436-437-438 Flipbook PDF

436-437-438

59 downloads 112 Views 15MB Size

Recommend Stories


Porque. PDF Created with deskpdf PDF Writer - Trial ::
Porque tu hogar empieza desde adentro. www.avilainteriores.com PDF Created with deskPDF PDF Writer - Trial :: http://www.docudesk.com Avila Interi

EMPRESAS HEADHUNTERS CHILE PDF
Get Instant Access to eBook Empresas Headhunters Chile PDF at Our Huge Library EMPRESAS HEADHUNTERS CHILE PDF ==> Download: EMPRESAS HEADHUNTERS CHIL

Story Transcript

1

2

‫‪2021‬‬

‫طبع من هذا العدد‪ 80.000 :‬نسخة‬

‫رئاسة التحرير‪:‬‬ ‫نهى الخوري‬

‫عدد ‪ - 438/437/436‬السنة السابعة والثالثون ‪ -‬ت‪/1‬ت‪/2‬ك‪2021 1‬‬

‫‪6‬‬

‫استقالل ‪٧٨‬‬

‫‪12‬‬

‫حديث القائد‬

‫د‪ .‬إلهام نصر تابت‬

‫هيئة التحرير‪:‬‬ ‫نينا عقل خليل‪ ،‬ريما سليم‬ ‫ضومط‪ ،‬جان دارك أبي ياغي‪،‬‬ ‫تريز منصور‪ ،‬باسكـال معوض‬ ‫بو مارون‪ ،‬نادين البلعة خيراهلل‪،‬‬ ‫روجينا خليل الشختورة‪ ،‬ليال صقر‬ ‫الفحل‪ ،‬الرقيب أول جيهان جبور‪،‬‬ ‫الرقيب أول كرستينا عباس‬ ‫تدقيق لغوي‪:‬‬ ‫شادي مهنا‬ ‫ميراي شاهين دغمان‬ ‫إخراج وتنفيذ‪:‬‬ ‫علي عودة‬ ‫تصميم غرافيكي‪:‬‬ ‫المعاون حسين سماحة‬ ‫كومبيوتر‪:‬‬ ‫العريف ماري غريس البيطار‪،‬‬ ‫العريف جويل بو خليل‬ ‫تصميم الغالف‪:‬‬ ‫شركة‬

‫توجه جميع المراسالت حص ًرا‬ ‫َّ‬ ‫الى العنوان اآلتي‪:‬‬ ‫قيادة الجيش اللبناني‪،‬‬ ‫مديرية التوجيه‪،‬‬ ‫مجلة «الجيش»‬ ‫أو عبر الفاكس على الرقم‪01/424104 :‬‬

‫محتويات العدد‬ ‫• العوافي يا وطن ‪5 .................................‬‬

‫‪24‬‬

‫في ثكناتنا‬

‫• استقالل ‪6 ....................................... ٧٨‬‬ ‫• حديث القائد ‪12 ...................................‬‬ ‫• نافذة ‪17 .............................................‬‬ ‫• احتفال ‪20 ............................................‬‬ ‫• في ثكناتنا ‪24 .......................................‬‬ ‫• طبابة واستشفاء ‪36 ..............................‬‬ ‫• صحة ووقاية ‪45 ...................................‬‬ ‫• تجارب قاسية ‪46 ...................................‬‬

‫‪61‬‬ ‫صورة العام‬

‫• جيشنا ‪52 .............................................‬‬ ‫• صورة العام ‪61 .....................................‬‬ ‫• مبادرات خالقة ‪64 .................................‬‬ ‫• ناجحات ‪66 ...........................................‬‬ ‫• الجيش والمجتمع ‪68 ..............................‬‬ ‫• قضايا وطنية ‪70 ...................................‬‬ ‫• من واقع الحال ‪75 .................................‬‬ ‫• ثقافة وفنون ‪78 ....................................‬‬ ‫• عبارة ‪82 ..............................................‬‬

‫سعر النسخة‪ 5000 :‬ليرة لبنانية‬ ‫• االشتراك السنوي في لبنان‪:‬‬ ‫• لألفــــــــراد‪ 100.000 :‬ليرة لبنانية‬ ‫• للمؤسسات‪ 200.000 :‬ليرة لبنانية‬ ‫• قبرص والدول العربية‪ 200 :‬دوالر اميركي‬ ‫• اوروبا وافريقيا‪ 250 :‬دوالر اميركي‬ ‫• اميركا واوقيانيا‪ 300 :‬دوالر اميركي‬

‫«الجيش» مجلة تصدر عن‪:‬‬ ‫قيادة الجيش اللبناني‬ ‫مديرية التوجيه ‪ -‬اليرزة‬ ‫هاتف‪1701 :‬‬ ‫‪«AL JAISH» Issued by:‬‬ ‫‪The Lebanese Army‬‬ ‫‪Directorate of Orientation‬‬ ‫‪www.lebarmy.gov.lb‬‬ ‫‪www.lebanesearmy.gov.lb‬‬ ‫ُطبعت في‪ :‬مديرية الشؤون الجغرافية ‪ -‬عاريا‬ ‫توزيع‪ :‬شركة «األوائل»‬ ‫لتوزيع الصحف والمطبوعات ش‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫العوافي يا وطن‬

‫بقلم د‪ .‬إلهام نصر تابت‬

‫عالمة فارقة في الوطن البائس‬ ‫المدمر‪ ،‬وفي زمن الال ثقة‪،‬‬ ‫في غمرة اليأس المرير واإلحباط‬ ‫ّ‬ ‫تسطع الثقة بالمؤسسة العسكرية محل ًيا ودول ًيا عالمة فارقة‬ ‫في الوطن البائس‪ ،‬وبا ًبا لألمل لدى الشعب الذي ُسرقت آماله‬ ‫بالجملة‪.‬‬ ‫محل ًيا‪ ،‬ب ّين استطالع للرأي أجرته مؤسسة زغبي لألبحاث في‬ ‫أن ‪ %89‬من اللبنانيين يثقون بالجيش الذي‬ ‫أيلول الماضي ّ‬ ‫حاز أعلى نسبة ثقة من بين المؤسسات اللبنانية‪ .‬والثقة‬ ‫بالجيش الذي اعتبره اللبنانيون العامل األساسي في االستقرار‬ ‫كانت من أهم عوامل النظرة التفاؤلية للمستقبل وفق ما‬ ‫ب ّينت الدراسة نفسها‪.‬‬ ‫بلد يستشري‬ ‫بالطبع هذه الثقة ليست بتحصيل حاصل في ٍ‬ ‫فيه الفساد‪ ،‬وإنما هي نتيجة مسيرة من الصدق والشفافية‬ ‫والعمل الدؤوب على مختلف المستويات وفي مجاالت ليست‬ ‫أساسا من اختصاص الجيش‪ .‬كما أ ّنها نتيجة حسن التدبير‬ ‫ً‬ ‫والسعي الدائم إلى إيجاد الحلول الممكنة لمسائل تبدو غير‬ ‫قابلة للحل في مؤسسات أخرى‪ .‬فها هم اللبنانيون يجدون‬ ‫الجيش إلى جانبهم في األزمات كلها‪ ،‬وليس آخرها أزمتي‬ ‫الكهرباء واالتصاالت اللتين ّ‬ ‫تدخل احتياطي الجيش من النفط‬ ‫ً‬ ‫حلول أخرى‪ .‬قبل‬ ‫لح ّلهما مؤق ًتا بينما تجد المؤسسات المعنية‬ ‫كم الجهود التي بذلها العسكريون واصلين‬ ‫ذلك‪ ،‬عاينوا ّ‬ ‫نهاراتهم بلياليهم للتخفيف من تداعيات كارثة انفجار مرفأ‬ ‫بيروت‪« .‬ما حدا من الدولة ّ‬ ‫طل عليي» يقول عجوز أطاح‬ ‫عما إذا كان قد تلقى‬ ‫االنفجار بمنزله عندما تسأله إعالمية ّ‬ ‫مساعدة من الدولة‪ .‬يجيب بـ«ال» جازمة‪ ،‬ثم يضيف‪« :‬الجيش‬ ‫ساعدني‪ ،‬الدولة ال»‪ .‬في ذهن هذا المواطن كما في أذهـان‬ ‫أن الجيش نسيـج وحده‪ ،‬ليـس من هذه الدولـة‬ ‫كثيريـن ّ‬ ‫العاجـزة‪ .‬نعم أثبت الجيش أ ّنه نسيج وحـده وسط األزمات‪،‬‬ ‫وبالتالي استحق ثقـة الداخـل والخـارج م ًعا‪.‬‬ ‫تظهرت الثقة بالمؤسسة العسكرية مرا ًرا وتكرا ًرا‪،‬‬ ‫عالم ًيا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫شفو ًيا عبر تصريحات لمسؤولين عالميين كبار‪ ،‬وعمل ًيا عبر‬ ‫لما استطاع الجيش‬ ‫مبادرات ومساعدات كثيرة‪ ،‬من دونها َ‬

‫الصمود في مواجهة األوضاع الكارثية‪ .‬وآخر المبادرات في‬ ‫هذا السياق دعوة قائد الجيش العماد جوزاف عون إلى زيارة‬ ‫الواليات المتحدة األميركية‪ ،‬وما تخللها من لقاءات على أعلى‬ ‫المستويات‪.‬‬ ‫فقد ّ‬ ‫حل العماد عون ضي ًفا في أعلى مراكز القرار األميركية‬ ‫ُ‬ ‫وأحيط بحفاوة بالغة واهتمام كبير‪ .‬شرح للجميع حجم‬ ‫المعاناة التي يواجهها عسكريوه‪ ،‬وحجم األخطار التي تهدد‬ ‫أمن لبنان واستقراره ال بل أمن المنطقة‪ ،‬في حال عجز الجيش‬ ‫تحمل األعباء الثقيلة التي فرضتها الظروف‬ ‫عن االستمرار في ّ‬ ‫القاسية‪ .‬وعندما سألوه بدهشة كيف تستمرون؟ تحدث إليهم‬ ‫ّ‬ ‫التقشف‬ ‫بمنتهى الصراحة والشفافية‪ .‬أخبرهم عن تدابير‬ ‫التي اعتمدتها المؤسسة‪ ،‬كما أخبرهم عن القطع التي‬ ‫أنشأت مشاريع إنتاجية لتُطعم العسكريين‪ ،‬ولتو ّفر لهم سل ًعا‬ ‫أساسية‪ ،‬من دون أن يؤثر ذلك في مهماتها األمنية‪ .‬أخبرهم‬ ‫الكثير عن كيفية استثمار الطاقات والموارد المتوافرة بالحد‬ ‫األقصى وفي مختلف المجاالت‪.‬‬ ‫بالطبع يعرف األميركيون كما سواهم حجم المسؤوليات‬ ‫الملقاة على عاتق الجيش في ظل تفشي العجز السياسي‪،‬‬ ‫وتراكم األزمات التي ال يسير أي منها باتجاه حل مقبول‪ .‬كما‬ ‫يعرفون حجم الجهود التي تبذلها القيادة ومعها العسكريون‬ ‫من مختلف الرتب وفي المواقع كافة‪ .‬فالتقارير التي ترسلها‬ ‫البعثات الديبلوماسية ال تُغفل أ ًيا من التفاصيل‪ .‬لك ّنهم‬ ‫أرادوا أن يستقوا المعلومات من مصدرها‪ ،‬من قائد الجيش‬ ‫شخص ًيا‪ .‬أرادوا أن يعرفوا منه بالضبط واقع الحال والحاجات‬ ‫والتحديات‪ .‬وكان لهم ما أرادوا‪ ،‬سمعوا صرخة الوجع المد ّوية‬ ‫التي لم ُي ِعرها المسؤولون اللبنانيون آذا ًنا صاغية‪ ،‬وسمعوا‬ ‫رنين ناقوس الخطر الذي لم يوقظ مسؤولين كث ًرا‪.‬‬ ‫سمعوا‪ ،‬وعرفوا‪ ،‬وقدروا‪ ،‬ووعدوا‪ ،‬ويبقى أن تتحول الوعود إلى‬ ‫مبادرات تسهـم في صمـود هذه المؤسسـة التـي تحمـل وط ًنا‪.‬‬ ‫العوافي يا جيشنا‪.‬‬ ‫العوافي يا وطن‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫استقالل ‪٧٨‬‬

‫ريما سليم ضوميط‬

‫وحدهم لم يتغ ّيروا‪...‬‬ ‫طوال‪،‬‬ ‫لسنوات‬ ‫ثمة اختالف كبير بين االحتفاالت الكبيرة التي اعتاد اللبنانيون أن ُيحيوا من خاللها ذكرى استقالل لبنان‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وبين العرض العسكري الرمزي المقتضب الذي استضافته وزارة الدفاع الوطني هذا العام‪ .‬فال الحشود هي نفسها‪ ،‬وال‬ ‫المدعوون والحضور‪ ،‬وال الزينة ومظاهر البهجة وال حتى حجم القوى المشاركة‪ .‬وحدهم ذوو البزات المرقطة لم يتغيروا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وتصميما‪ .‬ال األزمة االقتصادية تمكنت من إحناء رؤوسهم‬ ‫وصالبة‬ ‫ما زالت خطواتهم الواثقة تزرع ساحة العرض عنفوا ًنا‬ ‫ً‬ ‫الشامخة بكبرياء‪ ،‬وال التحديات الكبيرة التي شغلت البالد استطاعت أن تسرق نظرة التفاؤل والصمود من عيونهم الشاخصة‬ ‫بأمل نحو راية الوطن‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫عسكريو الجيش ز ّينوا ساحة وزارة الدفاع الوطني في اليرزة‬ ‫بعرض متواضع‪،‬‬ ‫في الذكرى الثامنة والسبعين لالستقالل‬ ‫ٍ‬ ‫أغنوه بمشاعرهم الوطنية الصادقة وعزمهم على مواجهة‬ ‫التحديات مهما عظمت‪.‬‬ ‫حضر العرض العسكري الذي ترأسه رئيس الجمهورية‬ ‫ميشال عون‪ ،‬كل من‪ :‬رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس‬ ‫الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الدفاع الوطني موريس سليم‪،‬‬ ‫وزير الداخلية القاضي بسام مولوي وقادة األجهزة األمنية‪،‬‬ ‫وقائد القوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال ستيفانو‬ ‫عدد من المديرين العامين‪ ،‬وكبار الضباط‪.‬‬ ‫ديل كول‪ ،‬إلى ٍ‬ ‫رافقت موسيقى الجيش وقائع العرض بمعزوفاتها الوطنية‪،‬‬ ‫فقدمت التشريفات للشخصيات الرسمية لحظة وصولهم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وعند وصول علم الجيش صدحت معزوفة العلم والزمة‬

‫‪6‬‬

‫النشيد الوطني اللبناني‪.‬‬ ‫ووصل على التوالي رئيس األركان اللواء الركن أمين العرم‪،‬‬ ‫فقائد الجيش العماد جوزاف عون و ُقدمت لهما التشريفات‪.‬‬ ‫ثم وصل وزير الدفاع ف ُقدمت له التشريفات وأخذ مكانه إلى‬ ‫جانب قائد الجيش بانتظار وصول رئيس الجمهورية‪ ،‬تبعه‬ ‫الرئيس ميقاتي ثم الرئيس بري اللذان اتّخذا مكا َنيهما على‬ ‫المنصة بعد تقديم التشريفات لهما‪.‬‬ ‫وعند الساعة التاسعة‪ ،‬وصل الرئيس عون فعزفت له‬ ‫الموسيقى لحن التعظيم والنشيد الوطني وأطلقت المدفعية‬ ‫‪ 21‬طلقة خ ّلبية ترحي ًبا‪ .‬توجه بعدها إلى النصب التذكاري‬ ‫ً‬ ‫إكليل من الزهر‪ ،‬وعزفت‬ ‫لضريح الجندي المجهول حيث وضع‬ ‫َ‬ ‫الموسيقى معزوفة تكريم الموتى والزمتي النشيد الوطني‬ ‫ونشيد الشهداء‪.‬‬

‫وبعدما ح ّيا علم الجيش‪ ،‬صعد‬ ‫الرئيس عون يرافقه وزيــر الدفاع‬ ‫إلى سيارة جيب عسكري مكشوفة‪،‬‬ ‫واستعرض الوحدات المشاركة‪ ،‬ثم‬ ‫ح ّيا المشاركين في االحتفال وأخذ‬ ‫مكانه على المنصة إيــذا ًنــا ببدء‬ ‫العرض العسكري‪ ،‬الذي سبقه عرض‬ ‫فيلم للمناسبة من إعــداد مديرية‬ ‫التوجيه في قيادة الجيش‪.‬‬ ‫العرض الرمزي‬ ‫بدأ العرض بمرور الوحدات الراجلة‬ ‫وهي على التوالي‪ :‬موسيقى الجيش‬ ‫واألعالم‪ :‬علم الجيش‪ ،‬علم المديرية‬ ‫العامة لقوى األمن الداخلي‪ ،‬علم المديرية العامة لألمن‬ ‫العام‪ ،‬علم المديرية العامة ألمن الدولة‪ ،‬علم المديرية‬ ‫العامة للجمارك‪ ،‬فصيلة مشاة راجلة من قــوات األمم‬ ‫المتحدة المؤقتة في لبنان‪ ،‬الكلية الحربية‪ ،‬القوات البحرية‪،‬‬ ‫القوات الجوية‪ ،‬لواء الحرس الجمهوري‪ ،‬لواء المشاة الثامن‪،‬‬ ‫فوج التدخل الثالث‪ ،‬المديرية العامة لقوى األمن الداخلي‪،‬‬ ‫المديرية العامة لألمن العام‪ ،‬المديرية العامة ألمن الدولة‪،‬‬ ‫المديرية العامة للجمارك‪ ،‬الطبابة العسكرية‪ ،‬المديرية‬ ‫العامة للدفاع المدني‪ ،‬والصليب األحمر اللبناني‪.‬‬ ‫تبدلت الموسيقى لتشق‬ ‫بعد انتهاء مرور الوحدات الراجلة‪ّ ،‬‬ ‫الــوحــدات التي تسير بخطى رياضية طريقها في ساحة‬ ‫العرض‪ ،‬وهي على التوالي‪ :‬فوج المغاوير وفرع مكافحة‬

‫اإلرهاب والتجسس والفوج المجوقل وفوج مغاوير البحر‪.‬‬ ‫شاركت في االحتفال ً‬ ‫أيضا طوافات عسكرية من سالح الجو‬ ‫اللبناني كانت تحلق في سماء اليرزة قبل بدء العرض وفي‬ ‫أثنائه‪ ،‬حمل بعضها العلم اللبناني‪ ،‬باإلضافة إلى طائرات‬ ‫«سوبر توكانو»‪.‬‬ ‫مع انتهاء العرض غــادر الرئيس عون والرئيسان بري‬ ‫وميقاتي إلى القصر الجمهوري‪ ،‬فيما تقبل قائد الجيش‬ ‫تهاني الضباط‪.‬‬ ‫غادر الجميع وظل صدى الخطوات الهادرة في الساحة يحكي‬ ‫قصة رجال أقسموا على الوالء لوطنهم حتى الشهادة‪ ،‬رجال‬ ‫يستمرون في مواجهة الصعاب بإرادة وعزم‪ ،‬فاتحين لألمل‬ ‫أبوا ًبا‪ ،‬رافعين راية أقسموا أن تظل مرفوعة للعلى للعلم‪...‬‬

‫وفد من القيادة يهنئ رئيس الجمهورية‬ ‫استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قائد الجيش العماد جوزاف عون على رأس وفد من الضباط‪ ،‬في زيارة‬ ‫تهنئة بمناسبة عيد االستقالل‪.‬‬ ‫قدمتها المؤسسة العسكرية في سبيل الحفاظ على األمن واالستقرار في‬ ‫وقد أشاد الرئيس عون بالتضحيات التي ّ‬ ‫دفاعا عن الوطن وسيادته‬ ‫البلد‪ ،‬ومواجهة اإلرهاب وخالياه‪ ،‬مح ّي ًيا‬ ‫خصوصا أرواح الشهداء العسكريين الذين سقطوا ً‬ ‫ً‬ ‫وأمنه‪ّ .‬‬ ‫وأكد أ ّنه يواصل العمل مع رئيس الحكومة من أجل معالجة األوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها العسكريون‬ ‫من مختلف الرتب‪ ،‬أسوة بغيرهم من أفراد القوى المس ّلحة األخرى والمواطنين الذين تأثروا مباشرة بالتدهور في سعر‬ ‫صرف الليرة‪.‬‬ ‫مما يعانيه العسكريون ستبقى متس ّلحة ب َق َسمها‬ ‫من جهته‪ ،‬شدد قائد الجيش على ّ‬ ‫أن المؤسسة العسكرية على الرغم ّ‬ ‫في الدفاع عن لبنان‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫استقالل ‪٧٨‬‬

‫وزير الدفاع الوطني‪:‬‬ ‫تجسد المثل الساطع‬ ‫المؤسسة العسكرية ّ‬ ‫لفعل اإليمان بالوطن‬ ‫ّ‬ ‫أن لبنان لن يكون‬ ‫أكد وزير الدفاع الوطني موريس سليم ّ‬ ‫ً‬ ‫واشتدت األزمات‪.‬‬ ‫مستقل مهما ه ّبت عليه رياح الفتنة‬ ‫ّإل‬ ‫ّ‬ ‫أن استقالل لبنان هو‬ ‫ورأى في حديث لمجلة «الجيش» ّ‬ ‫ثمرة تضحيات أبنائه وإيمانهم الراسخ بنهائية هذا الوطن‬ ‫وأن االستقالل نضال يومي‪ ،‬ومسؤولية صونه وتمتينه تقع‬ ‫على عاتق الجميع‪.‬‬ ‫وقال وزير الدفاع‪« :‬يبقى الشعب أساس االستقالل الذي‬ ‫ويتجدد مع كل عمل‬ ‫يترسخ‬ ‫هو فعل إيمان بالوطن‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مخلص وقرار سليم على كل مستويات المسؤولية الوطنية‬ ‫وتش ّعباتها»‪.‬‬ ‫تجسد المثل الساطع‬ ‫«إن المؤسسة العسكرية‬ ‫وأضاف‪ّ :‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫لفعل اإليمان بالوطن‪ ،‬فينتشر رجالها ليل نها ًرا على كامل‬ ‫ترابه‪ ،‬يرابطون على الحدود الجنوبية في مواجهة العدو‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬وعلى الحدود الشرقية والشمالية يرصدون‬ ‫اإلرهاب والمه ّربين ويشتركون بحفظ األمن في الداخل‪،‬‬ ‫ويمدون يد العون ألبناء شعبهم في كل مكان‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أن «هذه المؤسسة‪ ،‬ورغم قساوة‬ ‫وشدد وزير الدفاع على ّ‬ ‫يضحي أفرادها حتى االستشهاد في‬ ‫الظروف التي نم ّر بها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫سبيل أن يبقى الوطن عزيزا مستقل»‪.‬‬ ‫«أن بلدنا هو أجمل بلدان األرض‬ ‫واعتبر الوزير سليم ّ‬ ‫حي‪ ،‬وال بد من أن تشرق شمس الخير على‬ ‫وشعبنا شعب ّ‬ ‫لبنان بعد هذه األزمة غير المسبوقة في تاريخه الحديث»‪.‬‬ ‫بتحديات كبرى على مدى العقود األخيرة‬ ‫وتابع‪« :‬م ّر وطننا‬ ‫ّ‬ ‫وكنت ما أزال في الخدمة العسكرية‪ ،‬وعايشت ظروف‬ ‫وتداعيات تلك األحداث التي عانى منها الشعب بأفراده‪،‬‬ ‫والوطن بمؤسساته كافة‪ ،‬لكن إيمان أبناء شعبنا بوطنهم‬ ‫مجددا رغم اآلالم والتضحيات‬ ‫وحبهم له جعلهم ينهضون‬ ‫ً‬ ‫ليعيدوا إلى لبنان نبض الحياة والتقدم واالستمرار‪ .‬في‬ ‫النهاية الوطن هو الناس لذا فهم مسؤولون عن وطنهم»‪.‬‬ ‫وتوجه إلى العسكريين بالقول‪« :‬إن إيمانكم بلبنان‬ ‫ّ‬ ‫وبالمؤسسة العسكرية واضح‪ ،‬وتحظون بتقدير كبير من‬

‫كل أطياف الشعب اللبناني‪ ،‬وأنتم جزء من هذا الشعب وكل‬ ‫عمل تقومون به هو للوطن وللشعب‪ ،‬لذا فإن تضحياتكم‬ ‫ـدا‪ ،‬ولن يذهب جهدكم سدى ألن هذه‬ ‫اليوم ستثمر غـ ً‬ ‫مردها إلى اإليمان العميق بلبنان وواجب الدفاع‬ ‫التضحيات ّ‬ ‫عنه‪.‬‬ ‫مؤكدا «أنه من المهم أن يبقى الجيش‬ ‫وختم الوزير سليم‬ ‫ً‬ ‫جاه ًزا ألداء أدواره المك ّلف بها من السلطة السياسية من‬ ‫خالل تحسين ظروفه وواقعه‪ ،‬على مستوى العديد والتجهيز‬ ‫ّ‬ ‫ليتمكن أفراده من‬ ‫واالستشفاء والحالة المالية بشكل عام‪،‬‬ ‫تلبية متط ّلبات الحياة وتحدياتها»‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫حديث القائد‬

‫مقدسة‬ ‫وطنكم بحاجة إليكم‬ ‫ومهمتكم ّ‬ ‫ّ‬

‫تهشيما‬ ‫في الظروف الصعبة يظهر معدن الرجال‪ ،‬وما نعيشه أكثر من صعب‪ .‬نعيش ظرو ًفا ساحقة تمعن في الناس‬ ‫ً‬ ‫وتدمي ًرا‪ .‬لكن وللمفارقة ّ‬ ‫فإن من يعانون أكثر من سواهم‪ ،‬ظلوا األكثر ثبا ًتا‪ ،‬وبرهنوا أ ّنهم رجال ُيتكل عليهم‪ .‬إ ّنهم عسكريو‬ ‫الجيش من مختلف الرتب‪ ،‬إ ّنهم رجال الوطن الذين يستمرون في أداء واجبهم المقدس رغم ما أصابهم نتيجة األزمة‬ ‫تباعا بفعل األزمة‪ ،‬ويسود التشرذم في البالد‪،‬‬ ‫االقتصادية الخانقة‪ ،‬وتداعياتها على رواتبهم‪ .‬وبينما تتعطل المؤسسات ً‬ ‫يوجه‬ ‫تحافظ المؤسسة العسكرية على جهوزيتها متمسكة بشعارها ومبادئها ووحدتها‪ ،‬مصممة على الوفاء للقسم الذي ّ‬ ‫خطى رجالها ويجعلهم قدوة في اإليمان بالوطن وبالبزة التي يرتدونها‪ .‬فهذه المؤسسة ُتدرك أ ّنها المدماك األخير الذي‬ ‫يحول دون انهيار الوطن وسقوطه في قبضة الفوضى والميليشيات كما حصل في السابق‪ .‬كما ُتدرك أ ّنها األساس الصلب‬ ‫الذي سيسمح للدولة بالنهوض وبناء مؤسساتها من جديد‪.‬‬ ‫هذا ما ّ‬ ‫ويشدد عليه قائد الجيش العماد جوزاف‬ ‫يؤكده‬ ‫ّ‬ ‫مثم ًنا ثباتهم‬ ‫عون بينما هو‬ ‫ّ‬ ‫يشد على أيادي العسكريين ّ‬ ‫وتضحياتهم‪« .‬األزمــة ستم ّر» يقول العماد عــون أمام‬ ‫عسكرييه‪ّ ،‬‬ ‫بأن راتب الضابط في العام ‪1992‬‬ ‫يذكرهم ّ‬ ‫انخفض ليصبح ‪ 27‬دوال ًرا بفعل األزمة آنذاك‪ .‬يطمئنهم إلى‬ ‫أن قيادتهم إلى جانب كل واحد منهم‪ ،‬تشعر بمعاناتهم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تتفهم هواجسهم‪ ،‬تعرف األسئلة التي تدور في رؤوسهم‬ ‫من دون أن يطرحوها‪ .‬وهو في المقابل يوضح لهم حجم‬ ‫مؤكدا‬ ‫المسؤوليات التي يتحملونها حيال وطنهم وأهلهم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫يقدرون صمودهم ويراهنون‬ ‫ّ‬ ‫أن اللبنانيين كما األجانب ّ‬ ‫عليهم‪ .‬وهو إذ يشرح لهم التدابير واإلجراءات التي اتخذتها‬

‫‪12‬‬

‫القيادة للتك ّيف مع األوضاع الصعبة والتخفيف من الضغوط‬ ‫التي يتع ّرض لها العسكريون‪ّ ،‬‬ ‫أن توفير المساعدات‬ ‫يؤكد ّ‬ ‫يألو‬ ‫للجيش بما فيها المساعدات المالية هو أولويته‪ ،‬ولن َ‬ ‫جهدا في سبيل ذلك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫في لقائه بالضباط في اليرزة‪ ،‬كما في لقاءاته بالعسكريين‬ ‫من مختلف الرتب خالل جوالته على القطع والوحدات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫صا‬ ‫يتحدث العماد عون بمنتهى الصراحة والشفافية‬ ‫مشخ ً‬ ‫محد ًدا الحلول‪ ،‬ومعط ًيا التوجيهات‪.‬‬ ‫الواقع‪ّ ،‬‬ ‫أنا واحد منكم‬ ‫دايما على المصارحة‪ ...‬أل ّنو ما عناّ‬ ‫عودتكن‬ ‫ً‬ ‫«متل ما ّ‬

‫أعرف الضغوط والتحديات التي تعيشونها‪ ،‬من التحركات االحتجاجية‪ ،‬إلى أزمة المحروقات واألدوية‬ ‫والمداهمات واإلشكاالت المتنقلة وغيرها‪ ،‬وفي جميع هذه االستحقاقات كنتم على مستوى‬ ‫المسؤولية وعرفتم بحكمتكم وضبط أعصابكم أن تستوعبوا األوضاع وردات الفعل‪ .‬أثبتم أ ّنكم‬ ‫رجال الوطن بالفعل‪ ،‬وأنكم رجال ُيتكل عليهم‪.‬‬ ‫شي مخ ّبا‪ ،‬وحقكن تعرفو كل شــي»‪ .‬هكذا بــدأ قائد‬ ‫الجيش حديثه إلى الضباط في االجتماع االستثنائي الذي‬ ‫عقده في اليرزة‪ .‬وأضاف‪ :‬تقومون بمهمات كثيرة تتطلب‬ ‫مجهودا‪ ،‬والهاجس الكبير بات االنتقال إلى مراكز الخدمة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أعرف الضغوط والتحديات التي تعيشونها‪ ،‬من التحركات‬ ‫االحتجاجية‪ ،‬إلى أزمة المحروقات واألدويــة والمداهمات‬ ‫واإلشكاالت المتنقلة وغيرها‪ ،‬وفي جميع هذه االستحقاقات‬ ‫كنتم على مستوى المسؤولية وعرفتم بحكمتكم وضبط‬ ‫أعصابكم أن تستوعبوا األوضاع وردات الفعل‪ .‬أثبتم أ ّنكم‬ ‫رجال الوطن‪ ،‬رجال ُيتكل عليهم‪ .‬وفيما ح ّيا االنضباط الذي‬ ‫تحلى به الضباط والعسكريون على السواء‪ ،‬تو ّقف بتقدير‬ ‫عند والئهم المطلق للمؤسسة العسكرية‪ّ ،‬‬ ‫وأكد‪« :‬أنا واحد‬ ‫منكم‪ ،‬أعرف كل التفاصيل‪ ،‬أتابعكم خطوة خطوة‪ ...‬لقد‬ ‫خدمت مثلكم على األرض وبين العسكر‪ ،‬وأعلم بالضبط‬ ‫كل ما يحيط بحياة العسكري وما يتحمله وكيف يستطيع‬ ‫التحمل‪ .‬أريــد منكم أن تكونوا إلى جانب عسكرييكم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تتحدثون إليهم‪ ،‬تتفهمون مشكالتهم‪ ،‬وتدعمونهم‪ .‬نحن‬ ‫في أزمة كبيرة وقدرات القائد الناجح تظهر في األزمات‬ ‫والحروب‪ .‬عليكم طمأنة عسكرييكم إلى أ ّننا لن نتركهم‬ ‫يتخبطون في هذه األزمة‪ ،‬نحن نبذل كل جهودنا للتخفيف‬ ‫أن مهمته‬ ‫عنهم ومساعدتهم‪ .‬ويجب أن يدرك كل عسكري ّ‬ ‫مقدسة وهو من خاللها يحمي عائلته وأهله ووطنه»‪ .‬وإذ‬ ‫طرح السؤال الصعب‪ :‬لمن نترك الوطن؟ للفوضى؟ للحرب‬ ‫األهلية؟ ّ‬ ‫أن تضحيات العسكريين وجهودهم هي التي‬ ‫أكد ّ‬ ‫حالت دون انهيار لبنان رغم ما حدث منذ تشرين األول‬ ‫ّ‬ ‫تفشي وباء‬ ‫‪ 2019‬لغاية اليوم‪ .‬فمن المظاهرات إلى‬ ‫أوضاعا مأزومة‪« ،‬لكننا‬ ‫كورونا وانفجار المرفأ شهد لبنان‬ ‫ً‬ ‫استطعنا أن نحافظ على السلم األهلي بفضل ثقة شعبنا‬ ‫شجع الكثيرين على‬ ‫وثقة المجتمع الدولي بنا‪ ،‬وهذا ما ّ‬ ‫أن فقدان الثقة واإليمان بالوطن‬ ‫مساعدتنا»‪.‬‬ ‫وشدد على ّ‬ ‫ّ‬ ‫هو أخطر سالح ضدنا‪.‬‬ ‫وتناول قائد الجيش مسألة فرار عدد من العسكريين‬ ‫أن الشائعات‬ ‫وتقدم آخرين بطلبات استقالة‪ ،‬فأوضح ّ‬ ‫ُّ‬

