يوليو 2011 - 450 Flipbook PDF

يوليو 2011 - 450

72 downloads 110 Views 45MB Size

Story Transcript

‫كلمة اجلندي‬ ‫اأبناوؤنا والإجازة ال�صيفية‬ ‫اأيام معدودة وتنتهي حالة اال�شتنفار التي يعي�شها اأبناوؤنا من اأجل االمتحانات‪ ،‬وتُغلق‬ ‫المدار�س اأبوابها بعد عام درا�شي حافل بالجد واالجتهاد‪ ،‬اإيذان ًا ببدء االإجازة ال�شيفية‬ ‫التي يختلف النا�س في كيفية ق�شائها‪ ،‬تلك االإجازة التي ي�شعى فيها االآباء واالأمهات اإلى‬ ‫توفير كل ما يمكن توفيره الإ�شعاد اأطفالهم بما يحقق لهم المتعة والفائدة‪ ،‬وللو�شول اإلى‬ ‫ذلك ال بد من و�شع االأهداف الرئي�شية والتخطيط ال�شليم الذي يراعي مختلف الجوانب‬ ‫النف�شية والتربوية‪.‬‬ ‫اإن الواجب على كل اأ�شرة اأن تخطط لهذه االإجازة تخطيط ًا يتما�شى مع قدرات االأبناء‬ ‫العقلية والج�شدية‪ ،‬وذلك من خالل دمج اأبنائهم في الدورات التدريبية والمراكز ال�شيفية‬ ‫المفيدة ب�شرط اأن ال ُيغ ِفل هذا التخطيط جانب المتعة والترفية الذي ال يتنافى مع الدين‬ ‫والعادات والتقاليد‪ .‬ولكن انتبه عزيزي المربي!! فلن ي�شتمتع اأوالدك باإجازتهم اإن‬ ‫لم ت�شركهم في و�شع برنامجهم ال�شيفي فالم�شاركة بالراأي تُولد لديهم الحما�س الذي‬ ‫يدفعهم لتطبيق عنا�شر الخطة وتذهب عنهم ال�شعور ب�شعوبة االلتزام بمواعيدها وال�شعي‬ ‫لتحقيق اأهدافها‪ .‬ويف�شل اأن تكون هذه الخطط والبرامج مكتوبة ووا�شحة لدى الجميع‪،‬‬ ‫واأن ت َّوزع الم�شوؤوليات على االأبناء ٌ‬ ‫كل ح�شب قدراته‪.‬‬ ‫اإن م�شوؤولية تربية االأبناء واجب �شرعي قبل اأن يكون دور ًا اجتماعي ًا‪ ،‬قال اهلل تعالى‪(:‬يا‬ ‫اأيها الذين اآمنوا قوا اأنف�شكم واأهليكم نار ًا وقودها النا�س والحجارة)‪ ،‬وقال ر�شول اهلل‬ ‫�شلى اهلل عليه و�شلم‪(:‬كلكم راع وكلكم م�شوؤول عن رعيته)‪ .‬وتعظم هذه الم�شئولية‬ ‫وتتاأكد في مثل هذه االأيام‪ ،‬اأيام االإجازة ال�شيفية التي يعاني فيها كثير من االأبناء من طول‬ ‫وقت الفراغ الذي ي�شيعه الكثير منهم بغير فائدة‪.‬‬ ‫وال نن�شى في هذا المقام اأن نذكر الم�شافرين باأن يكونوا خير �شفراء لبالدهم ودينهم‬ ‫محافظين على عاداتهم وتقاليدهم‪ ،‬واأن ينقلوا �شورة م�شرقة عن هذا البلد الكريم‬ ‫رئـيـ�س التحــريـر‬ ‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٣-‬‬

‫المشرف العام ورئيس التحرير‬

‫مجلة عسكرية ثقافية شهرية تصدر عن مديرية الشؤون املعنوية‬ ‫وزارة ال������دف������اع ‪ -‬اإلم�������������ارات ال���ع���رب���ي���ة امل���ت���ح���دة‬ ‫السنة الثامنة وال��ث��الث��ون ‪ -‬ال��ع��دد (‪ - )450‬يوليو ‪2011‬م‬

‫في هـــــذا الـعــــــــدد‬

‫العميد الركن‬ ‫محمد علي عبدالله العيسى‬ ‫سكرتير التحرير‬

‫المقدم‬ ‫حـمـد سـالم الـسـويــدي‬ ‫هيئة التحرير‬

‫صـالح عبد الله آل علــــــي‬ ‫طــه محمد إبـــراهـــيــم‬

‫حممد بن ر��سد ي�ستقبل �أمني عام‬ ‫جمل�س �لتعاون لدول �خلليج �لعربية‬

‫محمـد فــهـد الحلبيـــــة‬ ‫نــادر نـايــف محــمــــد‬ ‫عبدالله محمد األنصــاري‬ ‫بطـي محمـد المهيــري‬ ‫اليازيــة علـي الكعبــــي‬

‫ا�شتقبل �شاحب ال�شمو ال�شيخ حممد بن را�شد اآل مكتوم نائب رئي�س‬ ‫الدولة رئي�س جمل�س الوزراء حاكم دبي رعاه اهلل بق�شر �شموه بزعبيل‬ ‫يف ‪ 8‬يونيو املا�شي بح�شور �شمو ال�شيخ حمدان بن حممد بن را�شد‬ ‫اآل مكتوم ويل عهد دبي معايل الدكتور عبد اللطيف الزياين اأمني عام‬ ‫جمل�س التعاون لدول اخلليج العربية‪.‬‬

‫‪06‬‬

‫طـارق حسـين الحمــادي‬ ‫اإلش�راف واإلخراج ال�ف�ن�ي‬

‫عدنــان علي الجابـــــري‬ ‫عبــدالله محمد السويـدي‬ ‫محمد عبدالرحمن المرزوقي‬ ‫التص��وي�ر‬

‫بــــدر محـمــد يوســــــف‬

‫�أحدث تقنيات مظالت �لهبوط عالية �لأد�ء‬

‫أحمـــد جـمعــــة السويـدي‬ ‫لإلعالنات‬

‫‪-٤‬‬

‫‪26‬‬

‫اأتاحت النظريات احلديثة لعلم الديناميكا الهوائية « االأيروديناميك»‬ ‫‪ ،Aerodynamics‬وكذلك املواد اجلديدة‪ ،‬والنماذج املتطورة امل�شممة‬ ‫با�شتخدام احلوا�شب‪ ،‬اأتاحت �شنع مظالت هبوط «بارا�شوت» ت�شتطيع‬ ‫اإبطاء حركة الكب�شولة من حد ال�شرعة فوق ال�شوتية اإىل �شرعة الزواحف‬ ‫يف غ�شون ثوان ‪...‬‬

‫‪2011‬االمارات العربية املتحدة‪ ،‬تلفون‪ ،04 / 3532222 :‬فاكس‪ 04 / 3744272 :‬البريد اإللكتروني‪:‬‬ ‫دبي ‪-‬‬ ‫‪2838‬يوليو‬ ‫ص‪.‬ب‪ :‬ـ ‪ 450‬ـ‬ ‫املراسالت‪ :‬العدد‬

‫‪[email protected]‬‬

‫من أقوال زايـد‬ ‫بعون اهلل �شتعود لالأمة وحدة كلمتها وت�شامنها احلقيقي‬ ‫والفعال‪ ،‬واإذا كان الب�شر يخطئون بطبيعتهم فيجب على‬ ‫املخطئ اأن يرتاجع عن خطئه وي�شحح م�شاره‪ ،‬ويجب‬ ‫اأن نعتمد على العقل يف كل خطواتنا‪ ،‬واإذا اأخطاأ االإن�شان‬ ‫مر به فهو خا�شر‪ ،‬واملطلوب منا كعرب يف‬ ‫ومل ي�شحح خطاأه ويعو�س ما َّ‬ ‫املرحلة املقبلة اأن منيز بني املخطئ الذي قام بت�شحيح خطئه واالآخر الذي‬ ‫ا�شتمر يف خطئه‪ ،‬وهذا يعترب جاه ً‬ ‫ال‪ ،‬واجلاهل يجب معاجلته‪.‬‬

‫رعى �شاحب ال�شمو ال�شيخ حممد بن را�شد اآل مكتوم نائب رئي�س‬ ‫الدولة رئي�س جمل�س الوزراء حاكم دبي (رعاه اهلل) يف ‪ 7‬يونيو املا�شي‬ ‫بح�شور اأخيه الفريق اأول �شمو ال�شيخ حممد بن زايد اآل نهيان ويل‬ ‫عهد اأبوظبي نائب القائد االأعلى للقوات امل�شلحة حفل تخريج الدورة‬ ‫الـ(‪ )20‬ل�شباط االأركان يف كلية القيادة واالأركان امل�شرتكة يف اأبوظبي‪.‬‬

‫محــتــويـــات الـــعــــدد‬

‫ندوة �أخطار �لتلوث �لإ�سعاعي ‪..‬‬ ‫ح�سور مكثف وتفاعل كبري‬

‫‪14‬‬

‫حددت الندوة التثقيفية التي ُعقدت يف اخلام�س والع�شرين من‬ ‫�شهر اإبريل ‪ 2011‬يف مبنى وزارة الدفاع اأ�شباب التلوث االإ�شعاعي‬ ‫واأخطاره وطرق عالجه والوقاية منه‪ .‬ومتيزت الندوة بالتفاعل الكبري‬ ‫بني املحا�شرين واحل�شور املكثف الذي تك َّون من عدد غفري من‬ ‫�شباط القوات امل�شلحة وال�شرطة والدفاع املدين وجمهور كبري ‪...‬‬

‫�حلرب �للكرتونية‬ ‫تغطي جميع م�سارح �لعمليات‬ ‫متثل اأعمال احلرب االإلكرتونية يف الوقت احلا�شر مكان ًا بارز ًا بني االأن�شطة‬ ‫الع�شكرية االأخرى‪ ،‬ويويل كافة االأطراف‪ ،‬من ال�شرق اأو الغرب‪ ،‬الكثري من‬ ‫االهتمام لتطوير و�شائلها واأ�شاليب ا�شتخدامها بعد اأن اأثبتت خربات احلروب‬ ‫املحدودة‪ ،‬التي تلت احلرب العاملية الثانية‪ ،‬اأهميتها‪� ،‬شواء يف الدفاع اأو‬ ‫الهجوم‪ ،‬والدليل على ذلك اأن املعدات االإلكرتونية امل�شتخدمة يف الطائرات‬ ‫املقاتلة يزيد ثمنها على ن�شف قيمة الطائرة‪.‬‬

‫الموقع باللغة العربية \وزارةالدفاع‪.‬امارات‬

‫‪www.mod.gov.ae‬‬

‫‪42‬‬

‫ما ينشر في املجلة يعبر عن رأي كاتبه‬

‫كلمة الجندي‪3 ............................‬‬ ‫الفهر�س ‪5-4 .............................‬‬ ‫جولة ال�شهر ‪11-6 .........................‬‬ ‫تخريجات ‪15-14 .........................‬‬ ‫موؤتمرات ‪23-18 ..........................‬‬ ‫تقنيات ‪31-26 ............................‬‬ ‫بحرية ‪39-34 ............................‬‬ ‫الحرب االإلكترونية ‪48-42 ..................‬‬ ‫ناقالت الجنود ‪53-50 .....................‬‬ ‫مفاعالت ‪61-56 ..........................‬‬ ‫اأخبار ع�شكرية ‪69-64 ......................‬‬ ‫اآية وتف�شير ‪73-72 .........................‬‬ ‫مكتبة الجندي ‪74 ..........................‬‬ ‫مواقع الكترونية ‪75 .........................‬‬ ‫وتلك االأمثال ‪78-76 .......................‬‬ ‫حدث في مثل هذا ال�شهر ‪79 .................‬‬ ‫زاوية على الحياة ‪82- 80....................‬‬ ‫الفقة الع�شكري ‪83 .........................‬‬ ‫توجيهات تربوية ‪87-84 ....................‬‬ ‫طب ‪91-88 ..............................‬‬ ‫من عبق الما�شي ‪93-92 ....................‬‬ ‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٥-‬‬

‫جولة ال�شهر‬

‫حممد بن ر��سد ي�ستقبل �أمني عام‬ ‫جمل�س �لتعاون لدول �خلليج �لعربية‬ ‫ا�شتقبل �شاحب ال�شمو ال�شيخ محمد بن‬ ‫را�شد اآل مكتوم نائب رئي�س الدولة رئي�س‬ ‫مجل�س الوزراء حاكم دبي رعاه اهلل بق�شر‬ ‫�شموه بزعبيل في ‪ 8‬يونيو الما�شي بح�شور‬ ‫�شمو ال�شيخ حمدان بن محمد بن را�شد اآل‬ ‫مكتوم ولي عهد دبي معالي الدكتور عبد‬ ‫اللطيف الزياني اأمين عام مجل�س التعاون‬ ‫لدول الخليج العربية‪.‬‬ ‫وجرى خالل اللقاء تبادل الحديث حول‬ ‫م�شيرة مجل�س التعاون واأهمية العمل‬

‫الجماعي الم�شترك بين الدول الأع�شاء‬ ‫لتعزيز اأ�ش�س ال�شالم وال�شتقرار في‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫كما تم التطرق للمبادرة الخليجية الخا�شة‬ ‫بالجمهورية اليمنية ال�شقيقة والتاأكيد على‬ ‫اأهميتها من اأجل تحقيق ال�شتقرار والوحدة‬ ‫الوطنية لل�شعب اليمني‪.‬‬ ‫واأ�شاد اأمين عام مجل�س التعاون لدول الخليج‬ ‫العربية بدور دولة الإمارات الإيجابي في‬ ‫كافة الق�شايا المت�شلة بم�شيرة المجل�س كون‬

‫الإمارات تراأ�س الدورة الحالية للمجل�س‪.‬‬ ‫ح�شر اللقاء �شمو ال�شيخ مكتوم بن محمد‬ ‫بن را�شد اآل مكتوم نائب حاكم دبي و �شمو‬ ‫ال�شيخ اأحمد بن �شعيد اآل مكتوم رئي�س‬ ‫هيئة دبي للطيران الرئي�س الأعلى لمجموعة‬ ‫طيران الإم���ارات ومعالي ري��م اإبراهيم‬ ‫الها�شمي وزيرة دولة ومعالي محمد اإبراهيم‬ ‫ال�شيباني مدير عام ديوان �شاحب ال�شمو‬ ‫حاكم دبي و�شعادة خليفة �شعيد �شليمان‬ ‫مدير عام دائرة الت�شريفات وال�شيافة بدبي‪.‬‬

‫‪ ...‬و ي�سهد توقيع �لبيان �خلتامي‬ ‫لجتماعات �للجنة �لقت�سادية �لإمار�تية �لإيطالية‬ ‫�شهد �شاحب ال�شمو ال�شيخ محمد بن را�شد اآل لجتماعات الدورة الرابعة للجنة القت�شادية وتم خاللها كذلك التوقيع على مذكرة‬ ‫مكتوم‪ ،‬نائب رئي�س الدولة رئي�س مجل�س الوزراء الإماراتية اليطالية الم�شتركة‪ ،‬التي عقدت في تفاهم بين البلدين في مجال التعاون في‬ ‫الم�شاريع ال�شغيرة والمتو�شطة‪.‬‬ ‫حاكم دبي (رعاه اهلل) توقيع البيان الختامي مدينة فيرونا اليطالية في ‪ 11‬يونيو ‪.2011‬‬ ‫‪-٦‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫وقد وقع البيان والمذكرة عن جانب دولة‬ ‫الإمارات معالي المهند�س �شلطان بن �شعيد‬ ‫المن�شوري‪ ،‬وزير القت�شاد فيما وقعها عن‬ ‫الجانب اليطالي باولو روماني‪ ،‬وزير التنمية‬ ‫القت�شادية وذلك بح�شور �شعادة الفريق‬ ‫م�شبح را�شد الفتان‪ ،‬مدير مكتب �شاحب‬ ‫ال�شمو نائب رئي�س الدولة رئي�س مجل�س‬ ‫الوزراء حاكم دبي و�شعادة المهند�س محمد‬ ‫اأحمد بن عبد العزيز ال�شحي وكيل وزارة‬ ‫القت�شاد و�شعادة عبد العزيز ال�شام�شي �شفير‬ ‫الدولة لدى ايطاليا وعدد من الم�شوؤولين‬ ‫بوزارة القت�شاد والم�شوؤولين الإيطاليين‪.‬‬ ‫وقد بارك �شاحب ال�شمو ال�شيخ محمد‬ ‫بن را�شد اآل مكتوم التفاقية واعتبرها‬ ‫�شموه اأنها تاأتي في اإطار حر�س دولتنا قيادة‬ ‫وحكومة على اإقامة تحالفات اقت�شادية‬ ‫و�شراكات اإ�شتراتيجية مع مختلف الدول‬ ‫ال�شقيقة وال�شديقة‪ ،‬خا�شة القت�شاديات‬ ‫العالمية الكبرى‪.‬‬ ‫واأك��د �شموه في اأع��ق��اب التوقيع على‬ ‫البيان الختامي للجنة الإماراتية اليطالية‬ ‫الم�شتركة‪ ،‬اأن دولتنا ا�شتطاعت بف�شل‬ ‫�شيا�شتها النفتاحية ونهجها على �شعيد‬ ‫تعزيز اقت�شادها الوطني وحمايته اأن تعزز‬

‫مكانتها القت�شادية دوليا وتحظى بثقة‬ ‫الأو�شاط التجارية والمالية العالمية وثقة‬ ‫ال�شركات والم�شتثمرين في �شتى القطاعات‬ ‫القت�شادية‪.‬‬ ‫وكان �شموه قد ا�شتقبل معالي �شلطان �شعيد‬ ‫المن�شوري وباولو روماني واأع�شاء الوفدين‬ ‫لدى و�شوله اإلى مقر التوقيع‪ ،‬في المدينة‬ ‫اليطالية‪.‬‬ ‫وت�شمن البيان الم�شترك بين الطرفين‬ ‫مجموعة من الخطوات العملية‪ ،‬التي تعزز‬ ‫التعاون المن�شود خا�شة في قطاعات التجارة‬ ‫وال�شتثمار وال�شياحة وال�شناعة والزراعة‬ ‫والخدمات المالية‪ ،‬اإلى جانب الم�شاريع‬ ‫ال�شغيرة والمتو�شطة واأخيرا حقوق الملكية‬ ‫الفكرية‪.‬‬ ‫وجاء في البيان انه تم تبادل المعلومات‬ ‫حول الأنظمة الت�شريعية المحفزة لال�شتثمار‬ ‫الم�شترك والتفاق على رفع وتيرة تبادل‬ ‫المعلومات بهذا ال�شاأن‪ ،‬لر�شم �شورة‬ ‫وا�شحة حول خ�شائ�س ومميزات المناخ‬ ‫ال�شتثماري في كال البدين‪ ،‬مع التاأكيد‬ ‫على اأهمية تفعيل دور القطاع الخا�س‬ ‫وم�شاركته الفاعلة في بناء ج�شور قوية‬ ‫لال�شتثمار المتبادل‪.‬‬

‫كما اتفق الطرفان على تبادل الزيارات‬ ‫للمناطق ال�شناعية الحرة‪ ،‬وتطوير مناطق‬ ‫متخ�ش�شة لجذب ال�شتثمارات الأجنبية‪.‬‬ ‫وفي مجال التعاون الزراعي‪ ،‬اتفقا على‬ ‫تبادل المعلومات بين الطرفين في مجال‬ ‫الري والثروة ال�شمكية والتعاون البناء‪،‬‬ ‫من اأجل دعم مو�شوع الأمن الغذائي في‬ ‫البلدين‪.‬‬ ‫واأ�شار البيان الم�شترك اإلى التفاق على‬ ‫تبادل الخبرات والمعلومات الخا�شة في‬ ‫ال�شتثمار بالم�شاريع ال�شغيرة والمتو�شطة‪،‬‬ ‫وتنظيم فعاليات م�شتركة واإمكانية ال�شتفادة‬ ‫من الخبرات اليطالية في هذا القطاع‪.‬‬ ‫وتطرق البيان اإلى تعزيز التعاون الثنائي في‬ ‫مجال الطاقة البديلة والم�شتدامة‪ ،‬والتاأكيد‬ ‫على و�شع اأطر للتعاون وتبادل الخبرات في‬ ‫هذا المجال‪ ،‬كما اأكد الطرفان على �شرورة‬ ‫التوعية باأهمية حقوق الملكية الفكرية‬ ‫والتعريف بها وتنظيم ندوة خا�شة م�شتركة‬ ‫لمناق�شة هذه الم�شالة البالغة الأهمية‬ ‫وت�شليط ال�شوء عليها دوليا‪.‬‬ ‫ول�شمان تنفيذ ما جاء في البيان اتفق‬ ‫البلدان على تبادل تقارير دوري��ة ن�شف‬ ‫�شنوية لمعرفة مدى اللتزام بما جاء فيه‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٧-‬‬

‫‪ ...‬ويح�سل على �سخ�سية �لعام �حلكومية للتو��سل �لجتماعي‬ ‫تم اختيار �شاحب ال�شمو ال�شيخ محمد‬ ‫بن را�شد اآل مكتوم نائب رئي�س الدولة‬ ‫رئي�س مجل�س الوزراء حاكم دبي رعاه‬ ‫اهلل �شخ�شية العام الحكومية للتوا�شل‬ ‫الجتماعي وذلك من قبل منتدى‬ ‫الإعالم الرقمي الحكومي الأول الذي‬ ‫اختتم في ‪ 7‬يونيو الما�شي بم�شاركة‬ ‫ح�شد من ال�شخ�شيات والموؤ�ش�شات‬

‫الحكومية والخا�شة‪.‬‬ ‫واختير �شموه �شخ�شية العام بناء على‬ ‫توا�شله الم�شتمر مع مختلف فئات‬ ‫المجتمع من مواطنين ومقيمين من‬ ‫خالل (الفي�س بوك) و (تويتر) وكذا‬ ‫توا�شل �شموه الإلكتروني مع اأنا�س‬ ‫اآخرين في العديد من الدول العربية‬ ‫والأجنبية‪.‬‬

‫ويذكر اأن ما يربو على ‪ 840‬األف‬ ‫�شخ�س من داخل الدولة وخارجها‬ ‫تابعوا �شفحتي �شاحب ال�شمو‬ ‫ال�شيخ محمد بن را�شد اآل مكتوم‬ ‫على الموقعين اللذين كان �شموه قد‬ ‫اأطلقهما في وقت �شابق حر�شاً منه‬ ‫على التوا�شل مع اأبناء �شعبه وال�شعوب‬ ‫العربية وال�شديقة‪.‬‬

‫‪ ...‬و ي�سهد حفل تخريج‬ ‫(مركز حممد بن ر��سد لإعد�د �لقادة)‬ ‫�شهد �شاحب ال�شمو ال�شيخ محمد بن‬ ‫را�شد اآل مكتوم نائب رئي�س الدولة‬ ‫رئي�س مجل�س الوزراء حاكم دبي رعاه اهلل‬ ‫في ‪ 8‬يونيو الما�شي بح�شور �شمو ال�شيخ‬ ‫حمدان بن محمد بن را�شد اآل مكتوم‬ ‫‪-٨‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫ولي عهد دبي و�شمو ال�شيخ مكتوم بن‬ ‫محمد بن را�شد اآل مكتوم نائب حاكم‬ ‫دبي حفل تخريج مجموعات جديدة من‬ ‫القيادات الوطنية في القطاعين العام‬ ‫والخا�س الذي نظمه مركز محمد بن‬

‫را�شد لإعداد القادة في دبي‪.‬‬ ‫وح�شر الحتفال الذي اأقيم في فندق‬ ‫جراند حياة بدبي ال�شيخ �شعيد بن‬ ‫مكتوم بن جمعة اآل مكتوم ومعالي‬ ‫حميد محمد القطامي وزي��ر التربية‬

‫والتعليم رئي�س الهيئة التحادية للموارد‬ ‫الب�شرية ومعالي عبد الرحمن العوي�س‬ ‫وزير الثقافة وال�شباب وتنمية المجتمع‬ ‫ومعالي ريم اإبراهيم الها�شمي وزيرة‬ ‫دولة ومعالي محمد اإبراهيم ال�شيباني‬ ‫مدير عام ديوان �شاحب ال�شمو حاكم‬ ‫دبي اإلى جانب جمع من ال�شيوخ وكبار‬ ‫الم�شئولين في الدولة‪.‬‬ ‫افتتح الحفل بال�شالم الوطني ثم تحدثت‬ ‫الآن�شة اأمل بن عدي المديرة العامة‬ ‫لدائرة الموارد الب�شرية في حكومة دبي‬ ‫التي اأ�شارت اإلى دور مركز محمد بن‬ ‫را�شد لإعداد القادة في دبي منذ تاأ�شي�شه‬ ‫عام ‪ 2003‬من اأجل اإعداد وتاأهيل جيل‬ ‫من ال�شباب المواطن قادر على تولي دفة‬ ‫القيادة في دوائر وموؤ�ش�شات القطاعين‬ ‫العام والخا�س في دب��ي بكل كفاءة‬ ‫وجدارة‪.‬‬ ‫وتوجهت بال�شكر والمتنان اإلى �شاحب‬ ‫ال�شمو نائب رئي�س الدولة رئي�س مجل�س‬ ‫ال��وزراء حاكم دبي على ما يوليه من‬

‫اهتمام ومتابعة لبرامج مركز محمد بن‬ ‫را�شد لإعداد القادة مجددة اللتزام باأن‬ ‫يكون المركز بيئة مثالية للتنمية وتطوير‬ ‫قيادات قادرة على ا�شت�شراف الم�شتقبل‬ ‫و�شنع الم�شتقبل‪.‬‬ ‫و�شاهد �شاحب ال�شمو ال�شيخ محمد بن‬ ‫را�شد اآل مكتوم والح�شور فيلما ت�شجيليا‬ ‫عك�س الدور الحيوي لمركز محمد بن‬ ‫را�شد لإع��داد القادة في رفد الدوائر‬ ‫والموؤ�ش�شات وال�شركات في القطاعين‬ ‫العام والخا�س بقيادات �شابة مدربة‬ ‫وموؤهلة للقيادة وتحمل الم�شوؤولية بكل‬ ‫ثقة واقتدار‪.‬‬ ‫وب�شعود �شاحب ال�شمو ال�شيخ محمد‬ ‫بن را�شد اآل مكتوم من�شة التكريم‬ ‫بد أا �شموه بتكريم خريجي مركز اإعداد‬ ‫القادة من القيادات ال�شابة للدوائر‬ ‫الحكومية وال�شركات الخا�شة وال�شركاء‬ ‫ال�شتراتيجيين للمركز من الدوائر‬ ‫الحكومية و�شركات القطاع الخا�س‪.‬‬ ‫في ختام الحفل الذي تم خالله تكريم‬

‫اأكثر من ‪ 315‬قائداً من القيادات الوطنية‬ ‫ال�شابة هناأ �شاحب ال�شمو ال�شيخ محمد‬ ‫بن را�شد اآل مكتوم نائب رئي�س الدولة‬ ‫رئي�س مجل�س الوزراء حاكم دبي القادة‬ ‫ال�شباب من الجن�شين على ما و�شلوا‬ ‫اإليه من خبرة وم�شتوى راق في تحمل‬ ‫الم�شوؤولية والمهام في الوظائف العليا‬ ‫معتبراً �شموه اأن هذا الأمر يبعث على‬ ‫الرتياح والثقة بالم�شتقبل وبقدرة �شباب‬ ‫الوطن على بناء هذا الم�شتقبل ومواجهة‬ ‫التحديات بكفاءة عالية‪.‬‬ ‫واأ�شاد �شموه ببرامج مركز محمد بن را�شد‬ ‫لإعداد القادة التي تغطي كافة الوظائف‬ ‫في الحكومة والقطاع الخا�س وت�شهم في‬ ‫بناء اأجيال من ال�شباب الموؤهل الطامح‬ ‫بالو�شول اإل��ى قيادات ال�شف الأول‬ ‫بخبرته وعلمه و�شبره اإلى جانب �شدق‬ ‫انتمائه للموؤ�ش�شة التي يعمل فيها ولوطنه‬ ‫دولة الإمارات التي تهيئ البيئة المثالية‬ ‫الآمنة وتكاف ؤو الفر�س في العلم والعمل‬ ‫والإبداع في �شتى الميادين‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٩-‬‬

‫رئي�س �لأركان ي�ستقبل �لأمني �لعام ملجل�س �لتعاون �خلليجي‬ ‫ا�شتقبل الفريق الركن حمد محمد ثاني‬ ‫الرميثي رئي�س اأركان القوات الم�شلحة‬ ‫بمكتبه في القيادة العامة للقوات‬ ‫الم�شلحة في ‪ 8‬يونيو الما�شي معالي‬ ‫الدكتور عبد اللطيف الزياني الأمين‬ ‫العام لمجل�س التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫وج��رى خ��الل اللقاء ال��ذي ح�شره‬

‫عدد من كبار �شباط القوات الم�شلحة‬ ‫والوفد المرافق لل�شيف بحث اآفاق‬ ‫التعاون في المجالت الع�شكرية‬ ‫وتبادل الخبرات وتطويرها‪ ،‬بالإ�شافة‬ ‫اإلى مناق�شة عدد من المو�شوعات ذات‬ ‫الهتمام الم�شترك‪.‬‬ ‫من جهته اأعرب الأمين العام لدول‬

‫مجل�س التعاون الخليجي عن �شعادته‬ ‫بهذه الزيارة التي يقوم بها للدولة ولقائه‬ ‫ب�شعادة الفريق الركن حمد محمد ثاني‬ ‫الرميثي رئي�س اأركان القوات الم�شلحة‪،‬‬ ‫واأثنى على ما لم�شه من حفاوة بالغة‬ ‫وح�شن �شيافة اأحيط بهما والوفد‬ ‫المرافق خالل الزيارة‪.‬‬

‫‪ ...‬و ي�ستقبل م�سئوولني ع�سكريني‬ ‫ا�شتقبل �شعادة الفريق الركن حمد‬ ‫محمد ثاني الرميثي رئي�س اأرك��ان‬ ‫ال��ق��وات الم�شلحة ف��ي مكتبه في‬ ‫القيادة العامة للقوات الم�شلحة في‬ ‫‪ 5‬يونيو الما�شي كُ ًال على حده اللواء‬ ‫مطلق بن �شالم الأزيمع قائد قوات‬ ‫‪-١٠‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫درع الجزيرة الم�شتركة والفريق بحري‬ ‫(روبرت اإٍ�س هاروارد) ممثل الجانب‬ ‫الأميركي في ندوة كبار القادة لتمرين‬ ‫(ح�شم العقبان) اللذين يزوران البالد‬ ‫حاليا‪.‬‬ ‫بحث اللقاءان اللذان ح�شرهما عدد‬

‫من كبار �شباط القوات الم�شلحة‬ ‫والوفد المرافق لل�شيفين اآفاق التعاون‬ ‫في المجالت الع�شكرية وتبادل‬ ‫الخبرات وتطويرها اإ�شافة اإلى مناق�شة‬ ‫عدد من المو�شوعات ذات الهتمام‬ ‫الم�شترك‪.‬‬

‫�مل�ست�سار �لع�سكري ل�سمو نائب �لقائد �لأعلى للقو�ت‬ ‫�مل�سلحة يلتقي �لقائد �لعام لقوة دفاع �لبحرين‬ ‫اجتمع �شعادة اللواء الركن علي محمد‬ ‫�شبيح الكعبي الم�شت�شار الع�شكري‬ ‫ل�شمو نائب القائد الأعلى للقوات‬ ‫الم�شلحة في ‪ 6‬يونيو الما�شي في مقر‬ ‫القيادة العامة لقوة الدفاع في مملكة‬ ‫البحرين ال�شقيقة مع معالي الم�شير‬ ‫الركن ال�شيخ خليفة بن اأحمد اآل‬ ‫خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين‪.‬‬ ‫ورحب معالي القائد العام لقوة دفاع‬ ‫البحرين خ��الل الجتماع ب�شعادة‬ ‫ال��ل��واء ال��رك��ن علي محمد �شبيح‬ ‫الكعبي والوفد المرافق له‪ ،‬حيث تم‬

‫ا�شتعرا�س العالقات الأخوية المتميزة‬ ‫بين البلدين ال�شقيقين‪ ،‬كما جرى‬ ‫مناق�شة عدد من المو�شوعات المتعلقة‬ ‫بمجالت التعاون والتن�شيق الع�شكري‬ ‫الم�شترك‪.‬‬ ‫ح�شر الجتماع معالي اللواء الركن‬ ‫ال�شيخ دعيج بن �شلمان اآل خليفة‬ ‫رئي�س هيئة الأركان البحريني واللواء‬ ‫الركن يو�شف اأحمد الجالهمة مدير‬ ‫ديوان القيادة العامة البحريني وعدد‬ ‫من كبار �شباط قوة دفاع البحرين‪.‬‬ ‫من جانبه قام �شعادة اللواء الركن‬

‫علي محمد �شبيح الكعبي الم�شت�شار‬ ‫الع�شكري ل�شمو نائب القائد الأعلى‬ ‫للقوات الم�شلحة بزيارة تفقدية اإلى قوة‬ ‫الإمارات المتواجدة �شمن قوات درع‬ ‫الجزيرة الم�شتركة في مملكة البحرين‬ ‫ال�شقيقة‪ ،‬حيث نقل �شعادته ل�شباط‬ ‫و�شباط �شف واأف��راد القوة تحيات‬ ‫القيادة الر�شيدة لدولة الإمارات‪.‬‬ ‫وكان في ا�شتقبال �شعادته لدى و�شوله‬ ‫مقر قوة الإمارات عدد من كبار �شباط‬ ‫القوة و �شباط ق��وات درع الجزيرة‬ ‫الم�شتركة‪.‬‬

‫قوة �لإمار�ت يف �أفغان�ستان‬ ‫تدعم �ملعاهد و�ملر�كز �لتعليمية و�لثقافية‬ ‫اأهدت القيادة العامة للقوات الم�شلحة ممثلة‬ ‫في (قيادة قوة الإم��ارات) في اأفغان�شتان‪.‬‬ ‫مركز الدرا�شات في وزارة الخارجية الأفغانية‬ ‫في كابول (‪ )760‬كتابا واإ�شدارا تحمل‬ ‫عناوين مختلفة باللغتين العربية والإنجليزية‬ ‫من اإ�شدارات مركز الإم��ارات للدرا�شات‬ ‫والبحوث الإ�شتراتيجية‪.‬‬ ‫وياأتي تقديم الدفعة الثانية من الإ�شدارات‬ ‫�شمن جهود الدولة لتزويد معاهد ومراكز‬ ‫اأفغان�شتان باأحدث الإ�شدارات العلمية التي‬ ‫ين�شرها المركز الذي يعد اأحد اأهم مراكز‬

‫الأبحاث في منطقة ال�شرق الأو�شط‪.‬‬ ‫و�شكر جمعة الكعبي م�شت�شار �شفارة دولة‬ ‫الإمارات العربية المتحدة لدى اأفغان�شتان‬ ‫قيادة قوة الإم��ارات في اأفغان�شتان ومركز‬ ‫الإمارات للدرا�شات والبحوث الإ�شتراتيجية‬ ‫على دعم معاهد ومراكز الثقافة والدرا�شات‬ ‫الإ�شتراتيجية باأفغان�شتان والرقي بالعن�شر‬ ‫الب�شري اإلى اأعلى الم�شتويات الثقافية‬ ‫من خ��الل توفير كل ما هو جديد من‬ ‫الإ���ش��دارات التي ت��زود بدورها القراء‬ ‫والباحثين بما يحتاجون اإليه من درا�شات‬

‫وا�شتنتاجات واإح�شائيات حديثة تفيدهم‬ ‫في حياتهم العلمية‪..‬منوها بجهود دولة‬ ‫الإمارات الإن�شانية والخيرية والتنموية في‬ ‫ال�شاحة الأفغانية‪.‬‬ ‫كما تقدم نائب قائد قوة الإم���ارات في‬ ‫اأفغان�شتان بال�شكر لمركز الإم���ارات‬ ‫للدرا�شات والبحوث الإ�شتراتجية على‬ ‫دعمه منظومة البحث العلمي وتعاونه مع‬ ‫قيادة القوة الإمارات موؤكدا حر�س القيادة‬ ‫الر�شيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة‬ ‫على دعم ال�شعب الأفغاني ال�شقيق‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪١١-‬‬

‫‪-١٢‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪١٣-‬‬

‫تخريجات‬ ‫تحريجات‬

‫حممد بن ر��سد وحممد بن ز�يد ي�سهد�ن‬ ‫حفل تخريج �لدورة �لـ(‪ )20‬ل�سباط �لأركان‬ ‫رعى �شاحب ال�شمو ال�شيخ محمد بن را�شد‬ ‫اآل مكتوم نائب رئي�س الدولة رئي�س مجل�س‬ ‫ال��وزراء حاكم دبي (رعاه اهلل) في ‪ 7‬يونيو‬ ‫الما�شي بح�شور اأخيه الفريق اأول �شمو ال�شيخ‬ ‫محمد بن زايد اآل نهيان ولي عهد اأبوظبي‬ ‫نائب القائد الأعلى للقوات الم�شلحة حفل‬ ‫تخريج الدورة ال�(‪ )20‬ل�شباط الأركان في‬ ‫كلية القيادة والأركان الم�شتركة في اأبوظبي‪.‬‬ ‫وبداأ الحفل الذي اأقيم في مقر الكلية بو�شول‬ ‫�شاحب ال�شمو ال�شيخ محمد بن را�شد اآل‬ ‫مكتوم الذي ا�شتعر�س ثلة من حر�س ال�شرف‬ ‫ثم �شافح �شموه ال�شباط الخريجين‪.‬‬ ‫واألقى قائد الكلية اللواء الركن طيار ر�شاد‬ ‫محمد �شالم ال�شعدي كلمة توجه خاللها‬ ‫بال�شكر والعرفان اإلى �شاحب ال�شمو نائب‬ ‫رئي�س الدولة رئي�س مجل�س الوزراء حاكم دبي‬ ‫على رعايته الكريمة وح�شوره حفل التخرج‬ ‫هذا معتبراً ذلك و�شاماً على �شدور ال�شباط‬ ‫الخريجين ‪.‬‬ ‫واأكد في كلمته اأن ال�شباط الخريجين والقوات‬ ‫الم�شلحة عموماً ت�شتمد جذوة عطائها وجهودها‬ ‫‪-١٤‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫من دعم قيادة دولتنا الر�شيدة لقواتنا الم�شلحة‬ ‫وعلى راأ�شها �شاحب ال�شمو ال�شيخ خليفة‬ ‫بن زايد اآل نهيان رئي�س الدولة القائد الأعلى‬ ‫للقوات الم�شلحة (حفظه اهلل) مجددا العهد‬ ‫لهذا الوطن العزيز والولء لقيادته الحكيمة‬ ‫وحماية مقدرات واأمن الوطن والمواطن من‬ ‫منطلق اإيمان قواتنا الم�شلحة الرا�شخ باهلل‬ ‫وبقيادتها ال�شيا�شية الحكيمة‪.‬‬ ‫واأكد قائد الكلية اأن حماية المكت�شبات الوطنية‬ ‫والدفاع عن اأر�س الوطن وحماية المواطن‬ ‫تحتل الأولوية في اأجندة قواتنا الم�شلحة التي‬ ‫و�شفها المغفور له باإذن اهلل ال�شيخ زايد بن‬ ‫�شلطان اآل نهيان (رحمه اهلل) باأنها لبنة ت�شاف‬ ‫اإلى �شرح وطننا العزيز‪.‬‬ ‫ودع��ا الخريجين ال�شباط اإل��ى اأن يتحلوا‬ ‫بالأخالق الفا�شلة وال�شجاعة وبعد النظر واأن‬ ‫يكونوا �شياجا لهذا الوطن وحماة لمكت�شباته‬ ‫واأمنه‪،‬معاهداً اهلل باأن يكونوا عند ح�شن ظن‬ ‫قيادتنا‪.‬‬ ‫ثم قام العقيد الركن خالد جمعة القطان من‬ ‫كلية القيادة والأركان الم�شتركة بتقديم اإيجاز‬

‫اأمام �شاحب ال�شمو ال�شيخ محمد بن را�شد‬ ‫اآل مكتوم راعي الحفل والح�شور حول الدورة‬ ‫ال���(‪ )20‬التي ا�شتمرت في الفترة من ‪25‬‬ ‫يوليو ‪ 2010‬اإلى ‪ 7‬يونيو ‪ 2011‬والتي �شمت‬ ‫(‪� )91‬شابطا من منت�شبي قواتنا الم�شلحة منهم‬ ‫مجموعة من �شباط دول مجل�س التعاون لدول‬ ‫الخليج العربية والأردن واليمن وجمهورية‬ ‫كوريا الجنوبية وفرن�شا م�شيراً اإلى اأن الحا�شلين‬ ‫على �شهادات البكالوريو�س في علوم الإدارة‬ ‫الع�شكرية بلغ عددهم (‪� )58‬شابطا فيما‬ ‫ح�شل (‪� )14‬شابطا على درجة الماج�شتير‬ ‫وهم م�شتمرون في الدورة‪.‬‬ ‫بعد ذلك اعتلى �شاحب ال�شمو ال�شيخ محمد‬ ‫بن را�شد اآل مكتوم من�شة التكريم واإلى جانبه‬ ‫قائد الكلية ووزع الجوائز على الفائزين في‬ ‫الدورة و�شلم ال�شهادات للخريجين ‪.‬‬ ‫وقد هن أا �شموه الخريجين متمنيا لهم التوفيق‬ ‫في اأداء ر�شالتهم الوطنية من اأجل اإعالء‬ ‫ورفعة قواتنا الم�شلحة وال��ذود عن حيا�س‬ ‫الوطن وا�شتقالله ودعاهم �شموه اإلى موا�شلة‬ ‫التح�شيل الأكاديمي ومواكبة كل ما هو‬

‫جديد في ميدان العلوم الع�شكرية والتدريب‬ ‫واكت�شاب الخبرة والمهارات التي توؤهلهم‬ ‫لقيادة فذة ٌ‬ ‫كل في موقعه كي يكون قدوة‬ ‫لزمالئهم في قيادات ال�شفين الثاني والثالث‪.‬‬ ‫وعقب توزيع الجوائز ودع �شموه واإلى جانبه‬ ‫اأخ��وه الفريق اأول �شمو ال�شيخ محمد بن‬ ‫زايد اآل نهيان الح�شور وال�شيوف والتقطت‬ ‫ل�شموهما مع الخريجين ال�شور التذكارية‪.‬‬ ‫ح�شر حفل التخرج �شمو ال�شيخ �شرور بن‬ ‫محمد اآل نهيان و�شمو ال�شيخ هزاع بن زايد‬ ‫اآل نهيان م�شت�شار الأمن الوطني نائب رئي�س‬ ‫المجل�س التنفيذي والفريق �شمو ال�شيخ �شيف‬ ‫بن زايد اآل نهيان نائب رئي�س مجل�س الوزراء‬ ‫وزير الداخلية و�شعادة الفريق الركن عبيد‬ ‫محمد الكعبي وكيل وزارة الدفاع و�شعادة‬ ‫الفريق الركن محمد حمد ثاني الرميثي رئي�س‬ ‫اأركان القوات الم�شلحة و�شعادة الفريق م�شبح‬ ‫را�شد الفتان مدير مكتب �شاحب ال�شمو نائب‬ ‫رئي�س الدولة رئي�س مجل�س الوزراء حاكم دبي‬ ‫و�شعادة محمد جمعة النابودة و�شعادة خليفة‬ ‫�شعيد �شليمان مدير عام دائرة الت�شريفات‬ ‫وال�شيافة في دبي وقادة اأفرع القوات الم�شلحة‬ ‫وكبار ال�شباط وع��دد من اأع�شاء ال�شلك‬ ‫الدبلوما�شي العرب والأجانب وجمع من ذوي‬ ‫الخريجين‪.‬‬

‫وفيما يلي كلمة اللواء الركن طيار ر�شاد محمد‬ ‫�شالم ال�شعدي قائد كلية القيادة والأركان‬ ‫الم�شتركة‪( :‬اأرحب بكم �شيدي وبال�شيوف‬ ‫الكرام في يوم يفي�س بالوطنية والولء لقيادة‬ ‫فذة عزيزة ووطن معطاء يج�شد الثراء الوطني‬ ‫برجاله واأبنائه الأوفياء‪� ،‬شاكراً لكم رعايتكم‬ ‫الكريمة حفل تخريج اأبنائكم �شباط دورة‬ ‫القيادة والأركان الم�شتركة ال�(‪.)20‬‬ ‫اإن ت�شريفكم هو م�شدر فخر واعتزاز لنا ن�شتمد‬ ‫منه في هذه الموؤ�ش�شة الع�شكرية التعليمية‬ ‫العريقة جذوة الجهد والعطاء ويوؤجج قدراتنا‬ ‫في العمل الجاد المخل�س والإنجاز المبدع‬ ‫مقتدين بحكمة قيادتنا ومهتدين بم�شيرتها‬ ‫المباركة في �شتى مجالت العمل الوطني‬ ‫وا�شعين ن�شب الأعين باإخال�س �شادق‬ ‫وبحب �شديد للقيادة والوطن الخطى الواثقة‬ ‫للم�شتقبل الباهر لالإمارات لتظل قوية منيعة‬ ‫تزخر بالأمن والنماء والرخاء‪.‬‬ ‫اإن قيمة العمل الناجح وماهيته تكمن في‬ ‫�شدق التوجه والتفاني فيه وكي يتبلور العمل‬ ‫وي�شبح حقيقة ماثلة للعيان لب��د له من‬ ‫مرتكزات تتمثل وتتوافر في روؤى م�شتقبلية‬ ‫ثاقبة وب�شيرة نافذة وخطط مدرو�شة ممنهجة‬ ‫بعيداً عن العفوية اأو طبقاً لما ي�شمى بالمتاح اأو‬ ‫الممكن م�شتمدين ذلك ومت�شلحين بعقيدة‬

‫را�شخة واإيمان ل يتزعزع بقيادة حكيمة‬ ‫تعي متطلبات الربط بين ما�شيها وحا�شرها‬ ‫وم�شتقبلها‪.‬‬ ‫لذا فاإننا نعمل في كلية القيادة والأرك��ان‬ ‫الم�شتركة و�شغلنا ال�شاغل الرتقاء بكوادر‬ ‫قواتنا الم�شلحة لتظل دائما واأبدا درعاً واقياً‬ ‫و�شياجاً منيعاً يحفظ للوطن �شيادته ومدافعاً‬ ‫اأمينا عن منجزاته ومكت�شباته‪.‬‬ ‫اإن حماية مكت�شباتنا الوطنية والمحافظة‬ ‫عليها هي في قمة اأولوياتنا تج�شدها برامج‬ ‫طموحة غايتها تكوين جي�س ع�شري يمتلك‬ ‫كل مقومات ال�شتعداد الع�شكري والتقني‬ ‫من خالل اتباع نظم علمية حديثة ومنهجية‬ ‫مبرمجة لتحقيق جودة العمل الع�شكري‬ ‫م�شتلهمين ذلك من كلمات المغفور له باإذن‬ ‫اهلل تعالي ال�شيخ زايد بن �شلطان اآل نهيان‬ ‫(رحمه اهلل)‪( :‬اإن بناء جي�س قوي لحماية‬ ‫الوطن وخيراته هي اإ�شافة كبيرة اإلى لبنات‬ ‫ال�شرح الح�شاري)‪،‬وعليه فاإننا في كلية القيادة‬ ‫والأركان الم�شتركة اإنما ن�شكل هذا الج�شر‬ ‫لقواتنا الم�شلحة بما نرفدها به من كوادر موؤهلة‬ ‫وقيادات مدربة ا�شتجابة ل��روؤى وتوجهات‬ ‫قيادتنا الموقرة‪.‬‬ ‫اإن كلية القيادة والأركان الم�شتركة ما كانت‬ ‫لتقف عند حد من مكان اأو زمان اإنما عملت‬ ‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪١٥-‬‬

‫‪-١٦‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪١٧-‬‬

‫موؤتمرات‬

‫ندوة �أخطار �لتلوث �لإ�سعاعي ‪..‬‬ ‫ح�سور مكثف وتفاعل كبري‬ ‫تغطيـة‪:‬حممـــد فهــد احللبيــه‬ ‫ت�سوير‪:‬اأحمد جمعة ال�سويدي‬

‫حددت الندوة التثقيفية التي ُعقدت‬ ‫يف اخلام�س والع�شرين من �شهر اإبريل‬ ‫‪ 2011‬يف مبنى وزارة الدفاع اأ�شباب‬ ‫التلوث االإ�شعاعي واأخطاره وطرق‬ ‫عالجه والوقاية منه‪ .‬ومتيزت الندوة‬ ‫بالتفاعل الكبري بني املحا�شرين‬ ‫واحل�شور املكثف الذي تك َّون من‬ ‫عدد غفري من �شباط القوات امل�شلحة‬ ‫وال�شرطة والدفاع املدين وجمهور‬ ‫كبري من هيئات خمتلفة معنية بحماية‬ ‫املرافق واملن�شاآت احليوية يف الدولة‬ ‫وبالرعاية الطبية ومكافحة التلوث‬ ‫االإ�شعاعي وعنا�شر اأ�شلحة التدمري‬ ‫ال�شامل‪.‬‬ ‫اأهم ما متيزت به الندوة التفاعل الكبري بني‬ ‫احل�شور واملحا�شرين والنقا�شات البناءة التي‬ ‫�شادت اأجواء الندوة واأ�شهمت يف تو�شيح‬ ‫الكثري من الأفكار واإ�شقاطها على واقع دولة‬ ‫‪-١٨‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫الإمارات العربية املتحدة ومدى ا�شتعداد‬ ‫الدولة ملجابهة اأية اأخطار حمتملة من هذا‬ ‫القبيل حا�شراً وم�شتقب ًال كما اأماطت اللثام‬ ‫يف الوقت ذاته عن وجود كوادر اإماراتية متتلك‬ ‫خربات وقدرات متميزة يف هذا املجال ت�شاهم‬ ‫هكذا ندوات يف �شقل معرفتها وخربتها كي‬ ‫تكون م�شتقب ًال جاهزة لأ�شوء الحتمالت اإذا‬ ‫ما وقعت ل �شمح اهلل‪.‬‬ ‫هذا وا�شتهل الندوة �شعادة اللواء الركن‬ ‫خمي�س �شامل بن ح�شر املحرزي مدير‬ ‫العمليات والتدريب يف وزارة الدفاع لدولة‬ ‫الإمارات العربية املتحدة بكلمة افتتاحية اأكد‬ ‫فيها على اأن التحديات كبرية‪ ،‬وكذلك هو‬ ‫التهديد اإذا مل نعزز اإجراءات وتدابري ال�شالمة‬ ‫اإىل اأق�شى حد ممكن حلماية عاملنا وبيئتنا‬ ‫واأجيالنا من اأية كوارث نووية جديدة كتلك‬ ‫التي أاملَّت ب ِ� ت�شرنوبل اأو مبفاعالت فوكو�شيما‬ ‫اليابانية‪ .‬وميكننا اأن ندرك عِ َظ َم التحدي لو اأننا‬

‫فقط علِمنا باأن ‪:‬‬ ‫حوا‹ ‪ 31‬دولة ُت�شغِّل حالياً حمطات قدرة‬ ‫نووية‬ ‫هناك ‪ 443‬مفاعال نوويا ُي�شتخدم يف العامل‪.‬‬ ‫هناك ‪ 62‬مفاعال اآخر قيد الإن�شاء اأي�شاً‪،‬‬ ‫و‪ 158‬مفاع ًال حتت الطلب و‪ 324‬مفاع ًال‬ ‫ُمقرتحاً‪.‬‬ ‫وت�شاءل �شعادة اللواء عما اإذا كنا بحاجة للقدرة‬ ‫النووية؟ وقال‪:‬‬ ‫اإذا ما اأخذنا بعني العتبار الطلب الكبري على‬ ‫الطاقة يف كل من املجالني املدين والع�شكري‪،‬‬ ‫فما من �شك اأن الإجابة �شتكون نعم‪.‬‬ ‫�شبب ب�شيط اآخر لل�شعي وراء احل�شول على‬ ‫القدرة النووية هو اأن اليورانيوم الذي ينتج هذه‬ ‫الطاقة «النظيفة» (بيئياً) يعترب م�شدراً مركزاً‬ ‫جداً لهذه الطاقة ال�شهلة والرخي�شة النقل‪ ،‬واأن‬ ‫الكميات التي نحتاجها منه اأقل بكثري من تلك‬ ‫الكميات التي نحتاجها من الفحم اأو البرتول‬

‫لتوليد املقادير نف�شها من الطاقة‪.‬‬ ‫وفقاً لأن�شار الطاقة النووية‪ ،‬اإنه من ال�شروري اأن‬ ‫نوجد توازناً بني ال�شناعة النووية واحلاجة املا�شة‬ ‫اإىل التقليل من العتماد على البرتول والغاز‬ ‫والفحم وكذلك التقليل من اإ�شدارات ثاين‬ ‫اأوك�شيد الكربون الذي ينتج عن ا�شتخدامها‬ ‫ويت�شبب يف رفع حرارة اجلو‪.‬‬ ‫كما ت�شاءل اللواء خمي�س عما اإذا كنا اآمنني مع‬ ‫ا�شتخدام املفاعالت النووية؟‬ ‫اإذا ما اأخذنا بعني العتبار عدد الإ�شابات‬ ‫وال�شحايا وحجم التلوث نتيجة كارثة ت�شرنوبل‬ ‫التي رمبا حدثت لأ�شباب تتعلق بتق�شري‬ ‫العن�شر الب�شري اأو اإهماله‪ ،‬وكارثة فوكو�شيما‬ ‫الأخرية التي وقعت لأ�شباب طبيعية‪ ،‬فاإنه من‬ ‫حقنا اأن نقلق واأن نبحث يف الوقت ذاته عن‬ ‫م�شدر بديل للطاقة اأكرث اأمناً اأو عن تدابري اأمنت‬ ‫لل�شالمة ت�شتطيع اأن حتمي وبجدارة املن�شاآت‬ ‫النووية من الكوارث الطبيعية واأق�شى التغريات‬ ‫املناخية‪.‬‬ ‫واأ�شاف اللواء خمي�س اأنه على امل�شتوى‬ ‫الع�شكري‪ ،‬اأعلن عدد من ال�شركات اأن لديها‬ ‫خططاً لتطوير مفاعالت ماء خفيف �شغرية دون‬ ‫‪ 350‬ميغاواط َّ‬ ‫ومركبة من وحدات ُم�شتقلة قابلة‬ ‫للتبديل وفقاً للحاجة‪ ،‬تت�شم باأنها اأكرث اأمناً وتوفر‬ ‫فوائد كثرية للع�شكريني ب�شبب اإمكانياتها يف‬ ‫توفري وقود للمركبات وقدرتها على ا�شتخال�س‬ ‫املاء اإ�شافة اإىل توليدها للكهرباء التي مبجملها‬ ‫ت�شكل عوامل هامة خلطوط الإمداد الطويلة‬ ‫التي غالباً ما تكون عر�شة لهجوم املناوئني‪.‬‬ ‫وعلى ال�شعيد املدين‪ ،‬يخربنا اأن�شار الطاقة‬ ‫النووية اأن اأحدث النماذج للمفاعالت النووية‬ ‫ال�شلبية التربيد لن ت�شكل اأي خطر على عامة‬ ‫النا�س اإذا ما تعر�شت لأي كارثة طبيعية م�شابهة‬ ‫لتلك التي حدثت يف اليابان‪ .‬ومع ذلك‬ ‫فال ميكن التنب ؤو بحجم الدمار الذي قد تنزله‬ ‫الكوارث الطبيعية باملواقع النووية وباملن�شاآت‬ ‫احل�شا�شة الأخرى املرتبطة بها‪.‬‬ ‫واأردف �شعادة اللواء اأنه حاملا ي�شيب التلف‬ ‫اأو العطب املفاعالت النووية‪ ،‬يتعر�س النا�س‬ ‫لالإ�شعاعات‪ .‬والتعر�س مل�شتويات معتدلة من‬ ‫الإ�شعاع ميكن اأن ينتج عنه اأمرا�س اإ�شعاعية‬ ‫ُتنتج بدورها �شل�شلة من الأعرا�س املعتدلة‬

