫خبز اخلمري‬ ‫وهو عبارة عن عجينة من الدقيق املمزوج‬ ‫مباء دافئ وقليل من التمر الذي مير�س يف‬ ‫املاء‪ ،‬ترتك هذه العجينة حتى تتخمر من‬ ‫الليل وحتى �شباح اليوم التايل‪ ،‬ثم تقطع‬

‫اإىل عدة قطع مت�شاوية تب�شط ه��ذه القط�ع‬ ‫عل�ى �شك��ل دوائر‪ ،‬ثم تقلب الواحدة تلو‬ ‫الأخرى على النار بوا�شطةالطابي (عبارة عن‬ ‫الطاجن اأو املقالة وهو ي�شنع من احلديد)‪،‬‬ ‫ويو�شع على اخلبزة الواحدة قليل من مزيج‬ ‫البي�س واملاء حتى يتح�شن مذاقها‪.‬‬ ‫القامــــــــو�ض التــــــراثي‬ ‫املوايه(التخا�سم)‬ ‫ويق�شد به ال�شالم باخل�شوم(بالأنف)‪ ،‬وهو‬ ‫اأ�شلوب قدمي وعريق لل�شالم‪ ،‬وعادة من‬ ‫العادات املتاأ�شلة يف �شبه اجلزيرة العربية‬ ‫وبخا�شة دولة الإمارات العربية املتحدة‪.‬‬ ‫وقد خُ ّ�س الأنف (اخل�شم) بذلك لأنه ميثل‬ ‫موطن العزة والرفعة والأنفَة‪،‬ومن اأمثالنا‬ ‫ال�شعبية ما يعرب عن ذلك املثل ال�شعبي‬ ‫القائل‪ ":‬ا ْربيعك َخ ْ�شمك "‪.‬‬ ‫األغاز تراثية‬ ‫ب�شاألك يا لأخو عن �شورة الأحمان يل‬ ‫طاحت بالبحر ما �شافرت الأخ�شاب‪ ،‬ويل‬ ‫طاحت بالرجل فز العقل منها‪ ...‬ويل‬ ‫طاحت بالأر�س وطلعوها بالأحمان‪ ...‬واإن‬ ‫طاحت بالطفل ودر ر�شاعه و�شاب؟‬ ‫اجلواب‪ :‬الر�شا�شة‪ ...‬فالأبيات النرثية‬ ‫و�شف للر�شا�شة اإذا اأ�شابت اأحداً‪،‬‬ ‫فالأحمان هنا (املحنة) اأي امل�شائب‬ ‫والنوائب‪ ،‬واإذا ما اأ�شابت الطلقة النارية‬ ‫ال�شفن تغرقها يف البحر‪ ،‬اأما اإذا اأ�شابت‬ ‫اإن�شاناً فاإنه ميوت يف احلال‪...‬‬ ‫وهكذا جاء و�شف تاأثري الر�شا�س اإذا ما‬ ‫ا�شتخدم للقتل والإبادة‪.‬‬

‫العدد ـ ‪ 449‬ـ يونيو ‪2011‬‬

‫‪٩٩-‬‬

crosscheck of members’ self reporting against known incidents, implementation of training sessions, etc. Proposed Industry-Led Initiatives 1. Port Community Livelihood and Security Initiative (PCLSI) Secure, prosperous port communities are bulwarks against pirate activity; insecure, economically stagnant communities create an enabling environment for piracy. Building on this logic, PCLSI seeks to build capacity in fragile/vulnerable regions via actions in three linked categories: health infrastructure, job creation/ vocational training, and port-related technical assistance. The initiative would be administered thinly as an association of publicprivate partnerships corresponding to initiative themes. One candidate for inclusion in PCLSI is “ROADS”, a network of combined clinics/resource centres (SafeTStops) placed strategically along interstate corridors linking port cities with inland populations. ROADS, a Family Health International (pHI) programme, funded in part by USAID, is currently active in 8 African countries. DP World has been heavily involved in building and project design for ROADS installations at the ports of Djibouti, Maputo

and Dakar. Under the notional framework of PCLSI, DP World has been exploring the feasibility of outfitting 20 and 40 ft containers as self-contained operating theatres, to be used for cataract and reconstructive surgeries. The programme would be staffed by parttime, volunteer professionals from hospitals in the UAE and elsewhere, and in a trial stage would be moved in 2-month intervals between port communities in East Africa, Yemen and the Subcontinent. The mobile surgical theatre is being designed to ‘plug in’ to existing ROADS networks (see #1). DP World is seeking industry partners who are willing to co-manage or contribute to the effort. Prospective ‘startup’ ports include Bossaso (puntland), Aden (Yemen), Berbera (Somaliland) and Port Qasim (pakistan). ROADS-Djibouti Parties are seeking additional partners to broaden the reach and impact of this initiative, which is currently focused on construction of a 1600 sq ft. clinic in Djiboutiville, to be operational late Summer/Early Fall 2011. The existing SafeTStop will be moved to Dikhil, near the Ethiopian border, where it will

double for certain hours during the week as a primary school and vocational training centre. Project principals are also looking to pilot 1.) an Islamic microf1nance project, via the clinic in Djiboutiville, to support women-run cooperatives at PK 12 and 2.) a mobile- phone enabled road hazards reporting and mapping process along sections of the corridor. Partners are looking into the feasibility of setting up a microf1nance facility linked to the Djibouti-centred SafeTStop network. ROADS-Mozambique The Maputo Port Development Company (MPDC) is expected to sign this week a Memorandum of Understanding (MOU) with PHI to establish a SafeTStop clinic outside the port”s bustling Gate 1, modeled that under construction in Djibouti. As in Djibouti, partners are keen to expand the partnership to cover installation of solar panels, and a shuttle service. There are currendy opportunities to sponsor SafeTStops along corridors leading to Durban, South Africa and the Northern Mozambiquan port of Beira, as well as individual employment creation and training projects.