‫ّ‬ ‫عددا كبي ًرا من هؤالء عادوا والتحقوا‬ ‫تضخم األرقام‪ّ ،‬‬ ‫وأن ً‬ ‫يقدمها الجيش‬ ‫مجددا‪ ،‬بعدما اكتشفوا ّ‬ ‫ً‬ ‫أن الضمانات التي ّ‬ ‫ال يجدونها في أي وظيفة أخرى‪ .‬وفي هذا السياق وضع‬ ‫الضباط أمام مسؤولية توعية العسكريين لكي ال يتس ّرعوا‬ ‫في اتخاذ قرارات يندمون عليها‪ .‬فقد يجد الواحد منهم‬ ‫اليوم وظيفة ويخسرها بعد فترة‪ ،‬أما المؤسسة العسكرية‬ ‫وحد‬ ‫فتحتضنهم مدى الحياة‪ .‬وقال‪« :‬رح ضل واقف حدكن‪ْ ،‬‬ ‫كل عسكري»‪ .‬كذلك تط ّرق إلى شائعات أخرى وانتقادات‬ ‫تتحدث عن استنسابية في توزيع المساعدات واعتماد سياسة‬ ‫شتاء وصيف تحت سقف واحد‪ ،‬وطلب من العسكريين ّأل‬ ‫أن الجيش للجميع‬ ‫يعيروها أي اهتمام‬ ‫مؤكدا مرة جديدة ّ‬ ‫ً‬ ‫وضد جميع المخ ّلين باألمن‪ ،‬وهدفه األساسي الحفاظ على‬ ‫السلم األهلي واالستقرار األمني‪.‬‬ ‫لن نسمح بوقوع الفتنة‬ ‫ّ‬ ‫بأن لبنان اليوم بحاجة إلى‬ ‫وذكر العماد عون الضباط ّ‬ ‫الجيش أكثر من أي وقت مضى‪« ،‬ونحن أقسمنا يمين الدفاع‬ ‫عن وطننا حتى الشهادة‪ ...‬ال تفقدوا األمل والثقة بوطنكم‪،‬‬ ‫ال بديل لدينا وال خيار آخر‪ ...‬شعارنا شرف تضحية وفاء‪ ،‬كلما‬ ‫أقلقتنا األسئلة أو تعرضنا لالستفزاز‪ ،‬يجب أن نتذكر هذه‬ ‫الكلمات ففيها األجوبة‪ ،‬وقيمة الشعار في تطبيقه عمل ًيا»‪.‬‬ ‫«أنا أثق بكم وأفتخر بكم‪ ،‬وأتكل عليكم» قال العماد‬ ‫ّ‬ ‫جيدا أنكم تش ّرفون مؤسستكم‬ ‫عون‪ ،‬وأضــاف‪:‬‬ ‫«تذكروا ً‬ ‫ّ‬ ‫أن الفتنة هي على مسافة خطوات‪،‬‬ ‫ووطنكم»‪ .‬وحذر من ّ‬ ‫لك ّنه ّ‬ ‫جازما‪ :‬لن نسمح بوقوعها‪ .‬وعلى العسكريين أن‬ ‫أكد‬ ‫ً‬ ‫مقدسة‪ ،‬فتجربة ‪ 1975‬كانت‬ ‫مهمة‬ ‫يدركوا أ ّنهم أمام‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تجربة مريرة ولن نسمح بتكرارها‪ ،‬وال أحد يقبل بعودة‬ ‫سيطرة الميليشيات والعيش تحت رحمة العصابات المس ّلحة‬ ‫واإلرهاب أو المخدرات‪.‬‬ ‫األزمة واإلجراءات التي اتخذتها القيادة‬ ‫في ما يتعلق باألزمة االقتصادية‪ ،‬تو ّقع قائد الجيش أن‬ ‫تطول هذه األزمة لك ّنه أشار إلى وجود سيناريوهات لمواجهة‬

‫‪13‬‬

‫األسوأ‪ ،‬وقال‪« :‬نحن لسنا سبب األزمة‪ ،‬والحل ليس عندنا‪،‬‬ ‫نحن نقوم بواجبنا تجاه وطننا‪ ،‬وسنكون موجودين حيث‬ ‫تدعو الحاجة‪ .‬واجبنا مساعدة الدولة على إيجاد الحلول من‬ ‫خالل توفير األمن واالستقرار»‪ .‬وأضاف‪ :‬إ ّنها أزمة وسوف‬ ‫تمر‪ ،‬مررنا من قبل بظروف صعبة وتجاوزنا األمر‪« .‬ما في‬ ‫أزمة إال ووراها فرج‪ .‬المهم أن نصمد أمام هذه العاصفة‬ ‫إلى حين انتهائها»‪.‬‬ ‫أن القيادة اتخذت في ظل الظروف‬ ‫وأشار قائد الجيش إلى ّ‬ ‫الراهنة جملة إجراءات تقشفية فراعت ظروف العسكريين‬ ‫وشجعت المبادرات‬ ‫في ما يتع ّلق بالجهوزية والخدمة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫التي قامت بها بعض الوحدات كاستثمار األراضي الزراعية‬ ‫وإنشاء معامل إنتاج صغيرة لتأمين سلع لالستعمال اليومي‪،‬‬ ‫أن الجيش‬ ‫ووضعت خطة للنقل‪ .‬وهنا أوضح العماد عون ّ‬ ‫اشترى باصات وفانات‪ ،‬وستكون في الخدمة قري ًبا ما يحل‬ ‫مشكلة تن ّقل العسكريين‪.‬‬ ‫مطو ًل عندها ّ‬ ‫مذك ًرا‬ ‫أما بالنسبة إلى الطبابة‪ ،‬فقد تو ّقف‬ ‫ّ‬ ‫يؤمن أفضل الخدمات الطبية لعناصره‬ ‫ّ‬ ‫بأن الجيش ما زال ّ‬ ‫مؤكدا السعي للحفاظ على مستوى‬ ‫رغم تردي األوضاع‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أن المستشفى العسكري بات‬ ‫هذه الخدمات‪ ،‬ومشي ًرا إلى ّ‬ ‫يحتوي على ‪ 5‬غرف عمليات هي من األحدث في الشرق‬ ‫جار حال ًيا لتوسيع‬ ‫دم‪ّ ،‬‬ ‫األوسط‪ ،‬وأهم مختبر ّ‬ ‫وأن العمل ٍ‬ ‫هذا المستشفى وزيادة قدرته االستيعابية‪ .‬كذلك تط ّرق‬ ‫أن نسبة‬ ‫العماد عون إلى موضوع كورونا واللقاح‪ ،‬فكشف ّ‬ ‫العسكريين الذين تل ّقوا الجرعتين بلغت ‪ ،%68‬وشدد على‬ ‫ضرورة تلقيح الباقين‪ ،‬ومن يصر على عدم أخذ اللقاح يكون‬ ‫العالج على نفقته الخاصة إذا أصيب بالوباء‪.‬‬

‫المساعدات والمفاوضات‬ ‫بسبب الوضع االقتصادي الراهن وكثرة المهمات يحتاج‬ ‫الجيش إلى المساعدات‪ ،‬التي تعمل القيادة على تأمينها‬ ‫ليبقى الجيش قاد ًرا على تنفيذ واجباته العمالنية‪ ،‬كما أ ّنها‬ ‫طلبت ً‬ ‫أيضا مساعدات مادية للعسكريين لكن األمر يواجه‬ ‫معوقات قانونية ودستورية لدى الجهات المانحة‪ ،‬ويتم‬ ‫العمل على إيجاد حلول لتأمين هذه المساعدات‪ .‬وفي هذا‬ ‫السياق ّ‬ ‫أن زياراته لعدة دول كان هدفها‬ ‫أكد العماد عون ّ‬ ‫تأمين المساعدات للجيش‪ ،‬ولن يوفر أي جهد للحصول على‬ ‫ما يحفظ كرامة العسكري وعائلته‪.‬‬ ‫كذلك تط ّرق قائد الجيش إلــى ما يبديه مسؤولون‬ ‫وقادة عسكريون أجانب من إعجاب باالحتراف الذي طبع‬ ‫أن ما تن ّفذه‬ ‫أداء الجيش في الظروف الصعبة‪ ،‬مشي ًرا إلى ّ‬ ‫الوحدات من مهمات استثنائية بات ُيد ّرس في المعاهد‬ ‫والكليات العسكرية‪ ،‬وهذا مدعاة فخر لكل ضابط وعسكري‬ ‫في الجيش اللبناني‪.‬‬ ‫في ما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود‬ ‫أن الجيش قام بواجبه الوطني‬ ‫البحرية‪ ،‬اعتبر العماد عون ّ‬ ‫بالمطالبة بحقوق لبنان البحرية وأظهر احترا ًفا ومناقبية‬ ‫للبت بالموضوع‪.‬‬ ‫عالية‪ ،‬وهو ينتظر القرار السياسي ّ‬ ‫أطمئنكم‪...‬‬ ‫وختم قائد الجيش بكلمات ملؤها الثقة بقدرة الجيش‬ ‫على تجاوز الصعوبات‪ ،‬فقال‪« :‬أطمئنكم وأطمئن اللبنانيين‬ ‫أن جيشهم رغم كل الصعوبات والمعاناة‪ ،‬سيواصل تنفيذ‬ ‫ّ‬ ‫المهمات الموكلة إليه»‪.‬‬

‫نحن في أزمة كبيرة وقدرات القائد الناجح تظهر في األزمات والحروب‪ .‬عليكم طمأنة عسكرييكم‬ ‫إلى أ ّننا لن نتركهم يتخبطون في هذه األزمة‪ ،‬نحن نبذل كل جهودنا للتخفيف عنهم ومساعدتهم‪.‬‬ ‫على كل عسكري أن يدرك ّ‬ ‫أن مهمته مقدسة وهو من خاللها يحمي عائلته وأهله ووطنه‪.‬‬ ‫‪14‬‬

‫نافذة‬

‫بقلم‪ :‬روني ألفا‬

‫بلدا بأكم ِله‬ ‫تع َت ِمر ً‬ ‫ربطة الخبز‬ ‫ما معنى أن ت ُع ّد أرغفة في‬ ‫ِ‬ ‫مهمة‪.‬‬ ‫قبل أن تخرج من بي ِت َك في أمر‬ ‫ّ‬ ‫وأم ٌ‬ ‫وأخ وابـ ُ‬ ‫ـي‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أنت ٌ‬ ‫أب ٌّ‬ ‫ـن َع ّم ووصـ ٌّ‬ ‫ـل هــذا في ب ـ ّزة واحــدة‪َ .‬‬ ‫كـ ّ‬ ‫بشحطة‬ ‫واحــدة أو َشحط َتين على كتفيك‬ ‫أو بــدرزة نجوم وسيوف فوقهما‬ ‫َ‬ ‫تنتظرك ال‬ ‫ـم‪ .‬المهمة التي‬ ‫ال هـ ّ‬ ‫بعدد النجوم طالما َّ‬ ‫أن‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫ُت َفو ِن ُ‬ ‫نع َل َ‬ ‫أنت‬ ‫يك تضيئان طريق الوطن‪َ .‬‬ ‫الوحيد المجاز له السير على األقدام‬ ‫واألقــدار‪ .‬ك ّلما ّ‬ ‫آخر عروة من‬ ‫بك َ‬ ‫لت ِ‬ ‫تذكر َ‬ ‫َ‬ ‫قميصك العسكري َّ‬ ‫بلدا‬ ‫أنك تع َت ِمر ً‬ ‫مشاو َفة إنما‬ ‫بأكمله‪ .‬هذا أنت‪ .‬ال تك ُّب ًرا وال‬ ‫َ‬ ‫اع َرف من أنت‪ .‬قد يتناقص مسحوق الحليب‬ ‫ألطفا ِلك‪ .‬يشربه أطفا ُل َك من مسحوق كرام ِتك‪ .‬قد‬ ‫ودمك تُط ِعم جوع الوطن‪ .‬هذا‬ ‫تقتصد باللحوم‪ .‬من لحمك ِ‬ ‫َ‬ ‫وإياك أن تنسى من أنت‪.‬‬ ‫هو أنت الحقيقي‬ ‫مراوغة‬ ‫أنت أكبر منها‪ .‬هي‬ ‫ال تلتفت إلى فتات السياسة‪َ .‬‬ ‫ِ‬ ‫مناو َرة في ملعب السلطة‪.‬‬ ‫هي‬ ‫وأنت واضح‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫كحد السيف‪َ .‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫مالعب الخدمة‪ .‬ال شأن لك بكل ما ُي ُ‬ ‫قال‬ ‫مناوراتُك أنت في ِ‬ ‫تمش‪ .‬دعهم يتصارعون على كسرة‪.‬‬ ‫عنك‪ .‬قل كلم َتك وال‬ ‫ِ‬ ‫صارع من أجل شلح أرز‪ .‬ستتذكرك هذه الشجرة المباركة‬ ‫عاط َفة‪ .‬هذا أنت‪.‬‬ ‫كلما ه ّبت عاصفة‪ .‬في كل عاصفة ُكن ِ‬ ‫ٌ‬ ‫داخل إلى محراب‪ِّ .‬‬ ‫لربك وللبنان‪.‬‬ ‫حرم ثك َن ِتك كأنك‬ ‫ادخل َ‬ ‫صل ِّ‬ ‫من يص ّلي للبنان ق ّلة وأنت كث َر ُة ال ِق ّلة‪ .‬تسكن ضمير الناس‬ ‫ومن يسكن في هذه المنازل ال يبغي القصور‪ .‬على تخ ِتك‬ ‫َ‬ ‫تواضعك‬ ‫بأحالم متواضعة‪ .‬ما أحلى‬ ‫نوم َك‬ ‫الحديدي يغ ّرد ُ‬ ‫ٍ‬ ‫أمام جبروت الطغيان‪ .‬سالحك ّ‬ ‫عكازة شيخوخة الوطن حي ًنا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫جوهرة ثمينة‪.‬‬ ‫والخردة‬ ‫تحول النحاس ذه ًبا‬ ‫وعصا سحرية ّ‬ ‫أنت ال تخطئ‪ .‬اطمئن‪ .‬أنت تمحو خطايا اآلخرين‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫واتل الفا ِت َحة واألبانا‪ .‬كم يفرحان بلقائهما‬ ‫مدل‬ ‫وح ِ‬ ‫كبر َ‬ ‫ِّ‬ ‫قلبك‪ .‬صالت َ‬ ‫َ‬ ‫ُك الوحيدة المقبولة‪ .‬شفاعة‬ ‫على شفتيك وفي ِ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫وحياة اهلل نحلف‬ ‫بأوجاعك‪.‬‬ ‫والدة لن تأتي إال‬ ‫وطن ينتظر‬ ‫ِ‬

‫وحــيــا َتــك‪ .‬لــو عــددت اللبنانيين الذين‬ ‫يباركون ط ّل َت َك على طرقات الوطن‬ ‫شدة وتزول يا‬ ‫الحزينة‬ ‫َ‬ ‫فرحا‪ّ .‬‬ ‫لبكيت ً‬ ‫ّ‬ ‫لست‬ ‫صب ُر ساعة‪َ .‬‬ ‫جيش لبنان والنص ُر َ‬ ‫مكسر َعصا‪ .‬أنــت كاسر ال ُعصاة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫موجود في كل مكان‪ .‬تُهاتفك‬ ‫ُ‬ ‫األمكنة ف َت َ‬ ‫يحدث أن نتم ّنى‬ ‫حضر‪.‬‬ ‫َ‬ ‫لقياك على حاجز أمني‪ .‬غريب كيف‬ ‫ال نخاف من الحواجز حين تكون‬ ‫أنت‪ .‬حاجز يطيح بكل الحواجز‪.‬‬ ‫ليس غري ًبا أن يتقاتل من هنا ومن‬ ‫جمعوا عليك‪ .‬كل‬ ‫هناك أبناء الوطن و ُي ِ‬ ‫وتوحدهم أنت‪ .‬في‬ ‫يقسمهم‬ ‫ّ‬ ‫شي ٍء يكاد ّ‬ ‫كل بلدان العالم الجيش يقوم بواجباته إال في‬ ‫درسا‬ ‫لبنان‪ .‬الجيش في لبنان يقوم بواجباتنا‪ .‬يعطينا ً‬ ‫كيف تُصان تذكرة الهوية‪ٌ .‬‬ ‫َ‬ ‫أهل نحن وإياك‪ .‬ال وظيفة وال‬ ‫دور وال شيء من ّ‬ ‫أنت وطن للوطن‪.‬‬ ‫كل هذه الت ّرهات‪َ .‬‬ ‫تحب وتحمي وتردع‪ .‬كن في كل زقاق‪ .‬في كل‬ ‫قد ُر َك أن ّ‬ ‫شارع وقرية ومدينة‪ .‬آخر مالذ لسلمنا األهلي بين يديك‪.‬‬ ‫دموعنا‬ ‫وآخر من ننتمي إليه في لبنان والمهجر‪ِ .‬زن‬ ‫أول ِ‬ ‫َ‬ ‫وضحكاتنا ُت َق َّد ُر باألطنان من أج ِلك‪ .‬تمشي بين النقاط‬ ‫فتحتار النقاط بأي توازن تمشي!‬ ‫َ‬ ‫تكفيك مؤونة سنوات من الع ّز‪ .‬تعلم أنها‬ ‫وهرة قيادتك‬ ‫ال تنام حتى يهنأ نومك‪ .‬تجوع حتى تش َبع‪ .‬تفتح جراحها‬ ‫أنت مسنود على جبل‪ .‬محمول على ّ‬ ‫أكف‪.‬‬ ‫لتلتئم‬ ‫جراحك‪َ .‬‬ ‫ُ‬ ‫تنس كم نح ُّبك‪ .‬ال حاجة للمحبوب‬ ‫محمي ِبشفار العيون‪ .‬ال َ‬ ‫شدة وتزول يا‬ ‫أن يسمع كلمة أح ُّبك على مدار الساعة‪ّ .‬‬ ‫ٌ‬ ‫مؤتمن عليك‪ .‬أمانتك قالدة حول‬ ‫جيش لبنان البطل‪ .‬قائدك‬ ‫أن المسنود على جبل‬ ‫عنقه‪ .‬لن يم ّر وقت طويل حتى تعرف ّ‬ ‫هو جبل ً‬ ‫موحدون في المصيبة‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫دمت لنا ودمنا لك‪َّ .‬‬ ‫واألزمة والمحنة ولكن ً‬ ‫أيضا في ال ّرجاء وقمم العزائم‪ .‬آتون‬ ‫على فصل الشتاء يا وطن‪ُ .‬‬ ‫وسالما في بيوتنا‬ ‫اهطل دف ًئا‬ ‫ً‬ ‫الصغيرة‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫احتفال‬

‫عرض جوي و«معمودية» احتفا ًء بطوافات‬ ‫‪ MD 530F1‬وال خوف على الجيش‬

‫مجددة في كل مرة ثقتها بالمؤسسة‬ ‫في إطار المساعدات التي تخصصها الواليات المتحدة األميركية للجيش اللبناني ّ‬ ‫العسكرية‪ ،‬احتفلت القوات الجوية بتس ّلم ‪ 6‬طوافات عسكرية نوع ‪ .MD 530F1‬تأتي هذه الهبة الق ّيمة لترفد القوات الجوية‬ ‫بمزيد من القدرات‪ ،‬ولتسهم في تحقيق االستراتيجية الهادفة إلى إنشاء أسراب نخبوية بالعتاد والتدريب والتكتيك قادرة‬ ‫على تلبية متطلبات المعركة الحديثة وغير التقليدية‪ .‬وبينما أعلنت السفيرة األميركية ّ‬ ‫أن إدارة بالدها قررت زيادة ‪67‬‬ ‫مليون دوالر على المساعدات المقررة للجيش اللبناني للعام الحالي‪ ،‬أشار قائد الجيش إلى ّ‬ ‫أن مسيرة التعاون العسكري‬ ‫مع الواليات المتحدة األميركية أثمرت تطو ًرا بالقدرات العسكرية والقتالية والتدريبية للجيش اللبناني‪ّ .‬‬ ‫وأكد أن ال خوف‬ ‫معاهدا اللبنانيين على الدفاع عن كرامة الوطن وصون استقراره‪.‬‬ ‫على الجيش على الرغم من األزمة االقتصادية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫جرى االحتفال في قاعدة حامات الجوية في حضور قائد‬ ‫الجيش العماد جوزاف عون‪ ،‬والسفيرة األميركية في لبنان‬ ‫السيدة‪ ،Dorothy SHEA ،‬باإلضافة إلى عدد من الملحقين‬ ‫العسكريين والضباط وفاعليات المنطقة‪.‬‬ ‫قدمت الطوافات ً‬ ‫عرضا جو ًيا أثار إعجاب الحاضرين‬ ‫في البداية ّ‬ ‫بما يملكه طيارو القوات الجوية من مهارات‪ ،‬أعقبه مرور‬ ‫الطوافات تحت المياه في ما يشبه المعمودية‪ .‬وهذا التقليد‬ ‫قديم يعود أصله إلى بريطانيا حيث كان ُيمارس عند االحتفال‬ ‫بوضع بواخر جديدة في الخدمة‪ ،‬ثم انتقل إلى القوات الجوية‬ ‫في العديد من بلدان العالم ومن بينها لبنان‪.‬‬ ‫التزام حقيقي‬ ‫استهلت السفيرة األميركية كلمتها باإلعراب عن فخرها بأن‬ ‫تُظهر من خالل هذه الهبة المقدمة إلى الجيش اللبناني‬ ‫أن التزام الواليات المتحدة حياله حقيقي‪ .‬وأشارت إلى‬ ‫كم ّ‬ ‫أن المناسبة ال تقتصر على االحتفال بتسليم هذه المساعدة‬ ‫ّ‬ ‫العسكرية التي تبلغ قيمتها أكثر من ‪ 40‬مليون دوالر‪ ،‬وإنما‬ ‫ً‬ ‫متقدما‪ ،‬هو من‬ ‫عتادا‬ ‫نقدم للجيش اللبناني ً‬ ‫أيضا «بكوننا ّ‬ ‫ً‬ ‫‪20‬‬

‫أحدث اإلضافات إلى القوات الجوية»‪ .‬وبعد أن تطرقت إلى‬ ‫مميزات الطوافات‪ ،‬ح ّيت الطيارين والفنيين في القوات‬ ‫الجوية اللبنانية‪ ،‬وأثنت على أدائهم العالي المستوى الذي‬ ‫قدموه في مستهل االحتفال‪.‬‬ ‫ظهر خالل العرض الجوي الذي ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن بالدها ستواصل تقديم المساعدات‬ ‫وأكدت السفيرة شيا ّ‬ ‫أن برنامج‬ ‫للمؤسسة العسكرية في المرحلة المقبلة معلنة ّ‬ ‫المساعدات المخصص للعام ‪ 2021‬كان بقيمة ‪ 120‬مليون‬ ‫دوالر وقد أضيف إليه مبلغ بقيمة ‪ 67‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫مسيرة طويلة من التعاون‬ ‫أشار قائد الجيش في الكلمة التي ألقاها إلى «مسيرة طويلة‬ ‫من العالقات والتعاون العسكري بين الجيش اللبناني والواليات‬ ‫تطو ًرا‬ ‫المتحدة األميركية‪ ،‬أثمرت على مدى السنوات الماضية ّ‬ ‫بالقدرات العسكرية والقتالية كما التدريبية‪ّ ،‬‬ ‫ومكنت الجيش‬ ‫من تحقيق إنجازات عسكرية عديدة»‪.‬‬ ‫وقال العماد عون‪« :‬ال ّ‬ ‫أن شراكتنا االستراتيجية‬ ‫شك في ّ‬ ‫لمواجهة التحديات األمنية‪ ،‬أفضت إلى زيادة حجم المساعدات‬ ‫األميركية في السنوات الماضية‪ ،‬والتي ّ‬ ‫مكنت الجيش من‬

‫بمهماته وتطوير قدرات وحداته»‪ .‬كما أشار‬ ‫االستمرار بالقيام‬ ‫ّ‬ ‫أن الدعم األميركي المستمر للجيش يعكس ثقة اإلدارة‬ ‫إلى ّ‬ ‫األميركية به‪ ،‬وحرصها على تطوير قدراته وتعزيز دوره في‬ ‫حماية الحدود وصون االستقرار الداخلي‪ ،‬وبالتالي المحافظة‬ ‫على وحدة لبنان ومنع انزالقه إلى الفتنة أو الحرب األهلية‬ ‫مجد ًدا‪ّ .‬‬ ‫وأكد أ ّنه لمس هذا الحرص خالل زيارته األخيرة إلى‬ ‫ّ‬ ‫الواليات المتحدة األميركية ولقاءاته بكبار المسؤولين من‬ ‫السلطتين التشريعية والتنفيذية‪ ،‬وقد أجمعوا على استمرار‬ ‫ألن تحصين‬ ‫دعم الجيش‪ ،‬الذي يحظى بإجماع محلي ودولي‪ّ ،‬‬ ‫وألن صموده في مواجهة هذه‬ ‫الجيش يوازي تحصين لبنان‪ّ ،‬‬ ‫المرحلة الدقيقة يع ّزز االستقرار‪.‬‬ ‫ال خوف‬ ‫وتط ّرق العماد عون إلى األزمة االقتصادية التي يمر بها‬ ‫الجيش اللبناني اليوم وقد تكون األسوأ في تاريخه‪ ،‬لك ّنه‬ ‫ّ‬ ‫أكد أن ال خوف على هذا الجيش‪« ،‬فإرادة ضباطه وعسكرييه‪،‬‬ ‫المقدسة‪ ،‬هما الحافز لصمودهم‬ ‫وإيمانهم بمهمة جيشهم‬ ‫ّ‬ ‫وإصرارهم على تنفيذ مهماتهم بكل انضباط ومهنية ووالء‬ ‫مطلق للمؤسسة العسكرية»‪ .‬كما ّ‬ ‫أن هذه المؤسسة‬ ‫أكد ّ‬ ‫دوما على الدفاع عن كرامته‪ ،‬وصون استقرار‬ ‫تعاهد شعبها ً‬

‫الوطن‪ ،‬مهما كانت التحديات ومهما غلت التضحيات‪.‬‬ ‫وفي ختام كلمته ّ‬ ‫أن أولوية القيادة‬ ‫ذكــر العماد عون ّ‬ ‫«كانت وستبقى هموم العسكريين وعائالتهم‪ ،‬كما تحصين‬ ‫التحديات‪ ،‬وتوفير االستقرار األمني الذي‬ ‫المؤسسة في وجه‬ ‫ّ‬ ‫يمهد الطريق أمام السلطة السياسية إليجاد الحلول السياسية‬ ‫ّ‬ ‫واالقتصادية»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مستقبل‬ ‫مزيد من الطوافات‬ ‫قدم قائد القوات الجوية اللبنانية العميد الركن‬ ‫من جهته ّ‬ ‫الطيار زياد هيكل إيجا ًزا عن قدرات الطوافات القتالية الجديدة‬ ‫ومواصفاتها والمهمات العديدة التي يمكنها تنفيذها إلى‬ ‫جانب مهمة الدعم الجوي القريب‪ ،‬مشي ًرا إلى تجهيزاتها التي‬ ‫تتضمن أحدث التقنيات واألنظمة التكنولوجية‪ .‬وإذ لفت إلى‬ ‫تم تجاوزها بفضل‬ ‫ّ‬ ‫أن المشروع واجه الكثير من العقبات التي ّ‬ ‫المثابرة والجهود الكبيرة التي ُبذلت‪ ،‬أشار إلى أ ّنه يشمل قطع‬ ‫الغيار والذخيرة واألسلحة والدعم الفني‪.‬‬ ‫كما أشار إلى ما تس ّلمته القوات الجوية ساب ًقا من المساعدات‬ ‫األميركية‪ ،‬وكشف عن وجود خطة عشرية تتضمن تزويد هذه‬ ‫القوات ‪ 6‬طوافات إضافية‪ ،‬وسيكون لها دور مهم في المستقبل‬ ‫على صعيد خفض المخاطر المحتملة في مختلف المهمات‪.‬‬

‫طوافات قتالية تت ّوج قدراتنا الجوية‬ ‫حددته‬ ‫«وضعت المواصفات الفنية والتقنية للطوافات في دفتر شروط ّ‬ ‫بحسب العميد الركن الطيار زياد هيكل‪ُ :‬‬ ‫القوات الجوية اللبنانية انطال ًقا من حاجاتها‪ ،‬ووافقت الحكومة األميركية على تلبية هذه الحاجات‪ ،‬وبالتالي أتت هذه‬ ‫الطوافات «حسب الطلب»‪.‬‬ ‫ومطورة لتحافظ على أداء‬ ‫وطوافات الـ‪ MD 530F1‬القتالية هي طوافات خفيفة الوزن‪ ،‬وذات قدرة مناورة عالية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مجهزة بمحرك «رولز رويس ‪ - 250‬سي ‪ »30‬تصل‬ ‫ج ّيد على المرتفعات مع اإلبقاء على حمولة ف ّعالة‪ .‬هذه الطوافات ّ‬ ‫قوته إلى ‪ 650‬حصا ًنا‪.‬‬ ‫تؤمن هذه الطوافـات عنصر المفاجأة المطلوب بسبب حجمها الصغير وصوتها المنخفض‬ ‫في أثناء العمليات القتالية‪ّ ،‬‬ ‫مجهزة ً‬ ‫أيضا بقمرة قيادة هي من بين األكثـر حداثة في‬ ‫نسب ًيا‪،‬‬ ‫خصوصا في عمليات مكافحة اإلرهاب‪ّ MD 530F1.‬‬ ‫ً‬ ‫تتضمن منظومة أجهزة ‪ Garmin G500H TXi‬و‪ ،L3Harris ESI‬وكاميرا‬ ‫خص المالحة الجوية واالتصاالت‪ ،‬إذ‬ ‫ما ّ‬ ‫ّ‬ ‫تؤمن رصد ومراقبة أهداف بعيدة المدى تصل إلى حدود ‪ 5‬كلم بواسطة الاليزر‬ ‫وجهاز استشعار ‪ّ WESCAM MX-10‬‬ ‫واألشعة ما دون الحمراء‪.‬‬ ‫تمتاز هذه الطوافة بإمكان تجهيزها بمزيج من مجموعة أسلحة متوافرة‪ ،‬إذ يمكن تسليحها برشاشين عيار ‪12,7‬‬ ‫توجه بواسطة الليزر إلى مسافة بعيدة‪ .‬قدرة الطوافة‬ ‫ملم‪ ،‬أو صواريخ نوع ‪ ،Hydra 70 mm‬أو مذ ّنبات نوع ‪ّ APKWS‬‬ ‫يؤمنان متطلبات المعركة الحديثة من عنصر المفاجأة‬ ‫العالية على المناورة مقرونة بتسليح من الجيل األكثر حداثة‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫ألي أضرار جانبية‪ ،‬فضل عن تخفيف خطر استهداف‬ ‫والمعالجة الدقيقة لألهداف إلى عدم تعريض محيط الهدف ّ‬ ‫ً‬ ‫مهما من الحيطة والسالمة‪.‬‬ ‫الطيارين والطوافات من أسلحة العدو‪ ،‬ما يشكل‬ ‫هامشا ً‬ ‫‪21‬‬

‫في ثكناتنا‬

‫الرقيب أول كرستينا عباس‬

‫القوات الجوية في‬ ‫يوم مفتوح لألمل والثقة‬

‫جهزت نفسي وتوجهت باك ًرا إلى قاعدة رياق‬ ‫«انتظرت هذا اليوم بفارغ الصبر‪ ،‬وعندما حان الموعد استيقظت قبل الفجر‪ّ ،‬‬ ‫الجوية‪ ،‬كنت أخشى أن يفوتني أي تفصيل من البرنامج المقرر»‪ .‬هذا ما بادرتنا به إحدى الشابات التي حضرت باك ًرا إلى‬ ‫اليوم المفتوح مع القوات الجوية الذي ّ‬ ‫شد أواصر‬ ‫يوما ثقاف ًيا‪ ،‬ترفيه ًيا ووطن ًيا بامتياز‪ ،‬أرادت فيه ّ‬ ‫نظمته قيادتها ليكون ً‬ ‫اإللفة وال ِلحمة بين عسكرييها ومواطنيها‪ ،‬وأن تقول لهم ّ‬ ‫صامدا في وجه‬ ‫إن جيشهم موجود إلى جانبهم‪ ،‬وطالما أ ّنه ما زال‬ ‫ً‬ ‫بعزم وثبات نحو تعزيز قدراته وكفاءاته وإمكاناته‪ ،‬فال خوف على مستقبل لبنان‪.‬‬ ‫التحديات‪ ،‬يخطو‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫فسحة خالية‬ ‫تزود المواطنين األمل بالمستقبل‪ ،‬فكان هذا اليوم المفتوح الذي شكل‬ ‫أرادت قيادة الجيش والقوات الجوية أن ّ‬ ‫بعيدا من الهموم والمشكالت التي تثقل كاهل العسكريين والمدنيين على السواء‪.‬‬ ‫من الضغوطات ً‬ ‫ف َتحت قاعدة رياق الجوية ذراعيها منذ الصباح الباكر لتحضن‬ ‫زوارها القادمين من مختلف المناطق اللبنانية كبا ًرا وصغا ًرا‪.‬‬ ‫ساعة من موعد البدء باستقبال‬ ‫وحين وصلنا إلى القاعدة قبل‬ ‫ٍ‬ ‫عددا ال بأس به من المواطنين قد سبقونا‬ ‫الوافدين‪ ،‬رأينا ً‬ ‫شدة حماستهم‪،‬‬ ‫بالوصول‪ .‬استيقظوا مع طلوع الفجر من ّ‬ ‫ً‬ ‫وبعضهم أكدوا أ ّنهم لم يستطيعوا النوم أصل خشية أن‬ ‫يسبقهم الباص وتفوتهم الفرصة‪ .‬تالمذة مدارس وطالب‬ ‫جامعات‪ ،‬وجمعيات وعائالت أتوا جميعهم لتمضية أوقات‬ ‫مس ّلية وليقفوا إلى جانب جيشهم ويتع ّرفوا إليه أكثر‪ .‬في‬ ‫‪24‬‬

‫الساحة كانوا ملت ّفين حول العسكريين‪ ،‬ال تفارق البسمة‬ ‫وجوههم وكأ ّنهم «يطيرون» من الفرح‪ .‬أوقفتني طالبة‬ ‫جيدا فقد ترينني بعد‬ ‫جامعية وقالت لي‪« :‬احفظي وجهي ً‬ ‫سنوات في الوزارة فأنا أطمح إلى أن أصبح في الجيش الح ًقا»‪.‬‬ ‫تبادلنا األحاديث‪ ،‬وسألتني عن حياة اإلناث في الجيش قبل أن‬ ‫تنتقل إلى مكان آخر‪ .‬كان األطفال يركضون ويمرحون بحرية‪،‬‬ ‫مكان إلى آخر‪ ،‬ينتظرون بشوق‬ ‫يقفزون وهم ينتقلون من‬ ‫ٍ‬ ‫بدء العرض الجوي المرتقب‪ ،‬ويسألون‪« :‬أيمتى رح يطيروا‬ ‫الطيارات» فيأتي الجواب‪« :‬قري ًبا»‪.‬‬