‫ن�شبياً والتي ميكن اأن تتبعها اأعرا�س جديدة‬ ‫اأكرث خطورة يف غ�شون اأ�شابيع‪.‬‬ ‫عند التعر�س مل�شتويات اأعلى من الإ�شعاع‪،‬‬ ‫ميكن اأن تظهر جميع هذه الأعرا�س يف احلال‬ ‫اإ�شافة اإىل تلف وا�شع النت�شار ي�شيب الأع�شاء‬ ‫الداخلية ورمبا يكون قات ًال‪.‬‬ ‫التعر�س جلرعة عالية من الإ�شعاع تقتل حوايل‬ ‫ن�شف عدد الأ�شحاء من البالغني‪.‬‬ ‫كذلك حتدث اللواء خمي�س عن الآثار‬ ‫املحتملة للتلوث الإ�شعاعي على ال�شحة على‬ ‫الأمد البعيد فقال‪:‬‬ ‫ف�ش ًال عن التلوث الذي ي�شيب الأطعمة‪ ،‬يعترب‬ ‫ال�شرطان اأكرب خطر ي�شببه التعر�س لالإ�شعاع‬ ‫على املدى البعيد‪ .‬ولكن التلف ب�شبب‬ ‫التعر�س لالإ�شعاع ميكن اأن يعطل بالكامل‬ ‫عمليات التحكم يف اجل�شم الب�شري التي‬ ‫تكفل عدم حتول اخلاليا اإىل خاليا �شرطانية‪.‬‬ ‫الف�شل يف اإ�شالح العطب الذي ي�شببه‬ ‫الإ�شعاع ميكن اأن يتمخ�س اأي�شاً عن تغريات‬ ‫اأو ت�شوهات يف املادة اجلينية التي ميكن اأن‬ ‫تنتقل اإىل الذرية ما يوؤدي اإىل ظهور ت�شوهات‬ ‫يف الأجيال امل�شتقبلية‪ .‬وميكن اأن ت�شتمل هذه‬ ‫اأدوات االنت�شار االإ�شعاعي‬ ‫على اأعرا�س اأخرى من قبيل ظهور راأ�س اأو‬ ‫دماغ اأ�شغر حجماً‪ ،‬عيون هزيلة ُّ‬ ‫الت�شكل‪ ،‬منو مع توارد الأنباء الأخرية املتعلقة بالطاقة النووية‬ ‫فاإن اإعادة النظر يف اأدوات النت�شار الإ�شعاعي‬ ‫بطيء‪� ،‬شعوبات كبرية يف التعلم‪.‬‬ ‫واختتم �شعادة اللواء كلمته مت�شائ ًال‪ :‬هل ميكننا واحتمال ا�شتعمال املواد امل�شعة ك�شالح من‬ ‫ال�شتغناء عن املفاعالت النووية لنتخل�س من‬ ‫«تهديدها املُقلِق»؟ وما هي البدائل املقرتحة؟‬ ‫فقال اإن املناوئني للطاقة النووية يدافعون باأنه‬ ‫ل�شد النق�س ولتلبية احلاجة العاملية من الطاقة‪،‬‬ ‫ميكننا اأن ن�شتخدم اأنظمة الطاقة ال�شم�شية‪،‬‬ ‫الطاقة البيولوجية‪ ،‬الطاقة املائية‪ ،‬والطاقة التي‬ ‫نولدها بالعنفات الهوائية‪.‬‬ ‫اإثر ذلك تناوب احلديث كل من الأ�شتاذ‬ ‫اآلك�س هيل ‪ Alex Hill‬الرئي�س التنفيذي‬ ‫ل�شركة «هيلتك�س» يف اأملانيا والوليات املتحدة‬ ‫الأمريكية املتخ�ش�شة وامل�شنعة لالأدوية التي‬ ‫تعالج امل�شابني من الإ�شعاعات النووية‪،‬‬ ‫والدكتور «جويل نوبل ‪ »Joel Nobel‬رئي�س‬ ‫جمل�س اإدارة « اإكري» يف الوليات املتحدة‬ ‫الأمريكية واخلبري يف جمال التلوث الإ�شعاعي‪،‬‬ ‫وتركزت اأحاديثهما على التعريف باأدوات‬ ‫النت�شار الإ�شعاعي‪ ،‬امل�شادر املحتملة لأدوات‬ ‫النت�شار الإ�شعاعي يف ال�شرق الأو�شط‪،‬‬ ‫التهديد ال�شحي لأدوات النت�شار الإ�شعاعي‪،‬‬ ‫التلوث بالإ�شعاع‪ ،‬واملعاجلة الطبية‪ .‬و�شنتحدث‬ ‫عن ذلك بالتف�شيل‪.‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪١٩-‬‬

‫جانب املناوئني اأمر له ما يربره ‪ .‬وقد مت العثور‬ ‫على تعليمات مف�شلة لبناء اأدوات النت�شار‬ ‫الإ�شعاعي يف اإحدى الدول الآ�شيوية‪ .‬ومن‬ ‫املعلوم اأي�شا اأن املتاجرة و�شبل تهريب مواد‬ ‫اأدوات النت�شار الإ�شعاعي متر عرب منطقة‬ ‫ال�شرق الأو�شط‪ ،‬وفقاً لتقرير �شادر عن موؤ�ش�شة‬ ‫اإنيغما للتحليالت الع�شكرية ملنطقة ال�شرق‬ ‫الأدنى واخلليج‪ .‬وطبقا لتقارير الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية ‪ ،‬فاإن اأكرث من ‪ 100‬حماولة‬ ‫لتهريب املواد امل�شعة عرب احلدود الدولية قد‬ ‫متت يف العام ‪ 2005‬وحده‪.‬‬ ‫تتميزالأ�شلحةالنوويةبانفجارهااملدمروبتاأثرياتها‬ ‫الإ�شعاعية الهائلة‪ ،‬كما حدث يف نهاية احلرب‬ ‫العاملية الثانية يف املدينتني اليابانيتني هريو�شيما‬ ‫وناغازاكي ‪ ،‬اإل اأن اأدوات النت�شار الإ�شعاعي‬ ‫خمتلفة متاما ‪ .‬فهي ل ت�شتعمل الن�شطار اأو‬ ‫الن�شهار النووي لتحقق قوتها النفجارية‪،‬‬ ‫لكنها حتتوي على مادة متفجرة تقليدية مع مواد‬ ‫م�شعة تنت�شر عندما تنفجر القنبلة‪ .‬وقد حتتوي‬ ‫تلك املادة املتفجرة على الديناميت اأو مادة‬ ‫متفجرة ع�شكرية اأو نرتات الأمونيوم املخ�شبة‬ ‫ممزوجة بوقود الديزل‪ .‬وقد تقتل هذه الأداة اإما‬ ‫بالنفجار الأول للمادة املتفجرة التقليدية‪ ،‬اأو‬ ‫من خالل انت�شار املواد امل�شعة‪ ،‬ولذلك ا�شطلح‬ ‫على ت�شميتها « القنبلة القذرة « والتي ت�شتعمل‬ ‫يف معجم الإرهاب احلايل اأو مقاومة الإرهاب‪.‬‬

‫‪-٢٠‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫من املهم الإ�شارة اإىل اأن بع�س اأدوات‬ ‫النت�شار الإ�شعاعي هذه قد ل تطلق اإ�شعاعاً‬ ‫كافي ُا لقتل النا�س فوراً اأو اإ�شابتهم باعتالل‬ ‫�شحي حاد ناجم عن الإ�شعاع‪ .‬وقد تكون‬ ‫املادة املتفجرة التقليدية بحد ذاتها‪ ،‬يف‬ ‫املرحلة الآنية‪ ،‬موؤذية لالأفراد اأكرث من املواد‬ ‫امل�شعة‪ ،‬التي ينجم عنها تاأثري مو َّؤجل‪.‬‬ ‫هذا وميكن اأن تاأتي مواد اأدوات النت�شار‬ ‫الإ�شعاعي من ا�شتعمال املدنيني‬ ‫والع�شكريني للنوكليدات امل�شعة‪.‬‬ ‫ميكن احل�شول على بع�س املواد امل�شعة‬ ‫بطريقة اأ�شهل من غريها ل�شناعة قنبلة‬ ‫قذرة‪ .‬يعترب كل البلوتونيوم واليورانيوم‬ ‫من الأ�شناف الع�شكرية الأ�شد فتكا وهي‬ ‫اأ�شناف �شعبة املنال ول ي�شهل احل�شول‬ ‫عليها‪ .‬وحيث اأن متطلبات تخزين هذه‬ ‫املواد باأمان هي حاليا اأ�شد �شرامة‪ ،‬فاإن‬ ‫م�شتوى احلماية يبقى غالباً غري ٍ‬ ‫كاف اإزاء‬ ‫�شخ�س يعتزم احل�شول على تلك املواد‪.‬‬ ‫وهناك احتمالت باأن تكون جماعات‬ ‫خمربة قد �شرقت مواد ملوثة م�شعة‪.‬‬ ‫وين�شب القلق بنوع خا�س على املادة‬ ‫امل�شعة التي ت�شتعمل يف القنبلة القذرة‬ ‫والتي تطلق �شعاع غاما‪ .‬وهي متوفرة بنوع‬ ‫خا�س على �شكل م�شحوق (بودرة) �شهل‬ ‫النت�شار‪.‬‬

‫امل�شادر املحتملة‬ ‫الأدوات االنت�شار االإ�شعاعي‬ ‫ثمة عدد من امل�شادر املختلفة للنوكليدات‬ ‫امل�شعة التي ميكن اكت�شافها حول �شواحل‬ ‫املنطقة‪ .‬دول عديدة يف ال�شرق الأو�شط ت�شعى‬ ‫لمتالك قدرة لتوليد الطاقة النووية التجارية‬ ‫ا�شتعدادا حلتمية ن�شوب احتياطيات الغاز‬ ‫والنفط الطبيعي لديها‪ .‬وحتديدا‪ ،‬ثمت قرارات‬ ‫اتخذتها بع�س دول جمل�س التعاون اخلليجي‬ ‫ودول ال�شرق الأو�شط و�شمال اإفريقيا لتطوير‬ ‫مفاعالت نووية لأغرا�س الطاقة والبحث‬ ‫والتي يجب بالطبع اأن تلبي ال�شمانات الأمنية‬ ‫ال�شارمة‪ .‬فعلى �شبيل املثال‪ ،‬وقع الأردن اتفاقية‬ ‫مع ال�شني لتطوير طاقة ذرية ملن�شاأة بحث‬ ‫نووي متقدمة وبرنامج تدريب نووي بالإ�شافة‬ ‫اإىل التنقيب عن احتياطات معدن اليورانيوم‬ ‫يف الأردن وا�شتخراجه والذي يقدر بنحو‬ ‫‪180000‬طن ‪.‬‬ ‫من ناحية اأخرى‪ ،‬ترتبط م�شر مع املتعاقد‬ ‫الأمريكي �شركة (‪ ) Bechtel Power‬على‬ ‫ت�شميم من�شاأة طاقة نووية مببلغ ‪ 1.8‬بليون دولر‪.‬‬ ‫ومنحت عقداً ل�شركة ( ‪) ROSATOM‬‬ ‫الرو�شية يف عام ‪ 2008‬لإن�شاء مفاعل طاقة‬ ‫نووية‪ .‬وهناك اأي�شا خطط طموحه يف ليبيا‬ ‫واجلزائر‪ .‬وقد �شاركت الإمارات العربية املتحدة‬ ‫اأخرياً يف برنامج جماعي لتطوير الطاقة النووية‬ ‫لتوليد ‪ 15000‬ميغا واط من الطاقة الكهربائية‬ ‫بحلول العام ‪ . 2020‬ويتعاون الربنامج مع‬ ‫جمل�س التعاون اخلليجي وي�شكل جزءاً من‬ ‫اتفاقيات اإ�شرتاتيجية لتطوير الطاقة النووية مع‬ ‫الوليات املتحدة الأمريكية واململكة املتحدة‬ ‫وفرن�شا والوكالة الدولية للطاقة الذرية‪ .‬وقد‬ ‫اأعلنت جامعة خليفة يف الإمارات العربية‬ ‫املتحدة موؤخراً عن برنامج منح درا�شية يف‬ ‫الهند�شة النووية لتدريب املواطنني الإماراتيني‬ ‫يف الهند�شة النووية على م�شتوى درجة‬ ‫البكالوريو�س واملاج�شتري وتوفر فر�شاً للدرا�شة‬ ‫يف الإمارات العربية املتحدة وفرن�شا والوليات‬ ‫املتحدة الأمريكية وبريطانيا‪.‬‬ ‫يف الوقت نف�شه‪ ،‬ي�شتخدم التطور ال�شناعي‬ ‫النا�شئ والعناية ال�شحية وحفظ الطعام يف‬ ‫جميع دول جمل�س التعاون اخلليجي ودول‬

‫ال�شرق الأو�شط و�شمال اإفريقيا مواد اأو ماكينات‬ ‫تولد اإ�شعاعات متاأ ِّينة‪ .‬وهناك يف النهاية اإثراء‬ ‫نووي متوا�شل ل�شتعمال مزدوج ونظراً لهذه‬ ‫الربامج وامل�شادر النامية للمواد امل�شعة‪ ،‬فمن‬ ‫املهم اإجراء ا�شتثمارات �شاحلة يف نظم ك�شف‬ ‫الإ�شعاع واملراقبة والتدريب املتعلقة بها‪.‬‬ ‫ولالأ�شف تكر�س بع�س دول جمل�س التعاون‬ ‫اخلليجي ودول ال�شرق الأو�شط و�شمال اإفريقيا‬ ‫موارد غري كافية لتلبية هذه احلاجة‪.‬‬ ‫هل ت�شكل اأدوات االنت�شار االإ�شعاعي‬ ‫تهديد ًا لدول املنطقة؟‬ ‫بكلمة واحدة ‪ :‬اأجل‪.‬‬ ‫اإن اأي انفجار يف اأدوات النت�شار الإ�شعاعي‬ ‫�شيوؤدي اإىل خوف وذعر على الأقل للدفاع‬ ‫املدين املحلي وخدمات الإ�شعاف واملرافق‬ ‫ال�شحية ويلوث املمتلكات ‪ ،‬ويتطلب تنظيفاً‬ ‫باهظ التكاليف‪ ،‬يف اأي بيئة مدنية يف جمل�س‬ ‫التعاون اخلليجي اأو دول ال�شرق الأو�شط‬ ‫و�شمال اإفريقيا و�شوف يوؤدي انفجار اأدوات‬ ‫النت�شار الإ�شعاعي اإىل اأذى مبا�شر وحدوث‬ ‫وفيات من النفجار والتاأثري احلراري للمواد‬ ‫املتفجرة التقليدية يتبعه يف غ�شون فرتة ق�شرية‬ ‫تاأثريات اإ�شعاعية �شارة‪.‬‬ ‫اأخطار اأدوات‬ ‫االنت�شار االإ�شعاعي على ال�شحة‬ ‫النظائر املدرجة �شمن اأدوات النت�شار‬ ‫الإ�شعاعي التي توؤثر على اجل�شم الب�شري تطلق‬ ‫اإ�شعاع األفا وغاما‪ .‬اإن التهديد ال�شحي الرئي�س‬ ‫لأدوات النت�شار الإ�شعاعي لي�س قا�شراً على‬ ‫التاأثري اخلارجي فح�شب بل يحدث اآثاراً داخلية‬ ‫كذلك‪ .‬فبعد امت�شا�شها ‪ ،‬تخرتق النوكليدات‬ ‫امل�شعة الأغ�شية ال�شعريية من خالل النت�شار‬ ‫ال�شلبي والفعال وتتوزع يف جميع اأنحاء اجل�شم‪،‬‬ ‫ويحدد كل من التمثيل الغذائي الع�شوي لبناء‬ ‫الربوتوبالزم و�شهولة النقل الكيميائي و�شره‬ ‫النوكليدات امل�شعة للكيميائيات �شمن الع�شو‬ ‫معدل التوزيع‪ ،‬فاليود امل�شع �� ‪ 131‬ينجذب‬ ‫على �شبيل املثال ويرتكز يف الغدة الدرقية‪.‬‬ ‫املخاطر ال�شحية الرئي�شية‪:‬‬ ‫اأ�شرار خطرية ب�شبب النفجار‪.‬‬

‫باإ�شابات خفيفة اإىل بيوتهم اأو امل�شت�شفى‬ ‫اعتالل �شحي ناجم عن الإ�شعاع ‪.‬‬ ‫اإ�شابات بال�شرطان ب�شبب التعر�س القريب ‪ .‬فتنتقل ملوثات الأ�شطح امل�شعة اإىل‬ ‫اأنا�س اآخرين واإىل مقدمة ال�شيارة واأثاثها واإىل‬ ‫لالإ�شعاعات ‪.‬‬ ‫اأ�شياء اأخرى‪ .‬ومن ثم ميكن ا�شتن�شاق املادة‬ ‫ت�شمم باملعادن الثقيلة ‪.‬‬ ‫اإذا اأ�شيب اأحد بالت�شمم من جرعة �شغرية امللوثة اأو ابتالعها حينما يلم�س النا�س اأنوفهم‬ ‫لكنها مميتة من النوكيلدات امل�شعة فقد ل تظهر واأفواههم ‪.‬‬ ‫اأعرا�س املر�س على الفور‪ .‬لكن ال�شرر يبقى‬ ‫املعاجلة الطبية عقب التعر�س‬ ‫متوا�شال من الإ�شعاع ما دام باقيا يف اجل�شم‪.‬‬ ‫الأدوات االنت�شار االإ�شعاعي‬ ‫اإن ا�شتهالك الطعام وامل�شروبات امللوثة جتعل‬ ‫الأمور اأ�شواأ‪ .‬وتلعب الأحوال اجلوية والرياح لن متر معظم النوكليدات امل�شعة عرب اجللد‬ ‫اأي�شا دوراً رئي�شاً يف حتديد مدى التعر�س ال�شليم‪ ،‬ماعدا نوكيلدات الثاليوم �� ‪201‬‬ ‫حيث تعترب ا�شتثنا ًء لهذا التعميم‪ .‬لكن ت�شمح‬ ‫لالإ�شعاعات‪.‬‬ ‫اجلروح واحلروق لكل النوكليدات اأن تخرتق‬ ‫الن�شيج الواقي الذي يك�شو �شطح اجل�شم‪.‬‬ ‫التلوث باالإ�شعاع‬ ‫يف معظم الأحيان ُيخفف نزع الثياب والأحذية قد تخفي ال�شوائل داخل هذه اجلروح انبعاثا‬ ‫وغ�شيل ال�شعر واجل�شم مبا�شرة جزءاً كبرياً �شعيفا لأ�شعة األفا وبيتا فال يتم اكت�شافها‪.‬‬ ‫من التلوث اخلارجي‪ .‬و�شوف يتحدد مقدار لذلك يجب تنظيف كل اجلروح واحلروق بدقة‬ ‫التعر�س بو�شوح عندما حتدد هيئات الدفاع واإزالة ال�شوائب من حولها‪ .‬وبعد اإزالة التلوث‬ ‫املدين والطبي �شريعا باأن التعر�س لالإ�شعاع قد اخلارجي‪ ،‬هنالك عدة اأنواع لعالج التلوث‬ ‫حدث ومتت اإزالة التلوث به بالغ�شيل‪ .‬ويوؤدي الداخلي اعتماد ُا على كيفية امت�شا�س املادة‬ ‫التلوث اخلارجي اإىل تلوث املر�شى واملتجاورين امل�شعة اإىل داخل اجل�شم والتي قد تكون عن‬ ‫داخليا اأي�شا من خالل ال�شتن�شاق والبتالع طريق‪:‬‬ ‫عندما يلم�س الأفراد الذين اأ�شيبوا بالتلوث ‪ -1‬ال�شتن�شاق بحيث مي أال الغبار امللوث واملواد‬ ‫خارجيا اأنوفهم واأفواههم باأيديهم‪ .‬خذ بعني الدقيقة الأخرى اجلو املحيط لدى تفعيل اأداة‬ ‫العتبار مثال �شيارات الإ�شعاف املثقلة النت�شار الإ�شعاعي باجتاه الريح‪ .‬توؤثر عوامل‬ ‫(املرهقة) ونظام ال�شتجابة الأويل‪ .‬هذا وقد الأحوال اجلوية والريح اأي�شا على انت�شار‬ ‫تتوىل �شيارة مدنية غري ملوثة اإي�شال م�شابني الذ ّرات وعلى جرعة الإ�شعاع امل�شتن�شقة‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٢١-‬‬

‫وت�شكل هذه الذرات امل�شعة خطراً كبرياً اإذا‬ ‫تعر�س الإن�شان لها بال�شتن�شاق‪ .‬اإن الهدف‬ ‫الرئي�س للعالج هو خف�س خطر التعر�س‬ ‫لالإ�شعاع باإزالة اأكرب قدر ممكن من املواد امل�شعة‬ ‫من ال�شعب الرئوية‪ .‬وتدعو احلاجة اإىل اإجراء‬ ‫غ�شيل رئوي باأدوية حتر�س ال�شعال وخروج‬ ‫البلغم للتخل�س من هذه الذرات من كل‬ ‫من الأ�شناخ والق�شيبات الرئوية وكذلك من‬ ‫الق�شبة الهوائية‪.‬‬ ‫‪ -2‬البتالع‪ :‬لتجنب التعر�س لبتالع‬ ‫الذرات يجب تنظيف النظائر امل�شعة بال�شرعة‬ ‫املمكنة من القناة اله�شمية باإجراء غ�شيل‬ ‫للمعدة وا�شتخدام الأدوية املقيئة وامل�شهلة‬ ‫وامللينة واحلقن ال�شرجية املعاجلة الفورية بدواء‬ ‫زرقة الربو�شيا ( ‪ ) Prussian Blue‬الذي‬ ‫يعرقل من امت�شا�س كل من ال�شيزيوم �� ‪137‬‬ ‫والثاليوم ���‪201‬ومن ثم تطرح يف البول‪.‬‬ ‫ي�شكل الت�شمم باملعادن الثقيلة خطرا مع بع�س‬ ‫النوكليدات امل�شعة اأي�شا‪ ،‬ل �شيما الأمري�شيوم‬ ‫�� ‪ 231‬و الكوبالت ��‪ .60‬يجب ا�شتخدام‬ ‫العالج بال�شتخالب (باملواد اخلالية)‪.‬‬ ‫وت�شتعمل عادة اأديتات الكال�شيوم اأو اليديتا‬ ‫( ‪ ) EDETA‬بح�شب بع�س املراجع املوثوقة‬ ‫الأمر الأكرث فعالية يف حال حدوث الت�شمم‬ ‫‪-٢٢‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫بكل من المري�شوم �� ‪ 241‬و الكوبالت ���‬ ‫‪.60‬‬ ‫يف اأعقاب انفجار قنبلة قذرة‪ ،‬ل يرجح وقوع‬ ‫�شحايا م�شابة باأعرا�س حادة‪ ،‬اأما العواقب‬ ‫الأخرى املعروفة الأبعد اأمداً للتعر�س لالإ�شعاع‬ ‫والتي تت�شمن تكون الكتاراكت ‪cataract‬‬ ‫(املياه البي�شاء يف العني) وانخفا�شا يف اخل�شوبة‬ ‫وت�شوهات خلقية مميتة قد ل يرجح حدوثها‬ ‫ب�شكل خا�س‪ .‬ومع ذلك فاإن العامل الرئي�س‬ ‫يف تخفيف اأذى الإ�شابة بالإ�شعاع هو فعالية‬ ‫امل�شعفني الأوائل وفعالية النظام ال�شحي من‬ ‫حيث التخطيط واملمار�شة واملخزون الحتياطي‬ ‫من الأدوية‪.‬‬ ‫تدرك املجموعات الإرهابية جيداً اأن الطاقة‬ ‫التي تتمتع بها اأداة النت�شار الإ�شعاعي توؤدى‬ ‫اإىل الفو�شى‪ ،‬ل �شيما يف بيئة مدنية مكتظة‪.‬‬ ‫ويبحث النا�س يف معظم هذه احلوادث عن‬ ‫املعاجلة الطبية حتى يف حال عدم اإ�شابتهم‬ ‫باأي اأذى ‪ .‬يدخل الإ�شعاع الذعر يف قلوب‬ ‫النا�س الذين يكونون بحاجة لإعادة الطمئنان‬ ‫اإليهم من قبل مهنيي الرعاية ال�شحية‪ .‬ويجب‬ ‫اإعداد النظم ال�شحية ملواجهة هذا التحدي‪.‬‬ ‫يتحدد مدى تاأثري اأدوات النت�شار الإ�شعاعي‬ ‫على البني التحتية الوطنية والر�شمية وو�شائل‬

‫النقل املحلية والت�شالت والبنى التحتية‬ ‫الطبية واملنافع العامة اإىل حد كبري بنا ًء على‬ ‫قدرات التخطيط والرد وال�شرعة ومدى‬ ‫فعالية اأول ا�شتجابة وكذلك النظم ال�شحية‪.‬‬ ‫ثمة تهديد اآخر اأي�شا يتعلق بالقدرة املالية‬ ‫للمجتمعات املتاأثرة وال�شرر القت�شادي على‬ ‫الأمد البعيد‪ .‬فالتاأثريات البيئية احلادة �شت�شع‬ ‫احلكومة اأمام حتدٍ بالن�شبة لطول الفرتة الزمنية‬ ‫الالزمة لتعايف املجتمع‪ .‬بعد مدة طويلة من‬ ‫انح�شار تلك املرحلة الطارئة‪ ،‬قد تتبقى تاأثريات‬ ‫التلوث بالإ�شعاع الناجم عن اأدوات النت�شار‬ ‫الإ�شعاعي ويتطلب ذلك تاأمني موارد مهمة‬ ‫لتنظيف واإعادة توطني النا�س بعد النزوح ‪.‬‬ ‫وقد تكون بع�س تقنيات اإزالة التلوث يف مواقع‬ ‫�شغرية فعالة اإل اأنها قد ل تكون منا�شبة لإزالة‬ ‫التلوث من مناطق وا�شعة تت�شف مبزايا فيزيائية‬ ‫خمتلفة‪ .‬قد توؤثر اأن�شطة اإزالة التلوث على‬ ‫معاجلة مياه ال�شرف‪ .‬وقد ينجم عن الإخالء‬ ‫واإعادة التوطني خالل التنظيف واأن�شطة‬ ‫الرتميم خ�شائر وف�شل جتاريني مهمني ما يوؤدى‬ ‫اإىل انكما�س اقت�شادي حملى واإقليمي‪ .‬ويف‬ ‫النهاية ثمت اأبعاد دولية مثل التجارة عرب‬ ‫احلدود وال�شحن (الرتانزيت) وتن�شيق فر�س‬ ‫القانون وق�شايا اأخرى رئي�شة‪.‬‬

‫التاأثريات والدالالت‬ ‫عموماً يجب العرتاف باأن اأدوات النت�شار‬ ‫الإ�شعاعي قد ل ت�شكل خطراً كبرياً بقدر ما‬ ‫هي باهظة التكاليف اإذا ما عوجلت طبياً بطريقة‬ ‫�شريعة يف املراحل احلادة ‪ ،‬وطبياً واقت�شادياً‬ ‫و�شيا�شياً على مدى فرتة اأطول من الزمن‪ .‬وهذا‬ ‫لي�س ليقال اإن كل �شي �شيكون على ما يرام‪.‬‬ ‫و�شيكون لهذه الأ�شلحة تاأثري نف�شي ومايل كبري‬ ‫ومقلق كثري ٍا كما �شيكون له تاأثري �شحي وا�شع‬ ‫النت�شار اإذا مل تتخذ التدابري الالزمة للتعامل‬ ‫مع اأدوات النت�شار الإ�شعاعي بجدية‪ .‬تلك اإذا‬ ‫ق�شايا خطرية حتتاج اأن توؤخذ بعني العتبار من‬ ‫قبل �شناع ال�شيا�شة وامل�شت�شفيات وال�شناعات‬ ‫التي متلك وت�شتعمل املواد امل�شعة يف عملياتها‬ ‫اليومية اإ�شافة اإىل ال�شلطات ال�شحية والدفاع‬ ‫املدين وال�شلطات الع�شكرية التي يجب اأن‬ ‫ت�شتجيب لتلك الأحداث املهدِّ دة‪ .‬وتواجه دول‬ ‫املنطقة وامل�شتجيبون الأوائل يف دول ال�شرق‬ ‫الأو�شط و�شمال اأفريقيا والنظم ال�شحية اأخطر‬ ‫حتدٍ لها باعتبار اأنها ت�شكل خط الدفاع الأول‪.‬‬ ‫لذا يتعني على كبار وا�شعي ال�شيا�شة واملخططني‬ ‫يف منطقة اخلليج ودول ال�شرق الأو�شط و�شمال‬ ‫اأفريقيا ووزارات ال�شحة وامل�شت�شفيات ومقدمي‬ ‫اخلدمات الطبية الطارئة (‪ )EMS‬وقوات‬ ‫الدفاع املدين والقوات الع�شكرية اأن يكونوا‬ ‫م�شتعدين للتعامل مع ذلك التحدي‪ .‬كما‬ ‫يجب البدء بجرد عام للمخاطر وحتديد املرافق‬ ‫ال�شناعية ومرافق البحث واملرافق ال�شحية يف‬ ‫دولهم والتي تنتج اأو ت�شتخدم النوكليدات‬ ‫امل�شعة وحتديد درجة اأمانها‪ .‬ويجب اأن يعاودوا‬ ‫درا�شة اأمن احلدود واملطارات واملعابر وقدرات‬ ‫ك�شف املواد امل�شعة حتى لو كانت هناك برامج‬ ‫جارية حالياً اأو برامج اأخرى ُط ِّبقت يف املا�شي‪.‬‬ ‫وبعدها يجب اأن ُي َق ِّيموا مراقبتهم احلالية للمواد‬ ‫امل�شعة ومن ثم قدرات الرد لديهم‪ .‬وبعد ذلك‬ ‫يجب ال�شروع يف حتليل الفجوات‪ .‬ويجب اأن‬ ‫يتبع ذلك التخطيط وجتهيز امل�شتجيبني الأوائل‬ ‫مبعدات تك�شف الإ�شعاع وتدريبهم ومترينهم‬ ‫على املمار�شة الدورية حتى يكونون قادرين‬ ‫على القيام بتحديد مبا�شر من املوقع للتهديدات‬ ‫امل�شعة ‪ .‬ويجب اأن يكون امل�شتجيبون الأوائل‬ ‫واأجهزة اإطفاء النار واملرافق ال�شحية جاهزين‬

‫لإزالة التلوث ب�شرعة ومعاجلة النا�س الذين‬ ‫تعر�شوا لالإ�شعاع يف اأعقاب هجوم باأدوات‬ ‫النت�شار الإ�شعاعي بتوفري اأنظمة اغت�شال‬ ‫جماعية‪ ،‬واأكيا�س جلمع الثياب امللقاة وا�شتبدال‬ ‫الألب�شة والأحذية‪ .‬ويجب توجيه الهتمام‬ ‫ملعاجلة املياه امللوثة‪.‬‬ ‫من جهة اأخرى‪،‬يجب املحافظة على تدابري‬ ‫طبية م�شادة متخ�ش�شة وخمزون احتياطي من‬ ‫الأدوية �شمن برنامج توزيع ُم ّعد م�شبقاً‪ .‬وقد‬ ‫خزنت بع�س الدول كميات كبرية احتياطية من‬ ‫الأدوية املنا�شبة حلماية �شعوبها‪ .‬وي�شكل املخزون‬ ‫الحتياطي بدي ًال وحيداً ملعظم هذه املواد نظراً‬ ‫لتجاوز مدة اإنتاج وت�شليم تلك املواد اأكرث من ‪12‬‬ ‫اأ�شبوعاً قبل اأن تخزن عن طريق امل�شنع‪ .‬ويعترب‬ ‫ذلك وقتاً طوي ًال للتعامل مع حالت الطوارئ‬ ‫الإ�شعاعية والتي يجب معاجلتها يف غ�شون‬ ‫�شاعات‪ .‬و�شوف ت�شاعد هذه ال�شتعدادات يف‬

‫معاجلة احلوادث املتعلقة بال�شناعة والنقل التي‬ ‫تت�شمن مواد م�شعة‪ .‬اإ�شافة ملا �شبق ت�شكل‬ ‫احلوادث املحتملة ملفاعالت الطاقة وتطور‬ ‫الأ�شلحة النووية وجتربتها خطراً اإ�شافياً وكذلك‬ ‫اأي حرب ممكن اأن تتورط فيها الدول التي‬ ‫متتلك مفاعالت نووية لالأغرا�س الع�شكرية‬ ‫اأو قنابل ذرية كالهند اأو اإيران اأو اإ�شرائيل اأو‬ ‫باك�شتان والتي تعترب احتما ًل قائماً بالفعل‪.‬‬ ‫اأخرياً ولي�س اآخراً‪ ،‬يجب و�شع خطة ات�شالت‬ ‫بالتعاون مع و�شائل الإعالم لإي�شال املعلومات‬ ‫العاجلة والدقيقة واملت�شقة من جانب م�شدر‬ ‫موؤهل واحد للجمهور كما يجب تخفيف الذعر‬ ‫الذي يحاول الإرهابيون بثه وتقدمي الن�شيحة‬ ‫لالأفراد الذين تعر�شوا لالإ�شعاع والذين من‬ ‫املمكن اأن يكونوا قد غادروا املكان للتخل�س من‬ ‫ثيابهم واأحذيتهم و رزمها باأمان ثم الغت�شال‬ ‫والبحث عن رعاية طبية‪.‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٢٣-‬‬

‫‪-٢٤‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٢٥-‬‬

‫تقنيات‬

‫اأحدث تقنيات‬ ‫مظالت الهبوط‬ ‫عالية الأداء‬ ‫د‪� /.‬سريف علي حممد‬

‫اأتاحت النظريات احلديثة لعلم‬ ‫الديناميكا الهوائية « االأيروديناميك»‬ ‫‪ ،Aerodynamics‬وكذلك‬ ‫املواد اجلديدة‪ ،‬والنماذج املتطورة‬ ‫امل�شممة با�شتخدام احلوا�شب‪،‬‬ ‫اأتاحت �شنع مظالت هبوط‬ ‫«بارا�شوت» ت�شتطيع اإبطاء حركة‬ ‫الكب�شولة من حد ال�شرعة فوق‬ ‫ال�شوتية اإىل �شرعة الزواحف يف‬ ‫غ�شون ثوان‪ .‬ومنذ حوايل ع�شرين‬ ‫عام ًا مل تكن املواد القادرة على‬ ‫حتمل االإجهادات الناجمة عن ذلك‬ ‫موجودة‪ .‬وعلى مر الع�شور‪ ،‬يكافح‬ ‫الباحثون من اأجل �شنع «مظلة»‬ ‫تكون قادرة على اإجناز عمليات‬ ‫هبوط ناجحة من ارتفاعات اأكرب‪،‬‬ ‫ومبعدالت اإبطاء عالية‪ ،‬وقادرة على‬ ‫ال�شمود اأمام �شرعات اأكرب‪ ،‬وحمققة‬ ‫هبوط ًا اآمن ًا‪ ،‬برفق‪ ،‬وبحموالت‬ ‫اأثقل‪.‬‬ ‫ولقد عرفت مظالت الهبوط منذ القدم‪،‬‬ ‫اإذ كانت ت�شمم يف ال�شني قبل األفي عام‪،‬‬ ‫وقلدها يف ما بعد البهلوانيون ال�شينيون‬ ‫لإبطاء �شقوطهم‪.‬‬ ‫وخالل القرن اخلام�س ع�شر �شور ليوناردو‬ ‫دافين�شي مثل هذه الأعمال الفذة بقوله‪« .‬اإذا‬ ‫كان لدى الإن�شان خيمة من الكتان من دون‬ ‫ثقوب‪ ..‬فاإن باإمكانه القفز من اأي ارتفاع عال‪،‬‬ ‫دون اأن ي�شكل ذلك خطراً على حياته «‪ .‬ومل‬ ‫يعرف ما اإذا كان دافين�شي قد �شنع اأو جرب‬ ‫املظلة اآن��ذاك‪ .‬ومن ناحية ثانية‪ ،‬قام اأحد‬ ‫الأ�شخا�س عام ‪ 1772‬ب�شنع ما ي�شبه املظلة‪،‬‬ ‫وقفز بها من برج‪ ،‬موؤذياً نف�شه ب�شكل طفيف‪.‬‬ ‫وخ��الل املائة والثالثني عاماً التالية‪ ،‬قام‬ ‫‪-٢٦‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫متحم�شون اآخرون ب�شنع وارتداء املظالت‪،‬‬ ‫وذلك لإجناز قفزات «حتدي املوت «‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ ،1802‬قام املالح اجلوي الفرن�شي‬ ‫‪ Andre Jacques Garnerin‬بارتداء مظلة‬ ‫كان قد ربطها مبنطاد حلق به يف اجلو اىل اأن‬ ‫و�شل اىل ارتفاع ‪ 2400‬مرت‪ ،‬حيث قام بق�س‬ ‫الرباط املت�شل باملنطاد‪ ،‬الذي انفجر وهبط مع‬ ‫املظلة ب�شرعة كبرية‪.‬‬ ‫وكانت هذه العملية من اأ�شهر القفزات‬ ‫باملظلة‪ ،‬التي عرفت يف ذلك الوقت حتى‬ ‫عام ‪ ،1912‬حني حقق كابنت يف اجلي�س‬ ‫الأمريكي هو ‪ Albert Berry‬اأول عملية‬ ‫هبوط من الطائرة با�شتخدام املظلة‪.‬‬ ‫وخالل احلرب العاملية الأوىل‪ ،‬كان مالحو‬

‫املناطيد يرتدون املظالت كو�شيلة اأمان‪ ،‬اأما‬ ‫الطيارون‪ ،‬فقد وجدوها غري عملية يف بادئ‬ ‫الأمر‪ ،‬اىل اأن اأ�شبحت خالل احلرب العاملية‬ ‫الثانية جزءا اأ�شا�شيا من معدات الطريان التي‬ ‫ت�شتخدم لإنزال القوات واإ�شقاط الإمدادات‬ ‫وخمتلف اأن��واع الأ�شلحة الثقيلة املحمولة‬ ‫جوا‪ ،‬كما ا�شتخدمت لإبطاء �شرعة الطائرات‬ ‫يف اأثناء هبوطها على الأر�س‪.‬‬ ‫ومنذ �شتينيات القرن املا�شي‪ ،‬حتى الوقت‬ ‫احلا�شر‪ ،‬ل تزال املظالت تنعب دورا هاما يف‬ ‫ت�شهيل �شالمة عودة �شفن الف�شاء اىل الأر�س‪.‬‬ ‫وه��ك��ذا‪ ،‬اأ�شبحت املظلة �شيئا ماألوفا‪،‬‬ ‫واأ�شبحت موحدة املعايري واملوا�شفات‪ .‬لقد‬ ‫كانت مظالت الهبوط ت�شنع اإما من احلرير‬

‫اأو القطن اأو النايلون‪ ،‬وكان معظمها ياأخذ‬ ‫�شكال ن�شف ك��روي عند انتفاخه‪ .‬وبعد‬ ‫ذل��ك اأح��رزت تقنيتها خ��الل �شبعينيات‬ ‫القرن املا�شي تقدما كبريا‪ ،‬وكان الدافع وراء‬ ‫ذلك رغبة املهند�شني الع�شكريني واملدنيني‬ ‫يف ت�شميم مظالت‪ ،‬ت�شلح لالإطالق من‬ ‫ارتفاعات منخف�شة‪ ،‬وب�شرعات عالية جدا‪،‬‬ ‫حيث كان ذلك �شروريا لإنزال (حجرات‬ ‫النجاة) من املقاتالت النفاثة‪ ،‬ولتو�شيل‬ ‫الإمدادات والقنابل وال�شواريخ‪.‬‬ ‫وعند الرتفاعات املنخف�شة‪ ،‬تنت�شر املظلة‬ ‫يف الوقت الذي تكون فيه الكب�شولة تنطلق‬ ‫اأفقيا‪ ،‬لذا‪ ،‬يتوجب يف هذه احلالة اأن تبطئ‬ ‫الكب�شولة‪ ،‬واأن توجه راأ�شيا قبل اأن ترتطم‬ ‫بالأر�س‪ ،‬وهذا الأمر اأجرب امل�شممني على‬ ‫اإبطاء الكب�شولة ب�شرعة اأكرب من اأي وقت‬ ‫م�شى‪.‬‬ ‫ويف حماولة ل�شنع مثل هذه املظالت �شريعة‬ ‫الإبطاء بداأ املهند�شون بالبحث عن مواد‬ ‫ن�شيجية جديدة‪ ،‬خفيفة الوزن‪ ،‬عالية املتانة‪،‬‬ ‫واأكرث مادة واعدة كانت الكيفالر ‪،Kevelar‬‬ ‫وهي عبارة عن ليف ع�شوي‪ ،‬يتمتع مبقاومة‬ ‫�شد عالية‪ ،‬تعادل �شعفي مقاومة النايلون‪،‬‬ ‫وع�شرة اأ�شعاف مقاومة الفولذ غري القابل‬ ‫لل�شد اأ‪.‬‬ ‫ول��ذل��ك‪ ،‬فقد توقع امل�شممون اأن حتقق‬ ‫املظالت‪ ،‬التي يدخل يف تركيبها الكيفالر‪،‬‬ ‫قوة اإبطاء مبقدار �شعف قوة اإبطاء املظلة‬ ‫امل�شنعة كليا من النايلون‪ ،‬دون اأن يوؤثر ذلك‬ ‫يف التنا�شق البنيوي لها‪ ،‬اأو اأن تتجاوز حدود‬ ‫الوزن اأو احلجم‪.‬‬

‫تطبيقها على ت�شميمات املظالت املنخف�شة‬ ‫الرتفاع‪ ،‬والعالية ال�شرعة‪ .‬وهذه العوامل‬ ‫دفعت املتخ�ش�شني اىل تطوير مناذج حوا�شب‬ ‫لقيا�س انت�شار املظلة وانتفاخها واأدائها‪.‬‬ ‫وللتنبوؤ ب�شلوك املظالت يف اأثناء انتفاخها‬ ‫يتوجب على املهند�شني التعامل مع العديد‬ ‫من اأ�شعب م�شائل علم اليروديناميك‪،‬‬ ‫واأول هذه امل�شائل تلك التغريات الطفيفة يف‬ ‫حجم املظلة‪ ،‬اأو �شكلها‪ ،‬اأو تركيبها‪ ،‬مما يوؤثر‬ ‫تاأثريا بالغ الأهمية يف اأدائها‪ .‬وحيث اأن املظلة‬ ‫تتاأثر ب�شكل ح�شا�س جدا وع�شوائي لأدنى‬ ‫التغريات‪ ،‬فاإنه من غري املمكن علميا التنبوؤ‬ ‫مبثل هذه التغريات بوا�شطة الطرق الريا�شية‪.‬‬ ‫وامل�شكلة الثانية هي اأن �شكل املظلة و�شرعتها‬ ‫يتغريان بحدة خالل انتفاخها‪ ،‬وهي امل�شكلة‬

‫التي جتعل عملية (منذجة) انتفاخها اأكرث‬ ‫�شعوبة‪ ،‬مقارنة‪ -‬مثال – بالطائرة‪ ،‬التي يبقى‬ ‫�شكلها ثابتا تقريبا‪ ،‬كما اأن البيئة املحيطة‬ ‫بطريانها تتغري ببط اأي�شا‪ .‬وهناك م�شكالت‬ ‫�شعبة اأخرى تنجم عن جريان الهواء خالل‬ ‫املظلة‪ ،‬وكذلك تاأثري الطريان ب�شرعة فوق‬ ‫ال�شوتية‪ .‬وحلل هذه امل�شائل الديناميكية‪،‬‬ ‫غري العادية‪ ،‬جل أا مهند�شو املظالت موؤخرا‬ ‫اىل احلا�شب‪ ،‬اآملني بذلك التمكن من‬ ‫التنبوؤ‪ ،‬لي�س فقط مب�شار املظالت‪ ،‬ولكن اأي�شا‬ ‫بالتغريات التي تطر أا على مكوناتها‪.‬‬ ‫فمع اأن��ه من غري املمكن التنب ؤو الكامل‬ ‫بت�شرف املظلة يف جميع الظروف‪ ،‬اإل اأنه‬ ‫اأ�شبح باإمكان املحاكاة باحلا�شب و�شف‬ ‫ت�شرف املظلة خالل املراحل احلرجة الأربع‪:‬‬

‫ا�شتخدام مناذج احلوا�شب‬ ‫يف الت�شميم‬ ‫بعد اأن اأ�شبحت عملية �شنع املظالت‬ ‫املنخف�شة الرتفاع والعالية ال�شرعة ممكنة‬ ‫ومعقولة بف�شل الكيفالر وغريه من املواد‬ ‫اجلديدة عالية املقاومة‪ ،‬ب��داأ املهند�شون‬ ‫ي��واج��ه��ون م�شكالت ع��دم ال�شتقرار‬ ‫اليروديناميكي‪ ،‬الناجمة عن التباطوؤ‬ ‫ال�شريع للمظلة‪ ،‬فقد وجدوا اأن الكثري من‬ ‫بديهياتهم حول املظالت التقليدية ل ميكن‬ ‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٢٧-‬‬

‫لنت�شار‪ -‬النتفاخ‪ -‬ما بعد النتفاخ‪ -‬الهبوط‬ ‫النهائي‪ ،‬وذلك على درج��ات خمتلفة من‬ ‫الدقة‪.‬‬ ‫وتبداأ مرحلة النت�شار من حلظة اإ�شقاط‬ ‫الطائرة للكب�شولة املحتوية على املظلة مع‬ ‫احلمل املراد نقله وجهاز الدعم الذي غالبا ما‬ ‫يت�شمن موؤقتا لإ�شارة لدى �شقوط الكب�شولة‬ ‫على م�شافة ماأمونة من الطائرة‪ .‬وهذه الإ�شارة‬ ‫تقدح انفجارا �شغريا عند موؤخرة الكب�شولة‪،‬‬ ‫مطلقا اللوح املعدين الذي يجر وراءه املظلة‪،‬‬ ‫وهو ب��دوره يقوم باإخراج حقيبة النت�شار‬ ‫احلاوية على املظلة‪.‬‬ ‫واملظالت عالية الأداء ميكن تعبئتها يف حقيبة‬ ‫النت�شار بكثافة تبلغ نحو ‪ 650‬كيلوجراما‬ ‫للمرت املكعب‪ ،‬ويتم اخ��راج املظلة من‬

‫‪-٢٨‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫احلقيبة ون�شرها بنعومة و�شرعة خالل ب�شعة‬ ‫اأع�شار الثانية‪ .‬واأول ما يخرج من حقيبة‬ ‫النت�شار هو حبال التعليق التي ت�شل القبة‬ ‫بالكب�شولة‪ ،‬وفور متدد هذه احلبال تبد أا قبة‬ ‫املظلة نف�شها بالظهور من احلقيبة‪ ،‬ولكن‪،‬‬ ‫اإذا حدث وانتفخت املظلة قبل خروجها‬ ‫كليا من حقيبة النت�شار‪ ،‬فاإنه من املمكن‬ ‫اأن تت�شابك املظلة اأو تتمزق‪ .‬وملعرفة رد‬ ‫فعل املظلة خالل مرحلة النت�شار‪ ،‬ولتقليل‬ ‫احتمال حدوث مثل هذا اخللل اىل اأدنى‬ ‫حد‪ ،‬فقد قام مهند�شو املظالت بتطوير برنامج‬ ‫حا�شوبي �شمي «لين�شيل» ‪،Linesail‬‬ ‫يحافظ على توافر احتكاك كاف بني خمتلف‬ ‫اأج��زاء املظلة‪ ،‬وياأخذ بعني العتبار جميع‬ ‫القوى اليروديناميكية‪ ،‬املوؤثرة يف املكونات‬

‫التي قد تتداخل مع التيار الهوائي‪ ،‬كما اأن‬ ‫هذا النموذج يحدد دوران الكب�شولة وحقيبة‬ ‫النت�شار واإزاحتهما بالن�شبة للمظلة‪ .‬كما‬ ‫ا�شتخدم الربنامج لتحديد ومعاجلة م�شكلة‬ ‫النت�شار‪ ،‬التي لوحظ وجودها اأثناء الختبار‬ ‫املبكر للمظلة ‪. B83‬‬ ‫و�شبب هذه امل�شكلة يرجع اىل املوجات‬ ‫ال�شدمية املولدة من الطائرة التي تقوم بدفع‬ ‫مقدمة الكب�شولة اىل اأعلى‪ ،‬مما ي�وؤدي اىل‬ ‫�شحب حبال التعليق من حقيبة النت�شار قبل‬ ‫الأوان بفعل التيار الهوائي فوق ال�شوتي‪.‬‬ ‫وهذا النت�شار يت�شبب يف �شباحة احلبال يف‬ ‫الهواء‪ ،‬ودوران احلقيبة‪ ،‬ومتزق القبة‪.‬‬ ‫ونتيجة حماكاة هذا العطل بو�شاطة الربنامج‪،‬‬ ‫اأدرك املهند�شون اأن املظلة كانت اأ�شغر بكثري‬ ‫من احلجم الالزم للتحكم يف انت�شار حبال‬ ‫التعليق على نحو مالئم‪ ،‬وعليه‪ ،‬فقد عادوا‬ ‫ثانية اىل الربنامج للم�شاعدة يف ت�شميم‬ ‫مظلة اأكرب‪ .‬وللتنب ؤو ال�شحيح برد فعل املظلة‪،‬‬ ‫يلزم حل معادلت احلركة لكل من املظلة‬ ‫والهواء املحيط يف اآن واحد‪ .‬وحتى الآن‪ ،‬مل‬ ‫يتمكن اأحد من النجاح يف هذه املهمة‪ ،‬اإل اأنه‬ ‫باإمكان الباحثني تب�شيط امل�شاألة‪ ،‬وذلك اإما‬ ‫بالرتكيز على حالة معينة من طريان املظالت‪،‬‬ ‫اأو باإهمال العوامل غري املهمة يف عملية‬ ‫النتفاخ‪ ،‬وبعدها ميكنهم اختبار دقة تنبوؤاتهم‬ ‫التقريبية مبقارنتها مع نتائج اختبار الطريان‬ ‫الفعلي وجت��ارب النفق الهوائي‪ ،‬وبذلك‬ ‫ميكنهم حتديد العوامل الهامة لكل مرحلة‬ ‫من مراحل النتفاخ‪ ،‬ثم تعديل مناذجهم‬ ‫احلا�شوبية‪ ،‬و�شبطها‪ ،‬للح�شول على الظواهر‬ ‫التي لوحظت جتريبيا‪ ،‬وق��د اأثبتت هذه‬ ‫ال�شرتاتيجية فعاليتها يف كثري من احلالت‪.‬‬ ‫واأحد هذه النماذج احلا�شوبية يدعى «كال»‬ ‫‪ ، CALA‬وق��د مت تطويره واإع���داده عام‬ ‫‪ ،1985‬وقبل ت�شغيل الربنامج يتوجب على‬ ‫املهند�س اإدخال اأبعاد القبة وخوا�س املواد‬ ‫(الوزن‪ -‬مقاومة ال�شد‪ ).... -‬لكل من القبة‬ ‫وحبال التعليق‪ ،‬حيث يقوم الربنامج بتحليل‬ ‫كل جزء من املظلة اىل عدد من العنا�شر‬ ‫احلا�شوبية التي تتطلب من املهند�س اأن‬ ‫يدخل لكل منها مقدار الفرق يف ال�شغط بني‬

‫داخلها وخارجها‪.‬‬ ‫وعندئذ‪ ،‬يقوم النموذج بح�شاب و�شع احلالة‬ ‫امل�شتقرة لكل عن�شر‪ ،‬والقوى املتبادلة بني‬ ‫العنا�شر وبع�شها‪ ،‬وكذلك الإجهاد على‬ ‫كل منها‪ .‬ولقد مت التحقق من التنبوؤات‬ ‫التي ح�شل عليها الربنامج بو�شاطة قيا�شات‬ ‫النفق الهوائي‪ ،‬وكان الربنامج مفيدا ب�شورة‬ ‫خا�شة يف بيان القيمة العظمى لالإجهاد‪ ،‬التي‬ ‫باإمكان املظلة حتملها‪ ،‬وبهذا‪ ،‬مكن الربنامج‬ ‫مهند�شي املظلة من اختيار اأخف املواد القادرة‬ ‫على حتمل اإجهاد القوى اليروديناميكية‪.‬‬ ‫وتنبوؤات هذه الربامج تبقى حمدودة‪ ،‬ب�شبب‬ ‫افتقار املهند�شني اىل املعلومات الكافية‬ ‫عن توزيع ال�شغط حول القبة‪ ،‬فمثل هذه‬ ‫املعطيات ي�شعب احل�شول عليها جتريبيا‪ ،‬لأن‬ ‫مقيا�س ال�شغط املثبت على املظلة غالبا ما‬ ‫يتعطل ب�شبب ال�شرعة العالية للتيار الهوائي‪.‬‬ ‫اإن عملية حماكاة جريان الهواء وتوزيع ال�شغط‬ ‫هي اأي�شا م�شاألة غري ي�شرية‪ ،‬ول �شيما خالل‬ ‫مرحلة ما بعد النتفاخ‪ ،‬حيث تكون املظلة قد‬ ‫انتفخت وتناق�شت �شرعتها‪ ،‬اىل حد كبري‪.‬‬

‫فاأثناء تباطوؤ املظلة ب�شرعة‪ ،‬تقوم بت�شريع كتلة‬ ‫كبرية من الهواء‪ ،‬فاإذا حدث اأن اأدركت هذه‬ ‫الكتلة املتحركة ب�شرعة‪ ،‬املظلة‪ ،‬فاإنها �شتدفعها‬ ‫من اخللف‪ ،‬مما قد يوؤدي اىل ت�شويه �شكل‬ ‫القبة وتقوي�شها‪ ،‬فتنخف�س املقاومة الهوائية‬ ‫للمظلة ب�شكل كبري ومفاجئ‪ ،‬ويف احلالت‬ ‫احلادة‪ ،‬قد تنقلب املظلة‪ ،‬فتت�شارع الكب�شولة‪،‬‬ ‫بدل من تباطوؤها‪ .‬وللتنب ؤو بالظروف التي قد‬ ‫توؤدي اىل تقوي�س القبة‪ ،‬يلزم و�شع برنامج‬ ‫حا�شوبي‪ ،‬باإمكانه منذجة جريان الهواء حول‬ ‫املظلة‪ .‬وحيث اأن طريان املظلة ي�شمل كمية‬ ‫هائلة من الهواء ‪ -‬عدة ماليني من الأمتار‬ ‫املكعبة عادة‪ -‬فاإنه من امل�شتحيل على اأي‬ ‫حا�شب حل املعادلت الكاملة للحركة املوؤثرة‬ ‫على مدى هبوط املظلة باأكملها‪ ،‬لذلك‪ ،‬يجب‬ ‫على الباحث اأن يخت�شر من عمل احلا�شب‬ ‫باإدخال تقنيات حتليلية « ذكية « وافرتا�شات‬ ‫تب�شيطية �شليمة‪ .‬وهناك العديد من الباحثني‬ ‫الذين قاموا بتطوير مناذج تقريبية للتنب ؤو بجريان‬ ‫الهواء حول املظلة‪ ،‬تعتمد يف معظمها على‬ ‫الفرتا�س باأن اخل�شائ�س اليروديناميكية‬