Issue 449 - June 2011 -

- 21

the Coast of Somalia, and to other industry-led onROADS-Senegal The Government of Senegal, USAID, DP World and PHI are in the process of finalizing a Global Development Alliance (GDA) to: 1) extend basic health services to port workers” families and proximate communities (with a focus on malaria, TB and HIV / AIDS) and 2) establish a network of SafeTStop Community Centers along the transport routes from Dakar to Mali. Principals are seeking additional resources to develop SafeTStops along the new corridors leading to Mali and Gambia. Technical Assistance Companies interested providing limited technical assistance to qualified localities and regional ports under the PCLSI are encouraged to register via the PCLSI website (in progress), or to contact us directly (coordinates below). PCLSI Steering Committee We are seeking companies and individuals with interest to serve on the PCLSI steering board. Seafarers’ Welfare Information Centre There exists currendy no centralized response centre capable of responding to requests from seafarers’ nextof-kin. As such, is not uncommon

20 -

- Issue 449 - June 2011

for families to be left for months with only a suspicion that a relative may have been taken captive. The proposed resource centre would serve as both an aggregator and ‘pass through point’ for information on crewmembers transiting regions at risk for piracy --as well as those currendy in captivity. In the first instance, data would be expected to come from customs authorities, existing seafarers’ welfare organizations, labour unions, port management companies, security providers, relief agencies, and individual seamen, who might be encouraged to self-report movements on a voluntary basis via port-based kiosks. Information would be sourced on demand, and provided to verified next-of-kin, relief agencies and seafarers’ welfare organizations. Gulf Shipping Line Compact The idea here is to create a volunteer association of Gulf-based shipping lines willing to commit to specific measures shown to decrease the risk of successful pirate attack, and protect the basic interests of seafarers and their immediate family. Success of the initiative would be heavily contingent upon participation by local and international insurers. While the association would be open to all Gulf-based (and/or Gulf-calling) shipping lines, the focus is on engag-

ing the smaller and less regulated carriers, typically under increased risk due to size and speed. Under this arrangement members would commit to a.) Increasing awareness of piracy avoidance/mitigation tactics, in part through training programmes offered by a variety of international seafarers’ organisations b.) Reporting suspected incidents and kidnappings in a timely manner to the relevant information centres, as well as the crews’ families (see #2 above), and c.) Systematically availing themselves of multilateral protection, where available (convoys, e.g.). A provident/mutual insurance fund, supported by member dues and support from regional governments, could be established to provide for basic financial and medical needs of injured crew and/or the families of captive crews. Further resources would be engaged to create an associated membership ‘responsibility trademark’ applicable both to shippers and shipping lines. Members in compliance with association mandates would be authorised to deploy this trademark commercially, as would those companies that shipped exclusively with member companies. Lines’ compliance would be monitored, in the first instance, via spot checks undertaken by local seafarers’ welfare organizations, frequent

for their lives. Flag states and nations whose seafarers remain captive must make concerted efforts and take coordinated action to ensure their release. Eradication of piracy is a matter of political will and commitment among States. We can no longer stand idle while areas of the Indian Ocean fall at the mercy of pirates now able to operate regardless seasonal changes. For a number of reasons (tactical, economic limitations), states cannot as well afford to maintain sine die naval assets in the vast maritime environment of the Indian Ocean. If pirates are not confronted in a decisive manner, consequences for the maritime community will also be significant as industry will be compelled to seek permanent alternative routes, and the seafarers will be obliged to become familiar with the new conditions of a piracy dominated environment. Pirates will continue to finance their operations and other criminal activities in the ungoverned areas of Somalia. while consequences are already significant for the economies of countries in the region. A new counter- piracy strategy therefore is required, covering all its aspects. prioritizing areas for immediate action, shaped on a burden sharing basis, and agreed as well by

states affected by the extent of the attacks. Final Declaration The conference participants, consisting of states and maritime industry organizations, declared that they have reached consensus on the following points: 1. Maritime piracy and armed robbery at sea continue to represent a grave threat, to the situation in Somalia and other states in the region, as well as to international navigation, the safety of commercial maritime routes, and the safety of seafarers and other persons. The escalation of pirate attacks in 2011 has hurt global trade and commerce, and has a damaging impact on peace, security and stability throughout the world. 2. In order to be effective, the international community, including states and industry, must work together and actively pursue a comprehensive, and fully resourced, approach to combating piracy and the conditions from which it arises. 3. Maritime piracy is a threat to all nations and is a crime subject to universal jurisdiction. States are called upon to favourably consider the prosecution of suspected, and imprisonment of convicted pirates, consistent with applicable international human rights law and United

Nations Security Council Resolutions 1918 (2010), 1950 (2010), and 1976 (2011). 4. The military response to maritime piracy has reduced the success rate of pirate attacks. This response must be continuously and vigorously pursued, including through more robust interventions, with states in the region that have the capacity to do so extending support where possible, including assistance in basing and logistical support to operations. 5. The international counter piracy effort increasingly puts the spotlight on funding of piracy operations and other related financial flows. The effective tracking and disrupting of illicit financial flows is an important tool to deter acts of piracy and to apprehend and prosecute those who finance piracy. 6. The international community, including industry, must expand the resource-base available to projects supporting capacity building and economic developments in Somalia and other states directly suffering from piracy. This should include the provision of training and other resources to improve land-based security capacity in Somalia, including to deter and prevent piracy. In this context, the pledging of US$ million to the Trust Fund to Support the Initiatives of States to Counter Piracy off Issue 449 - June 2011 -

