سيف Flipbook PDF

هذا الحشاش الذي يقف أمامكم الأن اقترف إثمًا عظيمًا، إثم لا يغتفر على الإطلاق ... هذا الخائن انشق عن طائفتنا النزارية الم

62 downloads 110 Views 22MB Size

Recommend Stories


Porque. PDF Created with deskpdf PDF Writer - Trial ::
Porque tu hogar empieza desde adentro. www.avilainteriores.com PDF Created with deskPDF PDF Writer - Trial :: http://www.docudesk.com Avila Interi

EMPRESAS HEADHUNTERS CHILE PDF
Get Instant Access to eBook Empresas Headhunters Chile PDF at Our Huge Library EMPRESAS HEADHUNTERS CHILE PDF ==> Download: EMPRESAS HEADHUNTERS CHIL

Story Transcript

سـيــــ ف رواية د/ رامى األنور


ISBN: 979-8-3735-2483-4


إهداء إلى والدي – رحمة هللا عليه – الذي زرع بداخلي بذرة القراءة منذ الصغر لوالك ما كنت هنا


تنويه هذه رواية خيالية وليست تاريخية على اإلطالق .. ولكن هذا ال يمنع أن بعض أسماء الشخصيات واألماكن واألحداث التاريخية حقيقية بالفعل


1 )1( العام 1114 ميالدية مكان ما غرب بحر الخزر )بحر قزوين حال يا( بالد فارس تحركت قافلة صغيرة مكونة من ثالثة أفراد يمتطون خيولهم، ولم يشق صمت ليل الشتاء الذى يكتنفهم سوى بعض العبارات البسيطة التي يتبادلونها فيما بينهم من حين آلخر. وفجأة قطع هذه العبارات سهم اخترق الهواء ليستقر في صدر أحدهم، فسقط من فوق جواده مصدراًتأوهبسيط ليصرخ أحدهم : جالااا...


سيف 2 قبل أن يقطع سهم آخر عبارته مستقًرا في رقبته ليسقط هو اآلخر مصدًرا حشرجة خافتة. التفت األخير بجواده والذى لم يكن سوى "محمد بن مألوف" حاكم حصن )أردبيل( ليرى أحد الكثبان الرملية والتي تم إطالق األسهم من جهتها، وأنقذته هذه اإللتفاتة من سهم ثالث مر بجواز أذنه اليمنى. نزل من على صهوة جواده وهتف: - من أنت؟ فلتواجهنى إن جرؤت. لم يكد ينهى عبارته حتى قفز رجل هاب ًطا على األرض، ولم تكد قدماه تلمسان األرض حتى جرى مسرًعا باتجاه الحاكم "محمد" شاهًرا سيًفا بيده وهوى به على رأسه ولكنه انحنى يميًنا ليتفادى هذا االنقضاض، والتفت مشهًرا سيفه ليواجه به سيف هذا المهاجم قبل أن يصل إلى رأسه.


3 من هذا القرب استطاع الحاكم أن يرى مهاجمه بوضوح تحت ضوء القمر الذي اقترب من الكمال، كان رجل يرتدى رداء أبيض ذو قلنسوة بيضاء تغطى كامل رأسه، لم يرى مالمح وجهه كلها لكنه هتف: ًبا لك ولكل طائفتك. - أنت أحد أولئك النزاريين المنشقين، ت واختلط صليل السيوف مع تبادل الكلمات بين المتبارزين .... - أنتم هم المنشقين .. أنتم من يرفض االنضمام لإلمام. ًما ؟؟!!!! - اإلمام !!!! أتعتبرون هذا النزاري المنشق إما امتزجت جملة الحاكم "محمد" األخيرة بإبتسامه تهكمية على كلمات هذا الملثم، وأ كمل قائًال: - أنتم وإمامكم المزعوم هذا هم مرض هذه األمة .. مرض يجب القضاء عليه فوًرا قبل أن يتفشى وينتشر في باقى أجزاء الجسد. أشعلت هذه الكلمات الغضب في نفس هذا المهاجم النزاري الملثم، فانقض بسرعة كبيرة عليه وهو يطلق صرخة قتالية ولكن


سيف 4 الحاكم "محمد" تراجع للخلف سام ًحا لسيف الملثم بالمرور أمام وجهه. أدى تراجعه للخلف إلى اختالل توازنه وتعثر أرًضا وسقط السيف من يده، لينتهز الملثم الفرصة ويهجم هجمته األخيرة لينهى هذا القتال ويهوى بسيفه على رأس الحاكم ويحقق مبتغاه .. ولكن توقفت يده ق بل أن يصل السيف لهدفه بواسطة سهم أصاب كتفه. ً أخرج السهم من كتفه ا، وهو يزمجر غضب والتفت ليواجه مهاجمه الجديد الذى أطلق صيحة قتالية وهو يعدو تجاهه . والتقى سيفان مرة أخرى يقطعان صمت هذه الليلة الطويلة. كان هذا المهاجم الجديد يرتدى رداء ذو قلنسوة مماثل لألول ولكنه يختلف بكونه أسود اللون .. هتف المهاجم األول في غضب مع أول التقاء بين السيفين قائًال: - من أنت ؟ وكيف تجرؤ على هذه الفعلة؟!!