‫للمظلة تتعلق ب�شورة اأ�شا�شية بال�شغط عرب‬ ‫القبة‪ ،‬ولي�س باحتكاك الهواء الذي تتحرك‬ ‫عربه املظلة‪ .‬وهذا الفرتا�س مكن املهند�شني‬ ‫من و�شع برنامج يحتاج فقط اىل تتبع التغريات‬ ‫يف �شرعة الهواء وال�شغط حول القبة‪ .‬وعلى‬ ‫الرغم من كون هذه النماذج بدائية‪ ،‬فقد‬ ‫اأجن��زت �شل�شلة من احل�شابات التي تبدو‬ ‫متوافقة مع نتائج التجارب الب�شيطة‪ ،‬ومن‬ ‫املتوقع اأن ت�شبح هذه النماذج قادرة على‬ ‫التنبوؤ ببداية تقوي�س القبة‪.‬‬

‫املتانة واملقاومة الهوائية‬ ‫بعد انت�شار املظلة‪ ،‬فاإنها تدخل مرحلة‬ ‫النتفاخ‪ ،‬وتبداأ بالتباطوؤ ب�شرعة‪ ،‬فعندما‬ ‫تتفتح القبة تلتقط يف بادئ الأمر حجما معينا‬ ‫من الهواء‪ ،‬يت�شرب ق�شم منه خالل القبة‪،‬‬ ‫والق�شم الأعظم يبقى داخلها‪ ،‬ويت�شارع‬ ‫اإىل املظلة‪ ،‬وبهذه الطريقة تنقل القبة بع�شا‬ ‫من طاقتها احلركية اىل الهواء املحيط بها‪،‬‬ ‫وبالتايل‪ ،‬تتباطاأ‪ ،‬وت�شد حبال التعليق‪ ،‬التي‬ ‫بدورها ت�شد الكب�شولة‪ ،‬وتبطئ من حركتها‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٢٩-‬‬

‫مرت‪ ،‬اأن تبطئ اأنف مركبة العودة‬ ‫‪ Re-entry Vehicle‬املنطلقة ب�شرعة ‪3500‬‬ ‫كيلومرت يف ال�شاعة‪ ،‬اأو ‪ 2.8‬ماخ (املظلة‬ ‫م�شنوعة بكاملها من الكيفالر‪ ،‬اإذ اأن النايلون‬ ‫ل يتحمل الت�شخني اليروديناميكي‪ ،‬وميكن‬ ‫اأن يذوب عند �شرعة ‪ 2.8‬ماخ)‪.‬‬ ‫كما اأن امل��ظ��الت امل��ت��ط��ورة جعلت من‬ ‫املمكن الهبوط بحمولت اأثقل من اأي‬ ‫وقت م�شى‪ ،‬فقد ا�شتخدمت هذه املظالت‬ ‫لإنزال الدوافع ال�شاروخية ملكوك ف�شائي‪،‬‬ ‫حيث زود كل دافع مبظلة من قيا�س ‪16.5‬‬ ‫مرتا‪ .‬فبعد اأن و�شعت الدوافع املكوك على‬ ‫مداره وانف�شلت عنه‪ ،‬انت�شرت مبظالتها‪ ،‬التي‬ ‫با�شتطاعة الواحدة منها اأن تعطي قوة اإبطاء‬ ‫عظمى‪ ،‬مقدارها ‪ 38000‬نيوتن لكل دافع‬ ‫من الدوافع التي يزن الواحد منها ‪87000‬‬ ‫كيلوجرام‪.‬‬ ‫وهذه املظالت كانت من النوع ال�شريطي‪،‬‬ ‫وقد متكنت من اإنزال الدوافع ال�شاروخية‬ ‫اىل املحيط عند �شرعة ‪ 90‬كيلومرتا يف‬ ‫ال�شاعة‪ .‬وباإمكان بع�س املظالت املتطورة رفع‬ ‫حمولتها اىل ارتفاعات اأعلى من م�شتوى‬ ‫اإطالقها‪ ،‬فعلى �شبيل املثال‪ ،‬ت�شتطيع املظالت‬ ‫ال�شريطية اأن تولد قوة رفع اإذا ما �شدت‬ ‫الثغرات بني ال�شرائط‪ ،‬فعند انت�شار املظالت‬ ‫ب�شرعة عالية تكون قوة الرفع اأكرب من وزن‬ ‫الكب�شولة مع حمولتها‪ ،‬مما يوؤدي اىل �شعود‬ ‫املظلة‪ .‬واأحد هذه املظالت الرافعة‪ ،‬الذي‬ ‫كان يحمل قذيفة بوزن ‪ 1100‬كيلوجرام‪،‬‬ ‫�شعد مبقدار ‪ 140‬مرتا فوق م�شتوى اإطالقه‪،‬‬ ‫وذلك قبل اأن يقوم بن�شر مظلة اأخرى من‬ ‫النوع التقليدي قامت باإنزال الكب�شولة‬ ‫بلطف اىل الأر�س‪.‬‬ ‫‪Nose of‬‬

‫وهكذا‪ ،‬بالتقاط القبة ملزيد من الهواء‬ ‫وت�شريعه‪ ،‬ت�شتمر الكب�شولة بالتباطوؤ اأكرث‬ ‫فاأكرث‪.‬‬ ‫اإن قوة الإبطاء هذه مع قوة الحتكاك بالهواء‬ ‫ت�شكالن معا ما يعرف (باملقاومة الهوائية‬ ‫حلركة املظلة) ‪ ،Drag‬وهذه املقاومة ميكن‬ ‫التحكم فيها بتغيري اأبعاد املظلة وم�شاميتها‪ ،‬اإل‬ ‫اأن الأمر يبقى يف النهاية حمدودا مبتانة املواد‬ ‫امل�شتخدمة‪ .‬ومن بني الت�شميمات احلديثة‬ ‫للمظلة هناك ت�شميم يتمتع على وجه خا�س‬ ‫مبتانة عالية يعرف ب�»البارا�شوت ال�شرطي»‬ ‫‪ ، Ribbon Parachute‬فبدل من �شنع‬ ‫القبة من القما�س امل�شمت‪ -‬كما هي احلال‬ ‫يف مظالت الب�شائع اأو النجاة التقليدية‪-‬‬ ‫ت�شنع قبة املظلة ال�شريطية من �شرائط طولية‬ ‫و�شرائط عر�شية‪ .‬فال�شرائط الطولية هي عبارة‬ ‫عن �شرائح من املادة امل�شتخدمة متتد من‬ ‫حبال التعليق حتى قمة القبة‪ ،‬اأما ال�شرائط‬ ‫العر�شية‪ ،‬فت�شكل حلقات من املادة نف�شها‪،‬‬ ‫متعامدة مع ال�شرائط الطولية‪ ،‬تخاط مع‬ ‫بع�شها بعد ترك ثغرات يف القبة وعلى الرغم‬ ‫من اأنه يتم يف املظالت ال�شريطية رفع املتانة‬ ‫‪-٣٠‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫على ح�شاب املقاومة الهوائية‪ ،‬فاإن الت�شميم‬ ‫ال�شريطي يظل مرغوبا اأكرث لال�شتعمالت‬ ‫عالية الأداء‪ .‬اإن ال�شغط املوؤثر يف القبة من‬ ‫قبل التيار الهوائي ل ي�شهم كليا يف ت�شكيل‬ ‫املقاومة الهوائية للمظلة‪ ،‬اإذ اأن جزءا منه‬ ‫ي�شرف جلعل القبة منتفخة‪ ،‬ول�شمان بقاء‬ ‫املظلة مفتوحة يف اأثناء هبوطها‪.‬‬ ‫اإن مرحلة النتفاخ ت�شع الباحث اأم��ام‬ ‫م�شاألة جديدة و�شعبة‪ ،‬هي اأن �شكل املظلة‬ ‫يعتمد على القوى اليروديناميكية املوؤثرة‬ ‫يف القبة‪ ،‬يف حني اأن التيار الهوائي‪ ،‬الذي‬ ‫يولد هذه القوى‪ ،‬يعتمد على �شكل القبة‪.‬‬ ‫ومما يزيد الأمر تعقيدا اأن املظلة وكب�شولتها‬ ‫تتباطاآن ب�شرعة عالية‪ ،‬وكل واحدة من هذه‬ ‫الظواهر ي�شعب و�شفها ريا�شيا‪ ،‬مما يجعل‬ ‫عملية النمذجة مهمة معقدة للغاية‪ .‬اإن املواد‬ ‫عالية املتانة وتقنيات الت�شميم املتقدمة قد‬ ‫اأنتجت جيال جديدا من املظالت فاق كل‬ ‫معايري الأداء املعروفة �شابقا‪ ،‬فقد �شجلت هذه‬ ‫املظالت املتطورة اأرقاما قيا�شية جديدة يف‬ ‫ال�شرعة‪ ،‬اإذ ا�شتطاعت املظالت‪ ،‬التي ل يزيد‬ ‫وزنها على ‪ 270‬جراما‪ ،‬وقطرها على ن�شف‬

‫نظام اإنزال جوي بعيد املدى‬ ‫اإن القدرة على اإن��زال اإم��دادات من اجلو‬ ‫اىل مناطق بعيدة يف احلني الذي يتم فيه‬ ‫املحافظة على الطائرة خارج نطاق التهديد‪،‬‬ ‫تعنى تعزيز القدرة يف م�شرح العمليات على‬ ‫دعم املقاتلني‪ .‬وفى هذا الإطار‪ ،‬اأجرى �شالح‬ ‫اجلو الأمريكي يف اأفغان�شتان جتارب ميدانية‬ ‫لنظام اإن��زال جوى بعيد امل��دى امل�شمى‬

‫‪ JPADS‬ذات��ي التوجيه‪ ،‬من ارتفاعات‬ ‫�شاهقة‪ ،‬با�شتعمال نظام املالحة الكوين‬ ‫‪ GPS‬اخلا�س به‪.‬‬ ‫ويوفر النظام اأدق طرق اإن��زال من اجلو‬ ‫لتو�شيل الإمدادات اىل القوات الربية يف‬ ‫مواقع بعيدة جدا‪.‬‬ ‫وميكن النظام اأي�شا من الإنزال من ارتفاعات‬ ‫اأعلى‪ ،‬ويحمى الطائرة من التهديدات‬ ‫املعادية‪.‬‬ ‫ومتت اأول جتربة للنظام يف اأغ�شط�س ‪2006‬‬ ‫عندما األقت طائرة ‪ C-130‬اإمدادات اىل‬ ‫وحدة ع�شكرية كانت تعمل يف موقع بعيد‬ ‫يف اأفغان�شتان ‪.‬‬ ‫وك��ان تطوير النظام يجرى منذ اأوائ��ل‬ ‫الت�شعينات‪ ،‬اإذ طور اجلي�س الأمريكي‬ ‫وحدة توجيه حممولة جوا واأجهزة تخفيف‬ ‫�شرعة املظلة‪ ،‬بينما طورت القوات اجلوية‬ ‫الأمريكية نظام تخطيط املهمة لنظام الإنزال‪،‬‬ ‫وهو حا�شب �شخ�شي يعلق يف قمرة طائرة‬ ‫‪ ، C-130‬اأو يف قمرة طائرة ‪ ، C-17‬ويربمج‬ ‫هذا النظام طبقا لبيانات حديثة عن �شرعة‬

‫الريح‪ ،‬وحتديد نقاط مرجعية ملنطقة هبوط‬ ‫ال�شحنات‪ ،‬وكذلك بيانات عن اأهداف‬ ‫جديدة لالإنزال‪ ،‬تعتمد على الأو�شاع على‬ ‫الأر�س‪.‬‬ ‫وتطلق الطائرة وهى تدخل منطقة الهدف‬ ‫م�شبارا يبث بيانات ريح �شريعة اىل الطائرة‪،‬‬ ‫حيث يلتقط احلا�شب ال�شخ�شي يف الطائرة‬ ‫بيانات الريح‪ ،‬ويحت�شب منطقة الإن��زال‬ ‫املقبولة‪ ،‬ثم يلقى الطاقم احلمولة داخل تلك‬ ‫املنطقة‪ .‬وبعد الإنزال من ارتفاعات عالية‬ ‫جدا ( حتى ‪ 2500‬قدم) ت�شقط احلمولة‬ ‫ب�شرعة اأكرب من ‪ 100‬ميل يف ال�شاعة‪ ،‬اىل‬ ‫م�شتوى ما بني ‪ 1000‬اىل ‪ 1500‬قدم فوق‬ ‫�شطح الأر���س‪ ،‬حيث يفتح نظام الإن��زال‬ ‫مظلة اأكرب‪ ،‬تهبط باحلمل اىل الأر�س باأمان‪.‬‬ ‫ويرغب امل�شوؤولون الع�شكريون الأمريكيون‬ ‫يف ن�شر اأربعة اأحجام من النظام‪ ،‬و�شوف‬ ‫يكون احلجم الأكرب قادرا على اإلقاء حمولة‬ ‫‪ 60‬األف رطل من اجلو‪ ،‬قد ت�شمل مركبة‬ ‫قتال من طراز «�شرتايكر» ‪ Stryker‬اىل‬ ‫القوات على الأر�س‪.‬‬

‫التطور امل�شتقبلي‬ ‫ت�شتمر املظالت يف توفري اأكرث الطرق فعالية‬ ‫واقت�شادية لإبطاء احلمولت يف اجلو‪ .‬ومن‬ ‫املتوقع خالل العقدين القادمني اأن يح�شل‬ ‫تقدم اأكرث يف تقانة املظلة‪ .‬ولقد مت تطوير النماذج‬ ‫احلا�شوبية الآن بحيث اأ�شبحت قادرة على تتبع‬ ‫كافة التغريات يف �شكل املظلة‪ ،‬ومعدلت‬ ‫اإبطائها‪ ،‬وكذلك القوى اليروديناميكية املوؤثرة‬ ‫يف رحلة طريانها‪ ،‬من بدايتها اىل نهايتها‪ .‬اإن‬ ‫املواد اجلديدة عالية املتانة‪ ،‬كالأقم�شة امل�شنوعة‬ ‫من الليف الكربوين ‪ ، Carbon Fiber‬من‬ ‫املحتمل اأن توؤدي اىل تطوير املظالت‪ ،‬بحيث‬ ‫ت�شبح قادرة على النت�شار ب�شرعات عالية جدا‪،‬‬ ‫ت�شل اىل خم�شة اأ�شعاف �شرعة ال�شوت‪.‬‬ ‫وهذه املظالت فوق ال�شوتية �شوف ت�شمن‬ ‫لرواد الف�شاء النجاة باأمان من ال�شفن الف�شائية‬ ‫املعطوبة‪ .‬ومن املحتمل اأي�شا‪ ،‬يف امل�شتقبل‬ ‫القريب‪ ،‬اأن جتهز املظالت بتقنيات اأخرى‪،‬‬ ‫كامل�شت�شعرات‪ ،‬واأجهزة التحكم‪ ،‬التي �شتعزز‬ ‫ح�شن اأدائها من خالل التحكم الفعال يف‬ ‫مقاومتها الهوائية اأثناء انتفاخها‪.‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٣١-‬‬

‫‪-٣٢‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٣٣-‬‬

‫بحرية‬

‫التقنيات احلديثة‬ ‫الكت�ساف ومقاومة الغوا�سات‬ ‫اللواء الركن (م)‪� /‬سالح الدين كامل م�سرف‬

‫اإن خطورة �شالح الغوا�شات لي�شت بال�شيء اجلديد يف احلروب‪ ،‬فلقد‬ ‫اأو�شحت كل من احلربني العامليتني االأوىل والثانية ب�شكل وا�شح التهديد‬ ‫اخلطري الذي يوجهه �شالح الغوا�شات اىل اأمن و�شالمة خطوط املوا�شالت‬ ‫البحرية‪ ،‬وعمليات النقل البحري الذي تعتمد عليه الدول املتحاربة يف‬ ‫اإمدادها باملواد احليوية ونقل العتاد والقوات اأثناء العمليات احلربية‪.‬‬ ‫واإذا ا�شتعر�شنا اخل�شائر التي حلقت خالل احلرب العاملية الثانية‪ ،‬فاإنها‬ ‫بالأ�شاطيل التجارية ملختلف الدول متكنت من اإغراق اأعداد �شخمة من‬ ‫املتحاربة خ��الل احلربني العامليتني ال�شفن التجارية والناقالت وال�شفن‬ ‫الأوىل والثانية‪ ،‬لوجدنا اأن الغالبية احلربية لدول احللفاء‪.‬‬ ‫العظمى من اأعداد ال�شفن التي غرقت ولقد انعك�س ذلك على اأحداث هذه‬ ‫كانت بفعل الأعمال القتالية ل�شالح احل��رب؛ ففي خ��الل عامي ‪1942‬و‬ ‫الغوا�شات الذي تركزت مهمته الأوىل ‪ 1943‬ك��ان من اأه��م العوامل التي‬ ‫يف مهاجمة وتدمري ال�شفن التجارية ّقيدت من جهود احللفاء‪ ،‬قلة عدد‬ ‫والقوافل البحرية‪ ،‬بينما كانت مهمته ال�شفن الالزمة لنقل القوات والعتاد‬ ‫الثانية العمل على اإ�شعاف قوة اإىل م�شارح العمليات‪ ،‬وك��ان ذلك‬ ‫الأ�شاطيل احلربية للدول املعادية بفعل �شالح الغوا�شات الأملاين الذي‬ ‫كبد احللفاء خ�شائر فادحة يف ال�شفن‬ ‫مبهاجمتها وتدمريها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فعلى الرغم من الظروف ال�شعبة التي التجارية والناقالت و�شلت اإىل رقمها‬ ‫عملت حتتها الغوا�شات الأملانية يف القيا�شي يف خريف عام ‪ ،1942‬ويف‬ ‫الأطلنطي والبحر الأبي�س املتو�شط منت�شف عام ‪ 1943‬تعاظمت مكا�شب‬

‫‪-٣٤‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫الغوا�شات الأملانية؛ فكانت اآثارها‬ ‫وا�شحة على �شري العمليات‪ ،‬بالرغم‬ ‫من اأن اأملانيا دخلت احلرب ومل تكن‬ ‫متتلك �شوى ‪ 47‬غوا�شة‪.‬‬ ‫لتغري‬ ‫ولو كانت قد ح�شدت عدداً اأكرب ّ‬ ‫جمرى احلرب‪ ،‬ولكنها اعتمدت على‬ ‫تر�شاناتها التي كانت تبنى يف الفرتة‬ ‫احل���رب‬ ‫الأخ������رية من‬ ‫ك������ل‬ ‫‪ 15‬غ��وا���ش��ة‬ ‫اإجمايل‬ ‫�شهر‪ .‬حتى بلغ‬ ‫ما اأنتجته ‪1158‬‬ ‫غوا�شة خالل‬ ‫�شنوات هذه‬ ‫احلرب‪.‬‬ ‫ك����ذل����ك‬ ‫كان ل�شالح‬ ‫ا لغو ا �شا ت‬ ‫ال��ربي��ط��اين‬ ‫ت �اأث��ري قوي‬ ‫على‬ ‫�شري‬

‫العمليات القتالية الأملانية يف حرب‬ ‫ال�شحراء الإف��ري��ق��ي��ة؛ فقد كانت‬ ‫الغوا�شات الربيطانية تنطلق من‬ ‫قواعدها البحرية يف مالطة ملهاجمة‬ ‫�شفن دول املحور التي كانت تقوم‬ ‫بنقل الإمدادات مبعدل ‪ 90‬األف طن‬ ‫يومياً مل يكن ي�شل منها �شوى الثلث‬ ‫و ُتغرق الغوا�شات الربيطانية الباقي‬ ‫وبالتايل مل يتمكن روميل من موا�شلة‬ ‫زحفه وتقدمه �شرقاً يف م�شر ومن ثم‬ ‫توقف عند العلمني وان�شحب من‬ ‫م�شرح العمليات‪.‬‬ ‫ويف م�شرح البا�شيفيكي‪ ،‬كان �شالح‬ ‫الغوا�شات الأمريكي من الأ�شلحة‬ ‫الرئي�شية التي قررت م�شري احلرب‬ ‫البحرية العظمى يف هذا املحيط؛ فاإىل‬ ‫جانب ال�شفن التجارية اليابانية التي‬ ‫اأغرقتها الغوا�شات الأمريكية والتي‬ ‫بلغت ‪� 1152‬شفينة و�شلت حمولتها‬ ‫الكلية اىل ما يقرب من خم�شة‬ ‫ماليني طن‪ ،‬اأغرقت الغوا�شات‬ ‫الأم��ري��ك��ي��ة ‪� 314‬شفينة حربية‬ ‫يابانية تبلغ اإجمايل حمولتها الكلية‬ ‫‪ 577.626‬طنا وت�شكل ‪ %29‬من‬ ‫جم��م��وع خ�شائر‬

‫ال�شفن احلربية اليابانية التي اأغرقت‬ ‫بوا�شطة خمتلف الأ�شلحة خالل‬ ‫ال�شراع امل�شلح يف البا�شيفيكي‪ ،‬الأمر‬ ‫الذي اأدى اىل اإحكام احل�شار البحري‬ ‫الأمريكي بوا�شطة الغوا�شات على‬ ‫اليابان‪ ،‬ومن ثم اىل خنق القت�شاد‬ ‫الياباين يف النهاية بالإ�شافة اىل‬ ‫ذلك قام �شالح الغوا�شات بنجاح‬ ‫بتدمري واإغراق ال�شفن احلربية املعادية‬ ‫الكبرية‪.‬‬ ‫ففي خالل �شنوات احل��رب العاملية‬ ‫الثانية اأغرقت الغوا�شات ثالث بوارج‬ ‫ترتاوح اإزاحة كل منها مابني ‪31 – 29‬‬ ‫األف طن بالإ�شافة اىل ت�شع حامالت‬ ‫ط��ائ��رات هجومية و�شبع حامالت‬ ‫طائرات حرا�شة خم�ش�شة للقوافل‬ ‫هذا غري ثالثة طرادات ثقيلة من طراز‬ ‫‪CRUISERS‬والعديد من املدمرات‬ ‫والفرقاطات وال�شفن احلربية الأخرى‪.‬‬ ‫ويف جمال عمليات بث حقول الألغام‬ ‫الهجومية ق��ام �شالح الغوا�شات‬ ‫الأمل���اين بتنفيذ ‪122‬‬ ‫ع��م��ل��ي��ة‪،‬‬

‫بث فيها ‪ 2060‬لغماً يف جميع م�شارح‬ ‫العمليات‪ ،‬كما قامت الغوا�شات‬ ‫ال�شوفييتية ببث حقول الألغام على‬ ‫طريق املوا�شالت البحرية الإيطالية‬ ‫بالبحر الأبي�س املتو�شط ت�شببت يف‬ ‫تدمري ‪� 12‬شفينة نقل‪ ،‬كما بثت �شدود‬ ‫األغام يف بحر ال�شمال فاألقت عبئاً‬ ‫ثقي ًال على وحدات الك�شح الأملانية‪.‬‬ ‫اأما الغوا�شات الأمريكية فقد قامت‬ ‫ببث �شدود األغام يف خليج �شيام ويف‬ ‫مداخل خليج طوكيو ويف م�شيق كي‪،‬‬ ‫اأ�شفرت عن تدمري ‪� 21‬شفينة يابانية يف‬ ‫الفرتة يف اأواخر عام ‪ 1942‬حتى فرباير‬ ‫‪.1943‬‬ ‫ويف ميدان العمليات اخلا�شة‪ ،‬اأدت‬ ‫الغوا�شات دوراً ملحوظاً‪ ،‬وقد برزت يف‬ ‫هذا املجال الغوا�شات الإيطالية التي‬ ‫قامت عام ‪ 1941‬بعمليات اإنزال مركبات‬ ‫�شاريوت حتمل بداخلها �شفادع ب�شرية‬ ‫اأم���ام جبل‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٣٥-‬‬

‫طارق وجنحت يف اإغراق ثالث �شفن‬ ‫حربية بريطانية �شخمة بلغت اإزاحتها ‪30‬‬ ‫األف طن‪ ،‬وقد �شهد ميناء الإ�شكندرية‬ ‫يف اأواخر عام ‪ 1941‬حادثة م�شهورة يف‬ ‫تاريخه‪ ،‬ويف احلرب العاملية الثانية قامت‬ ‫غو ا �شة‬

‫‪-٣٦‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫اإيطالية باإنزال ثالث مركبات �شاريوت‬ ‫جنحت يف تدمري البارجتني كوين اإليزابيث‬ ‫وفالينت وكذا ناقلة برتول �شخمة‪.‬‬ ‫مما �شبق يت�شح اأن الغوا�شات قد دمرت‬ ‫لكال اجلانبني من ال�شفن التجارية‬ ‫واحلربية اأعداداً تزيد كثرياً عما دمرته‬ ‫الأ�شلحة البحرية الأخرى والطائرات‬ ‫جمتمعة‪ ،‬وقد بلغ جمموع اأع��داد‬ ‫الغوا�شات التابعة جلميع الدول‬ ‫ال��ت��ي ا���ش��رتك��ت يف احل��رب‬ ‫العاملية الثانية ‪ 2500‬غوا�شة‬ ‫قامت باإغراق اأك��رث من ‪22‬‬ ‫مليون طن من ال�شفن التجارية‬ ‫وبذلك كانت الغوا�شات اأحد‬ ‫الأ�شلحة احلا�شمة والبالغة‬ ‫اخل��ط��ورة يف ح���روب ال��ق��رن‬ ‫الع�شرين‪.‬‬ ‫ول جدال يف اأن تلك الدرو�س‬ ‫التاريخية مازالت قابلة للتطبيق‬ ‫بكل ما حتمله من معان يف احلروب‬ ‫القادمة خا�شة مع التقدم الهائل يف‬ ‫قدرات الغوا�شات واأ�شلحتها‪.‬‬

‫و�شائل مكافحة‬ ‫الغوا�شات التقليدية‬ ‫تتجه الدول ذات البحريات املحدودة‬ ‫اىل تدعيم قواتها البحرية بالغوا�شات‬ ‫التقليدية احلديثة؛ نظراً للدور الرئي�شي‬ ‫واملتميز لهذه الغوا�شات بني اأ�شلحة‬ ‫الردع الأخرى‪ ،‬ويف نف�س الوقت حتر�س‬ ‫هذه البحريات على امتالك و�شائل‬ ‫واأ�شلحة مكافحة الغوا�شات وتدمريها‪.‬‬ ‫اأجهزة االكت�شاف‬ ‫ال�شوتية االإيجابية‬ ‫تعتمد هذه الأجهزة على توليد موجات‬ ‫�شوتية ذات تردد معني‪ ،‬وتنت�شر هذه‬ ‫املوجات حتت �شطح املاء ب�شرعة تعادل‬ ‫�شرعة ال�شوت يف املاء ‪1500 – 1450‬‬ ‫م��رت‪ /‬ث ويف حالة ا�شطدامها باأي‬ ‫ج�شم معدين ترتد وتنعك�س وت�شتقبل‬ ‫يف اجلهاز مرة اأخرى الذي يقوم بدورة‬ ‫بتحويلها اىل موجات كهربائية ميكن‬ ‫�شمعها اأو ت�شجيلها على م�شجل خا�س‬ ‫اأو ظهورها على مبني اإليكرتوين وبهذه‬

‫الهيدرولوجية لتعر�س املوجات‬ ‫ال�شوتية اأثناء انت�شارها يف املاء‬ ‫اىل عوامل منها (درجة ال�شغط‬ ‫– العمق – امللوحة)‪.‬‬ ‫وه���ذه ال��ع��وام��ل تت�شبب يف‬ ‫انك�شار وانعكا�س وامت�شا�س‬ ‫بع�س املوجات ال�شوتية‬ ‫ لزيادة قدرة اخرتاق املوجات‬‫ال�شوتية للو�شط يجب زيادة‬ ‫اأو تقليل الرتدد وبزيادة الرتدد‬ ‫يزداد امت�شا�س املوجات يف املاء‬ ‫وي�شيع جزء كبري منها وي�شتهلك‬ ‫على هيئة طاقة حرارية مما يعمل‬ ‫على تقليل مدى الكت�شاف‬ ‫وبا�شتخدام الرتددات املنخف�شة‬ ‫يزداد انت�شار املوجات ال�شوتية‬ ‫اىل م��دى كبري ول��ك��ن ذلك‬ ‫يحتاج اىل ا�شتخدام اأجهزة ذات‬ ‫حجم كبري مما ي�شعب و�شعها‬ ‫يف وح���دات �شفن مكافحة‬ ‫الغوا�شات ال�شغرية‪.‬‬

‫الطريقة ميكن لل�شفينة اأن حتدد اجتاه‬ ‫وم�شافة الهدف ويعتمد مدى عمل‬ ‫هذه الأجهزة على خا�شية انت�شار‬ ‫ال�شوت يف املاء‪ ،‬حيث اإن هناك عوامل‬ ‫هيدرولوجية توؤثر على خوا�س هذه‬ ‫املوجات‪.‬‬ ‫وهناك عيوب لأجهزة الكت�شاف‬ ‫ال�شوتية الإيجابية تتلخ�س يف‪:‬‬ ‫ ع��دم توفر ال�شرية اأثناء البحث‬‫عن الغوا�شة املعادية‪ ،‬حيث ميكن‬

‫للغوا�شة اكت�شاف وج��ود وح��دات‬ ‫مكافحة الغوا�شات من املوجات‬ ‫ال�شوتية ال�شادرة عن اأجهزة ال�شونار‬ ‫على م�شافة �شعف م�شافة الكت�شاف‪.‬‬ ‫ زيادة زمن البحث للقطاعات وزيادة‬‫فر�س الهروب للغوا�شة الهدف اأي‬ ‫العمل على تقليل احتمال الكت�شاف؛‬ ‫نظراً ل�شغر �شرعة انت�شار املوجات‬ ‫ال�شوتية يف املاء باملقارنة ب�شرعة انت�شار‬ ‫املوجات الكهرومغناطي�شية يف الهواء‪.‬‬ ‫‪ -‬تاأثر م��دى الكت�شاف بالعوامل‬

‫وه��ن��اك ن��وع��ان م��ن اأج��ه��زة‬ ‫الكت�شاف الإيجابية هما‪:‬‬ ‫* اأجهزة ال�شونار‪:‬عبارة عن‬ ‫اأج��ه��زة تعمل على ال��روت��ني‬ ‫الإيجابي تثبت يف بدن ال�شفن‬ ‫وال��غ��وا���ش��ات وت��ع��ت��رب ه��ذه‬ ‫الأجهزة هي الو�شيلة الأ�شا�شية‬ ‫لكت�شاف وتتبع الغوا�شات‬ ‫التي تعمل حتت ال�شطح وتتاأثر‬ ‫اأجهزة ال�شونار املثبتة ببدن ال�شفينة‬ ‫بال�شو�شاء الذاتية لل�شفن مما يحد‬ ‫من اإمكانية البحث على �شرعات‬ ‫اأعلى من ال�شرعات املحددة للبحث‪،‬‬ ‫كما تتاأثر املوجات ال�شوتية التي‬ ‫ت�شدر عن هذه الأجهزة بالعوامل‬ ‫الهيدرولوجية للمنطقة التي تقلل‬ ‫من مدى اكت�شافها بدرجة كبرية‪،‬‬ ‫وقد مت التغلب على م�شكلة الأحوال‬ ‫الهيدرولوجية باختيار العمق املنا�شب‬ ‫للبحث والك��ت�����ش��اف با�شتخدام‬ ‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٣٧-‬‬

‫اأجهزة ال�شونار املتغري العمق ‪ V.D.S‬يتم اإلقاء عوامات ال�شونار الإيجابية ال�شلبية يف اكت�شافها على م�شتوى‬ ‫بال�شو�شاء الذاتية لل�شفن نظراً لبعد لتحديد اجتاهها وم�شافتها من العوامة ال�شو�شاء ال�شادرة عن الغوا�شة وبالتايل‬ ‫ميكن للغوا�شة التحكم يف كمية هذه‬ ‫بدقة والهجوم عليها‪.‬‬ ‫املذبذب عن م�شدر ال�شو�شاء‪.‬‬ ‫ال�شو�شاء ال�شادرة عنها بحيث متنع‬ ‫* عوامات ال�شونار الإيجابية‪ :‬وهي‬ ‫اكت�شاف الأجهزة لها‪ ،‬وذل��ك بال�شري‬ ‫اأجهزة االكت�شاف‬ ‫ع��وام��ات تقوم باإر�شال النب�شات‬ ‫بال�شرعات التي تعطى اأقل �شو�شاء‪.‬‬ ‫ال�شوتية ال�شلبية‬ ‫ال�شوتية التي ت�شطدم بالغوا�شة‬ ‫الهدف وترتد يف هيئة �شدى اىل نف�س وهى عبارة عن اأجهزة تقوم با�شتقبال ‪ -‬هذا النظام ي�شتخدم عند �شرعات معينة‬ ‫لل�شفينة الباحثة نف�شها؛ بحيث‬ ‫العوامة وبالتايل ميكن لهذه العوامات املوجات ال�شوتية ال�شادرة عن �شو�شاء‬ ‫تكون �شرعتها منخف�شة حتى‬ ‫اأن حت��دد م�شافة الغوا�شة الهدف حركة الغوا�شة حتت �شطح املاء وفوق‬ ‫ل توؤثر �شو�شاء �شرعتها على‬ ‫ال�����ش��ط��ح‪،‬‬ ‫كالآتي‪:‬‬ ‫الإ�شارة امل�شتقبلة وبالتايل على‬ ‫ ت�شتخدم ه��ذه ال��ع��وام��ات من وب���ذل���ك‬‫مدى الكت�شاف‪.‬‬ ‫الطائرات العمودية التي تقوم ببثها يف ميكن حتديد‬ ‫ ل ي�شاعد ه��ذا النظام‬‫املاء وزمن عمل العوامات حمدد جداً اجتاه حركة‬ ‫على حتديد وح�شاب م�شافة‬ ‫نظرا لتوقفه على عمر البطارية املجهزة ال��غ��وا���ش��ة‬ ‫الغوا�شة الهدف بطريقة دقيقة‪،‬‬ ‫ال����ه����دف‪.‬‬ ‫بها مل�شدر الطاقة‪.‬‬ ‫وهناك ثالثة اأنواع من اأجهزة‬ ‫ وت�شتخدم هذه العوامات لتحديد ومن عيوب هذا‬‫الكت�شاف ال�شوتية ال�شلبية‬ ‫موقف الغوا�شة الهدف بالدقة الالزمة النظام ‪:‬‬ ‫هي‪:‬‬ ‫والتي توفرها اإمكانية حتديد م�شافة ت��ع��ت��م��د‬ ‫حمطات اكت�شاف الغوا�شات‬ ‫العوامة الهدف وذلك بعد اكت�شافها ك����ف����اءة‬ ‫الأر�شية‪:‬‬ ‫للهجوم عليها‪ ،‬لذلك يتم البحث عن اأج���ه���زة‬ ‫وهي عبارة عن م�شتقبالت‬ ‫الغوا�شة بعوامات ال�شونار ال�شلبية الكت�شاف‬ ‫تثبت على ق��اع البحر اأو‬ ‫اأو ًل لالكت�شاف وبعد الكت�شاف ا ل�شو تية‬

‫‪-٣٨‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫تعلق من‬ ‫ع��وام��ات‬ ‫خ���ا����ش���ة‬ ‫وت��ت�����ش��ل ب��اأج��ه��زة بيان‬ ‫وحم��ط��ات حتكم م��وج��ودة يف مركز‬ ‫�شيطرة على ال�شاحل ويتم الت�شال‬ ‫عن طريق وجود كابل بحري ي�شل بني‬ ‫امل�شتقبالت واأجهزة التحكم وال�شيطرة‬ ‫على الأر�س‪ ،‬وتقوم هذه امل�شتقبالت‬ ‫با�شتقبال اإ�شارة ( �شوت الغوا�شة –‬ ‫الهدف ) وحتديد اجتاهها واإر�شال هذه‬ ‫املعلومات اىل مركز ال�شيطرة‪ ،‬حيث‬ ‫ت�شتقبل هذه الإ�شارة على اأجهزة‬ ‫بيان وت�شتخدم هذه املحطات الأر�شية‬ ‫على م�شارف القواعد واملوانئ البحرية‬ ‫واملرا�شي لكت�شاف الغوا�شات اأثناء‬ ‫اقرتابها اأو يف امل�شايق واملمرات‬ ‫املالحية التي متر خاللها الغوا�شات‬ ‫وذلك لكت�شافها اأثناء عبورها‪.‬‬ ‫عوامات ال�شونار التي ت�شتخدم من‬ ‫الطائرات‪:‬‬ ‫وهي عوامات يتم بثها يف املاء بوا�شطة‬ ‫الطائرات القائمة بالبحث بعدة طرق‬ ‫خمتلفة وعند و�شول العوامة اىل املاء‬ ‫تطفو على ال�شطح وتقوم باإنزال " مهتز‬ ‫" حتت ال�شطح ل�شتقبال ال�شو�شاء‬ ‫النا�شئة عن حركة الغوا�شة الهدف‬ ‫حتت ال�شطح ويف نف�س الوقت يتم ظهور‬ ‫هوائي ل�شلكي لأعلى فوق ال�شطح‬ ‫يعمل على الت�شال بالطائرة وذلك‬ ‫باإر�شال اإ�شارة الغوا�شة الهدف التي‬ ‫ت�شتقبلها الطائرة القائمة بالبحث‪،‬‬ ‫ويتم بعد ذلك حتديد موقع الغوا�شة‬ ‫الهدف بوا�شطة الأجهزة املوجودة‬ ‫بالطائرة‪ ،‬وت�شتخدم الطائرات عوامات‬ ‫ال�شونار بعدة طرق منها‪:‬‬ ‫‪ 1‬اإلقاء جمموعة من العوامات على‬‫حميط املنطقة املحتمل وجود الغوا�شة‬ ‫بها لتحديد موقعها‪.‬‬ ‫‪ 2‬اإل��ق��اء خ��ط��وط م��ن ال��ع��وام��ات‬‫يف املناطق املحتمل اأن توجد بها‬ ‫الغوا�شات املعادية لكت�شافها‪.‬‬

‫و يعتمد‬ ‫م���دى الك��ت�����ش��اف ل��ه��ذه‬ ‫العوامات على �شرعة الغوا�شات‬ ‫حتت �شطح امل��اء وكذلك على قوة‬ ‫بطارية العوامة نف�شها‪ ،‬وعند اكت�شاف‬ ‫الغوا�شة بوا�شطة العوامات تقوم‬ ‫الطائرات مبتابعتها باإلقاء املزيد من‬ ‫العوامات وتقوم باإر�شاد �شفن مكافحة‬ ‫الغوا�شات اىل العوامة العاملة‪.‬‬ ‫اأجهزة الهيدروفون‬ ‫املوجودة بالغوا�شات‬ ‫وه��ي عبارة عن م�شتقبالت تعمل‬ ‫على الروتني ال�شلبي ويتم تركيبها‬ ‫بالغوا�شات لكت�شاف الغوا�شات‬ ‫و�شفن ال�شطح امل��ع��ادي��ة‪ .‬وميكن‬ ‫اأن تكون ه��ذه الأج��ه��زة خم�ش�شة‬ ‫لالكت�شاف ال�شلبي فقط اأو اأن‬ ‫تكون اأجهزة �شونار تعمل بالنظامني‬ ‫ال�شلبي‪ /‬الإيجابي‪ ،‬وهي احلالة الغالبة‬ ‫ويتاأثر مدى الكت�شاف لهذه الأجهزة‬ ‫تاأثراً كبرياً بال�شو�شاء الذاتية لوحدة‬ ‫مكافحة الغوا�شات التي ت�شتخدمها‪،‬‬ ‫مما يحد من �شرعة البحث والقدرة على‬ ‫الكت�شاف‪.‬‬ ‫وهناك اأجهزة وو�شائل للك�شف منها‪:‬‬ ‫* اأجهزة الكت�شاف غري ال�شوتية‪:‬‬ ‫هي اأجهزة ك�شف الت�شوه املغناطي�شي‬ ‫اأو النحراف املغناطي�شي (‪،)MAD‬‬ ‫وحتملها الطائرات وعمودية مكافحة‬ ‫الغوا�شات‪ ،‬ومن ثم فاإنها تعمل على‬ ‫ت�شويه املجال املغناطي�شي الأر�شي‬ ‫يف منطقة وجودها وبا�شتغالل هذه‬ ‫الظاهرة الطبيعية ميكن اكت�شاف‬ ‫الغوا�شات وارتفاع طائرة البحث بهذا‬

‫النظام يرتاوح بني ‪ 50 – 30‬مرتاً ول‬ ‫ت�شتخدم هذه الأجهزة على نطاق‬ ‫وا�شع نظراً لق�شر مدى الكت�شاف‪،‬‬ ‫ول��ك��ن ت�شتخدم يف حت��دي��د موقع‬ ‫الغوا�شة الهدف التي مت اكت�شافها‬ ‫بالدقة املطلوبة للهجوم عليها‪.‬‬ ‫* اأجهزة اكت�شاف الأث��ر احل��راري‬ ‫للغوا�شة‪:‬‬ ‫وهي اأجهزة ت�شتخدم لتحديد حركة‬ ‫الغوا�شة‪ ،‬با�شتخدام الطاقة احلرارية‬ ‫وقيا�شها لأثر الغوا�شة حتى م�شافة‬ ‫‪ 10‬اأميال‪ ،‬وت�شتخدم من الطائرات‬ ‫العمودية ولكنها تتاأثر بالأحوال اجلوية‬ ‫غري املالئمة اأثناء ا�شتخدامها‪.‬‬ ‫* اأجهزة الرادار‪:‬‬ ‫بع�س ال��ط��ائ��رات و�شفن مكافحة‬ ‫الغوا�شات حتمل اأجهزة رادار خم�ش�شة‬ ‫لكت�شاف بري�شكوب الغوا�شات‬ ‫وال�شنوركل والهوائيات البارزة فوق‬ ‫�شطح املاء يف جميع الأحوال‪.‬‬ ‫* و�شائل الك�شف الإلكرتونية‬ ‫ال�شلبية‪:‬‬ ‫معظم �شفن وط��ائ��رات مكافحة‬ ‫ال��غ��وا���ش��ات حتمل م��ن الو�شائل‬ ‫الإليكرتونية ما ميكنها من اكت�شاف‬ ‫الغوا�شات عند ا�شتعمالها للرادار‪،‬‬ ‫ك��ذل��ك ميكن التقاط الإ���ش��ارات‬ ‫الال�شلكية املر�شلة من الغوا�شة‬ ‫بوا�شطة اأجهزة حتديد الجتاه بال�شفن‬ ‫وبالتايل ميكن حتديد موقع الغوا�شة‪.‬‬ ‫* اأجهزة كيماوية‪:‬‬ ‫تقوم باكت�شاف غازات العادم اخلارجة‬ ‫من ماكينات الديزل يف الغوا�شات‬ ‫التقليدية‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٣٩-‬‬

‫‪-٤٠‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٤١-‬‬

‫الحرب الإلكترونية‬

‫احلرب االإلكرتونية‬ ‫تغطي جميع م�سارح العمليات‬ ‫عميد م‪ /‬علي حلمي علواين‬

‫متثل اأعمال احلرب االإلكرتونية يف الوقت احلا�شر مكان ًا بارز ًا بني االأن�شطة‬ ‫الع�شكرية االأخرى‪ ،‬ويويل كافة االأطراف‪ ،‬من ال�شرق اأو الغرب‪ ،‬الكثري من‬ ‫االهتمام لتطوير و�شائلها واأ�شاليب ا�شتخدامها بعد اأن اأثبتت خربات احلروب‬ ‫املحدودة‪ ،‬التي تلت احلرب العاملية الثانية‪ ،‬اأهميتها‪� ،‬شواء يف الدفاع اأو‬ ‫الهجوم‪ ،‬والدليل على ذلك اأن املعدات االإلكرتونية امل�شتخدمة يف الطائرات‬ ‫املقاتلة يزيد ثمنها على ن�شف قيمة الطائرة‪.‬‬ ‫واحلرب الإلكرتونية هي اإحدى �شور ال�شراع على تطويرها‪ ،‬وحتديثها‪ ،‬با�شتمرار؛ ملواجهة‬ ‫امل�شلح‪ ،‬التي تهدف يف النهاية اإىل خلق التهديدات الإلكرتونية لأ�شلحة القتال‪ ،‬احلالية‬ ‫الظروف املنا�شبة للقوات امل�شلحة؛ لتحقيق وامل�شتقبلية‪ .‬ومن اأجل ذلك‪� ،‬شارعت دول‬ ‫الن�شر يف العمليات احلربية‪ ،‬وقد تاأ�ش�شت العامل اإىل ت�شليح خمتلف اأنواع قواتها بو�شائل‬ ‫ا�شرتاتيجية القوات امل�شلحة يف كل دول العامل احلرب الإلكرتونية‪.‬‬ ‫على اإمكانية حتقيق الن�شر على العدو بالو�شائل ومن املعروف اأن القوات امل�شلحة التي تن�شط‬ ‫املتي�شرة لديها‪ ،‬لذلك‪ ،‬فاإن احلرب الإلكرتونية اإىل الإحاطة واملعرفة باأ�شاليب عمل اأجهزة‬ ‫اأ�شبحت يف مقدمة تلك الو�شائل؛ بل اأ�شبحت العدو الإلكرتونية‪ ،‬واأماكن تواجدها وانت�شارها‪،‬‬ ‫يف مقدمة املو�شوعات التي يعكف الع�شكريون‬ ‫على درا�شتها‪ ،‬كما تعكف‬ ‫واك��ت�����ش��اف اأ�شاليب‬ ‫مراكز البحوث‬ ‫اإعاقتها اأو تعطيلها‪ ،‬ومبعنى اأ�شمل‪ ،‬ت�شتطيع‬ ‫العلمية والفنية‬ ‫اأن ت�����ش��ن حربا‬

‫‪-٤٢‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫اإلكرتونية ناجحة‪ ،‬هذه القوات حترز ميزة يف‬ ‫احلرب‪ .‬وقد تفرع عن ذلك وجود ما يعرف‬ ‫باخلداع الإلكرتوين‪ ،‬حيث ي�شعى كل طرف‬ ‫من اأطراف ال�شراع اإىل التن�شت على اأجهزة‬ ‫اخل�شم اللكرتونية‪ ،‬من اأجل ك�شف ومعرفة‬ ‫اأن�شطته الع�شكرية‪ ،‬وحجمها‪ ،‬واجتاهها‪.‬‬ ‫ومع دخول املعدات الإلكرتونية‪ ،‬وا�شتخدامها‬ ‫بتو�شع يف اجليو�س احلديثة‪ ،‬ب�شفة عامة‪ ،‬ويف‬ ‫القوات اجلوية‪ ،‬ب�شفة خا�شة؛ �شواء يف اأ�شلحة‬ ‫الهجوم‪ ،‬اأو يف نظم وو�شائل ال�شيطرة الآلية‬ ‫على القوات‪ ،‬ومع ظهور تكنولوجيا الأقمار‬ ‫ال�شناعية‪ ،‬اأخ��ذ ال�شراع بني القوات يف‬ ‫الت�شاعد‪ .‬وانطالقاً من اعتماد اأ�شلحة القتال‬ ‫احلديثة على النظم والو�شائل الإلكرتونية‪،‬‬ ‫فقد اأظهرت العمليات الع�شكرية التي وقعت‬ ‫يف ال�شنوات الأخ��رية مدى ال��دور الذي‬ ‫ميكن اأن تلعبه احلرب الإلكرتونية؛ باعتبارها‬ ‫�شالحا م�شادا‪ ،‬ميكنه التاأثري بفاعلية يف احلد‬ ‫من اإمكانات هذه الأ�شلحة واملعدات يف‬ ‫�شاحة القتال؛ ملا تتميز به احلرب الإلكرتونية‬ ‫من القدرة على تنفيذ اأعمال ال�شتطالع‬ ‫والإعاقة الإلكرتونية باأنواعها املتعددة‪� ،‬شد‬ ‫نظم وو�شائل ال�شيطرة‪ ،‬والك�شف والتوجيه‬ ‫الإلكرتونية لهذه الأ�شلحة‪.‬‬

‫ومل يخطئ ون�شتون ت�شر�شل‪ ،‬وهو يف ن�شوة‬ ‫الن�شر يف احل��رب العاملية الثانية‪ ،‬حينما‬ ‫و�شف احلرب اللكرتونية باأنها "الدرع‬ ‫وال�شيف"‪ ،‬فهي ت�شاعد على احلماية من‬ ‫اأق�شى �شور التدمري املعادي‪ ،‬كما توؤكد فاعلية‬ ‫التدمري املوؤثرة �شد اأنظمة العدو‪ ،‬من خالل‬ ‫ال�شتخدام والتطبيق الواعي للتكنولوجيا‪،‬‬ ‫وميكن اعتبارها عام ً‬ ‫ال م�شاعفا للقوة ‪Force‬‬ ‫‪.Multiplier‬‬

‫تعريف ومفهوم احلرب االإلكرتونية‬ ‫احلرب الإلكرتونية هي جمموعة الإجراءات‬ ‫الإلكرتونية املت�شمنة ا�شتخدام بع�س النظم‬ ‫والو�شائل الإلكرتونية ال�شديقة يف ا�شتطالع‬ ‫الإ�شعاع الكهرومغناطي�شي ال�شادر من‬ ‫نظم‪ ،‬وو�شائل‪ ،‬ومعدات العدو الإلكرتونية‬ ‫املختلفة‪ ،‬مع ال�شتخدام املتعمد للطاقة‬ ‫الكهرومغناطي�شية يف التاأثري على هذه النظم‬ ‫والو�شائل ملنع اأو حرمان‪ ،‬اأو تقليل ا�شتغالل‬ ‫العدو للمجال الكهرومغناطي�شي‪ ،‬ف�ش ًال عن‬ ‫حماية املوجات الكهرومغناطي�شية ال�شادرة‬ ‫من النظم والو�شائل الإلكرتونية ال�شديقة‬ ‫من ا�شتطالع العدو لها‪ ،‬اأو التاأثري عليها‪.‬‬ ‫وان��ط��الق �اً م��ن ه��ذا التعريف للحرب‬ ‫الإلكرتونية‪ ،‬ف�اإن مفهوم هذه احل��رب هو‬ ‫جمموعة الإج���راءات التي تنفذ بغر�س‬ ‫ال�شتطالع الإلكرتوين للنظم والو�شائل‬ ‫الإلكرتونية املعادية امل�شتخدمة يف القيادة‬ ‫وال�شيطرة على القوات‪ ،‬وامل�شتخدمة يف‬ ‫الك�شف‪ ،‬والتوجيه‪ ،‬والتحكم لأ�شلحة‬ ‫ال��ق��ت��ال‪ ،‬واإخ����الل عمل ه��ذه النظم‬ ‫والو�شائل الإلكرتونية‪ ،‬ومقاومة ال�شتطالع‬ ‫الإلكرتوين املعادي‪ ،‬وحتقيق ا�شتقرار عمل‬ ‫النظم الإلكرتونية ال�شديقة‪ ،‬حتت ظروف‬ ‫ا�شتخدام العدو لأع��م��ال ال�شتطالع‪،‬‬ ‫والإعاقة الإلكرتونية‪ ،‬وعدم التعار�س مع‬ ‫البث الكهرومغناطي�شي ال�شديق‪.‬‬

‫امل�شرح احلقيقي للحرب الإلكرتونية؛ اإذ‬ ‫يتنازع كل طرف من الأطراف املتحاربة على‬ ‫ا�شتغالل هذا املجال مل�شلحته‪ .‬ولذلك‪،‬‬ ‫متتد م�شارح احل��رب الإلكرتونية من قاع‬ ‫املحيطات‪ ،‬حتى الف�شاء اخل��ارج��ي؛ اإذ‬ ‫ي�شتخدم فيها خمتلف ال ُن ُظم الإلكرتونية‪:‬‬ ‫املراقبة‪ ،‬والك�شف‪ ،‬والقيادة وال�شيطرة‪،‬‬ ‫والإعاقة‪ ،‬واخلداع‪ ،‬ور�شد الأهداف‪ ،‬وتوجيه‬ ‫الأ�شلحة‪ .‬وميكن تو�شيح م�شارح احلرب‬ ‫اللكرتونية فيما يلي‪:‬‬ ‫~ م�شرح العمليات البحرية‪:‬‬ ‫مبقدور ال�شفن احلربية والغوا�شات اإ�شابة‬ ‫م�شارح احلرب االإلكرتونية‬ ‫اأهدافها خلف الأفق‪ ،‬مبعاونة ُن ُظم ال�شتطالع‬ ‫اإذا ك��ان ال��رب‪ ،‬والبحر‪ ،‬واجل��و‪ ،‬والف�شاء الإلكرتوين املتط ِّورة‪ ،‬املحمولة ج��واً‪ ،‬ويف‬ ‫اخلارجي‪ ،‬هي امل�شارح التقليدية للحرب‪ ،‬الف�شاء اخل��ارج��ي‪ ،‬واملت�شلة بوحدات‬ ‫ف ُي َع ّد حيز املجال الكهرومغناطي�شي هو الأ�شطول‪ ،‬كما اأنه مبقدور وحدات مكافحة‬

‫الغوا�شات من طائرات و�شفن وغوا�شات‬ ‫م�شح قاع البحار واملحيطات با�شتخدام اأجهزة‬ ‫ال�سونار ‪ Sonar‬للك�شف عن الغوا�شات‪،‬‬ ‫والألغام البحرية املعادية يف الأعماق‪.‬‬ ‫~ م�شرح العمليات اجلوية‪:‬‬ ‫نظم الإنذار املبكر والتوجيه املحمولة جوا‬ ‫تبلغ فوراً عن اأي اخرتاق معادي‪ ،‬وتوجه‬ ‫املقاتالت لإ�شابة اأهدافها يف اجلو بدقة‪ ،‬كما‬ ‫تراقب ُنظم ال�شتطالع الإلكرتوين املحمولة‬ ‫جواً الأو�شاع والتحركات املعادية يف م�شرح‬ ‫العمليات‪ ،‬وتخطر غرف العمليات املركزية‬ ‫بها اأو ًل باأول‪.‬‬ ‫~ م�شرح العمليات الربية‪:‬‬ ‫مبقدور بواعث الأ�شعة حتديد الأهداف بدقة‪،‬‬ ‫با�شتخدام نظم تقدير امل�شافة بالليزر‪ ،‬وتوجيه‬ ‫الأ�شلحة لإ�شابتها بدقة عالية‪ ،‬وبف�شل‬ ‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٤٣-‬‬