‫«الفرحة فرح َتين»‬ ‫في هذا اليوم‪ّ ،‬‬ ‫حط نسور السماء على األرض وح ّلوا ضيو ًفا‬ ‫أع ّزاء في قلوب المواطنين‪ ...‬هم الذين ال يعرفهم الناس‬ ‫فمهمتهم الدفاع عن سماء‬ ‫أل ّنهم «ط ّيارون» ال يسيرون ب ًّرا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لبنان!‬ ‫رحبوا بضيوفهم‬ ‫ضباط القوات الجوية ورتباؤها وأفرادها ّ‬ ‫الذين هم أصـ ً‬ ‫ـا «من أهل البيت» بالنسبة إليهم‪ .‬وفي‬ ‫المرحبين قائد القوات الجوية العميد الركن الطيار‬ ‫طليعة‬ ‫ّ‬ ‫زياد هيكل الذي كان في الساحة بين عناصره والمواطنين‪،‬‬ ‫يجول معهم َف ِر ًحا‪ ،‬يجيب عن تساؤالتهم بكل طيبة خاطر‪،‬‬ ‫و ُيبدي تأثره بوقوف الشعب قرب جيشه‪ ،‬فهو بحاجة لدعم‬ ‫المواطنين واتّحادهم معه كي يتمكن لبنان من النهوض‬ ‫مجددا‪ .‬وفي كلمته الترحيبية بالحضور قال‪« :‬اليوم المفتوح‬ ‫ً‬ ‫هو فرصة للتالقي‪ ،‬تالقي المواطنين مع جيشهم‪ ،‬تالقي‬ ‫محبي المؤسسة العسكرية مع مؤسستهم‪ ،‬تالقي أفراد‬ ‫المؤسسة مع داعميهم ومحبيهم‪ .‬اليوم المفتوح هو فرصة‬ ‫للتبادل الثقافي العسكري وللتعرف أكثر على القوات الجوية‬ ‫وعتادها وأسلحتها واالختصاصات المتوافرة فيها‪ .‬هو ساحة‬ ‫للتالقي الوطني تجمع أطياف المجتمع اللبناني وفئاته من‬ ‫المناطق كافة‪ ،‬هذا التالقي الوطني الذي طالما كان وسيظل‬ ‫السالح األسلم والوحيد واألقوى لالستمرار في حماية وطننا‬ ‫موضحا أ ّنه‬ ‫من األخطار المحدقة من كل جهة وصــوب»‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ُيعتبر «وسيلة غير تقليدية» يحتاجها الوطن لمواجهة ظروف‬ ‫استثنائية‪.‬‬ ‫وفي نهاية اليوم االستثنائي ع ّبر العميد الركن الطيار هيكل‬ ‫عن فرح كبير‪ ،‬فأعداد الوافدين تخطت كل التوقعات‪ ،‬إذ فاقت‬ ‫الـ‪ ٢٥‬ألف شخص على الرغم من صعوبة التن ّقل بسبب غالء‬ ‫أن هذا اإلقبال الكثيف‬ ‫المحروقات واألزمة االقتصادية‪ ،‬ورأى ّ‬ ‫أن الشعب إلى جانب الجيش‪ ،‬والجيش يستمد القوة‬ ‫يبرهن ّ‬ ‫من التفاف المواطنين حوله‪.‬‬ ‫بعيدا‬ ‫أن الجميع يمضون أوقا ًتا جميلة‬ ‫في ذلك اليوم‪ ،‬بدا ّ‬ ‫ً‬ ‫من الهموم والضغوط التي تهيمن على حياة اللبنانيين‪.‬‬ ‫العسكريون والمدنيون والكبار والصغار والرسميون وغير‬ ‫الرسميين بدوا فرحين وكأنهم أخذوا إجازة من الواقع الذي‬ ‫يعيشونه‪ .‬اللواء الركن الياس شامية الذي م ّثل قائد الجيش‬ ‫العماد جوزاف عون في المناسبة ع ّبر عن شعوره ِبفرح َتين‪:‬‬ ‫األولى كانت أل ّنه رأى مدى التفاف المواطنين حول جيشهم‬ ‫خصوصا‬ ‫ومدى أملهم بأ ّنه الضامن الوحيد ألمن الوطن‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وأ ّنهم تخطوا مشكلة غالء كلفة التن ّقل ليأتوا إلى منطقة‬

‫‪25‬‬

‫بعيدة على الكثير منهم ليكونوا بالقرب من جيشهم‪ .‬أما‬ ‫الفرحة الثانية فمصدرها قدرة القوات الجوية وعناصرها على‬ ‫تحمل التحديات والصمود في وجهها‪ .‬وأضاف‪« :‬هذا اليوم‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ألن لبنان يم ّر بأزمات سياسية واقتصادية‬ ‫يحمل رمزا كبي ًرا ّ‬ ‫كبيرة‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك نتيح للمواطنين فسحة أمل‬ ‫وابتسامة نراها على وجوههم‪ .‬فالكبار اشتاقوا إلى الترفيه في‬ ‫ّ‬ ‫ظل الضغوط النفسية التي يعيشونها‪ ،‬واألطفال يحبون هذه‬ ‫أن الهدف األساسي لقيادة الجيش من‬ ‫النشاطات»‪ .‬وأشار إلى ّ‬ ‫دعم هذا النشاط الذي تقوم به القوات الجوية هو تذكير‬ ‫بأن أزمات كثيرة م ّرت على لبنان وك ّلها ّ‬ ‫تخطيناها‬ ‫اللبنانيين ّ‬ ‫وبالعزم نفسه نتخطى األزمة الحالية ً‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫«رجعتلي روحي»‬ ‫ِ‬ ‫وتنوع النشاطات تزداد رغبة التعبير عن‬ ‫مع تقدم الساعات ّ‬ ‫الفرح والثقة بالمؤسسة العسكرية والفخر بقدرات الجيش‪،‬‬ ‫لدى المواطنين والعسكريين في الخدمة والمتقاعدين‪.‬‬ ‫نتوقف بالقرب من النائب العميد الركن المتقاعد شامل روكز‬ ‫أن مشاركته في أي نشاط‬ ‫الذي كان حاض ًرا مع عائلته‪ .‬يخبرنا ّ‬ ‫حد‬ ‫ترجعلي روحي» على ّ‬ ‫«ب ّ‬ ‫ينظمه الجيش تعني له الكثير‪ِ ،‬‬ ‫قوله‪ .‬وقد أراد ً‬ ‫أيضا من خالل وجــوده توجيه رسالة إلى‬ ‫المواطنين ً‬ ‫«إن الجيش هو ضمانة الوطن‪ .‬وقوته تأتي‬ ‫قائل‪ّ :‬‬ ‫خصوصا في هذه الظروف السياسية‪،‬‬ ‫من التفاف شعبه حوله‬ ‫ً‬ ‫االجتماعية واالقتصادية الصعبة»‪ ،‬مع ّب ًرا عن سروره لرؤية‬ ‫هذا العدد الكبير من المواطنين في رياق‪.‬‬ ‫أمانة الشهداء‬ ‫بد من أن يكون لعائالت شهداء القوات الجوية‬ ‫كذلك‪ ،‬كان ال ّ‬ ‫حصة خاصة في ذلك اليوم‪ .‬فقد ُو ّجهت لهم دعوة للمشاركة‬ ‫على الرغم من أ ّنهم «ال يحتاجون إلى دعوة للحضور‪« ،‬فقد‬ ‫ورثنا ُحب الجيش والقوات الجوية من شهدائنا» بحسب‬ ‫ِ‬ ‫تعبير السيدة حياة صدقة زوجة الرائد الشهيد جورج ووالدة‬ ‫المالزم أول الشهيد هادي‪ .‬إ ّنها ترى في القوات الجوية أمانة‬

‫زوجها وابنها‪ ،‬ولها «حصة كبيرة في قلبها»‪ .‬وهي تضيف‬ ‫أن المشاركة في هذه النشاطات تتيح لها فرصة نقل األمانة‬ ‫ّ‬ ‫ألحفادها ليكبروا على ُحب لبنان والجيش‪ .‬وهي مستعدة‬ ‫لمحاربة جميع الظروف لتكون بالقرب من جيشها الذي طالما‬ ‫كان إلى جانبها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أهل في «المنطقة اإليجابية»‬ ‫في يومها المفتوح بدت ساحة القوات الجوية وجنباتها‬ ‫بعيدا من الواقع الفعلي في البلد‪ .‬نحو ‪25‬‬ ‫كـ»عالم آخر»‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫شخص تركوا خلفهم كل ما يؤرقهم‪ ،‬وها هم يتنقلون‬ ‫ألف‬ ‫ٍ‬ ‫الصور‬ ‫بفرح بين الطائرات المتوقفة في الساحة‪ ،‬يلتقطون‬ ‫َ‬ ‫في كل مكان ويستوقفهم عتاد القتال المعروض‪ .‬يسألون‬ ‫العسكريين عن كل ما يجول في أذهانهم من أسئلة‪.‬‬ ‫وبدورهم يشرح العناصر كل التفاصيل‪ ،‬ويساعدون من يرغب‬ ‫ِ‬ ‫في التقاط صورة وهو يحمل سالح الـ‪ .M4‬الجانب األكثر متعة‬ ‫كان الـــ‪ simulator‬حيث يحقق من يرغب‪ ،‬حلمه بقيادة ما‬ ‫يشبه الطائرة من ناحية الـ‪ controls‬والـ‪ view‬والمقعد حتى‪.‬‬ ‫ولكن الشبه الذي بينها‬ ‫ّ‬ ‫لم تكن التفاصيل كلها موجودة‬ ‫وبين الطائرة الحقيقية جعل المواطنين يقفون في طوابير‬ ‫«جميلة» ينتظرون فيها دورهم «للطيران»‪.‬‬ ‫يتذمر أحد‪ ،‬فالجميع كانوا‬ ‫رغم العدد القياسي للمشاركين لم ّ‬ ‫أساسا‪ ،‬كانت المشاعر السلبية «ممنوعة من الدخول»‬ ‫سعداء‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ترحب بالجميع في «المنطقة اإليجابية»‪،‬‬ ‫فعلى المدخل لوحة ّ‬ ‫ً‬ ‫طاردة كل ما هو حزين وسلبي إلى الخارج‪ .‬وبالفعل غمرت‬ ‫فرحين ومتفائلين‪.‬‬ ‫المشاعر اإليجابية الحضور جميعهم فبدوا ِ‬ ‫وأقدر تضحياته في أصعب‬ ‫أحب الجيش‬ ‫ّ‬ ‫«أتيت ألقول أ ّنني ّ‬ ‫الظروف» قالت فتاة عشرينية‪ .‬وبينما يلفت نظرنا طفل بالكاد‬

‫يردد باستمرار‪ :‬جيش جيش…‬ ‫يتل ّفظ ببضع كلمات لك ّنه ّ‬ ‫يؤكد شباب ينتمون إلى أحد المعاهد أ ّنهم يشاركون‬ ‫«أل ّنهم يحبون وطنهم ولن يرحلوا منه أ ًيا كانت الظروف‪.‬‬ ‫«أنا أريد أن أصبح طيا ًرا حين أكبر ألقود طائرة الـ‪»Puma‬‬ ‫يقول الفتى محمد الحجار‪ .‬وقربه عدد من األوالد يسألون‬ ‫العسكريين‪« :‬كيف نصبح طيارين؟» فيجيبون‪« :‬عليك النجاح‬ ‫تتقدم‬ ‫بمعدل يفوق الـ‪ 12‬على ‪،20‬‬ ‫في الشهادة الثانوية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المتحانات الدخول إلى الكلية الحربية‪ ،‬في ختام السنة األولى‬ ‫تقدم امتحا ًنا للمدرسة الجوية إذا كنت بين الـ‪ %25‬األوائل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫تلميذا‬ ‫وإذا لم تشعر بالدوار بعد أن تدور فيك الطائرة تصبح‬ ‫ً‬ ‫ضابطا جو ًيا»‪.‬‬ ‫لم ُ‬ ‫يكن المواطنون الوحيدين الذين طرحوا األسئلة‪،‬‬ ‫فجمعية «التحريج» التي تُعنى بإعادة تشجير لبنان كانت تطرح‬ ‫ومن تكون إجابته صحيحة يحظى‬ ‫على المواطنين عدة أسئلة‪َ ،‬‬ ‫بغرسة أرز يزرعها ويتعهدها لتكبر‪ .‬لماذا األرزة؟ يأتي الجواب‬ ‫من رئيسة الجمعية‪« :‬أل ّنه حين نقول جيش نقول تلقائ ًيا أرزة»‪.‬‬ ‫بهذه الطريقة يكون الجيش قد ساهم في اليوم المفتوح‪،‬‬ ‫خصوصا بعد‬ ‫بالتعاون مع هذه الجمعية‪ ،‬بإعادة تشجير لبنان‬ ‫ً‬ ‫الحرائق الضخمة التي شهدتها غاباته في الصيف‪.‬‬ ‫عيون نحو السماء‬ ‫ُخطفت األنفاس‪ ،‬وتوقف األطفال عن الركض في الساحات‪.‬‬ ‫المنصة وعيناه نحو السماء‪ :‬سوف يبدأ‬ ‫الجميع تمركز قرب‬ ‫ّ‬ ‫العرض الذي ينتظره الجميع‪ .‬استه ّلت طوافات من نوع‬ ‫َّ‬ ‫المخطط تنفيذه في الجو من ِقبل القوات‬ ‫‪ Gazelle‬العرض‬ ‫الجوية‪ .‬هذه الطوافات المتمركزة في قاعدة رياق الجوية‬ ‫ً‬ ‫وقت ممكن في ّ‬ ‫ظل‬ ‫عادة‪ ،‬قامت بمناورة تغيير االتّجاه بأسرع ٍ‬ ‫نظرات الدهشة والفخر في عيون المشاهدين وتصفيقهم‬ ‫أن الحضور كانوا يستمعون إلى أصوات‬ ‫المدوي‪ .‬والالفت ّ‬ ‫ّ‬ ‫الطيارين من داخل الطوافات وكيف يتواصلون في ما بينهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عادة‬ ‫أما طائرات الـ‪ Super Tucano A29‬التي تتمركز‬ ‫ّ‬ ‫في قاعدة حامات الجوية وتقوم بمهمات دفاعية عديدة‪،‬‬

‫ُعرض في االحتفال إيجاز عن مهمات دفاعية وإنمائية‬ ‫واجتماعية ن ّفذتها القوات الجوية في السنوات األخيرة‪،‬‬ ‫من بينها‪:‬‬ ‫ضد المجموعات‬ ‫ المشاركة في معركة «فجر الجرود» ّ‬‫اإلرهابية‪.‬‬ ‫ إخماد حرائق اندلعت في عــدد من المناطق‬‫اللبنانية‪.‬‬ ‫ رش مبيدات زراعية‪.‬‬‫ التوعية من األمراض واألوبئة عبر إلقاء مناشير‬‫(خصوصا ضد فيروس كورونا)‪.‬‬ ‫توعوية من الطائرات‬ ‫ً‬ ‫فقد أبهرت بدورها المواطنين بالمناورات الجوية المختلفة‬ ‫التي قامت بها‪.‬‬ ‫وع َلت الصيحات‬ ‫استمتع الجميع بالعروض التي ُق ّدمت َ‬ ‫والهتافات حين قامت طوافات من نوع ‪ Puma‬بإنزال مقاتلين‬ ‫بواسطة الحبل‪ ،‬ونقل جرحى ومصابين ونقل سيارات ‪UTV‬‬ ‫إلى أرض المعركة‪.‬‬ ‫الكبار والصغار‪« ،‬طائرون» من السعادة وال ين ّغص هذه‬ ‫الفرحة بين الحين والحين‪ ،‬سوى أحد األطفال‬ ‫الــذي أضــاع أهــلــه‪ ،‬يركض إلــى حيث يرى‬ ‫الب ّزة العسكرية‪ ،‬يلجأ إلى أحد العسكريين‬ ‫«يتكمش» به مطمئ ًّنا‪ ،‬فهو في‬ ‫ليحميه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫حضن «الوطن» الذي سيجد له ذويه‬ ‫أو يناديهم على مك ّبر الصوت ليأتوا‬ ‫ويأخذوا ابنهم‪.‬‬

‫توقفت في ساحة العرض عدة طوافات وطائرات بجانبها ضباط‪ ،‬وتالمذة ضباط‪ ،‬وعسكريون من رتب مختلفة‪،‬‬ ‫يشرحون مواصفاتها وميزاتها‪ .‬من بين هذه الطوافات والطائرات‪:‬‬ ‫معدلة عن الـ‪ MD 530F‬العادية وغير‬ ‫ ‪ :MD 530F1‬هي أحدث طوافة استقدمها الجيش اللبناني‪ ،‬وهي نسخة َّ‬‫حددها الجيش اللبناني‪.‬‬ ‫تم تصنيعها في الواليات المتحدة األميركية بنا ًء على مواصفات ّ‬ ‫متوافرة في أي دولة أخرى‪ ،‬إذ ّ‬ ‫وهذه الطائرة مجهزة بسالح الـ‪ HMP500‬وصاروخ ‪ APKWS‬الذي هو ‪ .Guided Missile‬وتستطيع حمل نحو ‪3750‬‬ ‫باوند ‪ ،Full Fuel، Full Weapon‬تطير بهذا الوزن لحوالى الساعتين مع سرعة قصوى تصل لـ‪.Knots 152‬‬ ‫ ‪ Ab212‬أو ‪ :bel212‬استقدمتها القوات الجوية في الثمانينيات وتوقفت عن العمل منذ العام ‪ 1990‬أل ّنها تض ّررت‬‫كثي ًرا‪ .‬في العام ‪ 2019‬ق ّرر الجيش إعادة ترميمها بمشروع يقضي بترميم طوافة كل سنة من بين ‪ 5‬يمكن إصالحها‪.‬‬ ‫تم ترميم ‪ 3‬طوافات قادرة على تنفيذ مختلف المهمات‪ .‬وقد استطاع ف ّنيو القوات الجوية ترميمها بكلفة أقل‬ ‫حتى اآلن ّ‬ ‫بـ‪ %60‬من كلفة إرسالها إلى الشركة األم‪.‬‬ ‫ ‪ :Super Tucano‬استُقدمت إلى لبنان في العام ‪ُ .2017‬يتّكل عليها في الحروب والقتال‪ .‬هي‪fixed-wing، PT6 :‬‬‫مجهزة برشاش ‪ 12,7‬ملم وتستطيع القيام بحركات بهلوانية في الجو ‪.Acrobatic Maneuvers‬‬ ‫‪ّ ،engine، propeller‬‬ ‫ ‪ :Bulldog‬طائرة تدريب تُستخدم للتدريب االبتدائي‪ .‬تقوم بحركات بهلوانية تدريبية‪ ،‬تقوم بحركات ‪ ،Flips‬تطير‬‫‪ inverted‬لـ‪ 15‬ثانية‪ ،‬سرعتها القصوى ‪ Knots 185‬لك ّنها تطير عادة بسرعة ‪ .80‬هي تدريبية أل ّنها تع ّلم ‪base‬‬ ‫ّ‬ ‫يتم االنتقال إلى الطوافات األخرى‪.‬‬ ‫الطيران والمناورات‪ ،‬وبعد‬ ‫التمكن منها ّ‬ ‫ ‪ :UH1H‬تُستخدم للعمليات العسكرية كالعمليات المجوقلة واإلنزاالت باإلضافة إلى اإلخالء الطبي وإطفاء الحرائق‪.‬‬‫سرعتها ‪.Knots 124‬‬ ‫المخصص‬ ‫ ‪ :Raven‬تُستخدم للتدريب وحال ًيا لجوالت «لبنان من فوق»‪ .‬يمكن إزالة المقعد الذي في جهة اليسار‬‫ّ‬ ‫للـ‪ co-pilot‬في العادة‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫القضاء على إرهابيين‬ ‫سادت الحماسة جميع المشاركين حين بدأت المناورات‬ ‫والعروض التي ن ّفذها فوج التدخل السادس المتمركز في‬ ‫قاعدة رياق الجوية ً‬ ‫أيضا‪ ،‬والذي ُيعتبر من األفواج المقاتلة‬ ‫المنتشرة في منطقة زحلة والجوار‪ .‬وتسابقت الهواتف‬ ‫الصور وتوثيق اللحظات الممتعة بالفيديو‪ .‬ومن‬ ‫ألخذ‬ ‫َ‬ ‫حد األمــان المسموح به‬ ‫َفرط الحماسة تخطى الكثيرون ّ‬ ‫لكن‬ ‫غير متن ّبهين إلى خطورة اقترابهم من ساحة العرض‪ّ .‬‬ ‫العسكريين ما كانوا ليسمحوا بتع ّرض أي ُمشاهد للخطر‬ ‫فعملوا على إبعادهم بمساعدة أعضاء من جمعيات كانت‬ ‫حاضرة‪.‬‬ ‫بدأ العرض بالقفزة الحرة عن ونش ارتفاعه ‪ 40‬مت ًرا بعدة‬ ‫طرق منها‪ :‬هبوط عصفور ميت‪ ،‬وهبوط على الظهر‪ ،‬وهبوط‬ ‫جريح وتس ّلق‪ .‬ثم تابع الفوج عرضه بمناورة بالذخيرة‬ ‫الخ ّلبية تحاكي مهاجمة مبنى تتمركز فيه مجموعة إرهابية‪.‬‬ ‫عدة حضائر في دورية‪ ،‬األولى تؤمن الحماية‪ ،‬الثانية‬ ‫تقدمت ّ‬ ‫ّ‬ ‫للتطويق‪ ،‬الثالثة لمداهمة الهدف والرابعة لإلخالء‪ .‬حاول‬ ‫فرمت الحضيرة األولى النيران باتّجاهه‬ ‫عنصر إرهابي الفرار َ‬ ‫تمت مداهمة الهدف وجرى توقيف باقي‬ ‫وقضت عليه‪ .‬ثم ّ‬ ‫اإلرهابيين‪ ،‬بعدها انسحبت الدورية تحت تغطية النيران‪.‬‬ ‫تم‬ ‫وفي تلك اللحظة بالذات شعر المواطنون بالفخر كأ ّنه ّ‬ ‫بالفعل القضاء على مجموعة إرهابية وعال التصفيق معل ًنا‬ ‫االعتزاز بقدرات الجيش‪.‬‬ ‫مقد ًما مجموعة من‬ ‫تابع فوج التدخل السادس عرضه‬ ‫ّ‬ ‫وجها‬ ‫حركات تعزيز الثقة بالنفس والقتال المتقارب أو القتال ً‬

‫لوجه بالسالح األبيض‪ .‬كان الحضور فخورين بما يقدمه‬ ‫العسكريون‪ ،‬واإلعالمي شربل سعادة الذي كان يقوم بتغطية‬ ‫تحدث عن التضحيات التي يقوم بها الجيش في‬ ‫ذلك اليوم ّ‬ ‫هذه الظروف وعن الم ّرات التي ترك فيها مهماته الدفاعية‬ ‫ليكون بالقرب من المواطنين في مشكالتهم‪ .‬قال‪« :‬ما نراه‬ ‫اليوم ال يوصف بكلمات‪ ،‬يك ّبر القلب‪ .‬على الرغم من عملي‬ ‫اإلعالمي في البرامج اإلذاعية والتلفزيونية‪ ،‬لم ُ‬ ‫يوما‬ ‫تكن ً‬ ‫فرحتي كبيرة بهذا القدر وأنا أغطي هذا اليوم المفتوح»‪.‬‬ ‫حسد كل حدا ْبيل ُبس هالبدلة»‬ ‫«ب ُ‬ ‫ِ‬ ‫لم ُ‬ ‫يكن سعادة الوحيد الذي يشعر بالفخر في ذلك اليوم بل‬ ‫الجميع‪ .‬فالعروض كانت ش ّيقة ومتنوعة وتزداد خطورة كل‬ ‫مرة‪ ،‬وفي كل مرة كان الطيارون يبرهنون عن كفاءة عالية‬ ‫جدا‪ .‬فقد شاهدنا سر ًبا من طائرات مختلفة تعبر األجواء هي‬ ‫ً‬ ‫طوافات ‪ Bulldog، Raven‬و‪ .UH1H‬وعلى الرغم من صعوبة‬ ‫نطق بعض أسماء الطوافات‪ ،‬كان الصغار يحفظونها ك ّلها‬ ‫ويفتخرون بتعدادها‪.‬‬ ‫حان موعد واحدة من أخطر المناورات الجوية التي تفترض‬ ‫انطالق طوافتين من نــوع ‪ Puma‬من أماكن مختلفة‪،‬‬ ‫تتواجهان في منتصف المسافة بينهما ثم تتابعان الطيران‬ ‫حد‪ .‬كان الجميع‬ ‫بعد أن تقتربا من بعضهما إلى أقصى ّ‬ ‫تمت المناورة‬ ‫متأهبين ِبأع ُين‬ ‫مسمرة نحو السماء‪ ،‬وحين ّ‬ ‫ّ‬ ‫وكأن الحاضرين يشاهدون‬ ‫بنجاح ع َلت الهيصات والهتافات‬ ‫ّ‬ ‫لتوه بتسديد هدف الفوز في‬ ‫مباراة نهائية وقد قام فريقهم ّ‬ ‫توصف‪.‬‬ ‫مرمى الخصم‪ .‬كانت فرحتهم ال َ‬

‫مشاركة غير متوقعة والكلفة صفر!‬ ‫يوضح العميد الركن هيكل‪:‬‬ ‫ كان هاجسنا األكبر كيفية إنجاح هذا اليوم‬‫في ظل الظروف والتحديات الضاغطة التي‬ ‫يــرزح تحتها مواطنونا‪ ،‬كما نحن‪ ،‬من غالء‬ ‫خصوصا‬ ‫المعيشة إلى ارتفاع أسعار المحروقات‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وأن هذا اليوم ُيقام في قاعدة رياق الجوية أي‬ ‫ّ‬ ‫تم االتصال بالمؤسسات التي‬ ‫في البقاع‪ .‬لذلك ّ‬ ‫تتوافر لديها وسائل نقل من تربوية وسياحية لشرح‬ ‫اندفاعا الف ًتا في‬ ‫أهداف هذا النشاط‪ ،‬فأبدى الكثيرون‬ ‫ً‬ ‫استعدادهم لتقديم المساهمة بهدف دعمنا وإنجاح هذا‬ ‫اليوم الوطني‪.‬‬ ‫ مشاركة المواطنين بنسبة غير متوقعة على الرغم من الظروف‬‫والضائقة المادية الضاغطة‪ ،‬كما التناغم الذي حصل بين المواطنين وجيشهم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مشهدا بالغ األثر وستظل أصداؤه تتردد في قاعدة رياق الجوية‪ ،‬وفي نفوس المشاركين‪.‬‬ ‫شكل‬ ‫ً‬ ‫ بالنسبة إلى الكلفة فهي صفر! فكلفة ساعات الطيران مدفوعة سل ًفا من موازنة الجيش تحت باب طيران تدريبي‪،‬‬‫إذ ينبغي على الطيارين تنفيذ حد أدنى من ساعات الطيران سنو ًيا بهدف المحافظة على مهاراتهم من جهة‪ ،‬ولتأمين‬ ‫الجهوزية من جهة أخرى‪ .‬ولقد كان التحليق في اليوم المفتوح من ضمن ساعات الطيران التدريبي‪ .‬وفي ما يتعلق‬ ‫بكلفة التجهيزات فقد تأمنت من دون أن يتكلف الجيش ليرة واحدة‪ ،‬فالرعاة الداعمون للجيش تك ّفلوا بكل ما يلزم‪.‬‬

‫لقطات‬ ‫أن عمرها يفوق المئة سنة!‬ ‫• قاعدة رياق الجوية هي القاعدة األم للقوات الجوية‪ ،‬وقد تأسست في العام ‪ 1916‬أي ّ‬ ‫• في هذا اليوم‪ّ ،‬‬ ‫حط نسور السماء على األرض وح ّلوا ضيو ًفا أع ّزاء في قلوب المواطنين‪ ...‬هم الذين ال يعرفهم‬ ‫فمهمتهم الدفاع عن سماء لبنان!‬ ‫الناس أل ّنهم «ط ّيارون» ال يسيرون ب ًّرا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أن طائرات جيشنا‬ ‫• يقول المدير التنفيذي لوكالة اإلعالنات ‪ ،McCann FP7‬السيد خليل أبو حمد‪« :‬ك ّنا نعتقد ّ‬ ‫يضج باألمل والمعنويات‬ ‫ويهتم بها ف ّنيون «قديمون»‪ ،‬وإذ بنا نتع ّرف إليهم شبا ًبا ياف ًعا‪،‬‬ ‫القديمة يقودها ط ّيارون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يحد طموحهم ِق َدم العتاد‪ ،‬بل هم‬ ‫العالية‪ .‬وجدناهم شبا ًبا ووشابات ُيرفع بهم الرأس‪ ،‬ذو مستوى فكري مم ّيز‪ ،‬ال ّ‬ ‫ينفخون فيه أنفسهم ويعيدون إليه شبابه أو حتى يعيدونه إلى الحياة‪»...‬‬ ‫تم خالل ‪ ٤٨‬ساعة من العمل‬ ‫• بدأت أعمال التحضير لهذا النشاط قبل شهرين‪ ،‬أما التمركز وتنظيم المكان فقد ّ‬ ‫الدؤوب‪.‬‬ ‫• بلغ عدد الوافدين من المواطنين أكثر من ‪ ٢٥‬ألف شخص من مختلف األعمار والمناطق اللبنانية‪ ،‬حتى من الشمال‬ ‫للمؤسسة العسكرية‪ ،‬هذا الحدث الوطني المم ّيز عبر‬ ‫والجنوب! كما تابع االنتشار اللبناني في العالم‪ ،‬الداعم األكبر‬ ‫ّ‬ ‫وخصوصا تلفزيون لبنان الذي تو ّلى النقل المباشر‪.‬‬ ‫التلفزيونات اللبنانية‬ ‫ً‬

‫‪30‬‬

‫تمسكوا بجذورها‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫كتبت ندين ولسن نجيم بعد مشاركتها في اليوم المفتوح‬ ‫مع القوات الجوية‪ ،‬كلمات دعت الجميع إلى قراءتها بتم ّعن‬ ‫وحفرها في الذاكرة‪ ،‬قالت‪« :‬وفيما كنت أسير باتجاه قاعدة‬ ‫دعم‬ ‫رياق الجوية‪ ،‬كنت آمل أن يكون هذا الحدث مصدر ٍ‬ ‫ً‬ ‫متسائلة ما إذا كان الناس سيشاركون أم‬ ‫أكبر للجيش‪،‬‬ ‫ستمنعهم أزمة المحروقات ومعنوياتهم شبه المعدومة‬ ‫أو المباالتهم‪.‬‬ ‫علي السير لمدة ثالثين دقيقة بسبب االزدحام الذي‬ ‫كان ّ‬ ‫س ّببه حضور آالف المواطنين إلى القاعدة‪ .‬اعتقدت أ ّنهم‬ ‫أهالي المناطق البقاعية المحيطة الط ّيبون قادمون لقضاء‬ ‫يوم ترفيهي‪ .‬نظرت إلى لوحات السيارات وإذ بي وجدتها‬ ‫ٍ‬ ‫من كل لبنان‪ :‬بيروت وجونية وصيدا والنبطية واألوزاعي‪،‬‬ ‫وزغرتا‪ ...‬قدموا من أقاصي الـــ‪ 10452‬كلم‪ 2‬ليكونوا هنا‪،‬‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫حجابها‪ ،‬لهجته‪ ،‬انتماؤهم السياسي وطريقة صالتهم‪ ...‬كل ذلك‬ ‫مهما‪.‬‬ ‫لم يكن ًّ‬ ‫تساءلت ما إذا كانوا هنا فقط للترفيه‪،‬‬ ‫وربما هذا ما دفع الشباب للقدوم‪ ،‬الطائرات والطوافات والعتاد الحربي‪...‬‬ ‫حالة من‬ ‫بلد دفعنا فيه الروتين‬ ‫المدمر إلى ٍ‬ ‫كاف ليجذبهم في ٍ‬ ‫سبب ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫المكتسب‪.‬‬ ‫العجز ُ‬ ‫ً‬ ‫مشاركا‪ :‬العائالت‪ ،‬األطفال‪ ،‬األزواج‪،‬‬ ‫أن الجميع كان‬ ‫سمعت ّ‬ ‫الشباب والشابات‪ ،‬وسائل اإلعالم‪ ،‬عسكريون وعسكريات‬ ‫وحتى عائالت الشهداء‪...‬‬ ‫هل تعرفون‪ ...‬كثير من الدول التي م ّزقتها إراقة الدماء‬ ‫توحدت‬ ‫ووحدتها لعبة كرة القدم‪ ،‬وغيرها ّ‬ ‫ودمرتها‪ ،‬عادت ّ‬ ‫ّ‬ ‫بفضل لعبة الكريكيت‪ ،‬وأخــرى من خــال مفاوضات‬ ‫السالم‪ ...‬ولكن نحن؟‬ ‫مؤسسة واحدة وحيدة هي‬ ‫موحدون من خالل‬ ‫نحن ّ‬ ‫ّ‬ ‫الجيش اللبناني! فمن دونها لن نعرف معنى السيادة‬ ‫واألمان واالستقرار‪ ،‬وال معنى القوة واستعراض القوة‪...‬‬ ‫من دونها ال شيء!‬ ‫ّ‬ ‫تضمحل وتختفي‪ ،‬ولكن هذه‬ ‫كل شيء يتغ ّير‪ ،‬أمور كثيرة‬ ‫المؤسسة هي خالدة! إ ّنها شجرة السنديان التي تصمد في‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫فتمسكوا‬ ‫العواصف‪ ،‬وهي التي تبقي األرض قوية وصلبة‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫قوتكم‪ ،‬أل ّنه ما من بديل عنها!‬ ‫بجذورها بكل ّ‬