5 تجاهله المتشح بالسواد وهتف بـالحاكم "محمد": - ارحل من هنا اآلن وانجو بحياتك .. هذا األمر لم يعد من شأنك. تردد في البداية من االمتثال لهذه األوامر ولكن اإلنهاك الذي أصابه من القتال باإلضافة إلى اللهجة اآلمرة التي تحدث بها هذا المتشح بالسواد جعلته يعدو مسرًعا باالتجاه الذى هرب فيه جواده واختفى في ظالم الليل تاركًا ذو الرداء األسود يواجه المهاجم وحده. وتعالى صليل السيوف مجد ًدا بينهما .... ومع تالقي السيفين قال المهاجم النزاري: - سوف أقضى عليك وأرسلك إلى الجحيم الذى تنتمى إليه. تحرك المتشح بالسواد ليتفادى ضربة سيف وأجابه: - الجحيم هو حدائق الشيطان التي تم خداعك بها أنت وأمثالك. زادت الجملة األخيرة من حنقه فأجابه في غضب:


سيف 6 - لقد تجاوزت حدودك في الحديث أيها الملعون. مزج المهاجم النزارى جملته األخيرة بصرخة قتالية وانقضاضه قوية، ولكن المتشح بالسواد تفادى ذلك برشاقة وتجاوزه ليهوى بمقبض سيفه على رأسه من الخلف. أسقطته هذه الضربة أرًضا فاستغل المتشح بالسواد سقطته وجرده من سيفه، حاول القيام من سقطته ولكن ضربة أخرى أعادته لألرض مرة ثانية. أخرج حبل معلق بحزامه ليكبله به، فحاول هذا المهاجم أن يتملص من قبضته ولكن دون جدوى فهتف به: - هل ستقتل رجًال أعزل؟ - أتظن أنى مثلك أتخذ من االغتياالت منه ًجا لي في الحياة. - من أنت؟ وماذا تريد؟!! - أريد أن أخلص العالم من شروركم.


7 - شرورنا !!!! .... نحن نفعل هذا لنسمو بأنفسنا. - إني أشفق عليك وعلى ما تعتنقه من أفكار شيطانية. - أفكار شيطانية .... لقد تجاوزت حدودك بالفعل أيها األحمق. - هذا األحمق سيتركك حياً لكي تذهب برسالة مني إلمامك المزعوم .. قل له إنني سآتي إليه، وعندما أحضر من األفضل له أن يهرب. استغرب من تلك الكلمات الجريئة ورد عليه في دهشة ملحوظة: - يهرب !! من أنت ؟!!!! - "سيف".


8 )2( على بعد أميال، وفي بيت صغير من طابقين ملحق به إسطبل للخيول ومحاط بسور صغير يبدو عليه من الخارج أنه مهجور من البشر إال من إضاءة خافتة تخرج من النافذة .. دخل "سيف" غرفته ليريح جسده مستعيًدا ذكريات ما حدث قبل ليلتين وإنقاذه لحاكم حصن )أردبيل( من االغتيال. كانت المعلومة التي عرفها صحيحة ودقيقة للغاية فيما يتعلق بعملية اغتيال الحاكم "محمد" وتوقيتها، وبالفعل لوال تواجده لكان أتم هذا الحشاش مهمته وقام باغتيال الحاكم ... ما فعله سيؤخر خطة إمامهم كثيًرا، فلن تسنح لهم فرصة مثل هذه مرة أخرى .. الحاكم "محمد" سيكون أ كثر حذًرا في المستقبل.