- 19

Standing Maritime Group II for the first semester of 2012. Furthermore, Greece chaired the 6th Plenary Session of the Contact Group on Piracy (June 2010), an informal UN coordinative body officially launched in January 2009 pursuant to the UNSC resolution 1851/2008. The Group has set up a Trust Fund to collect sources to defray expenses associated with all aspects of piracy. We provided a financial contribution to the Fund for 2010 and we participated as members of the Board during the first year of its operation. With regard to the legal aspects of piracy Greece, in cooperation with partners and the shipping industry, facilitates, where possible, the presence of key witnesses in piracy trials held in Nairobi. However, and despite the significan1 efforts undertaken so far (work of the Contact Group, relevant UNSC resolutions. piracy trials worldwide) it seems that the general legal policy has not served as a deterrent to discourage pirates from attacking ships. Furthermore, and with regards to the tracking of the illicit financial transactions associated with the proceeds of piracy, Greece remains a strong advocate of the issue and promoted with likeminded nations, through the Contact Group, the idea of convening an ad hoc meeting of experts to deal

18 -

- Issue 449 - June 2011

with the issue. As for regional capacity building efforts, Greece contributes with NMIOTC (NATO Maritime Interdiction and Operational Training Center) in Souda Naval Base. A Seminar dedicated to the issue will be hosted by NMIOTC, between 2830 June 2011. The Way forward After almost two years of attacks all evidence, statistical data, trends and tactics of Pirate Action Groups (PAGS) indicate that piracy will not be eradicated unless a comprehensive and revised strategy, covering all its aspects, is set in place. Its economic burden (costs of ransoms, insurance premiums. deployment of naval assets, prosecution costs, obligation by the shipping industry to seek alternative maritime routes, and deterrence equipment) is another important factor making international response extremely urgent. Given also the fact that responsibility of maintaining safety for navigation on the high seas belongs to nations. It is absolutely unacceptable to tolerate piracy activity for an uncertain period of time in the crucial for world trade maritime corridors of the Indian Ocean. It must be also highlighted that response to piracy

(for instance the establishment of IRTC in 2009) was shaped initially according the level of the threat in the Gulf of Aden. Now piracy is a security problem for commercial navigation on the high seas, around the Arabian Sea and the Indian Ocean, thereby an ad hoc flexible policy of containment is necessary. Well beyond the initial methodology of using small skiffs to board ships, the growing use of hijacked vessels as mother Ships to launch further attacks is now a part of the new tactics of pirates and an appropriate operational response is needed to be explored to address this development. It seems that pirates are able now to continue their operations ignoring weat h r constraints imposed by the monsoon periods. In addition to that, pirates use captive seafarers of merchant vessels either as “pirate crew” or as a “human shield” to avoid rescue operations. As for the latter, it is important for nations to act in a coordinated way, otherwise violence and anarchy in the Indian Ocean which serves piracy objectives, will affect the direct victims of piracy, the seafarers. The increased number of seafarers in captivity, along with reports of violent behavior of pirates against them, raises serious humanitarian concerns

ment, these efforts will not succeed. And if they do succeed, the private maritime industry will be among the first beneficiaries. For decades, piracy has inflicted so much loss. Hence, all are committed to address it. On the part of governments, what is needed is to manifest the obvious political will in the form of mechanism for cooperation against piracy. And to apply that mechanism to effective law enforcement. And on the part of the private sector, the corporate will to assume a clear and urgent social responsibility. “By striving hard together, this challenge be can overcome.” , Addressing the problem on land, and containment at sea The Greek delegation head to the conference also made a statement in which he thanked the Government of the UAE for inviting the Greek delegation to attend this High-Level Conference on piracy off the coast of Somalia. He also congratulated the organizers for their initiative to host this event especially during a period when piracy attacks have escalated, mainly in the Arabian Sea, Jeopardizing thus the safety for international navigation while targeting even larger

tankers of crude oil from the Gulf countries to worldwide destinations. In his statement the delegation head said it is true that the root causes of piracy are intertwined with the internal political situation in Somalia and thereby a strategy which will produce a comprehensive and viable outcome lies first and foremost in the Somali shoreline. From this point of view, it is a matter of utmost importance for the international community to spare no efforts in assisting Somalia to acquire the necessary domestic infrastructure (coast guard, legal capacity, prison facilities) in order to effectively confront the scourge of piracy. Our understanding is that the said procedure will be lengthy due to the extensive requirements of the Somali State in all fields associated with the eradication of piracy. Therefore the policy of helping the rebuilding of local institutions should, to our view, not be confused with the efforts to address the urgent nature of the issue on the high seas where seafarers suffer daily the risk of captivity after their ships are hijacked. Moreover, both strategies, if decided so, addressing the problem on land, and containment at sea, must be concerted and coordinated so as to reflect

the firm political will of States to eliminate the threat of piracy. National Contribution Greece, a nation with a strong and active maritime community has been severely affected by piracy attacks. Over the course of recent years, many Greek flagged and Greek owned vessels have been attacked or hijacked. A reference can be made on the cases of the VLCCs (Very Large Crude Carriers) “MARAN CENTAURUS” and “IRENE SL” hijacked on November 2009 and February 2010 respectively. The Greek participated from the outset in international operations (ATMANTA, OCEAN SHIELD, CTF 151) and relevant political initiatives (Contact Group) while at the same time co- sponsoring relevant UN Security Council resolutions. As for the EU operation, launched in December 2008, Greece was tasked with the role of the Force Commander for the period between December 2008 and April 2009. Since then, the Greek continue to contribute with naval assets to the objectives of the operation whose mandate has been already extended till December 2012. The Greek will also have the command of the NATO