‫‪31‬‬

‫كيف استطاعوا؟‬ ‫كيف استطاعت القوات الجوية توفير كل ما يلزم إلنجاح اليوم المفتوح في ظل قلة اإلمكانات وسياسة التقشف التي‬ ‫ً‬ ‫مسؤول‬ ‫يعتمدها الجيش؟ طرحنا هذا السؤال على رئيس لجنة التحضير واللوجستية الرائد الركن هيثم الحاج الذي كان‬ ‫عن التواصل مع الرعاة والمساهمين والراغبين بدعم الجيش وتوفير المستلزمات إلنجاح المناسبة‪ ،‬فأجاب باآلتي‪:‬‬ ‫على الرغم من كل الظروف الصعبة التي يم ّر بها البلد وتم ّر بها الشركات والمؤسسات والجمعيات لمست رغبة عند‬ ‫خصوصا‬ ‫بأن دعمه واجب‪،‬‬ ‫الجميع بدعم المؤسسة العسكرية‪ .‬وهذه الرغبة نابعة من اإليمان بالجيش ومن الشعور ّ‬ ‫ً‬ ‫وأن المشروع الذي تقوم به يهدف إلى إيجاد فسحة أمل للمواطن الذي يرزح تحت وطأة الظروف االقتصادية الصعبة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مشجعة للرعاة الذين كانوا‬ ‫ويحتاج إلى الترفيه عن نفسه وعائلته من دون أن يتكبد أي تكلفة‪ .‬هذه الفكرة كانت‬ ‫ِّ‬ ‫أسخياء في تقديماتهم رغم أ ّنهم يعانون بسبب الظروف االقتصادية الصعبة ومشكلة عدم توافر السيولة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫المرخص‬ ‫في ختام العرض الجوي‪ ،‬قامت جمعية ‪LAMA‬‬ ‫لها من ِقبل القوات الجوية والتي تهدف إلى «الترفيه عن‬ ‫المواطنين في مختلف النشاطات واألوقات» بحسب رئيسها‬ ‫السيد هادي اإلسطا‪ ،‬بتطيير طائرات عبر جهاز التحكم عن‬ ‫ُبعد‪ ،‬في عرض مم ّيز أم َتع الحضور جميعهم‪ .‬كما زادت فرحة‬ ‫الحضور بإعالن نتائج سحوبات التومبوال على جوائز مختلفة‬ ‫هي‪ :‬جوالت «لبنان من فوق» مع القوات الجوية‪ ،‬بوالص‬ ‫تأمين إلزامي‪ ،‬قسائم شرائية‪ ،‬أما الجائزة الكبرى فكانت‬

‫قدمت هذه الجائزة شركة ‪Arian Travel‬‬ ‫رحلة إلى الرنكا‪ّ .‬‬ ‫‪ .and Tourism‬رئيس مجلس إدارة الشركة المقدم الطيار‬ ‫المتقاعـد أنطـوان بستانـي الذي أمضـى ‪ 22‬سنـة من عمـره‬ ‫أن وقوفـه إلى جانـب الجيـش بما‬ ‫في القوات الجويـة يعتبـر ّ‬ ‫يتوافر لديه هو أمر تلقائي‪ ،‬يقول‪« :‬المؤسسة في دمنـا»‪.‬‬ ‫تحدثنا مع «صديق الجيش» كما‬ ‫بعد هذا اليوم الطويل‪ّ ،‬‬ ‫يحب اإلعالمي شربل سعادة أن نناديه‪ .‬وكانت أول كلمة‬ ‫حسد كل حدا ْبيل ُبس هالبدلة»‪ .‬وتابع‪« :‬ال‬ ‫قالها «أنــا ِب ُ‬

‫يجوز المقارنة بين تغطية هذا النشاط وأي تغطية أخرى‪.‬‬ ‫فنحن ّ‬ ‫نغطي أحدا ًثا أمنية‪ ،‬وثقافية وسوى ذلك في مختلف‬ ‫المجاالت‪ ،‬لك ّنني اليوم رأيت الفرحة على وجوه المشاركين‬ ‫ورأيت أبطال الجو يبرعون في تنفيذ مهماتهم وهذا أعتبره‬ ‫وساما على صدري»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫موج ًها دعوة إلى المواطنين بإعالن انتمائهم للجيش‬ ‫وختم ّ‬ ‫اللبناني أل ّنه وحده الضمانة لوجود كل شخص منهم في‬ ‫بلده لبنان‪.‬‬

‫من هم الرعاة؟‬ ‫أسهم في رعاية اليوم المفتوح وتوفير مستلزماته كل من‪:‬‬ ‫‪Medora, Platinum Fidelity, Berdawni, LRI, XXL,‬‬ ‫‪DHL, Al makhazen Coop, Ariane Travel & Tourism,‬‬ ‫‪Aqua la vie, Chocolatino, Meptico sal, Daher foods,‬‬ ‫‪Light Vision, Lost, Sanita, Spinneys, Nakhal, U Speak,‬‬ ‫‪Jamhoury co., Barakat Travel, Saad Transport, Inter‬‬ ‫‪Brand, Bardawil G System Corporation, Balamand,‬‬ ‫‪Saker Transportation, Al Hamra Group.‬‬ ‫جمعية نبض التنمية‬

‫لم ينجح المواطنون في تأجيل رحيلهم عن قاعدة رياق‬ ‫الجوية في ختام ذلك اليوم‪ ،‬فالشمس شارفت على المغيب‬ ‫وعلى الناس العودة إلى أشغالهم ومدارسهم وجامعاتهم‪،‬‬ ‫لكن‬ ‫كما على العسكـري العودة إلى ثكنته لتنفيذ‬ ‫مهماته‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫مدعمة من األمـل‬ ‫الوضع تغ ّير اآلن‪ ،‬فك ّلنـا عدنـا مع جرعـة ّ‬ ‫بأن «الغد سيكون أفضل من األمس»‪.‬‬ ‫والسعادة‪ ،‬مقتنعين ّ‬ ‫تصوير‪ :‬ميشال اسطا ‪ -‬غي بستاني‬

‫طبابة واستشفاء‬ ‫روجينا خليل الشختورة‬

‫الطبابة بخير‪ ...‬نحن بخير‬ ‫أكثر ما يخشاه اللبناني اليوم هو المرض‪ ،‬وثمة عبارة واحدة تتردد كل يوم‬ ‫وفي كل بيت‪« :‬المهم الصحة‪ ،‬المهم ما نعوز مستشفى والباقي بيتدبر»‪.‬‬ ‫ففي ظل األزمة الخانقة التي نعيشها يكاد الحق في الطبابة أن يكون‬ ‫مقتص ًرا على الفئة المقتدرة‪...‬‬ ‫يعيش القطاع الصحي في لبنان ظرو ًفا صعبة بسبب األزمة االقتصادية‬ ‫حادا بسبب تراجع قيمة‬ ‫نقصا ً‬ ‫التي تمر بها البالد‪ .‬ويشهد سوق الدواء ً‬ ‫العملة اللبنانية أمام العمالت األجنبية‪ ،‬وخفض الدعم الحكومي الموجه‬ ‫للدواء‪ ...‬كما تشهد المستشفيات عج ًزا في توفير األدوية والمستلزمات الطبية‬ ‫حادا في تكاليف االستشفاء وفي تأمين مادة المازوت‪ .‬وهذا ما دفعها إلى‬ ‫وارتفاعا ً‬ ‫ً‬ ‫«اشتراط دفع المواطن تأمي ًنا مال ًيا» لتغطية الفرق بين الكلفة الفعلية وتلك التي‬ ‫تغطيها الجهات الضامنة‪.‬‬ ‫لكن ماذا عن الوضع في الطبابة العسكرية والمستشفى العسكري المركزي؟ وما‬ ‫هي االستراتيجية التي اع ُتمدت لإلبقاء على الخدمات الصحية والطبية للعسكريين‬ ‫وعائالتهم على الرغم من األزمة الخانقة؟ وكيف يتم استدراك المشاكل وإيجاد‬ ‫الحلول المناسبة لها؟‬ ‫هناك نسبة ال بأس بها من أَس ّرة المستشفيات الخاصة باتت‬ ‫شاغرة‪ ...‬أما َمن يحتاجون إلى االستشفاء وال يستطيعون‬ ‫الحصول عليه فيشكلون نسبة كبيرة من اللبنانيين‪ .‬ففي‬ ‫ظل غياب سياسة واضحة تستجيب للواقع الذي فرضه انهيار‬ ‫العملة وتصاعد سعر صرف الدوالر إلى مستويات قياسية‪،‬‬ ‫بات اللبنانيون سواء المشمولون منهم بتغطية الجهات‬ ‫الضامنة أو غير المشمولين «مكشوفين» صح ًيا بمعظمهم‪.‬‬ ‫بالنسبة إلى المشمولين بتغطية الصندوق الوطني للضمان‬ ‫االجتماعي‪ ،‬وهم الشريحة األكبر على اإلطالق‪ ،‬ويفوق عددهم‬ ‫مليو ًنا ومئ َتي ألف مواطن‪ ،‬باتت عملية دخول المرضى منهم‬ ‫إلى المستشفيات أم ًرا بالغ الصعوبة‪ .‬فالمستشفيات ترفض‬ ‫جدا‪ ،‬وبعضها‬ ‫دخول أي مضمون إال في الحاالت الطارئة ً‬ ‫يرفض استقبال المضمونين إال في حال موافقة المريض‬ ‫المؤمنون بموجب‬ ‫نقدا‪ .‬المرضى‬ ‫على سداد فارق الفاتورة ً‬ ‫َّ‬ ‫بوالص تأمين خاصة‪ ،‬ليست حالتهم أفضل من أولئك‬ ‫المشمولين بخدمات الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‬ ‫أو تعاونية موظفي الدولة‪ .‬فمرضى التأمين تفرض عليهم‬ ‫المستشفيات‪ ،‬وبالتنسيق مع شركات التأمين‪ ،‬سداد فارق‬ ‫فواتيرهم بما يتناسب والعملة التي سددوا بها بوالصهم‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫أن المريض الذي سدد ثمن بوليصة التأمين الصحي‬ ‫بمعنى ّ‬ ‫بالليرة اللبنانية‪ ،‬عليه سداد فارق فاتورته الصحية على سعر‬ ‫صرف دوالر السوق‪ .‬أما المريض الذي سدد وفق سعر صرف‬ ‫‪ 3900‬ليرة فيدفع فارق سعر الصرف‪ .‬فقط من يسدد ثمن‬ ‫البوليصة بالدوالر «الفريش» تتم تغطيته صح ًيا بالكامل‪ ،‬من‬ ‫دون سداد أي فوارق على الفاتورة‪ .‬ووحدهم مرضى الجيش‬ ‫اللبناني ما زالوا يتمتعون بتغطية صحية شاملة سواء تلقوا‬ ‫العالج في المستشفى العسكري المركزي أو في مستشفيات‬ ‫خاصة متعاقدة مع الجيش‪ .‬فقد تك ّفلت الطبابة العسكرية‬ ‫بسداد كل فوارق فواتير هؤالء المرضى االستشفائية سل ًفا‬ ‫وفق اتفاقيات ُعقدت مع عدد من المستشفيات الخاصة‪.‬‬ ‫وفــي هــذا اإلطـــار‪ ،‬يجري التفاوض حال ًيا بين نقابة‬ ‫المستشفيات الخاصة وإدارات الجهات الضامنة في‬ ‫التعرفات االستشفائية‪ .‬وكان نقيب أصحاب‬ ‫مسألة توحيد‬ ‫ِ‬ ‫أن هناك مشكلة‬ ‫المستشفيات السيد سليمان هارون‪ ،‬أكد ّ‬ ‫خصوصا‬ ‫التعرفات الموضوعة من قبل الجهات الضامنة‪،‬‬ ‫في‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫وأن كل ما تشتريه المستشفيات ُي َس ّعر وفق سعر الصرف‬ ‫ّ‬ ‫في السوق الموازية‪ ،‬من المستلزمات المطبخية إلى أدوات‬ ‫التنظيف والتعقيم‪ ،‬وحتى المستلزمات الطبية ُيدفع ثمنها‬

‫ألن المستوردين ما عادوا‬ ‫وفق تسعيرة السوق الموازية‪ّ ،‬‬ ‫يحصلون على الدعم من مصرف لبنان‪.‬‬ ‫ويضيف النقيب هارون في حديث إلى «الجيش»‪« :‬هناك‬ ‫إن المستوردين‬ ‫نقص كبير في الكواشف المخبرية إذ ّ‬ ‫إن مصرف لبنان لم يسدد لهم أموال الدعم التي‬ ‫يقولون ّ‬ ‫وعدهم بها وهم ال يمكنهم االستيراد بشكل منتظم‪ .‬ومن‬ ‫ناحية أخرى فهم يطلبون اآلن من المستشفيات تسديد ثمن‬ ‫الكواشف بأسعار غير مدعومة ما يزيد من كلفة الفحوصات‬ ‫ً‬ ‫أن العديد من المستشفيات غير‬ ‫بشكل كبير‪،‬‬ ‫إضافة إلى ّ‬ ‫نقدا عند التسليم‬ ‫قادرة على تسديد ثمن هذه الكواشف ً‬ ‫عددا من المستشفيات لم‬ ‫وبالدوالر «فريش»‪ .‬من هنا‪ ،‬فإن ً‬ ‫يعد ُيجري الفحوصات إال للمرضى الذين هم في المستشفى‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يشكل االنقطاع الدائم للكهرباء وما يرافقه من‬ ‫كذلك‪،‬‬ ‫تضخم فاتورة المازوت الذي عانت المستشفيات الخاصة‬ ‫الكثير في المرحلة األخيرة من أجل تأمينه لتشغيل المولدات‪،‬‬ ‫مشكلة كبيرة ال س ّيما بعد رفع الدعم عنه إذ ارتفعت كلفة‬ ‫الطاقة عن كل مريض في المستشفى إلى ما ال يقل عن‬ ‫‪ 650.000‬ل‪.‬ل‪ .‬يوم ًيا أي سبعة أضعاف التعرفة الرسمية‬ ‫للغرفة»‪.‬‬ ‫تحتاج المستشفيات الخاصة بحسب النقيب هارون إلى ‪130‬‬ ‫مليون ليتر تقري ًبا من مادة المازوت سنو ًيا ما يجعل كلفة‬ ‫تشغيل المولدات أل ًفا وخمسمئة مليار ليرة‪ .‬وهذا المبلغ‬ ‫يتجاوز مجموع ما تستوفيه المستشفيات سنو ًيا من الجهات‬ ‫الضامنة الرسمية كافة‪ .‬لذا اضطرت المستشفيات مرغمة إلى‬

‫تحميل المرضى جز ًءا من الكلفة اإلضافية في وقت يعاني‬ ‫تحملها‪ .‬وهي بدورها‬ ‫المواطن من أعباء حياتية ال يمكنه ّ‬ ‫ال يمكنها أن تتحمل المسؤولية بشكل كامل‪ ،‬فالكلفة‬ ‫االستشفائية ارتفعت كثي ًرا وصارت المستشفيات مضطرة‬ ‫لمجاراة سوق الدوالر‪ ،‬وبالتالي أصبحت بمعظمها تحتسب‬ ‫الدوالر على سعر يالمس سعر السوق الموازية لتتمكن من‬ ‫االستمرار في تقديم خدماتها‪.‬‬ ‫االنهيار الملموس‬ ‫عمل ًيا‪ ،‬دخل القطاع الصحي االستشفائي المرحلة الثانية من‬ ‫االنهيار الملموس‪ .‬ال أدوية‪ ،‬ال مستلزمات طبية‪ ،‬ال محروقات‪،‬‬ ‫ال مخزون لكل من هذه المتطلبات يكفي لمواجهة أي أزمة‬ ‫انفجار ما أو عودة أزمة «كورونا»‪ .‬يضاف‬ ‫حادة على شاكلة‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫إلى تلك الالئحة التي تُبعد القطاع االستشفائي عن مواصفات‬ ‫يوما كـ«مستشفى الشرق األوسط»‪ ،‬الهجرة‬ ‫ما كان عليه ً‬ ‫المستمرة لألطباء والممرضات والممرضين ما أدى إلى إلغاء‬ ‫ً‬ ‫أقسام عالجية‬ ‫وصول إلى إقفال‬ ‫عدد من الخدمات الطبية‬ ‫ٍ‬ ‫بحالها في بعض المستشفيات‪.‬‬ ‫وال يبدو أن األمور ست ّ‬ ‫ُحل قري ًبا‪ ،‬وبانتظار التوصل إلى اتفاق‬ ‫بين المستشفيات الخاصة والصناديق والجهات الضامنة‪،‬‬ ‫تضاعف إقبال المرضى على المستشفيات الحكومية التي‬ ‫تحتاج إلى «إنعاش» بحدود أربع مرات‪ ،‬على ما يؤكد رئيس‬ ‫العناية الطبية في وزارة الصحة الدكتور جوزف الحلو‪.‬‬ ‫أما عن معاناة المستشفيات الحكومية اليوم‪ ،‬فقد صارت‬

‫ترشيد الدعم‬ ‫توصلت وزارة الصحة‪ ،‬وبعد اجتماعات مكثفة مع األطراف المعنية‪ ،‬إلى انفراج في ملف أدوية السرطان واألمراض‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫المستعصية في لبنان إذ أعلن وزير الصحة اللبناني فراس أبيض‪ ،‬إبقاء الدعم كامل عليها‪ .‬بينما س ُيصار إلى ترشيد‬ ‫ُقسم لشرائح‪ ،‬األدوية الرخيصة الثمن‪ ،‬المتوسطة‪ ،‬والباهظة‪ ،‬وهذه األخيرة‬ ‫دعم أدوية األمراض المزمنة على أن ت َّ‬ ‫ستحافظ على حوالى ‪ 65‬في المئة من الدعم‪ ،‬بينما تلك األرخص ولها بديل «جينيريك» س ُيرفع عنها الدعم بنسب‬ ‫أعلى‪ .‬كذلك‪ ،‬لن ُيرفع الدعم عن أدوية األمراض العقلية والنفسية وتلك التي تُستعمل في جلسات غسيل الكلى‪.‬‬ ‫أن الفحوصات التي تجري في المستشفيات بشكل‬ ‫وعلى صعيد المستلزمات والكواشف المخبرية‪ ،‬لفت أبيض إلى ّ‬ ‫جدا سيبقى الدعم عليها بنسبة ‪ 65‬في المئة‪ ،‬أما تلك التي يخضع لها المريض مرة في السنة على‬ ‫مستم ّر ومهمة ً‬ ‫بنسبة أعلى‪.‬‬ ‫عنها‬ ‫الدعم‬ ‫فسيرفع‬ ‫سبيل المثال‬ ‫ٍ‬ ‫وأعلن الوزير‪« :‬استطعنا على صعيد مرضى وزارة الصحة االتفاق مع البنك الدولي لتغطية المرضى بثالثة أضعاف‬ ‫جار لتوسيع‬ ‫ونصف‪ ،‬وهو ما سيساعد على تغطية جزء كبير من الفروقات في الفاتورة االستشفائية»‪ ،‬الف ًتا إلى ّ‬ ‫أن العمل ٍ‬ ‫ُقدم لمراكز الرعاية في لبنان‪.‬‬ ‫برامج األدوية مع الجهات الدولية المانحة التي ت ّ‬

‫‪37‬‬

‫التعرفات خارج إطار السوق أي أقل بكثير من الكلفة التي‬ ‫تتكبدها‪ .‬وبحسب مدير عام وزارة الصحة بالوكالة السيد‬ ‫فإن «الصعوبات كبيرة في تأمين المستلزمات‬ ‫فادي سنان ّ‬ ‫والمعدات الطبية ال سيما للعمليات الجراحية التي تحتاج‬ ‫«‪ »Prothèse‬والتي تس ّعر بالدوالر ما يضطرنا إلى تحميل‬ ‫المريض كلفتها‪ .‬وتحاول الوزارة قدر استطاعتها استقبال‬ ‫جميع الحاالت في المستشفيات الحكومية‪ ،‬كما أ ّنها تقوم‬ ‫بمتابعة ّ‬ ‫كل الشكاوى التي تُرفع إليها من المرضى الذين‬ ‫ترفض بعض المستشفيات الخاصة استقبالهم على نفقة‬ ‫وزارة الصحة أو تشترط عليهم دفع تأمينات إلكمال معامالت‬ ‫الدخول (الخط الساخن لوزارة الصحة‪.»)1214 :‬‬ ‫أزمة الدواء‬ ‫ال تتوقف األزمات عند المستلزمات‪ ،‬فأزمة الدواء هي القضية‬ ‫المركزية اليوم‪ .‬إذ تعاني المستشفيات‪ ،‬كما المواطنون‪ ،‬من‬ ‫النقص في األدوية‪ ،‬وال سيما أدوية األمراض المستعصية‪.‬‬ ‫ولئن كان في اإلمكان «التسكيج» في بعض الحاالت باللجوء‬ ‫إلى استخدام أدوية بديلة‪ ،‬إال أ ّنها ال تغطي أكثر من ‪ 70‬إلى‬ ‫‪ %80‬من فعالية األدوية األساسية‪ ،‬بحسب النقيب هارون‪ .‬مع‬ ‫ذلك تبقى تلك الخيارات أسهل من فقدان األدوية بالمطلق‪،‬‬ ‫كما حصل خالل أزمة كورونا‪ ،‬وكما يجري اليوم في عالجات‬ ‫السرطان‪ ،‬فهناك نقص رهيب في أدوية مرضى السرطان‬ ‫وعالجاتهم‪ ،‬األمر الذي بات يؤثر في حياتهم ألن تأخير العالج‬ ‫عن موعده أو توقفه يعني تراجع حال المريض‪ ،‬على ما يقول‬ ‫رئيس جمعية باربرا نصار هاني نصار‪.‬‬ ‫الوضع في الطبابة العسكرية‬ ‫بتردي‬ ‫الطبابة العسكرية كغيرها من الجهات الضامنة تأ ّثرت ّ‬ ‫األوضاع في القطاع الطبي‪ ،‬لك ّنها‪ ،‬وبحسب رئيسها العميد‬ ‫الركن جورج يوسف استطاعت استدراك جميع المشكالت‬ ‫لكل منها‪ .‬ففي ّ‬ ‫وإيجاد الحلول المناسبة ّ‬ ‫ظل الصعوبات‬ ‫الحياتية واليومية التي تعترضه‪ ،‬لن يستطيع العسكري‬ ‫تسديد فروقات المستشفيات الخاصة المتعاقدة مع الجيش‬ ‫عند تحويله إليها‪ .‬وهكذا تو ّلت قيادة الجيش والطبابة‬ ‫عدة اجتماعات مع‬ ‫العسكرية تسديد هذه الفروقات‪ .‬وبعد ّ‬ ‫التوصل إلى اتفاق‬ ‫تم‬ ‫ّ‬ ‫أصحاب المستشفيات الخاصة ونقيبها‪ّ ،‬‬ ‫تحمل الطبابة هذه الفروقات على أن ال‬ ‫مع غالبيتها على ّ‬ ‫يتك ّبد مريضها أي كلفة‪ .‬أما المستشفيات التي لم تقبل‬ ‫بذلك‪ ،‬واستم ّرت بتقاضي فروقات من قبل المستفيدين‪ ،‬فقد‬ ‫‪38‬‬

‫‪ Call Center‬الطبابة العسكرية‬ ‫‪01/410000 - 01/395400‬‬ ‫مقسم‪39431 :‬‬ ‫ّ‬ ‫رباعي‪9709:‬‬

‫تو ّقفت الطبابة عن تحويل المرضى إليها‪.‬‬ ‫تتم متابعة المرضى المستفيدين من الطبابة‬ ‫ولكن كيف ّ‬ ‫العسكرية الذين تطلب منهم المستشفيات الخاصة تسديد‬ ‫فروقات على فواتيرهم؟‬ ‫ع ّينت الطبابة العسكرية مندوبين مراقبين من ق َبلها في‬ ‫ّ‬ ‫كل المستشفيات المتعاقدة معها‪ ،‬هؤالء يوجدون في مكاتب‬ ‫خاصة بهم ضمن هذه المستشفيات‪ ،‬ويتابعون المرضى‬ ‫المستفيدين‪ ،‬وذلــك ضمن الــدوام الرسمي من الساعة‬ ‫صباحا وحتى الثانية والنصف من بعد‬ ‫السابعة والنصف‬ ‫ً‬ ‫الظهر‪ .‬وفي حال عدم وجود المندوب في مكتبه خالل هذا‬ ‫الدوام‪ ،‬فهو يكون في جولته اليومية على المرضى وعلى‬ ‫ّ‬ ‫ليتأكد من حسن سير العمل‬ ‫صيدلية المستشفى ومختبرها‬ ‫والمعاملة التي يتلقاها المرضى‪ .‬وبالتالي يمكن ّ‬ ‫لكل مريض‬ ‫يستفيد من تقديمات الطبابة العسكرية وتعترضه أي مشكلة‬ ‫نوع كانت‪ ،‬أن يلجأ إلى‬ ‫مع المستشفيات المتعاقدة من أي ٍ‬ ‫المندوب المراقب وهو يقوم بمساعدته ضمن صالحياته‬ ‫وبالتعاون مع ّ‬ ‫كل من الطبيب المراقب المع ّين من قبل الجيش‬

‫مستشفى آخر متعاقد معها وذلك بعد تبليغه بوجوب تسديد‬ ‫فرق فاتورته االستشفائية بنفسه‪.‬‬ ‫هذه االستراتيجية التي اتبعتها الطبابة واإلجراءات الرقابية‬ ‫التي اتخذتها لمواكبة األوضاع المالية الصعبة‪ ،‬ح ّققت وف ًرا‬ ‫المستجد‪.‬‬ ‫كبي ًرا في الفاتورة الشهرية على الرغم من الغالء‬ ‫ّ‬ ‫أحيا ًنا‪ ،‬وبسبب االكتظاظ في المستشفى العسكري المركزي‪،‬‬ ‫يتم تأجيل بعض العمليات الجراحية الباردة التي يرى الطبيب‬ ‫ّ‬ ‫وقت الحق لن يؤ ّثر في حياة المريض‪ ،‬ما‬ ‫أن تأجيلها إلى ٍ‬ ‫إلحاحا‪.‬‬ ‫أكثر‬ ‫لحاالت‬ ‫أخرى‬ ‫عمليات‬ ‫يفسح المجال إلجراء‬ ‫ً‬ ‫أن‬ ‫وفــي هــذا اإلطــار‪ ،‬يشير العميد الركن يوسف إلــى ّ‬ ‫ـم‬ ‫المستشفى العسكري الــمــركــزي أصــبــح يضاهي أهـ ّ‬ ‫المستشفيات‪ ،‬وذلك بعد افتتاح قسم العمليات الجراحية‬ ‫الجديد فيه والذي يشمل خمس غرف عمليات أنشئت وفق‬ ‫المعدات الطبية‬ ‫وتم تجهيزها بأحدث‬ ‫ّ‬ ‫أحدث المواصفات ّ‬ ‫تطو ًرا‪ ،‬وذلك بسبب الدعم المطلق للطبابة من قبل‬ ‫وأكثرها ّ‬ ‫قيادة الجيش‪ ،‬وبفضل العديد من األيادي الخيرة الممدودة‬ ‫للمساعدة وتمويل مشاريع حيوية لدعم الطبابة العسكرية‬ ‫التي ت ّ‬ ‫ُشكل رك ًنا أساس ًيا في المؤسـسة العسكرية‪.‬‬

‫في المستشفى‪ ،‬وبالتنسيق مع جهاز مراقبة الخدمات الطبية‬ ‫في الطبابة العسكرية‪ .‬أما خارج الــدوام الرسمي والعطل‬ ‫الرسمية واآلحاد‪ ،‬فيمكن المراجعة في غرفة العمليات وفي‬ ‫تضم ضابط عمليات وطبي ًبا‬ ‫الـ‪ Call Center‬في الطبابة التي‬ ‫ّ‬ ‫أن األرقام جميعها موجودة على‬ ‫علما ّ‬ ‫مناو ًبا ‪ 24/24‬ساعة‪ً ،‬‬ ‫باب مكتب المندوب‪ ،‬كما ُع ّممت هذه المعلومات على قطع‬ ‫الجيش ووحداته كافة بموجب برقية منقولة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حولته‬ ‫أن‬ ‫ولكن ما زلنا نسمع أحيا ًنا ّ‬ ‫مريضا من الجيش ّ‬ ‫الطبابة إلى مستشفى متعاقد تقاضى منه فرق العالج! هنا‬ ‫أن الحاالت التي ال توافق‬ ‫يشير العميد الركن يوسف إلى ّ‬ ‫الطبابة العسكرية على تحويلها إلى خــارج المستشفى‬ ‫العسكري كون العمل الطبي يمكن إجراؤه في المستشفى‬ ‫تتحمل‬ ‫العسكري‪ ،‬وتبقى مص ّرة على التحويل هي التي‬ ‫ّ‬ ‫يقدم المستشفى‬ ‫مسؤولية تسديد فروقات عالجها‪ .‬ففي حين ّ‬ ‫العسكري لمرضاه العالج المناسب بكلفة أقل من تحويله إلى‬ ‫مستشفى خاص‪ ،‬يرفض البعض هذه التقديمات وعلى الرغم‬ ‫من ذلك توافق الطبابة على تحويل هؤالء لتلقي العالج في‬

‫عمليات استثنائية في المستشفى العسكري‬ ‫تُجرى حال ًيا في المستشفى العسكري المركزي عمليات كبيرة‬ ‫جدا واستثنائية كزرع الجلد واستئصال ورم فوق الكلى‪ ...‬هذه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫األخيرة مثل تتطلب عادة حوالى الساعتين إلجرائها‪ ،‬بحسب‬ ‫االختصاصي في جراحة المنظار المتقدمة الرائد الطبيب‬ ‫الياس الخوري‪ ،‬غير أ ّنه والطاقم الطبي المساعد‪ ،‬أنهوا إجراء‬ ‫إحداها بحوالى الـ‪ 20‬دقيقة فقط‪ ،‬وذلك بفضل التجهيزات‬ ‫والمعدات ذات المعايير الطبية العالية الجودة والنوعية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫شجع األطباء على مضاعفة األعمال الجراحية من‬ ‫هذا األمر ّ‬ ‫حيث الكمية والنوعية‪ ،‬يقول رئيس المستشفى العسكري‬ ‫يستعد‬ ‫جدا‬ ‫المركزي العميد الطبيب نسيم بو ضاهر‪ ،‬وقري ًبا ً‬ ‫ّ‬ ‫المستشفى إلجراء عملية زرع كلية على يد أطباء اختصاصيين‬ ‫عسكريين ومدنيين متعاقدين‪.‬‬ ‫تدابير استباقية‬ ‫كغيره من المستشفيات‪ ،‬تأثر المستشفى العسكري بنقص‬ ‫المستلزمات الطبية واألدويــة والمواد الالزمة للفحوص‬ ‫المخبرية وصعوبة توافر الكثير منها في الشركات ولدى‬ ‫ً‬ ‫واستدراكا لهذا الوضع‪ ،‬قامت الطبابة‬ ‫الوكالء‪ ،‬غير أ ّنه‬ ‫تحسبت‬ ‫العسكرية وفق رئيسها بدراسة في أ ّول األزمــة‬ ‫ّ‬ ‫‪39‬‬

‫فيها للكميات التي يمكن أن تحتاجها لتأمين خدماتها‬ ‫وأمنت بموافقة قيادة‬ ‫للمستفيدين منها ّ‬ ‫لمدة سنة تقري ًبا‪ّ ،‬‬ ‫وخصوصا‬ ‫الجيش مخزو ًنا يكفيها حتى آخر العام تقري ًبا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أدوية األمراض المزمنة (بنسبة ‪ 80‬إلى ‪ )%85‬والمستعصية‬ ‫(بنسبة ‪ ،)%90‬أما األدوية غير المتوافرة فتكون غير موجودة‬ ‫لدى المصدر الرئيسي‪.‬‬ ‫كذلك‪ ،‬استقدمت الطبابة العسكرية المستلزمات الطبية‬ ‫أمنت مواد مخبرية‬ ‫من الشركات‬ ‫بأسعار مخ ّفضة‪ ،‬حتّى أ ّنها ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫الملونة مثل‪ ،‬التي قد يحتاجها المريض في الصور‬ ‫كاإلبرة‬ ‫ّ‬ ‫اإلشعاعية والتي يراوح سعرها بين ‪ 60‬و‪ 100‬دوالر وعلى‬ ‫المريض تسديد سعرها خارج جميع االتفاقيات‪ .‬وبالتالي‬ ‫أمنت له الطبابة هذه اإلبرة فيأخذها معه إلى المختبر ويقوم‬ ‫ّ‬ ‫بإجراء الصورة اإلشعاعية المطلوبة من دون تسديد أي فارق‪.‬‬ ‫ويضيف العميد الركن يوسف‪ :‬تضط ّر الطبابة العسكرية‬ ‫في كثير من األحيان إلى تغطية النقص في المستلزمات‬ ‫الطبية واألدوية في بعض المستشفيات الخاصة عند تحويل‬ ‫المرضى إليها‪ ،‬ما يؤدي إلى تناقص مخزونها‪ ،‬لذلك قد ال‬ ‫يعود كاف ًيا حتى نهاية العام‪ .‬من هنا‪ ،‬تدرس الطبابة حال ًيا‬ ‫ً‬ ‫مباشرة‪ ،‬وفق‬ ‫إمكان استقدام حاجتها من المصادر الرئيسية‬ ‫القوانين المرعية اإلجراء‪.‬‬ ‫دوري مساعدات‬ ‫كذلك‪ ،‬تتس ّلم الطبابة العسكرية بشكل‬ ‫ّ‬ ‫طبية من الدول الصديقة وتقوم بالتنسيق معها الستقدام‬ ‫متنوعة يصعب عليها تأمينها‪ .‬وأوضح‬ ‫مواد ومستلزمات‬ ‫ّ‬ ‫أن الطبابة هي المك ّلفة رسم ًّيا باستالم‬ ‫رئيس الطبابة هنا ّ‬ ‫جميع المساعدات الطبية التي ترسلها الدول وتقوم بتوزيعها‬ ‫أن تلك المساعدات‬ ‫على المستشفيات والمستوصفات‪ ،‬أي ّ‬ ‫ليست بمجملها للطبابة العسكرية‪.‬‬