9 دوت طرقات على باب المنزل أخرجته من هذا التفكير. ً خرج "سيف" ليفتح الباب محدثا نفسه : - من سيأتي إلى هذا المكان في هذه الساعة وفي هذا الجو العاصف !! فتح الباب ليجد أمامه رجل كبير في السن ومعه امرأة شابة، لم يتبين مالمحهما جيًدا بسبب الظالم .. بدأ الرجل الحديث بسرعة قائًال: - اعذرني أيها األخ، لقد ضللنا الطريق في هذه العاصفة ولمحنا ضوء منزلك من بعيد فأتينا إليه. أجابه "سيف" بابتسامه ودودة: - تفضل أيها الشيخ ..... تفضال واتركا لي جوادكما لكي أدخلها بجوار جوادى من هذا الطقس. - شكًرا لك .. شكًرا لك.


سيف 10 خرج "سيف" وأدخل الجوادين بجوار جواده باإلسطبل الملحق بالمنزل وعاد مرة أخرى للداخل. دخل المنزل ليجد الرجل والمرأة قد ارتاحا في غرفة المجلس بالمنزل .. كان يبدو على الرجل أنه في العقد الخامس من عمره، ولكنه مازال محتف ًظا بلياقته، ولوال بعض التجاعيد البسيطة التي بدأت في الظهور في وجهه لظن من يراه أن عمره أصغر بعدة أعوام قابله الرجل بالوقوف قائًال: .. - أدعى "مجواد بن مؤيد الدين" وهذه ابنتي "رانسي" .. كنا عائدين من بلدة )دوالب( إلى بلدتنا )موغان( عندما هبت تلك العاصفة الشديدة فجأة. أجابه "سيف": - من حسن الحظ أنى أسكن في هذه المنطقة إذن. رد عليه "مجواد":


11 - بالفعل يا بني .. حم ًدا لله أننا الحظنا هذه اإلضاءة الخافتة في وسط ضوء هذا البرق الشديد. - حم ًدا لله .. ثم أضاف وهو يشير بيده ناحية الدرج الداخلي للمنزل: يوجد باألعلى غرفتين للنوم، سأتركهما لكما وسوف أنام هنا هذه الليلة. - سوف نثقل عليك هكذا. - ال، ال تقل هذا .... تفضال لترتاحا من عناء السفر. وأشار بيده لألعلى، فتحرك الرجل ووراءه ابنته صاعدين الدرج ودخال أول غرفة مواجهة لهما، وما أن أغلقا الباب خلفهما حتى تكلمت "رانسى" للمرة األولى منذ دخولها المنزل: - أمتأكد أنت يا أبى أنه هو من تسعى إليه ؟؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


سيف 12 وقف المهاجم النزاري أمام قائده داخل قلعته مطاطىء الرأس خاض ًعا لتلك الصرخة التي امتزجت بصوت دوى الرعد في الخارج وهطول شديد لألمطار. - ماذا ؟؟ لم تستطع قتله !!!! أجابه وهو ما زال ال يستطيع رفع رأسه ليواجهه: - شخص يدعى "سيف" هجم في اللحظة التي كنت أنوي أن أنهى فيها حياة الحاكم. - "سيف" !!!! - نعم، هذا هو إسمه .. وبعث برسالة إليك معي. أجابه اإلمام في سرعة: - ما هي ؟


13 تردد المهاجم النزاري قليًال، ولكن خوفه من ازدياد غضب قائده جعله ينطق بما لديه وهو يتوقع أال يخرج من هذه القاعة على قدميه مرة أخرى: - قال أنه سوف يأتي إليك، وعندما يأتي من األفضل لك أن تهرب. - أهرب !!!! لقد تجاوز هذا الملعون الحدود. امتزجت تلك الجملة األخيرة بصوت رعد آخر شق هذا الليل .. وقام من عرشه وهو يواصل في غضب: - "سيف" أخبرك أنه من األفضل لي أن أهرب ؟ تراجع المهاجم النزاري للخلف بخطوات بطيئة وهو يجيب: - نعم يا موالي .. هذا هو ما قاله. صرخ اإلمام: با لك يا "سيف". - ت ثم أضاف في غضب:


سيف 14 - اذهب اآلن، أنت محروم اليوم. خرج المهاجم في صمت شاكًرا في سرهأن اإلمام لم يطلب معاقبته على تقصيره في أداء مهمته، في حين استمر اإلمام في الحديث لنفسه .... - وصلت بك الحماقة يا "سيف" أن تبعث لي بتهدي ًدا ... ًا لك أيها المنشق الحقير .. تب لن تنجو بفعلتك هذهأب ًدا يا "سيف" .. لن تنجو أب ًدا. لم يكد يتم عبارته حتى دخل عليه أحد معاونيه، فبادره في غضب واضح: - هات ما عندك. أجابه الوافد الجديد: - سيدى، ماذا سنفعل اآلن ؟ - ماذا تقصد؟