Issue 449 - June 2011 -

- 17

least, a crime that has caused the loss of many innocent lives. Indeed, left unattended, it may constitute nothing less than a threat to regional and international peace and security. Therefore, it is indeed time that all represented countries worked even more closely together to put an end to the persistent challenge of piracy. Piracy is one of the oldest crimes with a universal character. Its nature is complex and multi-faceted. Thus, the response must be equally comprehensive, inclusive as well as concerted. All must be involved. The response must be at once national, regional and global. Therefore, the root cause of this problem must be identified and addressed. This is not a stand-alone problem. And there is not a one size fits all solution. Thus, in the case of the incidences of piracy off the coast of Somalia, they appear inseparable from the conditions in Somalia itself create climate conducive for Somalia to address its internal situation; one that promotes national stability and prosperity To support the enhancement of that country’s national capacity to comprehensively deal with the threat of piracy.” , Dr. NATALEGAWA said.. “We should therefore strive as vigorously as we can to help

16 -

- Issue 449 - June 2011

Second, the universal legal regime against piracy as provided for in the United Nations Convention on the Law of the Sea must continue to be respected. In addressing this threat to international security, our focus should be on the enforcement of the international legal regime against piracy. It is a point well recognized in the resolutions of the Security Council since 2008, including the latest, Security Council resolution 1976 (2011), which provide the required legal framework in addressing piracy and armed robbery against ships off the coast of Somalia. Indonesia has been at the forefront in support of these resolutions, according to Dr. NATALEGAWA . They make possible robust response, without, however, affecting the existing carefully balanced international law of the sea. They do not affect the rights or obligations or responsibilities of member states under international law, and should not be regarded as customary international law. There is a particular urgent need to address the issue of prosecution and trial of pirates. Indonesia is of the view that international cooperation in the prosecution of piracy crimes under the framework of international law must be strengthened. It is imperative that the international

community provide necessary assistance to the littoral countries in their judicial capacity building. Thus, Somalia and the other regional countries can enhance and energize their national legal systems to deal more effectively with piracy. The establishment of specialized Somali courts in Somalia and in the region, including specialized extraterritorial Somali anti-piracy courts, should be considered positively. Littoral states in a region affected by piracy and armed robbery at sea should carry out coordinated patrols to ensure the safety of navigation and maritime security. Other states should support littoral states in this vital task. In the case of acts of piracy off the coast of Somalia, this is essential if the unprecedented multilateral military coordination mechanism that is at work in the region are to bring the desired results in a sustained manner. Thus, often victim vessels were attacked outside the coverage of existing joint patrols by international naval taskforces. This means that the international community needs to double its efforts at solving the problem of piracy off the coast of Somalia. The vast waters in the Gulf of Aden are insufficiently covered by naval patrols of participating user countries. Without private sector involve-

Unless we rise up to the challenge of this escalating threat, Somalia will remain the precursor and the example to every actual and potential state failure rather than the final red line in the sand to every such potentiality. The Somali people both at home and across the world believe that Somalia has been abandoned by the international community to suffer a slow but sure process of genocide over the last 20 years. The cumulative result of the daily tragedies in Somalia amounts to no less. Are they now to also accept the status of prisoners in their home due to, in their view, the collapse of the rule of law on the high seas? “In addition, the match that first light the fire of piracy has not been tackled or stopped, namely the dumping of toxic waste, nor has illegal fishing in Somali waters by vessels and nationals of many countries from Europe, North Africa and Asia been addressed.”, Mr. Omar said. Yet the world responds to other crises and tragedies immediately, directly and forcefully to halt the fragmentation of a state and the social structure or to re-establish the authority of a national state and its military capability to enforce the rule of law. In Somalia, where the consequences of state fragmentation and incapacity have produced 2 global threats of the first order, religious extremism

and piracy, the world has so far only responded with containment. This is not productive, effective practical or morally defensible. security sector reform and development is the highest priority. This will be underpinned by the completion of the current federal constitution to ensure the political infrastructure for long term success based on reconciliation is fully in place. First and foremost, however, a coherent security strategy is an essential prerequisite. Given this, the international community must make the urgent and necessary investment in the Somali Security forces to build up the capability of the state and to establish its national authority. Without this twin strategy of military authority and political reform and reconciliation, we cannot end the consequences of the civil war in Somalia. Unless we do so we will not resolve the causes of piracy. If no man is an island, certainly no state has any hope of being so in this rapidly evolving global society. If religious extremists can stream repeatedly into Somalia each year from across the world, and pirates can hold an increasing number of foreign nationals from every continent as hostages for ransom, how can we and the international community fail to respond jointly and coherently at this level?