‫لن نتعب‬ ‫كما باقي المستشفيات‪ ،‬تأثر المستشفى العسكري‬ ‫أن األطباء‬ ‫بموضوع هجرة األطباء‪ .‬إذ ليس خاف ًيا على أحد ّ‬ ‫المتعاقدين مع الطبابة العسكرية يتقاضون أجورهم بالليرة‬ ‫تردي قيمتها‪ ،‬وبالتالي‬ ‫اللبنانية وهي باتت رمزية بعد ّ‬ ‫بد لهم من البحث عن عروض وفرص أفضل خارج‬ ‫كان ال ّ‬ ‫الطبابة‪ .‬وقد غادر الطبابة عدد كبير من هؤالء ما أدى إلى‬ ‫نقص في الطاقم الطبي‪ ،‬يقول رئيس الطبابة مضي ًفا‪ :‬لقد‬ ‫فتمت مضاعفة عمل الطاقم الطبي‬ ‫استدركنا الوضع فو ًرا ّ‬ ‫العسكري أي الضباط األطباء الذين نشكر جهودهم‪ ،‬ال‬ ‫وأن عدد العمليات التي باتت تُجرى في المستشفى‬ ‫س ّيما ّ‬ ‫نوه العميد‬ ‫العسكري تضاعف م ّرتين وأكثر‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ّ ،‬‬ ‫بأن «دعم قيادة الجيش كبير وواضح وصريح‬ ‫الركن يوسف ّ‬ ‫للطبابة العسكرية والثقة التي يمنحنا إياها القائد كبيرة ما‬ ‫أن‬ ‫دوما‪ .‬باإلضافة إلى ّ‬ ‫يسهم في تحفيزنا على االستمرار ً‬ ‫طبيعة عملنا في الطبابة هي إنسانية‪ ،‬ونحن نخوض معركة‬ ‫طبية في ّ‬ ‫ظل ظروف صعبة تم ّر بها البالد‪ ،‬وكعسكريين‬ ‫واجبنا الوطني يدعونا إلى عدم االستسالم فنحن نتد ّرب‬ ‫في أيام السلم لخوض أشرس المعارك واالنسحاب هو‬ ‫ّ‬ ‫اشتـدت‬ ‫نكـل مهمـا‬ ‫خيانة عظمى‪ ،‬وبالتالي لن نتعب ولن‬ ‫ّ‬ ‫الصعـاب»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫نكل‪ ،‬ذاك هو المبدأ الذي تنطلق منه‬ ‫لن نتعب ولن‬ ‫المؤسسة العسكرية لتستمر في الصمود والمواجهة على‬ ‫الرغم من كل ما يعترضها من صعوبات وتحديات‪ ،‬وهو‬ ‫المبدأ الذي يجعل اجتراح الحلـول لألزمـات ممك ًنا‪ .‬وما عمـل‬ ‫نموذجا في هذا المجال‪ ،‬فبوركت‬ ‫الطبابـة العسكريـة إال‬ ‫ً‬ ‫الزنود التي ال تتعـب‪...‬‬

‫القطاع الصحي باألرقام‬

‫جاء في تقرير ب ّثته محطة ‪ MTV‬ما يأتي‪:‬‬ ‫ً‬ ‫مقارنة بالعام ‪.2019‬‬ ‫انخفاض دخول المرضى إلى المستشفيات بنسبة ‪ %25‬هذه السنة‬‫إما بسبب عدم‬ ‫ انخفاض ّ‬‫معدل العمل ّيات بنسبة ‪ ،%37‬فمريض واحد من أصل ثالثة لم يستطع الخضوع لعملية ّ‬ ‫المعدات أو بسبب عدم قدرته على تغطية فروقات الكلفة‪.‬‬ ‫توافر‬ ‫ّ‬ ‫ مريض واحد من أصل سبعة مصابين بالسرطان لم يستطع تل ّقي العالج بسبب عدم وجود األدوية الالزمة‬‫والمعدات المخبرية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ هجرة حوالى ‪ 760‬طبي ًبا في األشهر الستة األولى من السنة و‪ 1740‬مم ّر ً‬‫ضا ومم ّرضة‪ ،‬ومن المتو ّقع تضاعف هذه‬ ‫األرقام حتى نهاية العام‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫صحة ووقاية‬ ‫ليال صقر الفحل‬

‫كورونا ما زال بيننا‬

‫فلنواجهه بالوقاية واللقاح‬ ‫ً‬ ‫جدال حول ضرورة اعتماد جرعة ثالثة من اللقاحات ضد كورونا‪ ،‬يتمسك البعض بمقوالت غير عقالنية‬ ‫بينما يشهد العالم‬ ‫ويتخلفون عن تلقي اللقاح‪ ،‬مع ّرضين أنفسهم ومن هم حولهم للوقوع فريسة الوباء القاتل‪ .‬جرعتان أم ثالثة؟ دلتا أم ألفا أم‬ ‫أميكرون؟ من أين أتى هذا المتح ّور أو ذاك؟ المهم واألساسي هو أن نتلقى اللقاح‪ ،‬فكورونا ما زالت تقيم بيننا وتقتل الكثيرين‬ ‫وال سبيل للمواجهة سوى اللقاح والوقاية‪.‬‬ ‫توضح الباحثة في علم الفيروسات‬ ‫واألمـــراض الجرثومية وعضو اللجنة‬ ‫الوطنية لألمراض االنتقالية في وزارة‬ ‫الصحة اللبنانية الدكتور نــدى ملحم‬ ‫لموقع ‪ Independant‬أن اإلصابات في‬ ‫لبنان لم تتراجع بالنسبة المطلوبة‪ ،‬وهذا‬ ‫وأن اللقاحات‬ ‫يترافق مع االنتشار الجماعي ّ‬ ‫وح َّدته‬ ‫ضرورية للسيطرة على الفيروس ِ‬ ‫للوصول إلى المناعة الجماعية‪.‬‬ ‫الجرعة الثالثة‬ ‫في أواخــر تشرين األول الماضي أعلن‬ ‫أن‬ ‫وزيــر الصحة الدكتور فــراس أبيض ّ‬ ‫وزارة الصحة أعطت اإلذن بالبدء بإعطاء‬ ‫الجرعة الثالثة المعززة من اللقاحات‪ ،‬على‬ ‫أن تقتصر في الفترة األولى على من يتجاوز‬ ‫عاما والعاملين الصحيين في‬ ‫عمرهم ‪ً 75‬‬ ‫ً‬ ‫أمراضا‬ ‫الخطوط األمامية ومن يعانون‬ ‫أعدها‬ ‫مناعية‪ .‬فبعد دراسة سريرية تجريبية ّ‬ ‫عدد كبير من األطباء وأشرف عليها رئيس‬ ‫اللجنة الوطنية للقاح الدكتور عبد الرحمن‬ ‫البزري نشرت في مجلة العالمية ‪، vaccine‬‬ ‫تبين أن من تل ّقوا لقاح سينوفارم الصيني‬ ‫لم يك ّونوا مناعة كافية لمواجهة متحورات‬ ‫كورونا على عكس من تلقوا أنواع اللقاحات‬ ‫األخرى‪ .‬خيار الجرعة الثالثة الذي بنيت عليه‬ ‫الدراسة كان باعتماد تجربة مزج اللقاحات‬ ‫من دون أن تقتصر على نوع اللقاح نفسه‬

‫أن الدراسة اقترحت إعطاء جرعة ‪Pfizer‬‬ ‫أي ّ‬ ‫أن‬ ‫علما ّ‬ ‫تعزيزية للملقحين بسينوفارم‪ً ،‬‬ ‫هذه الدراسة من أولــى الــدراســات التي‬ ‫جمعت بين سينوفارم وفايزر‪ ،‬بينما ولدت‬ ‫فكرة المزج التقليدي مع أسترازينيكا‬ ‫وفايزر‪ .‬ومع انطالق اعتماد الجرعة الثالثة‬ ‫أو الجرعة التذكيرية «‪ »Booster‬في لبنان‪،‬‬ ‫ينبغي التزام اإلجــراءات الوقائية واعتماد‬ ‫الكمامات إلى حين بلوغ مناعة القطيع أو ما‬ ‫يعادل ‪ %80‬من تلقيح األفراد في المجتمع‪.‬‬ ‫الوضع على صعيد الجيش‬ ‫تل ّقت نسبة ال بأس بها من العسكريين‬ ‫اللقاح‪ ،‬لكن قيادة الجيش تشدد على‬ ‫ضرورة حصول الباقين عليه‪ ،‬وفي حين‬ ‫اعتمد في المرحلة األولى اللقاح الصيني‬ ‫ـواع من‬ ‫سينوفارم‪ ،‬فقد باتت أربعة أنـ ٍ‬ ‫اللقاحات متوافرة حال ًيا للعسكريين‬ ‫وعائالتهم‪ ،‬وهــي‪ :‬فايزر وأسترازنيكا‬ ‫وسينوفارم وسبوتنك‪ .‬وفي جوالته على‬ ‫القطع يشدد قائد الجيش العماد جوزاف‬ ‫وأن‬ ‫عون على ضرورة تلقي اللقاح‬ ‫خصوصا ّ‬ ‫ً‬ ‫المؤسسة فقدت ‪ 24‬عسكر ًيا (من مختلف‬ ‫الرتب) بسبب إصابتهم بالفيروس‪ .‬هؤالء‬ ‫خسرهم الجيش وخسرتهم عائالتهم‪،‬‬ ‫وال بد من تعميم اللقاح تالف ًيا لمزيد من‬ ‫أن اللقاح يوفر الحماية‬ ‫الخسائر‪ .‬فالثابت ّ‬ ‫بنسبة مرتفعة والذين يتلقونه وإن‬

‫ً‬ ‫أعراضا‬ ‫أصيبوا بالعدوى‪ ،‬فهم ال يعانون‬ ‫شديدة وال يخسرون حياتهم‪.‬‬ ‫يحول المستشفى العسكري المركزي‬ ‫حال ًيا‪ّ ،‬‬ ‫مرضى كورونا الذين تستوجب حاالتهم‬ ‫الصحية التدخل الطبي ودخول المستشفى‬ ‫للعالج إلى عدد من المستشفيات المدنية‬ ‫للمتابعة‪ ،‬ونــظ ـ ًرا الرتــفــاع سعر صرف‬ ‫الدوالر‪ ،‬يكلف المريض الواحد المؤسسة‬ ‫جدا‪ ،‬وتتضاعف‬ ‫العسكرية فاتورة باهظة ً‬ ‫الفاتورة مع كل يوم إضافي‪ ،‬وبحسب‬ ‫األدوية واألجهزة واألوكسيجين وغير ذلك‬ ‫مما يمكن أن يحتاجه مصاب كورونا‪ ،‬بد ًءا‬ ‫من الحاالت المتوسطة ‪Mild to moderate‬‬ ‫ً‬ ‫وصــول إلــى الحاالت الخطيرة ‪،severe‬‬ ‫وأحيا ًنا تصل كلفة اليوم الواحد للمريض‬ ‫في المستشفى إلى ألف دوالر‪.‬‬ ‫قري ًبا نــدخــل فصل الشتاء وينشط‬ ‫الفيروس‪ ،‬فلماذا ال نقدم جمي ًعا على تلقي‬ ‫اللقاح؟ هذه الخطوة المسؤولة ستوفر‬ ‫الحماية لنا ولعائالتنا ورفاقنا‪ ،‬كما أنها‬ ‫ستوفر علينا الشعور باأللم والندم والذنب‬ ‫فيما لو نقلنا العدوى إلى أهلنا وأبنائنا‬ ‫ممن يعانون السكري والسرطان‬ ‫ومرضانا ّ‬ ‫والضغط وأمراض القلب وغيرها‪ .‬فإذا لم‬ ‫نكترث لحجم األعباء والنفقات التي نك ّلف‬ ‫بها المؤسسة التي تحتضننا في أصعب‬ ‫الظروف‪ ،‬أال نكترث ً‬ ‫أيضا لحياتنا وحياة من‬ ‫نحب؟‬

‫‪45‬‬

‫تجارب قاسية‬

‫ندين البلعة خيراهلل‬

‫هل َ‬ ‫مستعد لخوض هذه التجربة؟!‬ ‫أنت‬ ‫ّ‬

‫ً‬ ‫جنازة‬ ‫إن لم تُصب أو ُيصب أحد في عائلتك‪ ،‬ولم تحضر‬ ‫فإن‬ ‫افتراضية من دون أن تتمكن من وداع أحد أح ّبائك‪ّ ،‬‬ ‫أن كورونا غير موجود‪ ،‬أو أ ّنك لست في خطر!‬ ‫ذلك ال يعني ّ‬ ‫قدام كورونا»‪ ...‬هي خالصة جولة على ع ّينة‬ ‫«ما حدا قبضاي ّ‬ ‫من األشخاص الذين ُأصيبوا بالفيروس‪ ،‬وفي المقابل تجد‬ ‫من هم في حالة نكران‪ ،‬أو من يؤمنون بنظرية المؤامرة‬ ‫ويصدقونها‪ ،‬أو من ينظرون إلــى كورونا كأ ّنه مجرد‬ ‫ّ‬ ‫«مصيبة» تُضاف إلى الئحة األزمات التي يعيشونها في هذا‬ ‫الوطن النازف على كل األصعدة‪ .‬أَو حتى بعضهم اختبر‬ ‫ً‬ ‫مترد ًدا لفكرة تل ّقي اللقاح!‬ ‫رافضا أو‬ ‫الفيروس ولك ّنه ما زال‬ ‫ّ‬ ‫جدا ال يمكن االستهانة‬ ‫لكن كورونا واقــع‪ ،‬وواقــع خطير ً‬ ‫بمفاعيله!‬ ‫حتى أبطال هذه الحقبة لم يسلموا!‬ ‫«الحرب حربنا ونحن جنود الصف األول»‪ ...‬تس ّلح األطباء‬ ‫والممرضون باإلنسانية والشجاعة واإلرادة والخبرة‪،‬‬ ‫لمساعدة لبنان على تجاوز هذه المحنة‪ ،‬معرضين حياتهم‬ ‫وعائالتهم للخطر‪ ،‬فخرق الفيروس صفوفهم وخطف أرواح‬

‫‪46‬‬

‫عدد منهم‪.‬‬ ‫يوما ليجد زوجته الملتزمة قرار عدم‬ ‫عاد الدكتور إلى المنزل ً‬ ‫التجول‪ ،‬متعبة‪ .‬لم يتردد في تأدية واجبه الطبي‪ ،‬فهناك‬ ‫مرضى بين الحياة والموت «برقبته»‪ ،‬وكانت النتيجة أ ّنه أتى‬ ‫بالعدوى إلى بيته‪« .‬صورة واحدة في بداية األسبوع مقارنة‬ ‫بأخرى في نهايته كفيلة بإظهار إنسان نال منه اإلنهاك‪،‬‬ ‫ناهيك عن الحزن واألسى على خسارة الزمالء الذين سقطوا‬ ‫ويسقطون في هذه المعركة!»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تفشي الوباء عاي ّنا وجع آالف‬ ‫طبيب آخر يقول‪« :‬منذ‬ ‫ـأن كل مريض هو‬ ‫المرضى وخوفهم ورأينا الويالت‪ ،‬وكـ ّ‬ ‫فرد من عائلتنا‪ .‬وحين ُيصاب أحد من بيننا‪ ،‬يتعالى على‬ ‫أوجاعه إذا استطاع ولم تتأ ّزم حالته‪ ،‬ويبقى في ساحة الحرب‬ ‫فال يترك خلفه ُمصابين مع ّلقين بين الحياة والموت‪ ،‬وهو‬ ‫ّ‬ ‫يشكل بصيص األمل الوحيد لهم!»‪.‬‬ ‫رحلوا بصمت ووحدة!‬ ‫• «كورونا موجودة وتصيب في صميم القلب‪ ،‬أل ّنها تجعلنا‬ ‫التقطت وزوجي‬ ‫نخسر أح ّباءنا! وكأ ّنني في فيلم رعب‪ ...‬فجأة‬ ‫ُ‬

‫عدو قاتل‬ ‫العدوى بكورونا‪ ،‬وما لبث أن فارق الحياة‬ ‫هو ذاك الرجل الرياضي الذي ال يحتاج إلى‬ ‫أودعه ّإل‬ ‫بعد أسبوع فقط من إصابته! لم ّ‬ ‫أي حبة دواء‪ ،‬حين أصيب بكورونا ساءت‬ ‫وحيدا في غرفة العناية‬ ‫من شرفتي‪ ،‬مات‬ ‫ً‬ ‫حالته فجأة والتهبت رئتاه بنسبة ‪:%60‬‬ ‫الفائقة‪ ،‬وغاد َرنا بصمت»‪.‬‬ ‫«دخلت قسم العناية الفائقة وكانت حالتي‬ ‫• «الكورونا مش لعبة وال ‪ Grippe‬عادي‪...‬‬ ‫سيئة‪ ،‬كنت أفتّش عن الن َفس وال أجده!‬ ‫الكورونا جعلتني أخسر والدي الذي نجا من‬ ‫د‪ .‬وائل سالمة‬ ‫انفجار المرفأ ليقضي عليه هذا الفيروس‬ ‫راحت أرقامي تتدهور حتى وصل األطباء إلى‬ ‫الفتاك الذي حرمنا حتى كلمة الوداع األخيرة!»‪.‬‬ ‫مرحلة س ّلموا فيها أمري هلل‪ .‬شعرت في حينها أ ّنها آخر الدنيا‪،‬‬ ‫لساعات على المستشفيات حتى نجد مكا ًنا إلى أن حصلت المعجزة ُ‬ ‫وشفيت»‪ .‬ويتابع‪« :‬ال تستهينوا بهذا‬ ‫• «عب ًثا ِجلنا‬ ‫ٍ‬ ‫المصابة بفيروس كورونا‪ ،‬ولكن األولوية كانت الفيروس بل تعاملوا معه وكأ ّنه عدو يريد قتلكم!»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لجدتي ُ‬ ‫لألصغر س ًّنا‪ ،‬خسرناها! لو كان الناس يلتزمون التدابير‬ ‫ويحترمون القوانين‪ ،‬لما «تغلغل» الفيروس في مجتمعنا‪،‬‬ ‫«مش لعبة»‬ ‫نتوسل فيه قارورة أوكسيجين‬ ‫«عصحة‬ ‫«بعد إصابتي بكورونا أقنعتني زوجتي بالذهاب‬ ‫الحد الذي‬ ‫ولما وصلنا إلى هذا ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫السالمة» إلجراء صورة شعاعية للرئ َتين بهدف االطمئنان‬ ‫حلما!»‪.‬‬ ‫أو كرس ًيا في مستشفى‪ ،‬السرير صار ً‬ ‫اآلالف في لبنان من الذين فقدوا أح ّباءهم بصمت‪ .‬لقد فقط‪ ،‬على الرغم من أ ّنني لم أكن أشعر بأي عارض تن ّفسي‪.‬‬ ‫تحولت مواقع التواصل االجتماعي إلى ورقة «نعوة» وناقلة وهناك كانت الكارثة‪ ،‬وبــدأت رحلة معاناتي في العناية‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫بنسبة كبيرة‬ ‫للتعزية!‬ ‫ووسيلة‬ ‫االفتراضية‬ ‫الجنازات‬ ‫لفيديوهات‬ ‫أن الرئتين تض ّررتا‬ ‫المشددة بعد أن تب ّين ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫بسبب الفيروس»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يتذكر وزوجته هذه المحطة من حياتهما بألم‪ ،‬وإنما ً‬ ‫أيضا‬ ‫على شفير الموت‪ ...‬تجربة حامل‬ ‫ً‬ ‫بامتنان‪ ،‬فقد عاد إلى الحياة بعد أن كان على شفير الموت‪.‬‬ ‫حامل في شهرها الثامن حين التقطت العدوى من‬ ‫كانت‬ ‫ٍ‬ ‫زوجها‪ .‬فرحت للوهلة األولى ّ‬ ‫وفكرت «من الجيد أ ّنني ُأصبت «كانت حالتي تتدهور مع كل صوت يصدر عن مريض يصرخ‬ ‫بالفيروس حتى أتخ ّلص منه وأرتاح‪ ...‬ولك ّنني لم أكن أعرف من األلم‪ ،‬وكل سعال أسمعه‪ ،‬وحتى مع كل حركة يقوم بها‬ ‫ما كان ينتظرني»‪ .‬تدهورت حالة األم ودخلت العناية الفائقة األطباء من حولي‪ .‬م ّر شريط حياتي أمامي!»‪.‬‬ ‫تقول زوجته‪« :‬الموضوع مش لعبة‪ ...‬لقد رأيت كم ّ‬ ‫لعملية قيصرية‪.‬‬ ‫تعذب‬ ‫بعد أن خضعت‬ ‫ٍ‬ ‫«كنت في غرفة زجاجية‪ ،‬بعيدة من طفلتي وكل أح ّبائي‪ ،‬ال زوجي‪ ،‬فقد كان يشهق ليجد النفس‪ .‬وبفضل جهودهم‬ ‫أسمع سوى صفير الماكينات‪ ،‬األوكسيجين في أنفي والمصل وإرادة اهلل‪ ،‬استعاد زوجي حياته وهو اآلن في فترة التعافي‬ ‫بيدي‪ ،‬ال أرى سوى الممرضات‪ .‬كنت أكافح المرض وأواجهه الدقيقة»‪.‬‬ ‫وحدي حتى شعرت أ ّنني فقدت تع ّلقي بهذه الحياة المؤلمة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وكأن كل أمراض الكون انتهت‪...‬‬ ‫ولكن بفضل العناية اإللهية وجهود األطباء والممرضين‬ ‫عدت إلى الحياة!»‪.‬‬ ‫تخبرنا إحدى المصابات السابقات عن تجربتها فتقول‪« :‬على‬ ‫ُ‬

‫الوهلة األولى!‬ ‫«ت ّلج راسي»‪« ...‬دخت وقشط ضغطي»‪« ...‬بكيت ُ‬ ‫ألن عندي مشكالت‬ ‫وأصبت بانهيار للوهلة األولى»‪« ...‬انرعبت ّ‬ ‫صدقت كيف وليش ومن وين»‪ ...‬إ ّنها ردة الفعل األولى بعد تل ّقي نتيجة فحص ‪ PCR‬اإليجابية! هي‬ ‫صحية»‪« ...‬ما ّ‬ ‫ليست ته ّيؤات بل عوارض جسدية ناتجة عن اضطراب نفسي ‪ ،Psychosomatic‬يشرح د‪ .‬وائل سالمة (اختصاصي‬ ‫باألمراض العقلية والنفسية وأستاذ جامعي)‪ ،‬تكون في الكثير من األحيان مشابهة لعوارض كورونا حتى لو لم يكن‬ ‫الشخص مصا ًبا بالفعل‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫الرغم من كل التدابير الوقائية الصارمة التي ك ّنا نتّخذها‪،‬‬ ‫عالجا للسرطان‪،‬‬ ‫ُأصبنا بالعدوى‪ .‬بطبيعة الحال‪ ،‬وكوني أتابع ً‬ ‫كنت األكثر خو ًفا وكان أعظم مخاوفي هو أن أحتاج إلى‬ ‫ُ‬ ‫المستشفى»‪.‬‬ ‫الدعم النفسي من قبل عائلتها جعل الفترة التي طالت ألكثر‬ ‫من شهر تم ّر بأقل ضرر ممكن‪ .‬وهي اآلن باتت «تخاف من‬ ‫وكأن كل أمراض الكون انتهت‬ ‫النسمة» إذا م ّرت بقربها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بقي سوى كورونا‪.‬‬ ‫وما َ‬ ‫وكأ ّنك منبوذ‬ ‫ً‬ ‫شخص آخر اختبر العدوى ً‬ ‫شدة‪،‬‬ ‫أيضا ولكن بعوارض أقل‬ ‫أن «أكثر ما يرعب في هذا المرض هو المجهول‬ ‫يلفت إلى ّ‬ ‫الذي يسير إليه المريض‪ :‬هل ستتأ ّزم حالتي؟ هل سترتفع‬ ‫حرارتي أو يضيق نفسي؟ هل ستم ّر فترة الحجر بخير أم‬ ‫سأحتاج للعناية؟ ناهيك عن الرعب الذي يس ّببه نقص بعض‬ ‫األدوية الضرورية لعالج كورونا وفقدان بعضها اآلخر من‬ ‫الصيدليات! أضف إلى ذلك‪ ،‬الشعور بالذنب من إمكان‬ ‫التس ّبب بعدوى ألحد المس ّنين أو أحد المرضى في العائلة‪،‬‬ ‫وكأن الحياة تو ّقفت!»‪.‬‬ ‫والشعور وكأ ّنك منبوذ من المجتمع‪،‬‬ ‫ّ‬

‫يجب االستسالم أمام الصعوبات‪ .‬الكورونا وباء حقيقي فال‬ ‫تستهينوا به»‪.‬‬ ‫من خلف الباب‬ ‫هل أصعب من أن تجلس ر ّبة المنزل في غرفة منعزلة عن‬ ‫أوالدها‪ ،‬ينادونها فال تستطيع تلبيتهم؟ وعندما يحين وقت‬ ‫الدرس أونالين‪ ،‬يجلسون على بابها مع كتبهم وأجهزتهم‬ ‫الذكية فتشرف على دراستهم من خلف باب الغرفة حتى ال‬ ‫تع ّرض صحتهم للخطر‪.‬‬ ‫«ما أصعب أن تسمعي ابنك يقول‪« :‬ماما‪ ،‬اشتقت إلى‬ ‫غمرتك!» واهلل ستر أ ّنني لم أحتج إلى دخول المستشفى‬ ‫لكانت كارثة علينا!»‪.‬‬ ‫قدام‬ ‫«الجمرة ما بتحرق ّإل مطرحا» و«ما حدا قبضاي ّ‬ ‫أن كورونا موجود أو لم تُصب‬ ‫كورونا»‪ ،‬فإذا لم‬ ‫تصدق بعد ّ‬ ‫ّ‬ ‫نوعا من الدمار أو الخسارة التي‬ ‫بعد بالعدوى ولم تعرف ً‬ ‫مستعد لهذا االختبار!؟‬ ‫أنت‬ ‫تتس ّبب بها‪ ،‬هل ّ‬ ‫ّ‬

‫«الشدة ق ّوتني»‬ ‫ّ‬ ‫شخص ثالث جعلته كورونا يالزم منزله ويوقف نشاطه‬ ‫اليومي‪ ،‬ما أزعجه كثي ًرا‪ .‬فقد اعتاد ممارسة الرياضة اليومية‬ ‫لمدة ‪ 3‬ساعات على األقــل‪ ،‬ناهيك عن العمل والحركة‬ ‫المستم ّرة‪« .‬في البداية أقنعت نفسي أ ّنه رشح عادي وسيم ّر‪،‬‬ ‫ً‬ ‫رافضا االستسالم للمرض‪،‬‬ ‫كابرت وحاولت متابعة نشاطاتي‬ ‫ولكن العوارض تفاقمت واكتشفت أ ّنني مصاب بكورونا»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫قوتني‪ ،‬وتع ّلمت أ ّنه ال‬ ‫وفي خالصة تجربته يقول‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫«الشدة ّ‬ ‫«لمين نقلت العدوى‪ ...‬ومين عداني!؟»‬

‫بعد اإلصابة بفيروس كورونا‪:‬‬ ‫‪ %70 - 60‬من المصابين يشعرون بالذنب والقلق والخوف من أن يكونوا قد نقلوا العدوى ألشخاص آخرين‬ ‫لحس المسؤولية االجتماعية ‪Social‬‬ ‫ً‬ ‫خصوصا من الكبار في السن أو الذين يعانون مشكالت صحية‪ ،‬هذا األمر يعود ّ‬ ‫‪ responsibility‬المرتفع لديهم‪.‬‬ ‫‪ُ %30 - 20‬يصابون بما ُيسمى «الهوس اإلجرامي» ليعرفوا من أوصلهم إلى هذه الحالة‪ .‬هؤالء ّ‬ ‫يركز عليهم علم‬ ‫بشكل أساسي أل ّنهم يفتقرون في معظم األحيان للتصرفات المسؤولة‪ ،‬ويميلون إلى المخالفات والكذب وتبرير‬ ‫النفس‬ ‫ٍ‬ ‫خرقهم إلجراءات فترة الحجر‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫جيشنا‬

‫تريز منصور‬

‫جيشنا‪ ...‬مهمات في مجاالت مختلفة‬

‫منقذ لبنان وخشبة خالصه في مختلف المجاالت‪ .‬إ ّنه الجيش اللبناني‪ ،‬حامي الوطن والمدافع عن سيادته واستقالله‪ ،‬وحافظ‬ ‫أمنه العسكري واالقتصادي واالجتماعي في أحلك الظروف‪.‬‬ ‫تتج ّلى هذه الصورة بأبهى ُحللها في مديرية الشؤون الجغرافية‪ ،‬التي ومنذ إنشائها سنة ‪ ،1962‬تن ّفذ مختلف األعمال‬ ‫الجغرافية على صعيد الجمهورية اللبنانية‪ُ ،‬مسهمة في تخفيض كلفة إنتاج المطبوعات والتصوير الج ّوي ووضع الخرائط‬ ‫التصدي لألزمات الواحدة تلو األخرى‪ ،‬سواء تع ّلق األمر‬ ‫الجغرافية المتخصصة‪ .‬وفي ظل األوضاع القائمة تواصل المديرية‬ ‫ّ‬ ‫بطباعة أوراق إلخراجات القيد أو طوابع مالية وسواها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أعمال على جميع األراضي‬ ‫تن ّفذ مديرية الشؤون الجغرافية‬ ‫اللبنانية‪ ،‬إضافة إلى التصوير الجوي وصناعة خرائط‬ ‫جغرافية حديثة ورقمية‪ ،‬وذلــك باستعمال برامج ُنظم‬ ‫المعلومات الجغرافية ‪ GIS‬إلنشاء الخرائط الذكية‪ ،‬التي‬ ‫تتضمن معلومات عن البيئة والسكان والمزروعات والمباني‬ ‫والطرقات وغيرها‪.‬‬ ‫خرائط رقمية دقيقة بكلفة مقبولة‬ ‫وقــد خطت خطوة إضافية مهمة على صعيد صناعة‬

‫‪52‬‬

‫أمنت طائرة تصوير جوي‬ ‫الخرائط الرقمية الحديثة‪ ،‬إذ ّ‬ ‫مجهزة بتقنيات حديثة‪ ،‬وهي من نوع ‪Delta‬‬ ‫‪Drone‬‬ ‫ّ‬ ‫ومصممة‬ ‫‪ ،Quad‬تتميز بقدرات اإلقالع والهبوط العمودي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تماما‪.‬‬ ‫للطيران بشكل آلي مستقل‬ ‫ً‬ ‫من مميزات هذه الطائرة المس ّيرة أ ّنها مز ّودة بكاميرا‬ ‫عالية الدقة ‪ ،Sony A7R-17 61 Megapixel‬وتراوح مدة‬ ‫طيرانها بين ‪ 80‬و‪ 110‬دقائق‪ ،‬وتقوم بمسح من ‪ 3‬إلى‬ ‫‪ 4‬كلم‪ 2‬في المهمة الواحدة‪ ،‬ما يتيح إنشاء خرائط جوية‬ ‫عالية الدقة‪.‬‬

‫صور جوية لألراضي اللبنانية‬

‫ويوضح مدير الــشــؤون الجغرافية العميد المهندس‬ ‫أن أهم مجاالت استخدام هذه «الدرون»‬ ‫أحمد الجباوي ّ‬ ‫هو تحقيق صور جوية لألراضي اللبنانية بشكل متواصل‪،‬‬ ‫مجسمات‬ ‫بهدف استعمالها في تطوير الخرائط‪ ،‬وفي إنتاج‬ ‫ّ‬ ‫ثالثية األبعاد‪ ،‬وتحديد َمناسب األرض (ارتفاعها عن سطح‬ ‫عدة مشاريع وهي‪:‬‬ ‫البحر)‪ ،‬ويمكن االستفادة منها في ّ‬ ‫مسح المقالع والكسارات وتقييم آثار الكوارث من حرائق‬ ‫التطور العمراني‪.‬‬ ‫وانفجارات وتغ ّيرات طوبوغرافية‪ ،‬ومراقبة‬ ‫ّ‬ ‫تز ّود مديرية الشؤون الجغرافية مختلف وحدات الجيش‬ ‫والقوى األمنية ومختلف اإلدارات العامة والبلديات والقطاع‬ ‫ّ‬ ‫وتشكل هذه‬ ‫الخاص صو ًرا حديثة ودقيقة وخرائط ُم َي َّومة‪.‬‬ ‫مهما في المديرية‪.‬‬ ‫الجوية والخرائط أرشي ًفا ً‬ ‫الصور ّ‬ ‫ويلفت العميد المهندس الجباوي إلى أ ّنه لدى المديرية‬ ‫متخصص في تحليل المعلومات وصناعة الخرائط‬ ‫فريق ف ّني‬ ‫ّ‬ ‫الرقمية بدقة عالية ومهنية فائقة الجودة‪ ،‬وبالتالي فهي‬ ‫الجوي وصناعة الخرائط‬ ‫جاهزة لتنفيذ خدمة التصوير‬ ‫ّ‬ ‫الرقمية الحديثة لمصلحة الـــوزارات واإلدارات العامة‬ ‫والبلديات والمؤسسات الخاصة واألفراد‪ ،‬بأسعار مقبولة‪.‬‬ ‫أزمة إخراجات القيد والطوابع المالية‬ ‫على صعيد آخر تفاقمت أزمة أوراق إخراجات القيد في‬

‫إخراجات القيد‬

‫األشهر األخيرة‪ ،‬والمــس سعر الواحد منها في السوق‬ ‫السوداء المليون ليرة لبنانية‪ ،‬كذلك تفاقمت أزمة فقدان‬ ‫الطوابع المالية‪ .‬ومرة جديدة أثبت الجيش أ ّنه المنقذ في‬ ‫أصعب الظروف‪ .‬فعلى الرغم من تأثير األزمة االقتصادية‬ ‫ـاعــا بالغة‬ ‫الحادة في العسكريين الذين يعيشون أوضـ ً‬ ‫الصعوبة‪ ،‬عملت مديرية الشؤون الجغرافية على تأمين‬ ‫للحد من معاناة المواطنين في إنجاز المعامالت‬ ‫المطبوعات ّ‬ ‫تم العمل في مطبعة المديرية‬ ‫اإلدارية‪ ،‬وبكلفة منخفضة‪ّ .‬‬ ‫تضم فريق عمل فني‬ ‫المجهزة بأحدث آالت الطباعة والتي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ملتزما‬ ‫متخصص وذا كفاءة عالية وخبرة واسعة ويعمل‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫المعايير العالمية لجهة الدقة والسرية واألمان‪.‬‬ ‫في العام الماضي تو ّلت المديرية طباعة مليون طابع‬ ‫أما هذا العام‬ ‫مالي وعدد مماثل من أوراق إخراجات القيد‪ّ ،‬‬ ‫فاعتبا ًرا من شهر نيسان الفائت‪ ،‬قامت المديرية بطباعة‬ ‫‪ 50‬مليون طابع مالي تم تسليمها إلى وزارة المالية‪،‬‬ ‫وهي بصدد طباعة ‪ 100‬مليون طابع حتى نهاية العام‬ ‫‪ .2021‬وبالنسبة إلى إخراجات القيد بدأ العمل بطباعة‬ ‫األوراق الخاصة بها في شهر آب الماضي‪ ،‬بعد تأمين‬ ‫األموال الالزمة للمشروع من قبل المديرية العامة لألحوال‬ ‫الشخصية في وزارة الداخلية‪ .‬وقد أمنت المديرية طباعة‬ ‫وتسليم ‪ 450‬ألف إخراج قيد إلى مديرية األحوال الشخصية‬ ‫لغاية مطلع تشرين األول‪ ،‬بمعدل ‪ 100‬ألف نسخة أسبوع ًيا‪،‬‬ ‫تباعا‪.‬‬ ‫وهي بصدد طباعة مليون نسخة ً‬ ‫اإلشراف على عمل الكسارات‬ ‫من أهم المشاريع التي تن ّفذها مديرية الشؤون الجغرافية‬ ‫حال ًيا مشروع مسح المقالع والكسارات والمرامل‪ .‬فبموجب‬ ‫المرسوم الرقم ‪ 6569‬الصادر عن مجلس الــوزراء في‬ ‫‪ ،2020/7/3‬قامت المديرية بمسح شامل لحوالى ‪750‬‬ ‫موق ًعا بين مقالع وكسارات ومرامل على جميع األراضي‬ ‫اللبنانية‪ ،‬واحتساب الكميات المستخرجة من هذه المواقع‬ ‫وس ّلمت المعلومات‬ ‫والبالغة ‪ 170‬مليون متر مكعب تقري ًبا‪ُ .‬‬ ‫والخرائط إلى كل من وزارات البيئة والمالية والداخلية‪،‬‬ ‫الستيفاء الرسوم وإزالة الضرر البيئي‪ ،‬والعمل على تنظيم‬ ‫جدا على الصعيد الوطني‪.‬‬ ‫هذا القطـاع المهـم ً‬ ‫يوما بعد‬ ‫على الرغم من األوضاع القائمة‪ ،‬يثبت الجيش ً‬ ‫يوم وأزمة تلو أزمة جهوزيته‪ ،‬واستعداده لتخفيف معاناة‬ ‫المواطنين وإيجاد حلول لمشكالتهم‪ ،‬فتحية للزنود التي ال‬ ‫يثنيها تعب‪ ،‬وللهمم التي ال تهزمها صعوبات‪.‬‬