‫ا�شتخدام نظم الذخرية دقيقة التوجيه‪،‬‬ ‫بالرادار‪ ،‬اأو الليزر‪ ،‬اأو التليفزيون‪ ،‬اأو الأ�شعة‬ ‫حتت احلمراء‪ ،‬تتجه القذائف املوجهة عن بعد‬ ‫نحو اأهدافها لتدمريها بن�شبة خطاأ ل يتعدى‬ ‫ع�شرات الأق��دام‪ .‬وتتطلب اآلية املعركة‬ ‫احلديثة كذلك ا�شتخدام م�شت�شعرات ذات‬ ‫تاأثري مغناطي�شي‪ ،‬اأو ح��راري‪ ،‬اأو �شوتي‪،‬‬ ‫اأو �شوئي‪ ،‬للك�شف عن اأو�شاع وحتركات‬ ‫القوات والأ�شلحة واملعدات يف ميدان‬ ‫القتال‪ .‬وت�شم هذه امل�شت�شعرات �شبكة‬ ‫حوا�شب اإلكرتونية‪ ،‬تر�شد املعلومات عن‬ ‫الأه��داف‪ ،‬وحتللها‪ ،‬وتوجه نريان الأ�شلحة‬ ‫نحوها لتدمريها‪.‬‬ ‫~ م�شرح العمليات الف�شائية‪:‬‬ ‫م��ك��ن م��واج��ه��ة اأع��م��ال ال�شتطالع‬ ‫الإلكرتوين‪ ،‬التي تتم من الف�شاء بوا�شطة‬ ‫الأقمار ال�شناعية بالتو�شع يف ا�شتخدام‬ ‫�شبكة كابالت الألياف ال�شوئية‪ ،‬بد ًل من‬ ‫اأنظمة امليكروويف يف �شبكة الت�شالت‬ ‫ال�شرتاتيجية‪ ،‬ملا لها من مميزات‪ ،‬من حيث‬ ‫الكثافة الإ�شارية العالية‪ ،‬ولتاليف اأنظمة‬ ‫امليكروويف ذات الأبراج العالية‪ ،‬مما يعر�شها‬ ‫للر�شد والتدمري‪ ،‬وكذلك التن�شت والإعاقة‪.‬‬ ‫وميكن اإخفاء القوات والأهداف احليوية �شد‬ ‫جميع اأنواع امل�شت�شعرات التي ي�شتخدمها‬ ‫القمر ال�شناعي‪ ،‬وذلك با�شتخدام �شباك‬

‫‪-٤٤‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫التمويه � الدخان � الطالءات اخلا�شة �‬ ‫املواد املا�شة � املواد امل�شتتة � الإيرو�شولت‪،‬‬ ‫مع التو�شع يف اأعمال اخلداع الإلكرتوين‬ ‫املتكامل للمواقع‪ ،‬والأهداف احليوية‪.‬‬ ‫وبالطبع‪ ،‬ميكن مواجهة اأقمار التج�ش�س‬ ‫بتدمريها يف مداراتها‪ ،‬وهذه الإمكانية ل‬ ‫تتوفر اإل يف الدول التي متتلك م�شروعات‬ ‫يف الف�شاء‪ ،‬فيوجد لدى الوليات املتحدة‬ ‫الأمريكية نظام ‪ ،ASAT‬ول��دى رو�شيا‬ ‫الحتادية نظام‪ ، Blunder Buss‬و ُتعد و�شائل‬ ‫الدفاع اجلوي التقليدية‪ ،‬غري ذات جدوى‪،‬‬ ‫لتدمري تلك الأقمار‪ ،‬نظراً لرتفاع مداراتها‬ ‫(‪ 300-150‬كم) يف الف�شاء اخلارجي‪.‬‬ ‫اأق�شام احلرب االإلكرتونية‬ ‫تعتمد احل���رب الإل��ك��رتون��ي��ة على‬ ‫ا�شتخدام و�شائل ونظم اإلكرتونية تتيح‬ ‫ا�شتغالل احليز الكهرومغناطي�شي ل�شالح‬ ‫طرف‪ ،‬وحرمان اأو خداع الطرف الآخر‬ ‫عن ا�شتغالل هذا احليز‪ ،‬وهو ما اأدى اإىل‬ ‫تق�شيم احلرب الإلكرتونية اإىل الأق�شام‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬الإجراءات الإلكرتونية امل�شادة‪ ،‬وهي‬ ‫تعني تنفيذ الأعمال الآتية‪:‬‬ ‫~ اأعمال ال�شتطالع الإلكرتوين‪ ،‬وهو‬ ‫ما يطلق عليه امل�شاندة الإلكرتونية‪.‬‬

‫~ اأعمال الإعاقة الإلكرتونية‪ ،‬الإيجابية‬ ‫وال�شلبية‪.‬‬ ‫~ اأعمال التدمري للنظم والو�شائل‬ ‫واملعدات الإلكرتونية املعادية‪.‬‬ ‫‪ -2‬الإج����راءات الإلكرتونية امل�شادة‬ ‫لإج���راءات احل��رب الإلكرتونية املعادية‬ ‫‪Counter‬‬

‫‪Counter‬‬

‫‪Electronic‬‬

‫‪ ، Measures: ECCM‬وهي تعني التاأمني‬ ‫الإلكرتوين للنظم‪ ،‬والو�شائل الإلكرتونية‬ ‫ال�شديقة من اأعمال احلرب الإلكرتونية‬ ‫املعادية‪ ،‬وت�شتمل على ما يلي‪:‬‬ ‫~ اإجراءات مقاومة ال�شتطالع الإلكرتوين‬ ‫املعادي‬ ‫~ وقاية النظم والو�شائل واملعدات‬ ‫الإلكرتونية ال�شديقة من الإعاقة الإلكرتونية‬ ‫املعادية ومن و�شائل التدمري املعادية املوجهة‬ ‫اإلكرتونياً‪ ،‬اأو امل�شادة مل�شادر الإ�شعاع‬ ‫الكهرومغناطي�شي‪.‬‬ ‫~ اخلداع الإلكرتوين‪.‬‬ ‫‪ -3‬املراقبة الإلكرتونية لالإ�شعاعات‬ ‫الكهرومغناطي�شية ال�شديقة‪ ،‬وهي تعني‬ ‫الآتي‪:‬‬ ‫* منع التداخل بني النظم والو�شائل‬ ‫الإلكرتونية ال�شديقة‪ ،‬حيث اإن ع��دداً‬ ‫كبرياً منها يعمل يف م�شاحات حمددة‪ ،‬يف‬ ‫وقت واحد‪ ،‬وبكثافة عالية‪ ،‬اأو قد يحدث‬

‫هذا التداخل لعدم التزام بع�س القوات‪،‬‬ ‫بتعليمات التاأمني الإلكرتوين يف ت�شغيل‬ ‫النظم والو�شائل الإلكرتونية‪ ،‬مثل ا�شتخدام‬ ‫اإح���دى ال��وح��دات ت���رددات ل�شلكية‬ ‫خم�ش�شة لوحدة اأخرى؛ فيحدث التداخل‬ ‫الكهرومغناطي�شي‪.‬‬ ‫مهام احلرب االإلكرتونية‬ ‫للحرب الإلكرتونية اأربع مهام رئي�شية‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫‪ -1‬اكت�شاف و�شائل العدو الإلكرتونية‬ ‫ويتمثل ذلك يف ا�شتغالل خا�شية املعدات‬ ‫الإلكرتونية التي ت�شدر عنها اإ�شعاعات‬ ‫اأو ذبذبات‪ ،‬الأم��ر الذي ميكن من تطوير‬ ‫معدات للتقاط وا�شتقبال هذه الإ�شعاعات‬ ‫والذبذبات‪ .‬وه��ذه املعدات اإم��ا ثابتة اأو‬ ‫حممولة على مركبات‪ ،‬اأو حممولة جواً اأو‬ ‫بحراً‪ ،‬اأو مزودة بها اأقمار التج�ش�س‪ ،‬اأو يحملها‬ ‫اجلوا�شي�س ورجال املخابرات‪ .‬وينبغي اأن‬ ‫يتوفر لهذه املعدات عدة خ�شائ�س‪ ،‬منها‬ ‫اأن تعمل حتت كافة الظروف والأجواء‪ ،‬واأن‬ ‫يكون مدى عملها يف الك�شف بعيداً‪ ،‬واأن‬ ‫يتوفر لها خفة احلركة وال�شرية‪ ،‬وي�شعب‬ ‫ك�شفها بوا�شطة العدو‪.‬‬ ‫وي�شار اإىل اأنه يف بداية احلرب العاملية الأوىل‪،‬‬ ‫وحتديدا يف معركة "تاننربج"‪ ،‬يف اأغ�شط�س‬ ‫‪ ،1914‬متكن اجلي�س الأملاين من هزمية اجلي�س‬ ‫الرو�شي الثاين‪ ،‬وكان العامل الرئي�شي يف‬

‫الهزمية هو ا�شتخدام قادة اجلي�س الرو�شي‬ ‫اجلهاز الال�شلكي‪ ،‬كاأي هاتف تقليدي‪،‬‬ ‫حيث كان يتم مترير التعليمات والأوام��ر‬ ‫بكل و�شوح‪ ،‬فتمكن الأملان من اعرتا�شها‪،‬‬ ‫واأ�شبحوا يتوقعون �شلفاً حتركات القوات‬ ‫الرو�شية‪ ،‬وكان نتيجة لذلك اأن فقد الرو�س‬ ‫‪ 125‬األف رجل و ‪ 500‬مدفع‪ ،‬يف حني فقد‬ ‫الأملان ‪ 15‬األف رجل فقط‪ ،‬فما كان من قائد‬ ‫اجلي�س الثاين الرو�شي اإل اأن اأطلق النار على‬ ‫نف�شه‪.‬‬ ‫ويقوم النظام الأملاين "ل�س" ‪ LAS‬مبراقبة‬ ‫م�شاحات وا�شعة‪ ،‬وتنطلق ن�شاطاته من مراكز‬ ‫ثابتة‪ ،‬اأو �شبه ثابتة‪ ،‬اأو متحركة‪ ،‬عن طريق‬ ‫ا�شتغالل البث الراداري من اأجل التحذير‬ ‫املبكر‪ ،‬وامل�شاعدة يف اكت�شاف اأي اخرتاق‬ ‫معا ٍد على طول املناطق احلدودية‪ ،‬ويعمل‬ ‫هذا النظام على ثالثة م�شتويات رئي�شية‪،‬‬ ‫هي‪:‬‬ ‫اأو َل‪ :‬اعرتا�س الت�شالت الال�شلكية‪،‬‬ ‫ويعرف ذلك بلفظ "كومنت" ‪COMMINT‬‬ ‫‪ ، :Communication Intelligence‬اأي‬ ‫التج�ش�س على الت�شالت الال�شلكية‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬اعرتا�س البث ال���راداري‪ ،‬ويطلق‬ ‫عليه "ايلنت" ‪ELINT : Electronic‬‬ ‫‪ ، Intelligence‬اأي التج�ش�س الإلكرتوين‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬اكت�شاف النتهاكات احلدودية؛ �شواء‬ ‫عن طريق نقل الأف��راد‪ ،‬اأو املعدات عرب‬

‫احلدود‪ ،‬وينفذ ذلك بو�شاطة اأنواع معينة من‬ ‫امل�شت�شعرات التي تبث يف تلك املناطق؛‬ ‫مثل ال���رادارات ق�شرية امل��دى‪ ،‬واأجهزة‬ ‫التليفزيون‪ ،‬وامل�شت�شعرات الأر�شية‪.‬‬ ‫‪ -2‬منع العدو من اكت�شاف الو�شائل‬ ‫الإلكرتونيةويتبع يف هذا املجال نوعان‬ ‫من الإج��راءات‪ ،‬بع�شها ذو طبيعة �شلبية‪،‬‬ ‫والبع�س الآخر ذو طبيعة اإيجابية‪ ،‬ويدخل‬ ‫�شمن الإجراءات ال�شلبية ما يلي‪:‬‬ ‫ الإخفاء وال�شمت الال�شلكي‪ ،‬ويوجد‬‫العديد من هذه الإجراءات‪ ،‬منها ا�شتخدام‬ ‫اأقل طاقة يف الإر�شال الال�شلكي لإجراء‬ ‫الت�شال‪ ،‬اأو ا�شتخدام اأجهزة الت�شال‬ ‫ذات املوجات الق�شرية جداً‪ ،‬اأو ا�شتخدام‬ ‫الهوائيات املوجهة‪ ،‬اأو الن�شباط عند اإجراء‬ ‫ات�شالت ل�شلكية عن طريق تقليل وتق�شري‬ ‫ف��رتات الإر���ش��ال‪ ،‬اأو املناورة بالرتددات‬ ‫وال�شبكات الال�شلكية‪.‬‬ ‫ تدابري اخلداع الإلكرتوين‪ :‬ويجرى ذلك‬‫عن طريق بث موجات ل�شلكية جلذب انتباه‬ ‫العدو لأمر غري حقيقي‪ ،‬اأو التظاهر بوجود‬ ‫وحدات يف موقع ما على خالف احلقيقة‪.‬‬ ‫ومثل هذه الإجراءات امل�شللة قد توحي ببدء‬ ‫هجوم يف حني اأن اإجراءات الن�شحاب جتري‬ ‫على قدم و�شاق‪ .‬ومن هذه التدابري اأي�شا‪،‬‬ ‫الإج��راءات املقيدة ل�شتخدام الو�شائل‬ ‫الإلكرتونية اأثناء التح�شري لعملية ع�شكرية‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٤٥-‬‬

‫ تدابري التخفية الرادارية‪ :‬ومنها تقليل‬‫فرتات عمل الأجهزة الرادارية‪ ،‬اأو ت�شغيلها‬ ‫باأقل طاقة ممكنة‪ ،‬اأو املناورة باأماكن متركز‬ ‫حمطات الرادار والتو�شع يف املواقع التبادلية‪.‬‬ ‫ويعترب من قبيل التدابري الإيجابية ملنع العدو‬ ‫من ك�شف الو�شائل الإلكرتونية ما يلي‪:‬‬ ‫ تدابري التداخل والإعاقة لأجهزة العدو‬‫الإلكرتونية عن طريق ا�شتخدام العديد‬ ‫من الو�شائل‪ ،‬من بينها بث موجات ب�شكل‬ ‫متقطع على موجات العدو‪ ،‬وتكوين نوع من‬ ‫ال�شباب الإلكرتوين بنرث �شرائح معدنية يف‬ ‫اجلو بوا�شطة طائرات‪.‬‬ ‫ تدمري الو�شائل الإلكرتونية للعدو عن‬‫طريق حتديد موقعها‪ ،‬وتوجيه اأدوات القتال‬ ‫لتدمريها‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإعاقة الو�شائل الإلكرتونية للعدو‬ ‫ويتم ذلك من خالل جمموعة التدابري‪ ،‬ذات‬ ‫الطابع الإيجابي اأو ال�شلبي‪ ،‬التي ت�شتهدف‬ ‫اإعاقة معدات وجتهيزات العدو الإلكرتونية‬ ‫اأثناء العمليات‪ ،‬وداخ��ل م�شارحها‪ ،‬ويف‬ ‫ميادين قتالها‪ ،‬ومن هذه التدابري‪:‬‬ ‫ اأعمال موجهة �شد اأجهزة العدو الرادارية‬‫عن طريق بث راداري �شدها بقوة تفوق‬ ‫‪-٤٦‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫قوتها‪ ،‬بدرجة تعوقها عن اأداء عملها‪ .‬وهذه‬ ‫التدابري متاثل التدابري الإيجابية امل�شتخدمة‬ ‫يف منع ال��ع��دو م��ن اكت�شاف الأج��ه��زة‬ ‫الإلكرتونية ال�شديقة‪.‬‬ ‫ اأعمال اإعاقة �شلبية‪ ،‬ت�شتهدف توليد‬‫انعكا�شات كاذبة‪ ،‬لت�شليل العدو من ك�شف‬ ‫الرتددات ال�شحيحة لالأجهزة الإلكرتونية‬ ‫ال�شديقة‪ ،‬ومنها نرث رقائق من مادة عاك�شة يف‬ ‫اجلو‪ ،‬فتن�شئ نوعا من "ال�شباب الإلكرتوين"‬ ‫مينع اكت�شاف الأهداف ال�شديقة‪.‬‬ ‫ ا�شتخدام تقانة التخفي والت�شرت عن طريق‬‫ا�شتخدام املواد املا�شة لالإ�شعاعات الرادارية‬ ‫ملنع اأجهزة العدو الإلكرتونية من ك�شف‬ ‫ور�شد املعدات الإلكرتونية ال�شديقة‪ ،‬املزودة‬ ‫بها الأ�شلحة ونظم الت�شلح وو�شائل نقلها من‬ ‫طائرات و�شواريخ‪ ،‬وت�شتخدم هذه التقانة‬ ‫احلديثة يف طائرات الت�شلل‪.‬‬ ‫ ن��رث اأج���ه���زة متلقية وم�شتجيبة‬‫‪ Transponders‬يف اجلو‪ ،‬لها خا�شية تلقي‬ ‫موجات ال��رادار وعك�شها كموجات اإعاقة‬ ‫اإىل م�شدرها‪ .‬ويجري حالياً تطوير اأنظمة‬ ‫اإعاقة تعمل ب�شورة تلقائية‪ ،‬دون حاجة اإىل‬ ‫ا�شتعادتها‪ ،‬وهي عبارة عن جهاز ا�شتقبال‬

‫للبث املعادي‪ ،‬وجهاز لتحليله وحتديد هويته‬ ‫واختيار اأ�شلوب الإعاقة املنا�شب‪ ،‬ثم القيام‬ ‫بالإعاقة‪.‬‬ ‫ اأع��م��ال موجهة �شد اأج��ه��زة العدو‬‫الال�شلكية‪ ،‬عن طريق توجيه موجات قوية‬ ‫على الرتددات الال�شلكية للخ�شم‪ ،‬لإحداث‬ ‫�شو�شاء متنعه من ا�شتخدام هذه الأجهزة‪.‬‬ ‫بيد اأن اإدخال الأقمار ال�شناعية املخ�ش�شة‬ ‫لالت�شالت داخل ميادين القتال قلل من‬ ‫فاعلية هذه الأجهزة‪.‬‬ ‫ اأعمال موجهة �شد اأجهزة العدو التي‬‫تعمل بالأ�شعة حتت احلمراء‪ .‬ومن املعروف‬ ‫اأن التقانة اأوجدت اأجهزة توجيه تزود بها‬ ‫ال�شواريخ‪ ،‬عبارة عن م�شت�شعر يلتقط الأ�شعة‬ ‫حتت احلمراء التي ت�شدر عن حمركات‬ ‫الطائرات‪ ،‬اأو اأي و�شيلة قتال اأخرى‪ ،‬ثم يوجه‬ ‫ال�شاروخ اإىل م�شدر احل��رارة‪ .‬ويف �شبيل‬ ‫اإعاقة عمل جهاز التوجيه املزود به ال�شاروخ‬ ‫يجري اإطالق م�شدر حراري خلف الهدف‬ ‫ال�شديق لت�شليل جهاز التوجيه وجذبه‬ ‫اإليه‪ ،‬بدل من التوجه اإىل م�شدر احلرارة‪ ،‬يف‬ ‫الطائرة‪ ،‬مثال‪ .‬ويجري حالياً تطوير مولدات‬ ‫الأ�شعة حتت احلمراء التي يتم نرثها حول‬

‫الهدف‪ ،‬وتكون ترددات موجات املولد مماثلة‬ ‫لرتددات موجات الهدف‪ ،‬جلذب ال�شاروخ‬ ‫واإبعاده عن الهدف‪.‬‬ ‫وبالإ�شافة اإىل الرقائق املعدنية‪ ،‬وم�شاعل‬ ‫الأ�شعة حتت احلمراء‪ ،‬وال�شراك الأخرى‪،‬‬ ‫فاإنه يتم تزويد الطائرات وال�شفن اأحيانا‬ ‫مبعدات اإعاقة رادارية‪ ،‬واأخرى لالإعاقة على‬ ‫الأ�شعة حتت احلمراء‪ ،‬واإن كان حتى الآن‬ ‫مل يتم ا�شتخدام هذه الأنواع مع الدبابات‪.‬‬ ‫ووحدات الإر�شال بهذه النظم تعترب كبرية‬ ‫احلجم ن�شبياً‪ ،‬بالإ�شافة اإىل اأن فعالية الأطوار‬ ‫الأوىل من اأجهزة الإعاقة لالأ�شعة حتت‬ ‫احلمراء تقت�شر‪ -‬اإىل حد كبري‪ -‬على مواجهة‬ ‫ال�شواريخ ذات امل�شت�شعرات احلرارية‬ ‫الب�شيطة ن�شبياً‪ ،‬والأمر يتطلب نظماً اأكرث‬ ‫تطوراً‪ ،‬بحيث ميكنها مواجهة الأ�شلحة التي‬ ‫ت�شتخدم م�شت�شعرات ال�شور احلرارية‪.‬‬ ‫ومن عيوب اأجهزة الإعاقة لالأ�شعة حتت‬ ‫احلمراء اأنها رمبا تك�شف عن مواقع الدبابات‬ ‫املجهزة بها‪ ،‬وكذلك‪ ،‬فاإن جهاز الإعاقة‬

‫الرادارية قد يتعر�س لل�شواريخ الباحثة عن‬ ‫الإ�شعاع الراداري‪ ،‬ولذلك‪ ،‬فاإنه يجب اأن‬ ‫يعمل مرتبطاً بنظام ال�شتطالع اللكرتوين‪،‬‬ ‫الذي يقوم بالتقاط وحتليل �شعاع الرادار‬ ‫ال�شاقط‪ ،‬بحيث يتم توليف الإعاقة على‬ ‫الرتدد املنا�شب‪.‬‬ ‫ اأعمال موجهة اإىل اأجهزة العدو‪ ،‬التي تعمل‬‫بالليزر‪ ،‬مثل اأجهزة تقدير امل�شافة وبع�س‬ ‫ال�شواريخ التي توجه بالليزر‪ ،‬وهي ت�شبه‬ ‫التدابري املوجهة �شد معدات العدو‪ ،‬التي‬ ‫تعمل بالرادار‪ .‬وتقوم هذه التقانة على اإطالق‬ ‫طاقة عالية ال�شدة يف اجتاه هدف كاذب‪،‬‬ ‫بحيث يتجه ال�شاروخ باجتاه م�شار ال�شعاع‬ ‫املنعك�س عن هذا الهدف لكونه اأكرث �شدة‪.‬‬ ‫ويجري حالياً تطوير اأ�شاليب اإعاقة لأ�شعة‬ ‫الليزر املنطلقة لتدمري الهدف واملوجهة اإىل‬ ‫اأجهزته احل�شا�شة‪ ،‬اإما بت�شليل هذه الأجهزة‬ ‫واإما باإطالق دخان حولها‪ ،‬بحيث ي�شعب‬ ‫نفاذ ال�شعاع من خالل هذا الدخان‪.‬‬ ‫‪ -4‬تدابري منع العدو من اإعاقة املعدات‬

‫الإلكرتونية ال�شديقة‪ :‬وهذه التدابري يف‬ ‫حقيقتها اأعمال م�شادة لتدابري الإعاقة‪،‬‬ ‫وه��ي تعرف با�شم التدابري امل�شادة‬ ‫لالإجراءات الإلكرتونية امل�شادة‪ ،‬وهي‬ ‫تاأخذ اأحد �شكلني‪:‬‬ ‫اإما تدابري متاثل التدابري امل�شتخدمة يف‬ ‫مهمة منع العدو من اكت�شاف الو�شائل‬ ‫الإلكرتونية ال�شديقة‪ ،‬واإما تدابري تعترب‬ ‫اإحدى مكونات نظام الت�شليح‪ ،‬ومثالها‬ ‫اأجهزة تغيري ال��رتددات يف ال��رادارات‬ ‫احلديثة بطريقة ع�شوائية‪ ،‬ومبعدل تغيري‬ ‫�شريع‪ ،‬بحيث ي�شعب على اأجهزة‬ ‫الإع��اق��ة متابعة ك�شف ال���رتددات‬ ‫واإعاقتها‪.‬‬ ‫ومن املعروف اأن هذه التدابري تعترب‬ ‫من الأم��ور ذات درج��ة �شرية عالية‪،‬‬ ‫توؤمن عدم ت�شربها اأو معرفتها‪ ،‬وهي‬ ‫اأي�شاً اأحد جمالت ال�شراع بني اأجهزة‬ ‫ال�شتخبارات‪ ،‬التي حت��اول معرفتها‬ ‫والتو�شل اإىل التقانة التي تعتمد عليها‪.‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٤٧-‬‬

‫‪-٤٨‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٤٩-‬‬

‫ناقالت الجنود‬

‫الأهمية املتزايدة لعربات نقل اجلنود وعوامل حمايتها‬ ‫اإعداد ‪ /‬ح�سن فوؤاد غبري‬

‫منذ بداية احلرب العاملية الثانية تزداد يوم ًا بعد يوم اأهمية العربات ناقلة‬ ‫اجلنود‪ ،‬بحيث �شارت جزء ًا اأ�شا�شي ًا من ت�شليح القوات الربية يف جميع‬ ‫جيو�س العامل‪ ،‬وجميع املركبات ناقلة اجلنود حتولت عملي ًا اإىل مركبات‬ ‫قتال باالإ�شافة اإىل مهامها كناقلة جنود‪ ،‬بحيث ت�شتمر عمليات تطوير طرز‬ ‫ناقالت اجلنود لتزداد خفة ومرونة وقدرات قتالية‪ ،‬و�شارت ت�شتعمل اأي�شا‬ ‫يف عمليات اإخالء اجلرحى وكعربات نريان مبا�شرة‪ ،‬والأننا لن ن�شتطيع‬ ‫تعداد كافة اأنواع ناقالت اجلنود من العربات‪ ،‬نكتفي بالتوقف باالإ�شارة‬ ‫اإىل بع�شها كاأمثلة‪.‬‬ ‫الناقلة ‪BTR‬‬

‫تعترب العربة ‪ BTR‬من اأ�شهر عربات نقل اجلنود‪،‬‬ ‫والتي مازالت م�شتعملة يف الدول التي كانت‬ ‫تتعامل مع الحتاد ال�شوفييتي ال�شابق‪ ،‬واأول‬ ‫منوذج لها حمل ت�شمية ‪ BTR- 50 P‬كعربة‬ ‫قتال للم�شاة برمائية يتاألف طاقمها من فردين‬ ‫وت�شتطيع نقل ع�شرين جندياً‪ ،‬وتت�شلح بر�شا�س‬ ‫عيار ‪ 62 .7‬ملم وب� ‪ 1250‬طلقة من نف�س العيار‪،‬‬ ‫ويرتاوح �شمك تدريعها بني ‪ 10‬و‪� 6‬شم‪ ،‬وقد‬ ‫تواىل التطوير على هذه العربة‪ ،‬فظهرت ناقلة‬ ‫اجلند املدرعة ‪ BTR-60 P‬يف عام ‪ 1960‬لفرق‬ ‫‪-٥٠‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫امل�شاة املحمولة وتتميز ب�شرعة عجالتها على‬ ‫الطرق‪ ،‬وللناقلة ثمانية عجالت‪ ،‬ت�شتمد دفعها‬ ‫من املحرك‪ ،‬وت�شتعمل الأربعة الأمامية منها يف‬ ‫التوجيه‪ ،‬اإذ ي�شاعد املقود على تخفيف العبء‬ ‫عن ال�شائق؛ ُّ‬ ‫وكل منها مزودة باإطار مركزي‪،‬‬ ‫لتنظيم ال�شغط تنظيماً‪ ،‬ي�شمح لل�شائق ب�شبط‬ ‫�شغط الإطارات‪ ،‬مبا يالئم طبيعة الأر�س‪ ،‬التي‬ ‫ت�شري عليها العربة‪ ،‬وهناك اأبواب �شغرية‪ ،‬على‬ ‫ِّ‬ ‫كل جانب من الناقلة‪ ،‬هي فتحات للرماية وهي‬ ‫م�شلحة بر�شا�س «دو�شكا»‪ ،‬من عيار ‪ 12.7‬مم؛‬ ‫اإ�شافة اإىل ر�شا�شات من عيار ‪ 7.62‬مم‪ .‬ثم ظهر‬

‫النموذج التايل ‪ ،BTR-60 PK‬من هذه الناقلة‪،‬‬ ‫بحجرة للم�شاة مغلقة كلية‪ ،‬وجمهزة بنظام للوقاية‪،‬‬ ‫النووية‪ ،‬تاله النموذج ‪ BTR-60‬م�شلحاً‬ ‫بالر�شا�س‪ ،BLT‬من عيار ‪ 7.62‬مم‪ ،‬املتحد املحور‬ ‫بها‪ ،‬وقد روعي يف النموذج الأخري تقليل التدريع‬ ‫حيث تراوح بني ‪ 9‬و ‪ 5‬ملم‪ .‬وبعد نهاية احلرب‬ ‫العاملية الثانية ظهر النموذج ‪ ،BTR-152‬وحيث‬ ‫متيزت العربة يف هذا النموذج بتزويدها باآلة رفع‪،‬‬ ‫يف مقدمتها؛ وبجهاز مركزي‪ ،‬لتغيري �شغط الهواء‬ ‫يف الإطارات‪ ،‬مزوداً باأنابيب هوائية‪ ،‬اأما النموذج‬ ‫الثالث ‪ ،BTR-152 F2‬فلم يزود باآلة رفع؛ واإمنا‬ ‫ز ِّود باأنابيب هوائية داخلية‪ ،‬لتغيري �شغط الهواء يف‬ ‫الإطارات‪.‬‬ ‫وز ِّود النموذج الرابع‪ ،BTR- F3‬باآلة رفع‪ ،‬يف‬ ‫مقدمته؛ وباأنابيب داخلية؛ وبجهاز للقيادة الليلية‪،‬‬ ‫يعمل بالأ�شعة حتت احلمراء‪ .‬اأما النوع ‪BTR-‬‬ ‫‪ ،152 U‬فهو عربة قيادة‪� ،‬شقفها مرتفع‪ ،‬ي�شمح‬ ‫ل�شباط الأركان بالعمل وقوفاً‪ ،‬وحتمل مولداً‪،‬‬ ‫ل�شحن الأجهزة الال�شلكية الإ�شافية الالزمة‪،‬‬ ‫وثمة نوع اآخر من العربة‪ ،BTR-152‬م�شاد‬

‫للطائرات‪ ،‬ومعروف بالنوع‪BTR-152 A‬؛ وهو‬ ‫ثقيلني‪ ،‬من عيار ‪ 14.5‬مم‪ ،‬من‬ ‫م�شلح بر�شا�شَ ني َ‬ ‫النوع‪ ،LBV‬مرك َبني يف برج‪ ،‬يتحرك يدوياً‪،‬‬ ‫ويدور دورة كاملة ‪ 360‬درجة‪ ،‬ويتحرك من ‪5 -‬‬ ‫درجات اإىل ‪ 80 +‬درجة‪.‬‬ ‫املدرعة ‪AML‬‬

‫تعترب املدرعة ‪ ABR-75‬الثقيلة هي العربة‬ ‫النموذجية يف اجلي�س الفرن�شي منذ فرتة‬ ‫اخلم�شينات‪ ،‬ثم ا�شتبدلت فيما بعد بعربة من‬ ‫نوع «فرينت» اأطلق عليها ا�شم ‪ Eland‬بعدها‬ ‫اعتمد اجلي�س الفرن�شي املدرعة ‪ AML‬والتي‬ ‫ميكن القول اإنه عملياً مل يتوقف العمل على‬ ‫تطوير هذه العربة �شواء جهة تخفيف وزنها اأو زيادة‬ ‫ت�شليحها وعوامل احلماية فيها‪ ،‬فمع اأنها ت�شتطيع‬ ‫اخلو�س يف املجاري املائية اإىل عمق ‪ 1.1‬مرت‬ ‫تقريباً فقد جرى تطوير معدات العوم‪ ،‬التي ميكن‬ ‫تركيبها تركيباً ثابتاً ودائماً على اأي من مركبات‬ ‫جمموعة املدرعة‪ ،‬وتندفع هذه العربة يف املاء‬ ‫بوا�شطة عجالتها‪ ،‬كما ميكن جتهيزها بدافع خا�س‬ ‫لزيادة �شرعتها‪ .‬ومن عيوب املدرعة‪ ،AML‬مقارنة‬ ‫بالعربات ذات اجلنزير‪� ،‬شعوبة عبورها الأرا�شي‬ ‫ذات احلفر‪ ،‬ولهذا ال�شبب زودت مبمرات من‬ ‫الفولذ مثبتة يف املقدمة‪ ،‬ي�شد بع�شها اإىل بع�س‬ ‫مب�شامري لولبية لت�شبح ج�شراً‪ ،‬تعرب عليه املدرعة‬

‫فوق احلفر واملوانع‪ ،‬وتت�شلح العربة مبدفع رئي�شي‬ ‫عيار ‪ 90‬ملم‪ ،‬وبر�شا�س متحد املحور باملدفع‬ ‫الرئي�شي عيار ‪ 7.62‬ملم وميكن تزويد العربة اأي�شا‬ ‫ب�شواريخ م�شادة للدبابات من نوع ‪.ss-11‬‬ ‫وقد انبثقت من العربة املدرعة‪ ،AML‬عربات‬ ‫عدة‪ ،‬اأبرزها‪:‬‬ ‫عربة م�شادة للطائرات م�شلحة مبدفعني تواأمني ‪20‬‬ ‫مم مع ‪ 600‬قذيفة‪.‬‬ ‫عربة‪ ،7-AML with 60‬حتمل مدفع هاون‪ ،‬من‬ ‫عيار ‪ 60‬مم‪ ،‬ور�شا�شني‪ ،‬من عيار ‪ 7.62‬مم‬ ‫عربة‪ ،12-AML with HE 60‬حتمل مدفع‬ ‫هاون‪ ،‬من عيار ‪ 60‬مم‪ ،‬ور�شا�شاً‪ ،‬من عي�ار‬ ‫‪ 12.7‬مم‪.‬‬ ‫عربة‪ ،20-AML with HE60‬وحتمل مدفع‬ ‫هاون‪ ،‬من عي�ار ‪ 60‬م�م‪ ،‬ومدف�عاً‪ ،‬من عيار ‪ 20‬مم‪.‬‬ ‫عربة‪ ،AML -30‬حديثة وحتمل مدفعاً من‬ ‫عيار ‪ 30‬مم‪ ،‬ور�شا�شاً من عيار ‪ 7.62‬مم متحدة‬ ‫املحور باملدفع‪ ،‬وزود بع�س هذه املدرعات‪،‬‬ ‫اإ�شافة اإىل ت�شليحها الأ�شا�شي‪ ،‬ب�شواريخ‬ ‫العربة ‪ILAV‬‬ ‫وهي مركبة رباعية الدفع‪ ،‬وتت�شلح بها حالياً‬ ‫م�شادة للدبابات ‪.ss-11‬‬ ‫القوات العراقية‪ ،‬وهي قادرة على ال�شمود‪ ،‬وتتمتع‬ ‫املركبة ‪CV09‬‬ ‫باحلركية واخلفة يف التنقل واملناورة‪ ،‬وحالياً يتم‬ ‫تعترب مركبات (‪ )CV09‬املجربة قتالياً اأكرث اإنتاجها اأمريكيا بثالثة اأمناط‪ :‬ناقلة للجند واأخرى‬ ‫املركبات القتالية للم�شاة‪ ،‬وقد مت تطوير ناقلة جند متتلك ذراعاً لتفح�س املوجودات على الطريق‪،‬‬ ‫مدرعة من طرازها حملت ت�شمية (‪ CV09‬والنمط الثالث للتخل�س من العبوات النا�شفة‪.‬‬ ‫‪ ،)Armadillo‬ويف الطراز اجلديد املط ّور اعتمدت‬ ‫اجلنازير املطاطية ب�شكل متنح العربة ال�شرعة نف�شها‬ ‫التي متنحها الدواليب‪ ،‬ولكن ت�شيف اإليها حركية‬ ‫على الأر�س اأف�شل بكثري من العربات املدولبة‪،‬‬ ‫اإ�شافة اإىل اأن اجلنازير املطاطية تخف�س من‬ ‫الهتزازات والوزن والحتكاك بالطريق‪ ،‬وقد مت‬ ‫الرتكيز يف بناء ناقلة اجلند اجلديدة على تطبيق‬ ‫مقايي�س حلف الناتو خا�شة فيما يتعلق بحماية‬ ‫اجلنود يف العربة‪ ،‬وهي جمهزة بنظام مراقبة يتيح‬ ‫للطاقم املراقبة والعمل يف الليل والنهار‪ ،‬وقد مت‬ ‫ا�شتعمال هذه العربة املدرعة بنجاح يف اأفغان�شتان‬ ‫وت�شتعملها الآن الوحدات العاملة يف قوات حفظ‬ ‫ال�شالم التابعة لالأمم املتحدة‪.‬‬ ‫وقد �شممت هذه العربة بحيث ت�شتوعب تركيب‬ ‫اأ�شلحة بعيدة املدى على �شطحها‪ ،‬اإ�شافة اإىل‬ ‫ت�شليحها بر�شا�س ‪.M2 HB‬‬ ‫وقاذفة رمانات اأوتوماتيكية عيار ‪ 40‬ملم‪.‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٥١-‬‬

‫املدرعة اخلفيفة ‪VBL MK2‬‬

‫تاأتي هذه املدرعة خال�شة تطويرات عديدة‬ ‫جرت على الن�شخة الأ�شا�شية‪ ،‬حيث تت�شمن‬ ‫الكثري من التح�شينات كزيادة قدره املدرعة‬ ‫با�شتعمال حمرك ذي قدره ‪ 125‬ح�شاناً‪ ،‬وزيدت‬ ‫قدرة التنقل عن طريق ا�شتعمال �شندوق ترو�س‬ ‫اأوتوماتيكي من اأربعة غيارات‪ ،‬وزودت باإطارات‬ ‫اكرب من اإطارات النماذج ال�شابقة‪ ،‬وي�شتعمل‬ ‫نظام ملء الإطارات بالهواء املركزي مما �شاهم يف‬ ‫حت�شني التنقل فوق الأرا�شي الرخوة‪ ،‬ل �شيما‬ ‫يف الرمال‪ .‬وبالإ�شافة اإىل ذلك‪ ،‬حتتفظ املركبة‬ ‫‪ VBL MK2‬بقدرتها الربمائية وقدره احلماية‬ ‫من الأخطار ‪ NRBC‬وهذه املركبات التي يتم‬ ‫ا�شتخدامها يف مهمات الدوريات واملراقبة‪ ،‬عاليه‬ ‫التجهيز بالقوة النارية والف�شل يف ذلك يرجع‬ ‫اإىل الربج الذي يتم التحكم به عن بعد وقادرة‬ ‫على ت�شغيل ر�شا�س من عيار ‪ 12.7‬ملم ‪ .‬وهذا‬ ‫ال�شالح‪ ،‬قابل لال�شتخدام يف جميع الظروف‬ ‫وخا�شة يف الليل‪ ،‬ومن �شاأنه اأن يعزز القدرات‬ ‫الهجومية‪.‬‬

‫مركبات القوات الربيطانية‬ ‫ظهرت العربة ‪Alvis Saracen‬يف بريطانيا‬ ‫بعد احلرب العاملية الثانية كناقلة جند مدرعة‪،‬‬ ‫وكانت العربات الأوىل من نوع‪ ،Mk1‬وخالل‬ ‫ال�شتينيات‪ ،‬وبداية ال�شبعينيات‪ ،‬كانت العربة‬ ‫‪ Saracen‬هي‬

‫‪-٥٢‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫ناقلة ا ُجلند الرئي�شية‪ ،‬لدى اجلي�س الربيطاين‪،‬‬ ‫الذي مل ي�شتبدل بها ناقلة ا ُجلند املدرعة املجنزرة‬ ‫‪ ، FV432‬اإل يف بداية عام ‪ ،1963‬بيد اأن‬ ‫اإنتاجها للت�شدير‪ ،‬ا�شتمر حتى عام ‪،1972‬‬ ‫و�شمن حتديث بريطانيا لقواتها الربية بداأت‬ ‫منذ بداية عام ‪ 2010‬بت�شلم اأ�شطول جديد‬ ‫من مركبات القتال املدرعة متو�شطة احلجم‬ ‫من طراز ‪ SV‬لتحل حمل مركبات ال�شتطالع‬ ‫من طراز �شيميتار‪ ،‬وقد اختارت وزارة الدفاع‬ ‫الربيطانية مركبة ‪ ASCOD SV‬املجنزرة لتكون‬ ‫املن�شة الأ�شا�شية امل�شرتكة حلوايل ‪ 580‬مركبة‬ ‫اخت�شا�شية‪ ،‬وهي متثل اجليل الأح��دث من‬ ‫الت�شاميم الأوروبية بحيث توفر قدرة ع�شكرية‬ ‫للجي�س الربيطاين على مدى الثالثني عاماً من‬ ‫عمر املركبة‪ ،‬ومن ميزات هذه العربة انه ميكن‬ ‫زيادة حمولتها حتى وزن ‪ 42‬طناً مما يعني عدم‬ ‫حاجتها م�شتقبال اإىل عمليات حتديث‪ .‬وي�شتعمل‬ ‫اجلي�س الربيطاين اأي�شا ناقلة اجلند املدرعة ذات‬ ‫الدواليب ‪ ،Saxon‬وت�شتخدم يف كتائب امل�شاة‬ ‫املميكنة‪ .‬وهي قادرة على اجتياز خمتلف اأنواع‬ ‫الأرا�شي‪ ،‬واجتياز موانع مائية عمقها يبلغ ‪ 0.9‬م‪.‬‬ ‫وتتمتع مبرونة فائقة وتت�شع لع�شرة جنود‪.‬‬

‫وحالياً يتم اإنتاج عدة طرز منها متخ�ش�شة يف‬ ‫نقل اجلرحى وعربات النريان املبا�شرة وحامالت‬ ‫مدافع هاون عيار ‪ 81‬ملم‪ ،‬وعربات هند�شية‪،‬‬ ‫وعربات قيادة‪ .‬وحتمي هذه العربة اجلنود الذين‬ ‫تق ّلهم من املقذوفات والقنابل اليدوية والألغام‬ ‫امل�شادة لالأفراد‪ ،‬وهي م�شلحة بر�شا�س ثقيل‬ ‫اخف عيار‪62.72‬‬ ‫عيار ‪ 12.7‬ملم اأو بر�شا�س ّ‬ ‫ملم ووزنها القتايل ‪ 15‬طناً وميكن نقلها بطائرات‬ ‫‪ ،C-130‬و�شرعتها الق�شوى ‪ 120‬كم يف ال�شاعة‪.‬‬

‫تطوير عوامل احلماية‬

‫يف الأمثلة التي ذكرناها وغريها من اأنواع العربات‬ ‫املخ�ش�شة لنقل اجلنود تبقى اخلطورة كامنة لهذه‬ ‫العربات عرب الكمائن وال�شواريخ املوجهة امل�شادة‬ ‫للدروع والقذائف ال�شاروخية‪ ،‬وكل ذلك جعل‬ ‫الهتمام من�شباً على تطوير احلماية الذاتية لهذه‬ ‫العربات و�شمنها نف�س عوامل احلماية الذاتية التي‬ ‫يتم توفريها للدبابات كاأنظمة الدفاع الذاتي التي‬ ‫تعمل على حتييد تاأثريات القذائف ال�شاروخية‬ ‫وال�شواريخ املوجهة امل�شادة للدبابات‪ ،‬ففي‬ ‫الوليات املتحدة الأمريكية مثال ز ّودت جميع‬ ‫عربات نقل اجلنود بنظام الإجراءات اللكرتونية‬ ‫امل�شادة حيث يقوم هذا النظام بر�شد الإ�شارات‬ ‫الليزرية املعادية ثم اإطالق طاقة ليزرية لت�شليل‬ ‫ناقلة اجلنود ‪BUSHMASTER‬‬ ‫تاأتي هذه الناقلة املدرعة من ا�شرتاليا لنقل ال�شالح الداهم‪.‬‬ ‫وت�شتخدم قوات الناتو على عرباتها جهاز‬ ‫ع�شرة جنود وكمية من املعدات‬ ‫الإج��������راءات‬ ‫مل�شا فا ت‬ ‫امل�����ش��ادة‬ ‫ط��وي��ل��ة‪،‬‬

‫لل�شواريخ(‪ )Loral AN/VLQ-6‬الذي ين�شر‬ ‫اأ�شعة حتت حمراء لر�شد وت�شليل الذخائر املوجهة‬ ‫ليزرياً‪ ..‬ومن اأ�شهر اأنظمة احلماية الذاتية التي ما‬ ‫زالت م�شتعملة وقيد التطوير نذكر كاأمثلة‪:‬‬ ‫نظام احلماية الن�شط )‪(AWISS APS‬‬ ‫هذا النظام من اأكرث اأنظمة احلماية الذاتية للعربات‬ ‫ا�شتعمال الآن‪ ،‬ويعمل على مبد أا رادار ير�شد‬ ‫التهديد الداهم يف غ�شون ‪ 35‬ثانية ثم يلقي باجتاهه‬ ‫قنبلة اأو رمانة تعرت�شه على بعد ‪ 75‬مرتاً قبل‬ ‫و�شوله للعربة‪ ،‬والرادار يغطي ‪ 360‬درجة حول‬ ‫العربة مما يجعل احلماية من جميع اجلهات‪ ،‬ومن‬ ‫عيوبه انه ي�شيف وزنا يبلغ ‪ 400‬كغ على وزن العربة‬ ‫ولذلك جتري الآن اأعمال تطوير تهدف اإىل تقليل‬ ‫وزنه بنحو ‪ 130‬كغ‪.‬‬ ‫نظام احلماية الذاتية املتعدد الوظائف مو�س‬ ‫)‪(MUSS‬‬

‫ي�شتخدم (‪)MUSS‬هذا النظام �شاروخاً ونظاماً‬ ‫ليزرياً مركباً على العربة‪ ،‬ومبد أا عمله اأنه يعرف ما‬ ‫اإذا كانت العربة قد ر�شدت من قبل نظام تعيني‬ ‫ليزري اأو ما اإذا كان �شاروخ يتعقبها وما اأن يتم‬ ‫التثبت من ذلك حتى ي�شو�س على ال�شاروخ‬ ‫باإجراءات حرارية م�شادة لت�شليله اأو ينرث دخاناً‬

‫لتقوي�س الإطباق الليزري‪ ،‬وعالوة على ذلك‬ ‫يتميز (‪ )MUSS‬بالقدرة على ال�شتباك مع اأربعة‬ ‫اأهداف يف اآن واحد وبفرتة ا�شتجابة بني الر�شد‬ ‫والرد تبلغ ‪ 1.5‬ثانية وقد مت اختيار هذا النظام‬ ‫بالفعل من قبل اجلي�س الفرن�شي ليجهز به عرباته‪.‬‬ ‫نظام التعمية ال�شريعة )‪(ROSY‬‬ ‫على غرار نظام (‪ )MUSS‬ي�شتخدم (‪)ROSY‬‬ ‫الدخان لتقوي�س الإطباق الليزري لدى‬ ‫املقذوفات الداهمة واأجهزة التعيني وا�شتعمال‬ ‫الدخان للتعمية هو من بني اخلدع الع�شكرية‬ ‫الأقدم عهداً وفيما ا�شتخدم الدخان على الدوام‬ ‫لإخفاء حتركات اجلنود والعربات فاإنه ميلك امليزة‬ ‫الإ�شافية املتمثلة يف اإف�شال عمل‬ ‫اأنظمة التعيني الليزري التي تعتمد عليها احلرب‬ ‫املعا�شرة‪.‬‬ ‫و�شمم نظام (‪ )ROSY‬لتجهيز العربات اخلفيفة‬ ‫الوزن بنظام ي�شتند اىل قنبلة دخانية ميكنها اأن تطلق‬ ‫مقذوفات اىل م�شاحة ‪ 32‬مرتاً بعيداً عن العربة‬ ‫وتولد هذه القنابل �شحابة دخانية تبلغ م�شاحتها‬ ‫‪ 90‬مرتاً مربعاً ُبعيد ‪ 0.53‬ثانية من ر�شد التهديد‬ ‫وهي ف�ش ًال عن متتعها بقدرات كامنة �شد الأ�شلحة‬ ‫املوجهة ليزرياً‪.‬‬

‫نظام احلماية )‪(Scudo‬‬

‫يعترب هذا النظام الأح��دث يف تطوير عوامل‬ ‫حماية عربات نقل اجلنود‪ ،‬ويعتمد على رادار‬ ‫يتم تركيبه على العربة ملراقبة املواقع املحيطة‬ ‫بالعربة وما اإن يتم ر�شد مقذوف داهم حتى‬ ‫يطلق (‪� )Scudo‬شاروخاً جمهزاً ب�شاعق تقاربي‪،‬‬ ‫وميكن ربط الرادار اأي�شاً ب�شل�شلة من البالطات‬ ‫املركبة على جوانب العربة واملبطنة بكرات من‬ ‫معدن التنغ�شنت التي تنفجر بتاأثري طلق ناري اأمام‬ ‫املقذوف الداهم لتحطيمه اإرباً‪.‬‬ ‫ويف جمال حماية العربات من الألغام الأر�شية‬ ‫ظهر نظام مراقبة اأ�شفل املركبات (‪)UVSS‬‬ ‫عرب اأنظمة كامريات ملونة عالية و�شوح ال�شور‬ ‫تو�شع اأ�شفل العربة لتوفري م��دارات فح�س‬ ‫وتدفيق اجلوانب ال�شفلى من املركبات بحثاً عن‬ ‫املتفجرات وما يو�شع ليهدد �شالمة هذه املركبات‬ ‫والأفراد‪.‬‬ ‫يف اخلال�شة نحن اأمام �شراع حقيقي وتناف�شي ما‬ ‫بني العربات ناقلة اجلنود التي حتولت اإىل عربات‬ ‫قتالية وبني الأ�شلحة امل�شادة لها‪ ،‬ويف هذا ال�شراع‬ ‫ت�شتعر برامج تطوير احلماية للعربات‪ ..‬ول اأمان‬ ‫من الأخطار يف النهاية‪.‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٥٣-‬‬

‫‪-٥٤‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٥٥-‬‬

‫مفاعالت‬

‫اإغالق املفاعالت بني اللوبي النووي واللوبي امل�ساد‬ ‫« اجلزء االأول »‬ ‫اإعداد‪ /‬اأ‪.‬د‪.‬اإميان حممد اأحمد‬

‫" ال بد من طي ال�شفحة النووية يف تاريخ االإن�شانية والعودة اإىل ا�شتخدام‬ ‫الغاز والبرتول والفحم كم�شادر اأ�شا�شية للطاقة"‪ ..‬هذه العبارة باتت‬ ‫هاج�ش ًا يوؤرق ما يعرف اليوم باللوبي املناه�س لكل ما هو نووي‪ ،‬يقابله‬ ‫لوبي اآخر يرى اأنه ال م�شتقبل للب�شرية من دون الطاقة النووية‪ ،‬واأن املطالبة‬ ‫بالعودة اإىل م�شادر الطاقة التقليدية هو اأ�شبه مبن يطلب ا�شتبدال امل�شبـــاح‬ ‫الكهربائي بفتيلة القطن التي تتغذى على الكريو�شني!!‬ ‫يف اإ�شارة اإىل اأنه��ا دعاوى تعود بنا اإىل حمور الكهربية من املفاعالت النووية البالغ‬ ‫التخلف والكهوف الأوىل‪ ،‬ومن املعروف عددها ‪ 59‬مفاعال‪ ،‬ويف اأملانيا يتم توليد‬ ‫اأنه يوجد يف العامل ع�شرات املفاعالت ‪ 35%‬من الطاقة الكهربائية من املفاعالت‬ ‫النووية‪ ،‬وتتكلف عملية تفكيك كل النووية البالغ عددها ‪ 20‬مفاعال‪ ،‬اأما‬ ‫مفاعل حوايل خم�شمئة مليون يورو‪ .‬لذا الوليات املتحدة الأمريكية في�شل عدد‬ ‫يطالب بع�س املنتقدين باإغالق املفاعالت مفاعالتها اإىل ‪ 107‬مفاعالت‪ ،‬يتم تولد‬ ‫النووية ع�شرات ال�شنني حتى تخلو من ‪ 19.8%‬فقط من الطاقة كهربية‪ ،‬واحلق اأن‬ ‫ال�شاحة الفرن�شية هي اأف�شل من يج�شد لنا‬ ‫الإ�شعاع النووي ومن ثم تفكيكها‪.‬‬ ‫ي�شتبعد اللوبي النووي يف اأوروبا اإمكانية املعركة الدائرة الآن بني ( اللوبي النووي‪،‬‬ ‫اللوبي امل�شاد ) عرب مواجهات حامية بني‬ ‫التخل�س من املفاعالت‬ ‫وزيرة البيئة وزير ال�شناعة‪ ،‬فبينما‬ ‫وامل��راك��ز النووية‪،‬‬ ‫يرى الأخ��ري اأنه ل غنى عن‬ ‫م�شريا اإىل اأن معظم‬ ‫الطاقة النووية التي ميكن‬ ‫ه��ذه املفاعالت‬ ‫تخفيف اأ�شرارها بالتعامل‬ ‫ي�شتخدم يف توليد‬ ‫مع املواد الإ�شعاعية بطريقة‬ ‫ال��ط��اق��ة‪ ،‬ففي‬ ‫ف��رن�����ش��ا على‬ ‫خمتلفة عرب املراكز احلرارية‬ ‫�شبيل املثال‬ ‫‪ ..‬تفرك وزي��رة البيئة‬ ‫يديها يف �شعادة وهي‬ ‫يتم توليد‬ ‫تقول‪ :‬اإن فرن�شا �شتكون‬ ‫‪ 78%‬من‬ ‫خالية متاما من اأي مفاعل‬ ‫طا قتها‬

‫‪-٥٦‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫نووي بعد اخلم�شة ع�شر عاما القادمة‪ ،‬لأن‬ ‫جماعة اخل�شر‪ ،‬وحماة البيئة‪ ،‬وجمعيات‬ ‫مناه�شة الإ�شعاعات النووية ل ت�شع ن�شب‬ ‫عينيها �شوى هذه الغاية‪.‬‬ ‫ويف الوقت الذي يتهم فيه وزير ال�شناعة‬ ‫الفرن�شي اأملانيا اأنها بتوجهاتها الأخرية‬ ‫الرامية اإىل التخلي عن ال��ذ ّرة كم�شدر‬ ‫للطاقة‪ ،‬اإمنا ت�شتهني بالتفاقات املوقعة معها‬ ‫يف جمال الطاقة النووية وتعر�س اأمن اأوروبا‬ ‫للخطر‪ ،‬ووا�شلت وزيرة البيئة ن�شالها �شد‬ ‫املفاعالت النووية وتطالب باإغالق مركز‬ ‫مدينة له��اج الفرن�شية ال��ذي ثبت اأنه‬ ‫يت�شبب يف قتل النا�س و احليوانات‪ ،‬وي�شر‬ ‫بالإنتاج الزراعي‪ ،‬ويف�شد املياه يف املنطقة‪،‬‬ ‫وتوؤكد اأن النفايات النووية الناجمة عن‬ ‫هذا املركز هي ال�شبب الأول يف الإ�شابة‬ ‫مبر�س ال�شرطان الذي يح�شد �شنويا اأكرث‬ ‫من مائة �شخ�س يف منطقة لهاج وحدها‪.‬‬ ‫ق��ررت احلكومة الأملانية قبل �شنوات‬ ‫ال�شتغناء عن املفاعالت النووية لتوليد‬ ‫الطاقة الكهربائية‪ .‬لكن حتى ولو ُنزعت‬ ‫ق�شبان ال��وق��ود‬ ‫ال�����ن�����ووي‬ ‫م����ن ه���ذه‬ ‫ا ملفا عال ت ‪،‬‬ ‫فاإنها تبقى‬ ‫م��ل��وث��ة‬