15 - هجمات السلطان "محمد" المتتالية على المناطق المحيطة بالقلعة وتدميره للمحاصيل بدأ يؤثر بالسلب على مخزوننا .. األمل بتوسيع رقعتنا باإلستيالء على منطقة حصن )أردبيل( قد تبدد األن بعد فشل اغتيال حاكم الحصن. صمت "حسن الصباح" للحظات ثم أجابه وهو يعود للجلوس على عرشه: - اتركني ألفكر في حل لهذه المشكلة. ثم أضاف وهو يجلس ليواجهه: ي - ولكن ما يهمنى اآلن هو أن تأتوا إل برأس هذا المنشق المدعو "سيف" بأي وسيلة كانت .. ابحثواعنه تحت كل صخرة في الصحراء إن لزم األمر حتى تجدوه، أفهمت ؟ أجابه معاونه وهو يخرج من القاعة: - حسًنا يا سيدي.


16 )3( "يقولون أن الحرب خدعه ...." "وأن ما أخذ بالقوة ال يسترد إال بالقوة ...." "هذا ما حدث، وما زال يحدث، وسوف يحدث ........" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العام 1093 غرفة الحاكم بحصن )رودبار ( جلس حاكم الحصن "ثابت بن علم الدين" يتابع صغيره ذو األربعة أعوام وهو يلهو بحصان خشبي صغير، وخياله يسرح


17 بعيًدا في التغييرات التي حدثت في المنطقة في السنوات األخيرة والتطورات التي سوف تحدث بعد اغتيال الوزير السلجوقي "نظام الملك" وتأثير هذا على امتداد سيطرة "حسن الصباح" على المنطقة. قطع تفكيره صوت طرقات هادئة على باب الغرفة، فهتف وهو يعدل من جلسته: - ادخل. دخل أحد حراسه قائًال: - رسول قادم إليك يا سيدي وينتظرك بالقاعة الرئيسية. أجابه "ثابت" وهو يقوم من جلسته ويتجه نحوه : - حسًنا، سأخرج إليه اآلن .. اذهب إلى زوجتي بجناح النساء وأخبرها أن تأتى لتجلس مع الطفل. - أمرك يا سيدي.


سيف 18 خرج الحارس لتنفيذ ما ُطلب منه، ومن ورائه "ثابت" ليقابل الرسول وترك وحيده في الغرفة يلعب إلى أن تأتى زوجته. ظل الطفل يلعب ويركض في أنحاء الغرفة وينتقل من ركن آلخر، وفجأة وهو يلتفت اصطدم بشخص ووقع أرًضا. قبل أن يفتح فاه ليصرخ كان الشخص يرفعه ويكممه، واتجه به نحو النافذة المفتوحة التي كان قد دخل منها. ولكن قبل أن يصل إلى النافذة ُفتح باب الغرفة ودخلت زوجة الحاكم، وما أن رأت هذا المشهد حتى هتفت: - من أنت؟ وماذا تفعل هـ.... لم يكتمل سؤالها بسبب خنجر قطع سماء الغرفة ليستقر في منتصف جبهتها فسقطت على األرض جثة هامدة أمام أعين طفلها ذو األربعة أعوام والذي حاول أن يتملص من قبضة خاطفه القوية دون جدوى. ــــــــــــــــــــــــــــــ


19 اتجه حاكم الحصن "ثابت" باتجاه القاعة الرئيسية .. كان في نهاية عقده الثالث، ورث حكم الحصن عن أبيه قبل بضعة أعوام، وكان يشتهر بقوته الجسمانية ومهاراته القتالية العالية. في طريقه للقاعة قابل مستشاره الخاص، أو باألحرى صديقه المقرب .. كان يصغره بعامين فقط ولكنه ذو حكمة بالغة تفوق عمره، باإلضافة بالطبع لمهاراته القتالية المماثلة لمهارات صديقه. بادره "ثابت" قائًال: - سر معي لنقابل هذا الرسول .. أتعلم من أين أتى؟ أجابه المستشار: - ال، ال أعلم. ًرا جيدة، فاألوضاع في المنطقة تزداد سو ًءا - أتمنى أن يحمل أخبا وعدم استقرار. ثم أضاف قائًال:


سيف 20 - لقد كنت أفكر فيما يحدث في المنطقة وفي أفعال المدعو "حسن ي الصباح" منذ لحظات .. من الجل أنه لم يكت ف باغتياله لـ"نظام الملك". - أنت تعلم أنه يسعى لما هو أكثر من ذلك. - بالفعل .. لن يهدأ له بال حتى يسيطر على المنطقة بأكملها ويجعل كل من فيها تاب ًعا لطائفته اإلسماعيلية. دخل االثنان القاعة ليجدا الرسول بانتظارهما، بدأ "ثابت" بالحديث وهو يجلسه على كرسيه: - من أين أتيت؟ أجاب الرسول: - أنا رسول اإلمام "حسن الصباح". دهش "ثابت" من إجابته، وتبادل نظره سريعة مع مستشاره، ثم هتف بحده:


21 - هات ما لديك. أجابه الرسول في سرعة: - إن الرسالة التي أحملها يا موالي سرية، فأرجو أن أخبرك بها على انفراد. رد عليه "ثابت": - كل من في القاعة هم أشخاص موثوق بهم، يمكنك أن تتحدث بحرية. - ولكنى أصر يا موالي .. لن أطيل عليك أكثر من دقائق معدودة. أجابه "ثابت" في غضب: - هات ما عندك اآلن أو ارحل. تردد الرسول قليًال ثم قال: - حسناً يا موالي .. هل من الممكن أن أقترب ألهمس إليك بالرسالة.


سيف 22 - اقترب. اقترب الرسول من "ثابت" بضع خطوات، وقبل أن يصل إليه أخرج خنجًرا من طيات ثيابه وانقض به عليه وغرس الخنجر حتى مقبضه في صدره، أصدر "ثابت" تأوه بسيط قبل أن يسقط جثه هامدة أمام أعينهم جميًعا. حدث كل هذا في أقل من ثانيتين، قبل أن يستطيع أحد من الحراسة أو المستشار الخاص بالحاكم التحرك .. صرخ المستشار وهو ينقض على الرسول : - لقد قتل الحاكم .. اقبضوا عليه. تلقى الرسول انقضاضة المستشار على ساعديه في خفه ودفعه للخلف، ولكن المستشار تماسك ولكمه في وجهه ليسقطه أرًضا. ما أن وقع أرضاً حتى أخرج قنينه صغيرة وفتحها وابتلع كل ما بها قبل أن يستطيع أحد من الحراس تكبيله .. ليستقر هو اآلخر جثه هامدة بجوار جثة الحاكم.


23 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )) اآلن (( )) منزل سيف (( قضى سيف ليلته على األريكة يفكر في ضيفيه ولماذا يبدو وجه هذا الرجل مألو ًفا لديه .. يشعر أنه رآه من قبل ولكنه ال يتذكر متى حدث ذلك، وهذا غريب عليه فهو ال ينسى وجه شخص رآه أب ًدا ... وابنته أي ًضا، لم يرها من قبل ولكنه يشعر ببعض األلفة ناحيتها. عاد تفكيره بعدها عائ ًدا لما حدث قبل ليلتين وإنقاذه لحاكم حصن "أردبيل" .. ما فعله سوف يغضب إمامهم أكثر وأكثر .. حصن "أردبيل" كان أحد أ كبر العقبات التي تقف في طريق تحقيق حلمه بالسيطرة على محيط بحر الخزر بأكمله. نجاة الحاكم "محمد" من االغتيال ستجعله يركز أكثر مع هذا الخطر المحيط به في ظل عدم استقرار المنطقة وتصارع أبناء


سيف 24 )ملكشاه بن ألب أرسالن( على حكم الدولة السلجوقية، باإلضافة النعزال بقايا الدولة العباسية عنهم بمواجهة الغزو الصليبي .. وبالتالي تزايد صعوبة السيطرة على المنطقة بالنسبة لهؤالء الحشاشين المنشقين. حدث "سيف" نفسه قائًال: - يجب أن أنتقل من حالة الدفاع إلى الهجوم ... يجب إنهاء خطر الحشاشين إلى األبد ... يجب القضاء على "حسن الصباح".


25 )4( - المهمة تمت بنجاح يا سيدي. نطق الحشاش الذي اختطف الطفل وقتل والدته بهذه العبارة وهو يقف أمام إمامه "حسن الصباح" بداخل قلعة )ألموت( الحصينة .. وأضاف: ُقتل "ثابت بن علم الدين" حاكم حصن )رودبار( وزوجته أي ًضا، - واختطفنا ابنه. ظهرت عالمات الرضا على وجه "الصباح" وأجابه: - وأين الطفل اآلن ؟؟ - في األسفل يا موالي .. اضطررنا أن نخدره أثناء طريق العودة ألنه كان كثير اإلزعاج.