‫‪53‬‬

‫جيشنا‬

‫مهارات لمواكبة متطلبات العصر‬ ‫ً‬ ‫امتالكا لألسلحة‬ ‫يوما بعد يوم أهمية عمليات المعلومات واستراتيجيات التواصل‪ ،‬فأقوى جيوش العالم وأكثرها‬ ‫تزداد ً‬ ‫المتطورة قد تخسر حر ًبا وتتش ّوه سمعتها بلمحة بصر‪ ،‬إذا لم تخطط وتعتمد االستراتيجية المناسبة للتواصل مع جمهورها‪.‬‬ ‫إ ّنها حرب العصر‪ ...‬حرب المعلومات!‬

‫دائما إلى تطوير قدراته‬ ‫أدرك الجيش اللبناني‪ ،‬الذي يسعى ً‬ ‫ومهارات عسكرييه‪ ،‬أهمية هذا الموضوع‪ ،‬فهو بحاجة للحفاظ‬ ‫ً‬ ‫دائما مع هذا‬ ‫على دعم شعبه له‪ ،‬وهذا األمر يحتّم‬ ‫تواصل ً‬ ‫الشعب كما مع باقي الجماهير المحلية واإلقليمية والعالمية‪،‬‬ ‫ود ْحض األكاذيب التي من‬ ‫لضمان إرسال الرسائل الصحيحة َ‬ ‫تشوه صورته‪ .‬أضف إلى ذلك األزمات اليومية التي‬ ‫شأنها أن ّ‬ ‫يختبرها المجتمع اللبناني‪ ،‬والمؤسسة جزء منه‪ ،‬والحاجة إلى‬ ‫مواجهتها من خالل إتقان عملية التواصل في األزمات‪.‬‬ ‫المتخصصين‬ ‫فريق‬ ‫ّ‬ ‫جديدا في الجيش‪ ،‬فقد بدأ‬ ‫ليس التدريب في هذا المجال‬ ‫ً‬ ‫متخصص ‪JIAG-‬‬ ‫التعاون منذ سنوات مع فريق بريطاني‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،Joint Information Activities Group‬حتى بات لدينا‬ ‫مد ّربون في عمليات المعلومات واستراتيجيات التواصل‪.‬‬ ‫وانطال ًقا من إدراك قيادة الجيش ألهمية ثورة المعلومات‬ ‫وما لها من انعكاسات على صورة الدول والجيوش‪ ،‬كان‬ ‫القرار بتعميم هذه الثقافة والتجربة على كل الوحدات وفي‬ ‫مختلف المناهج التدريبية في المعاهد والكليات العسكرية‪،‬‬ ‫من الكلية الحربية (في السنوات الثالث ودورة آمر سرية)‪،‬‬

‫‪56‬‬

‫إلى كلية فؤاد شهاب للقيادة واألركان (دورات أركان وقائد‬ ‫كتيبة وغيرها)‪ ،‬ومدرسة الرتباء‪ ،‬حيث ين ّفذ التدريب مد ّربون‬ ‫من مديرية التوجيه‪.‬‬ ‫وللهدف نفسه‪ُ ،‬ش ِّكل في شهر تشرين األول الماضي فريق‬ ‫ضم أربعة مد ّربين من الفريق البريطاني عاونهم أربعة‬ ‫ّ‬ ‫آخرون من مديرية التوجيه في الجيش اللبناني هم‪ :‬العقيد‬ ‫الركن الياس عاد‪ ،‬الرائد فادي بعقليني‪ ،‬الرائد حسين مظلوم‬ ‫والصحافية ندين البلعة‪ .‬قام هذا الفريق بتدريب عشرين‬ ‫ضابط أمن وتوجيه من مختلف األفواج واأللوية‪ ،‬على أسس‬ ‫عمليات المعلومات‪ .‬هؤالء تع ّرفوا إلى األنشطة المتعلقة‬ ‫بعمليات المعلومات‪ ،‬كبيئة المعلومات واستراتيجياتها‬ ‫ّ‬ ‫تشكل جــز ًءا منها‪،‬‬ ‫والعمليات اإلعالمية والنفسية التي‬ ‫باإلضافة إلى كيفية التواصل خالل األزمات وأهمية وسائل‬ ‫التواصل االجتماعي‪ ،‬واكتساب مهارات المقابالت اإلعالمية‪،‬‬ ‫والتع ّرف إلى ماهية المؤتمرات الصحافية ودور ضابط‬ ‫التواصل اإلعالمي وغيرها من الدروس ذات الصلة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أمثلة عملية‬ ‫تضمنت‬ ‫لم تكن الدروس نظرية فحسب‪ ،‬بل‬ ‫ّ‬ ‫عالمية ولبنانية‪ .‬كما ُأعطي المتد ّربون تمري ًنا مبن ًّيا على‬ ‫سيناريو «الجزيرة الحمراء» حول مهمة عمالنية افتراضية‬

‫امتد على كامل فترة الدورة‪ .‬فكان‬ ‫ين ّفذها الجيش اللبناني‪ّ ،‬‬ ‫تطورات‬ ‫المد ّربون يوم ًيا‪ ،‬بعد شرح الــدروس‪ ،‬يسقطون‬ ‫ّ‬ ‫تخول المتد ّربين التطبيق‬ ‫جديدة على السيناريو األساسي‪ّ ،‬‬ ‫العملي لما تع ّلموه خالل النهار‪ ،‬بهدف التد ّرب على مواجهة‬ ‫الطوارئ‪ .‬وقد ع ّبر المتد ّربون عن حماستهم واهتمامهم‬ ‫لمتابعة هذه الدورة الش ّيقة‪ ،‬انطال ًقا من إدراكهم هم ً‬ ‫أيضا‬ ‫مهمة‬ ‫لمدى أهمية اإلعــام وعمليات المعلومات في أي‬ ‫ّ‬ ‫ين ّفذونها على األرض في قطعهم‪.‬‬ ‫للمصورين في قسم البرامج والتصوير في مديرية‬ ‫وكان‬ ‫ّ‬ ‫حصة من التدريب مع الفريق البريطاني ً‬ ‫أيضا‪ ،‬نظ ًرا‬ ‫التوجيه ّ‬ ‫ألهمية هذا االختصاص في مجال عمليات المعلومات‪ .‬فتابع‬ ‫ً‬ ‫دورة موازية في مجال التم ّرس في التصوير‬ ‫‪ 8‬عناصر منهم‬ ‫الفوتوغرافي والتلفزيوني‪ .‬وتع ّرفوا إلى المونتاج وتقنياته‬ ‫وبرنامج الــــ‪ ،Photoshop‬وكتابة سيناريو ‪،Storyboard‬‬ ‫والتصوير الــحــربــي‪ ،‬والــتــمــرس فــي تصوير المقابالت‬ ‫والمؤتمرات الصحافية‪.‬‬ ‫في ختام الدورة‪ ،‬تس ّلم المتد ّربون الشهادات في حضور‬ ‫مدير التوجيه العميد علي قانصو‪ ،‬وقائد كلية فؤاد شهاب‬ ‫للقيادة واألركــان العميد الركن حسن جوني‪ ،‬والملحق‬ ‫العسكري البريطاني المقدم ‪.Lee Richards Saunders‬‬ ‫وقد لفت الملحق البريطاني إلى أهمية ثورة المعلومات‬ ‫وخصوصا على صعيد الجيوش‪ ،‬مبد ًيا إعجابه بقدرات الجيش‬ ‫ً‬ ‫مؤكدا استمرار‬ ‫اللبناني وسعيه الدائم إلى مواكبة التطور‪،‬‬ ‫ً‬ ‫التعاون بين َ‬ ‫جيشي بالده ولبنان‪.‬‬ ‫بدورهم‪ ،‬ع ّبر أعضاء فريق التدريب البريطاني عن إعجابهم‬ ‫بالمهارات التدريبية للمد ّربين اللبنانيين‪ ،‬كما بالقدرات‬ ‫تحد ًيا‬ ‫الثقافية والفكرية للمتد ّربين‪ ،‬إذ كانت هذه الدورة ّ‬ ‫لهم للبقاء على مستوى األسئلة واألفكار التي عرضها ضباط‬ ‫دائما إلى‬ ‫الجيش اللبناني خالل الــدورة‪ .‬وتم ّنوا العودة‬ ‫ً‬ ‫لبنان‪ ،‬حيث يشعرون أ ّنهم ال يد ّربون فحسب‪ ،‬بل يكتسبون‬ ‫الخبرات اإلضافية ً‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫سيتم استتباع هذه الدورة بدورات‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أ ّنه‬ ‫ّ‬ ‫أخرى على صعيد الجيش‪ ،‬ين ّفذها مد ّربو مديرية التوجيه‬ ‫ويتابعها ضباط من مختلف الوحدات األخــرى التـي لم‬ ‫تتابعهـا بعد‪.‬‬ ‫العمليات النفسية‬ ‫تدخل العمليات النفسية ً‬ ‫أيضا في إطار عمليات المعلومات‬ ‫واستراتيجيات التواصل‪ ،‬وقد أولى قسم الحرب النفسية في‬

‫مديرية التوجيه أهمية كبيرة لتمكين ضباطه وعسكرييه من‬ ‫مهمتهم في هذا المجال‪.‬‬ ‫إتقان ّ‬ ‫متخصص قام بالتدريب‬ ‫لهذا الهدف‪ ،‬حضر فريق إيطالي‬ ‫ّ‬ ‫على ثالثة مستويات‪:‬‬ ‫• مستوى أساسي لتأهيل العناصر في مجال التخطيط‬ ‫للعمليات النفسية‪ ،‬تابعها ‪ 14‬عنص ًرا من قسم الحرب‬ ‫النفسية في مديرية التوجيه ومديرية المخابرات والمديرية‬ ‫العامة لألمن العام والمديرية العامة ألمن الدولة‪.‬‬ ‫متقدم إلعــداد عناصر متخصصة في مجال‬ ‫• مستوى‬ ‫ّ‬ ‫العمليات النفسية‪ ،‬تابعها ‪ 11‬عنص ًرا من المديريات‬ ‫المذكورة آن ًفا‪.‬‬ ‫• مستوى «إعداد مد ّربين» متخصصين في مجال العمليات‬ ‫وص ّنفوا في المراكز في‬ ‫النفسية‪ ،‬تابعها ‪ 6‬عناصر سبق ُ‬ ‫الدورة المتقدمة‪.‬‬ ‫تخ ّللت الدورة دروس نظرية وتمارين تطبيقية عديدة‪،‬‬ ‫منها في المستوى األساسي‪ :‬عملية صنع القرار العسكري‬ ‫وربطها بالعمليات النفسية‪ ،‬تحليل المهمة‪ ،‬إعداد أهداف‬ ‫العمليات النفسية واألهــداف الداعمة لها‪ ،‬وإعــداد الئحة‬ ‫الجماهير المستهدفة المحتملة‪ .‬ومع االنتقال إلى المستوى‬ ‫المتقدم‪ ،‬تمحور التدريب حول تعريف العمليات النفسية‬ ‫ّ‬ ‫ومراحلها‪ ،‬وتحليل الجمهور المستهدف‪ ،‬وإعداد وتطوير‬ ‫منتجات العمليات النفسية‪ ،‬وإنتاج هذه المنتجات وتوزيعها‬ ‫أما المرحلة األخيرة من التدريب إلعداد مد ّربين في‬ ‫ونشرها‪ّ .‬‬ ‫هذا المجال‪ّ ،‬‬ ‫فركزت على مهارات التواصل الف ّعال (‪Effective‬‬ ‫‪ ،)Communication‬الخطابة واالتصال (‪Public Speaking‬‬ ‫‪ ،)and Communication Skills‬إعداد المناهج التدريبية‬ ‫(‪ )Syllabus‬والمحاضرات وكيفية إلقائها‪ ،‬والتم ّرس على‬ ‫الطرق المختلفة للتعليم والتدريب‪.‬‬ ‫امتدت على مدى ثالثة أشهر‪،‬‬ ‫اختُتمت الدورات الثالث‪ ،‬التي ّ‬ ‫بحفل تخريج ُأقيم في فرع التعليم ‪ -‬مديرية المخابرات وحضره‬ ‫الملحق العسكري اإليطالي ‪ ،Col. Marco Zona‬وقائد الـ‬ ‫‪ MIBIL‬في لبنان‪ ،‬إلى جانب المساعد األول لمدير المخابرات‬ ‫العميد الركن رياض عالم‪ ،‬ورئيس قسم الحرب النفسية‬ ‫في مديرية التوجيه العقيد الركن الياس عاد‪ ،‬ورئيس فرع‬ ‫التعليم في مديرية المخابرات العقيد الركن فادي الحسنية‪،‬‬ ‫وفريق التدريب اإليطالي مع عدد من الضباط‪.‬‬

‫‪57‬‬

‫صورة العام‬

‫قصة صورة‬ ‫قري ًبا ُينهي المعاون أول بالل الحاج عامه الثامن عشر في‬ ‫الجيش‪ .‬سنوات طويلة مليئة بالتجارب القاسية والمواقف‬ ‫الخطرة التي خرج منها بدروس وعبر ليصبح ما هو عليه اآلن‪.‬‬ ‫وعزما‬ ‫إ ّنه العسكري الذي زادته الخدمة العسكرية شجاعة‬ ‫ً‬ ‫وتفان ًيا ً‬ ‫ونبل‪ .‬خالل مسيرته العسكرية وضمنها ‪ 13‬سنة في‬ ‫فوج المغاوير واجه الكثير من المخاطر‪ ،‬شارك في معارك عبرا‬ ‫ونهر البارد وطرابلس وعرسال‪ .‬استشهد الكثير من رفاقه‬ ‫قربه‪ ،‬وهم ما زالوا أحياء في قلبه يتواصل مع عائالتهم‬ ‫ويسأل عن أحوالها‪ .‬في عبرا حمل أحد رفاقه مسافة طويلة‬ ‫تحت وابل الرصاص‪ ،‬لم يخف‪ ،‬لم يتردد‪ ،‬في اعتقاده أن ال‬ ‫أحد يرحل عن هذه الدنيا قبل أوانه‪.‬‬ ‫كل ما م ّر ذكره في ك ّفة وحادثة الطيونة في ك ّفة أخرى‬ ‫بنظره‪ .‬ما اعترضه هناك كان بالنسبة إليه أصعب ما يمكن‬ ‫أن يواجهه‪ ،‬محاربة اإلرهابيين أمر تــد ّرب عليه‪ ،‬ومهما‬ ‫كانت نسبة الخطر فيه عالية فهي ال تقاس بمشهد أطفال‬ ‫تحاصرهم نيران الرصاص‪ .‬ال شيء يمكن أن يوازي ما يشعر‬ ‫به العسكري أمام خوف الصغار‪ ،‬وال إحساس يمكن أن يوازي‬ ‫شعوره عند نجاحه في إنقاذهم من الخطر‪.‬‬ ‫لم تكن تلك الطفلة التي ظهرت في الصورة محمية بذراعه‪،‬‬ ‫الوحيدة التي أنقذها المعاون أول بالل الحاج في ذلك اليوم‬ ‫المشؤوم‪ .‬أخرج عدة أطفال من مدرسة الفرير وس ّلمهم‬ ‫إلى أهاليهم‪ .‬لكن لهذه الطفلة قصة أخرى‪ ،‬فعندما دخل‬ ‫تجمع األطفال رآهم خائفين‪ ،‬لكن خوفهم‬ ‫الردهة حيث ّ‬ ‫بعيدا‬ ‫جمي ًعا لم يكن يوازي الرعب في عينيها‪ .‬كانت راكعة‬ ‫ً‬ ‫من الجميع وجسمها يرتجف كورقة في مهب الريح‪ .‬شعور‬ ‫قوي أخذه إليها قبل اآلخرين‪ ،‬أعطاها ماء لتشرب‪ ،‬تحدث‬ ‫إليها‪ ،‬أخبرها أ ّنه سيوصلها إلى أهلها بسالم‪ ،‬العبها‪ ،‬إلى‬ ‫أن بدأ الشعور بالطمأنينة يغلب خوفها‪« .‬ضحكت‪ ،‬فرفحت»‬ ‫يقول المعاون أول‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لكن الرصاص عاد لينهمر بغزارة‪.‬‬ ‫حملها وخرج بها‬ ‫راكضا‪ّ ،‬‬ ‫ُص ْبني رصاصة‬ ‫ت‬ ‫فل‬ ‫قال في نفسه إذا كان ال بد أن ُيصاب أحدنا ِ‬ ‫ُص ْبها في رجلها‪ .‬تم ّنى لو يستطيع نزع درعه‬ ‫في رأسي وال ت ِ‬ ‫ً‬ ‫لكن األمر كان مستحيل فالرصاص‬ ‫وخوذته ليحميها بهما ّ‬ ‫ينهمر بجنون‪ .‬وضعها تحت زنده وركض بها‪ ...‬وصل إلى‬ ‫سيارة أهلها‪ ،‬فتح الباب وأدخلها‪ ،‬تحت وطأة الصدمة لم‬ ‫أن هموم‬ ‫ينطق أي من الوالدين بكلمة‪ .‬من جهته‪ ،‬شعر ّ‬

‫العالم ك ّله سقطت في تلك اللحظة عند رجليه‪ .‬الطفلة التي‬ ‫ال يعرف عنها شي ًئا سوى الرعب الذي رآه يجتاح جسدها من‬ ‫قمة رأسها إلى أخمص قدميها‪ ،‬باتت في أمان‪.‬‬ ‫يتمنى اليوم أن يعرف شي ًئا عن هذه الفتاة‪ ،‬أن يطمئن‬ ‫عليها‪ .‬يسأل نفسه هل ما زالت تحت وطأة الصدمة التي‬ ‫عاشتها؟ وكم من الوقت سيستمر تأثير ما عاشته في تلك‬ ‫اللحظات عليها؟ يطرح على نفسه األسئلة ويفكر في ابنه‪...‬‬ ‫المصور محمد عزاقير للعسكري‬ ‫الصورة التي التقطتها كاميرا‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫وممسكا البندقية بالذراع األخرى هي‬ ‫محتض ًنا الطفلة بذراع‬ ‫تكثيف للحظة نادرة تجمع الخطر واألمان في مشهد مؤثر‪.‬‬ ‫صورة اعتبرتها رويترز من األجمل للعام ‪ ،2021‬وهي في‬ ‫رأينا أكثر من مشهد في لحظة‪ .‬إ ّنها تعبير عن مناقبية‬ ‫العسكري ونبله‪ ،‬ذلك العسكري الذي تُجسد بندقيته األمان‪.‬‬ ‫إ‪ .‬ن‪ .‬ت‪.‬‬

‫‪61‬‬

‫مبادرات خالقة‬ ‫تريز منصور‬

‫على طريق االكتفاء الذاتي‪...‬‬

‫«االكتفاء الذاتي» قدر اإلمكان بات ضرورة في ظل الظروف االقتصادية الصعبة‪ .‬وهذا ما دفع العديد من قطع الجيش‬ ‫إلى إنشاء مشاريع زراعية لتأمين الضروريات لعناصرها‪ .‬وللواء المشاة السادس تجربة مميزة وناجحة في هذا المجال‪.‬‬ ‫تنتشر مراكز لواء المشاة السادس من ثكنة عين بورضاي‬ ‫ً‬ ‫اليمونة‬ ‫وبريتال وحورتعال مرو ًرا بيونين وشعث‪،‬‬ ‫وصول إلى ّ‬ ‫ودار الواسعة‪ .‬مهماته األمنية الكثيفة تمتد على أيام السنة‬ ‫بكاملها نظ ًرا إلى طبيعة منطقة انتشاره واتساعها وتشمل‬ ‫هذه المهمات المداهمات ومالحقة المطلوبين ومكافحة‬ ‫التهريب وســواهــا‪ .‬مع ذلــك‪ ،‬كانت لهذا اللواء العديد‬ ‫من المبادرات السريعة الهادفة إلى التك ّيف مع الظروف‬ ‫االقتصادية‪ ،‬حتى بات يمكن القول إ ّنه يحقق االكتفاء‬ ‫الذاتي في عدة مجاالت‪ .‬ويقول قائده العميد الركن جوني‬ ‫الكمامات والصابون ومواد التعقيم التي‬ ‫عقل‪« :‬بعد صناعة ّ‬ ‫ً‬ ‫حماية واكتفا ًء ذاتيين على صعيد الوقاية من‬ ‫أمنت ل ّلواء‬ ‫ّ‬ ‫التوجه إلى تأمين المواد األولية التي يحتاجها‬ ‫كورونا‪ ،‬بدأ‬ ‫ّ‬ ‫‪64‬‬

‫عسكريو اللواء لتأمين معيشتهم»‪.‬‬ ‫أمن حاجة نوادي‬ ‫بدأت الفكرة مع زراعة الخضار المتنوعة ما ّ‬ ‫ضباط اللواء منها ً‬ ‫فضل عن حاجة عناصر الخدمة‪ ،‬والفائض‬ ‫ُيوزع على العسكريين‪ .‬أكثر من ذلك عمد العسكريون إلى‬ ‫صناعة المكبوسات اللذيذة التي باتت تُز ّين موائدهم‪ .‬كما‬ ‫قاموا بصناعة فرن للمناقيش باستخدام مواد موجودة‬ ‫في اللواء‪ ،‬وهكـذا بـات فطورهـم اللذيـذ جاهـ ًزا كل يوم‬ ‫بكلفـة زهيدة‪.‬‬ ‫األزوال وقصة نجاح مم ّيزة‬ ‫الحد‪ ،‬بل‬ ‫ويضيف العميد عقل‪ »:‬طموحنا لم يقف عند هذا ّ‬ ‫تطور إلى تربية المواشي والدواجن لتأمين االكتفاء الذاتي‬ ‫ّ‬

‫من اللحم والبيض‪ ،‬ولكن هذه العملية اصطدمت بغالء‬ ‫العلف الفاحش‪ .‬لذلك بدأنا عملية بحث عن بدائل‪ ،‬فلفتتنا‬ ‫مهما للدجاج والمواشي وبدأنا‬ ‫نبتة األزوال التي تعتبر عل ًفا‬ ‫ً‬ ‫بزراعتها»‪.‬‬ ‫نموذجا ح ًيا للعمل التعاوني‪ ،‬ليس‬ ‫يقدم اللواء السادس‬ ‫ً‬ ‫فقط على صعيد عسكرييه وإنما ً‬ ‫أيضا على صعيد المنطقة‬ ‫التي ينتشر فيها‪ ،‬ففي حين يقدم المساعدة للمواطنين‬ ‫في عدة مجاالت‪ ،‬يقدم هؤالء في المقابل خدمات له‪ .‬وفي‬ ‫هذا السياق استعان بأحد المزارعين في منطقة الهرمل‪-‬‬ ‫القاع الذي يزرع األزوال‪ ،‬فز ّوده بعض الشتول‪ ،‬وهكذا بدأت‬ ‫مهما‬ ‫تجربته الناجحة مع زراعة األزوال التي و ّفرت عل ًفا‬ ‫ً‬ ‫للدجاج والماعز‪ ،‬وأسهمت في رفع أعدادها‪ .‬ومع نجاح‬ ‫التجربة‪ ،‬تعممت الفائدة لتشمل عسكريين ومدنيين من‬ ‫أبناء المنطقة يقومون بتربية الدجاج‪ ،‬إذ يزودهم اللواء‬ ‫النبتـة مجا ًنا‪.‬‬ ‫ويتم‬ ‫أن علف األزوال غني بالبروتين (‪،)%35‬‬ ‫المعروف ّ‬ ‫ّ‬ ‫طازجا بعد غسله‪ ،‬والدجاج يحبه كثي ًرا‪.‬‬ ‫تقديمه للدجاج‬ ‫ً‬ ‫يتم مزجه مع الطحين‪ ،‬أو‬ ‫وللحصول على نتائج مثالية‪ّ ،‬‬ ‫الذرة‪ ،‬أو القمح المبروش أو الخبز‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للمواشي‪ ،‬فهي تحتاج كميات كبيرة من العلف‪،‬‬ ‫لذلك يكتفي اللواء حال ًيا بتربية أعداد متواضعة منها إلى أن‬ ‫المن َتجة لديه كافية لتربية أعداد أكبر‪.‬‬ ‫تصبح كميات األزوال ُ‬ ‫ويتم اليوم تعديل‬ ‫وقد أنشأ بركة كبيرة لزراعة األزوال‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫عدد البرك ليصبح إنتاج األزوال كاف ًيا للدجاج والمواشي‬ ‫الموجودة في اللواء‪.‬‬ ‫تنمو األزوال وتتكاثر بشكل مذهل خالل سبعة أيام‪،‬‬ ‫فالورقة تنمو بسرعة لتكبر كثي ًرا ثم تنفصل عن شقيقتها‬ ‫يتم قطاف اإلنتاج من برك َتين يوم ًيا‪.‬‬ ‫وهكذا دواليك‪ ،‬لذا ّ‬ ‫وتجرية اللواء السادس مع هذه النبتة ناجحة ومميزة‪،‬‬ ‫برمتها لم تتطلب سوى‬ ‫ومبن ّية على دراسة علمية‪ .‬والعملية ّ‬ ‫بمعدل‬ ‫تم خاللها إعداد البرك الخاصة للزراعة‬ ‫ّ‬ ‫ثالثة أشهر‪ّ ،‬‬ ‫ست برك في قيادة اللواء‪ ،‬وواحدة في قيادة كل كتيبة‬ ‫ُعمم هذه التجربة على كل السرايا ً‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫وسوف ت ّ‬ ‫أن سكان المنطقة يتقاطرون لمشاهدة‬ ‫وجدير بالذكر ّ‬ ‫برك األزوال المزروعة في اللواء الذي أبدى رغبة في التعاون‬ ‫مع األهالي من خالل تزويدهم الشتول وتقديم خبرته‬ ‫المتواضعة في هذا المجال‪ .‬فالظروف صعبة على الجميع‪،‬‬ ‫وسواعد الجيش جاهزة لمساعدة المواطنين في كل‬ ‫األوقات والحاالت‪.‬‬

‫لدى اللواء السادس اليوم عدد كبير من طيور الدجاج‪،‬‬ ‫وبفضل األزوال سوف يزيد العدد وبالتالي يــزداد إنتاج‬ ‫البيض ولحوم الدجاج‪ ،‬والهدف أن يتمكن عناصر الخدمة‬ ‫أقله من تناول البيض مسا ًء‪.‬‬ ‫ما هي األزوال؟‬ ‫يوضح الخبير الزراعي مروان حيدر (صاحب شركة بيت‬ ‫أن األزوال هي نبات سرخسي أخضر يعيش في‬ ‫الزراعة) ّ‬ ‫ً‬ ‫وعادة ُيزرع في البالد‬ ‫الحفرة أو البركة على وجه الماء‪،‬‬ ‫ولكن‬ ‫التي يعيش فيها األر ّز‪ .‬هناك سبعة أنواع من األزوال‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫عددا كبي ًرا من المزارعين ّ‬ ‫يفضلون استخدام نوع الـ‪Azolla‬‬ ‫ً‬ ‫تحمل جميع العوامل‬ ‫‪ ،pinnata‬نظ ًرا لكونها قادرة على ّ‬ ‫جدا‪.‬‬ ‫المناخية أكثر من غيرها‪ ،‬وتتماسك بشكل قوي ً‬ ‫وقصة علف األزوال بدأت في الصين‪ ،‬إذ الحظ الخبراء‬ ‫أكل العصافير بنهم لهذه النبتة‪ ،‬وبدأوا بإعداد الدراسات‬ ‫جدا بالبروتين والحديد‬ ‫المك ّثفة عليها‪ ،‬فتب ّين أ ّنها غنية ً‬ ‫والكالسيوم والفوسفور‪ ،‬والمغنيزيوم والنحاس‪ ،‬وضعيفة‬ ‫بالكاربوهيدرات‪ .‬وهكذا بدأت زراعة هذه النبتة تنتشر أمام‬ ‫منازل المزارعين في الصين‪.‬‬ ‫أن األزوال تُستعمل كسماد عضوي وكمصدر‬ ‫ويضيف حيدر ّ‬ ‫غذائي مهم ألنــواع من الحيوانات والطيور كاألسماك‬ ‫ّ‬ ‫والبط والماعز‪ .‬ويمكن أللف متر من األزوال‬ ‫والدجاج‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وكل‬ ‫المزروعة إنتاج نحو ‪ 300‬كيلو من األزوال المجفف‪.‬‬ ‫كليوغرامـا‬ ‫ثالثة كليوغرامـات من األزوال المج ّففـة‪ ،‬توازي‬ ‫ً‬ ‫واحـدا من البروتيـن‪ ،‬والنتيجـة هي زيــادة في نسبـة‬ ‫ً‬ ‫البيـض‪.‬‬ ‫يمكن تغذية األزوال المزروعة بسماد الدجاج بعد وضعه‬ ‫في الماء لمدة ثالثة أيام (كيلو غرام من السماد في ‪10‬‬ ‫ليتر من المياه)‪ .‬ويمكن لهذا النوع من الزراعة الذي يتطلب‬ ‫ً‬ ‫شروطا محددة‪ ،‬توفير مداخيل جيدة للمزارعين وتزويد‬ ‫الحيوانات بالعلف الصديق للبيئة‪ .‬لكن ال بد من اإلشارة‬ ‫يقدم للدواجن والطيور بنسب محددة فال‬ ‫إلى ّ‬ ‫أن هذا العلف ّ‬ ‫يمكن أن نغذي الدجاج أو المواشي باألزوال فقط‪.‬‬ ‫بالنسبة إلــى الجيش‪ ،‬يالحظ حيدر وجــود مساحات‬ ‫شاسعة قرب الثكنات‪ ،‬وبالتالي يمكن زراعة األزوال وتأمين‬ ‫االكتفاء الذاتي‪ ،‬من خالل تربية الدواجن والمواشي‪ ،‬ومن‬ ‫خالل مقايضـة هذه النبتـة مع المزارعين مقابل األلبان‬ ‫واألجبان‪ ...‬فهـل تتشجـع قطـع أخـرى وتكـرر تجربـة اللواء‬ ‫السـادس الناجحة؟‬

‫‪65‬‬

‫ناجحات‬

‫التلميذ الضابط كريستينا برادعي‪:‬‬ ‫وتحد‬ ‫حكاية طموح‬ ‫ٍ‬ ‫بعد أن أنهت كريستينا برادعي اختصاصها في مادة‬ ‫الكيمياء في الجامعة اللبنانية‪ ،‬باشرت التخصص في الهندسة‬ ‫استعدادا‬ ‫لكن فكرة االلتحاق بالك ّلية الحربية‬ ‫البتروكيماوية‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫لاللتحاق بمدرسة القوات البحرية التي راودتها غ ّيرت مجرى‬ ‫ٌ‬ ‫تلميذ ضابط في السنة الثالثة في‬ ‫حياتها‪ ،‬وها هي اليوم‬ ‫مدرسة القوات البحرية‪ .‬وجدت في هذا االختصاص الكثير‬ ‫من التحدي والغموض‪ ،‬كما اعتبرته وسيلة لتحدي التقاليد‬ ‫بأن إمرة المركب البحري تقتصر على‬ ‫وتغيير المفهوم السائد ّ‬ ‫أن اختصاصها‬ ‫الذكور‪ ،‬وما شجعها على المضي بالفكرة هو ّ‬ ‫الجامعي ينسجم مع مهمات القوات البحرية‪ ،‬ويتيح لها عدة‬ ‫وأن القوات البحرية في‬ ‫مجاالت للتطوير والتطور‬ ‫خصوصا ّ‬ ‫ً‬ ‫الجيش اللبناني هي في تعاون دائم مع الــدول األجنبية‬ ‫الصديقة التي تتبادل وإياها الخبرات والمعارف‪.‬‬

‫أل ّنها تهوى التحدي ومواجهة الصعاب‪ ،‬وترفض االنصياع‬ ‫للتقاليد والمفاهيم السائدة التي ال تعترف بقدرة المرأة‬ ‫على مجاراة الرجل في المهمات والمسؤوليات‪ ،‬تركت‬ ‫ً‬ ‫حاملة‬ ‫كريستينا عالمها المريح‪ ،‬ولبست البزة العسكرية‬ ‫طموحها وأمانيها لتبحر في عالم القوات البحرية وتغوص‬ ‫في أعماقه‪.‬‬