‫بالإ�شعاعات التي ت�شكل خطرا على ال�شحة‬ ‫العامة‪ .‬لذلك ل بد من تفكيك كل اأجزاء‬ ‫املفاعل النووي وتخزينها ب�شكل اآمن‪ .‬هذا‬ ‫ما يحدث حاليا مع املفاعل النووي الوحيد‬ ‫بني يف اأملانيا ال�شرقية �شابقا بالقرب‬ ‫الذي َ‬ ‫من مدينة جرايف�شفالد ‪ Greifswald‬وتقرر‬ ‫تفكيكه‪ .‬فعلى بعد كيلومرت واح��د من‬ ‫مدينة ‪ Lubmin‬ال�شاحلية يوجد �شاحة‬ ‫مليئة بالكتل اخلر�شانية ال�شخمة وعليها‬ ‫اأكوام من احلديد ال�شدئ‪ ،‬هي كل ما تبقى‬ ‫من املفاعل النووي‪ .‬وبالقرب من اأطالل‬ ‫املفاعل �شيدت قاعات �شخمة واأحيطت‬ ‫ب�شور مرتفع من الأ�شالك ال�شائكة‪ .‬هذا‬ ‫البناء هو املخزن النووي املوؤقت ملنطقة‬ ‫ال�شمال‪ .‬يف القاعات العمالقة و�شعت‬ ‫ق�شبان الوقود النووي ذات الإ�شعاع‬ ‫القوي‪ ،‬اإ�شافة اإىل الأجزاء الأقل اإ�شعاعا‬ ‫يف انتظار تفكيكها وتخزينها ب�شكل موؤقت‪.‬‬ ‫على ال�شعيد الأك��ادمي��ي النظري‪،‬‬ ‫ك�شفت تقارير عدة اأن هناك مزايا وعيوبا‬ ‫للذرة كم�شدر للطاقة‪ ،‬وللغاز و البرتول‬ ‫والفحم اأي�شا‪ .‬ففي جمال النفايات فاإن‬ ‫املركز النووي الواحد الذي يعمل بقوة‬

‫‪ 1000‬ميجاوات يخلف نفايات �شنويا تقدر‬ ‫بحوا‹ ‪ 500‬طن باإ�شعاعات �شعيفة اإىل‬ ‫جانب ‪ 200‬طن اأخرى باإ�شعاعات متو�شطة‬ ‫ثم ‪ 25‬طن باإ�شعاعات قوية‪ ،‬و�شتكون‬ ‫ن�شطة حتت الأر�س ملدة ‪ 15‬عاما‪ ،‬حتتاج ‪70‬‬ ‫�شنة حتى يقل اإ�شعاع املفاعل متاما‪ ،‬ففي‬ ‫الن�شطار النووي النموذجي‪ :‬يتم حترير‬ ‫‪ 187‬ميجا اإلكرتون فولت حلظياً؛ (كل ‪1‬‬ ‫اإلكرتون فولت = ‪ 1‬جول‪ 1 /‬كولوم م�شروباً‬ ‫ب�شحنة الإل��ك��رتون)؛ على �شكل طاقة‬ ‫حركية من خملفات الن�شطار النووي‪ ،‬اأو‬ ‫طاقة حركية من النيوترونات املن�شطرة‪ ،‬اأو‬ ‫اإ�شعاعات جاما اللحظية‪ ،‬اأو اإ�شعاعات جاما‬ ‫من النيوترونات الأ�شرية‪ .‬كما يتم يف بع�س‬ ‫الأوق��ات حترير ‪ 23‬ميجا اإلكرتون فولت‬ ‫الإ�شافية بعد الن�شطار النووي من انحالل‬ ‫بيتا من املخلفات املن�شطرة‪ .‬كما يتح ّرر اأي�شاً‬ ‫حوا‹ ‪ 10‬ميجا اإلكرتون فولت طاقة نوع‬ ‫انحالل بيتا متولدة من املخلفات املن�شطرة‬ ‫على �شكل نيوترونات‪ ،‬وتعترب هذه الطاقة‬ ‫�شعيفة ول يتم اإيداعها يف قلب املفاعل‪.‬‬ ‫ي�شبح الناجت الإجمايل للطاقة م�شاوياً‬ ‫ل�‪ 13‬ميجا اإلكرتون فولت (اأي ما ن�شبته‬

‫‪ 6.5%‬من اإجمايل الطاقة الن�شطارية)‪،‬‬ ‫ويتم اإيداعها يف قلب املفاعل النووي‬ ‫قبل حدوث ت�شل�شل نووي اآخر‪ .‬ول يتم‬ ‫الأخذ بعني العتبار اأخطار حدوث الطاقة‬ ‫الن�شطارية ب�شكل كبري عند اإغالق قلب‬ ‫املفاعل‪ ،‬فيعزى عندها امل�شدر الرئي�شي‬ ‫للطاقة احلرارية اإىل انحالل بيتا املتولد من‬ ‫ال�شظايا النووية‪ .‬لهذا ال�شبب بالذات‪ ،‬ويف‬ ‫نف�س حلظة اإغالق قلب املفاعل‪ ،‬تبلغ قيمة‬ ‫احل��رارة الإ�شعاعية املنحلة حوايل ‪6.5%‬‬ ‫من طاقة قلب املفاعل ال�شابق‪( .‬تكون‬ ‫القيمة �شحيحة يف حال اإذا كان للمفاعل‬ ‫تاريخ ثابت وطويل يف جمال توليد الطاقة‬ ‫النووية)‪.‬‬ ‫بعد مرور �شاعة واحدة من اإغالق املفاعل‪،‬‬ ‫ت�شل ن�شبة احلرارة الإ�شعاعية املنحلة اإىل‬ ‫‪ 1%‬من طاقة قلب املفاعل ال�شابق‪ .‬ومبا اأن‬ ‫اأن معدل اإنتاج احلرارة الإ�شعاعية املنحلة‬ ‫يعتمد على فرتة (ن�شف العمر) ملخلفات‬ ‫ان�شطارية معينة يف القلب‪ ،‬اإل اأن هذه‬ ‫الفرتة تتناق�س ببطء مع مرور الزمن‪ .‬و‬ ‫يعترب نقل احلرارة الإ�شعاعية املنحلة خارج‬ ‫قلب املفاعل من اأهم اعتبارات ال�شالمة‪،‬‬ ‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٥٧-‬‬

‫وخا�شة بعد مرور فرتة ق�شرية من اإغالق‬ ‫املفاعل‪ .‬قد يوؤدي الف�شل يف نقل احلرارة‬ ‫الإ�شعاعية املنحلة اإىل رفع درجة حرارة‬ ‫املفاعل مل�شتويات خطرية م�شبباً احلوادث‬ ‫النووية؛ مثل احلادث النووي الذي وقع‬ ‫يف جزيرة الثالثة اأميال (‪Three Mile‬‬ ‫‪. )Island‬‬

‫و ميكن حتقيق عملية نقل احلرارة الإ�شعاعية‬ ‫املنحلة عرب عدة اأنظمة اإ�شافية ومتنوعة‪،‬‬ ‫وغالباً ما يتم تبديد احلرارة يف حو�س حراري‬ ‫يتميز‬

‫‪-٥٨‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫ب�شعته الكبرية‪ ،‬ول يحتاج اأي طاقة ن�شطة‬ ‫وت�شتخدم هذه الطريقة اإجما ًل بعد اأن يتم‬ ‫اإنقا�س احلرارة الإ�شعاعية املنحلة اإىل قيمة‬ ‫�شغرية جداً‪.‬‬ ‫يو ّلد الوقود النووي النوعي امل�شتهلك بعد‬ ‫�شنة واحدة ما يقارب ع�شرة كيلو واط من‬ ‫احلرارة الإ�شعاعية املنحلة لكل طن؛ وتبد أا‬ ‫هذه القيمة بالتناق�س حتى ت�شل اإىل ما‬ ‫يقارب ‪ 1‬كيلو واط‪ /‬طن‪ .‬وبذلك يحتاج‬ ‫التربيد ال�شلبي الفعال للوقود النووي‬ ‫امل�شتهلك اإىل عدد من ال�شنوات‪ ،‬ومن‬ ‫خالل املولد الكهربائي‪ -‬احلراري للنظري‬

‫الإ���ش��ع��اع��ي‪ ،‬ت�شتخدم‬ ‫احلرارة الإ�شعاعية املنحلة‬ ‫املتولدة منه يف اإنتاج الطاقة‬ ‫الكهربائية‪.‬‬ ‫ل���ذا ف���اإن ع��ل��ى العامل‬ ‫امل�شوؤول يف املخزن املوؤقت‪،‬‬ ‫اأن يحمل جهازا لقيا�س‬ ‫الإ�شعاع النووي‪ ،‬اإ�شافة‬ ‫اإىل ارتدائه مالب�س خا�شة‬ ‫تغطيه من راأ�شه اإىل اأخم�س‬ ‫قدميه فوق مالب�شه وحذائه‬ ‫كي ل يعر�س نف�شه خلطر‬ ‫الإ�شعاع النووي‪ .‬وها هو‬ ‫جريب الذي كان عامال يف‬ ‫مفاعل نووي اأملاين منذ عام‬ ‫‪ 1977‬وبعد قرار اإغالقه يف‬ ‫عام ‪� 1990‬شار يعمل مع‬ ‫املوؤ�ش�شة احلكومية امل�شوؤولة عن تفكيكه‪.‬‬ ‫وعن مهامه اجلديدة يقول "اإن الأمر تط ّلب‬ ‫بع�س الوقت كي ن�شتوعب نحن الذين كنا‬ ‫ن�شغل املفاعل النووي اأن نقوم بتفكيكه‬ ‫باأنف�شنا‪ .‬لكننا تعاي�شنا مع الواقع اجلديد‬ ‫وقلنا اإننا اأف�شل من يعرف هذا املفاعل‪.‬‬ ‫فهنا ق�شينا الق�شم الأكرب من عمرنا‪ ،‬والآن‬ ‫نتوىل تفكيكه على الوجه ال�شحيح"‪.‬‬ ‫ويقول " كانت تعمل هنا خم�شة مفاعالت‬ ‫�شغط مياه لتوليد الطاقة الكهربائية مت‬ ‫�شنعها يف الحتاد ال�شوفيتي �شابقا‪ .‬واليوم‬ ‫وبعد خم�شة ع�شر عاما على توقفها عن‬

‫توليد الكهرباء‪ ،‬فاإن العمل فيها مازال غري‬ ‫ممكن بدون تعري�س �شحة العاملني للخطر‪.‬‬ ‫لذا تبدو املفاعالت النووية الآن كاجلثث‬ ‫الهامدة‪ .‬ويبلغ وزن كل منها ‪ 230‬طنا لأن‬ ‫جدرانها م�شنوعة من احلديد ال�شلب‪.‬‬ ‫و�شيحتاج الأمر اإىل بقائها على هذه احلال‬ ‫ل�شنوات اأخ��رى " وكما يقول جريب‬ ‫"يبقى املفاعل على هذه احلال ملدة ‪ 50‬اإىل‬ ‫‪ 70‬عاما‪ .‬بعد ذلك يقل الإ�شعاع النووي‬ ‫وميكن تفكيكه"‪.‬‬ ‫يف مكان اآخر من القاعة توجد ال�شهاريج‬ ‫احلديدية العمالقة التي كانت ت�شتخدم‬ ‫لإنتاج البخار‪.‬‬ ‫اإل اأنها غري م�شعة كاملفاعالت النووية‪،‬‬ ‫لذا ميكن تفكيكها كما يقول جريب "هذه‬ ‫ال�شهاريج تنتظر اأن تتم معاجلتها باملن�شار‬ ‫احلديدي العمالق لتقطيعها اإىل قطع ي�شهل‬ ‫نقلها بحيث ل يتجاوز حجمها مرتا يف مرت‬ ‫ول يزيد وزنها على ‪ 500‬كيلوجرام"‪ .‬هذا‬ ‫املن�شار موجود يف قاعة مغلقة ويتم التحكم‬ ‫فيه عن بعد‪ .‬وعن امل��دة التي يحتاجها‬ ‫العمال لن�شر �شهريج بخار اإىل قطع �شغرية‬ ‫يقول جريب "نحتاج اإىل ح��وايل �شتة‬ ‫�شهور‪ ،‬لأن ُ�شمك جدار ال�شهريج يبلغ‬ ‫‪� 20‬شنتيمرتا"‪ .‬وبعد ذلك تو�شع القطع‬ ‫ال�شغرية يف براميل ت�شل �شعتها اإىل ‪500‬‬

‫لرت‪ ،‬وهي م�شنوعة من احلديد املخلوط‬ ‫بالر�شا�س الذي يتم تغطيته بطبقة من‬ ‫اخلر�شانة ثم بطبقة اأخرى من احلديد ملنع‬ ‫ت�شرب اأ�شعة جاما‪.‬‬ ‫ابتداء من عام ‪�َ 2015‬ش ُيبد أا بنقل هذه‬ ‫الرباميل مبحتوياتها امل�شعة اإ�شعاعا �شعيفا‬ ‫ومتو�شطا اإىل اأنفاق على عمق مئات الأمتار‬ ‫حتت الأر�س يف منطقة ‪ Salzgitter‬القريبة‬ ‫من مدينة ‪ .Braunschweig‬هناك يوجد‬ ‫املخزن النهائي الوحيد يف اأملانيا للنفايات‬ ‫النووية‪ .‬اأما ق�شبان الوقود النووي ف�شتبقى‬ ‫لع�شرات ال�شنني الأخ���رى يف املخزن‬ ‫النووي املوؤقت‪ ،‬قبل اأن يجر ؤو العمال على‬ ‫القرتاب منها لتفكيكها‪.‬‬ ‫قرقعة �شيوف‬ ‫اللوبي النووي واللوبي امل�شاد‬ ‫اإن هذه العملية م�شنية ومكلفة‪ ،‬وت�شل‬ ‫اإىل ‪ 500‬مليون يورو لتفكيك كل مفاعل‬ ‫ن��ووي‪ .‬واأملانيا فيها �شبعة ع�شر‬ ‫مفاعال نوويا مازالت تعمل‪،‬‬ ‫لذا يطالب البع�س بالتوقف‬ ‫ع��ن تفكيك امل��ف��اع��الت‬ ‫النووية يف امل�شتقبل‪ ،‬والكتفاء‬ ‫باإغالقها لع�شرات ال�شنني حتى ل‬ ‫تعود م�شعة ومن ثم تفكيكها‪ .‬اإل اأن مدير‬ ‫�شركة كهرباء ال�شمال يرى اأن التكنولوجيا‬

‫الأملانية وجدت احلل الأمثل للتخل�س‬ ‫من املفاعالت النووية امل�شعة بحيث ي�شود‬ ‫الآن يف العامل العتقاد باإمكانية تفكيك‬ ‫املفاعالت النووية بدون م�شاكل‪ .‬وهذا‬ ‫لأن التحالف امل�شيحي الدميقراطي الذي‬ ‫تنتمي اإليه امل�شت�شارة الأملانية اأجنيال مريكل‬ ‫يرغب يف متديد ت�شغيل مفاعالت الطاقة‬ ‫النووية اإىل ما بعد عام ‪ 2030‬ولي�س يف عام‬ ‫‪ ،2022‬كما كان مقرراً‪.‬‬ ‫على اجلانب الآخر‪ ،‬يوؤكد اأن�شار اللوبي‬ ‫امل�شاد اأن ال�شناعة النووية يف فرن�شا متر‬ ‫حاليا مبرحلة �شيئة للغاية بعدما تبني اأن‬ ‫املواد الأخرى مثل الهيدروكربونات تعترب‬ ‫م�شدرا اأقل تكلفة ‪ ..‬ناهيك عن اأن ال�شوق‬ ‫الأوربية للكهرباء يف تقل�س م�شتمر كما اأن‬ ‫الطلب اخلارجي على اإن�شاء مفاعالت نووية‬ ‫يف البلدان الأخرى ما عدا اآ�شيا بالطبع‬ ‫اأ�شبح يف حكم املعدم‪ ،‬ولأن فرن�شا التي‬ ‫كانت اإىل عهد قريب تعرف با�شم " اململكة‬ ‫النووية " للدللة على ثقلها النووي اإنتاجا‬ ‫و ت�شنيعا ل تزال على امل�شتوى الر�شمي‬ ‫تعرتف بحيوية الذرة كم�شدر للطاقة‪،‬‬ ‫فال�شبكة النووية حتتل ج��زءا‬ ‫اأ�شا�شيا وحيويا يف �شيا�شة‬ ‫الطاقة يف فرن�شا‪ .‬وعلى‬ ‫ح��د ق��ول رئي�س‬ ‫احل���ك���وم���ة‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٥٩-‬‬

‫الفرن�شية فقد وجد اللوبي النووي نف�شه‬ ‫ واحلالة هذه‪ -‬قريبا من مواقع احلكومة‪،‬‬‫ف��ازداد مت�شكا بدعواه موؤكدا اأن اخلريطة‬ ‫العامة للطاقة يف العامل �شوف تتغري ل‬ ‫حمالة اأو على الأقل �شوف ُتعدل ومن ثم‬ ‫ميكن ال�شتمرار يف ا�شتخدام الطاقة النووية‬ ‫باأ�شرار اأق��ل عرب التقنيات اأو الأجيال‬ ‫اجلديدة من املراكز النووية‪ ،‬م�شريا اإىل اأن‬ ‫خروج الذرة من احللبة لن يحل امل�شكلة‬ ‫يف �شوء عدم وجود م�شادر الطاقة البديلة‬ ‫ومن ثم فاإن احلكم على الذرة بالإعدام هو‬ ‫�شري �شريع نحو نهاية غري ماأمونة العواقب‪.‬‬ ‫ويرى اأن�شار اللوبي النووي يف اأوروبا اأن‬

‫‪-٦٠‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫الغاز الطبيعي ميكن اأن يكون بديال للطاقة‬ ‫النووية‪ ،‬لكن ماذا لو ن�شب املعني اأو �شعف‬ ‫اإنتاج الغاز؟ ثم اإن دولة مثل فرن�شا لي�س‬ ‫بو�شعها الإغالق الفوري ملراكزها النووية‬ ‫ال� ‪ ،59‬لاأن ذلك يعترب كارثة مالية هي يف‬ ‫غنى عنها �شيما اإذا علمنا اأن اإن�شاء هذه‬ ‫املفاعالت كلف امليزانية الفرن�شية اأكرث من‬ ‫‪ 800‬مليار فرنك فرن�شي‪.‬‬ ‫كذلك يف اأملانيا مازال الأمر حمتدما بني‬ ‫اللوبيني‪ ،‬فقد قالت �شحيفة "بيلد" الأملانية‬ ‫اأن جبهة التحالف امل�شيحي حذرت من‬ ‫الإيقاف التدريجي للمفاعالت النووية‬ ‫قبل عام ‪ 2030‬وطالبت يف الوقت نف�شه‬

‫بالتمديد الفوري لنحو ‪ 17‬مفاع ًال نووياً‬ ‫للطاقة يف اأملانيا‪ ،‬وك�شفت ال�شحيفة عن‬ ‫اأ�شباب الرغبة امللحة يف متديد ت�شغيل‬ ‫مفاعالت الطاقة ويف مقدمتها عدم قدرة‬ ‫طاقة الرياح والطاقة ال�شم�شية على تعوي�س‬ ‫الطاقة املنتجة من املفاعالت‪ ،‬ف�ش ًال عن‬ ‫ارتباط تلك الطاقة املتجددة والبديلة بحالة‬ ‫اجلو وعدم التو�شل اإىل و�شائل لتخزين‬ ‫هذه الطاقة حتى الآن‪.‬‬ ‫واأك��د التقرير ال��ذي اأع��ده نائب رئي�س‬ ‫اجلبهة الربملانية للتحالف امل�شيحي �شرورة‬ ‫العتماد على املفاعالت النووية كم�شدر‬ ‫للطاقة اإىل اأن تتو�شل اأملانيا اإىل برنامج‬ ‫�شامل وبديل لهذه الطاقة‪ ،‬م�شدداً على‬ ‫اأهمية املفاعالت النووية يف جمال احلفاظ‬ ‫على البيئة ويف تاأمني اإمداد اأملانيا بالطاقة‬ ‫الالزمة‪ .‬واأ�شارت وكالة الأنباء الأملانية اإىل‬ ‫اأن حكومة مريكل اأعلنت التزامها بالتخلي‬ ‫التدريجي عن ا�شتخدام مفاعالت الطاقة‬ ‫النووية‪ ،‬بحيث يتم اإغالق اآخر مفاعل نووي‬ ‫يف اأملانيا بحلول عام ‪ 2022‬ولكن ارتفاع‬ ‫اأ�شعار الطاقة البديلة واملخاوف من عدم‬ ‫ا�شتقرار اإمدادات الطاقة القادمة من رو�شيا‬ ‫ومطالب امل�شانع بال�شتمرار يف العتماد‬ ‫على الطاقة النووية اأجرب احلكومة على‬ ‫اإعادة النظر يف اإغالق املفاعالت النووية‪.‬‬ ‫ومن جانبها تطالب املعار�شة باللتزام بقرار‬ ‫اإغالق املفاعالت النووية خوفا من عدم‬ ‫مراعاة �شروط ال�شالمة فيها‪ ،‬كما تنادي‬ ‫املعار�شة املتمثلة يف احلزب ال�شرتاكي‬ ‫الدميقراطي واخل�شر والي�شار بالتو�شع‬ ‫يف جمال بناء حمطات لتوليد الكهرباء‬ ‫والعتماد على الطاقة البديلة واملتجددة‬ ‫للحفاظ على البيئة‪.‬‬ ‫لقد جاب اأك��رث من مئة األ��ف اأملاين‬ ‫ال�شوارع الرئي�شية للعا�شمة برلني احتجاجا‬ ‫على قرار حكومة امل�شت�شارة اأجنيال مريكل‬ ‫اإطالة العمر الفرتا�شي ملفاعالت الطاقة‬ ‫النووية يف ال��ب��الد‪ .‬وق��د ه��ددت بع�س‬ ‫الأح���زاب امل�شاركة برفع دع��وى اأم��ام‬ ‫املحكمة الد�شتورية العليا لإلغاء قرار‬ ‫التمديد‪ .‬دعا اإىل املظاهرة احتاد حماة البيئة‬

‫الذي رفع �شعار "اأوقفوا عمل املفاعالت‬ ‫النووية الآن"‪ ،‬و�شار يف مقدمتها قادة‬ ‫اأحزاب املعار�شة الرئي�شية كال�شرتاكي‬ ‫الدميقراطي واخل�شر والي�شار‪ ،‬اإ�شافة اإىل‬ ‫زعماء النقابات العمالية ومنظمة ال�شالم‬ ‫الأخ�شر‪.‬‬ ‫انطلقت امل�شرية من حمطة القطارات‬ ‫الرئي�سية "هاوبت بان هوف" و�شارت يف‬ ‫اأج��واء ممطرة عرب �شوارع برلني الرئي�شية‬ ‫يتقدمها الفالحون بجراراتهم الزراعية‪،‬‬ ‫وانتهت عند املربع احلكومي الذي ي�شم‬ ‫دائرة امل�شت�شارية والربملان (البوند�شتاج)‬ ‫حيث ق��ام املتظاهرون بتطويق مكتب‬ ‫امل�شت�شارة اأجنيال مريكل‪ .‬خالل املظاهرة‬ ‫التي اعتربها املراقبون الأك��رب يف اأملانيا‬ ‫بعد مظاهرات عام ‪ 2003‬املنددة بالغزو‬ ‫الأم��ري��ك��ي ال��ربي��ط��اين ل��ل��ع��راق‪ ،‬قال‬ ‫املتحدث با�شم الحتاد املنظم لهذه احلركة‬ ‫الحتجاجية‪ :‬اإن العدد ال�شخم للم�شاركني‬ ‫يعك�س رف�س املواطنني ل�شتجابة احلكومة‬ ‫ملطالب �شركات الطاقة على ح�شاب‬ ‫اأمنهم و�شالمتهم‪ .‬واأك��د رئي�شا احلزب‬ ‫ال�شرتاكي وحزب اخل�شر املعار�شني يف‬

‫كلمتني اأمام املتظاهرين‪ ،‬عزمهما رفع دعوى‬ ‫اأمام املحكمة الد�شتورية العليا لإلغاء قرار‬ ‫متديد عمل املفاعالت النووية‪ .‬وكانت‬ ‫حكومة امل�شت�شار ال�شابق جريهارد �شرودر‬ ‫قد تعهدت باإغالق هذه املحطات ب�شكل‬ ‫تدريجي بحلول عام ‪.2021‬‬ ‫وقال املتحدث با�شم الحتاد اإن احلكومة‬ ‫احلالية مددت عمل املفاعالت ر�شوخا‬ ‫لرغبات لوبي جمموعات الطاقة وبعد‬ ‫مباحثات �شرية معها‪ ،‬واعترب اأن قرار‬ ‫التمديد خالف الد�شتور لأن احلكومة مل‬ ‫حت�شل على موافقة احلكومات يف الوليات‬ ‫الأملانية املعنية‪.‬‬ ‫و�شدد رئي�س احلزب ال�شرتاكي على اأن‬ ‫الربملان والراأي العام مل يكونا موافقني على‬ ‫قرار التمديد‪ ،‬وتوقع "اأن تدرك امل�شت�شارة‬ ‫الأملانية خطاأها يف النتخابات العامة‬ ‫القادمة"‪.‬‬ ‫وتوقعت رئي�شة حزب اخل�شر اأن حتكم‬ ‫املحكمة الد�شتورية ببطالن ال��ق��رار‪،‬‬ ‫واعتربت اأن احلكومة الأملانية تخلت بهذا‬ ‫القرار عن م�شوؤوليتها يف �شالمة و�شمان‬ ‫اأمن مواطنيها‪ .‬واأ�شافت اأن جتدد احلديث‬

‫احلكومي عن دفن املخلفات النووية مبناجم‬ ‫امللح ‪ -‬رغم خمالفة املتخ�ش�شني‪ -‬ميثل‬ ‫ا�شتهانة ب�شحة املواطنني ‪ .‬وقال رئي�س‬ ‫الهيئة الربملانية حلزب الي�شار املعار�س‬ ‫اإن��ه �شين�شم اإىل احل��زب ال�شرتاكي‬ ‫وحزب اخل�شر يف دعواهما اأمام املحكمة‬ ‫الد�شتورية‪ ،‬واتهم احلكومة بتجاهل الراأي‬ ‫ال�شعبي املعار�س لتمديد عمل مفاعالت‬ ‫الطاقة النووية وتق�شيم املجتمع اإىل مواطنني‬ ‫يتم جتاهلهم وجمموعات لوبي لهم الكلمة‬ ‫النافذة‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬و�شف رئي�س الهيئة الربملانية‬ ‫حل��زب اخل�شر ق��رار التمديد احلكومي‬ ‫للمفاعالت النووية باأنه "�شفقة قذرة متت‬ ‫ل�شالح لوبيات �شركات الطاقة"‪ .‬وقالت‬ ‫نائبته اإن "مريكل �شتندم يف النتخابات‬ ‫القادمة على اليوم الذي ركعت فيه اأمام‬ ‫جمموعات اللوبي"‪.‬‬ ‫ي�شار اإىل اأن امل�شت�شارة الأملانية ذكرت‬ ‫اأمام الربملان الأ�شبوع املا�شي اأن اإغالق‬ ‫املفاعالت النووية لتمديد الطاقة �شيوؤدي‬ ‫اإىل حتويل نحو مليوين �شخ�س يعملون بها‬ ‫اإىل عاطلني‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٦١-‬‬

‫‪-٦٢‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٦٣-‬‬

‫اأخبار ع�شكرية‬

‫�أ�سرت�ليا جتدد ثقتها بر�د�ر�ت «جري�ف �إيه �إم بي»‬ ‫�ملتعددة �ملهام من «�ساب»‬ ‫ت�شتمر اأ�شرتاليا يف بناء �شبكة دفاعها‬ ‫بالعتماد على اأحد اأكرث الرادارات تطوراً‬ ‫وتعدداً يف املهام؛ فقد جددت منظمة‬ ‫معدات الدفاع الأ�شرتالية طلبها لأنظمة‬ ‫رادارية من طراز «جرياف اإيه اإم بي»‬ ‫املتعددة املهام من �شركة «�شاب» للدفاع‬ ‫والأمن‪ ،‬مرفقة باخلدمات العائدة لها‪.‬‬ ‫و�شيتم تطوير هذه الأنظمة واإنتاجها يف مقر‬ ‫�شركة «�شاب» يف ال�شويد‪ ،‬على اأن يبد أا‬ ‫‪-٦٤‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫ت�شليمها من منت�شف عام ‪.2012‬‬ ‫ويعد «جرياف اإيه اإم بي» نظام رادار‬ ‫ّ‬ ‫ت�شميني مرن متعدد املهام‪ ،‬يقوم يف وقت‬ ‫متزامن بعمليات الدفاع اجلوي‪ ،‬واملراقبة‬ ‫اجلوية والبحرية‪ ،‬والعمليات املدجمة‬ ‫الأر�شية – اجلوية‪ ،‬بالإ�شافة اإىل اإدارة‬ ‫حركة املرور اجلوية الع�شكرية ومراقبة مواقع‬ ‫الأ�شلحة‪.‬‬ ‫وتعترب هذه الأنظمة جز ًءا من برامج اأنظمة‬

‫الرادار الدائمة التطور يف �شركة �شاب‪ ،‬وهي‬ ‫توفر اأدا ًء غري م�شبوق من ناحية التعامل مع‬ ‫الأهداف ال�شعبة والعتمادية املجربة‪.‬‬ ‫و�شواء ا�شتعمل كجزء من نظام حماية نقطة‬ ‫حيوية معينة اأو كحل من حلول الدفاع‬ ‫اجلوي‪ ،‬بات رادار «جرياف اإيه اإم بي» خياراً‬ ‫مف�ش ًال لدى القوات امل�شلحة حول العامل‪،‬‬ ‫مبا فيها القوات امل�شلحة يف ال�شويد وفرن�شا‬ ‫وا�شتونيا واململكة املتحدة ودول اأخرى‪.‬‬

‫�لإ�سد�ر‬ ‫�لثاين‬ ‫لربنامج‬ ‫‪SEWIP‬‬

‫ي�سع �إطار�ً‬ ‫متجدد�ً لدمج‬ ‫حتديثات‬ ‫نظم حماية‬ ‫�ل�سفن‬ ‫�حلربية‬ ‫يف اأحدث تطوير للنظم الدفاعية البحرية‪،‬‬ ‫اأجنزت �شركة لوكهيد مارتن مراجعة ناجحة‬ ‫لت�شميم التحديث اخلا�س بنظام احلرب‬ ‫الإلكرتونية الذي �شيحمي �شفن ال�شطح‬ ‫التابعة للبحرية الأمريكية من التهديدات‬ ‫املتجددة لل�شواريخ املتطورة امل�شادة لل�شفن‪.‬‬ ‫ومبوجب برنامج حت�شني احلرب الإلكرتونية‬ ‫اخلا�شة ب�شفن ال�شطح‪ ،‬توا�شل البحرية‬ ‫الأمريكية القيام ب�شل�شلة متتالية من‬ ‫التعزيزات املتقدمة على نظام احلرب‬ ‫الإلكرتونية «اإيه اإن‪ /‬اإ�س اإل كيو‪»32-‬‬ ‫املركب حالياً على حامالت الطائرات‪،‬‬ ‫والطرادات‪ ،‬واملدمرات‪ ،‬وغريها من ال�شفن‬ ‫الأمريكية احلربية الأخرى‪.‬‬ ‫و�شت�شيف �شل�شلة التطويرات اإىل برنامج‬ ‫‪ ،SEWIP‬تدريجياً‪ ،‬تقنيات دفاعية جديدة‬

‫وقدرات عملية حلماية ال�شفن احلربية‪.‬‬ ‫واأو�شح مدير برنامج ‪ SEWIP‬يف لوكهيد‬ ‫مارتن‪ ،‬اأن «الإ�شدار الثاين (‪)Block 2‬‬ ‫من برنامج ‪ SEWIP‬ي�شع اإطاراً ي�شهل‬ ‫على البحرية الأمريكية دمج اإ�شدارات‬ ‫التطويرات اخلا�شة بتكنولوجيا اأنظمة احلرب‬ ‫الإلكرتونية املعمول بها حالياً‪ ،‬من اأجل‬ ‫حماية الأ�شطول»‪ ،‬معترباً اأن «هذه املرحلة‬ ‫الفائقة الأهمية تثبت ت�شميمنا ومتنحنا‬ ‫ال�شوء الأخ�شر للتعاقد على اإنتاج منوذجني‬ ‫اأوليني للنظام بحلول العام ‪».2012‬‬ ‫وقد ارتكز ّ‬ ‫احلل الت�شميني لالإ�شدار الثاين‬ ‫لربنامج ‪ SEWIP‬على جهاز العر�س‬ ‫الربهاين لنظام احلرب الإلكرتونية امل�شرتكة‬ ‫املدجمة‪ ،‬والذي مت ت�شغيله فوق املاء للحد من‬ ‫الأخطار يف ت�شرين الأول‪ /‬اأكتوبر ‪.2010‬‬

‫وت�شتعمل هذه املقاربة املعدات الإلكرتونية‬ ‫التجارية اجلاهزة‪ ،‬موؤمنة للبحرية الأمريكية‬ ‫اأحدث قدرات احلرب الإلكرتونية اخلا�شة‬ ‫ب�شفن ال�شطح‪ ،‬بالإ�شافة اإىل املرونة املعززة‬ ‫لتطوير هذه التكنولوجيا من اأجل مواجهة‬ ‫التهديدات امل�شتجدة‪.‬‬ ‫وكانت �شركة لوكهيد مارتن قد ح�شلت‪،‬‬ ‫يف ت�شرين الثاين‪ /‬اأكتوبر ‪ ،2009‬على عقد‬ ‫اأويل بقيمة ‪ 9.9‬مليون دولر لتطوير ‪SEWIP‬‬ ‫‪ ،Block 2‬مع خيارات اإ�شافية ت�شل اإىل‬ ‫‪ 167‬مليون‪ .‬ويف �شهر متوز‪ /‬يوليو ‪،2010‬‬ ‫طلبت البحرية اإجناز اخليار الأول‪ ،‬وقيمته‬ ‫‪ 51.1‬مليون دولر‪ ،‬موافقة على الت�شميم‬ ‫التمهيدي لالإ�شدار الثاين ‪.Block 2‬‬ ‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٦٥-‬‬

‫جرذ�ن للك�سف عن �لألغام �لأر�سية‬ ‫من املعروف اأن اجلرذان كما الفئران تلعب‬ ‫دوراً مهماً يف البحوث العلمية‪ ،‬لكن اأن‬ ‫تكون منقذاً لالآلف من الب�شر‪ ،‬فهذا‬ ‫اأمر يبدو غريباً لأول وهلة‪ ،‬اإل اأن خرباء‬ ‫متفجرات اأملان وبلجيكيني ي�شتعينون حقاً‬ ‫بهذا احليوان‪ ،‬حيث يتم تدريبه من اأجل‬ ‫ال�شتهداء اإىل الألغام الأر�شية التي‬ ‫زرعت خالل احلروب الأهلية يف العدد‬ ‫من البلدان الإفريقية من اأجل اإزالة دون‬ ‫تفجريها‪ ،‬وبذلك ميكن حماية البيئة من‬ ‫اأ�شرار املواد املتفجرة التي ثبت باأنها اأحد‬ ‫اأهم العنا�شر التي تلحق التلوث بالطبيعة‬ ‫والرتبة‪.‬‬ ‫وتقوم بهذا العمل موؤ�ش�شة اأوبوبو الإن�شانية‬ ‫املتخ�ش�شة يف اإزالة الألغام الأر�شية يف‬ ‫اإفريقيا‪ ،‬ويقول اأحد العاملني فيها‪ ،‬منذ‬ ‫‪-٦٦‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫عام ‪ 2000‬مت تاأ�شي�س حمطة اأبحاث يف‬ ‫تنزانيا‪ ،‬ويف الوقت احلا�شر يعمل فيها نحو‬ ‫‪� 40‬شخ�شاً يقومون بتدريب مائة جرذ‪،‬‬ ‫و كل مدرب من هوؤلء يعمل ب�شكل‬ ‫�شخ�شي مع اجلرذان‪ ،‬من اأجل زيادة‬ ‫الثقة‪.‬‬ ‫وفكرة ال�شتعانة باجلرذان لكت�شاف‬ ‫الألغام الأر�شية جاءت من خالل‬ ‫البحث عن جهاز ا�شت�شعار لكت�شاف‬ ‫الألغام تكون كلفته قليلة وفعا ًل يف‬ ‫الوقت نف�شه‪ ،‬ولكن ميكنه بالدرجة الأوىل‬ ‫اكت�شاف الألغام املعدنية والبال�شتيكية‬ ‫على حد �شواء‪ ،‬فاملتفجرات يف هذا النوع‬ ‫من الألغام ت�شبب تلوثاً للهواء بدرجة‬ ‫عالية‪.‬‬ ‫وعلى رغم الأبحاث الكثرية التي‬

‫اأجريت‪ ،‬فاإن التقنية الوحيدة التي توفرت‬ ‫هي توظيف الكالب التي يجب �شراوؤها‬ ‫اأي�شاً ومببالغ عالية‪ ،‬لذا جاءت املوؤ�ش�شة‬ ‫على فكرة ال�شتعانة باجلرذان الإفريقية‬ ‫الكبرية احلجم التي ميكن اأن تعي�س حتى‬ ‫الثماين �شنوات وهي منت�شرة يف جنوب‬ ‫ال�شحراء الإفريقية‪ ،‬وي�شل وزنها حتى‬ ‫الثالثة كيلوغرامات‪.‬‬ ‫وميزة هذا النوع من اجلرذان اأنه يخزن‬ ‫طعامه حتت الأر�س ويعرث عليه لحقاً من‬ ‫خالل حا�شة �شم متطورة للغاية عنده‪،‬‬ ‫وهي احلا�شة التي تعترب مثالية لكت�شاف‬ ‫الألغام الأر�شية‪ ،‬كما اأن هذه اجلرذان‬ ‫اأثبتت من خالل الأبحاث اأنها متلك‬ ‫اإمكانيات كبرية لكت�شاف الألغام ب�شبب‬ ‫حا�شة ال�شم القوية جداً واإمكانية تروي�شها‬

‫و�شهولة تدريبها‪ .‬اإ�شافة اإىل �شغر حجمها‬ ‫ورخ�س ثمنها واإمكانية نقلها ب�شرعة من‬ ‫مكان اإىل اآخر‪ .‬ومتلك اأي�شاً �شرعة فائقة يف‬ ‫التاأقلم مع اأي بيئة جديدة‪ .‬واملميز لديها‬ ‫اأنه ل ترف�س اإعادة اأداء الوظائف التي‬ ‫تتدرب عليها وتتقنها‪.‬‬ ‫واإىل جانب هذه اخل�شائ�س فاإن هذا النوع‬ ‫مي�شي دائماً واأنفه مالم�س لالأر�س‪ ،‬وهي‬ ‫و�شعية منا�شبة؛ حيث اإن تركيز مادة‬ ‫املتفجرات تكون دائماً يف اأعلى اللغم‪،‬‬ ‫ونتيجة خلفة وزنه فاإن مروره فوق الألغام‬ ‫لن يوؤدي اإىل تفجريها‪ ،‬وعندما يكت�شف‬ ‫اأحد الألغام فاإنه يقوم بحك اأو ق�شم‬ ‫ٍ‬ ‫عندئذ يعرف خبري املتفجرات‬ ‫الرتبة‪،‬‬ ‫مكان اللغم‪ ،‬فيم�شي يف اخلط الذي‬ ‫�شلكه اجلرذ ويزيل بكل هدوء اللغم ومن‬ ‫دون اأن ينفجر‪.‬‬ ‫ولدى هذه اجلراذين القدرة على م�شح‬

‫م�شاحة ت�شل اىل مائة مرت خالل ع�شرين‬ ‫دقيقة‪ ،‬لكن هذه ال�شرعة تختلف من‬ ‫مكان اإىل اآخر وح�شب تربة احلقل الذي‬ ‫زرعت فيه الألغام وطبيعة الألغام نف�شها‪.‬‬ ‫واأثناء عمليات التدريب تكافئ اجلراذين‬ ‫على كل عمل تقوم به بق�شمة من املوز‪،‬‬ ‫اأو عدة وجبات من القول ال�شوداين‪،‬‬ ‫والتدريب نف�شه يبداأ عندما ت�شل اإىل‬ ‫عمر �شتة اأ�شهر‪ ،‬حيث تو�شع يف قنوات‬ ‫زجاجية ت�شتمل كل واحدة منها على‬ ‫ثقبني‪ ،‬الأول يحتوى على املتفجرات‬ ‫والثاين على مواد حمايدة غري �شارة‪،‬‬ ‫وعندما يقوم اأي جرذان بخد�س الثقب‬ ‫الذي يحتوي على املتفجرات فاإن املدرب‬ ‫يدق على الزجاج مب�شرب كريكيت‬ ‫ويعطيه كمكافاأة بع�س الطعام‪ .‬بعدها‬ ‫يو�شع يف قنوات زجاجية اأطول واأطول‪،‬‬ ‫وحتتوي على ثقوب كثرية ت�شتمل على‬

‫اأنواع خمتلفة من املتفجرات وخلطات‬ ‫متنوعة يف القوة‪.‬‬ ‫وبعد مرور �شتة اأ�شابيع تقريباً يتنقل‬ ‫التدريب اإىل اخلارج‪ ،‬حيث يتم ا�شتخدام‬ ‫كريات معدنية مثقبة التي ت�شتخدم يف‬ ‫اإعداد ال�شاي‪ ،‬ومتالأ مبتفجرات وتدفن يف‬ ‫الأر�س‪ ،‬ومن ثم تطلق اجلراذين للبحث‬ ‫عنها‪ ،‬وكلما اكت�شف جرذان اإحدى هذا‬ ‫الكريات تتم مكافاأته باملوز اأو بالفول‬ ‫ال�شوداين‪.‬‬ ‫ويف املرحلة الأخرية ياأتي المتحان‬ ‫«الأعمى» ح�شب ت�شمية املدربني‪،‬‬ ‫حيث ل يعلم املدرب مكان اللغم‪ ،‬واأين‬ ‫و�شعت كريات ال�شاي املثقوبة‪ ،‬وعندما‬ ‫تعرث اجلراذين على مكان املتفجرات فاإن‬ ‫التدريب يف هذه احلالة يكون قد و�شل‬ ‫اإىل نهايته‪ ،‬وميكن اإيكال مهمة البحث‬ ‫عن الألغام الأر�شية اإىل «اجلنود اجلدد»‪.‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٦٧-‬‬

‫تعزيز قدر�ت رجال �لقنا�سة‬ ‫بتطوير طلقات موجهة‬ ‫تبقى فرق القنا�شة من اأكرث القوات فتكاً يف‬ ‫�شاحات القتال‪ ،‬و ُتن�شب اإليها العديد من‬ ‫العمليات وال�شتباكات الناجحة‪ .‬ولكن‬ ‫مهما كانت فعالية فرق القنا�شة هذه‪ ،‬فاإن‬ ‫دقتهم حمدودة ب�شكل اأ�شا�شي من خالل‬ ‫تغري اجتاه‬ ‫بع�س املتغريات الع�شوائية مثل ّ‬ ‫الهواء‪ ،‬وت�شتيت الطلقة بح�شب �شرعتها‬ ‫لدى انطالقها‪ ،‬والختالف بني الر�شا�شة‬ ‫والأخرى‪ .‬ويهدف برنامج «الذخرية البالغة‬ ‫الدقة» ‪ EXACTO‬العائد لوكالة م�شاريع‬ ‫اأبحاث الدفاع املتقدمة – داربا‪DARPA‬‬ ‫اإىل منح املزيد من الدقة والفاعلية لفرق‬ ‫القنا�شة‪ ،‬بينما يزيد من القدرة على‬ ‫حمايتهم لأنف�شهم‪.‬‬ ‫وتقوم داربا عرب برنامج اإيكزاكتو‬ ‫‪ EXACTO‬بتطوير طلقة نارية قابلة للتوجيه‬ ‫انطالقاً من بندقية عيار ‪ .12،7‬واملراد منها‬ ‫حالياً منح القنا�شة القدرة على ال�شتباك‬ ‫مع الأهداف التي تنطلق ب�شرعات فائقة‪،‬‬ ‫ويف �شروط بيئية قا�شية مثل الرياح العالية‬ ‫ال�شرعة‪ ،‬وانطالقاً من م�شافات اأبعد مما هو‬ ‫‪-٦٨‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫ممكن حالياً‪ .‬فمن املمكن زيادة دقة طلقة‬ ‫القنا�شة املوجهة ب�شكل كبري‪ ،‬عرب التعوي�س‬ ‫عن املوؤثرات البيئية املحيطة و�شرعة حترك‬ ‫الهدف‪ ،‬بينما يحد ب�شكل دراماتيكي من‬ ‫فرتة ال�شتباك‪.‬‬ ‫من �شاأن ر�شا�شة ‪ EXACTO‬عيار‬ ‫‪ 12.7‬وتكنولوجيا الت�شويب الب�شري‪،‬‬ ‫اأن ت�شاعف مدى اإطالق الر�شا�شة لي ًال‬ ‫ونهاراً على حد �شواء‪ ،‬باملقارنة مع اأحدث‬ ‫ما مت ابتكاره من اأنظمة القن�س احلالية‪ ،‬اإذ‬ ‫ت�شمح للقنا�شة مبالحقة الأهداف املتحركة‬ ‫حتى يف حال وجود رياح عاتية‪ ،‬كتلك التي‬ ‫ي�شدف وجودها عادة يف اأفغان�شتان‪ .‬وتعترب‬ ‫مالحقة مثل هذا النوع من الأهداف اأمراً‬ ‫م�شتحي ًال عرب التقنيات املعمول بها يف‬ ‫الوقت احلايل‪.‬‬ ‫لن يح�شن هذا النظام فعالية رجال القنا�شة‬ ‫فح�شب‪ ،‬بل من �شاأنه اأن يعزز اأمن القوات‬ ‫املحاربة اأي�شاً‪ ،‬عرب ال�شماح باإطالق النريان‬ ‫من مدى اأبعد واأكرث اأمناً وتق�شري مدة‬ ‫ال�شتباك مع الهدف‪ .‬ويجمع النظام بني‬

‫الطلقة النارية القادرة على املناورة ونظام‬ ‫توجيه حلظي يقوم بتتبع الهدف ويوجه‬ ‫الطلقة نحوه‪ .‬وي�شمل التطور التكنولوجي‬ ‫ت�شميم ودمج وحدات التحكم اجلوي‪،‬‬ ‫وم�شادر الطاقة واأنظمة التوجيه الب�شري‬ ‫وامل�شت�شعرات‪ .‬على اأن تدخل كافة هذه‬ ‫املكونات داخل احليز ال�شغري الذي ل‬ ‫يتعدى ال�شنتمرتين يف ر�شا�شة ‪ ،12.7‬واأن‬ ‫ت�شمم لكي تتحمل بيئة الت�شارع العالية‬ ‫التي تتعر�س لها الر�شا�شة‪.‬‬ ‫بالإ�شافة اإىل ال�شرعة الفائقة والدقة‬ ‫الق�شوى‪� ،‬شوف تزيد طلقات اإيكزاكتو‬ ‫من فر�س �شالمة فرق القنا�شة‪ ،‬عرب توفري‬ ‫جمموعات كبرية من املناطق الأكرث اأمناً‬ ‫لهم لالختفاء ورائها‪ .‬ويهدف الربنامج‬ ‫لتحقيق كل ذلك بينما يتم الإبقاء على‬ ‫تكوين الطاقم من �شخ�شني اأي القنا�س‬ ‫واملراقب‪ ،‬واقت�شار التغيريات على مفاهيم‬ ‫العمليات احلالية‪.‬‬

‫جناح باهر للمدفع �لكهرومغناطي�سي‬ ‫يف حتقيق قدرة نارية على م�سافة بعيدة‬ ‫اأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية‬ ‫عن اإجراء جتربة ناجحة على املدفع‬ ‫الكهرومغناطي�شي ‪Electromagnetic‬‬ ‫‪ Railgun‬الذي يطلق قذائف ل حتتوي‬ ‫على املتفجرات وتدمر اأهدافها من‬ ‫خالل �شربات قوية �شريعة‪ .‬وتطري هذه‬ ‫القذيفة ب�شرعة تعادل عدة اأمثال �شرعة‬ ‫ال�شوت‪.‬‬ ‫واأطلقت قذائف املدفع بقوة ‪33‬‬ ‫ميغاجول من مركز البحرية الأمريكية‬ ‫حلروب ال�شطح يف دالغرن‪.‬‬ ‫وقد برهن هذا الختبار عن اجلدوى‬

‫القتالية لهذه التكنولوجيا‪ ،‬التي من‬ ‫�شاأنها اأن تكون يف يوم من الأيام جزءاً‬ ‫من نظم قتال �شفن البحرية‪ .‬ويفرت�س‬ ‫اأن تت�شلح الأ�شاطيل البحرية الأمريكية‬ ‫بهذه املدافع يف امل�شتقبل‪.‬‬ ‫وتتيح هذه التكنولوجيا اإطالق النار‬ ‫على بعد ‪ 110‬اأميال بحرية‪ ،‬مما يجعل‬ ‫البحارة يف ماأمن من النريان املعادية‪،‬‬ ‫وتعترب هذه ال�شرعة منا�شبة اأي�شاً للدفاع‬ ‫اجلوي وال�شاروخي‪.‬‬ ‫ومن املفرو�س اأن يبلغ مداها املجدي‬ ‫‪ 370‬كيلومرتاً‪ .‬اإل اأن اخلرباء ل يتوقعون‬

‫اأن يتمكن املدفع من تدمري اأهداف على‬ ‫بعد م�شافة كهذه‪.‬‬ ‫و�شيتم العمل يف املراحل املقبلة على‬ ‫اإنقا�س حجم هذا املدفع حتى تقبله‬ ‫مدمرات «دي دي جي ‪ 1000‬زومولت»‬ ‫املطلوب تركيبه فيها‪.‬‬ ‫ول يتوقع اخلرباء اأن تظهر هذه املدافع‬ ‫على منت ال�شفن احلربية الأمريكية‬ ‫قبل عام ‪ 2022‬اأو ‪ .2025‬وقد جتاوزت‬ ‫ميزانيته ‪ 200‬مليون دولر اأمريكي‪.‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٦٩-‬‬

‫‪-٧٠‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٧١-‬‬

‫اآية‪ ..‬وتف�شير‬

‫تف�شري جزء عم‬ ‫�شورة الطارق‬ ‫مكية عدد اآياتها ‪17‬‬

‫ال�ش َما ِء َو َّ‬ ‫الطارِقِ (‪َ )1‬و َما اأَ ْد َر َاك َما ال َّطار ُِق (‪ )2‬ال َّن ْج ُم ال َثّاق ُِب (‪ )2‬اإِن ُك ُّل نَف ٍْ�س َّملَّا َع َل ْي َها‬ ‫َو َّ‬ ‫ال�ش ْل ِب‬ ‫َحاف ٌِظ (‪َ )4‬ف ْل َي ُنظ ِر ْ إِ‬ ‫ال َن�ش ُان ِ َّمم خُ ِلقَ (‪ )5‬خُ ِلقَ مِن َّما ٍء َدا ِفقٍ (‪َ )6‬ي ْخ ُر ُج مِن َب ْ ِني ُّ‬ ‫ال�ش َرا ِئ ُر (‪َ )9‬ف َما َل ُه مِن ُق َّو ٍة َو َل ن َِا�ش ٍر (‪)10‬‬ ‫َو َّ َ‬ ‫الرتائ ِِب (‪ )7‬اإِ ّنَ ُه َع َلى َر ْج ِع ِه َلقَا ِد ٌر (‪َ )8‬ي ْو َم ُت ْب َلى َّ‬ ‫ال�ش ْد ِع (‪ )12‬اإِ ّنَ ُه َل َق ْو ٌل َف ْ�ش ٌل (‪َ )13‬و َما ُه َو بِا ْل َه ْزلِ‬ ‫ال�ش َما ِء َذ ِات ال َّر ْج ِع (‪َ )11‬و َْ أ‬ ‫ال ْر ِ�س َذ ِات َّ‬ ‫َو َّ‬ ‫(‪ )14‬اإِ ّنَ ُه ْم َيكِ يدُ َون َك ْيدًا (‪َ )15‬و َاأكِ يدُ َك ْيدًا (‪َ )16‬ف َم ِّه ِل ا ْل َكا ِف ِر َين َاأ ْم ِه ْل ُه ْم ُر َو ْيدًا (‪)17‬‬

‫الباحث الديني ‪ /‬عبداهلل حممد االأن�شاري‬

‫تقدم معنا يف اآخر �شورة الربوج قوله تعاىل‪( :‬يف لوح حمفوظ) اأي اأن القراآن حمفوظ يف ذلك اللوح عن و�شول ال�شياطني‬ ‫اإليه وذلك بالنجوم الثاقبة‪ ،‬وقد ا�شتملت �شورة الربوج على بيان كيد الكافرين باملوؤمنني‪ ،‬فجاءت �شورة الطارق لتوؤكد‬ ‫للموؤمنني اأن اهلل قادر على حفظ كل فرد من جميع اخلالئق املخالفني واملوافقني‪ ،‬ثم �شيكون هناك يوم يجازي اهلل فيه كال‬ ‫منهم على اأعماله يوم اإحقاق احلقائق وقطع العالئق‪ ،‬فقال مق�شم ًا على ذلك‪:‬‬ ‫(وال�شماء والطارق)‬ ‫اأي اأق�شم بال�شماء وما فيها من النجوم التي تطرق‬ ‫بالليل وتغيب يف النهار لذلك �شميت بالطارق‪ ،‬قال‬ ‫قتادة وغريه‪(:‬اإمنا �شمي النجم طارقا؛ لأنه اإمنا يرى بالليل‬ ‫ويختفي بالنهار‪ .‬ويوؤيده ما جاء يف احلديث ال�شحيح‪:‬‬ ‫نهى اأن يطرق الرجل اأهله طروقا (رواه البخاري) اأي‪:‬‬ ‫ياأتيهم فجاأة بالليل‪.‬ويف احلديث الآخر امل�شتمل على‬ ‫الدعاء‪(:‬اإل طارقا يطرق بخري يا رحمن) انتهى كالمه‪.‬‬

‫‪-٧٢‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫وقيل �شميت هذه النجوم بالطوارق من الطرق مبعنى‬ ‫ال�شرب بوقع و�شدة ي�شمع لها �شوت ومنه املطرقة ثم‬ ‫اأعاد اهلل الق�شم فقال‪:‬‬ ‫(وما اأدراك ما الطارق)‬ ‫واإعادة الق�شم فيها اإ�شارة اإل عظم الأمر وتفخيمه‪،‬‬ ‫وتنبيه على رفعة قدره بحيث ل ينالها اإدراك اخللق فال‬ ‫بد من تلقيها من اخلالق العليم‪ ،‬وفيه ت�شويق لل�شامع‬ ‫ملعرفة حقيقة الأمر املق�شم به‪ ،‬وذكر بع�س املف�شرين‪ :‬اأن‬