سيف 26 - هل هناك أي خسائر ؟ - فرد واحد فقط يا موالي. - لقد ضحى بحياته في سبيل هدف أسمى وذهب إلى جنات العال .. وهذا ما يجب أن تعملوا كلكم من أجله ليل نهار. ابتسم الحشاش وهو يجيبه: - كلنا في خدمتك يا موالي اإلمام. أجابه "الصباح": - حسًنا. ثم نهض من عرشه وتحرك باتجاه النافذة التي تطل على باحة القلعة، وتابع كالمه: - ضع الطفل مع بقية األطفال حتى يتعلم تعاليمنا اإلسماعيلية وأساليبنا القتالية، أريده أن يصبح مقاتل ال يشق له غبار. ثم أضاف في حزم:


27 - يجب أن ينسى من هو ومن أين أتى في أسرع وقت. أجابه الحشاش وهو يرجع إلى الخلف دون أن يولى ظهره إلمامه: - كما تأمر يا سيدي. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ في صباح اليوم التالي .. دخل "مجواد" إلى غرفة الجلوس ليجد ًرا ويهمهم "سيف" ما زال نائ ًما .. كان يتقلب في نومته يميًنا ويسا بكلمات غير مفهومة لم يستطع "مجواد" أن يفهم منها سوى كلمة واحدة ظل "سيف" يرددها باستمرار وهى "أماه .. أماه". هزه "مجواد" ليوقظه فانتفض "سيف" قائًال: - ماذا حدث؟ - ال شيء .. لقد كنت تتقلب في نومتك وأنت تردد "أماه .. أماه" .. هل كان يراودك حلم خاص بأمك؟ أجابه سيف وهو يقف :


سيف 28 - شيء من هذا القبيل. - هيا بنا لنتناول وجبة اإلفطار .. لقد أعدتها "رانسى" منذ قليل. جلس الثالثة يتناولون إفطارهم في صمت، حتى قطع "مجواد" هذا الصمت وهو يسأل "سيف": - ولكن لماذا تعيش هنا بمفردك في هذا المكان المنعزل؟ وأين نشأت ؟ اجابه "سيف" باقتضاب: - إنها قصة طويلة يا سيدي، ال مجال لسردها اآلن. ثم صمت للحظات وأضاف: - أرى أن الطقس قد اعتدل قليًال، ولكنه ما زال ال يصلح للسفر .. من الممكن خالل يوم أو اثنين على األكثر أن يتحسن وتستطيعان المضي إلى مقصدكما. - بالفعل يا ولدي .. هذا ما كنا نخطـ.....


29 قطع عبارته سهم اخترق زجاج النافذة ليستقر فى العامود الخشبى خلفه، فصرخت "رانسي" في رعب وهتف بهم "سيف": - انخفضااا.


30 )5( وقف "حسن الصباح" فى باحة قلعة )ألموت( يراقب الفتية الصغار وهم يتدربون على أساليب القتال واستخدام األسلحة المختلفة من مبارزة بالسيوف ورمي السهام، ودون أن يلتفت إلى معاونه الذي يقف خلفه سأله: - كيف حال "سيف" في التدريبات ؟ أجابه في سرعة: - جيد ج ًدا يا سيدي .. إنه يظهر مهارة تقارب من هم أ كبر منه سًنا ويكاد ينهى التدريبات األساسية على الرغم من أن عمره لم يتجاوز العشرة أعوام بعد. سأله "الصباح":


31 - وهل يتذكر أي شيء عن طفولته قبل أن يأتي إلى هنا؟ صمت معاونه قليًال، ثم أجاب في تردد: - في بعض األحيان يهمهم أثناء نومه وينادي أمه .. ولكن أظن أنه ًم مع الوقت سينسى تما ا كل شيء. التفت إليه "الصباح" فجأة وقال: - تظن !!!! ثم أضاف في غضب: جد حًال لهذه المشكلة وبسرعة، إذا لم ينسى اآلن لن ينسى أب ًدا. - وأضاف وهو يعود إلى القلعة: - لدي خطط عظيمة لهذا الطفل .. ال أحد غيره يستطيع تنفيذها. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


سيف 32 كان منزل "سيف" محاط من جهتيه الخلفية واليسرى بجبل صغير جعلت من المنزل كأنه مبني في حضن هذا الجبل .. أما في جهته اليمنى فكان يوجد اإلسطبل الصغير الملحق بالمنزل على مقربه منه ومن ورائه صحراء شاسعه تمتد أمام جهة المنزل األمامية أي ًضا، ويفصل المنزل واإلسطبل عن هذه الصحراء سور خشبي صغير يمتد حول المنزل من جهتيه األمامية واليمنى. ومكون من طابقين ويرتفع قليًال أما المنزل نفسه فكان صغيًرا عن األرض مسافة حوالي النصف متر ويقف على قاعدة خشبية مكونة من العديد من األعمدة القصيرة، ولكن هذه القاعدة مغطاة ً من جميع الجوانب بحاجز خشبي فال تظهر نهائيا. - اتبعاني. هتف "سيف" بهذه الكلمة وهو يتحرك حبًوا على يديه وقدميه إلى منتصف الغرفة ليتفادى أ كثر من سهم اخترقا نوافذ المنزل ورفع السجادة التي كانت تغطي جزء من األر ضية ليظهر من تحتها باب سري في أرضية الغرفة ذو مقبض.