We have no choice. We have to act. The challenge is set. The only question is when and at what cost. The longer it takes and the later we act the higher the cost in human life and to the world economy. The immediate goal must be to reestablish the national authority of the Somali state and its security capability to enforce the rule of law. We have the will and the men and women. The international community has the resources. And we face a common enemy. We know we will win and that we will regain our heritage as a effective national state. How long it takes and at what cost will depend on your response, your partnership and your leadership for the common good of the world. It is time that all countries worked more closely together DR. R.M. MARTYM.NATALEGAWA MINISTER FOR FOREIGN AFFAIRS REPUBLIC OF INDONESIA made a STATEMENT in which he expressed Indonesia’s sincere appreciation to the Government of the United Arab Emirates for convening this vitally important conference on piracy. A challenge that has had a devastating impact on the safety of international navigation and maritime security; A problem that has affected international trade and commerce; And, not Issue 449 - June 2011 -

- 15

significance in Somalia, according to Mr. Omar. Piracy, as is now well documented, has destabilized global, regional and national trade. The cost of piracy today is estimated at US$ 5 to 7 billion excluding the additional costs associated with the naval operations as above and the loss of revenue to states due from national and international trade. Even worse, it has brought about tragedy and suffering to seafarers and their families. The murder of four US Citizens recently by the pirates is an example. We need to do more to not only ensure this does not happen again but to bring the murderers to justice Today, pirates are operating further and further away from the Somali coast. They have developed the ability to adapt so as to bypass the security corridor established by naval forces and to extend their reach to 1000 and 1200 miles from Somali coast. They are fully capable of hijacking a ship 1500 kilometers off the coast of Somalia. Nearly 2,000 hostages have been taken in two years with crews being held hostage who are now also being used as human shields. Currently approximately 600 people and 30 ships are being held. As stated, acts of piracy have seriously affected International trade and commerce.

14 -

- Issue 449 - June 2011

Every year, 22,000 ships and 30 % of the world’s oil supplies go through that area. But the area is now “classified as a war zone”, insurance premiums for ships and cargo have rocketed upwards and onwards. The victims in Somalia, however, suffer a double tragedy that the world does not, namely their food, medicines and fuel have to be delivered by armed naval escort, and they pay much higher prices for these basic necessities than the rest of the world when small ships and dhows get through. Thus on land the Somali public is the victim of food shortages, higher prices, lack of supplies to say nothing of loss of revenue to traders, employees and the state both at federal and regional levels. One main reason why piracy is getting worse results from the payment of ransoms. The US State Department recently stated that: “The increase in attacks over the last year is a direct result of the enormous amounts of ransom now being paid to pirates. Many governments and private entities are paying, often too quickly and to the detriment of future victims, the escalating ransoms that enable the pirate’s predatory behavior. Every ransom paid which now average $4 million per incident and has reached as

much as $9.2 million dollars further institutionalizes the practice of hostage-taking for profit and funds its expansion as a criminal enterprise. Since January 2010, Somali pirates received approximately $75 --85 Million in the form of ransom payments.” The Somali Government fully agrees with and shares the US position that ransom payments are one of the major factors that perpetuate piracy. The Somali government rejects in the strongest terms the payment of ransom to pirates as it justifies and perpetuates piracy as much as it undermines and threatens the national security and stability of Somalia and the region. It is clear to us all, as it is to the pirates, the race between the pirates and the world is being won by the pirates. Consequently the status quo view that “manages acts of piracy” is no longer a viable strategy. It is equally clear that piracy can only be uprooted on land where it grows and persists. The issue at source is singular. It is the vacuum at the heart of the national Somali state, namely the lack of federally based, regionally supported, capable security and judicial organs of state to enforce and administer the rule of law onshore and offshore across all parts and regions of the country as required and recognized by every UN Security Council resolution.

ogy of Al-Shabaab on the ground in Somalia. These 2 evils found space and fertile ground to grow and deepen due to the absence in Somalia of unified and militarily capable organs of state at federal level over the last 20 years. It is the persistence of this vacuum in state power and authority that is both the cause for the emergence and the persistence of extremist ideology and piracy in Somalia. Equally, while Somalia is the source of piracy, it also remains the principle victim. 1,500 pirates have not only challenged International peace and security across the Somali coast and 1 million square kilometers of ocean, they have made the mainland of Somalia a safe haven to hold the people of Somali prisoners In their own home as detailed below. “Nonetheless, if there is a will, there is a way. We wait to be convinced that the international community has the will to tackle piracy with a clear strategic partnership with the Somali Government for the rebirth of the NATIONAL SOMALI STATE. Without this, we see no likelihood of success against piracy.”, the Somali Minister told the conference. Somalis welcome the establishment of the Contact Group on Piracy off the Coast of Somalia and its working groups, under the umbrella of the

United Nations. Under this, the international community has focused on a multi-faceted strategy for countering piracy out of Somalia. The key factor in this strategy is the management or containment of the acts of piracy. As detailed below, this strategy has focused on arrest and detention, onboard protection, legal prosecution, public outreach and information sharing. On the military front, the international community has mobilized more than 20 nations for deployment of an international naval force in and around the confluence of the Gulf of Aden and the Indian Ocean. On any given day, there is an average of 17 naval ships on patrol in these areas of the high seas. These naval forces, including those from the European Union, NATO, US, Russia, China, India, South Korea, Japan and many others, have created a transit corridor that provides security for approximately 30,000 cargo ships that transit that corridor every year. Other international efforts against piracy include the global shipping industry taking security and other measures onboard ships to deter a pirate attacks. This is the most important measure the international

community, in partnership with private industry, has taken. The shipping industry has itself developed “Best Management Practices for taking proper security precautions” to counter pirate activities. The third strategy is legal prosecution and states having the right and obligation to prosecute pirates. The fourth component deals with public outreach and information, which aims to reach the Somali public to convince them that piracy is not a solution for peace and security in Somalia. The fifth and final strategy involves investment in setting up capable African courts and justice systems in the states of the sub-region neighboring Somalia. All components of this strategy have focused on legal, financial and military measures to deal with the consequences of piracy. They do not and have not addressed the root causes of piracy or the absence of a unified state authority capable of enforcing the rule of law and taking control of pirate territory in Somalia. This is where piracy originates, returns to and conducts its hostage operations. Equally all programmes and investments made have focused on projects outside Somalia and its territorial waters. There are none of any