‫‪66‬‬

‫طليعة دورة الغطس‬ ‫لم تكن الرحلة سهلة‪ ،‬فالتدريبات شاقة وتتطلب مستوى‬ ‫عال ًيا من الكفاءة‪ .‬أما الصدمة األكبر فكانت حين اكتشفت‬ ‫كريستينا بأ ّنها األنثى الوحيدة في اختصاص قتال السطح‪،‬‬ ‫وأن‬ ‫األمر الذي أثار في نفسها الخوف في البداية ال سيما ّ‬ ‫شاب وفتاة‪ .‬كما‬ ‫المدربين ال يميزون خالل التدريب بين‬ ‫ٍ‬ ‫أزعجتها فكرة عدم وجود زميلة لها تشاركها يومياتها‬ ‫وتتفهم مشكالتها‪ .‬مع ذلــك‪ ،‬تخطت التلميذ الضابط‬ ‫وتحدت بشجاعة مختلف الصعوبات التي واجهتها‪،‬‬ ‫مخاوفها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إلى أن تمكنت من إثبات قدراتها باحتاللها المركز األول في‬ ‫دورة الغطس في القوات البحرية‪ .‬كانت مدة الدورة سبعة‬ ‫أسابيع‪ ،‬تخللها في أول أسبوعين دروس نظرية‪ ،‬تالها‬ ‫خمسة أسابيع من التمارين العملية‪ ،‬بما فيها الغطس من‬ ‫دون قناع‪ ،‬وطرق التنفس تحت الماء‪ ،‬باإلضافة إلى التعامل‬ ‫مع العتاد البحري والحفاظ على التوازن الجسدي وغيرها من‬ ‫التدريبات‪ .‬تابعت كريستينا التمارين نفسها التي تابعها‬ ‫زمالؤها الذكور‪ ،‬كان عتاد الغطس ً‬ ‫جدا وأتعبها حمله‪،‬‬ ‫ثقيل ً‬ ‫َ‬ ‫بمعاملة خاصة وإنما عانت المشقات‬ ‫تحظ‬ ‫ومع ذلك لم‬ ‫ٍ‬ ‫نفسها التي عاناها زمالؤها‪.‬‬

‫«تانيا» والتجربة المميزة‬ ‫أصعب ما في تلك الدورة كان التمرين المعروف باسم‬ ‫«تانيا»‪ ،‬وهو التمرين الخاص بإنقاذ غريق على عمق ‪١٢‬‬ ‫مت ًرا من دون استعمال قنينة األوكسيجين‪ .‬و«تانيا» هي‬ ‫كيلوغراما في‬ ‫عبارة عن تمثال يبلغ وزنه حوالى الثالثين‬ ‫ً‬ ‫خصوصا بسبب‬ ‫الماء‪ ،‬ويشكل «إنقاذه» صعوبة كبيرة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫نقص األوكسيجين في طريق العودة إلى سطح الماء‪ ،‬حيث‬ ‫يمكن أن يفقد المرء وعيه‪ ،‬وهو ما حصل مع المتم ّرن الذي‬ ‫سبق كريستينا‪ ،‬ما أثار الخوف في قلبها‪ ،‬لك ّنها تمكنت من‬ ‫تخطي الخوف والنجاح في التمرين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وصول إلى عمق‬ ‫أما أفضل ما في الدورة‪ ،‬فكان الغوص‬ ‫أربعين مت ًرا‪ ،‬وهو ما أتاح للمتمرنين أن يختبروا أعماق‬ ‫البحر ويستمتعوا بالتجربة المميزة وتحدي الذات والنجاح‪.‬‬ ‫ما لم يخطر في البال!‬ ‫على الرغم من الجهود التي بذلتها كريستينا في دورة‬ ‫الغطس‪ّ ،‬إل أ ّنه لم يخطر في بالها أن تُص ّنف في المركز‬ ‫وأن المشاركين كان لديهم خبرة مسبقة‬ ‫األول‪،‬‬ ‫خصوصا ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومثابرة‪ .‬وبالفعل‪،‬‬ ‫في الغوص‪ ،‬ولعل ذلك قد زادها إصرا ًرا‬ ‫نجاحا ممي ًزا إذ تمكنت من إحراز‬ ‫فقد أثمرت جهودها‬ ‫ً‬ ‫المرتبة األولى في سباحة الـ‪( palmage‬السباحة من دون‬ ‫استخدام اليدين) على مسافة ‪ ٤‬و‪ ٥‬كلم‪ .‬كما نجحت في‬ ‫تمرين «تانيا» الــذي أدتــه بالشكل الصحيح منذ المرة‬ ‫بنجاح في المعمودية‬ ‫األولى‪ .‬وفي ختام الدورة‪ ،‬شاركت‬ ‫ٍ‬ ‫وهي بمثابة اختبار في مختلف التدريبات التي خضع لها‬ ‫التالمذة الضباط خالل الدورة‪ ،‬وقد حققت نتائج لم تكن‬ ‫تتوقعها‪.‬‬ ‫أهداف مستقبلية‬ ‫إن الصعوبات التي تعرضت لها كريستينا في بداية‬ ‫ّ‬ ‫الدورة ز ّودتها في ختامها ثقة بالنفس وإصرا ًرا على تخطي‬ ‫ً‬ ‫مستقبل‬ ‫الصعوبات‪ .‬وقد وضعت لنفسها هد ًفا بأن تشارك‬ ‫في دورة مداهمة سفن وتفتيشها‪ ،‬األمــر الــذي يتطلب‬ ‫مهارات جسدية صعبة‪ ،‬باإلضافة إلى السباحة بالبزة‬ ‫ً‬ ‫سهل على اإلطالق ولك ّنها تأمل‬ ‫العسكرية‪ ،‬وهو أمر ليس‬ ‫أن تحقق هدفها بنجاح‪ .‬إلى ذلك‪ ،‬تدرك التلميذ الضابط‬ ‫أن تحديات كبيرة تنتظرها لدى تخرجها برتبة مالزم‪ ،‬بما‬ ‫ّ‬ ‫فيها استالم اإلمرة ومواجهة خطر العدو‪ .‬وهي تشير في‬ ‫أن االنتقال إلى الحياة العملية هو مسؤولية‬ ‫هذا اإلطار إلى ّ‬

‫بحد ذاته‪ ،‬فكم باألحرى إذا كانت المهمة هي إمرة مركب‬ ‫وسالمة من فيه‪ .‬من هنا‪ ،‬فإ ّنها تستعد منذ اآلن نفس ًيا‬ ‫فإن التمارين‬ ‫وجسد ًيا لتحمل هذه المسؤولية‪ .‬وعليه‪ّ ،‬‬ ‫الجسدية والرياضة البدنية أصبحا جز ًءا من حياتها اليومية‪،‬‬ ‫دورات عسكرية مثل‬ ‫باإلضافة إلى أ ّنها تسعى لمتابعة‬ ‫ٍ‬ ‫دورة القنص ودورة المداهمة وغيرها من الدورات التي‬ ‫تساعد في تنمية قدراتها واستعدادها لمواجهة أي عدوان‪.‬‬ ‫أما على الصعيد النفسي‪ ،‬فيتولى المدربون إعدادها مع‬ ‫زمالئها لمواجهة مختلف االحتماالت والحفاظ على رباطة‬ ‫الجأش في مختلف الظروف‪.‬‬ ‫مهمة على متن سفينة أميركية‬ ‫ما بين التمرين النظري والتطبيق العملي فرق شاسع‪،‬‬ ‫لذلك كانت كريستينا متحمسة للتجارب العملية‪ .‬لم يطل‬ ‫مهمة‬ ‫انتظارها كثي ًرا‪ ،‬إذ ُأتيحت لها فرصة المشاركة في‬ ‫ٍ‬ ‫على متن سفينة أميركية تحمل مساعدات للجيش اللبناني‪.‬‬ ‫كان وجودها على متن الباخرة في أثناء مؤتمر حضره‬ ‫قائد الجيش والسفيرة األميركية إلى عدد من الضباط في‬ ‫الجيش اللبناني‪ .‬وكانت التجربة بمثابة تدريب عملي على‬ ‫مهمات سوف تقوم بها الح ًقا كضابط في سالح البحرية‪،‬‬ ‫وقد أتاحت لها فرصة التواصل مع أفراد الطاقم األميركي‪،‬‬ ‫واالطــاع على معلومات مفيدة على صعيد سالح البحر‪.‬‬ ‫أن قيادة السفينة كانت بيد أنثى‪،‬‬ ‫أما أبرز ما لفتها‪ ،‬فهو ّ‬ ‫وقد حملت مسؤولية قيادة طاقم من الواليات المتحدة‬ ‫إلى لبنان‪ ،‬األمر الذي زاد من عزيمة الشابـة وإصرارهـا‬ ‫على النجاح في أهدافها المستقبلية كضابـط في القوات‬ ‫البحريـة‪.‬‬ ‫حب كريستينا للبحر ال يفوقه سوى حبها ألرض الوطن‪.‬‬ ‫أن األزمة االقتصادية التي يمر بها لبنان تدفع‬ ‫وأل ّنها تدرك ّ‬ ‫بالكثير من العناصر الشابة إلى مغادرة البالد والهجرة بح ًثا‬ ‫وجهت ندا ًء إلى الفتيات اللواتي يرغبن‬ ‫عن العمل‪ ،‬فقد ّ‬ ‫ً‬ ‫مؤكدة‬ ‫باالنضمام إلى المؤسسة العسكرية بأن ال يترددن‪،‬‬ ‫أن الحياة العسكرية‬ ‫أن الوطن‬ ‫بحاجة إلى زخم الشباب‪ ،‬كما ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫خبرة ومسؤولية وقــدرة على مواجهة‬ ‫ســوف تــز ّودهــن‬ ‫صعوبات الحياة‪.‬‬ ‫كريستينا كما زميالت لها في الجيش وجدن في المؤسسة‬ ‫العسكرية فرصة لتأكيد قدراتهن خارج األطر التقليدية‪،‬‬ ‫وقد أثبتن أ ّنهن على قدر المسؤولية‪ ،‬وقدمت كل منهن‬ ‫نموذجا ُيحتذى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪67‬‬

‫الجيش والمجتمع‬ ‫ليال صقر الفحل‬

‫التعاون بين الجيش والجامعات في لبنان‬ ‫تجهد قيادة الجيش في سبيل توفير فرص التعليم العالي للعسكريين وأوالدهم‪ ،‬وفي ظل األوضاع الصعبة حال ًيا تتضاعف أهمية‬ ‫االتفاقيات وبروتوكوالت التعاون مع الجامعات والمعاهد العالية اللبنانية‪ ،‬إذ ا ّنها تتيح االستفادة من حسومات مهمة‪.‬‬ ‫في هذا اإلطار نجحت جهود قسم الجامعات والمعاهد في أركان‬ ‫الجيش للعمليات ‪ -‬مديرية التعليم في االتفاق مع عدد كبير من‬ ‫الجامعات والمعاهد عبر بروتوكوالت تعاون وتبادل للخبرات‪.‬‬ ‫المستفيدون‬ ‫يستفيد من هذه البروتوكوالت ضباط الجيش اللبناني ورتباؤه‬ ‫وأفراده في الخدمة الفعلية والمتقاعدون والموظفون المدنيون‬ ‫في المالك «أ» عن أنفسهم وعن عائالتهم (زوج‪ ،‬زوجة‪ ،‬أوالد)‪،‬‬ ‫ً‬ ‫والمعوقين والعسكريين المتو ّفين في‬ ‫فضل عن عائالت الشهداء‬ ‫ّ‬ ‫أثناء الخدمة الفعلية‪.‬‬ ‫لجنة متابعة وإشراف‬ ‫ُش ّكلت لجنة متابعة وإشــراف لكل بروتوكول تجمع الفريقين‪،‬‬ ‫من أبرز مهماتها التنسيق والسهر على حسن تطبيق البروتوكول‬ ‫ومعالجة أي مسألة قد تسبب ً‬ ‫خلل في تنفيذ بنوده فور توقيعه‪.‬‬ ‫أحكام عامة‬ ‫يقدم الطالب للجامعة مستندات تثبت عالقته بالمؤسسة‬ ‫ّ‬ ‫العسكرية (نموذج رقم اثنين وصورة عن بطاقة التقاعد وإخراج‬ ‫قيد عائلي‪ )...‬لالستفادة من الحسومات‪.‬‬ ‫تحتفظ الجامعة بحقها في قبول طلبات االنتساب أو رفضها وفق‬ ‫شروط القبول األكاديمية المعتمدة لديها‪ .‬ويمكن ألي طالب باشر‬ ‫دراسته في الجامعة في أي مرحلة من المراحل (بكالوريوس أو‬ ‫ماجستير) التقدم لالستفادة من أحكام هذا البروتوكول اعتبا ًرا‬ ‫من تاريخ سريانه‪ ،‬وتز ّود الجامعة قيادة الجيش الئحة بأسماء‬ ‫المسجلين والمقبولين في كل فصل من كل عام‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫الئحة بالناجحين عند انتهاء العام الدراسي‪.‬‬ ‫ُحددت مدة البروتوكول بثالثة إلى خمس سنوات تبدأ اعتبا ًرا من‬ ‫ُجدد تلقائ ًيا لمدة مماثلة ما لم يب ّلغ أحد‬ ‫تاريخ التوقيع عليه‪ ،‬وت َّ‬ ‫الفريقين خط ًّيا الفريق اآلخر برغبته في عدم التجديد‪ ،‬وذلك قبل‬ ‫شهر من تاريخ انتهاء مدة البروتوكول الساري المفعول‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫في‬ ‫الشق المالي‪ ،‬يستفيد الطالب في الجيش من مساهمة‬ ‫خاصة من الجامعة على األقساط وفق حسومات تختلف بين جامعة‬ ‫وأخرى‪ ،‬وبين اختصاص وآخر‪ ،‬كما يمكن للطالب التقدم بطلب‬ ‫مساعدة مالية ‪ financial aid‬في حال لم يكن الحسم‬ ‫المقدم من‬ ‫ّ‬ ‫الجامعة كاف ًيا‪ .‬ويسدد الطالب القسط بعد هذا الحسم‬ ‫مقسما على‬ ‫ً‬

‫‪68‬‬

‫عشر دفعات شهرية متساوية‪ ،‬أو بحسب اتفاق ضمني بينه وبين‬ ‫الجامعة‪.‬‬ ‫تبادل الخبرات‬ ‫تقدم الجامعات اإلمكانات المتاحة إلجــراء دورات متخصصة‬ ‫للطالب في مجاالت محددة يتم التوافق عليها وفق حاجة الجيش‬ ‫إليها واإلمكانات المتوافرة في الجامعة‪ .‬في المقابل تفتح المؤسسة‬ ‫العسكرية المجال لطالب الجامعات الموقعة على البروتوكول إلجراء‬ ‫التدريبات العملية (‪ )Stage‬وتبادل الخبرات في القطع والوحدات‬ ‫ً‬ ‫ومثال على ذلك يذكر التعاون‬ ‫التي تتناسب مع نوع االختصاص‪،‬‬ ‫الجاري بين كل من القوات البحرية والجوية من جهة وجامعة‬ ‫البلمند من جهة أخرى (تقديم تسهيالت للتالمذة الضباط الفنيين‬ ‫لمتابعة اختصاصاتهم كما للعسكريين وعائالتهم‪.)...‬‬ ‫التقديمات والحسومات‬ ‫تتنوع التقديمات وتختلف نسبة الحسومات بين جامعة وأخرى‬ ‫منحا كاملة لعدد من‬ ‫ومعهد وآخــر‪ ،‬وفي حين يقدم البعض ً‬ ‫معينة‪.‬‬ ‫المستفيدين‪ ،‬يقدم آخرون حسومات بنسب‬ ‫أما الجامعات‬ ‫ّ‬ ‫والمعاهد التي يشملها التعاون مع الجيش فهي‪:‬‬ ‫الجنان (‪ ،)JU‬الحكمة (‪ ،)SAGESSE‬الجامعة األميركية في بيروت‬ ‫(‪ ،)AUB‬الجامعة األنطونية‪ ،‬الجامعة اللبنانية الدولية‪ ،‬جامعة‬ ‫القديس يوسف (‪ ،)USJ‬الجامعة اإلسالم ّية في لبنان‪ ،‬الجامعة‬ ‫اللبنانية األميركية (‪ ،)LAU‬جامعة البلمند (‪ ،)UOB‬جامعة الروح‬ ‫القدس‪ -‬الكسليك (‪ ،)USEK‬الجامعة العربية المفتوحة (‪،)AOU‬‬ ‫الجامعة اللبنانية الكندية (‪ ،)LCU‬الجامعة األميركية للعلوم‬ ‫والتكنولوجيا (‪ ،)AUST‬جامعة بيروت العربية (‪ ،)BAU‬المعهد‬ ‫العالي لألعمال ‪.ESA‬‬ ‫يضاف إلى من سبق ذكرهم‪ ،‬المديرية العامة للتعليم المهني‬ ‫والتقني‪ ،‬المركز التربوي للبحوث واإلنماء (‪ ،)CRDP‬جمعية رودز‬ ‫فور اليف‪.‬‬ ‫تزيد قوة الوطن بقوة أبنائه‪ ،‬ولن يكون الوطن قو ًيا ولن يقوم إال‬ ‫بعقول أبنائه المصقولة بالعلم والمعرفة‪ ،‬هذه هي عقيدة القيادة‬ ‫التي تواصل مساعيها لتنشيط التعاون بين المؤسسة العسكرية‬ ‫والجامعات والمعاهد‪ ،‬بهدف تبادل الخبـرات في مختلف المجاالت‬ ‫ومواكبة االختصاصات المتنوعة لتنمية المعارف وتطوير القدرات‬ ‫العلمية للمنتمين إليها ولعائالتهم‪.‬‬

‫قضايا وطنية‬ ‫نينا عقل خليل‬

‫تعددت األسباب والوجهات‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫غصتنا»‬ ‫«السفر قصتنا‪ ...‬السفر ّ‬ ‫يفقد لبنان نخبة من شبابه وأدمغته‪ ،‬وهو ينوء تحت ثقل اقتصاده المتدهور‪ ،‬وتشهد البالد بألم خسارة كفاءاتها األساسية‬ ‫في ّ‬ ‫لحة وإلى‬ ‫كل القطاعات‪ .‬فدرجات اليأس المتقدمة‪ ،‬وانسداد األفق‪ ،‬وكذلك مش ّقة الوصول إلى الخدمات العامة ُ‬ ‫والم ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وتبخر قيمة األجور‪ ،‬تسببت بتشتيت شبابنا في مختلف أصقاع األرض بحثا عن آفاق جديدة‪،‬‬ ‫األموال المودعة في المصارف‬ ‫وفرص عمل‪ ،‬واستقرار لم يعد متواف ًرا في لبنان‪.‬‬ ‫بعیدا عن هذا المستنقع»‪ ،‬بهذه‬ ‫لنؤمن مستقبلنا‬ ‫«نهاجر‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫الكلمات ع ّبر الطبيب جان ف‪ .‬الذي كان یعمل كطبیب جراح‬ ‫في أحد مستشفیات العاصمة عن خيبته‪ ،‬معل ًنا أ ّنه ینوي السفر‬ ‫إلى فرنسا لیكمل عمله هناك على أمل أن یحصل على الجنسیة‬ ‫الفرنسیة‪ .‬فبعد انفجار الرابع من آب ق ّرر «مغادرة البالد إلى غیر‬ ‫رجعة‪ »...‬بالطبع هو واحد من أطباء ُك ُثر اتخذوا هذا القرار‪ ،‬لكن‬ ‫الهجرة باتت مطلب غالبية الشباب في القطاعات المختلفة‪.‬‬ ‫منال‪ .‬ح (صاحبة صيدلية) هي األخرى ّ‬ ‫خططت لمغادرة البالد‬ ‫بسبب األزمة االقتصادية وإغالق العديد من الصيدليات أبوابها‬ ‫في السنتين الماضيتين‪ .‬وهي تبدو متأكدة أ ّنها ستجد العديد‬ ‫من الفرص المتاحة في الخارج‪.‬‬ ‫عاما)‪ ،‬زوجته‬ ‫إيلي خ‪ً 55( .‬‬ ‫عاما) رب عائلة لديه ولدان (‪ 17‬و‪ً 20‬‬ ‫ممرضة في أحد مستشفيات العاصمة‪ ،‬ضاقت األحــوال بهما‪،‬‬ ‫فد ّقا أبواب السفارة البلجيكية طل ًبا للهجرة إليها مع ولديهما‪،‬‬ ‫حد قولهما‪.‬‬ ‫فاألقساط هنا باتت «تكسر الظهر»‪ ،‬على ّ‬ ‫الشباب ُمح َبطون‬ ‫أن السبب‬ ‫عاما – طالبة حقوق) ّ‬ ‫بدورها‪ ،‬توضح منى م‪ً 23( .‬‬ ‫الكامن وراء سفرها إلى لندن هو «عدم تقدير كفاءة الشباب‬ ‫العلمية بعد التخ ّرج ما يضطرهم إلى العمل في وظائف دون‬

‫‪70‬‬

‫مستواهم األكاديمي كي يتمكنوا من تأمين لقمة العيش»‪.‬‬ ‫والسبب نفسه دفع‬ ‫عاما) إلى طلب‬ ‫مصممة األزياء مابيل ح‪ً 25( .‬‬ ‫ّ‬ ‫الهجرة‪ ،‬وكذلك األمر بالنسبة إلى طالب الهندسة المعمارية جو‬ ‫عاما)‪ ،‬الذي يتحدث عن انعدام العدالة في توزيع فرص‬ ‫خ‪ً 23( .‬‬ ‫(‪30‬‬ ‫ع‪.‬‬ ‫ومحمد‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫عاما) الذي لم تسعفه شهادته في إدارة‬ ‫ً‬ ‫األعمال في تأمين فرصة عمل‪ ،‬يتحدث عن استحالة تحقيق اآلمال‬ ‫والطموحات في لبنان حال ًيا‪ ،‬والحل بنظره هو الهجرة‪ .‬ماريا ص‪.‬‬ ‫عاما)‪ ،‬طالبة في قسم الرياضيات في الجامعة اللبنانية‪،‬‬ ‫(‪ً 20‬‬ ‫لذا‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ء‬ ‫سو‬ ‫واألمنية‬ ‫االجتماعية‬ ‫األوضاع‬ ‫تزداد‬ ‫أن‬ ‫تخشى‬ ‫قدمت‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫مدة طلب إكمال الدراسة في فرنسا وكانت النتيجة إيجابية‪،‬‬ ‫منذ ّ‬ ‫ومن المتوقع أن تنتقل للعيش هناك قري ًبا‪.‬‬ ‫الهجرة الثانية‬ ‫تقول نانسي ف‪ .‬التي كانت قد عادت وعائلتها إلى لبنان في‬ ‫العام ‪ 2015‬بعد أن أمضت وزوجها سنوات طويلة في قطر‪:‬‬ ‫ً‬ ‫«الغالء بات‬ ‫فاحشا‪ ،‬ليس فقط بالنسبة إلينا‪ ،‬بل بالنسبة إلى‬ ‫الجميع‪ .‬لم نعد قادرين على تأمين األساسيات ألوالدنا»‪ .‬وتضيف‪:‬‬ ‫«في السنوات الثالث األخيرة التي أمضيتها في لبنان رأيت الويالت‬ ‫واكتشفت أني غير قادرة على العيش هنا»‪ .‬وها هي تستعد اليوم‬ ‫للهجرة‬ ‫مجددا‪ ،‬لكن هذه المرة إلى كندا‪.‬‬ ‫ً‬

‫هذه النظرة السلبية تكاد تختصر واقع حال اللبنانيين في ظل‬ ‫أوضاع يعتقد معظمهم أ ّنها لن تتغير وهي تتجه نحو األسوأ‪.‬‬ ‫موجات متتالية‬ ‫شهد لبنان على م ّر التاريخ موجات متعددة من الهجرة بد ًءا من‬ ‫أيام العثمانيين عندما كان الكثيرون يركبون البواخر وينتهون‬ ‫في دول غير الدول التي اعتقدوا أنهم ذاهبون إليها‪ .‬حينذاك كان‬ ‫الفقر هو ما يدفع الناس إلى الهجرة‪ .‬وشهد لبنان هجرة كبيرة في‬ ‫أواخر القرن التاسع عشر‬ ‫امتدادا حتى فترة الحرب العالمية األولى‬ ‫ً‬ ‫أن ‪ 330‬ألف شخص هاجروا من جبل‬ ‫قدر ّ‬ ‫(‪ )1916 - 1865‬حيث ُي ّ‬ ‫لبنان آنذاك‪ .‬كما شهد موجة كبيرة أخرى خالل الحرب األهلية‬ ‫ُقدر أعداد المهاجرين في تلك‬ ‫اللبنانية (‪ ،)1990- 1975‬حيث ت ّ‬ ‫الفترة بحوالى ‪ 990‬ألف شخص‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لكن كثيرين ممن عايشوا الحرب يقولون إنه على الرغم من‬ ‫ّ‬ ‫أهوالها لم يكن هناك ضيق اقتصادي بحجم الضيق الذي يمر‬ ‫به لبنان حال ًيا‪ .‬فما تشهده دولة لبنان اليوم في ذكرى المئة‬ ‫سنة على تأسيسها هو أكبر أزمة مالية واقتصادية ومصرفية في‬ ‫تاريخها‪.‬‬ ‫أرقام مخيفة‬ ‫أن‬ ‫تشير األرقام التي نشرتها «الشركة الدولية للمعلومات» إلى ّ‬ ‫عدد اللبنانيين الذين سافروا في العام ‪ 2019‬ولم يعودوا وصل‬ ‫إلى ‪ 61,924‬لبنان ًيا مقارنة مع ‪ 41,766‬لبنان ًيا خالل الفترة ذاتها‬ ‫من العام ‪ ،2018‬أي بزيادة ‪ 20,158‬مواط ًنا وما نسبته ‪.%42‬‬ ‫ّإل أ ّنه في العامين ‪ 2020‬و‪ ،2021‬تزايد عدد المغادرين بنسبة‬ ‫تفوق الـ‪ .%40‬ولوحظ تسارع وتيرة هجرة الشباب الذين سارعوا‬ ‫إلى تقديم طلبات الهجرة واللجوء إلى كندا وفرنسا وأستراليا‬ ‫والواليات المتحدة األميركية وبعض دول أوروبا‪ ،‬مرو ًرا بتركيا‬ ‫أن لبنان سيكون أمام‬ ‫وقبرص واليونان‪ .‬كما تشير التوقعات إلى ّ‬ ‫موجات جديدة من الهجرة نتيجة تسارع وتيرة االنهيار المالي‪،‬‬ ‫وفي ظل غياب االستقرار السياسي والقلق األمني‪ .‬تُضاف إلى كل‬ ‫ذلك‪ ،‬حاالت التهريب والهجرة السر ّية بواسطة القوارب للهروب‬ ‫بح ًرا في اتجاه قبرص وتركيا واليونان‪.‬‬ ‫مؤشرات مقلقة‬ ‫ن ّبهت دراسة صادرة عن «مرصد األزمة» في الجامعة األميركية‬ ‫أن األزمة اللبنانية وتداعياتها على‬ ‫في بيروت (‪ )2021/8/31‬إلى ّ‬ ‫كل جوانب العيش‪ ،‬تُنذر بعواقب طويلة األمد من خالل الهجرة‬ ‫أن «لبنان يشهد منذ أشهر‬ ‫الكثيفة المتوقعة‪ .‬وأشار التقرير إلى ّ‬ ‫ً‬ ‫ارتفاعا‬ ‫ملحوظا في معدالت الهجرة والساعين إليها»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وذكر التقرير وجود مؤشرات الهجرة الكثيفة للمتخصصين‬ ‫والمهنيين‪ ،‬وبخاصة من العاملين والعامالت في القطاع الصحي‬

‫عاما‪ ،‬وفق‬ ‫كأطباء وممرضين (تراوح أعمارهم ما بين الـ‪ 35‬و‪ً 55‬‬ ‫نقابة أطباء لبنان في بيروت)‪ .‬كذلك‪ ،‬أشارت نقابة الممرضات‬ ‫والممرضين إلى هجرة ‪ 1600‬ممرض وممرضة منذ ‪ .2019‬وال‬ ‫يختلف الوضع في القطاع التعليمي الذي هاجر المئات من العاملين‬ ‫فيه إلى دول الخليج وشمال أميركا‪ .‬ففي الجامعة األميركية في‬ ‫بيروت وحدها‪ ،‬على سبيل المثال‪ُ ،‬سجل خالل سنة رحيل ‪190‬‬ ‫ً‬ ‫أستاذا يشكلون حوالى ‪ 15‬في المئة من الجسم التعليمي‪ .‬وعلى‬ ‫بأن أرقام نقابة المهندسين‬ ‫صعيد قطاع الهندسة‪ ،‬يقول التقرير ّ‬ ‫أن متوسط عدد المهندسين الذين َي َو ّدون الحصول‬ ‫تشير إلى ّ‬ ‫تخولهم العمل في الخارج ارتفع ليراوح ما بين الخمسة‬ ‫على إفادات ّ‬ ‫والستة مهندسين يوم ًيا‪.‬‬ ‫الخسارة الفادحة‬ ‫ّ‬ ‫تلخص مجلة «فورين بوليسي» األميركية انعكاسات الهجرة‬ ‫التي تزايدت مع استفحال األزمة في لبنان‪ ،‬بخسارة المهنيين‬ ‫الذين يقدمون الخدمات األساسية‪ ،‬مثل‪ :‬األطباء‪ ،‬والممرضات‪،‬‬ ‫والمهندسين‪ ،‬وكذلك األكاديميين ورجال األعمال‪ ،‬الذين كانوا‬ ‫من المغادرين األوائل للبنان بعد أن تل ّقوا عروض عمل تؤمن‬ ‫لهم ولعائالتهم حياة الئقة‪.‬‬ ‫في إطار مماثل‪ّ ،‬‬ ‫حذر البنك الدولي من أن هجرة األدمغة أصبحت‬ ‫يائسا‬ ‫أن التدهور الحاد‬ ‫بشكل متزايد في لبنان‪ ،‬مشي ًرا إلى ّ‬ ‫خيا ًرا ً‬ ‫ٍ‬ ‫في الخدمات األساسية سيؤدي إلى تداعيات طويلة األمد‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك الهجرة الجماعية‪ .‬وسيكون من الصعب للغاية إصالح الضرر‬ ‫الدائم الذي يلحق برأس المال البشري‪.‬‬ ‫أن الطفرة الحالية في‬ ‫وفي السياق ذاته‪ ،‬يقول خبراء أميركيون ّ‬ ‫هجرة العقول‪ ،‬سيكون لها تأثير دائم على بلد يعاني من عدد‬ ‫أن هروب رأس المال البشري سيؤدي‬ ‫كبير من األزمات‪ ،‬مضيفين ّ‬ ‫إلى تفاقم انهيار االقتصاد المنهك بالفعل ويعيق انتعاشه‪.‬‬ ‫االنعكاسات النفسية للهجرة‬ ‫في أطروحتها «صدمة الهوية غير المكتملة» التي بحثت في‬ ‫االنعكاسات النفسية للهجرة‪ ،‬تناولت الدكتورة واألستاذة الجامعية‬ ‫والمعالجة النفسية المتخصصة بعالج النفس العيادي الدكتورة‬ ‫ماري‪-‬أنج نهرا مرعي‪ ،‬مفهوم الهجرة في علم النفس‪ ،‬واعتبرت أ ّنه‬ ‫كسر االرتباط مع البلد األم‪ .‬فاإلنسان عندما ينتقل من بلد آلخر‬ ‫ال يغ ّير فقط جغرافية المكان‪ ،‬بل يغ ّير ً‬ ‫أيضا الكثير من األشياء في‬ ‫جدا على أجيال وأجيال‪.‬‬ ‫ركائز شخصيته‪ ،‬ويكون وقع ذلك مؤذ ًيا ً‬ ‫ّ‬ ‫وتضيف‪ :‬عند مغادرة الوطن‪ ،‬يشعر الفرد بالحماسة‪ ،‬ويتسلح‬ ‫بالجرأة وإن كان ال يعلم ما ينتظره‪ ،‬وتكون لديه القدرة على‬ ‫التأقلم‪ .‬وهذه سمة تم ّيز اإلنسان اللبناني‪ ،‬المستعد‬ ‫لتحمل كل‬ ‫ّ‬ ‫فمن يمكنه‬ ‫الصعاب أينما وجد‪ .‬ولكن االنكسار يكون عند العودة‪َ .‬‬ ‫ً‬ ‫االنتماء إلى أي بلد في العالم يكون انتماؤه الوطني ضعيفا‪،‬‬

‫‪71‬‬

‫وثقافته في األساس ّ‬ ‫هشة‪ .‬فهو يترك بلده سع ًيا وراء المال‪،‬‬ ‫أي المادة‪ ،‬ولك ّنه ال يدرك ما يخسره معنو ًيا وأسر ًيا وعاطف ًيا‬ ‫واجتماع ًيا‪...‬‬ ‫أما عن النواحي اإليجابية للهجرة‪ ،‬فتلخصها الدكتورة مرعي‬ ‫بالقدرة على التأقلم‪ ،‬والسعي وراء الحلم‪ ،‬والثبات وتحقيق الرغبات‬ ‫واألحالم‪ ،‬فمن اللبنانيين َمن أصبحوا في مراكز قيادية‪ ،‬لديهم‬ ‫صدم‬ ‫القدرة على اإلبداع‪ .‬ولكن على الرغم من كل النجاحات ُي َ‬ ‫بعيدا عن بلده ومجتمعه‪.‬‬ ‫يوما ما بأ ّنه حقق كل شي ً‬ ‫المهاجر ً‬ ‫وفي تناولها موضوع العودة وتأثيراتها‪ ،‬تطرح الدكتورة مرعي‬ ‫السؤال األهم‪ :‬لو عاد الفرد المهاجر فهل سيعود بالعقلية نفسها‬ ‫أن البلد لم يتغير‬ ‫التي غادر بها؟ وتجيب‪ :‬عند العودة سوف يعتقد ّ‬ ‫ولكن هو من تغ ّير‪ .‬فعقارب الساعة توقفت عند زمن المغادرة‬ ‫وهنا يصطدم بواقع مختلف كل ًيا عن الذي يتخ ّيله بعقله‪ .‬فيرى‬ ‫بالتالي فر ًقا شاس ًعا بين تخ ّيالته والواقع األليم الذي يكتشفه‪ ،‬من‬ ‫هنا تو ّلد العودة الشعور بخيبة األمل‪،‬‬ ‫وأن الشخص يكون‬ ‫خصوصا ّ‬ ‫ً‬ ‫قد خسر معتقداته القديمة ولك ّنه في الوقت نفسه غير مقتنع‬ ‫يتبن شي ًئا منها ً‬ ‫َّ‬ ‫أصل‪ .‬وتستمر الخيبة‬ ‫بمعتقداته الجديدة‪ ،‬ولم‬ ‫أن المجتمع ال‬ ‫عندما يبحث في خياراته المهنية في بلده ويجد ّ‬ ‫يعطيه الفرص التي أعطاه إياها الخارج‪ ،‬ويلمس وجود ُبعد شاسع‬ ‫بين تخ ّيالته والواقع األليم الذي يكتشفه‪ .‬الشعور بالخيبة يترافق‬ ‫مع الشعور بضياع في الهوية‪ .‬فالمهاجر يتخلى عن هويته األولى‬ ‫ويتمسك بالهوية الثانية‪ ،‬وعندما يعود يحاول استعادة األولى‬ ‫التي لم تعد موجودة‪ ،‬فيصبح بالتالي كأ ّنه في األرض القاحلة‪.‬‬ ‫وهذا ما يشكل خط ًرا على الشعور باالنتماء‪ ،‬فالمغترب عند عودته‬ ‫يشعر بالحيرة بين االنتماء إلى وطنه األم ووطنه الثاني‪ ،‬ما يسبب‬ ‫اضطرا ًبا في الهوية‪.‬‬ ‫وعن تأثيرات الهجرة إلى الدول األبعد جغراف ًيا‪ ،‬تؤكد الدكتورة‬ ‫مرعي أ ّنه « عندما تبعد المسافات جغراف ًيا تبتعد بالتالي نفس ًيا‪،‬‬ ‫أن ثقافة البلدان البعيدة عنا مختلفة‬ ‫وتصبح العودة صعبة‪ .‬كما ّ‬ ‫عن ثقافتنا وال توجد قواسم مشتركة بيننا وبينها‪ ،‬لذلك تبقى‬ ‫الهجرة إلى البلدان العربية أسهل بكثير‪.‬‬ ‫أجمل األوطان!‬ ‫تقدم لعبة الوقت التي تخلق عند المهاجر عقدة‬ ‫ُيضاف إلى ما ّ‬ ‫تضخيم الماضي‪ ،‬فيرى الوطن في غربته أجمل األوطان‪ ...‬وعندما‬ ‫جدا‪ .‬في هذا‬ ‫يعود إليه يكتشف واقع األمور وتكون صدمته كبيرة ً‬ ‫تمت‬ ‫اإلطار تشير الدكتورة مرعي إلى ّ‬ ‫أن العديد من األشخاص ّ‬ ‫معالجتهم نفس ًيا بعد أن خاب ظ ّنهم بالبلد‪ ،‬فاختفت عالقة الحب‬ ‫مع الوطن التي شعروا بها عندما كانوا بعيدين عنه‪.‬‬ ‫أن هنـاك س ّلـة من المفاهيم‬ ‫وتشيـر الدكتورة مرعي إلى ّ‬ ‫الجديدة يحملها المهاجر معه عند العودة تتناقض‬ ‫تماما مع‬ ‫ً‬ ‫المفاهيم التي ترعرع عليها‪ ،‬فالقناعات تختلـف‪ .‬وهـذا ما يؤدي‬