33 جذب "سيف" المقبض وقا ل لـ"مجواد" و "رانسي": - انزال أسفل المنزل وابقيا هناك، وال تخرجا ألي سبب كان حتى أتي إليكما. بدأت "رانسي" بالهبوط، في نفس الوقت الذي قال فيه أبيها: - وأنت ماذا ستفعل ؟ أجابه "سيف": - سأتعامل مع من يطلق هذه السهام. رد عليه "مجواد" وهو يتبع ابنته: - وحدك!! .. كيف ذلك؟ أجابه "سيف" في سرعة: - ال مزيد من األسئلة .. هيا بسرعة.


سيف 34 أغلق "سيف" الباب الخشبي وراءهما وتحرك باتجاه مؤخرة ً المنزل وفتح بابًا خلفيا يؤدي إلى المسافة البسيطة التي تفصل المنزل عن الجبل خلفه والتي ال تتجاوز العشرة أمتار. تحرك "سيف" باتجاه اإلسطبل وقطع المسافة الصغيرة التي تفصله عن المنزل في خفة وتوارى داخله. فتح باب اإلسطبل وقبل أن يدلف للداخل لمح مطلقي السهام، كانوا ثالثة من الحشاشين بزيهم األبيض وكانوا يتجاوزون السور الخشبي الصغير المحيط بالمنزل .. اتجه األول باتجاه اإلسطبل فيما اتجه اآلخران باتجاه المنزل، دار أحدهما حول المنزل ليدخل من جهته الخلفية فيما انتظر اآلخر أمام الباب الرئيسي للمنزل ليهجما معاً في نفس الوقت. فتح األول باب اإلسطبل في هدوء وتقدم بخطوات بطيئة للداخل، وبمجرد أن تجاوز الباب الخشبي هاجمه "سيف" من الخلف وأحاط عنقه بساعده بقوة .. حاول الحشاش أن يفلت من قبضة


35 "سيف" القوية ولكنه لم يستطع المقاومة حتى خارت قواه وغاب عن الوعي. أرقده "سيف" بجوار جدار اإلسطبل وخرج باتجاه المنزل، كان االثنان بالفعل داخل المنزل ووصل إلى سمعه صوت صراع بالداخل، فأسرع باتجاه الباب ودخل المنزل ليتسمر مكانه من المفاجأة. كان "مجواد" يعطى أحد المهاجمين لكمة قوية في فكه كانت هي التي أجهزت عليه ليسقط فاق ًدا للوعي على أرضية الغرفة، ولكن المفاجأة األكبر كانت في "رانسي" التي كانت تتفادى انقضاضة الحشاش اآلخر وتلكمه في معدته ثم تدور حول نفسها نصف دورة لتضربه بقدمها في ساقه من الخلف ليقع على األرض .. وقبل أن ينهض كانت قد أضافت لكمة أخرى لوجهه ليرقد بجوار زميله فاق ًدا للوعي. إلى "سيف" الذي بادرهما قائًال: التفت االثنان - من أنتما بالتحديد!!


سيف 36 تجاهل "مجواد" سؤاله، ورد قائًال: - يجب أن نرحل من هنا وبسرعة .. عدم عودة هؤالء القتلة إلى قائدهم معناه وجودك بهذه المنطقة، وبالتالي سيأتي المزيد منهم إلى هنا. ثم أضاف: - اجمع أشياءك المهمة فقط في سرعة إلى أن أحضر األحصنة من اإلسطبل. ذراعه قائًال: أوقفه "سيف" من - هذا منزلي، وأنا فقط من يحدد متى أبقى فيه ومتى أرحل عنه ي .. ولن أتحرك من مكاني قبل أن أعلم من أنتما ؟ ولماذا جئتما إل بالتحديد؟؟!!!! حرر "مجواد" ذراعه من قبضة "سيف" وأجابه: - ال يهم من نحن .. المهم هو أن تكون تعلم من أنت وما أصلك؟ ولماذا يهتم بك "حسن الصباح" لهذه الدرجة؟