Issue 449 - June 2011 -

- 13

on five main priorities -improving security, enhancing reconciliation, completing the transitional tasks especially the constitutional process, addressing humanitarian crisis, and promoting good governance. This Roadmap outlines in a clear

12 -

- Issue 449 - June 2011

manner the way ahead as well as the partnership between the Somali Government and the international community. This partnership has begun to move towards the goal of establishing the rule of law in southern Somalia. The rule of law was the

means and remains the end objective of the Djibouti Peace Process, which, despite obstacles and difficulties, sustains our vision. The Roadmap gives the highest priority to the security strategy to defeat the two evils of piracy and the ideol-

tained effort by governments, security forces and industry is required; and a successful response must address not just the symptoms of piracy, but also the underlying causes. “The UAE is pleased to take this initiative to enhance the Gulf region’s activism in the global fight against piracy. The growth in the scale of pirate attacks and areas affected over the past twelve months demonstrates that we must all urgently redouble our efforts in the current international response. We have high expectations that this event will provide a significant opportunity for government and industry leaders to share their experience and expertise, and help support the international effort to eradicate the threat of piracy worldwide.” His Excellency Sultan Ahmed Bin Sulayem, Chairman, DP World, said: “We are proud to help facilitate this important discussion. The private sector is directly impacted by piracy and the threat of piracy and therefore has a strong interest in contributing to finding solutions in close liaison and co-operation with governments. Importantly, the impact on the seafarers who are captured and their families is immeasurable. “Countering piracy will not be achieved overnight – it will take a

long term commitment from all involved. We encourage our industry colleagues to be part of this important initiative and help find meaningful, long term solutions to the problem.” The conference will explore a number of key areas of the global fight against piracy, encouraging the forging of comprehensive responses in key areas, which include: international law; root causes of piracy; analysis and information sharing; and opportunities for expanding civilian-military cooperation. The UAE’s position as a world hub for trade and commerce together with its significant regional and international partnerships are expected to make the event a key platform for the coordination of the urgent international response to end the threat piracy presents to global peace and security. Urgent need for a response H.E. Mohamed Abdullahi Omaar, (M.P) Deputy Prime Minister and Minister of Foreign Affairs of the Transitional Federal Government of the Somali Republic in which he reiterated the urgent need for a response in this region to counter the global threats of piracy and how we forge a common approach to defeat it.

He told the attendees that the meeting is taking place at what he described as “a critical moment for Somalia and the world.” “The response of the world to Somalia at this moment will decide whether we consolidate peace or revert to political conflict, regional instability and piracy on the high seas. Nonetheless, we have witnessed new hope in recent months.”, he added The Somali peace process, facilitated by the international community, produced a broad based Somali Government that carries the hopes of the Somali people for peace and stability. Equally importantly, the Government is and has been reaching out to opposition groups to forge national reconciliation. It is also working on the national constitution to establish the political framework for an equitable distribution of power and resources. Dialogue, negotiation and inclusion are at the core of this strategy to achieve a lasting settlement in Somalia. As a result, the Somali people have the best chance in two decades to end their suffering and move towards a better and more normal future. The Government in coordination with the international community has adopted a Roadmap focusing Issue 448 449 - May June 2011 2011 --

- 11

Conferences

INTERNATIONAL CONFERENCE TO COUNTER MARITIME PIRACY By: M.Fahed Al Halabieh Photography: Badr Yousef Khorokh

W

ith maritime piracy increasing in range and scale, and pirate attacks posing a great threat to vessels in many regions, resulting in loss of life, hostage taking and a significant impact on world trade, addressing piracy has become an urgent global priority. Recognizing this fact, the UAE Ministry of Foreign Affairs and DP World jointly convened a major international conference on April 18, 2011 and lasted until 19th. April. Although the Conference sought to explore public/private initiatives to address rising tide of piracy, it also aimed at enhancing government and industry responses and initiatives to counter the growing threat of maritime piracy. Appropriately titled ‘Global Chal-

10 -

- Issue 448 449 - May June 2011 2011

lenge, Regional Responses: Forging a Common Approach to Maritime Piracy,’ the conference focused on finding solutions rather than simply stating the problem, and came up with practical recommendations for initiatives aimed at countering this growing threat. Foreign ministers from more than fifty countries and CEOs of leading global companies in maritime and related industries have been invited to the two-day event. This UAE driven initiative comes at a time when pirate attacks worldwide have grown to an unprecedented level. In the first two months of 2011, despite a heightened level of international response, at least 80 commercial cargo ships came under attack in the Gulf of Aden alone –

with 19 vessels hijacked. Some 40 ships are currently estimated to be under pirate control, together with 800 mariners held captive, many in appalling conditions. In addition to the devastating human cost of piracy, the financial cost to global trade is also huge, with estimates as high as US$12 billion a year1. His Highness Sheikh Abdullah bin Zayed al-Nahyan, UAE Minister of Foreign Affairs, who opened the event with a keynote speech, said: ”Maritime piracy is quickly becoming one of the most threatening challenges of the twenty-first century. It hurts not only global trade and commerce, but also has a damaging impact on peace, security and stability in many regions of the world. To defeat piracy, a coordinated and sus-

Issue 449 - June 2011 -

-9

UAE Chief of Staff receives his Jordanian counterpart

L

t. General Hamad Mohammed Thani Al Rumaithi, Chief of Staff of the UAE Armed Forces today received on May 9th, 2011 Lt. General Mohammed Meshal Zabin, Chief of Staff of the Hashemite Kingdom of Jordan and the accompanying delegation here at Armed Forces General Headquarters (GHQ) in Abu Dhabi.