‫هذا ال�شم يقع على كل ما طرق لي ًال ‪ ،‬فلم يكن النبي‬ ‫�شلى اهلل عليه و�شلم يدري ما املراد به حتى َت� َبينه بقوله‬ ‫تعاىل‪:‬‬ ‫(النجم الثاقب)‬ ‫اأي اأن الطارق هو النجم الثاقب‪ ،‬و�شمي ثاقبا لأنه يثقب‬ ‫ال�شياطني التي ت�شرتق ال�شمع اإذا اأر�شل عليها قاله‬ ‫ال�شدِّ ي‪ ،‬ومنه قوله تعاىل‪(:‬اإنا ز َّينا ال�شماء الدنيا بزينة‬ ‫الكواكب وحفظاً من كل �شيطان مارد ل ي�شمعون اإىل‬

‫املالإ الأعلى ويقذفون من كل جانب دحوراً ولهم عذاب‬ ‫وا�شب اإل من خطف اخلطفة فاأتبعه �شهاب ثاقب)‬ ‫(ال�شافات‪ .)10-6‬وقيل‪� :‬شمي بالثاقب لأنه يثقب‬ ‫الظالم بنوره املبني املحرق لل�شياطني‪ ،‬قال تعاىل‪(:‬ولقد‬ ‫جعلنا يف ال�شماء بروجاً وزيناها للناظرين وحفظناها من‬ ‫كل �شيطان رجيم اإل من ا�شرتق ال�شمع فاأتبعه �شهاب‬ ‫مبني)(احلجر‪ )21-19‬ثم جاء بعد هذا الق�شم العظيم‬ ‫الذي بني اهلل فيه متام قدرته على حفظ ال�شماء من‬ ‫ال�شيطان تاأكيداً على �شدق الأنبياء واملر�شلني وعباد‬ ‫اهلل ال�شاحلني من كيد الكائدين وظلم املعتدين ولو بعد‬ ‫حني فيثيب املح�شنني ويعاقب امل�شيئني كل بح�شب‬ ‫عمله جاء جواب الق�شم املت�شمن على حفظه �شبحانه‬ ‫وتعاىل لتلك الأعمال فقال جل من قائل‪:‬‬ ‫(اإن كل نف�س ملَّا عليها حافظ)‬ ‫اأي اأن اهلل وكل بكل نف�س مك� َّلفة مالئكة يح�شون‬ ‫عليهم اأعمالهم ويحفظونها ق��ال ت��ع��اىل‪(:‬واإن‬ ‫عليكم حلافظني كراما كاتبني يعلمون ما تفعلون)‬ ‫وعد للمح�شنني‬ ‫(النفطار‪ ،)12-10‬فيكون يف الآية ٌ‬ ‫ووعيد للعا�شني اأن اجلزاء هو يوم الدين‪ .‬وملا كان الكفار‬ ‫ينكرون البعث والن�شور وبعرثت ما يف القبور وحت�شيل‬ ‫ما يف ال�شدور ذك َّرهم اهلل باخللق الأول ليعلم الإن�شان‬ ‫باأم ِر مبدئِه اأم َر معادِه‪ ،‬فاإن من قدر على البتداء قدر‬ ‫على الإعادة من باب الأوىل قال تعاىل‪(:‬وهو الذي يبداأ‬ ‫اخللق ثم يعيده وهو اأهون عليه)(الروم‪ )27‬لذلك جاء‬ ‫الأمر بالتفكر يف ذلك فقال َّ‬ ‫جل من قائل‪:‬‬ ‫(فلينظر االإن�شان مم خلق)‬ ‫اأي من اأي �شيء خلق‪ ،‬ويف ذلك دع��وة من اهلل‬ ‫�شبحانه وتعاىل لكل اإن�شان باأن يتفكر يف خلقه كما قال‬ ‫تعاىل‪(:‬ويف اأنف�شكم اأفال تب�شرون)‪ .‬وملّا كان الإن�شان‬ ‫�شعيفاً عاجزاً ل ينفك عن �شاغل ومفرت‪ ،‬فال يكاد‬ ‫ي�شح له نظر‪ ،‬توىل �شبحانه وتعاىل �شرح ذلك عنه‬ ‫فاأجاب ال�شتفهام بقوله ‪:‬‬ ‫(خلق من ماء دافق)‬ ‫اأي من ماء الرجل ومن ماء املراأة الذي يخرج دفقاً‬ ‫عند اجلماع فيتولد منهما الولد باإذن اهلل‪ ،‬عزوجل‪،‬‬ ‫ومل يقل‪ :‬ماءين اإ�شارة اإىل اأنهما يجتمعان يف الرحم‬ ‫وميتزجان اأ�شد امتزاج بحيث ي�شريان ما ًء واحداً‪ .‬وملَّا‬

‫كان املراد به ماء الرجل وماء املراأة قال‪:‬‬ ‫(يخرج من بني ال�شلب والرتائب)‬ ‫واملراد بال�شلب عظام الظهر عند الرجل وتعرف اليوم‬ ‫بالعمود الفقري قال الإمام البقاعي يف تف�شريه‪(:‬وهو‬ ‫عظم جمتمع من عظام مفلكة اأحكم ربطها غاية‬ ‫الإحكام من لدن الكاهل اإىل عجب الذنب)‪ ،‬واملراد‬ ‫بالرتائب عظام ال�شدر عند املراأة‪ .‬ويف هذا اإ�شارة اإىل متام‬ ‫القدرة على البعث لذلك قال �شبحانه بعدها‪:‬‬ ‫(اإنه على رجعه لقادر)‬ ‫اأي اأن القادر على اأن يخلق الإن�شان من هذا املاء‬ ‫املهني قاد ٌر على اإعادته للح�شاب يوم الدين‪ ،‬واإل كان‬ ‫هذا اخللق العظيم عبثاً تعاىل اهلل عن ذلك علواً كبرياً‪،‬‬ ‫قال تعاىل‪( :‬اأيح�شب الإن�شان اأن يرتك �شدى اأمل يك‬ ‫نطفة من مني مينى ثم كان علقة فخلق ف�شوى فجعل‬ ‫منه الزوجني الذكر والأنثى األي�س ذلك بقادر على اأن‬ ‫يحيي املوتى)(القيامة‪� )40-36‬شبحانك فبلى‪ .‬ثم‬ ‫�شرع اهلل يف بيان حال النا�س يف ذلك اليوم فقال‪:‬‬ ‫(يوم تبلى ال�شرائر)‬ ‫ومعنى تبلى اأي تخترب فيعرف اخلري من ال�شر وتك�شف‬ ‫وتبدو للنا�س‪ ،‬وال�شرائر ما اأُ�شر يف القلوب من العقائد‬ ‫والنيات‪ ،‬وما اأخفى من الأعمال‪ .‬واملراد هنا عر�س‬ ‫الأعمال‪ ،‬ون�شر ال�شحف‪ ،‬فعند ذلك يتميز احل�شن منها‬ ‫والغث من ال�شمني‪ .‬وملا كان الأ�شل اأنه‬ ‫من القبيح‪ّ ،‬‬ ‫من ك ُ�تبت عليه العقوبة اإما اأن يدفعها عن نف�شه بنف�شه‬ ‫اأو بال�شتعانة بغريه نفى اهلل ذلك كله فقال‪:‬‬ ‫(فما له من قوة وال نا�شر)‬ ‫قال الإمام الرازي يف تف�شريه لهذه الآية‪(:‬دلت الآية‬ ‫على اأنه ل قوة للعبد ذلك اليوم‪ ،‬لأن قوة الإن�شان اإما‬ ‫اأن تكون له لذاته اأو م�شتفادة من غريه‪ ،‬فالأول منفي‬ ‫بقوله تعاىل‪(:‬فما له من ق َّوة) والثاين منفي بقوله ‪(:‬ول‬ ‫ِ‬ ‫نا�شر) قال تعاىل‪(:‬يوم ل متلك نف�س لنف�س �شيئاً والأمر‬ ‫يومئذ هلل)‪ .‬وملا ا�شتملت هذه الآيات على الأدلة البينة‬ ‫على قدرته �شبحانه وتعاىل على البعث والن�شور ثبت‬ ‫بذلك اأن القراآن كالم اهلل عزوجل‪ ،‬وثبت اأن كل ما فيه‬ ‫حق اقت�شى احلال الإق�شام على حقيقته قال �شبحانه‪:‬‬ ‫(وال�شماء ذات الرجع)‬ ‫اأق�شم اهلل بال�شماء‪ ،‬وو�شفها بذات الرجع اأي التي تعود‬

‫باملطر يف كل وقت وحني‪ ،‬فتنزل تلك الأمطار على‬ ‫الأر�س فتن�شق و ُتخرج الزرع لذلك قال تعاىل بعدها‪:‬‬ ‫(واالأر�س ذات ال�شدع)‬ ‫و�شميت بذات ال�شدع لت�شدعها وت�شققها عند خروج‬ ‫النبات‪ ،‬ويف هذين الق�شمني اإ�شارة خللق الإن�شان‪ .‬قال‬ ‫الإمام البقاعي يف تف�شريه‪(:‬فكما اأن الرجل ي�شقيها من‬ ‫مائه فت�شدع عن الولد‪ ،‬فكذلك ال�شماء ت�شقي الأر�س‬ ‫فتت�شدع عن النبات وكما اأنها تت�شدع عن النبات بعد‬ ‫فنائه و�شريورته رفاتاً فيعود كما كان فكذلك تت�شدع‬ ‫عن النا�س بعد فنائهم فيعودون كما كانوا باإذن ربها‬ ‫من غري فرق اأ�ش ًال)انتهى كالمه‪ .‬وملا كانت هذه كلها‬ ‫براهني قاطعة ودلئل باهرة �شاطعة على حقيقة القراآن‬ ‫واإتيانه باأعلى البيان‪ ،‬قال تعاىل منبهاً على ذلك‪:‬‬ ‫(اإنه لقول ف�شل)‬ ‫واملعنى اأن القراآن فا�شل بني احلق والباطل‪ ،‬جِ ٌّد لي�س‬ ‫فيه �شيء من اللعب لذلك قال بعدها‪:‬‬ ‫(وما هو بالهزل)‬ ‫بكالم م�شتمل على اللعب الذي ل‬ ‫واملعنى ما هو ٍ‬ ‫طائل حتته بل هو كالم خطري يف حاجة اإىل متعن وتفكري‬ ‫ولكنه العناد الذي جعلهم يكيدون بهذا الدين قال‬ ‫تعاىل‪:‬‬ ‫(اإنهم يكيدون كيدا)‬ ‫يحالون بذلك اإبطال الدين واإطفاء نوره املبني مبختلف‬ ‫الطرق والو�شائل‪ .‬وملا اأخرب اهلل عن كيدهم اأخرب اهلل‬ ‫عزوجل اأنه يكيد بهم فقال‪:‬‬ ‫(واأكيد كيد ًا)‬ ‫با�شتدراجي لهم واإمهالهم لهم يف هذه الدنيا حتى اإذا‬ ‫اأخذهم مل يفلتهم لذلك قال بعدها‪:‬‬ ‫(فمهل الكافرين اأمهلهم رويدا)‬ ‫اأي اأنظرهم قلي ًال حتى ياأتي اأمر اهلل بالأمر بالقتال‪ ،‬قال‬ ‫ال�شدي‪ :‬اأي اأمهلهم حتى اآمر بالقتال‪ .‬واختار بع�شهم‬ ‫ُ‬ ‫اأن يكون املراد اإىل يوم القيامة لأن ما وقع بعد من الأمر‬ ‫بالقتال كالذي وقع يوم بدر ويف �شائر الغزوات مل يعم‬ ‫الكل وما يكون يوم القيامة يعمهم‪ .‬والتقريب باعتبار‬ ‫اأن كل اآت قريب‪.‬‬ ‫انتهى تف�شري �شورة الطارق بحمد اهلل ومنته‬ ‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٧٣-‬‬

‫مكتبة الجندي‬

‫‪-٧٤‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫مواقع الكترونية‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٧٥-‬‬

‫وتلك الأمثال‬

‫وتلك الأمثال‪...‬‬ ‫الباحث الديني ‪/‬عبداهلل محمد االأن�شاري‬

‫اإن الحمد هلل نحمده ون�شتعينه ون�شتغفره ونعوذ باهلل من �شرور اأنف�شنا و‬ ‫�شيئات اأعمالنا ‪ ،‬من يهده اهلل فال م�شل له ‪ ،‬ومن ي�شلل فال هادي له ‪ ،‬واأ�شهد‬ ‫اأن ال اإله اإال اهلل وحده ال �شريك له‪ ،‬واأ�شهد اأن محمد ًا عبده ور�شوله ‪.‬‬ ‫الحقائق ويميط اللثام عن محيا الدقائق‬ ‫اأما بعد‪....‬‬ ‫فاإن المتاأمل لكتاب اهلل عزوجل‪ ،‬و�شنة ويبرز المتخيل في معر�س اليقين ويجعل‬ ‫نبيه �شلى اهلل عليه و�شلم ليجد فيهما كماً الغائب كاأنه �شاهد)‪ ،‬مع ما في المثل من‬ ‫وح�شن‬ ‫كبيراً من الأمثال التي تق ِّرب الحقيقة اإيجا ٍز في اللفظ‪ ،‬واإ�شاب ٍة للمعنى‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وتجعلها �شهلة المنال‪ ،‬ففيها ت�شوير في الت�شبيه‪ ،‬لذلك قال اهلل عزوجل في‬ ‫للمعقول ب�شورة المح�شو�س‪ ،‬اأو ت�شوير كتابه‪(:‬وتلك الأمثال ن�شربها للنا�س لعلهم‬ ‫للمعدوم ب�شورة الموجود‪ ،‬اأو ت�شوير يتفكرون)(الح�شر‪ ،)21‬واعلم اأن الأمثال‬ ‫الم�شاهد‪ ،‬قال الألو�شي نوع من العلم منفرد بنف�شه‪ ،‬ل يقدر على‬ ‫للغائب ب�شورة ُ‬ ‫في تف�شيره‪ (:‬فل�شرب المثل �شاأن ل الت�شرف فيه اإل من اجتهد في طلبه حتى‬ ‫يخفى ونور ل يطفى يرفع الأ�شتار عن وجوه اأحكمه‪ ،‬وبالغ في التما�شه حتى اأتقنه‪ ،‬قال‬ ‫‪-٧٦‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫تعالى‪(:‬وتلك الأمثال ن�شربها للنا�س وما‬ ‫يعقلها اإل العالمون)(العنكبوت‪ ،)43‬قال‬ ‫ال�شوكاني رحمه اهلل‪(:‬وقد تقرر عند علماء‬ ‫البالغة اأن ل�شرب الأمثال �شاأناً عظيماً في‬ ‫اإبراز خفيات المعاني‪ ،‬ورفع اأ�شتار محجبات‬ ‫الدقائق ولهذا ا�شتكثر اهلل من ذلك في‬ ‫كتابه العزيز‪،‬وكان ر�شول اهلل �شلى اهلل‬ ‫عليه و�شلم يكثر من ذلك في مخاطباته‪،‬‬ ‫ومواعظه)‪ .‬لذلك اأردنا اأن نخ�ش�س هذه‬ ‫الورقات لمجموعة من الأمثال‪ ،‬نبدوؤها‬ ‫بمثل من كتاب اهلل عزوجل‪ ،‬ونردفه بمثل‬ ‫من �شنة ر�شول اهلل �شلى اهلل عليه و�شلم‪،‬‬ ‫ونختم بمثل من اأقول العرب واأ�شعارها‪.‬‬

‫اأو ًال‪ :‬من اأمثال القراآن‬ ‫قال تعالى‪(:‬يا اأيها النا�س �شرب مثل‬ ‫فا�شتمعوا له اإن الذين تدعون من دون‬ ‫اهلل لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له واإن‬ ‫ي�شلبهم الذباب �شيئا ل ي�شتنقذوه منه‬ ‫�شعف الطالب والمطلوب وما قدروا اهلل‬ ‫حق قدره اإن اهلل لقوي عزيز)(الحج‪)73‬‬ ‫ه��ذا مثل عظيم �شربه اهلل عزوجل‬ ‫للم�شركين واأمر بال�شتماع والإن�شات‬ ‫اإليه فمن فهمه علم اأن النفع وال�شر‬ ‫بيد اهلل عزوجل ل بيد المخلوقين‪،‬‬ ‫مثل يبين اأن تلك المعبودات على‬ ‫كثرتها واختالف اأ�شكالها واأحجامها لو‬ ‫اجتمعت على خلق الذباب مع �شغر‬ ‫حجمه‪ ،‬ثم تنزل معهم في التحدي ببيان‬ ‫عجزهم عن اأمر اآخر دون الخلق اأي واإن‬ ‫ياأخذ الذباب من طعامهم و�شرابهم اأي‬ ‫�شيء مهما كان لم ي�شتطيعوا ا�شترداده‬ ‫من الذباب‪ ،‬فبذلك تبين �شعف الطالب‬ ‫وهي الأ�شنام مع �شعف المطلوب وهو‬ ‫الذباب‪ .‬وهذا دليل على اأن الم�شركين‬ ‫ما قدروا اهلل حق قدره حيث جعلوا هذه‬ ‫الأ�شنام على نهاية خ�شتها �شريكة له‬ ‫في العبودية وهو القوي الذي ل يتعذر‬ ‫عليه فعل �شيء و العزيز الذي ل يقدر‬ ‫اأحد على مغالبته‪ ،‬فاأي حاجة اإلى القول‬ ‫بال�شريك قال الإمام ابن القيم رحمه اهلل‬ ‫تعالى‪ (:‬وذلك اأن المعبود اأقل درجاته‬

‫اأن يقدر على اإيجاد ما ينفع عابده واإعدام‬ ‫ما ي�شره والآلهة التي يعبدها الم�شركون‬ ‫من دون اهلل لن تقدر على خلق ذباب‬ ‫ولو اجتمعوا كلهم لخلقه فكيف ما هو‬ ‫اأكبر منه‪ ،‬ول يقدرون على النت�شار‬ ‫من الذباب اإذا �شلبهم �شيئا مما عليهم‬ ‫من طيب ونحوه في�شتنقذونه منه فال‬ ‫هم قادرون على خلق الذباب الذي هو‬ ‫من اأ�شعف الحيوان ول على النت�شار‬ ‫منه وا�شترجاع ما �شلبهم اإياه فال اأعجز‬ ‫من هذه الآلهة ول اأ�شعف منها فكيف‬ ‫ي�شتح�شن عاقل عبادتها من دون اهلل‬ ‫تعالى)انتهى كالمه‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬من اأمثال ال�شنة النبوية‬ ‫عن اأبي مو�شى عن النبي �شلى اهلل عليه‬

‫و�شلم قال‪( :‬اإن الموؤمن للموؤمن كالبنيان‬ ‫ي�شد بع�شه بع�شا و�شبك اأ�شابعه)(متفق‬ ‫عليه)‪ ،‬وع��ن النعمان بن ب�شير قال‪:‬‬ ‫قال ر�شول اهلل �شلى اهلل عليه و�شلم‪:‬‬ ‫(ترى الموؤمنين في تراحمهم وتوادهم‬ ‫وتعاطفهم كمثل الج�شد اإذا ا�شتكى‬ ‫ع�شوا تداعى له �شائر ج�شده بال�شهر‬ ‫والحمى)(متفق عليه)‬ ‫في هذين الحديثين مثل عظيم �شربه‬ ‫اهلل عزوجل ليحث الموؤمنين على التواد‬ ‫والتراحم والتعا�شد بينهم في غير اإثم‬ ‫ول مكروه‪ .‬ففي المثل الأول �شبه النبي‬ ‫�شلى اهلل عليه و�شلم تعا�شد الموؤمنين‬ ‫وتكاتفهم بالبنيان ال��ذي ي�شد بع�س‬ ‫اأجزائه البع�س الآخر‪ ،‬وزيادة في البيان‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٧٧-‬‬

‫بعد المقال اأكد �شلى اهلل عليه و�شلم‬ ‫ذلك بالحال ف�شبك بين يديه‪ ،‬وي�شتفاد‬ ‫منه اأن الذي يريد المبالغة في اأقواله‬ ‫يمثلها بحركاته ليكون اأوق��ع في نف�س‬ ‫ال�شامع‪.‬‬ ‫وف��ي المثل الثاني �شبه النبي �شلى‬ ‫اهلل عليه و�شلم الموؤمنين حال كونهم‬ ‫متراحمين متوادين متعاطفين بالج�شد‬ ‫الذين من طبيعته اأنه اإذا ا�شتكى ع�شو‬ ‫م��ن اأع�شائه ت��داع��ى لذلك الع�شو‬ ‫�شائر الج�شد فتنت�شر فيه الحمى‪ .‬وفيه‬ ‫قوله (تداعى له) اإ�شارة اإلى التنا�شر‬ ‫فكاأن كل ع�شو يدعو الآخ��ر ليتفاعل‬ ‫مع ذل��ك الع�شو المري�س‪ ،‬وف��ي هذا‬ ‫المعنى العظيم جاءت الكثير من الآيات‬ ‫الكريمة والأحاديث ال�شحيحة منها قوله‬ ‫تعالى‪(:‬اإنما الموؤمنون اإخوة فاأ�شلحوا‬ ‫بين اأخويكم)(الحجرات‪ )10‬وقوله‬ ‫تعالى‪(:‬الموؤمنون والموؤمنات بع�شهم‬ ‫اأولياء بع�س ياأمرون بالمعروف وينهون عن‬ ‫المنكر ويقيمون ال�شالة ويوؤتون الزكاة‬ ‫ويطيعون اهلل ور�شوله اأولئك �شيرحمهم‬ ‫اهلل)(ال��ت��وب��ة‪ ،)71‬وف��ي الحديث قوله‬ ‫كرج ٍل‬ ‫�شلى اهلل عليه و�شلم‪ (:‬الموؤمنونَ ُ‬ ‫واح��دٍ )(رواه م�شلم) وعنه اأي�شاً قوله‪:‬‬ ‫(الم�شلمونَ‬ ‫كرجل واحد اإذا ا�شتكى‬ ‫ٍ‬ ‫عي ُنه ‪ ،‬ا�شتكى ك ُّل ُه‪ ،‬واإنْ ا�ش َتكى را ُأ�شه ‪،‬‬ ‫‪-٧٨‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫ا�شتكى ك ُّله)‪ ،‬وفي م�شند الإمام اأحمد‬ ‫قوله �شلى اهلل عليه و�شلم‪ (:‬الموؤمن من‬ ‫الج َ�شدِ‬ ‫ا ِ‬ ‫أهل الإيمانِ بم ْنزل ِة ال َّرا ِأ�س م َِن َ‬ ‫أهل الإيمانِ كما ياأْ َل ُم‬ ‫ؤمن ل ِ‬ ‫‪ ،‬ياأْ َل ُم المو ُ‬ ‫الج َ�شد لِما في ال َّراأْ ِ�س) وفي ال�شحيحين‬ ‫َ‬ ‫قوله �شلى اهلل عليه و�شلم‪ (:‬ل ُيوؤْم ُِن‬ ‫يحب‬ ‫اأح��دُ ك��م حتى َّ‬ ‫يحب لأخيه ما ُّ‬ ‫لنف�شه)‪ .‬والأحاديث في هذا المعنى‬ ‫كثيرة‪ ،‬فن�شاأل اهلل عزوجل اأن يوحد اأمة‬ ‫الأمة الإ�شالم واأن يجمع كلمتها على‬ ‫الحق والدين برحمته �شبحانه اإنه اأرحم‬ ‫الراحمين‪.‬‬ ‫ثــالــثــ ًا‪ :‬مــن اأمـــثـــال الــعــرب‬ ‫و اأ�شعارهم‬ ‫قال علي ر�شي اهلل عنه وهو يو�شي‬ ‫اأولده‪:‬‬ ‫(ي��ا َب� ِّن َي اأو�شيكم‬ ‫بتقوى اهلل في الغيب‬ ‫وال�����ش��ه��ادة‪ ،‬وكلمة‬ ‫ال��ح��ق ف��ي ال��ر���ش��ا‬ ‫والغ�شب‪ ،‬والق�شد‬ ‫ف��ي الغنى والفقر‪،‬‬ ‫والعدل في ال�شديق‬ ‫والعدو‪ ،‬والعمل في‬ ‫الن�شاط والك�شل‪،‬‬ ‫والر�شا عن اهلل في‬ ‫ال�شدة وال��رخ��اء‪ ،‬يا‬

‫بني ما �شر بعده الجنة ب�شر‪ ،‬ول خير‬ ‫بعده النار بخير‪ ،‬وكل نعيم دون الجنة‬ ‫حقير‪ ،‬وكل بالء دون النار عافية‪ ،‬يا‬ ‫بني من اأب�شر عيب نف�شه ا�شتغل عن‬ ‫عيب غيره‪ ،‬ومن ر�شي بما ق�شم اهلل‬ ‫له لم يحزن على ما فاته‪ ،‬ومن �شل‬ ‫�شيف البغي قتل به‪ ،‬ومن حفر لأخيه‬ ‫بئراً وقع فيها‪ ،‬ومن هتك حجاب اأخيه‬ ‫هتكت عورات بنيه‪ ،‬ومن ن�شي خطيئته‬ ‫ا�شتعظم خطيئة غيره‪ ،‬ومن اأعجب‬ ‫براأيه �شل‪ ،‬ومن ا�شتغنى بعقله زل‪،‬‬ ‫ومن تكبر على النا�س ذل‪ ،‬ومن خالط‬ ‫الأن��ذال احتقر‪ ،‬ومن دخل مداخل‬ ‫ال�شوء اتهم‪ ،‬ومن جال�س العلماء وقر‪،‬‬ ‫ومن مزح ا�شتخف به‪ ،‬ومن اأكثر من‬ ‫�شيء عرف به‪ ،‬ومن كثر كالمه كثر‬ ‫خطوؤه وقل حياوؤه‪ ،‬ومن قل حياوؤه قل‬ ‫ورعه‪ ،‬ومن قل ورعه مات قلبه‪ ،‬ومن‬ ‫مات قلبه دخل النار‪ .‬يا بني الأدب‬ ‫ميزان الرجل‪ ،‬وح�شن الخلق خير‬ ‫قرين‪ ،‬يا بني العافية ع�شرة اأجزاء‪:‬‬ ‫ت�شعة منها في ال�شمت اإل عن ذكر‬ ‫اهلل تعالى‪ ،‬وواحدة في ترك مجال�شة‬ ‫ال�شفهاء‪ ،‬يا بني زينة الفقر ال�شبر‪،‬‬ ‫وزينة الغنى ال�شكر‪ .‬يا بني ل �شرف‬ ‫اأعلى من الإ�شالم ول كرم اأعز من‬ ‫التقوى ول �شفيع اأنجح من التوبة‪،‬‬ ‫ول لبا�س اأجمل من العافية‪ .‬يا بني‬ ‫الحر�س مفتاح التعب ومطية الن�شب)‬

‫حدث في مثل هذا ال�شهر‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٧٩-‬‬

‫زاوية على الحياة‬

‫اآداب واأحكام ال�سفر‬ ‫اإعداد الباحثة ‪ /‬اليازيه علي الكعبي‬

‫اأنعم اهلل على هذه االأمة بنعم كثرية وخ�شها مبزايا فريدة وجعلها خري اأمة‬ ‫اأخرجت للنا�س تاأمر باملعروف وتنهى عن املنكر وتوؤمن باهلل‪ .‬زمن اأعظم‬ ‫هذه النعم اأن اأمرت ال�شريعة االإ�شالمية باحلفاظ على دين املرء ودرئه عن‬ ‫الفنت وال�شبهات وال�شهوات وعدم تطلعه اإليها‪ ،‬يقول النبي �شلى اهلل عليه‬ ‫و�شلم‪":‬ومن ا�شت�شرف اإليها ‪ -‬اأي الفنت ‪ -‬اأخذته "(رواه االإمام البخاري)‪.‬‬ ‫وقد افتنت بع�س النا�س بال�شفر اإىل بالد الكفار‬ ‫مع ّر�شني دينهم واأرواحهم للهفوات واملخاطر‬ ‫وم�شائد املحتالني‪ ،‬ولقد هياأ اهلل لبع�س النا�س‬ ‫ال�شفر اإىل هناك لقب�س اأرواحهم يف تلك‬ ‫الديار‪ ،‬قال �شلى اهلل عليه و�شلم‪":‬اإذا ق�شى‬ ‫اهلل للعبد اأن ميوت باأر�س جعل له اإليها‬ ‫حاجة"(رواه الإمام الرتمذي و�شححه)‪.‬‬ ‫�شبب ت�شميته �شفر ًا‪:‬‬ ‫ُ�ش ِّمي ال�شفر �شفرا لأن��ه ُي�شفر عن وجوه‬ ‫امل�شافرين واأخالقهم فيظهر ما كان خافيا منها‪.‬‬ ‫(ل�شان العرب‪/‬لبن منظور)‪.‬‬ ‫ُيروى اأن اأمري املوؤمنني عمر ر�شي اهلل عنه اإذا‬ ‫�شهد عنده رجل ل يعرفه �شاأل عنه ومما ي�شاأل‬ ‫املزكي عنه‪ :‬اأ�شافرت معه؟ فقد �شهد �شاهدان‬ ‫‪-٨٠‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫عنده فقال لهما‪ :‬اإين ل اأعرفكما ول ي�شركما‬ ‫اأن ل اأعرفكما ائتيا مبن يعرفكما‪ .‬فاأتيا برجل‪.‬‬ ‫فقال عمر‪ :‬كيف تعرفهما؟ قال‪ :‬بال�شالح‬ ‫والأمانة‪ .‬قال‪ :‬هل كنت جارا لهما؟ قال‪:‬‬ ‫ل‪.‬قال‪:‬هل �شحبتهما يف ال�شفر الذي ي�شفر‬ ‫عن اأخالق الرجال؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فاأنت ل‬ ‫تعرفهما ائتيا مبن يعرفكما(ال�شنن الكربى‪/‬‬ ‫للبيهقي)‪.‬‬ ‫اأنواع ال�شفر‪:‬‬ ‫ينق�شم ال�شفر اإىل خم�شة اأق�شام هي‪:‬‬ ‫‪.1‬ال�شفر احلرام‪ ،‬كاأن ينوي امل�شلم ال�شفر لفعل‬ ‫ما حرمه اهلل عزوجل من اأفعال اأو كل ما نهى‬ ‫عنه النبي �شلى اهلل عليه و�شلم‪،‬مثل‪ :‬ال�شفر‬ ‫لتجارة اخلمر‪ ،‬اأو ال�شفر لتيان الفاح�شة‪ ،‬اأو‬

‫ا�س ر�شي‬ ‫�شفر املراأة دون حمرم لها‪،‬عن ابن َع َّب ٍ‬ ‫اهلل عنهما قال‪� :‬شمعت النبي �شلى اهلل عليه‬ ‫و�شلم َي ْخ ُط ُب يقول‪":‬ل َي ْخ ُل َونَّ َر ُج ٌل بِا ْم َراأَ ٍة‬ ‫حم َر ٍم ول ُت َ�شاف ِْر ا ْملَ� ْ�راأَ ُة اإل مع‬ ‫اإل َو َم َع َها ُذو َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫حم َر ٍم" َ‪،‬فقَا َم َر ُج ٌل فقال‪ :‬يا َر ُ�ش َ‬ ‫ول ِ‬ ‫اهلل ِاإنَّ‬ ‫ذِي َ ْ‬ ‫ا ْم َراأَتِي َخ َر َج ْت َح َّاج ًة واأين ا ْك ُت ِت ْب ُت يف َغ ْز َو ِة‬ ‫َك َذا َو َك َذا قال‪":‬انْ َطل ِْق ف َُح َّج مع ا ْم َراأَت َِك"(رواه‬ ‫الإمام م�شلم)‪.‬‬ ‫‪.2‬ال�شفر الواجب‪ ،‬مثل‪ :‬ال�شفر لأداء فري�شة‬ ‫احلج‪ ،‬اأو العمرة الواجبة‪ ،‬اأو ال�شفر للجهاد يف‬ ‫�شبيل اهلل‪ ،‬اأو ل�شلة الرحم اأو زيارة مري�س‪.‬‬ ‫‪.3‬ال�شفر امل�شتحب‪ ،‬مثل ‪ :‬ال�شفر للعمرة‬ ‫غري الواجبة‪ ،‬اأو ال�شفر حلج التطوع‪ ،‬اأو جهاد‬ ‫التطوع‪.‬‬ ‫‪ �4‬ال�شفر املباح‪ ،‬مثل ال�شفر للتجارة املباحة‪،‬اأو‬ ‫لل�شيد والنزهة‪ ،‬وكل اأمر مباح‪ .‬قال الإمام‬ ‫ال�شافعي رحمه اهلل‪:‬‬ ‫تغ َّرب عن الأوطان يف طلب العلى‬ ‫و�شافر ففي الأ�شفار خم�س فوائد‬ ‫واكت�شاب معي�ش��ة‬ ‫َت َف ُّرج ه ٍّم‬ ‫ُ‬ ‫آداب و�شحب ُة ماجد‬ ‫وعل� ٌم وا ٌ‬

‫‪ �5‬ال�شفر املكروه‪ ،‬مثل ‪� :‬شفر الإن�شان وحده‬ ‫بدون رفقة اإل يف اأمر لبد منه؛ لقوله �شلى اهلل‬ ‫عليه و�شلم ‪":‬لو يعلم النا�س ما يف الوحدة ما‬ ‫اأعلم ما �شار راكب بليل وحده"(رواه الإمام‬ ‫البخاري)‪.‬‬ ‫فهذه اأن��واع ال�شفر التي ذكرها اأهل العلم‪،‬‬ ‫فيجب على كل م�شلم اأن ل ي�شافر اإىل �شفر‬ ‫حمرم‪ ،‬وينبغي له اأن ل يتعمد ال�شفر املكروه‪،‬‬ ‫بل يقت�شر يف جميع اأ�شفاره على ال�شفر‬ ‫الواجب‪ ،‬وامل�شتحب‪ ،‬واملباح‪.‬‬ ‫خماطر ال�شفر اإىل اخلارج‪:‬‬ ‫‪.1‬من اأ�شد اأ�شرار ال�شفر للخارج التاأثري على‬ ‫عقيدة امل�شلمني‪ ،‬من مولة للكفار والتق ّرب‬ ‫اإليهم والت�شبه بهم يف ملب�شهم واأخالقهم‪،‬‬ ‫والنبي �شلى اهلل عليه و�شلم يقول‪":‬من ت�ش ّبه‬ ‫بقوم فهو منهم"(رواه الإم��ام اأحمد)‪ .‬فال‬ ‫يجوز الت�ش ّبه بهم وكم من النا�س حني �شافروا‬ ‫اأحبوا الكفار واأحبوا ديارهم والر�شول �شلى‬ ‫اهلل عليه و�شلم يقول‪":‬املرء مع من اأحب"‬ ‫(رواه البخاري)‪.‬‬ ‫‪.2‬لتهاون باأداء الفرائ�س والنوافل‪ ،‬فاملوؤمن‬ ‫قوي باإخوانه امل�شلمني فمتى ما بعد عنهم فقد‬ ‫ي�شعف ويت�شاهل باأداء الواجبات عن اأبي‬ ‫الدرداء ر�شي اهلل عنه قال‪�:‬شمعت ر�شول اهلل‬ ‫�شلى اهلل عليه و�شلم يقول‪":‬ما مِن ثالثة يف‬ ‫قرية ول بدو ل تقام فيهم ال�شالة اإل قد‬ ‫ا�شتحوذ عليهم ال�شيطان فعليكم باجلماعة فاإمنا‬ ‫ياأكل الذئب من الغنم القا�شية" (رواه اأحمد‬ ‫واأبو داود والن�شائي)‪.‬‬ ‫‪.3‬العمل على انحراف �شباب امل�شلمني‬ ‫واإ�شاللهم‪ ،‬عن طريق تهيئة اأ�شباب الف�شاد‬ ‫وجعلها يف متناول اليد‪ ،‬يقول ال�شيخ حممد‬ ‫بن �شالح العثيمني ‪-‬يرحمه اهلل‪ -‬يف املجموع‬ ‫الثمني‪":-‬فاأما بعث الأحداث �شغار ال�شن‬ ‫وذوي العقول ال�شغرية فهو خطر عظيم على‬ ‫دينهم وخلقهم و�شلوكهم‪ ،‬ثم هو خطر على‬ ‫اأمتهم التي �شريجعون اإليها وينفثون فيها‬ ‫ال�شموم التي نهلوها من اأولئك الكفار‪ ،‬كما‬ ‫�شهد وي�شهد به الواقع‪ ،‬وما مثل بعث هوؤلء اإل‬ ‫كمثل تقدمي النعاج للذئاب ال�شارية"‪.‬‬ ‫‪.4‬اإن من الآثار ال�شلبية املرتتبة على ال�شفر‬

‫للخارج �شرف الأموال الباهظة يف غري حملها‬ ‫حيث تنفق فيما يغ�شب اهلل تعاىل‪ ،‬من �شرب‬ ‫اخلمر واإتيان الفواح�س واملنكرات‪،‬ويف ذلك‬ ‫ول �شك دعم لقت�شاد تلك البلدان‪ ،‬واإعانة‬ ‫لهم‪.‬‬ ‫‪.5‬لتعود على عدم الكرتاث بالدين وعدم‬ ‫اللتفات لآداب��ه واأوام��ره‪ ،‬خا�شة مع كرثة‬ ‫مظاهر الفجور والف�شاد يف البلدان الأجنبية‪،‬‬ ‫فاإذا �شافر نظر لهذه املنكرات والنظر �شهم‬ ‫م�شموم من �شهام اإبلي�س ولو مل يكن يف ال�شفر‬ ‫اإل روؤية املنكرات وعدم القدرة على تغيريها‬ ‫لكفى ومع ا�شتمرار النظر اإىل مظاهر ال�شفور‬ ‫والتربج ياألف الناظر هذه املنكرات لت�شبح‬ ‫اأمراً معتاداً‪ .‬قال تعاىل‪(:‬قُلْ ِل ْل ُم ْوؤ ِم ِن َني َيغ ُُّ�شوا‬ ‫وج ُه ْم َذل َِك َ اأ ْز َكى‬ ‫م ِْن اأَ ْب َ�شارِهِ ْم َو َي ْحف َُظوا ُف ُر َ‬ ‫َل ُه ْم اإِنَّ َّ َ‬ ‫اهلل َخ ِب ٌري مبِ َا َي ْ�ش َن ُعونَ َوقُلْ ِل ْل ُموؤْ ِم َن ِات‬ ‫وج ُه َّن َول‬ ‫َي ْغ ُ�ش ْ�ش َن م ِْن َاأ ْب َ�شارِهِ َّن َو َي ْحف َْظ َن ُف ُر َ‬ ‫ُي ْبدِ َين زِي َن َت ُه َّن ِاإ َّل َما َظ َه َر ِم ْن َها)(�شورة النور‪،‬‬ ‫الآيتان‪.)31-30:‬‬ ‫‪.6‬تنمية روح الإعجاب والنبهار بح�شارة‬ ‫الغرب‪ ،‬مما يكون له الأثر ال�شلبي يف جتنيد‬ ‫ال�شباب امل�شلم ليكونوا من‬ ‫دع��اة التغريب يف بالدهم‬ ‫بعد عودتهم من هذه الرحلة‬ ‫وت�شبعهم باأفكار الغرب وعاداته‬ ‫وطرق معي�شته‪.‬‬ ‫‪.7‬ال�شفر اإىل اخل��ارج نقطة‬ ‫انطالق نحو الإدمان والإ�شابة‬ ‫بالكثري من الأمرا�س اخلطرية‬ ‫التي توؤدي اإىل الفتك ب�شبابنا‬ ‫امل�شلم‪ ،‬لتوافر املال يف اأيدي‬ ‫ال�شباب الباحث عن الت�شلية‬ ‫والرتفيه اأياً كان نوعه‪ ،‬والبعد‬ ‫عن الأه��ل وغياب الرقابة‬ ‫الأ���ش��ري��ة واملجتمعية‪،‬حب‬ ‫ال�شتطالع والتجربة لدى‬ ‫الكثري من �شبابنا‪.‬‬ ‫‪.8‬ومن املنكرات التي يقع‬ ‫فيها البع�س‪:‬الت�شاهل يف‬ ‫م�شاألة احلجاب وال�شرت بحجة‬ ‫ٍ‬ ‫واختالط‬ ‫ال�شفر وال�شياحة‪،‬‬ ‫واحتكاكٍ بالرجال يف الأماكن‬

‫العامة واحلدائق واملنتزهات دون حتفظ اأو‬ ‫احرتاز‪،‬وال�شهر ولو يف فعل مباح ثم ت�شييع‬ ‫�شالة الفجر واأحياناً �شالة الظهر‪ ،‬ومن‬ ‫املنكرات اأي�شاً الت�شاهل يف م�شاألة الأ�شواق‬ ‫والدخول فيها لغري حاجة‪ ،‬وهي من اأبغ�س‬ ‫البقاع اإىل اهلل كما �شح اخلرب بذلك عن ر�شول‬ ‫اهلل �شلى اهلل عليه و�شلم‪.‬‬ ‫اآداب ال�شفر واأحكامه‪:‬‬ ‫لل�شفر اآداب عديدة منها‪:‬‬ ‫‪�.1‬شالح النية واأن ينوي ب�شفره ال ُق َرب‬ ‫والطاعات‪ ،‬واإن مما يوؤجر عليه امل�شلم النية‬ ‫ال�شاحلة يف بع�س اأ�شفاره كاأن ي�شد الرحل‬ ‫اإىل طلب العلم‪ ،‬اأو الدعوة يف �شبيل اهلل‪ ،‬اأو اأن‬ ‫ينوي بهذا ال�شفر اأن ين�شط نف�شه ويبعد عنها‬ ‫امللل حتى تعود للعمل ال�شالح والعلم والدعوة‬ ‫بهمة عالية‪،‬واإن من الأمور التي ينبغي مراعاتها‬ ‫‪:‬احلذر من النية ال�شيئة كالنية لفعل املع�شية اأو‬ ‫مقارفة املنكر‪ ،‬فاهلل اأعلم مبا تو�شو�س به النفو�س‬ ‫ويعلم خائنة الأعني وما تخفيه ال�شدور‪.‬‬ ‫‪.2‬م�شاورة كل من يعلم منه الن�شيحة‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٨١-‬‬

‫واخلرب ويوثق بدينه‪ ،‬جاء اإىل النبي �شلى‬ ‫اهلل عليه و�شلم رجل‪ ،‬فقال‪":‬يا ر�شول اهلل‪،‬‬ ‫اإين اأري��د �شفراً‪ ،‬ف��ز ّودين؟ فقال‪":‬ز ّودك‬ ‫اهلل التقوى"‪ ،‬قال‪ :‬زدين‪ ،‬قال‪":‬وغفر لك‬ ‫ذنبك"‪،‬قال‪:‬زدين‪،‬قال‪":‬وي�شر لك اخلري‬ ‫ّ‬ ‫حيثما كنت"(ال�شنن الكربى للبيهقي)‪.‬فاإن‬ ‫عزم على ال�شفر ت�شرع له ال�شتخارة‪.‬‬ ‫‪.3‬مما ي�شتحب للم�شلم عموماً ومن اأراد ال�شفر‬ ‫الو�شية ففي ال�شحيح اأنه �شلى اهلل عليه‬ ‫و�شلم قال‪َ ":‬ما َح ُّق ا ْم�رِئٍ ُم ْ�شل ٍِم َل ُه �شيء‬ ‫ُي ِ‬ ‫ِيت َث َال َث َل َيالٍ اإِ َّل َو َو ِ�ش َّي ُت ُه عِ ْن َد ُه‬ ‫و�شى فِي ِه َيب ُ‬ ‫َّ‬ ‫َم ْك ُتو َبةٌ"‪،‬ق ََال َع ْب ُد ِ‬ ‫اهلل ْب ُن ُع َم َر َما َم َّر ْت َع َل َّى‬ ‫َّ‬ ‫َل ْي َل ٌة ُم ْن ُذ َ�شمِ ْع ُت َر ُ�ش َ‬ ‫ول ِ‬ ‫اهلل ‪�-‬شلى اهلل عليه‬ ‫و�شلم‪ -‬ق ََال َذل َِك ِاإ َّل وعندي و�شيتي"(ال�شنن‬ ‫الكربى للبيهقي)‪ ،‬فمن كانت له اأو عليه‬ ‫حقوق كانت كتابة الو�شية واجبة يف حقه‪،‬واإل‬ ‫فهي م�شتحبة‪ .‬وينبغي عليه اأي�شاً اأن يق�شي ما‬ ‫عليه من دين‪.‬فجملة من النا�س يف وقتنا احلايل‬ ‫ي�شتدين ويثقل كاهله بالديون والفوائد الربوية‬ ‫لي�شافر ويتنزه بينما الواجب اأداء الدين واإبراء‬ ‫الذمة منه ل زيادته‪.‬‬ ‫‪.4‬احلذر من ت�شييع الفرائ�س وال�شلوات اأثناء‬ ‫ال�شفر‪ ،‬واأداء الواجبات كالهتمام بالزوجة‬ ‫والأبناء والعمل‪ ،‬وحري بامل�شلم الغرية على‬ ‫املحارم والأعرا�س يف ال�شفر‪ ،‬واأن يحفظ‬ ‫اأهله يف الأ�شواق واملتنزهات وغريها‪ ،‬جاء‬

‫‪-٨٢‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫عن ر�شول اهلل �شلى اهلل عليه و�شلم اأنه قال‬ ‫يوماً لأ�شحابه‪":‬اإن دخل اأحدكم على اأهله‬ ‫ووج��د ما يريبه ي�شهد اأربعاً"‪ ،‬فقام �شعد‬ ‫بن معاذ متاأثراً فقال‪ :‬يا ر�شول اهلل‪ :‬اأاأدخل‬ ‫على اأهلي فاأجد ما يريبني اأنتظر حتى اأ�شهد‬ ‫اأربعاً؟ ل والذي بعثك باحلق !! اإن راأيت ما‬ ‫يريبني منه‪ ،‬اأهلي لأطيحن بالراأ�س عن اجل�شد‬ ‫ولأ�شربن بال�شيف غري م�شفح وليفعل اهلل بي‬ ‫بعد ذلك ما ي�شاء‪ ،‬فقال‪:‬اأتعجبون من غرية‬ ‫�شعد؟ واهلل لأنا اأغري منه‪ ،‬واهلل اأغري مني‪ ،‬ومن‬ ‫اأجل غرية اهلل حرم الفواح�س ما ظهر منها وما‬ ‫بطن"(متفق عليه)‪.‬‬ ‫‪.5‬احلذر من ارتياد الأماكن املحرمة التي‬ ‫يكرث فيها الف�شق وال�شالل واإتيان املنكرات‪،‬‬ ‫قال �شلى اهلل عليه و�شلم قوله‪":‬من ح�سن‬ ‫اإ�شالم املرء تركه ما ل يعنيه" (رواه الإمام‬ ‫مالك يف املوط أا والرتمذي واب��ن ماجه)‪.‬‬ ‫قال ابن تيمية‪":‬لي�س لالإن�شان اأن يح�شر‬ ‫الأماكن التي ي�شهد فيها املنكرات ول ميكنه‬ ‫الإنكار اإل ملوجب �شرعي ‪ ....‬فاأما ح�شوره‬ ‫ملجرد الفرجة واإح�شار امراأته ت�شاهد ذلك‬ ‫فهذا مما يقدح يف عدالته ومر واأته اإذا اأ�شر‬ ‫عليه"‪.‬‬ ‫‪.6‬البعد ع��ن الإ���ش��راف والتبذير‪،‬قال‬ ‫ُ‬ ‫تعاىل‪(:‬وكلو ْا َوا�شْ َر ُبو ْا َو َل ُت ْ�ش ِر ُفو ْا اإِ َّن ُه َل ُيحِ ُّب‬ ‫ا ْملُ ْ�ش ِر ِف َني)(�شورة الأعراف‪،‬الآية‪.)31:‬‬

‫‪.7‬احلر�س على اإتباع ال�شنة يف ال�شفر ومعرفة‬ ‫هديه �شلى اهلل عليه و�شلم القتداء به‪،‬ومن‬ ‫ذلك‪:‬اأنه �شلى اهلل عليه و�شلم كان يودع‬ ‫اأهل بيته واأ�شحابه اإذا اأراد ال�شفر‪ ،‬وكان‬ ‫يخرج اأول النهار من يوم اخلمي�س اإذا عزم‬ ‫على ال�شفر‪ ،‬وياأمر اأ�شحابه اإذا كانوا ثالثة‬ ‫فاأكرث اأن يوؤمروا عليهم اأحدهم واإطاعته يف‬ ‫غري مع�شية‪ ،‬ونهى اأن ي�شافر الإن�شان وحده‬ ‫فاإنه عر�شة للوقوع يف املحرمات لذا لبد من‬ ‫اختيار ال�شحبة ال�شاحلة التي تعينه على‬ ‫الطاعة وتبعده عن مواطن ال�شبهات‪ ،‬ومن‬ ‫الأمور امل�شتحبة يف ال�شفر الدعاء واملحافظة‬ ‫على الأذكار؛فال�شفر موطن من مواطن اإجابة‬ ‫الدعاء فعلى امل�شافر ا�شتغالل هذه الفر�شة‬ ‫بالدعاء‪ ،‬وا�شتحباب رجوع امل�شافر لأهله بعد‬ ‫ق�شاء حاجته وعدم الإطالة‪.‬‬ ‫هم�شة اأخوية‪ :‬يف نهاية املطاف على‬ ‫الأخ امل�شلم اأن ي�شع بني ن�شب عينه ال�شفر‬ ‫الأخ��ري‪ ،‬وهو النتقال من هذه الدنيا اإىل‬ ‫الدار الآخرة قال تعاىل‪(ُ :‬ك ُّل َم ْن َع َل ْي َها فَانٍ‬ ‫َو َي ْبقَى َو ْج ُه َر ِّب َك ُذو ْ َ‬ ‫ال ْك َر ِام)(�شورة‬ ‫اجل َاللِ َو ْ إِ‬ ‫الرحمن‪ ،‬الآيتان‪ ،)27-26:‬قال ابن اجلوزي‬ ‫يف تذكرة احلفاظ‪ :‬الثواب يف الدنيا قليل ولنا‬ ‫عليها ح�شاب طويل فتهياأ للنقلة عنها قبل اأن‬ ‫يزعجك الرحيل لي�س لك يف �شفر الآخرة‬ ‫زاد اإل ما قدمت ليوم املعاد ‪.‬‬

‫الفقة الع�شكري‬

‫نظرية الردع‬ ‫واال�ستعداد احلربي‬ ‫اإعداد الباحثة ‪ /‬اليازيه علي الكعبي‬ ‫تعترب نظرية الردع اأول نظرية حربية اأر�شاها ديننا االإ�شالمي احلنيف قبل نحو‬ ‫خم�شة ع�شر قرن ًا من الزمان‪ ،‬وو�شع قواعدها واأو�شح معانيها يف القراآن الكرمي‬ ‫و�شنة النبي �شلى اهلل عليه و�شلم‪،‬حتى اأ�شبحت منهج ًا �شار عليه من اتبعه‬ ‫اإىل يومنا هذا‪.‬‬

‫املق�شود بنظرية الردع‪:‬‬ ‫املق�شود من الردع منع دولة معادية من‬ ‫اتخاذ قرار با�شتخدام اأ�شلحتها ملحاربة دولة‬ ‫الإ�شالم وزهق اأرواح امل�شلمني‪،‬وذلك‬ ‫باأن تتخذ الدولة الرادعة جمموعة من‬ ‫التدابري والإجراءات ِّ‬ ‫ت�شكل تهديداً كافياً‬ ‫جتعلها حتقق الردع بحماية اأمنها واإدامة‬ ‫ا�شتقرارها‪.‬‬ ‫م�شروعية نظرية الردع‪:‬‬ ‫حددت العقيدة الع�شكرية هدف‬ ‫اإ�شرتاتيجية الردع حينما قال اهلل تعاىل‪:‬‬ ‫( َواأَعِ ُّدوا َل ُه ْم َما ْا�ش َت َط ْع ُت ْم م ِْن ُق َّو ٍة َوم ِْن ِر َب ِاط‬ ‫َْ‬ ‫اخل ْي ِل ُت ْرهِ ُبونَ ِب ِه َع ُد َّو َّ ِ‬ ‫ِين‬ ‫اهلل َو َع ُد َّو ُك ْم َواآَ َخر َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِن ُدو ِنه ِْم َل َت ْع َل ُمو َن ُه ُم اهلل َي ْع َل ُم ُه ْم)(�شورة‬ ‫مْ‬ ‫االأنفال‪:‬االآية‪.)66:‬‬

‫يف هذه الآية الكرمية دعوة لالإدارة‬ ‫الإ�شالمية وخ�شو�شاً الع�شكرية منها اإىل‬ ‫ال�شتعداد بقوة ملواجهة اأي خطر م�شتقبلي‬ ‫قد يهدد كيان الأمة الإ�شالمية ويزحزح‬ ‫اأمنها وا�شتقرارها‪ ،‬ثم جعلت الآية الهدف‬ ‫من اإعداد القوة ورباط اخليل‪ ،‬اإخافة العدو‬ ‫التعدي على بالد الأمة امل�شلمة‪،‬‬ ‫من عاقبة ِّ‬ ‫واأن اإظهار تلك القوة �شيرتتب عليها بعد‬ ‫الرعب واخلوف حتقيق الن�شر‪ ،‬وهذا يوؤدي‬ ‫بالتايل اإىل حتقيق الر�شالة الإ�شالمية اأكرث‬ ‫من اأي و�شيلة اأخرى‪ ،‬فال غرو اإذاً اأن يكون‬ ‫الردع اأول اإ�شرتاتيجية للحرب يف ظل‬ ‫الإ�شالم‪.‬‬ ‫وعن جابر بن عبد اهلل –ر�شي اهلل عنه‪-‬‬ ‫قال‪:‬قال ر�شول اهلل �شلى اهلل عليه‬

‫و�شلم‪":‬اأعطيت خم�شاً مل يعطهن اأحد‬ ‫من الأنبياء من قبلي‪ :‬ن�شرت بالرعب‬ ‫م�شرية �شهر‪ ،‬وجعلت يل الأر�س كلها‬ ‫م�شجداً وطهوراً‪ ،‬فاأميا رجل من اأمتي‬ ‫اأدركته ال�شالة فلي�شل‪ ،‬واأحلت يل الغنائم‬ ‫ومل حتل لأحد قبلي‪ ،‬واأعطيت ال�شفاعة‪،‬‬ ‫وكان النبي يبعث اإىل قومه خا�شة‪ ،‬وبعثت‬ ‫اإىل النا�س عامة "(متفق عليه)‪.‬‬ ‫وذكر اأن اخلليفة عمر بن اخلطاب ر�شي‬ ‫اهلل عنه كتب اإىل جنده قائ ًال‪":‬اأن وفروا‬ ‫_اأطيلوا_الأظافر يف اأر�س العدو فاإنها‬ ‫�شالح" (املطالب العالية البن حجر)‪.‬‬ ‫يقول الإمام ال�شيباين_رحمه اهلل_‪:‬‬ ‫"وهذا‪-‬اأي اإطالة الأظافر‪ -‬مندوب اإليه‬ ‫للمجاهدين يف دار احلرب_واإن كان‬ ‫ق�س الأظافر من الفطرة_ لأنه اإذا �شقط‬ ‫ال�شالح من يده وقرب العدو منه رمبا‬ ‫متكن من دفعه باأظافره"(انظر‪ :‬ال�شري الكبري)‪.‬‬ ‫ول يقت�شر ال�شتعداد هنا على احلرب‬ ‫الربية فقط‪ ،‬بل ي�شمل ال�شتعداد للحرب‬ ‫البحرية قدمياً بالإ�شافة اإىل اجلوية حديثاً‪،‬‬ ‫روي عن جماهد عن ُتبيع عن كعب قوله‬ ‫يف ف�شل اجلهاد البحري‪":‬اإذا و�شع الرجل‬ ‫رجله يف ال�شفينة خرج من خطاياه كيوم‬ ‫ولدته اأمه‪،‬واملائد(امل�شاب بدوار البحر)‬ ‫فيه كاملت�شحط(املتخبط) بدمه يف �شبيل‬ ‫اهلل‪ ،‬والغريق فيه له مثل اأجر �شهيدين‪،‬‬ ‫وال�شابر فيه كامللك على راأ�شه تاج"(انظر‪:‬‬ ‫�شنن �شعيد بن من�شور)‪.‬‬ ‫يقول ال�شيخ حممد عبده يف‬ ‫كتابه الإ�شالم بني العلم واملدنية‪:‬‬