‫‪72‬‬

‫إلى زعزعـة قناعـات الوطن األم ويغ ّيـر حبكة المجتمع الداخلية‪،‬‬ ‫ويصيبها بالتخلخل‪.‬‬ ‫هل من حلول؟‬ ‫أن الحلول تقع على مستو َيين وطني‬ ‫ترى الدكتورة مرعي ّ‬ ‫واجتماعي‪ .‬في الشق الوطني‪ ،‬على الدولة اعتماد سياسة عامة‬ ‫في مختلف وزارات الدولة لتحفيز الشباب من خالل المناهج‬ ‫الدراسية على التعلق بوطنهم وترسيخ انتمائهم إليه‪ .‬ومن جهة‬ ‫ثانية يجب االهتمام بمؤهالت الشباب من خالل توفير بعض‬ ‫االمتيازات كوسائل النقل والمسكن والتأمين الصحي‪ ...‬وفي‬ ‫الشق االجتماعي‪ ،‬يمكن تقديم المساعدات المادية واللوجستية‬ ‫لهؤالء الشباب لح ّثهم على البقاء في أرضهم‪ ،‬وتوفير فرص العمل‬ ‫ً‬ ‫فضل عن القضاء‬ ‫واستثمار بعض المشاريع المنتجة في بلدهم‪،‬‬ ‫على المحسوبية وتحقيق مبدأ المساواة والعدل ‪ ...‬والقوانين قد‬ ‫تسهل تحقيق االنتماء الوطني واالندماج في العمل داخل المجتمع‬ ‫ّ‬ ‫أو تزيد من صعوبة هذه العملية‪ .‬وأخــيـ ًرا‪ ،‬كمعالجة نفسية‬ ‫دائما‬ ‫متخصصة بعالج النفس العيادي وكمرشدة اجتماعية‪ ،‬أقترح ً‬ ‫تنمية الروح الوطنية عند اإلنسان منذ الصغر‪ ،‬كي يتكون لديه‬ ‫حس المواطنة السليمة‪ ،‬ويترسخ حبه لبلده مهما كانت الظروف‬ ‫صعبة‪ ،‬فالتمسك بالوطن أمر ضروري‪ ،‬فهو الذي يحضن األهل‬ ‫واألجداد‪.‬‬ ‫قد ًرا لنا نحن اللبنانيين؟ هل يتحول وطننا إلى‬ ‫هل تبقى الهجرة َ‬ ‫مأوى لكبار السن الذين أفنوا عمرهم لتأمين مستقبل ألوالدهم‬ ‫فإذ بهم في شيخوختهم أسرى الوحدة والشوق ألبناء باتوا خلف‬ ‫البحار البعيدة؟ السؤال صعب والجواب أصعب‪ .‬فإذا لم تقم في‬ ‫هذا الوطن دولة عصرية عادلة قادرة على توفير فرص العيش‬ ‫بأن لهم وط ًنا‬ ‫بكرامة لمواطنيها‪ ،‬من المستحيل أن يشعر أبناؤنا ّ‬ ‫فإن بقاء هذا الوطن رغم‬ ‫يجب أن يتمسكوا به‪ .‬لكن في المقابل ّ‬ ‫كل المحن التي مر بها هو نتيجة وجود من يناضلون ألجله من‬ ‫أبنائه‪ ،‬هنا وهناك في كل أصقاع العالم‪...‬‬

‫تداعيات الهجرة‬ ‫تعدد الدكتورة ماري‪-‬أنج مرعي‪ ،‬أبرز تداعيات الهجرة‬ ‫ّ‬ ‫وهي‪ :‬الخلل الديموغرافي‪ ،‬خسارة العنصر الشبابي‪ ،‬تفريغ‬ ‫العديد من المناطق من سكانها‪ ،‬زعزعة االقتصاد الوطني‪،‬‬ ‫وغياب العديد من المشاريع الصناعية والزراعية مع رحيل‬ ‫الكفاءات واألدمغة‪ ،‬أضف إلى ذلك التفكك األسري مع ترك‬ ‫األبناء لوالديهم‪ ،‬وأخي ًرا الفصام في المجتمع اللبناني بين‬ ‫المقيمين والمهاجرين إذ تختفي ُّ‬ ‫ّ‬ ‫اللحمة‬ ‫وتحل الطبقية‬ ‫بفعل تدهور العملة الوطنية‪.‬‬

‫من واقع الحال‬ ‫ندين البلعة خيراهلل‬

‫حديث اقتصادي مع أوالدنا!‬ ‫«ماما ليش ما فينا نشتري هيدا الشوكوال؟ ليش ما فينا نروح نحضر مسرح؟‬ ‫ليش ما فينا نشتري هيدي اللعبة؟»‪.‬‬ ‫عادت المدارس بعد عامين من اإلقفال‪ ،‬وعادت معها متعة اللعب مع الرفاق‬ ‫والتسابق للشراء من «دكانة» المدرسة‪ .‬ولكن الخمسمئة واأللف ليرة باتت من دون قيمة‪ ...‬حتى الخمسة آالف ليرة ما عادت‬ ‫ً‬ ‫تشتري علكة‪ .‬األزمة االقتصادية ألقت بحملها على الجميع‪،‬‬ ‫وفجأة تغ ّير نمط الحياة وتراجعت القدرة الشرائية‪ ،‬وارتفعت األسعار‬ ‫ً‬ ‫تحمل ثقل هذه األزمة‪ ،‬فما حال األوالد الذين ُحرموا‬ ‫فجأة كل ما يح ّبونه؟‬ ‫بشكل جنوني‪ .‬وإن كان البالغون غير قادرين على ّ‬ ‫ٍ‬ ‫السؤال الذي يطرحه األهل‪ :‬كيف أشرح ألوالدي الوضع الذي نم ّر‬ ‫به وأجعلهم يتأقلمون معه؟ هل يمكن أن يفهم األوالد حدي ًثا‬ ‫اقتصاد ًيا؟‬ ‫األطفال ال يشعرون باألزمة‬ ‫تشرح اختصاصية علم النفس العيادي والمعالجة النفسية لشؤون‬ ‫أن األطفال ال يشعرون باألزمة كما‬ ‫العائلة الدكتورة ماري‪ -‬أنج نهرا ّ‬ ‫الكبار‪ ،‬أي أ ّنهم ال يشعرون بالمسؤولية وال بالقلق‪ّ ،‬إل إذا جعلناهم‬ ‫نتحدث عن سن الطفولة‪ ،‬نعني من‬ ‫نحن يشعرون به‪.‬‬ ‫وتحدد‪ :‬حين ّ‬ ‫ّ‬ ‫عمر صفر وحتى ‪ 10‬سنوات‪ ،‬فمن بعدها ندخل في سن المراهقة‬ ‫ً‬ ‫األكثر‬ ‫قدرة على استيعاب الواقع وفهم تبعاته ومناقشة مواضيع‬ ‫جدية‪.‬‬ ‫عائلية أو اقتصادية أكثر ّ‬ ‫بدورها ّ‬ ‫تركز المعالجة النفسية ريما بجاني على دور المدارس في‬ ‫تنظيم المسموح والممنوع في المصروف وما يحق للولد شراؤه‪.‬‬ ‫ولكن الدور األساسي هو لألهل وفي رأيها‪ ،‬فعليهم معالجة قلقهم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫صحيحة إليصال الرسالة ألوالدهم‪ً .‬‬ ‫مثل‪ ،‬ال‬ ‫طريقة‬ ‫لكي يمتلكوا‬ ‫يمكننا أن نقول لهم «ما معنا مصاري»‪« ،‬مش قادرين»‪« ،‬خلصت‬ ‫هيديك اإليام» أو «ب ّيك عم يتعب ت يط ّلع مصاري مش تتصرفا‬ ‫تحمل‬ ‫عالفاضي»!! ولكن في الوقت نفسه علينا أن نشرك الولد في ّ‬ ‫المسؤولية من خالل تأمين الحاجات األساسية ووضع برنامج لألمور‬ ‫اإلضافية واالتفاق حولها‪.‬‬ ‫كيف نتص ّرف؟‬ ‫تعدد الدكتورة نهرا ما يجب أن يقوم به األهل تجاه أوالدهم في‬ ‫ّ‬ ‫هذه الظروف‪:‬‬ ‫‪ -1‬اإلجابة بصراحة وصدق عن جميع األسئلة التي يطرحها‬ ‫الطفل‪ ،‬من دون كذب أو مراوغة‪ ،‬ومن دون الدخول في تفاصيل‬ ‫دقيقة قد تشغل باله أو تسبب له قل ًقا إضاف ًيا‪ً .‬‬ ‫مثل‪ :‬لماذا ال يمكنني‬ ‫شراء هذه اللعبة؟ نكتفي بالقول إ ّنها باهظة الثمن وال نملك حال ًيا‬ ‫ثمنها ولكن قد يتغير الوضع الح ًقا ونشتريها‪ .‬وفي االنتظار لديك‬ ‫ألعاب أخرى أو طرق أخرى ل ّلعب‪ ،‬فاستفد منها لتبقى‬ ‫سعيدا ألنني‬ ‫ً‬

‫فرحا مع هذه اللعبة أو من دونها‪.‬‬ ‫أتمنى أن تبقى ً‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫نفس‬ ‫‪ -2‬تحضير الولد‬ ‫وتدريجا للتغ ّيرات الطارئة (كوباء كورونا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أو غيره)‪ ،‬وعدم منعه من ممارسة بعض األمور‬ ‫بشكل مفاجئ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫فعوضا عن حرمانه المشاوير الترفيهية من دون سبب‪ ،‬نفهمه أ ّننا‬ ‫نتج ّنب االحتكاك باآلخرين بسبب الوباء واألمراض في هذه الفترة‪،‬‬ ‫ونستبدل هذه المشاوير بألعاب مبتكرة داخل المنزل (نجد أفكا ًرا‬ ‫كثيرة على اإلنترنت)‪.‬‬ ‫‪ -3‬شرح األفكار على شكل قصة بسيطة يتق ّبلها عقله من دون‬ ‫تخويف أو زيادة القلق‪ .‬واألهم أن نكون موضوعيين عند إخباره‬ ‫القصة أي علميين‪ ،‬حتى ال ننقل إليه قلقنا وخوفنا واكتئابنا‪ .‬فيمكن‬ ‫ً‬ ‫مثل أن نع ّلل سبب عدم شراء شوكوال مع ّين بأ ّنه باهظ الثمن‪،‬‬ ‫بسبب سفره عبر القارات للوصول إلى لبنان عبر البحر ما يزيد‬ ‫من كلفته‪ ...‬هذه القصص يفهمها الولد ويح ّبها ويتع ّلق باألبعاد‬ ‫ً‬ ‫الواقعية للمغامرة التجارية‪ ،‬ما يعطيه‬ ‫سن‬ ‫فكرة عن االقتصاد في ّ‬ ‫مبكر‪.‬‬ ‫صنعت في‬ ‫‪ -4‬إتاحة خيارات بديلة عن األمور الباهظة‪ ،‬قد تكون ُ‬ ‫لبنان‪ ،‬أو حلويات صحية كالفواكه أو الكيك المصنوع في المنزل‬ ‫والذي يشارك هو في صنعه‪ .‬مما يضفي أجواء السعادة والتضامن‬ ‫والثقة بالذات في العائلة‪.‬‬ ‫‪ -5‬من هم ضمن فئة عمرية أكبر‪ ،‬نحاول إشراكهم بالمسؤولية‬ ‫ادخار المال وعدم صرف كل ما يحصلون عليه‬ ‫وتعليمهم كيفية ّ‬ ‫ً‬ ‫السد الذي نبنيه لنستفيد من‬ ‫قصة‬ ‫مثل‬ ‫الولد‬ ‫كمصروف‪ .‬قد نخبر‬ ‫ّ‬ ‫مياه األمطار حتى ال تذهب هد ًرا‪ ،‬وكذلك عليه أن يستفيد من جزء‬ ‫ليدخره كما لو كان كنزه المخ ّبأ‬ ‫من المصروف الذي يحصل عليه ّ‬ ‫بأمان‪.‬‬ ‫ويبقى األهم ً‬ ‫أول وأخي ًرا‪ ،‬عدم إدخال أوالدنا في دوامة القلق من‬ ‫المستقبل واألمور المع ّقدة سياس ًيا والتي ال يستطيعون ً‬ ‫أصل فهمها‬ ‫أو تبريرها في منطقهم الطفولي‪ .‬كما ّ‬ ‫يفضل أن يسعى األهل إلى‬ ‫تعويض النقص المادي باالهتمام العاطفي والحب واالحتضان‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ما‬ ‫سدا نفس ًيا مني ًعا ألطفالنا في وجه كل تحديات الواقع‬ ‫يشكل ًّ‬ ‫والتقلبات غير المنتظرة‪.‬‬

‫‪75‬‬

‫ثقافة وفنون‬

‫جان دارك أبي ياغي‬

‫فيروز وما فوق الجمال‬ ‫تستمر فيروز في إغــراء الباحثين الذين يحاولون إلقاء‬ ‫الضوء على الحالة الجمالية التي ّ‬ ‫تمثلها من زوايا مختلفة‪.‬‬ ‫وبعد العديد من الكتب واألطروحات التي صدرت في أميركا‬ ‫وأوروبا والعالم العربي ولبنان‪ ،‬ناقشت رئيسة تحرير مجلة‬ ‫«الجيش» الزميلة إلهام نصر تابت‪ ،‬أطروحة دكتوراه في‬ ‫العلوم االجتماعية بعنوان «الظاهرة الفيروزية‪ :‬مك ّوناتها‬ ‫جدا مع‬ ‫وتأثيراتها»‪ ،‬ونالت شهادة الدكتوراه بدرجة ج ّيد ً‬ ‫تهنئة اللجنة‪ ،‬وتوصية بنشر األطروحة‪ ،‬التي اع ُتبرت «إنجا ًزا‬ ‫تقدم في المعهد»‪.‬‬ ‫استثنائ ًيا وعالمة فارقة بين األبحاث التي ّ‬ ‫ضمت اللجنة الدكاترة‪ :‬بسام الهاشم مشر ًفا وناصيف نعمة‬ ‫ّ‬ ‫مروة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫رئيسا‪ ،‬واألعضاء شوقي عطية ولبنى طربيه وزينب ّ‬ ‫وتمت المناقشة في المعهد العالي للدكتوراه في كلية اآلداب‬ ‫والعلوم اإلنسانية واالجتماعية ‪ -‬الجامعة اللبنانية‪.‬‬ ‫في خضم الواقع المرير الذي نعيشه أتى هذا العمل ليعيد‬ ‫تذكيرنا بلبنان الجميل‪ ،‬لبنان الثقافة والحضارة والجمال الذي‬ ‫زرعت حنجرة فيروز صورته البهية في وجدان أجيال وأجيال‬ ‫من اللبنانيين والعرب‪ ،‬وحملتها إلى أصقاع العالم‪.‬‬ ‫نجمة األجيال المتعاقبة‬ ‫أن حضور فيروز على‬ ‫وتوضح الباحثة في مقدمة أطروحتها ّ‬ ‫الساحة الف ّنية وفي الوجدان الجماعي للبنان ّيين والعرب‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ظاهرة تستحق‬ ‫مشك ًل‬ ‫يستمر على مدى نحو سبعة عقود‬ ‫التحوالت كلها‬ ‫أن فيروز وسط‬ ‫الدراسة والتحليل‪ .‬وتشير إلى ّ‬ ‫ّ‬ ‫متوهج لبنان ًيا وعرب ًيا وعالم ًيا‪،‬‬ ‫ما زالت محافظة على حضور ّ‬ ‫التحول‪ ،‬أو كأ ّنها نجمة األجيال‬ ‫وكأ ّنها عالمة ثبات في أزمنة‬ ‫ّ‬ ‫المتعاقبة‪ .‬ففي صيف ‪ ،2018‬اعتبرتها قائمة مجلة فوربس‬ ‫االقتصادية األميركية للنجوم العرب على الساحة العالمية‬ ‫نجمة «فوق التصنيف»‪ ،‬ووضعتها في مرتبة استثنائية فريدة‬ ‫هي «أعظم نجوم الفن‪-‬الذين ما زالوا على قيد الحياة‪ -‬لكل‬ ‫ّ‬ ‫تشكل حد ًثا‬ ‫العصور» ‪ .All-Time Great‬أي حفلة تحييها‬ ‫فريدا‪ ،‬أي ذكر لها يح ّرك وسائل اإلعالم ويثير في مواقع‬ ‫ً‬ ‫التواصل االجتماعي عاصفة ال تهدأ بسهولة‪.‬‬ ‫أن رئيس الجمهورية الفرنسية‬ ‫ومن األمثلة في هذا السياق‪ّ ،‬‬ ‫إيمانويل ماكرون الذي زار لبنان مرتين في أقل من شهر‬ ‫عقب انفجار مرفأ بيروت في ‪ 4‬آب ‪ ،2020‬ختم زيارته األولى‬

‫‪78‬‬

‫ّ‬ ‫واستهل زيارته الثانية عشية مئوية‬ ‫بعبارة «بحبك يا لبنان»‪،‬‬ ‫لبنان الكبير‪ ،‬بلقاء فيروز في منزلها‪ ،‬حيث قلدها وسام جوقة‬ ‫الشرف من رتبة قائد‪ ،‬وهو أعلى تكريم رسمي في فرنسا‪.‬‬ ‫وقد شغلت هذه المبادرة وسائل اإلعالم المحلية والعالمية‬ ‫ومواقع التواصل االجتماعي أليام‪ ،‬وقيل الكثير عن دالالتها‪،‬‬ ‫وعن فيروز كرمز وطني ال يختلف عليه اللبنانيون‪.‬‬ ‫الدوافع واألسباب‬ ‫إن أبرز ما دفع الباحثة إلى اختيار هذا الموضوع هو كون‬ ‫ّ‬ ‫األبحاث التي ُأجريت ساب ًقا حول الظاهرة المعنية به‪ّ ،‬‬ ‫ركزت‬ ‫قدمتها فيروز مع األخوين‬ ‫بشكل أساسي على األعمال التي ّ‬ ‫رحباني‪ ،‬من زاوية جماليتها الشعرية واألدبية ومضامينها‬ ‫ً‬ ‫قدمته على صعيد التجديد‬ ‫الوطنية واإلنسانية‪،‬‬ ‫فضل عما ّ‬ ‫أن ثمة‬ ‫في مجاالت الموسيقى والغناء والمسرح الغنائي‪ .‬ومع ّ‬ ‫إجماعا لدى كل الذين تناولوا هذه الظاهرة على جمالية صوت‬ ‫ً‬ ‫فيروز‪ ،‬لم تجد الباحثة من بينها ما يتناولها سوسيولوج ًيا‬ ‫المتل ّقين‪ ،‬أو تأثير أدائها‬ ‫من زاوية تأثير صوت فيروز في ُ‬ ‫وشخصيتها ومسلكيتها في الفن والحياة في جمهورها‪.‬‬ ‫لذلك رأت أ ّنها أمام ظاهرة ف ّنية ثقافية قد يستوجب فهمها‬ ‫مزيدا من القراءات‪.‬‬ ‫وتفسيرها‬ ‫ً‬ ‫إشكالية البحث‬ ‫ً‬ ‫ســؤال أساس ًيا مفاده‪« :‬كيف‬ ‫طرحت إلهام نصر تابت‬ ‫استطاعت فيروز التي َب َن ْت شهرتها في حقبة مع ّينة‪ ،‬لها‬ ‫طابعها التاريخي والثقافي واالجتماعي‪ ،‬أن تحافظ على‬ ‫مما شهدته هذه‬ ‫نجوميتها خالل عقود متواصلة‪ ،‬على الرغم ّ‬

‫وتطورات‪ ،‬على مستويي الواقع العام‬ ‫العقود من تغ ّيرات‬ ‫ّ‬ ‫وإنتاج الفن وتلقيه»‪ .‬وتف ّرعت من هذا السؤال عدة أسئلة‪،‬‬ ‫وضعت البحث «أمام إشكالية التعارض بين واقع الصورة‬ ‫األيقونية التي ارتسمت لفيروز‪ ،‬انطال ًقا من عملها مع‬ ‫األخوين رحباني‪ ،‬وواقع استمرار هذه الصورة بعد افتراقها‬ ‫قدمها بصورة مغايرة‪.‬‬ ‫عنهما وعملها مع زياد رحباني الذي ّ‬ ‫أن مكانة فنان أو عمل ف ّني معين تتغير مع‬ ‫فمن المعلوم ّ‬ ‫ً‬ ‫لكن مسيرة فيروز حافظت‬ ‫تحوالت الزمن‬ ‫صعودا أو هبوطا‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫بد من‬ ‫على مكانتها طوال عقود متواصلة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬كان ال ّ‬ ‫التفكير في دور العوامل التاريخية واالجتماعية والثقافية في‬ ‫صنع الظاهرة الفيروزية‪ ،‬مقابل دور موهبة فيروز وشخصيتها‬ ‫ومسلكيتها الفنية واإلنسانية في المجال نفسه»‪.‬‬ ‫وخلص البحث إلى «تأكيد فرضيته األساسية التي قالت‬ ‫بوجود عالقة بين صوت فيروز وأدائها وحضورها وبين‬ ‫شعور المتلقين بالجالل والرهبة واالنبهار‪ ،‬ما يجعلها رافعة‬ ‫والملحنين الذين عملت معهم جمي ًعا»‪.‬‬ ‫فنية للمؤ ّلفين‬ ‫ّ‬ ‫أن «قدرة فيروز على التأثير العميق في‬ ‫واستنتجت الباحثة ّ‬ ‫ثقافات وبيئات وفئات أعمار مختلفة‪ ،‬نابعة بدرجة أولى‬ ‫من الحالة الجمالية االستثنائية التي تمثلها‪ ،‬وهي الحالة‬ ‫التي يصفها الفيلسوف كانط بما فوق الجمال أو بالجالل‪.‬‬ ‫وهذا الجالل يستند إلى مواهب فيروز وخبراتها من جهة‬ ‫وإلى مسيرتها المج ّللة بهالة من النقاء والقدسية في نظر‬ ‫المتلقين من جهة أخرى»‪.‬‬ ‫في النتائج‬ ‫تضمنت األطروحة ثمانية فصول مع ّززة بمئات المراجع‪،‬‬ ‫وقامت الباحثة من خالل أربعة منها بعمل توثيقي تحليلي‪،‬‬ ‫تناولت فيه‪ :‬اإلطــار التاريخي الــذي نشأت فيه الظاهرة‬ ‫الفيروزية‪ ،‬ومسيرة فيروز مع األخوين رحباني‪ ،‬وصورة الوطن‬ ‫كما عكسته أعمالها معهما وصورتها بصفتها البطلة المطلقة‬ ‫في هذه األعمال‪ ،‬ومن ثم عرضت مسيرة فيروز المستمرة‬ ‫ً‬ ‫فصل‬ ‫بعد انفصالها عن الرحبانيين‪ .‬كما خصصت الباحثة‬ ‫للدراسة الميدانية التي أجرتها «بهدف الولوج إلى وجدان‬ ‫الفيروزيين والوقوف على أسباب تع ّلقهم بفيروز وتقديرهم‬ ‫االستثنائي لها‪ ،‬ومحاولة التمييز بين ما هو اجتماعي منها‬ ‫وما يعود إلى فرادة الفنانة‪ .‬وقد ضمت هذه الدراسة ع ّينة‬ ‫شخصا ينضوون في مجموعات فيروزية على‬ ‫مؤلفة من ‪560‬‬ ‫ً‬ ‫موقع فيسبوك‪ ،‬باإلضافة إلى ‪ 16‬مقابلة»‪.‬‬ ‫أن إعجاب الفيروزيين بمطربتهم‬ ‫وبينت هذه الدراسة ّ‬

‫حصل بالنسبة لغالبيتهم في عمر الطفولة‪ ،‬وفي أجواء‬ ‫المنزل العائلي‪ ،‬وكان التأثير شديد الوضوح لدى من اقترن‬ ‫سماعهم لها ألول مرة بمشاهدتها على شاشة التلفزيون أو‬ ‫في المسرح‪ ،‬ما دفعهم إلى التع ّلق بها‪.‬‬ ‫كما ب ّينت هذه النتائج أ ّنه من بين عناصر األغنية المتمثلة‬ ‫بالشعر والموسيقى وصوت المغنيـة وأدائهـا‪ ،‬يمـارس صـوت‬ ‫فيـروز التأثيـر األقـوى لـدى جمهورها‪ .‬هذا الصوت الذي جعل‬ ‫ً‬ ‫مذهول‬ ‫حليم الرومي يرمي العـود من يده ويستمـع إليها‬ ‫حين كان بصـدد إجراء اختبار ألهليتها للعمل كمطربة في‬ ‫اإلذاعة اللبنانيـة‪ ،‬ما زال يمـارس التأثير نفسه على الماليين‬ ‫منذ سبعين سنة‪.‬‬ ‫األيقونة الحية‬ ‫أما بالنسبة إلى صورة فيروز لدى جمهورها فبينت الدراسة‬ ‫أن الرمزية القوية لفيروز تؤشر إلى استمرارية‬ ‫الميدانية ّ‬ ‫صورتها كأيقونة كما عكستها كتابات النخب الثقافية‬ ‫واإلعالمية على مدى عقود ماضية‪ ،‬وهي صورة ال تنفصل‬ ‫عن تلك التي تظهرت من خالل أدوارها المسرحية‪ .‬ويبدو‬ ‫أن الصورة ترسخت وباتت تنتقل من جيل إلى جيل‪ ،‬فوصف‬ ‫ّ‬ ‫فيروز كرمز جاء من مختلف الفئات العمرية‪ ،‬وإن كانت الفئة‬ ‫األصغر قد رأتها بدرجة أولى رم ًزا فن ًيا‪.‬‬ ‫وتنسجم الصفات التي ُأعطيت لفيروز مع الصورة األيقونية‬ ‫التي ُرسمت لها‪ ،‬ففي طليعة هذه الصفات نجد النقاء‪ ،‬ومن‬ ‫ثم الوطنية‪ ،‬فالبساطة والقداسة والحلم والوفاء والترفع‬ ‫ً‬ ‫وصول إلى القداسة‬ ‫سام‪،‬‬ ‫والصالبة‪ ،‬أي أ ّنها تختزن كل ما هو ٍ‬ ‫خصها جمهورها بمكانة مميزة كرمز‬ ‫في نظر البعض‪ .‬وقد ّ‬ ‫ً‬ ‫وقدر مسلكيتها الفنية والشخصية‪ ،‬فضل عن‬ ‫وطني وفني‪ّ ،‬‬ ‫صبرها على آالم كثيرة‪ ،‬وابتعادها عن صخب الحياة التي‬ ‫يعيشها عادة الفنانون والمشاهير‪.‬‬ ‫أخي ًرا‪ ،‬نختتم هذا العرض بما قالته الباحثة في اإلهداء‪ ،‬إذ‬ ‫أرادت هذا العمل الذي أتى في خريف العمر زهرة طموح وأمل‬ ‫دائما وقت‬ ‫لهن‪ :‬هناك‬ ‫تقدمها إلى بناتها الثالث‪ ،‬لتقول‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫سندا‪ ،‬دعمها وشجعها‬ ‫لإلنجاز‪ .‬وإلى زوجها الذي كان لها ً‬ ‫على المتابعة واالستمرار‪ ،‬في لحظات قاسية أوشكت فيها‬ ‫على التراجع‪.‬‬ ‫وتقول ً‬ ‫أيضا‪« :‬هذا العمل هدية متواضعة للسيدة فيروز‬ ‫التي زرع صوتها الجمال في أعمارنا‪ .‬وهو أخي ًرا تحية لروح‬ ‫الشاعر الكبير أنسي الحاج‪ ،‬الذي فتح أمامي أبوا ًبا واسعة‬ ‫الكتشاف الحالة الجمالية االستثنائية التي تم ّثلها فيروز»‪.‬‬

‫‪79‬‬

‫عبارة‬

‫َع َل ُم البالد‬ ‫تتم َمظاهر االحتفال باالستقالل‬ ‫َع َل ُم الدولة هو رمزها وعنوان سيادتها ووحدتها‪ .‬وفي جميع البلدان‪ ،‬ال ّ‬ ‫ً‬ ‫شامخا‬ ‫والمؤسسات‪ .‬فطالما بقي‬ ‫والعروض العسكر ّية التي ُترافقه إال بارتفاع ال َع َلم الوطني فوق الساحات‬ ‫ّ‬ ‫أما في لبنان‪ ،‬فعيد ال َع َلم الذي يأتي قبل ذكرى‬ ‫كانت كرامة الشعب محفوظة وسيادة الدولة مصانة‪ّ .‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫قيادة وشع ًبا‪ ،‬إلى نيل استقاللهم وبناء‬ ‫سنوات سعى خاللها اللبنان ّيون‪،‬‬ ‫نضال‬ ‫بيوم واحد‪ ،‬يختصر‬ ‫ٍ‬ ‫االستقالل ٍ‬ ‫وطن خاص بهم‪ ،‬يح ّققون فيه أحالمهم بغد أفضل لهم وألوالدهم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫واألرزة‬ ‫عدد من النواب ليك ّرسوا دما َء الشهداء‬ ‫فحين ننظر إلى َع َل ِمنا‪ ،‬نستعيد اللحظة التي التقى فيها ٌ‬ ‫َ‬ ‫رئيسي الجمهورية والحكومة‬ ‫واألبيض الناصع رم ًزا للبالد‪ ،‬وسط‬ ‫ُ‬ ‫تصاعد المشاعر الوطنية المنادية بتحرير َ‬ ‫كدولة كاملة السيادة‪ ،‬ذات‬ ‫ومن معهم بعدما اعتقلتهم سلطات االنتداب‪ ،‬ون ْيل لبنان استقالله الكامل‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫اللبناني للم ّرة األولى في بشامون بعد اعتماده رسم ًّيا‬ ‫يومذاك رفرف ال َع َلم‬ ‫وحدود‬ ‫ّحد‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫شعب مت ٍ‬ ‫معترف بها‪َ .‬‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫من قبل حكومة االستقالل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫إلى جانب لحظات النجاح هذه‪ ،‬يختصر ال َع َلم ً‬ ‫ومراحل من الحروب‬ ‫جم ٍة‬ ‫أيضا صمود وطننا أمام‬ ‫ٍ‬ ‫صعوبات ّ‬ ‫والمآسي‪ ،‬م ّرت عليه وتركت تداعياتها الثقيلة على أبنائه وخ ّلفت فيه دما ًرا كبي ًرا وأوقعت اآلالف من الجرحى‬ ‫مجددين التحية‬ ‫والشهداء‪ ،‬لك ّنها لم ُتس ِقط األرزة من عليائها‪ .‬فها نحن في العام ‪ 2021‬نحتفل باالستقالل ّ‬ ‫ّ‬ ‫المؤسسة‬ ‫تطو ْعنا في صفوف‬ ‫لل َع َلم‬ ‫ومؤكدين عهدنا بصون بلدنا‪ ،‬ونستعيد معاني ال َق َسم الذي ّ‬ ‫أديناه يوم َّ‬ ‫ّ‬ ‫العسكر ّية‪.‬‬ ‫الظروف قاهرة وعصيبة‪ ،‬واألزمة قاسية ترخي بظاللها على حياة اللبنان ّيين ومن بينهم عناصر الجيش‪،‬‬ ‫والمؤسسات العامة والخاصة صعوبة في متابعة عملها وتقديم خدماتها للمواطنين‪.‬‬ ‫فيما تواجه القطاعات‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫أن نفوس العسكر ّيين أب ّي ٌة تأبى َّ‬ ‫شامخة في عنفوانها كشموخ‬ ‫مخلصة ل َق َسمها ال تخون األمانة‪،‬‬ ‫الض ْيم‪،‬‬ ‫إال ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ضنينة بدماء الشهداء األبرار وتضحيات الجرحى الذين بذلوا الغالي والنفيس ليبقى الوطن‪ .‬وبوجود‬ ‫ال َع َلم‪،‬‬ ‫هذه التضحيات‪ ،‬يبقى االستقالل مني ًعا عص ًّيا على العواصف والتحديات‪ ،‬وسواعد رجال الجيش وعزائمهم‬ ‫التي ال تلين خير دليل‪.‬‬

‫العميد علي قانصو‬ ‫مدير التوجيه‬

‫‪82‬‬

83

84

Get in touch

Social

© Copyright 2013 - 2024 MYDOKUMENT.COM - All rights reserved.