Al Rumaithi welcomed his Jordanian counterpart hailing the distinguished relations between UAE and Jordan in various fields. During the meeting, they also discussed prospects for cooperation in military fields as well as discussing a number of issues of common interest. For his part, Jordanian Chief

of Staff expressed his pleasure on the visit and meeting with Lt. General Hamad Al Rumaithi commending the very warm welcome and hospitality given to him and the accompanying delegation during the visit. The meeting was attended by a number of senior officers of the armed forces.

CoS meets South African military official

L

t. General Hamad Mohammed Thani Al Rumaithi, Chief of Staff of the UAE Armed Forces met in Pretoria on 16 May 2011 with Lt. General Themba Matanzima,

8-

- Issue 449 - June 2011

Chief of Joint Operations of the South African Defence Forces. They discussed ties of friendship and cooperation between the two countries and ways to

enhance them in all field, particularly in defence fields. Al Rumaithi arrived in Pretoria the previous day on an official visit to South Africa.

Mohammed Bin Zayed attends celebrations marking 35th anniversary of the unification of Armed Forces

A

bu Dhabi Crown Prince and Deputy Supreme Commander of the UAE Armed Forces His Highness General Sheikh Mohammed bin Zayed Al Nahyan attended on Monday May 09th, 2011 the celebrations held at the Zayed Military City in Abu Dhabi to mark the 35th anniversary of the unification the armed forces. Upon his arrival at the celebration venue, Sheikh Mohammed shook hands with senior officers of the armed forces led by Lieutenant-General Obaid Mohammad Abdullah Al Ka’abi, Undersecretary of the Ministry of Defence and Lt. General Hamad Mohammed Thani Al Rumaithi, Chief of Staff of the Armed Forces. Sheikh Mohammed conveyed to the military officers and staff, the greetings from President of UAE and Supreme Commander of the Armed Forces His Highness Sheikh Khalifa Bin Zayed Al Nahyan.

He asserted them that the performance of the armed forces is a source of pride for our leadership as it protects the gains of the homeland and stays a symbol of loyalty and sacrifice to the leadership and the country. It is also a subject of pride for the fraternal countries as it stands beside them in times of calamities and tribulations. The moral, ethical and humanitarian commitment of our armed forces have also earned a good reputation among the world community, Sheikh Mohammed added. The celebrations were attended by HH Sheikh Tahnoun bin Mohammed Al Nahyan, Ruler’s Representative in the Eastern Region, HH Sheikh Hamdan bin Zayed Al Nahyan, Ruler’s Representative in the Western Region, HH Lt. General Sheikh Saif bin Zayed Al Nahyan, Deputy Prime Minister and Interior Minister, HH Sheikh Abdullah bin Zayed Al

Nahyan, Foreign Minister, HH Dr. Sheikh Sultan bin Khalifa Al Nahyan, adviser to His Highness the President, Sheikh Nahyan bin Mubarak Al Nahyan, Minister of Higher Education and Scientific Research, Sheikh Sultan Bin Tahnoon Al Nahyan, Chairman Abu Dhabi Tourism Authority and a number of sheikhs, ministers, ambassadors of the GCC countries, military personnel and other guests. Chief of Staff of the Armed Forces delivered a speech in which he welcomed Sheikh Mohammed and offered greetings and best wishes to President His Highness Sheikh Khalifa Bin Zayed Al Nahyan. After the ceremonial speech, Sheikh Mohammed decorated 25 military officers of various ranks including a number of retired military personnel in recognition of their selfless work in the service of the nation. Issue 449 - June 2011 -

-7

in the Kingdom of Bahrain recently. The meeting was also attended by Sheikh Nahyan bin Mubarak Al Nahyan, Minis-

ter of Higher Education and Scientific Research, Mohammed Abdullah Al Gargawi, Minister for Cabinet Affairs, Dr Anwar Mohammed Gar-

gash, Minister of State for Foreign Affairs and Mohammad Reza Fayyad, Ambassador of Iran to UAE.

... and receives Tunisian FM

T

he Vice President and Prime Minister and Ruler of Dubai His Highness Sheikh Mohammed bin Rashid Al Maktoum received here in Dubai today, May 18th, 2011,Tunisian Minister of Foreign Affairs Mohammed Al Kafi. Al Kafi conveyed the message from Acting Tunisian President Fouad Al Mubaza to President His Highness Sheikh Khalifa bin Zayed Al Nahyan, on the fraternal

relations between the UAE and Tunisia and the latest developments in Tunisia. Sheikh Mohammed stressed during the meeting distinguished relations between the two countries, indicating that the UAE government and people stand by people of Tunisia until the stability, security and peace get restored in the country. The meeting was attended by H.H. Sheikh Hamdan bin Mohammed bin Rashid

Al Maktoum, Dubai Crown Prince, H.H. Sheikh Maktoum bin Mohammed bin Rashid Al Maktoum, Deputy Dubai Ruler, Mohammed Abdullah Al Gergawi, the Cabinet Affairs Minister, Dr Tariq Ahmed Al Haydan, Assistant Foreign Minister for Political Affairs, Tunisian Ambassador to UAE Mohammed Al Sudairi and other senior officials.