‫"اأماالديانةالإ�شالمية فقد و�شع اأ�شا�شها‬ ‫على طلب الغلبة وال�شوكة والفتتاح والعدة‬ ‫ورف�س كل قانون يخالف �شريعتها ونبذ كل‬ ‫�شلطة ل يكون القائم بها �شاحب الولية‬ ‫على تنفيذ اأحكامها فالناظر يف اأ�شول هذه‬ ‫الديانة ومن يقر أا �شورة من كتابها املنزل‪،‬‬ ‫يحكم حكماً ل ريبة فيه باأن املعتقدين‬ ‫بها لبد اأن يكونوا اأول ملة حربية يف‬ ‫العامل واأن ي�شبقوا جميع امللل اإىل اخرتاع‬ ‫الآلت القاتلة واإتقان العلوم الع�شكرية‬ ‫والتبحر فيما يلزمها من الفنون كالطبيعة‬ ‫والكيمياء وجر الأثقال والهند�شة وغريها‪.‬‬ ‫ورحم اهلل الإمام املغيلي حينما قال‪":‬اإن‬ ‫على الأمري‪ :‬التزام احلذر يف احل�شر وال�شفر‬ ‫باإظهار القوة واجللد عند تغيري الأحوال‬ ‫باخلوف واإظهار الرغبة يف الأبطال والعدو‬ ‫وجب اخلروج اإىل اجلهاد فامللك بال�شيف‬ ‫ل بالت�شويف"‪ .‬دعوة الإمام املغيلي العلمية‬ ‫والإ�شالحية يف ال�شودان الغربي يف اأواخر القرن‬ ‫التا�شع واأوائل العا�شر الهجريني‪،‬د‪ .‬اأبوبكر ميقا‪.‬‬

‫واأخري ًا‪:‬‬ ‫جتد الإ�شارة بنا اإىل اأن الردع يف ال�شريعة‬ ‫الإ�شالمية لي�س عدواناً‪ ،‬ول تهديداً‬ ‫بعدوان‪ ،‬واإمنا الردع رد على رغبة العدو‬ ‫يف النيل من الأمة اأو النظر اإليها نظرة‬ ‫ل تليق بها‪ ،‬وذلك لتحقيق عدة اأهداف‬ ‫منها ‪:‬وقاية الأمة من اأطماع اأعدائها فيها‪،‬‬ ‫ومتكني الأمة الإ�شالمية من الت�شدي‬ ‫لأعدائها‪ ،‬بالإ�شافة اإىل احلاجة اإىل اإثبات‬ ‫اأن فكرة اأن الإ�شالم هو دين ال�شالم ولكنه‬ ‫عندما يعتدي معتد على الأمة‪ ،‬يتعني‬ ‫اإظهار عظمة الإ�شالم‪ ،‬كدين ي�شرتي اهلل‬ ‫فيه من املوؤمنني اأنف�شهم باأن لهم اجلنة‪،‬‬ ‫فيدفع ذلك غريهم اإىل الإح�شا�س بعظمة‬ ‫الإ�شالم والدخول فيه‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٨٣-‬‬

‫توجيهات تربوية‬

‫�لإ�سباع �لعاطفي ودوره يف دعم �ل�ستقر�ر �لأ�سري‬ ‫بقلم‪ /‬عبدالعزيز حممد احلمادي‬ ‫رئي�س �سعبة احلاالت االأ�سرية مبحاكم دبي‬

‫« �جلزء �لأول »‬

‫احلمد هلل رب العاملني وال�شالة وال�شالم على نبينا حممد وعلى اآله و�شحبه‬ ‫اأجمعني وبعد‪ :‬فهذه ورقة عمل بعنوان (االإ�شباع العاطفي ودوره يف دعم‬ ‫اال�شتقرار االأ�شري) قدمتها يف موؤمتر (الطالق العاطفي‪ ..‬بداية النهاية!!)‬ ‫�شمن املحور ال�شرعي والذي نظم يف �شهر اإبريل‪2011/‬م وحتت اإ�شراف‬ ‫جمعية االحتاد الن�شائية بدولة االإمارات العربية املتحدة والتي اأ�شاأل اهلل اأن‬ ‫يوفق القائمني عليها اإىل خدمة االإ�شالم وامل�شلمني ‪.‬‬ ‫واأود بادئ ذي بدء اأن اأذكر باأنه من دواعي املحموم اأن ي�شعف مفهوم الأ�شرة اجلميل‬ ‫الغبطة وال�شرور اأن تنظم جمعية الحتاد لدى الكثري‪ ،‬اإ�شافة اإىل اأن الأ�شرة امل�شلمة‬ ‫الن�شائية بال�شارقة موؤمتراً حول الطالق العاطفي تواجهها يف هذه املرحلة احلرجة هجمات‬ ‫الذي ل �شك باأنه اأحد البدايات اخلطرية �شر�شة باعتبارها احل�شن الأخري للف�شيلة وتربية‬ ‫للتفكك والنهيار الأ�شري يف كثري من بيوتنا الأجيال‪ ،‬ولأنها ركيزة البناء الجتماعي‬ ‫اليوم‪ ،‬فالإن�شان بدل اأن ي�شخر احل�شارة احلديثة الإ�شالمي ال�شليم‪.‬‬ ‫والنفتاح وات�شاع التقنية ل�شعادته‪ ،‬رمبا �شاهم اإن الإ�شالم عني ببناء الأ�شرة واأحكامها‬ ‫وبني حقوق‬ ‫بقلة وعيه وج�شعه باأن تكون نعمة الزواج نقمة من بدء اخلطبة اإىل عقد الزواج‪َّ ،‬‬ ‫عليه‪ ،‬و�شبباً يف �شقائه ونكده‪ ،‬حتى اأ�شبحت وواجبات الزوجني والأبناء والأقربني‪� ،‬شرع‬ ‫بع�س البيوتات اأ�شبه بفنادق لالإيواء يف اأوقات النفقات واملرياث‪ ،‬واأحاط الأ�شرة بالرعاية‬ ‫الراحة فقط!! ول غرابة يف ظل هذا الرك�س واحلماية واأمن لها ال�شتقرار واملودة‪.‬‬ ‫‪-٨٤‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫وحلفظ الأ�شرة ّبني الإ�شالم اأ�شباب الألفة‪،‬‬ ‫وو�شائل ح�شن املعا�شرة‪ ،‬و�ش َّيد �شرح املحبة‬ ‫بني اأفرادها بتاأ�شي�س حقوق معلومة‪.‬‬ ‫كما ّ‬ ‫حذر الإ�شالم من هدم الأ�شرة‪ ،‬بل وحث‬ ‫على متا�شكها‪ ،‬ونفر من زعزعة اأركانها‪ ،‬وانف�شام‬ ‫عراها‪ .‬واإذا ا�شتدت الأزمات �شرع الطالق‬ ‫يف اأجواء هادئة مبعزل عن اأحوال الغ�شب‬ ‫الهوجاء‪ .‬كما حر�س ال�شرع غاية احلر�س على‬ ‫ا�شتمرار احلياة الزوجية‪ ،‬و�شرع اهلل للنا�س �شبل‬ ‫عالج امل�شاحنات والختالف بتدرج وحكمة‪،‬‬ ‫وكل ذلك ل�شمان ا�شتمرار هذا العقد العظيم‪.‬‬ ‫اإن من املاآ�شي الكبرية والكوارث العظيمة فع ًال‬ ‫اأن يتحول اأعظم واأ�شرف رباط مقد�س بني‬ ‫الزوجني اإىل �شحناء وبغ�شاء وح�شد وقهر وغنب‬ ‫وت�شيد لالأخطاء بل وتوريط لالآخر يف اأمور ل‬ ‫يعلم عنها �شيئاً واأن تتحول حياة الزوجني اإىل‬ ‫جحيم ل يطاق وكاأن بينهما عداء م�شتحكم‬ ‫اأو ثاأر قدمي ‪ ...‬فع ًال م�شيبة اأن تختفي املودة‬

‫والرحمة والعطف والإن�شانية حتى رابطة احلب‬ ‫ذهبت اإىل غري رجعة فاأ�شبحت امل�شالح وحتقيق‬ ‫الرغبات فقط واإ�شباع الحتياجات كيفما يكن‬ ‫هي �شيدة املوقف يف الكثري من احلياة الزوجية‪.‬‬ ‫ب�شراحة مل يعد الزواج هو الزواج ومل تعد‬ ‫الرابطة هي الرابطة احلقيقية ومل يعد الهدف‬ ‫هو الهدف الأ�شمى واملن�شود من الزواج وحتى‬ ‫الإقدام على الزواج مل يعد الزواج نف�شه بل‬ ‫اأ�شبح الإقدام لأهداف واأغرا�س دنيوية اهلل‬ ‫بها عليم حتى واإن حاول الثنان اأن يخفيا‬ ‫تلك الأهداف ال�شخ�شية خلف قناع النفاق‬ ‫واملجاملة العجيبة والكذب على النف�س‬ ‫وخداعها اإل اأنها �شتظهر يوماً على ال�شطح‬ ‫وينك�شف امل�شتور وخ�شو�شاً اإذا كان ذلك‬ ‫الزواج قائماً على اأر�س ه�شة اآيلة لل�شقوط يف‬ ‫اأي حلظة وعندما حتني الفر�شة‪.‬‬ ‫لقد كرثت حالت عدم ال�شتقرار ببيوتنا‬ ‫اليوم نتيجة لنفعالت وقتية‪ ،‬اأو خ�شومات يف‬ ‫اأتفه الأ�شباب تكون �شحيتها الزوج والزوجة‬ ‫والأولد بل واملجتمع باأ�شره‪ ،‬فينتج من حالة‬ ‫عدم ال�شتقرار اآثاراً �شلبية كالتوتر والتمزق‬ ‫وكرثة املطلقات وت�شرد الأولد ال�شائعني‬ ‫والعداوة بني اأ�شرتي الزوجني واأقاربهما‪،‬‬ ‫ومن الطبيعي اأن تنعك�س هذه الآثار ال�شلبية‬ ‫والنتائج ال�شيئة على حياة املجتمع‪ ،‬وبوجه‬ ‫خا�س يف جمال انت�شار اجلهل والفقر وتف�شي‬ ‫اجلرائم اخللقية والقت�شادية‪.‬‬ ‫ومادمنا نعي�س يف ع�شر انت�شار العلم وتو�شع‬ ‫الثقافات املتنوعة والقتبا�س من احل�شارات‬

‫الراقية اإذاً فكيف حتدث كل هذه امل�شكالت‬ ‫وكيف يحتدم اخلالف حتى ينتهي اإىل حالة‬ ‫من عدم ال�شتقرار ببيت الزوجية بل ويف كيان‬ ‫الأ�شرة ؟؟‬ ‫يف الآونة الأخرية ارتفعت حالت عدم‬ ‫ال�شتقرار الأ�شري يف جمتمعنا ب�شكل يبعث‬ ‫على القلق وي�شتحق بجد درا�شة اأ�شبابه وبحث‬ ‫دوافع ف�شل كثري من الزواجات وبعدها عن‬ ‫مق�شدها الأ�شا�شي من ال�شكن والراحة‬ ‫والطماأنينة‪.‬‬ ‫اإن ظاهرة فقدان ال�شتقرار باأ�شرنا اليوم هي‬ ‫بحاجة اإىل تكاتف اجلميع من جهات ر�شمية‬ ‫و�شعبية وموؤ�ش�شات علمية واجتماعية واأفراد‬ ‫ملواجهة هذه الظاهرة التي اأ�شبحت توؤرق‬ ‫املجتمع باأ�شره‪ ،‬فال بد من اإجراء الدرا�شات‬ ‫وعقد املوؤمترات لل�شيطرة على هذه الن�شب‬ ‫العالية واملخيفة من حالت ال�شعف الأ�شري‬ ‫ببيوتنا‪ ،‬وذلك من خالل اإجراء بحوث ميدانية‬ ‫من اأر�س الواقع عن اأ�شباب تف�شي مثل هذا‬ ‫ال�شعف‪ ،‬والتن�شيق مع اجلهات املختلفة لو�شع‬ ‫احللول الكفيلة التي حتد من ا�شتمرار ارتفاع‬ ‫مثل هذه احلالت‪ ،‬والهتمام بدرا�شات بع�س‬ ‫املخت�شني الأكفاء من الأكادمييني املتخ�ش�شني‬ ‫يف العلوم الجتماعية وال�شرعية والتخطيط‬ ‫مل�شاعدة الأزواج على مواجهة امل�شاكل الأ�شرية‬ ‫قبل تفاقمها‪.‬‬ ‫ول ن�شك يف اأهمية التطرق ملثل هذه املوا�شيع‬ ‫وامل�شاكل الجتماعية التي باتت توؤرق كافة‬ ‫فئات املجتمع‪ ،‬بدءاً من الزوجني ‪ ،‬ومروراً‬

‫بالأبناء وو�شو ًل للمعنيني واملخت�شني الذين‬ ‫يحاولون جاهدين الت�شدي لالأرقام املفزعة‬ ‫التي جعلت من حالة عدم ال�شتقرار الأ�شري‬ ‫ظاهرة اجتماعية �شلبية خطرية‪.‬‬ ‫اإن الأ�شرة هي اللبنة الأوىل يف �شرح‬ ‫املجتمعات‪ ،‬وهي يف املجتمع كالقلب يف‬ ‫اجل�شد اإذا �شلح �شلح اجل�شد كله‪ ،‬واإذا ف�شد‬ ‫ف�شد اجل�شد كله فكذلك الأ�شرة اإذا �شلحت‬ ‫�شلح املجتمع كله واإذا ف�شدت ف�شد املجتمع‬ ‫كله‪ .‬ولذا فاإن الإ�شالم كما بينا قد اأولها عناية‬ ‫خا�شة‪ ،‬ففر�س لها ما يكفل �شالمتها و�شعادتها‬ ‫وجعل حمايتها وا�شتقرارها واجب على كل‬ ‫فرد يف املجتمع‪ .‬فاإذا قامت الأ�شرة على اأ�ش�س‬ ‫را�شخة من القيم الفا�شلة‪ ،‬انطلق اأفرادها يف‬ ‫رحاب احلياة يعمرون هذا الكون ويبذرون اخلري‬ ‫وين�شرون الرحمة والعدل‪ ،‬وهم اأ�شد ما يكونون‬ ‫متا�شكاً دون كراهية ول بغ�شاء‪.‬‬ ‫ومن املعلوم املوؤكد اأن عماد الأ�شرة هما الزوج‬ ‫والزوجة‪ ،‬واأن اأ�شا�س العالقة بينهما قائم على‬ ‫الرحمة واملودة‪ ،‬واأن الإ�شالم جعل لكل منهما‬ ‫حقوقاً جتاه الآخر وعليه واجبات يجمعهما‬ ‫قا�شم م�شرتك هو �شعادة الأ�شرة واإ�شفاء روح‬ ‫املحبة والألفة بني اأفرادها وحتقيق الأمن‬ ‫وال�شتقرار فيها؛ لتعي�س حياة ملوؤها الرحمة‬ ‫واملودة‪ .‬وبقدر مت�شك كل من الزوجني باأحكام‬ ‫اهلل تعاىل والقيام بواجباته جتاه الآخر تكون‬ ‫ال�شعادة‪ ،‬وبقدر تق�شريها يكون ال�شقاء‪.‬‬ ‫والزواج اآية وامتثال لأوامر اهلل جل وعال وفيه‬ ‫ٌ‬ ‫حفظ للن�شل لعمارة الأر�س وق�شاء للوطر‬ ‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٨٥-‬‬

‫وت�شريف للغريزة بطريقة �شرعية يوؤجر عليها‬ ‫امل�شلم وحتقيق لالأن�س والراحة بني الزوجني‬ ‫فت�شتقر احلياة وي�شعد املجتمع‪ .‬يقول اهلل ّ‬ ‫جل‬ ‫وعال يف كتابه الكرمي‪ }:‬ومن اآياته اأن خلق‬ ‫لكم من اأنف�شِ كم اأزواجاً لت�شكنوا اإليها وجعل‬ ‫بينكم مو ّد ًة ورحمة اإنّ يف ذلك ل ٍ‬ ‫آيات لقوم‬ ‫ّ‬ ‫يتفكرون{‪.‬‬ ‫فاإن حتقّق ال�شكن النف�شي بني الزوجني اأ�شبحت‬ ‫حياتهما مطمئنة �شعيدة م�شتق ّرة وينعك�س هذا‬ ‫الطمئنان وال�شعادة على الأ�شرة ف ُتنتِج جي ًال‬ ‫قوياً قادراً على التغيري املن�شود يف املجتمع‪ .‬واإذا‬ ‫عا�س الزوجان جفافاً عاطفياً بينهما ف�شيبد أا ّ‬ ‫كل‬ ‫منهما رحلة التفتي�س عن الذات واحلنان خارج‬ ‫حدود الآخر وقد ي�شل بهما الأمر اإىل اخليانة اأو‬ ‫الطالق‪.‬‬ ‫اإذاً ميكن اعتبار العاطفة واإخراج امل�شاعر هي‬ ‫من اأهم الأولويات امل�شرتكة بني الرجل واملراأة‬ ‫كما اأثبتت اإحدى الدرا�شات فهذا الأمر هام‬ ‫جداً يف احلياة العائلية وخا�شة بني الرجل واملراأة‬ ‫لتحقيق الإ�شباع العاطفي بينهما ولتثبيت اأركان‬ ‫البيت‪ .‬فباحلب يتكامل الرجل مع املراأة وت�شبح‬ ‫احلياة اأكرث اإ�شراقاً وبهجة وتنتفي م�شاعر الوحدة‬ ‫‪-٨٦‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫والبوؤ�س ولكن من دون البوح بهذه امل�شاعر التي‬ ‫تبقى حبي�شة الأفئدة فاإن البيت �شيبقى بارداً‬ ‫وقد ينهار وتتفكك حينها الأ�شرة وي�شيع الأبناء!‬ ‫اإل اأن اأهمية الإ�شباع العاطفي قد تغيب عن‬ ‫اأذهان الزوجني بعد فرتة من الزواج اإذ يعتادان‬ ‫على منطية رتيبة وروتني مقلِق وت�شبح عالقتهما‬ ‫جدباء قاحلة من كل عواطف حتى يف الأوقات‬ ‫احلميميةبينهما‪.‬‬ ‫واإذا كانت ظاهرة الطالق النهائي بني الأزواج‬ ‫قد احتلت حيزاً كبرياً يف اهتمامات القدامى‬ ‫واملعا�شرين‪ ،‬وطغت على كثري من كتاباتهم‬ ‫نزعة املبالغة يف مناه�شتها وبغ�شها لغر�س �شبط‬ ‫العالقات الزوجية واحليلولة دون تفككها‪ ،‬فاإن‬ ‫ظاهرة الطالق العاطفي‪-‬الذي هو حمور موؤمترنا‬ ‫هذا‪ -‬مل تلق الهتمام املطلوب رغم �شيوعها يف‬ ‫احلياة الأ�شرية املعا�شرة‪.‬‬ ‫ونظراً للمخاطر املتزايدة لهذه الظاهرة‪ ،‬فلم اأجد‬ ‫تلم�شا‬ ‫ُبدّ ا من وقويف عندها بالتحليل والنقد‪ُ ،‬م ّ‬ ‫املخرج املنا�شب الذي يعيد التوازن لالأفراد‬ ‫الذين يكتوون بنار الختالفات العائلية‪ّ ،‬‬ ‫ويتلظون‬ ‫بتدين احلياة العاطفية الأ�شرية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ولهذا كله وددت الكتابة يف هذا املوؤمتر وعلى وجه‬

‫اخل�شو�س يف املحور ال�شرعي وعنونت للورقة‬ ‫ب�» الإ�شباع العاطفي ودوره يف دعم ال�شتقرار‬ ‫الأ�شري» لأبني يف ورقتي خط أا ما يظنه الكثري‬ ‫من النا�س اأن الزواج يف الإ�شالم ل يقوم على‬ ‫العاطفة‪ ،‬واإمنا ينظر الرجل اإىل املراأة‪ ،‬اأو ل ينظر‬ ‫اإليها يف بع�س الأو�شاط‪ ،‬فاإن اأعجبته ذهب اإىل‬ ‫بيت اأبيها ليطلب زواجها‪ ،‬ويتم التفاق على‬ ‫املهر والتجهيز ثم يكون البناء‪ ،‬وتبداأ عجلة احلياة‬ ‫الزوجية‪.‬‬ ‫ومن املعلوم اأن معرفة اأي حكم يرجع فيه اإىل‬ ‫كتاب اهلل‪ ،‬و�شنة نبيه كم�شدرين لالأحكام‬ ‫ال�شرعية يف الإ�شالم‪ ،‬بل وكمنهج حياة‬ ‫للم�شلمني؛ لأن ح�شر فائدة القراآن وال�شنة‬ ‫يف معرفة احلكم ال�شرعي �شرب من التقييد‬ ‫املرفو�س‪.‬‬ ‫وحني ن�شتنطق القراآن الكرمي يف اآيات‬ ‫الزواج يكاد ينطق باإقامة احلياة الزوجية على‬ ‫احلب والعاطفة‪ ،‬وعلى الحرتام املتبادل‬ ‫بني الزوجني‪ ،‬ليف�شي كل منهما اإىل الآخر‬ ‫مب�شاعره واأحا�شي�شه ووجدانه يف جو من النظافة‬ ‫النف�شية‪ ،‬ولتتغذى الأرواح بكل احلب الذي‬ ‫يثاب عليه الزوجان‪.‬‬

‫ول �شك باأن اأهمية مثل هذا البحث نبع من‬ ‫الواقع املرير ملجتمعنا حيث انت�شرت ثقافة‬ ‫الطالق واخليانة واخللع وهذه املفردات التي‬ ‫تف�شّ ت ب�شكل كبري و ُملفِت‪ .‬ومن الأ�شباب‬ ‫الأ�شا�شية التي تعمل على دفع الزوجني لهذه‬ ‫الطرق هو عدم الإ�شباع العاطفي بينهما مما ي ؤوثّر‬ ‫على ا�شتقرار الأ�شرة وانتفاء املودة يف حياتهما‪.‬‬ ‫من هذا املنطلق اآثرت طرح املو�شوع للفت‬ ‫النظر اإىل هذه النقطة الهامة يف حياة الزوجني‬ ‫واحلث على انتهاج ال�شبل الكفيلة يف اإعادة‬ ‫الروح لهذه العالقات ال�شاكنة قبل فوات‬ ‫الأوان‪.‬‬ ‫حتديد املفاهيم الواردة‬ ‫اأو ًل‪ :‬معنى الإ�شباع العاطفي بني الزوجني‪:‬‬ ‫الإ�شباع العاطفي لغة ‪ :‬الإ�شباع م�شتق من‬ ‫اجلوع‪.‬‬ ‫�شبع وال�شِّ َب ُع‪ّ :‬‬ ‫�شد ِ‬ ‫الثوب وغ َريه‪َ :‬ر ّواه ِ�ش ْبغاً‪ ،‬وقد ي�شتعمل‬ ‫واأَ�ش َب َع َ‬ ‫يف غري اجلواهر على املثَل كاإِ�شْ باع ال َّنفْخ والقِراءة‬ ‫و�شائر اللفظ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫وكل �شيء ُت َو ِّف ُره فقد اأ�شْ َب ْعت‪.‬‬ ‫ِلت‪..‬‬ ‫العاطفي م�شتق من عطف و َع َطف ُْت‪ ،‬اأي م ُ‬ ‫و َع َطف ُْت عليه‪ ،‬اأي اأ�شفقت‪.‬‬ ‫الإ�شباع العاطفي ا�شطالحاً‪:‬‬ ‫الإ�شباع العاطفي بني الزوجني هو ارتواء قلبيهما‬ ‫باحلب واحلنان واملودة والرحمة بحيث ل يكون‬

‫عندهما نق�س يف املجال العاطفي فيفت�شان عنه‬ ‫خارج حدود الإطار الزوجي‪.‬‬ ‫والإ�شباع العاطفي هو عبارة عن ق�شمني‪ :‬اإ�شباع‬ ‫العاطفة القلبية واإ�شباع الغريزة اجلن�شية‪ .‬فكما‬ ‫اأن اجل�شد بحاجة اإىل تغذية واإ�شباع للجوع‬ ‫فكذلك القلب فاإنه بحاجة اإىل اإ�شباع‪ ،‬واجلن�س‬ ‫اأي�شاً بحاجة اإىل اإ�شباع لئال يوؤدي النق�س يف‬ ‫هذه احلوائج اإىل تغيري يف ال�شلوك والنحراف‬ ‫عن الطريق القومي اأو على اأقل تقدير العي�س يف‬ ‫اكتئاب واأمل‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬الطالق العاطفي‪:‬‬ ‫ل �شك باأن هذا امل�شطلح من امل�شطلحات‬ ‫النا�شئة حديثاً‪ ،‬وهو ما ين�س عليه من قبل بع�س‬ ‫علماء النف�س والرتبية والجتماع‪ ،‬ومل اأجد من‬ ‫ذكره من علماء ال�شريعة املعتربين‪ ،‬واإن كان‬ ‫علماوؤنا يتحدثون عنه �شمناً يف م�شائل احلقوق‬ ‫الزوجية املتبادلة دون الن�س على هذا امل�شطلح‬ ‫بعينه‪ ،‬وخا�شة باأن م�شطلح»الطالق» متى ما‬ ‫اأطلق ان�شرف الذهن مبا�شرة للطالق املعروف‬ ‫وهو الطالق ال�شرعي الذي ن�س عليه يف كتب‬ ‫الفقهاء عليهم رحمة اهلل والذي هو « حل قيد‬ ‫النكاح ال�شحيح بال�شيغة املو�شوعة له �شرعاً»‪.‬‬ ‫ولهذا مل اأحبذ ا�شتخدام هذا امل�شطلح‪،‬‬ ‫وذكرت «الإ�شباع العاطفي» لكونه الأقرب‬ ‫اإىل الأذهان والأ�شلم ‪ ،‬واإن كان علماء النف�س‬ ‫والرتبية يكرثون من ذكره يف كتبهم‪.‬‬

‫وحني التاأمل يف بع�س الكتابات املعا�شرة‬ ‫حول املو�شوع وقفت على تعريفني اأجد باأنهما‬ ‫الأقرب والأدق للواقع‪:‬‬ ‫فقد ن�س البع�س على اأن الطالق العاطفي‪:‬‬ ‫«حالة تعرتي العالقة الزوجية ي�شعر فيها الزوج‬ ‫والزوجة بخواء امل�شاعر بينهما‪ ،‬وينعك�س ذلك‬ ‫على جميع التفاعالت داخل الأ�شرة» ‪.‬‬ ‫وع ّرفه بع�شهم‪« :‬حالة من النف�شال الوجداين‬ ‫النا�شئة بني الزوجني والقطيعة النف�شية الواقعة‬ ‫بينهما‪ ،‬وما ين�شاأ عن ذلك من ُبعد ُك ّل منهما‬ ‫عن الآخر يف اأغلب اأمور احلياة اليومية‪ ،‬وغياب‬ ‫روح التوافق على قوا�شم م�شرتكة بينهما يف‬ ‫امل�شائل امل�شريية املتعلقة بالت�شرف والربجمة‬ ‫والرتبية وبناء العالقات‪ ،‬ب�شبب ما ي�شقهما من‬ ‫تناق�شات �شارخة يف الذوق اأو يف امليول اأو يف‬ ‫الطباع اأو يف امل�شتوى الثقايف والجتماعي‪،‬‬ ‫توؤ ّدي بهما اإىل حالة من التنافر الدائم والت�شنج‬ ‫تجدد‪ ،‬وتُع ّر�شهما لد ّوامة من العنف النف�شي‬ ‫املُ ّ‬ ‫واللفظي واأحيانا اجل�شدي‪ ،‬ويطغى على‬ ‫حياتهما التدمري املتبادل للروح املعنوية والقيمة‬ ‫الرمزية لكليهما‪ ،‬دون اأن ي�شال اإىل الطالق‬ ‫املبا�شر»‪.‬‬ ‫هذا وللحديث بقية نكمله يف العدد القادم باإذن‬ ‫اهلل تعاىل‪..‬‬ ‫و�شلى اهلل و�شلم على نبينا حممد وعلى اآله‬ ‫و�شحبه اأجمعني‪.‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٨٧-‬‬

‫طب‬

‫رائحـة الـفـم(‬ ‫بخـر الـفـم(‬ ‫د‪ .‬جمدي �سالح الدين كامل‬

‫من ال�شعب اأن تكتمل �شورة جمال االأ�شنان اأو روعة االبت�شامة دون االعتناء‬ ‫برائحة الفم‪ ...‬فهناك العديد من العالقات االجتماعية قد انتهت‪ ،‬وهناك‬ ‫العديد من الزيجات قد ف�شلت ب�شبب رائحة الفم‪ ،‬فكلما اختفت الروائح‬ ‫الكريهة ال�شادرة من الفم‪ ،‬زادت ثقة االإن�شان بنف�شه وجعلت منه اإن�شان ًا منطلق ًا‬ ‫ال يخجل من احلديث اأو االقرتاب من النا�س‪ ...‬والعك�س �شحيح اإذا خرجت‬ ‫رائحة كريهة من فم االإن�شان ابتعد عنه من حوله اأو اآًثر هو االبتعاد خج ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫تن�شا هذه الرائحة عن تخمر ف�شالت الطعام‬ ‫املتبقية ما بني الأ�شنان ويف حفر الت�شوي�س‬ ‫بفعل اجلراثيم‪ ،‬فينطلق عن هذا التخمر‬ ‫غازات كريهة والتي هي �شبب اإك�شاب الفم‬ ‫الروائح الكريهة‪ ،‬ويزيد من �شرعة التخمر‬ ‫اإهمال تنظيف الفم ووج��ود الرت�شبات‬ ‫اجلريية‪ ،‬وهي تلك الروا�شب التي ت�شبه‬ ‫اجلب�س حول الأ�شنان‪ ،‬وتكون ذات لون‬ ‫اأ�شفر م�شمر وتكون مليئة باجلراثيم‪،‬‬

‫حيث جتد اجلراثيم يف هذه الأف��واه امللجاأ‬ ‫الأمني وال�شروط احل�شنة من غذاء وحرارة‬ ‫منا�شبة‪.‬‬ ‫وتتاأذى اللثة‪ ،‬كما اأن تقدم العمر قد ي�شبب‬ ‫رائحة الفم خا�شة مع اإهمال النظافة‪،‬‬ ‫فالنظافة من الإميان‪ ،‬والفم النظيف يك�شب‬ ‫�شاحبه اإ�شراقة ول يجعل الآخرين ينفرون‬ ‫منه عدا عن كونه مفتاحاً ل�شحة اجل�شم‬ ‫ب�شكل عام ‪.‬‬

‫وتختلف رائحة الفم تبعاً لأوقات النهار‪،‬‬ ‫فهي يف ال�شباح اأ�شد وذلك ب�شبب تخمر‬ ‫ف�شالت الطعام ط��وال الليل‪ ،‬حيث اإن‬ ‫تناق�س اللعاب اأثناء النوم يزيد من تف�شخ‬ ‫البقايا والف�شالت‪ ،‬ومن هنا يجب اأن‬ ‫نحر�س األ ننام ما مل ننظف فمنا تنظيفاً‬ ‫جيداً‪.‬‬ ‫كما تختلف رائحة الفم تبعاً لكمية اللعاب‬ ‫وكثافة اجلراثيم‪ ،‬وكذلك ح�شب احلالة‬ ‫الغريزية كحالة الطمث عند املراآة‪ ،‬اإذ اإن‬ ‫كثرياً من الن�شاء اللواتي يعانني ا�شطرا بات‬ ‫�شنية اأو اأنفية يعانني مذاقاً كريهاً يف الفم‪.‬‬ ‫وحتدث الرائحة اأي�شاً يف حالت نق�س �شكر‬ ‫ال��دم‪ ،‬اإن الأ�شخا�س امل�شابني باأمرا�س‬ ‫لثوية مثل اجليوب والنتباج والرتاجع تكون‬ ‫عندهم التخمرات اأ�شد‪.‬‬ ‫اأ�شباب الرائحة‬ ‫الكريهة للفم‬ ‫ت���ت���درج اأ���ش��ب��اب‬ ‫ال��رائ��ح��ة الكريهة‬ ‫للفم حت��ت ق�شمني‬ ‫اأ�شا�شيني‪:‬‬ ‫اأ�شباب تتعلق بالفم‪.‬‬ ‫اأ�شباب خارجة عن‬ ‫نطاق الفم‪.‬‬ ‫وال��رائ��ح��ة الكريهة‬ ‫التي قد تخرج من‬ ‫الفم قد تكون نتيجة‬ ‫بع�س الإ�شابات اأو‬ ‫الأمرا�س‪.‬‬ ‫اأو ًال ‪ :‬االأ�شباب‬ ‫التي تتعلق بالفم‪:‬‬ ‫اإذا ك���ان م�شدر‬ ‫الرائحة الكريهة الفم‪،‬‬

‫‪-٨٨‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫فاإنها غالباً ما تكون نتيجة ت�شاعد‬ ‫غازات الكربيت ذات الرائحة النفاذة‬ ‫والكريهة مع الهواء اخلارج من الفم‬ ‫والأن��ف عند التنف�س نتيجة حتلل‬ ‫البكرتيا املوجودة يف داخل الفم‪.‬‬ ‫تعترب مادة البالك وحتلل البكترييا‬ ‫نتيجة تعفن بقايا الطعام املوجودة بني‬ ‫الأ�شنان اأو البكرتيا املوجودة على‬ ‫�شطح الل�شان (�شطح الل�شان خ�شن‬ ‫وتربيه خ�شبه لتكون البكرتيا)‪.‬‬ ‫االأ�شباب التي تتعلق بالفم‬ ‫واأهمها‬ ‫‪ -1‬اإهمال النظافة ‪:‬عندما تتجمع‬ ‫ف�شالت الطعام بني الأ�شنان اأو على‬ ‫�شطوحها املختلفة اأو يف فجوات‬ ‫ال�شرو�س املت�شو�شة تنتج رائحة نفاذة‬ ‫جداً واإن ال�شبب يف ذلك هو ماليني‬ ‫امليكروبات املوجودة يف الفم ب�شورة م�شتمرة‬ ‫واأن هذه امليكروبات تعمل على ف�شالت‬ ‫الطعام منتجة اأحما�شاً دهنية وكربيتور‬ ‫الإيدروجني فت�شبح رائحة الفم كريهة‪.‬‬ ‫‪ -2‬التهابات اللثة‪:‬اإن اللتهابات‬ ‫الب�شيط يف اللثة يكون �شبباً يف وجود رائحة‬ ‫نفاذة جداً وهذا اللتهاب عادة يكون مزمناً‬ ‫نتيجة لإهمال نظافة الفم‪.‬‬

‫بعد كل طعام كما يجب نزعها اأثناء النوم‬ ‫ملنع الرائح الكريهة ويو�شع اجلهاز لي ًال يف‬ ‫قليل من املاء الذي يحتوى على بع�س من‬ ‫الغ�شول املطهر مثل املاء الأك�شجني اأو اأي‬ ‫من م�شتح�شرات امل�شم�شة‪.‬‬ ‫‪ -4‬بعد العمليات اجلراحية‪ :‬يف‬ ‫العادة عقب العمليات اجلراحية يف الفم‬ ‫(خلع ال�شرو�س يعترب عملية جراحية‬ ‫�شغرية) ي�شعر املري�س برائحة كريهة بالفم‬ ‫بل اإن هذه الرائحة النفاذة قد ت�شتمر ب�شعة‬ ‫اأيام واإن ال�شبب يف ذلك هو اأن عملية م�شغ‬ ‫الطعام العادية تتعطل يف اأثناء هذه الأيام‬ ‫واأي�شاً لأن املري�س يف العادة ل ي�شتطيع‬ ‫اإل اأن يتناول غذاء �شائ ًال اأو طعاماً ب�شيطاً‬ ‫ل يحتاج اإىل كل امل�شغ العادي وفى ذلك‬ ‫الوقت تكرث امليكروبات يف الفم وتقوم‬ ‫بتحليل الدم الذي يت�شرب ملكان القلع‬ ‫م�شببة بذلك رائحة كريهة نفاذة وهذه‬ ‫امليكروبات قد تلوث اجللطة التي تتكون‬ ‫عقب علميات اخللع فت�شبب بذلك رائحة‬ ‫كريهة ت�شتمر بع�س الوقت‪.‬‬

‫‪ -3‬اأجهزة التعوي�شات املتحركة‬ ‫(اأطقم االأ�شنان ال�شناعية)‪:‬اأ�شبحت‬ ‫اأجهزة التعوي�شات املتحركة يف هذه الأيام‬ ‫وا�شعة النت�شار وهي تعترب اأحد الأ�شباب‬ ‫الكربى التي ت�شبب الرائحة الكريهة للفم‬ ‫واإن ف�شالت الطعام هي ال�شبب يف ذلك‬ ‫اأي�شاً واإن هذه الف�شالت ت�شنع مع لعاب‬ ‫الفم روا�شب خماطية لزجة تتجمع على‬ ‫�شطح الأطقم ال�شناعية وتتخمر بوا�شطة‬ ‫ميكروبات الفم فت�ن�تج رائحة نفاذة جداً‬ ‫وهذه الرائحة النفاذة متت�شها م�شام الأطقم‬ ‫ال�شناعية وخا�شة اإذا كانت �شيئة ال�شنع‪،‬‬ ‫فينتج بذلك رائحة كريهة خا�شة بالأطقم ‪ -5‬ظهور �شـر�س العـقــل‪:‬ظهور‬ ‫ال�شناعية‪ ،‬لذا‪ ،‬يجب تنظيف الأجهزة جيداً �شر�س العقل يحدث التهاباً يف الأن�شجة‬

‫التي تغطى ال�شر�س وتخزن ف�شالت الطعام‬ ‫فتتخمر حول هذا املكان‪.‬‬ ‫‪ -6‬خ�شونة �شطح الل�شان‪:‬خ�شونة‬ ‫�شطح الل�شان وت��ش�ق�ق�ه ف�ت�ت�ج�م�ع فيه‬ ‫ف�شالت الطعام‪.‬‬ ‫‪ -7‬خلع االأ�شنان‪:‬بعد خلع الأ�شنان‬ ‫نتيجة تخمر اجللطة املتكونة مكان اخللع‬ ‫‪ -8‬ت�شوي�س عظام الفك‬ ‫‪ -9‬نق�س اإفراز اللعاب الأ�شباب‬ ‫مر�شية اأو اأثناء النوم‬ ‫ثاني ًا ‪ :‬االأ�شباب اخلارجة عن نطاق‬ ‫الفم‬ ‫هذه الأ�شباب جتع�ل رائحة الفم كريهة‪ ،‬ومع‬ ‫ذلك فاإن مكانها قد يكون بعيداً كلياً عن‬ ‫منطقة الفم واأهم هذه الأ�شباب ما يلي‬ ‫التهابات اللوزتني‬ ‫هذا هو اأكرث الأ�شباب �شيوعاً‪ ،‬واإن التهاب‬ ‫اللوزتني اأ�شبح مر�شاً �شائعاً بني النا�س‬ ‫يف هذا الع�شر‪ .‬وال��ذي يحدث عادة هو‬ ‫اأن تتجمع يف جيوب اللوزتني امللتهبتني‬ ‫روا�شب ومواد �شديدية جتعل رائحة الفم‬ ‫نفاذة جداً ومما ي�شاعف هذه الرائحة النفاذة‬ ‫اأن يهمل الإن�شان نظافة فمه وقت مر�شه‬ ‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٨٩-‬‬

‫بالتهابات اللوزتني‪.‬‬ ‫التهابات الأنف واجليوب الأنفية‬ ‫اللتهابات املزمنة يف الأنف واجليوب‬ ‫الأن��ف��ي��ة ب�شبب الإ���ش��اب��ة ببع�س‬ ‫الأمرا�س كالأنفلونزا ونزلت الربد‬ ‫والتهاب احللق وال��زور والتهابات‬ ‫اجليوب الأنفية‪ .‬والتي قد توؤدى اإىل‬ ‫�شمور الغ�شاء املخاطي فيه ت�شبب‬ ‫رائحة نفاذة ل تطاق وكذلك فاإن‬ ‫اللتهابات ال�شديدية املزمنة التي‬ ‫ت�شيب اجليوب الأنفية ت�شبب نف�س‬ ‫الرائحة الكريهة واإن اأنف ال�شخ�س قد‬ ‫يكون دقيقاً وجمي ًال ومع ذلك فاإنه قد‬ ‫يكون �شبباً يف تعا�شة ل حد لها ب�شبب‬ ‫الرائحة النفاذة التي ت�شدر منه‪.‬‬ ‫اأكل الب�شل والثوم‬ ‫اإن اأكل الب�شل اأو الثوم الطازج ي�شبب‬ ‫رائحة كريهة معروفة‪ ،‬وان الزيوت‬ ‫الطيارة التي يحتويها الب�شل اأو الثوم والتي‬ ‫ت�شبب الرائحة الكريهة عقب اأكلهما متت�س‬ ‫من القناة اله�شمية بوا�شطة الدم ومن ثم‬ ‫تخرج من الفم يف هواء الزفري عن طريق‬ ‫الرئتني‪.‬‬ ‫ال�ت����دخ����ي�ن‬ ‫اإن مدمن التدخني يتميز برائحة كريهة‬ ‫خا�شة ت�شتمر �شاعات طويلة قد ت�شل اإىل‬ ‫اأكرث من ع�شر �شاعات واإن تعود املدمن‬ ‫على ابتالع الدخان اأثناء التدخني ي�شاعف‬ ‫من الرائحة الكريهة التي ت�شدر من فمه‬ ‫ومما ي�شاعد على وجود هذه الرائحة النفاذة‬ ‫اإهمال املدخن لنظافة فمه‪.‬‬ ‫ع���ش��ر اله���ش��م‬ ‫اإن ع�شر اله�شم قد يحدث ثقل يف املعدة‬ ‫وغثيان ورائحة كريهة ل تطاق ت�شدر من‬ ‫فمه وت�شتمر ب�شع �شاعات‪.‬‬ ‫الإ�شابة بالأمرا�س‬ ‫وهناك كثري من الأمرا�س قد تت�شبب يف‬ ‫ظهور مثل هذه الرائحة الكريهة مثل‪:‬‬ ‫مر�س ال�شكر (ينتج عنه رائحة ت�شبه‬ ‫رائحة الأ�شيتون) واأمرا�س الف�شل الكلوي‬ ‫واأمرا�س ك�شل الكبد وي�شاف اإىل هذه‬ ‫الأ�شباب اخللل يف عمليه اله�شم والتي‬ ‫‪-٩٠‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫ي�شعب حتديد اأ�شبابها‪.‬‬ ‫جرعات كبرية من الفيتامينات‬ ‫وحتى تعاطى جرعات كبرية من الفيتامينات‬ ‫قد ت�شبب يف ظهور مثل هذه الروائح اأو‬ ‫تناول بع�س الأدوية اأو العقاقري الطبية (مثل‬ ‫الأن�شولني)‪.‬‬ ‫اأمرا�س الن�شاء‬ ‫كذلك عند بع�س الن�شاء يف بع�س فرتات‬ ‫احلمل اأو العادة ال�شهرية تظهر رائح�ة‬ ‫خ�ا�شة للفم وذلك ب�شبب ال�شطرابات‬ ‫الهرمونية يف ج�شم املراأة‪.‬‬ ‫ال�ش���ي�ام‬ ‫اأو يف حالت ال�شيام حيث ينك�شر الربوتني‬ ‫والدهون واملختزنة يف ج�شم الإن�شان‪ ،‬فينتج‬ ‫مواد تكون ال�شبب الرئي�شي يف ظهور هذه‬ ‫الروائح النفاذة‪.‬‬ ‫احلالة النف�شية‬ ‫بينت الأبحاث اأن بع�س الأ�شخا�س تنبعث‬ ‫منهم رائحة غري م�شتحبة قبل قيامهم باإلقاء‬ ‫كلمات اأو خطبة‪.‬‬ ‫كما اأن البع�س الآخر قد يحدث له نف�س‬ ‫احلالة قبل المتحان مبا�شرة اأو حتى قبل‬ ‫مقابلة �شخ�س عزيز اأو بعد فراق طويل‬ ‫للزوج اأو ال��زوج��ة اأو احلبيب‪ .‬كما اأن‬ ‫الأ�شخا�س الذين يهابون الط��ريان مث��ال‬

‫ي�ش�اب��ون مب��وج�ة انبعاث رائح��ة م�ن‬ ‫ال�ف��م ت�دع��ى ب� « نف�س املطارات ‪airport‬‬ ‫‪ ،breath‬وقد تكون هذه احلالة مرتبطة احلالة‬ ‫النف�شية التي ت�شبب جفاف يف احللق مما‬ ‫يجعل من البكترييا تتكاثر ب�شكل غري‬ ‫اعتيادي خالل هذه الفرتة‪.‬‬ ‫ولكن يف كل الأحوال �شدر هذه الرائحة‬ ‫النفاذة الكريهة من الفم‪.‬‬ ‫عزيزي القارئ ‪ ....‬اإنني اأن�شحك ‪.....‬‬ ‫يف حالة �شدور مثل هذه الرائحة من الفم‬ ‫ول تكون هناك اأي م�شاكل بالفم فيجب‬ ‫الإ���ش��راع يف زي��ارة الطبيب‪ ،‬فقد تكون‬ ‫اأعرا�س ملر�س ل يتوقعه الإن�شان‪.‬‬ ‫بالإ�شافة ملا �شبق فاإن الإهمال يف نظافة‬ ‫الأ�شنان والتهاب اللثة ووج��ود اجليوب‬ ‫ال�شديدية والأعرا�س امل�شاحبة لأمرا�س‬ ‫�شرو�س العقل ووجود خراج باأحد الأ�شنان‬ ‫اأو اإ�شابة الأ�شنان بالت�شوي�س اأهم اأ�شباب‬ ‫انبعاث الروائح النفاذة والكريهة من الفم‪.‬‬ ‫مرة اأخ��رى‪ ..‬للتخل�س من هذه الروائح‬ ‫يجب الت�شديد على الهتمام بالرعاية‬ ‫ال�شحية للفم والعتناء بنظافته بعد كل‬ ‫اأك��ل وقبل النوم وع��الج م�شادر هذه‬ ‫الروائح �شواء عالج اللثة اأو التهابات‬ ‫وح�شو الأ�شنان امل�شابة بالت�شوي�س وتنظيف‬

‫اجليوب ال�شديدية وعالج خراج الأ�شنان‬ ‫حتى لو اأدى الأمر اإىل خلع ال�شن امل�شاب‬ ‫وهذا ل يتاأتى اإل بزيارة الطبيب الذي‬ ‫قد يحتاج لعمل اختبار معني يقي�س فيه‬ ‫درجة نفاذ هذه الرائحة بقيا�س ن�شبة املواد‬ ‫الكربيتية ال�شادرة‪.‬‬ ‫هل مررت باأي من التجارب التالية ب�شور‬ ‫متكررة؟‬ ‫الإح�شا�س بطعم غري م�شتحب يف فمك‪.‬‬ ‫الإح�شا�س باأن نف�شك له تاأثري يف عالقاتك‬ ‫الجتماعية واملهنية‪.‬‬ ‫هل اأخربك اأحد عن رائحة نف�شك‪.‬‬ ‫الإح�شا�س باإحراج من نف�شك وت�شتعمل‬ ‫منع�شات الفم بكرثة‪.‬‬ ‫واليك عزيزي ‪ ....‬بع�س الختبارات‬ ‫ميكنك القيام بها بنف�شك للتحقق من‬ ‫رائحة الفم‪.‬‬ ‫ا�شتخدام قطعة قما�س نظيف ل�شد الل�شان‬ ‫اإىل اخلارج وقوم مب�شح الل�شان بقطعة قما�س‬ ‫ملدة ‪ 5‬ثوان (ام�شح الل�شان اأرب��ع مرات‬ ‫على الأقل بنف�س القما�س) ثم انتظر ‪30‬‬ ‫دقيقة وقوم ب�شم قطعة القما�س اإذا �شعرت‬ ‫ب��وج�ود رائ�حة غري م�شتحبة هذا يعنى اأن‬ ‫ما ت�شعر به �شحيح ‪!!!........‬‬ ‫ا�شتخدام اخليط الطبي (غري امل�شبع‬

‫بال�شمع) للتنظيف بني الأ�شنان اخللفية‬ ‫يف الفك العلوي وال�شفلي‪ ،‬ميكن الكتفاء‬ ‫بتنظيف ‪ 2‬اإىل ‪� 3‬شرو�س ثم انتظر ملدة ‪30‬‬ ‫ثانية وتاأكد من رائحة فمك بوا�شطة هذا‬ ‫اخليط الطبي‪.‬‬ ‫وملعرفة الرائحة الكريهة من الفم اإذا كانت‬ ‫ب�شبب مر�س يف اجل�شم اتبع الآتي‪:‬‬ ‫ اإذا كان الزفري من الفم رائحته كريهة اأثناء‬‫�شد الأنف فاإن ال�شبب متعلق بالفم‪.‬‬ ‫ اأما اإذا الزفري من الأنف كريها اأثناء �شد‬‫الفم فال�شبب غالباً لي�س مر�شاً يف الفم واإمنا‬ ‫يف واحد من بقية اأع�شاء اجل�شم‪........‬‬ ‫للتخل�س من الرائحة الكريهة بالفم‪:‬‬ ‫النتظام يف زيادة طبيب الأ�شنان‪.‬‬ ‫املداومة على تنظيف الأ�شنان بوا�شطة‬ ‫اأخ�شائي طب الأ�شنان‪.‬‬ ‫ل تهمل ا�شتخدام اخليط الطبي يف التنظيف‪.‬‬ ‫ا�شتخدام الطريقة ال�شليمة ل�شتعمال فر�شاة‬ ‫الأ�شنان‪.‬‬ ‫اأكرث من �شرب املاء وال�شوائل‪.‬‬ ‫ميكن ا�شتخدام العلكة (اللبان)‬ ‫ب��دون �شكر للتخل�س‬ ‫من هذا‬

‫الظاهرة‪.‬‬ ‫تذكر تنظيف الل�شان اأثناء تنظيف الأ�شنان‪.‬‬ ‫اغ�شل اأ�شنانك فوراً بعد الأكل وتناول النب‬ ‫اأو احد م�شتقاته‪.‬‬ ‫اطلب من طيب الأ�شنان حتديد نوعية‬ ‫منا�شبة من امل�شم�شة‪.‬‬ ‫اطلب م�شاعدة اأحد اأفراد الأ�شرة اإبالغك‬ ‫عن رائحة الفم اإذا لحظ ذلك‪.‬‬ ‫امتنع عن التدخني‬ ‫ل ت�شتخدم امل�شتح�شرات التي مت �شناعتها‬ ‫للتخل�س من رائحة الفم لأنها تقت�شر على‬ ‫تغطية الرائحة الكريهة برائحة جملية‬ ‫ملدة ل تتجاور ‪ 15‬دقيقة (غالباً) وه��ي‬ ‫ل ت�ت�خ�ل�س م��ن م�ش�ب�بات الرائح��ة‬ ‫الك��ريه��ة‪ .‬فن�ه�اك (اللبان املعطر‪،‬‬ ‫النعناع‪ ،‬والبخاخات املعطرة‪ ،‬وغ�شول‬ ‫الفم)‪ .‬وامل�شكلة الرئي�شية يف معظم هذه‬ ‫املواد اأنها حتتوى على ال�شكر الذي ي�شبب‬ ‫تكاثر البكترييا املولدة للرائحة الكريهة‬ ‫مرة اأخرى ‪......‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٩١-‬‬

‫من عبق الما�شي‬

‫البارجيل‪ ...‬ورحلة البحث عن املقايظ �شيفاً‬ ‫«لقد ترك لنا الأ�شالف‬ ‫من اأجدادنا الكثري من‬ ‫الــراث ال�شعبي الذي‬ ‫يحق لنا اأن نفخر به‬ ‫ونحافظ عليه ونطوره‬ ‫ليبقى ذخراً لهذا الوطن‬ ‫ولالأجيال القادمة»‪.‬‬ ‫من اأقوال ‪:‬‬ ‫املغفور له ب ـاإذن اهلل‬ ‫ال�شيخ زايد بن �شلطان‬ ‫اآل نهيان‪.‬‬ ‫طيب اهلل ثراه‬

‫‪-٩٢‬‬

‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫بقلم الباحثة ‪ /‬اليازيه علي الكعبي‬

‫يعود اأ�شل كلمة"بارجيل" اإىل اللغة‬ ‫الفار�شية‪ ،‬وهي حتريف لكلمة "بادقري"‪،‬‬ ‫واملراد بها يف اللغة العربية‪ :‬م�شرب الهواء‬ ‫اأو الربج الهوائي‪ ،‬وهي متداولة حملياً‬ ‫با�شم "بارجيل"‪ ،‬وجتمع "براجيل" اأو‬ ‫"بوارجيل"ويق�شد بها الأبراج الهوائية‬ ‫التي كانت تبنى قدمياً فوق اأ�شطح املنازل‬ ‫والغرف لزيادة تهويتها يف ف�شل ال�شيف‬ ‫و�شهولة دخول الهواء فيها من خالل‬ ‫النوافذ الأربعة املوجودة اأعاله؛ اتقا ًء‬ ‫حلرارته املرتفعة‪.‬‬ ‫كانت البوارجيل تقام عادة فوق اأ�شطح‬ ‫املنازل على ارتفاع يبلغ‬ ‫حوايل اخلم�شني مرتاً؛‬ ‫نظراً لأن �شرعة‬ ‫الرياح على ذلك‬ ‫ا ل ر تفا ع‬

‫اأكرب مقارنة ب�شرعتها على ارتفاع مرت‬ ‫ون�شف املرت عن م�شتوى �شطح الأر�س‪.‬‬ ‫وينحدر الربج الهوائي عمودياً اإىل داخل‬ ‫غرفة �شفلية‪ ،‬حيث ينتهي عند مرتين‬ ‫فوق اأر�س الدار‪،‬ومعظم الهواء القادم من‬ ‫الرباجيل اإىل الأ�شفل ينح�شر انت�شاره يف‬ ‫املنطقة الواقعة اأ�شفل الربج‪،‬كما اأن الق�شم‬ ‫العلوي من البارجيل جمهز ب�شبكة حديدية‪،‬‬ ‫ت�شتخدم عادة ملنع دخول طيور احلمام اإىل‬ ‫داخل الربج؛ ولهذا ال�شبب وغريه من‬ ‫الأ�شباب املتعلقة باأمن املنزل‪ ،‬فاإن الكثري‬ ‫من النا�س يعمدون اإىل بناء البارجيل فوق‬ ‫«دهريز» يحتوي على عدد من النوافذ‬ ‫ف�ي زواي�����اه‬ ‫ا ملختل�فة‬