... and chairs Cabinet Meeting

H

is Highness Sheikh Mohammed bin Rashid Al Maktoum, Vice President and Prime Minister of the UAE and Ruler of Dubai today, May 8th, 2011,

6-

- Issue 449 - June 2011

chaired the Cabinet Meeting at the Presidential Palace here in Abu Dhabi. H.H. Lt. General Sheikh Saif bin Zayed Al Nahyan, Deputy Prime

Minister and Minister of Interior was also present. The meeting reviewed agenda items relating to national issues and citizen service.

Nation News

Mohammed bin Rashid receives Iranian Foreign Minister

H

is Highness Sheikh Mohammed bin Rashid Al Maktoum, Vice President and Prime Minister of UAE and Ruler of Dubai, today, May 8th, 2011, received here at the Presidential Palace in Abu Dhabi Iranian Foreign Minister Ali Akbar Salehi. Present were H.H. Lt. General Sheikh Saif bin Zayed Al Nahyan, Deputy Prime Minister and Minister of Interior, H.H. Sheikh Mansour bin Zayed Al Nahyan, Deputy Prime Minister and Minister of Presidential Affairs and H.H. Sheikh Abdullah bin

Zayed Al Nahyan, UAE Foreign Minister. His Highness Sheikh Mohammed bin Rashid and the Iranian Foreign Minister Ali Akbar Salehi reviewed the overall current situation of the region and ways to promote peace and stability for the prosperity of their people. During the meeting, Sheikh Mohammed reiterated the importance of establishing stability in the region and the importance of communication between officials in the UAE and the Islamic Republic of Iran with his confirma-

tion on a mutual respect for sovereignty of States in the region. He welcomed the visit of the Iranian minister and his accompanying delegation to the UAE, saying that it comes in the framework of communication between officials from both countries hailing the distinguished bilateral relations between UAE and Iran. They also discussed the situation in the Kingdom of Bahrain as Sheikh Mohammed highlighted the Bahraini leadership wisdom in dealing with the events that occurred Issue 449 - June 2011 -

-5

AL Jundi Message Road to Success These days, our children are preparing to apply for final exams , and some of them are at the threshold of high school exams, to complete after that either their academic study at a university, or turning in another direction. In short, our students are all busy nowadays by the end of the school year. On the basis of the principle of upbringing and education of the children, the hope of the nation and its spirit, its “tools and equipment” who will carry the torch light and guidance to illuminate the way forward, we must be their mentors to enable them to select specialization courses, which they consider appropriate for their scientific capabilities and readiness, and not what is a dream for us .. It is well known that personal desire alone is not sufficient to achieve success. Statistics has shown that a large number of people fail in their university education, despite all the help and encouragement they receive from their families, not because of negligence in their studies, but because of the lack of agreement between their specialization and their abilities and the nature of their scientific readiness. Many people choose their specialization either in imitation of others, or because this particular specialization has social reputation, and the person may continue his study with great suffering till he graduates later than his colleagues, and with poor rating that affects his chances of employment. If anyone suffers from difficulties in his study, he feels he is a failure, something that may profoundly affect his present and future. It may prompt him to entirely abandon study, and perhaps falling - God forbid - in taboo as the result of an attempt to forget the reality of failure in front of the self and in front of family and society. So, it is the responsibility of the parents to both bring up and guide their children, and nobody else will be held accountable except you, parents, because Prophet Mohammed, Peace be upon him said “ Everyone of you is a shepherd and is responsible for his flock,” and your son is a part of your flock which God asks you to take care of. So, do not neglect him from the beginning of entry to school until he comes out to life. Ultimately the goal is to get the student to the road of success and excellence. Editor - in - Chief

Ministry of Defence General Supervisor and Editor-in-Chief:

A Military and Cultural Monthly Magazine published by The Directorate of Morale Affairs Ministry of Defence - U. A. E. Issue 449 - June 2011

In this Issue

Staff Brigadier Mohammed Ali Abdullah Al Eassa Editorial Secretary: Lt.Col. Hamad Salem Al Suwaidi Editors: Salah Abdullah Al Ali

Mohammed bin Rashid receives Iranian Foreign Minister

Taha Mohammed Ibrahim Mohammed Fahed Al Halabieh Nader Nayef Mohammed Abdullah Mohammed AL Ansari Buti Mohammed AL Meheiri

His Highness Sheikh Mohammed bin Rashid Al Maktoum, Vice President and Prime Minister of UAE and Ruler of Dubai, today, May 8th, 2011, received here at the Presidential Palace in Abu Dhabi Iranian Foreign Minister Ali Akbar Salehi.

05

Elyazieh Ali AL Kaabi Tariq Husain AL Hammadi Supervising and Art Work: Adnan Ali AL Jaberi Abdullah M. AL Suwaidi Mohammed A. AL Marzooqi

Geospatial Intelligence Middle East INTERNATIONAL CONFERENCE Conference 2009PIRACY TO COUNTER MARITIME

Photographers: Bader Mohammed Yousef Ahmed Juma'a AL Suwaidi

10

With maritime piracy increasing in range and scale, and pirate attacks posing a great threat to vessels in many regions, resulting in loss of life, hostage taking and a significant impact on world trade, addressing piracy has become an urgent global priority.

AL JUNDI JOURNAL - P.O.BOX : 2838, DUBAI - U.A.E., Tel: 04/3532222, Fax: 04/3744272, E-mail: [email protected]

Get in touch

Social

© Copyright 2013 - 2024 MYDOKUMENT.COM - All rights reserved.