‫ول ي�شتطيع دفع عواقبه اأو البتعاد عنه‪،‬‬ ‫ويخ�شى من املعنيني بالأمر خ�شية تورثه‬ ‫القلق واخلوف‪ ،‬فهو كالأرنب يقال لها كلي‬ ‫حلماً ولي�س من غريزتها اأكل اللحم ولكنها‬ ‫ترجوا ال�شالمة على نف�شها‪.‬‬

‫وتتزامن رحلة املقيظ مع بداية مو�شم‬ ‫الغو�س‪ ،‬معظم �شكان ال�شاحل ينتقلون‬ ‫اإىل املقايظ على ظهور الإبل حيث يحملون‬ ‫اأمتعتهم من مالب�س واحتياجات خا�شة‬ ‫بهم ومواد غذائية يحتاجونها‪.‬‬ ‫ومن اأ�شهر مقايظ الإمارات قدمياً مدينة‬ ‫العني حيث الواحات الغناء ذات الأفالج‬ ‫اجلارية ومياه العيون املتدفقة واخل�شرة التي‬ ‫تعانق اجلبل وال�شحراء‪،‬اأهل احل�شر من‬ ‫�شكان دبي كانوا يقيظون يف (الرباحة‪،‬‬ ‫والوحيدة‪ ،‬واأبو هيل)‪ ،‬فيما بع�س الأهايل‬ ‫ي�شدون الرحال اإىل العني والربميي‪.‬‬ ‫ومن مقايظ الإمارات قدمياً غري العني‬ ‫ودبي الواحات مثل‪ :‬واحة ليوا‪ ،‬ومقايظ‬ ‫املناطق اجلبلية يف راأ�س اخليمة مثل خت‬ ‫وغليلة واحليل ومعريي�س و�شعم‪ ،‬بالإ�شافة‬ ‫اإىل دبا وم�شايف يف املنطقة ال�شرقية‪ ،‬وعادة‬ ‫تكون هذه املقايظ وجهات الأهايل املف�شلة‬ ‫يف وقت ال�شيف لأن الرياح الباردة تهب‬ ‫عليها من جهة بحر العرب فتنخف�س‬ ‫درجة حرارتها وتكرث بها اأ�شجار التني‬ ‫وخاليا النحل التي تعترب م�شدراً للع�شل‬ ‫الطبيعي‪.‬‬

‫اإىل جانب الباب بحيث يتم توزيع الهواء يف‬ ‫جميع الجتاهات اإىل بقية الغرف املجاورة‪.‬‬ ‫واإن كانت البوارجيل تبنى من الطني اأو‬ ‫احل�شى ففيها دللة على غنى �شاحب‬ ‫الدار وثرائه‪ ،‬وغالباً ما يكون من جتار املنطقة‬ ‫ووجهائها‪.‬‬ ‫اأما عامة النا�س فكانوا ي�شيدون البوارجيل‬ ‫املوؤقتة اأو براجيل العري�س‪ ،‬امل�شنوعة من‬ ‫اليواين والطرابيل لقلة كلفتها و�شهولة �شنعها‪.‬‬ ‫اإن هذه الظاهرة العمرانية مل تنت�شر يف الدول‬ ‫اخلليجية الأخرى بالقدر الذي انت�شرت فيه‬ ‫يف دولة الإمارات العربية املتحدة‪ ،‬وخا�شة‬ ‫يف اإمارة دبي حتى اأ�شبحت ت�شكل اأحد‬ ‫اأبرز املعامل العمرانية يف هذه الإمارة‪ ،‬حتى‬ ‫اأطلق البع�س عليها "مزرعة للبوارجيل"‪.‬‬ ‫ومنها انت�شرت اإىل الإمارات الأخرى‪.‬‬ ‫ومع ا�شتداد حرارة ال�شيف الالفحة‬ ‫و�شم�شه احلارقة قدمياً وجد اأهايل الإمارات‬ ‫خمرجاً للهروب من ال�شيف وحره الالفح‬ ‫برحلة �شنوية يتوجهون بها اإىل املقايظ؛‬ ‫(واملقيظ هو حالة الإقامة يف وقت احلر‬ ‫و�شدته وال�شم�س طيلة النهار ل �شحاب‬ ‫يغطيها ول حجاب ي�شرتها عن اإلهاب ما‬ ‫حتتها والأر�س جرداء فال نبات يحميها ول‬ ‫اأمثال �شعبية‬ ‫ماء يلطف جوها‪ ،‬ورحلة املقيظ عبارة عن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لي َ َ‬ ‫حل ْم َقا َل ْت اأ ْب ِغي‬ ‫النزول حول موقع تتوفر به املياه العذبة " َيا اأ ْرن َْب ِك ِ‬ ‫ال�ش َ‬ ‫الم ْة َع َلى َ ْ‬ ‫والطق�س اللطيف‪،‬بحثاً عن ن�شمات هواء‬ ‫حل ِمي "‬ ‫َّ‬ ‫باردة وحبات رطب ياأكلونها حتت ظالل ي�شرب هذا املثل على الرجل اإذا طلب‬ ‫منه تنفيذ اأمر ل طاقة له على القيام به‪،‬‬ ‫النخيل الوارفة)‪.‬‬

‫األعاب �شعـــبية‬ ‫"ح�شن ديج" يف احلو�س‬ ‫لعبة "ح�شن ديج" لعبة �شعبية من‬ ‫الألعاب اخلا�شة التي ميار�شها ال�شبية يف‬ ‫ف�شل ال�شيف عندما يكون اجلو �شديد‬ ‫احلرارة‪.‬‬ ‫فيذهب ال�شبية اإىل اأحد اأحوا�س املزارع‬ ‫لي�شتحموا فيه يف فرتة القيلولة‪ ،‬تبد أا اللعبة‬ ‫ب�شرب اأحد ال�شبية املاء بيديه حتى يعمل‬ ‫حلقة‪ ،‬فياأتي املت�شابقون واحد تلو الآخر‬ ‫لي�شربوا املياه يف حميط احللقة املتكونة‬ ‫باأ�شابعهم‪ ،‬فاإذا كان ل�شرباتهم �شوت فاإنهم‬ ‫ديوك‪ ،‬اأما من كانت �شربته بال �شوت‬ ‫فاإنه دجاجة‪ ،‬وهنا يجب على الأغلبية اأن‬ ‫يخفوا من قوة �شربهم للماء حتى يكونوا‬ ‫"دجاج"‪ ،‬ومن يكون ديكاً فعليه اأن يح�شر‬ ‫ح�شاة �شغرية مميزة ال�شكل بع�س ال�شيء‬ ‫ت�شمى "البي�شة" ليعر�شها اأمام الآخرين‬ ‫وبعد اأن ي�شاهدها جميع ال�شبية يغو�س‬ ‫"الديك" يف اأعماق احلو�س ليخفي‬ ‫"البي�شة" عن ال�شبية‪ ،‬وقد يطويها يف‬ ‫وزاره للتمويه‪ ،‬بعد ذلك يخرج من حيث‬ ‫غا�س ليطلب من ال�شبية الغو�س للبحث‬ ‫عنها‪ ،‬ومن يجدها يحني عليه الدور للغو�س‬ ‫يف احلو�س لإخفاء "البي�شة"‪.‬‬ ‫وهكذا ت�شتمر اللعبة حتى يحني موعد‬ ‫الغداء اأو العودة للمنازل‪ ،‬اأو اأن ت�شيع‬ ‫اللعبة يف الوحل ول يجدها املت�شابقون‪.‬‬ ‫منقود عند العرب‬ ‫ممن املناقيد عند العرب اأن ينام الرجل يف‬ ‫بيت ابنته بعد زواجها وانتقالها اإىل بيتها‬ ‫اخلا�س �شواء كان يف زيارة ل�شلة القربى اأو‬ ‫خالل مو�شم الأعياد واملنا�شبات اخلا�شة‪،‬‬ ‫ويعترب هذا الت�شرف من �شواد الوجه‬ ‫وو�شمة للعار عندهم‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 450‬ـ يوليو ‪2011‬‬

‫‪٩٣-‬‬

Keeping up to 115 combatant ships battle ready was a full-time job. Most resupply operations were carried out at sea by combat logistic force (CLF) ships, who were in turn supplied through expeditionary forward logistics sites. The CLF ships deployed during DESERT SHIELD/ STORM, along with various Military Sealift Command and Ready Reserve Force ships, had the monumental task of supplying six carriers, two battleships, two command ships, two hospital ships, 31 amphibious ships and 40 other combatants in duding cruisers, destroyers, frigates, submarines and minesweepers. Central Command (CENTCOM) had been building its plan for taking down Iraq for well over a year by the time war kicked off on 20 March 2003. The Military Sealift Command (MSC) managed the Combat Logistics Force (CLF), providing fuel, food, ammunition, spare parts, and other supplies to combatant ships. These ships provided underway replenishment to battle forces in order to sustain combat readiness without frequent port visits. Two hospital ships were deployed to the theater. Historically, the flow of supplies tended to move from reception areas, seaports and airfields into holding areas for distribution to the separate chains of supply that fed the service components conducting tactical operations. This was less the case with regard to naval forces, where the flow of logistics via the underway replenishment system moved directly to the naval forces at sea. But here, too, naval forces drew supply from theater stockpiles. By July 2003, four of the 16 Navy fleet at sea underway replenishment ships normally operating in the MSC Atlantic region are still supporting OIF. The staff at MSC Europe, headquartered in Naples, Italy, and 36 reservists worked around-the-clock in the European region facilitating the flow of 124 MSC ships supporting OIF. The USS Constellation (CV 64) Carrier Strike Group (CSG) returned to

San Diego 02 June 2003, following a successful seven-month deployment in support of Operations Iraqi Freedom (OIF), Enduring Freedom and Southern Watch. Rainier, the Constellation CSG’s resupply and refueling ship, played an integral role. Rainier, homeported in Bremerton, Wash., is a fast combat support ship, which conducted more than 240 Underway Replenishment (UNREP) operations, besting the ship’s earlier UNREP record of 178, and enabling ships to remain on station longer without having to pull into port for supplies. While Rainier usually provides for about 24 ships during a six-month deployment,

during OIF, Rainier provided for 64 ships, completing up to six UNREP evolutions per day. Rainier received and issued more than 135 million gallons of fuel and 25,000 pallets (15,000 tons) of material that included mail, dry goods, food and 10 million pounds of ordnance to the CSG and coalition forces. The embarked helicopter detachment from Helicopter Support Squadron (HC) 11 contributed to move 9,000 tons of material via Vertical Replenishment. http://www.globalsecurity.org/ military/systems/ship/logisticshistory.htm

Issue 450 - July 2011 -

- 25

the magazines, and from a store ship to take on food or replacement parts. By this system of constant replenishment, the carriers did not wait for their fuel bunkers or magazines to become low or empty. They were kept toppedoff so that the ship always had about ten days supply of fuel and ammo n the event logistics support was interrupted, or so the carriers could be sent on an unsupported mission immediately without taking time to load out. Combat Logistics Post-Cold War During the two decades of the Cold War that followed Vietnam and preceded the 1990-91 crisis with Iraq, the USA Navy developed a logistic support system that enabled its own combat forces to remain continuously deployed in waters far from the United States. Forward naval bases in the Western Pacific, the Mediterranean, and the Indian Ocean were important to this global establishment. The fleet, however, was not tied to shore bases, as it demonstrated during 1980s operations in the Indian Ocean and the Persian Gulf. A contingent of mobile

24 -

- Issue 450 - July 2011

logistic ships provided combatants, via underway replenishment, with the wherewithal to fight and remain on the line. When DESERT SHIELD began in August 1990, the top logistics priority was to ensure Navy ships in the Persian Gulf, North Arabian Sea and Eastern Mediterranean were ready for battle at a moment’s notice. Additionally, ships making preparations for deployment from their U.S. homeports had to be stocked with all the goods and hardware they (and their embarked Marines and air wings in the case of amphibious ships and aircraft carriers) would need to carry the fight to Iraq, half a world away. Naval Supply Center (NSC), Norfolk, for example, was flooded with requests from ships gearing up for deployment. Dozens of Norfolk-based ships were scheduled for short notice deployment. The USS John F. Kennedy (CV 67) battle group had to accomplish the normally 30-day process of locating and storing the supplies necessary for a six month deployment in just four days.

John F. Kennedy alone requested some 700 pallets of food. By the time she departed, in company with her escorts, NSC Norfolk had provided the group with 2 million fresh eggs, 185,000 pounds of hot dogs, 250,000 pounds of chicken and 400,000 pounds of hamburger. During the first two weeks of August 1990, NSC’s fuels division delivered 525,000 barrels of fuel oil to departing ships and squadrons-- more than twice the normal amount -- forcing the center to dip into its reserve supply. NSC did one month of normal business ($1 million) in two days during its furious effort to supply deploying ships and aircraft. DESERT SHIELD/STORM presented a major logistics challenge: coordinating the movement of a huge volume of supplies and equipment in the smoothest, most expeditious manner. The Naval Logistic Support Force (NAVLOGSUPFOR) was established specifically to meet the DESERT SHIELD logistic challenge and relieve operational commanders afloat and ashore from much of logistics management burden.

logistics planning and programing. Underway replenishment became a way of life for ships on Market Time by 1967. Navy supply ships bringing fuel, ammunition, food, mail and personnel sail up and down the Vietnamese coast by day and night. The cutter pulls alongside about 100 to 120 feet from the ship and the cargo is passed via highline while the ships maintain constant speed. At times the supply ships are passing provisions to two ships at once; one on either side. By 1968, almost one-half of the combat missions flown over North Vietnam were from the decks of carriers. Carrier-based strikes were also conducted regularly over South Vietnam in support of ground-based and air combat missions (both strategic and tactical “surgical strikes”). The major surface combatants rotated in and out of the carrier task groups to other assignments such as gunfire support (shore bombardment) and escort of the underway replenishment groups (URG). The carrier task groups (CTG) always remained about the same size, but the identity of the surface combatants in the group was constantly changing. Carrier operations in the northern gulf were conducted from the vicinity of a geographic reference point Y, called “Point Yankee,” so called because Y

is “Yankee” in the phonetic alphabet. Carrier assignment to SPECOPS in the northern gulf came to be known as “Yankee Station.” Operations in the southern Gulf of Tonkin into South Vietnam were conducted from an area referenced to a grid lock point, “Point Dixie,” so that carriers conducting the air war in the South were termed at “Dixie Station.” Normally three carriers were at Yankee Station at all times, each conducting air operations for twelve hours, and then repairing, replenishing, and doing maintenance for the next twelve hours. One carrier operated from noon until midnight, the second from midnight until noon and the third covering the daylight hours. This meant that targets were covered twenty-four hours a day, and the heaviest effort was during daylight hours when tactical air was most accurate and effective. Although the carriers went into the naval base at Subic after almost every period on the line, this was mainly for ship repairs, the off-loading of dud aircraft (those which had received battle damage and were unable to be flown off), and crew R&R. More than 99 percent of all other logistical support ammunition, ship and aircraft fuel, food, and general supplies was delivered to the carriers from logistics support ships during underway

replenishment at sea. In turn, most of those underway replenishment ships were loaded out in U.S. ports. The ammunition ships (AE) would load out at the depot in Concord, California, and then transit to the Gulf of Tonkin. The AE would transfer ammunition to the carriers several times a day for a month or so until their holds were empty. Then they would go to a U.S. depot for another load of ammunition. The same routine applied to the general stores ships, which delivered fresh vegetables to the crews directly from California farms. The oilers carried both aviation fuel (JP-5) and ship’s fuel. Although much of this came from the Continental United States, some was also picked up from U.S. petroleum, oil, and lubricant (POL) stocks at storage sites in the Pacific where it had been delivered by commercial tankers. The underway replenishment groups, known as URGs, operated as task groups in the Gulf of Tonkin and consisted of an ammunition ship, a fleet oiler, and one or more store ships which carried a variety of consumables. Each carrier replenished virtually every twenty-four hours from at least one of the ships in the URG: from an oiler to top-off ship and aviation fuel, from an ammunition ship to fill Issue 450 - July 2011 -

- 23

the supply officer armed with contract and fountain pen. Fortunately, the necessary auxiliary ships -- oilers, ammunition ships and reefers -- were soon on their way across the Pacific to the war zone. By Autumn 1950, replenishment at sea was again the routine undertaking that it had been during the great Pacific war just a half-decade earlier. Coupled with the sufficiency in numbers of carriers and gun ships, that meant that ships could replenish every few days while staying near the Korean coast, and thus would still be available to apply their firepower on short notice. As the Korean War settled into a “routine” during 1951, the resupply of Navy ships at sea continued in the pattern established during the latter part of 1950. Task Force 77 and other warships in the Sea of Japan were replenished by a regularly-maintained force of two tankers, one or two ammunition ships, plus such other supply ships as were needed. Navy ships in the Yellow Sea were supported by logistics ships sent out on an individual

22 -

- Issue 450 - July 2011

basis. The supply requirements of intense air and gunfire bombardment, compounded by the demands of fuelhungry jet aircraft, ensured that these logistics ships were kept very busy shuttling between the operating forces and rear-area ports. As the war continued, the efficiency of underway replenishment improved as much as an evolving “state of the art” allowed. Night-time resupply, previously seen as unacceptably dangerous, became routine, allowing ships to work almost around-the-clock, flying and shooting during the day and replenishing fuel and ammunition after dark -- a very punishing pace for crews, but one that could be sustained during a military crisis. This vigorous logistics experience had a great impact on the post-Korean War Navy. New logistics ships were built, and existing hulls modernized to increase capacity. These incorporated greatly improved supply-handling gear and made possible multi-product transfers during an single period

alongside. Combat Logistics in Vietnam In 1964, as the war in Vietnam expanded, Subic Bay became the focal point of Rainier’s 7th Fleet support activities. There when the Tonkin Gulf crisis occurred, 4-5 August, she put to sea immediately and steamed to the gulf to rearm carriers conducting strikes on North Vietnamese bases. For the next months, Rainier operated between Subic Bay and replenishment areas off Vietnam. In Vietnam, the geographical limitations of the war caused the United States to supply the troops on a scale never before realized in modern warfare. Improved communications, automatic data processing equipment (ADPE), and increased use of aircraft for resupply made the difference. Supply shortages occurred but they were the result of production stoppages, lack of centralized control of assets, lack of supply discipline in the field, lack of trained supply personnel at organizational and field level, and poor

be taken, the Gilberts, Marshalls, and Carolines. The answer was a mobile logistics base--a floating base. Under the able direction of Vice Admiral Calhoun, Commander Service Force Pacific Fleet, Service Squadron 4 was created and commissioned on 01 November 1943, just before the Marshall Islands operations commenced. Bernard Brodie called the Service Squadron a “strategic surprise” to the Japanese. By 1943 the Fast Carrier Task Force, Pacific Fleet, was supported by the Service Squadron, Pacific Fleet, a mobile logistics and underway replenishment force that accelerated the fleet’s westward move to the Gilberts, Marshalls, Marianas, Peliliu, Iwo Jima, Okinawa. The mobile logistics base consisted of repair ships, tugs, mine sweepers, concrete fuel barges, barges loaded with general stores, and ammunition lighters. During the Campaign against the Gilberts, fleet oilers were able to operate unescorted outside the range of Japanese aircraft and provide service to the fleet. When the Marshalls campaign began, they had

to be escorted. Within eleven months, the US fleet raced 4,200 miles across the central Pacific, employing Fast Carrier Task Force, Army- Marine amphibious forces, and a fleet train of 2,930 auxiliaries. Combat Logistics in Korea When the Korean War began in June 1950, underway replenishment of combat ships was, though not a lost art, very hard to come by in the western Pacific. Responsibility for the logistic support of the Pacific Fleet and of other Pacific naval activities lay with the Service Force Pacific Fleet. A severe local shortage of auxiliaries suitable for this demanding logistics task meant that warships had to retire to ports in Japan whenever they needed fresh supplies of ammunition and provisions. In an intense combat environment, that was every few days. The time spent in transit to and from port was time not available for combat operations, clearly a wasteful situation and one that was painfully troublesome in the difficult weeks of July and August 1950.

The emphasis on floating support for fleet units, made necessary by the limited base facilities in the Western Pacific, was desirable for other reasons as well. A prime virtue of naval power is its mobility; if the bases can also move this virtue is increased. For reasons of economy, and to obviate the need for an extensive shore establishment in Japan which would itself be logistically costly and complicating, mobile support was also desirable. But complete floating support for the fleet was well beyond the capabilities of the Service Force as then constituted, or indeed under any circumstances short of pretty complete mobilization. Again it is worth emphasizing how fortunate it was for this campaign that the resources and productive facilities of the Japanese base were close to hand. In the Second World War almost complete support for forces overseas had been provided from the continental United States. But now at midcentury the effort was made to live off the land, and the foraging party reappeared, not in the form of the sergeant with his squad, but in that of Issue 450 - July 2011 -

- 21

The Battle Force included the Navy’s battle line and carriers; the Control Force, cruisers and destroyers; the Base Force, a logistic train of colliers, oilers, and cargo vessels. In 1923 fleet maneuvers, the cruiser Omaha was refueled by employing an abreast technique. However tentative, the Base Force was exploring the concept of underway replenishment. In 1937 British experiments led to the derrick method of abeam refuelling. The tanker and warship steer parallel courses, with refuelling carried out by means of a three and half inch bronze fuelling pipe supported by a light steel line carried by a derrick sited in the waist of the tanker. One of the principal problems in abeam refuelling was the suction effect caused by the interaction of the bow waves of the two vessels. This caused the vessels to be drawn together. In 1942 two German tankers, whose task was to replenish the battleship Bismarck, were captured with all their equipment. These were closely studied and the Admiralty was greatly impressed, especially by the use of rubber hoses which were found to be

20 -

- Issue 450 - July 2011

vastly superior to the bronze hoses the British had used until that time. However, due to the shortage of materials, the changeover could not be undertaken immediately. Combat Logistics in World War II It took the pressure of the Second World War in the Pacific, which reached into the far corners of that ocean, to make Underway Replenishment (UNREP) a regular feature of Naval Operations. The war in the Pacific made new demands on the Navy -- supply lines had to be extended, quickly, in order to project power across the oceans and keep it there. The Navy had by the time of World War II developed a system of underway replenishment for its fleet units. World War II was a war of logistics. It was a war of distances, advance bases, and was a strategy driven and constrained by logistics. This was particularly true in the Pacific Theater for both the United States and Japan. World War II in the Pacific was essentially a maritime war. It was on the sea that Japan depended for materials to sustain her; via the sea she launched

her aggressions, and the first attack was intended to destroy the nucleus of the U.S. Fleet at Pearl Harbor. The vital core of the American military effort was the contest for control of the seas, from which all the other operations-at sea, amphibious, on land, or in the air- branched and received their support. “Underway replenishment was the U.S. Navy’s secret weapon of World War II” according to Fleet Admiral Chester Nimitz. New concepts and techniques in mobile logistic support and underway replenishment made a high tempo of sustained operations possible. U.S. submarines took a heavy toll of Japan’s warships and devastated the merchant marine, thereby serving her lifeline. Whereas some of the key challenges in the South Pacific had initially been long steaming distances and establishing advance bases as a defensive perimeter for fleet support, and from which to stage subsequent assault operations, the problem with the Central Pacific was that there were no potential locations for advance bases between Pearl Harbor and the Islands to

underway replenishment (UNREP) operation at sea was with the collier USS Marcellus and the Navy warship USS Massachusetts in 1899. The initial British trials of the “Lidger-Miller” system were conducted in 1902. These involved the collier MURIEL and the battleship TRAFALGAR. The collier was towed by the battleship at a speed between 8 and 9.5 knots, with 30 tons of coal an hour being passed between the ships [coaling in port at rest could achieve rates nearly ten times this fast]. The “Great White Fleet” sent around the world by President Theodore Roosevelt from 16 December 1907 to 22 February 1909 consisted of sixteen new battleships of the Atlantic Fleet. The battleships were painted white except for gilded scrollwork on their bows. The Atlantic Fleet battleships only later came to be known as the “Great White Fleet.” The fourteenmonth long voyage was a grand pageant of American sea power. The squadrons were manned by 14,000 sailors. They covered some 43,000 miles and made twenty port calls on six continents.

The battleships were accompanied during their voyage by several auxiliary ships. USS Culgoa (storeship, Hampton Roads to Manila) USS Glacier (storeship), USS Panther (repair ship), USS Yankton (tender), and USS Relief (hospital ship). The fleet arrived at Suez, Egypt, on 3 January 1909. In Egypt, word was received of an earthquake in Sicily, thus affording an opportunity for the United States to show it’s friendship to Italy by offering aid to the sufferers. The Connecticut, Illinois, Culgoa and Yankton were dispatched to Messina at once. The crew of the Illinois recovered the bodies of the American consul and his wife, entombed in the ruins. The Scorpion, the Fleet’s station ship at Constantinople, and the Celtic, a refrigerator ship fitted out in New York, were hurried to Messina, relieving the Connecticut and Illinois, so that they could continue on the cruise. The auxiliaries did not include colliers (coal supply ship). Coal, commonly referred as “black diamonds,” were the ship’s sole source of power. Ships would normally go into port and take on coal every two weeks. “Coal-

ing ship” was an all hands evolution and a dirty job. It would take several days to coal a ship. All the deckhands would go down into the collier and fill these big bags with about 500 pounds. Then they’d hoist theem over to those down in the coal bunkers, who would spread out the coal with shovels until all the bunkers were full to the top. Afterward, the crew would spend several more days cleaning the ship, inside and out, fore and aft, since coal dust settled everywhere. The cruise provided the officers and men of the fleet with thorough at-sea training and brought about improvements in formation steaming, coal economy, gunnery and morale. It also stressed the need for overseas bases that could provide better coaling and supply services along with more auxiliary ships. Foreign coaling ships or ports were used 90 percent of the time for coaling and resupply. Combat Logistics Between the Wars American Navy Secretary Edwin Denby, under President Harding, had created a Battle Force, a Base Force, a Control Force, and a Scouting Force. Issue 450 - July 2011 -

- 19

Logistics

T

Combat Logistics History

he idea of taking supplies to ships at sea and handling them across the water was new to the Navy at the turn of the century. Sailing ships had been able to stay where the action was for weeks or months; sea breezes provided the power, Sailor’s diets were less complex, and round shot was more easily stocked than bombs and missiles. The US Navy began to show some interest in logistics in 1888, when Captain Alfred Thayer Mahan introduced both the term and the concept to naval strategy in a lecture at the Naval War College. A subsequent lecture that year by another officer focused more directly on naval logistics, while still others, in articles and essays, soon began to stress the need for a system of bases for fleet support and to examine the economic foundations of naval power. Mahan himself asserted that logistics -- although he actually used the word infrequently -- dominated warfare. Good supply lines, fixed and

18 -

- Issue 450 - July 2011

floating bases, and adequate stocks of fuel were essential for the projection of seapower. The idea of supplying under way ships at sea emerged as sail gave way to steam, and the steamship with its huge appetite for coal. The large menof-war burned 50 tons of coal a day, and to keep their bunkers full, had to return to port every 10 days or so to re-coal. The first practicable plans for coaling vessels at sea were put forward by two Royal Navy officers -- Lidger & Miller -- in 1887. The method most favored by the British Admiralty involved a cableway run-

ning from the collier, which was under tow, to the warship. The Navy learned a lesson in 1898 during the Spanish-American War. The Spanish Fleet was blockaded in the Harbor of Santiago, Cuba. When the Spanish made a run for the open sea, three of American ships (including the old battleship MASSACHUSETTS) were 45 miles away being recoaled at Guantanamo. The need for on-station at-sea refueling was obvious. Early efforts to solve the problem led to the development of a high-line for carrying bags of coal from a coaler to a warship, one in the wake of the other. World War One saw the beginning of the Navy’s conversion to oilburning ships, and soon the colliers were out of business. The United States Navy was the first to carry out under-way coaling experiments in 1899. The first significant

acute phases and medically, economically, and politically over a longer time period. This is not to say all will be OK. These weapons will have a substantial psychological and financial impact as well as a potentially worrisome and widespread health impact if preparations to deal with RDDs are not taken seriously. These are profound issues that need to be considered by policymakers as well as hospitals and industries that possess and use radioactive materials in their dayto-day operations as well as by health, civil defense and military authorities that must respond to such threatening events. GCC and MENA first responders and health systems face the most serious challenge. They are the first line of defense. GCC and MENA senior policy and planning staff, Ministries of Health, hospitals, EMS services, civil defense and military forces must be prepared to deal with the challenge. They should begin by inventorying risks and by determining which industrial, research and health facilities in their nations produce or employ radionuclides and their degree of security. They

should re-examine border, airport and port security and detection capabilities for radioactive materials even if there are programs ongoing or in the past Next, they should evaluate their current controls over nuclear materials and then their response capabilities. Then they should undertake a gap analysis. This should be followed by planning, equipping first responders with radiation detection equipment, training and periodic practice drills so the responders can provide immediate on- site determination of radiation threats. First responders, fire brigades and health facilities must be prepared to quickly implement decontamination and treatment of exposed people following an RDD attack by having mass shower systems, collection bags for discarded clothing and substitute gowns and slippers. Attention should be given to contaminated waste water management. Specialized medical countermeasures and drugs should be maintained in inventory with a pre- planned distribution and dispensing program. Some nations have stockpiled significant quantities of appropriate medications to

protect their populations. Stockpiling is the only alternative for most of these materials since production and delivery cycles will exceed 12 weeks and they are not stockpiled by their manufacturer. This is far too long to deal with radiation emergencies that must be treated in a matter of a few hours. These same preparations will also serve to cope with industrial or transportation related accidents involving radioactive materials. Consider, also, that the GCC nations share an additional risk of radiation exposure. Power reactor accidents and nuclear weapons development, testing, interdiction efforts or warfare involving India, Iran, Israel and Pakistan is a real possibility. The prevailing winds do not favor the GCC or MENA regions. Finally, an action communications plan should be developed in cooperation with the media to communicate prompt, accurate and consistent information by a single competent source to the public. It must minimize the panic sought by terrorists, advise exposed individuals who may have left the scene to remove and safely package clothing and shoes then shower and seek medical attention. Issue 450 - July 2011 -

- 17

sibility that there is a threshold below which damage is unlikely to occur. The other group uses a worst case model. The Health Physics Society and International Council on Radiation Protection both endorse a nonlinear, threshold model. This model assumes a threshold below which the cells can repair themselves and no damage occurs, either acutely or cumulatively. Following the explosion of a dirty bomb it is unlikely that there will be victims with Acute Radiation Syndrome CARS). And other known longer term consequences of radiation exposure, including cataract formation, decreased fertility and fetal teratogenesis may not be especially likely to occur. However, the key factor in mitigating radiation induced harm will be the effectiveness of first responders and the health system and how well it has planned, practiced and is prepared to detect and cope with radiation exposure and

16 -

- Issue 450 - July 2011

casualties. This includes stockpiling of necessary drugs. The explosion of an RDD has to cause chaos, especially in a crowded urban environment In most such incidents, people will seek medical treatment even though they may not be injured by the incident Radiation scares people and they will need reassurance from health professionals. Health systems must be prepared to meet this challenge. The impact of an RDD on national, state, and local transportation, communication, medical, and utility infrastructure will be determined, to a great extent, by planning, response capabilities and speed and intensity of first responder and health systems. There is also the threat to the financial viability of the affected communities and longterm economic damage. Extreme environmental impacts will challenge government and community recovery time. Long after the emergency phase subsides, radioactive

contamination from an ROO may remain and demand significant resources for cleanup and/or relocation of people. While some decontamination techniques may be effective in small sites, these techniques may not be suited for decontaminating extensive areas of varying physical characteristics. Decontamination activities could affect wastewater management Evacuation and relocation during cleanup and restoration activities can result in significant business losses and failures, leading to local and regional economic downturns. Finally, there are international dimensions such as cross-border trade, transit, law enforcement coordination, and other key issues. Implications Overall, the states of the GCC and MENA should recognize that RDDs may not be as dangerous as they are costly if treated in a prompt manner, medically in the

determined by how quickly civil defense and medical personnel determine that radiation exposure has occurred and decontamination wash-down is implemented. External contamination also leads to internal contamination of patients and responders through inhalation and ingestion as individuals touch their nose and mouth with their hands. Consider for example an overloaded ambulance and first responder system. Lightly injured individuals are likely to be helped to a nearby civilian car and driven to a hospital or home. Radioactive surface contaminants are then transferred to other people, the interior of a car, furniture and other objects. The contaminant can then be inhaled or ingested as-people touch their noses and mouths. Medical Treatment Following RDD Exposure Most radionuclides will not pass through intact skin. (Thallium20L however, is an exception to this generalization). But wounds and burns do allow all particles to by-pass the protective epithelium. Fluids within these wounds can hide weak alpha and beta emissions from detection. Therefore,

all wounds and burns should be meticulously cleansed and dried. Following external decontamination, there are several types of treatment for internal contamination based on how the material is absorbed into the body. Inhalation: Contaminated dust and other particulate matter fill the surrounding air at the point of RDD activation and downwind. Weather and wind conditions also affect particle dispersal and inhaled radiation dose. These radioactive particles create a significant risk of inhalation exposure. The main goal of treatment is to reduce radiation exposure by removing as much particulate matter as possible from the pulmonary tree. Pulmonary toilet, coughing and sputum induction is needed to clear these particles from alveoli, bronchioles, bronchi and trachea. Ingestion: In order to reduce exposure to swallowed particles, radioisotopes should be cleared as quickly as possible from the GI tract using gastric lavage, emetics, purgatives, laxatives, and enemas and immediate administration of the drug Prussian Blue which blocks absorption of Cesium-137 and Thallium-201 which are then excreted in the feces.

Heavy metal poisoning is also a danger with some radionuclides, particularly Americium-231 and Cobalt-60. Chelation therapy should be used. Traditionally, calcium edetate, or EDTA, used mainly for lead chelation would be employed. However, Diethylenetriaminepentaacetic acid, or DTP A is, according to some authorities, more effective for Americium -241 and Cobalt -60 poisoning. Cesium-137 is the radionuclide that is most easily available and therefore believed to be the one terrorists will be most likely to incorporate in a dirty bomb, not simply because of widespread availability, but because its powder form facilitates dispersal. It is rapidly absorbed and those exposed require immediate treatment There are two schools of thought on the issue of radiation induced illness and death. One group, including the U.S. Environmental Protection Agency (EPA) and American Federation of Scientists, uses a linear, no threshold model. Biological injury follows a linear progression. Small amounts of exposure cause damage but larger amounts cause greater damage. This model excludes the posIssue 450 - July 2011 -

- 15

enough radiation to kill people immediately or cause acute radiation sickness. The conventional explosive itself could, in the immediate phase, be more harmful to individuals than the radioactive material, which will have a delayed impact. Materials for RDDs can come from civilian and military applications of radionuclides. Some radioactive materials are easier to obtain than others; for the purpose of making a dirty bomb. The deadliest isotopes are military-grade plutonium and uranium which are very difficult but possible to obtain. While requirements for safeguarding these materials are now more stringent, the level of protection often remains inadequate against anyone determined to obtain them. Cesium-137 is of special concern because it is the most commonly available and smuggled radioactive material to use in a dirty bomb which emits gamma radiation. It is typically in powder form, which facilitates dispersal. Potential RDD Sources There are a number of different sources for radionuclides that can be found around the Gulf littoral. Many countries in the Middle East are seeking to create commercial nuclear power generation capacity in preparation for the inevitable depletion of their natural gas and oil reserves. Specifically, there have been decisions by some of the Gulf and MENA states to develop nuclear reactors for energy and research purposes that must, of course, meet stringent security guarantees. For example, Jordan has signed an atomic energy development agreement with China for an advanced nuclear research facility and a nuclear training program in addition to exploration and extraction of Jordan’s estimated 180,000 ton uranium ore reserves. Egypt is engaging U.S. contractor

14 -

- Issue 450 - July 2011

Bechtel Power to design a $1.8bn nuclear power facility and awarded a contract to Russia’s ROSATOM in 2008 for construction of a nuclear power reactor. Former Egyptian President Hosni Mubarak commented that nuclear power is an “integral part of Egypt’s national security.” There are also ambitious plans in Libya and Algeria. Finally, the UAE is embarking on a collective nuclear power development program for creation of 15,000MW of electricity generation capacity by 2020. The program is in collaboration with the GCC and is a part of strategic nuclear power development agreements with the USA, UK, France and IAEA. Khalifa University in the UAE has recently announced a major scholarship program in nuclear engineering to train UAE nationals in nuclear engineering at the bachelor’s and master’s degree levels. It includes study opportunities in the UAE, France, USA and UK Meanwhile, growing industrial development, health care and food preservation throughout the GCC and MENA already employ materials or machines that produce ionizing radiation. Finally, there is the continued nuclear enrichment for dual use, nuclear power and weapons, by Iran and Pakistan where there are ongoing shifts in politics resulting in violence. Because of these growing programs and sources, it is important to make appropriate investments in radiation detection systems and related monitoring and training. In some GCC- MENA nations, insufficient resources are devoted to fulfilling this need. Threat of RDDs At the minimum, an RDD explosion will create fear and panic, overload local civil defense and ambulance services and health facilities, contaminate property, and require a potentially costly cleanup in any urban environment. An

RDD will cause immediate trauma and deaths from the blast and thermal impact of its conventional explosive followed in short order by damaging radiation effects. Such an event certainly comes; within any standard definition of terrorism. The Health Threat from RDDs The most likely isotopes to be incorporated in an RDD that will affect the human body will emit alpha and gamma radiation. The main health threat of a RDD is not external exposure but internal. Once absorbed, a radio nuclide crosses capillary membranes through passive and active diffusion and is distributed throughout the body. Organ metabolism, the ease of chemical transport, and the affinity of the radionuclide for chemicals within the specific organ determine the rate of distribution. Iodine-131, for example, gravitates to the thyroid gland. The major health risks from a RDD are: • Acute trauma from the explosion itself • Radiation sickness • Cancer caused by radiation exposure • Specific target organ injury • Heavy metal poisoning If someone is poisoned by a small but lethal dose of a radionuclide they may not become ill instantaneously. There is continuing damage from radiation while the material remains in their body. Consumption of contaminated food and drink makes matters worse. Weather and wind conditions also play a key role in determining exposure. Radiation contamination Most often, simple removal of all clothing and shoes and an immediate thorough shower will greatly diminish most external contamination of the hair and skin. The amount of exposure will clearly be

and the quantities needed are very much less than for coal or oil. According to nuclear power proponents, it is necessary to create a balance between nuclear industry and the compelling need to reduce dependence on oil, gas and coal along with the climate-warming carbon dioxide emissions they produce. Major General Khamis also wondered whether we were safe with the use of nuclear reactors? Bearing in mind the number of casualties, fatalities and pollution as the result of the probably manmade disaster of Chernobyl reactor in Russia, and the recently natural disaster of Japanese Fukushima reactors, we have the right to be worried as well as to look for either an alternative safer source of energy or for more solid safety measures that are efficiently able to protect nuclear plants from the anger of nature and the harshest changes of climate. Major General Khamis said, “On the military level, a number of companies have plans to develop small modular light water safer reactors, typically under 350 megawatts, that would offer several benefits for the military because of its potential ability to generate vehicle fuel and water in addition to electricity which are very important for long supply lines vulnerable to attacks”. “On the civil side, we are told by proponents that the very latest nuclear reactor models which have passive cooling would not present any danger to the public if they were to experience any disaster similar to that of Japan, yet natural disasters and the havoc they may inflict on the nuclear installations and other sensitive plants are not always predictable”. “Once the damage takes place, people will be exposed to radiation” Gen. Khamis added. “Exposure to moderate levels of radiation can result in radiation

sickness, which produces a range of relatively mild symptoms that may be followed within weeks by new, more serious symptoms. At higher levels of radiation, all of these symptoms may be immediately apparent, along with widespread - and potentially fatal - damage to internal organs. Exposure to a radiation dose of four gray* will typically kill about half of all healthy adults.” The General said. Major General Khamis also spoke about the potential effects of radioactive contamination on health in the long run, he said: ”Besides food contamination, Cancer is the biggest long-term risk. But the damage caused by exposure to radiation can completely disrupt the control processes that ensure that cells do not become cancerous. Failure to properly repair the damage caused by radiation can also result in changes - or mutations - to the body’s genetic material, which may also be potentially passed down to offspring, leading to deformities in future generations. These can include smaller head or brain size, poorly formed eyes, slow growth and severe learning difficulties”. Concluding his speech, the General said, “Last but not least can we dispense with nuclear reactors “and get rid of their worrying threat”? What are the alternatives? Anti-nuclear campaigners advocate that to meet the global demand for energy, we can use solar energy systems, biomass energy, hydropower and wind turbines”. Following this, Professor Alex Hill, CEO of “Heltex” in Germany and the United States of America and specialized manufacturer of medicine dealing with casualties from nuclear radiation, and Dr. Joel Nobel, Chairman “Acre” in the United States of America and an expert in the area of radioactive contamination, focused on

the definition of radiological dispersal Devices(RDDs), potential sources of radiological dispersion tools in the Middle East, the threat of radiological dispersion tools to health, radiation contamination, and medical treatment. A special Report from the Institute for Near East & Gulf Military Analysis (Inegma) predicts that with all the recent news concerning nuclear energy in and around the Gulf Region and MENA countries, terrorists groups may use Radiological Dispersal Devices (RDDs) radioactive material as a weapon. “It is known for a fact that detailed instructions for building RDDs were found in insurgents’ caves in Afghanistan. It is also known that trafficking and smuggling routes for RDD materials pass through the Middle East”, the report says. According to the International Atomic Energy Agency (IAEA) in 2005 alone there were over 100 attempts to smuggle radiological materials across international borders). What are RDDs? Nuclear weapons have enormously destructively blast and radiation effects as demonstrated at the end of World War II in the two Japanese cities of Hiroshima and Nagasaki. But RDDs are quite different. They do not use nuclear fission or fusion to achieve their explosive force but combine a conventional explosive with radioactive material that scatters when the bomb goes off. The explosive may be dynamite, a military explosive or ammonium nitrate fertilizer mixed with diesel fuel. The device can kill or harm both through the initial blast of the conventional explosive and through the dispersal of the radioactive materials-hence the term “dirty bomb” that is used in the current terrorism and counterterrorism lexicon. It is important to point out that some such RDDs would not release Issue 450 - July 2011 -

- 13

Conferences

Threats of Exposure to Radiation By: M.Fahed Al Halabieh

T

he educational forum which dealt with the threat, causes, treatment and protection from nuclear radiation, held in April 2011 at the UAE Ministry of Defence, attracted a great number of attendants from various military, para-military, civil defence, medical care, elements of control of radioactive pollution and other relevant governmental departments in the UAE. The unusual interaction and constructive discussions between the attendants and speakers dominated the atmosphere of the forum and contributed to the clarification of many of the ideas and projected them on to the reality of the UAE and its readiness to confront any potential dangers at present or in the future. The discussions revealed at the same time that the UAE posses highly qualified national cadres with unique expertise and capabilities in this area who through taking part in such

12 -

- Issue 450 - July 2011

seminars refine their knowledge and experience in order to be future ready for the worst eventualities should they occur, God forbid. In his keynote speech delivered at the symposium, HE Staff Major General Khamis Salem bin Hasher Mehrzi, Director of Operations and Training at the Ministry of Defense - United Arab Emirates, stressed that: The challenge is big, so is the threat if we don’t maximize our safety measures to protect our world, environment our and next

generations from any new nuclear disasters, like those of Chernobyl or Fukushima in Japan. We can recognize how big is the challenge if we just learn that: • Some 31 countries currently operate nuclear power stations • There are 443 operational nuclear reactors worldwide • There are also another 62 under construction, 158 on order and a further 324 proposed His Excellency Major-General Al Mehrzi asked whether we need nuclear power? Taking into consideration the high demand for energy in both civil and military domains, the answer is obviously, Yes. Another simple reason is that uranium which is used to produce this “clean” power is a highly concentrated source of energy, which is easily and cheaply transportable,

Issue 450 - July 2011 -

- 11

10 -

- Issue 450 - July 2011

of government departments and senior officials in the state. Sheikh Mohammed honoured three batches of 315 young leaders. Young Leaders program is a level of Mohammed Bin Rashid Programme for Leadership Development that aims to qualify young leaders through training programs

and workshops in line with the strategic plans and long-term aspirations of Dubai. MBRCLD has been established in line with the vision and directions of Sheikh Mohammed; who has underscored the critical importance of a highly competent national professional workforce to ensure the country’s global sus-

tainability. Hence, MBRCLD offers leadership programs that aim to qualify the future leaderships of UAE public and private sectors, in order to establish an assembly of unique talented individuals having distinguished potentials, knowledge, skills and experience within all sectors of UAE.

Chief of Staff of the Armed Forces receives GCC Secretary General

C

hief of Staff of the UAE Armed Forces Staff Lt. General Hamad Mohammed Thani Al Rumaithi, received in Abu Dhabi, Jun 08th, 2011, Gulf Cooperation Council for Arab States’ Secretary General Abdullatif Al Zay-

ani, who is currently visiting the country. Attended by a number of senior officers and the delegation accompanying Al Zayani, the meeting tackled cooperation in the military

areas, exchange of expertise and issues of common interest. Al Zayani expressed his pleasure about the visit to the UAE and meeting with Lt. General Hamad. Issue 450 - July 2011 -

-9

HH. named social media personality of the year

V

ice President and Prime Minister of the UAE and Ruler of Dubai His Highness Sheikh Mohammed bin Rashid Al Maktoum has been named the social media personality of the year by the first digital government media forum which concluded its sessions in Dubai today,

7 June 2011, in the presence of a crowd of government officials, social media experts and private sector representatives . The selection was inspired by Sheikh Mohammed’s cordial and constant reach out to various segments of community - be Emiratis or expatriate

residents - through his Facebook or Twitter and his e-interaction and networking with other peoples in many Arab and foreign countries. About 840,000 fans within the UAE and abroad follow Sheikh Mohammed’s popular Facebook and Twitter networks.

... and attends graduation ceremony

H

is Highness Sheikh Mohammed bin Rashid Al Maktoum, Vice President, Prime Minister of the UAE and Ruler of Dubai attended on, June 8th, 2011 in Dubai the graduation ceremony of the Leadership programmes of Mohammed Bin Rashid Center for Leadership Development (MBRCLD).

8-

- Issue 450 - July 2011

Also present were H.H. Sheikh Hamdan Bin Mohammed bin Rashid Al Maktoum, Crown Prince of Dubai, and H.H. Sheikh Maktoum bin Mohammed bin Rashid Al Maktoum, Deputy Ruler of Dubai. The ceremony was also attended by Humaid Obaid Al Qattami, Minister of Education, and Chairman of the

Human Resource Federal Authority, Abdul Rahman Mohammed Al Owais, Minister of Culture, Youth and Community Development, Reem Ibrahim Al Hashemi, Minister of State, Mohammed Ibrahim Al Shaibani, Director-General of His Highness the Ruler of Dubai’s Court along with a number of Sheikhs and heads

Sultan bin Saeed Al Mansouri and Italy’s Minister of Economic Development Paulo Romani in the presence of the Director of Dubai Ruler’s Office Lt. General Musabbah Rashid Al Fattan, Undersecretary of the UAE Ministry of Economy Eng. Mohammed Ahmad bin Abdulaziz Al Shihhi, UAE Ambassador to Italy Abdulaziz Al Shamsi and a number of senior officials from both sides. His Highness Sheikh Mohammed said the signing of the statement comes within the framework of the keenness of UAE’s leadership and government to establish solid economic alliances and strategic partnerships with various countries, especially the major world economies. He also asserted that the UAE was able, thanks to its openness and successful approach

in strengthening its national economy, to enhance its economic status globally and gain the confidence of the international business and finance community and to earn the trust of investors in various economic sectors. Upon arrival at the session, His Highness Sheikh Mohammed was welcomed by UAE Minister of Economy Sultan bin Saeed Al Mansouri and Italy’s Minister of Economic Development Paulo Romani along with other members of the delegations. The joint statement included a set of practical steps that promote cooperation, especially in the sectors of trade and investment, tourism, industry, agriculture and financial services as well as in the small and medium enterprises sector. It also called for cooperation in protecting

intellectual property rights. The statement stressed the need to exchange information on legislative systems and investment climates on both sides, and emphasized the importance of activating the private sector’s role and participation in building bridges of strong mutual investment. The two sides also agreed to exchange visits to industrial free zones and to cooperate in the development of specialized zones to attract foreign investment. Lastly, the statement called for stronger bilateral cooperation in the areas of alternative energy and sustainable development. To ensure the implementation of the statement, both countries agreed to exchange semi-annual reports to assess the progress in this regard. Issue 450 - July 2011 -

-7

Mohammed bin Rashid receives Al Zayani

T

he Vice President and Prime Minister and Ruler of Dubai His Highness Sheikh Mohammed bin Rashid Al Maktoum received in Dubai, Jun 08th, 2011 at Za’beal Palace in the presence of H. H. Sheikh Hamdan bin Mohammed bin Rashid Al Maktoum, Crown Prince of Dubai and Chairman of Dubai Executive Council, the Secretary of the Gulf Cooperation Council for Arab States Dr Abdullatif Al Zayani.

U

rent session. The meeting was also attended by H.H. Sheikh Maktoum bin Mohammed bin Rashid Al Maktoum, Deputy Ruler of Dubai, H.H. Sheikh Ahmed bin Saeed Al Maktoum, Chairman and Chief Executive of Emirates Airline ‘&’ Group, Reem Ibrahim Al Hashimi, State Minister and Dubai Director of Protocol and Hospitality Khalifa Saeed Suleiman.

... attends signing of UAE-Italian economic agreement

AE Vice President, Prime Minister and Ruler of Dubai His Highness Sheikh Mohammed bin Rashid Al Maktoum witnessed the signing of the final state-

6-

During the meeting Sheikh Mohammed and Al Zayani exchanged views on the GCC activities and importance of joint work among the member countries to boost peace and stability in the region. They also tackled the Special GCC Initiative on Yemen, which is aimed at realising stability and national unity for the Yemeni people. Al Zayani lauded the UAE’s positive role in all the GCC issues, being the chair of cur-

- Issue 450 - July 2011

ment of the UAE-Italian Joint Economic Committee’s fourth session, which was held in the Italian city of Verona,Saturday, June 11, 2011.

A memorandum of understanding between the two countries for cooperation in small and medium enterprises sector was also signed by UAE Minister of Economy

Nation News

Mohammed bin Rashid, Mohammed bin Zayed attend graduation Ceremony

U

AE Vice President, Prime Minister and Ruler of Dubai His Highness Sheikh Mohammed bin Rashid Al Maktoum attended the graduation ceremony of the 20th batch of Command and Staff officers at the Joint Command and Staff College in Abu Dhabi, Jun 07th, 2011. Present at the ceremony was Abu Dhabi Crown Prince and Deputy Supreme Commander of the UAE Armed Forces Sheikh Mohammed bin Zayed Al Nahyan. Shortly after his arrival, Sheikh Mohammed inspected the guards of honour and greeted the graduates. Staff Major General Pilot Rashad Salem Al Saadi, Commander of the Staff College, welcomed in his

inaugural speech Sheikh Mohammed bin Rashid, thanking him for his sponsorship and attendance. “The graduating officers and the Armed Forces derive their inspiration from the support of our higher leadership headed by President His Highness Sheikh Khalifa bin Zayed Al Nahyan”, he said, pledging the allegiance to the nation and prudent leadership. Major General Al Saadi underscored that the protection of the country and national gains top the priorities of the Armed Forces, Calling on the officers to equip with good conduct, courage and far sightedness to protect the security of the UAE. The 91 graduated officers, including officers from the UAE, GCC,

Jordan, Yemen, South Korea and France received the training from July 25, 2010 to July 7, 2011. At the conclusion of the ceremony, the Vice President, who congratulated the graduates, presented the certificates to them. Flanked by Sheikh Mohammed bin Zayed, guests and audience, Sheikh Mohammed posed for taking memorial photos. The event was also attended by Sheikh Surur bin Mohammed Al Nahyan, H.H. Sheikh Hazza bin Zayed Al Nahyan, National Security Adviser, Deputy Chairman of the Executive Council, H. H. Lt. General Sheikh Saif bin Zayed Al Nahyan, Deputy Prime Minister and Minister of Interior, senior officials and senior officers. Issue 450 - July 2011 -

-5

AL Jundi Message Our children and the summer holiday A few days and the state of alert experienced by our children because of the exams will come to an end. Schools will be closed after a year of hard work, the thing which will mark the beginning of the summer vacation that people differ in how to spend. That vacation in which parents seek to provide all that can be provided for the happiness of their children in order to achieve their pleasure and interest. To achieve this, main objectives and proper planning that takes into account the various psychological and educational aspects must set. It’s the duty of every family to plan for this vacation. A planning that is consistent with the mental and physical capabilities of the children, through their integration in beneficial summer training centers, provided that the planning does not neglect fun and entertainment that is not incompatible with our beliefs, customs and traditions. Dear Educator, your children will not enjoy their vacation, if you do not get them involved in the development of their summer program. Respecting their opinion makes them enthusiastic to apply the elements of the plan, commit to its time frame and pursue its objectives. It’s preferable to have such plans and programs written and clear to all, and that the distribution of responsibilities to the children, each according to his abilities. In addition to being a social role, raising children is an Islamic duty, God said: (O you who believe, protect yourselves and your families against a Fire whose fuel is men and stones). Also, our prophet Mohammed, Peace Be Upon Him, said: (Everyone of you is a shepherd and is responsible for his flock). In such days, responsibility becomes greater, the days of summer vacation, in which many children suffer from the length of leisure time which lots of them waste without interest or benefit. We should not forget, at this point of time, to remind travelers to be the best ambassadors for their country and their religion through adhering to their customs and traditions, and to bring out a shiny image for this noble country Editor - in - Chief

Ministry of Defence General Supervisor and Editor-in-Chief:

A Military and Cultural Monthly Magazine published by The Directorate of Morale Affairs Ministry of Defence - U. A. E. Issue 450 - July 2011

In this Issue

Staff Brigadier Mohammed Ali Abdullah Al Eassa Editorial Secretary: Lt.Col. Hamad Salem Al Suwaidi Editors: Salah Abdullah Al Ali Taha Mohammed Ibrahim Mohammed Fahed Al Halabieh Nader Nayef Mohammed Abdullah Mohammed AL Ansari Buti Mohammed AL Meheiri

Mohammed bin Rashid, Mohammed bin Zayed attend graduation Ceremony UAE Vice President, Prime Minister and Ruler of Dubai His Highness Sheikh Mohammed bin Rashid Al Maktoum attended the graduation ceremony of the 20th batch of Command and Staff officers at the Joint Command and Staff College in Abu Dhabi, Jun 07th, 2011.

05

Elyazieh Ali AL Kaabi Tariq Husain AL Hammadi Supervising and Art Work: Adnan Ali AL Jaberi Abdullah M. AL Suwaidi Mohammed A. AL Marzooqi

Geospatial Intelligence Middle East Threats of Exposure to Radiation Conference 2009 The educational forum which dealt with the threat, causes,

Photographers: Bader Mohammed Yousef Ahmed Juma'a AL Suwaidi

12

treatment and protection from nuclear radiation, held in April 2011 at the UAE Ministry of Defence, attracted a great number of attendants from various military, para-military, civil defence, medical care, elements of control of radioactive pollution and other relevant governmental departments in the UAE.

AL JUNDI JOURNAL - P.O.BOX : 2838, DUBAI - U.A.E., Tel: 04/3532222, Fax: 04/3744272, E-mail: [email protected]

Get in touch

Social

© Copyright 2013 - 2024 MYDOKUMENT.COM - All rights reserved.