37 )6( العام 1100 باحة قلعة )ألموت( جلس "سيف" بعد أن أنهى جزء من تدريبات المبارزة مع أحد زمالؤه والذي يكبره ببضعة أعوام، كان قد أتم عامه الحادي عشر منذ عدة أسابيع ولكنه يتدرب مع عدد من الحشاشين الصغار أقلهم في الرابعة عشر من عمره. أعطاه زميله بعض الماء ليرو ي عطشه فتناولها "سيف" وشرب القليل، ثم سأله: - هل تحدثت إلى اإلمام "حسن الصباح" من قبل؟


سيف 38 أجابه: - لماذا تسأل هذا السؤال؟ - ال أعلم، لقد راودني فجأة، خاصة وأني ال أعلم أي تفاصيل عن حياته وبداية دعوته غير بعض المعلومات البسيطة التي يعطوها لنا في جلسات التحضر. - وما الذي تتذكره من هذه الجلسات عن موالي "الصباح"؟ - أنه انتسب إلى الطائفة اإلسماعيلية الفاطمية منذ بداية عمره وتلقى تعاليمه على يد أ كثر من معلم إسماعيلي، وصل إلى مصر في نهاية عام 1078 ميالدية في عهد الخليفة الفاطمي "المستنصر بالله". - وماذا أي ًضا؟ - ال شيئ غير أنه خرج من مصر وبدأ في نشر التعاليم النزارية في هذه المنطقة، ودخل قلعة )ألموت( عام 1090.


39 - هناك الكثير الذي ينقصك، لدي العديد من المعلومات التي سمعتها ممكن يكبرونا سًنا ويتبعون موالي "الصباح" منذ البداية. - هات ما لديك. - كان كثير الترحال في بداية عمره .. ولد في فارس وانتقل بين أصفهان وسوريا وفلسطين حتى وصل إلى مصر كما قلت، ولكنه مكث بمصر ثالث سنوات فقط وعندما اختلف مع أمير الجيوش "بدر الدين الجمالي" المستبد عاد إلى فارس وبدأ في التنقل بين أقاليمها وجمع األتباع له وللطائفة النزارية. وصلت األخبار إلى "نظام الملك"وزير السلطان السلجوقي "ملكشاه" فأمر باعتقاله ولكنه هرب حتى وصل إلى إقليم قزوين وتحدي ًدا إلى قلعتنا هذه. - لقد أحسن االختيار بالفعل، فقلعة )ألموت( ذات موقع متميز ج ًدا .. على قمة جبل عالي بارتفاع حوالي 2000 متر وال يوجد لها أي طريق للوصول سوى طريق جبلي واحد فقط مصطنع .


سيف 40 أثنى زميله على كالمه قائًال: - ولذلك تعتبر قلعة منيعة يصعب غزوها أو حتى محاصرتها، ظلت صامدة منذ أن تم بناءها في القرن التاسع الميالدي، ولكن هذا لم يكن عسيًر استطاع دخولها ا على موالي "الصباح"، فقد والسيطرة عليها منذ حوالي 10 أعوام، وأقام بها، وظل تاب ًعا للشيعة اإلسماعيلية حتى وفاة الخليفة الفاطمي "المستنصر بالله" عام 1094. وعندما تولى "المستعلي بالله" الحكم خلًفا لوالده على الرغم من أنه االبن األصغر، حدث خالف بينه وبين أخيه األكبر "نزار" فسجنه "المستعلي" وتوفي في السجن. - ألن ُيحدث هذا انشقاق بين األتباع؟ - بالفعل حدث ذلك، فقد انقسم الشيعة الفاطميين إلى "نزارية مشرقية" و"مستعلية مغربية" .. وفاة "نزار" وضعت تابعيه في أزمة نظًرا ألهمية اإلمام في التكوين الديني والسياسي للشيعة اإلسماعيلية، وظلوا في انتظار ظهور إمام جديد .. انضم موالي


41 ي "الصباح" وطائفته إلى الشيعة النزاريين وأصبح كول لإلمام المنتظر، وبالتالي أصبح في عداء مع الخليفة الفاطمي في مصر "المستعلي بالله" باإلضافه لعداءه مع الدولة العباسية. - وال تنسى الصراع الدائم مع السالجقة والذي تضاعف بعد موت الوزير "نظام الملك" في بداية توطيد حكم اإلمام في منطقة قلعة )ألموت( ومحيطها. - بالفعل، وهنا أصبح موالي وحيًدا في المنطقة بال أي حلفاء، فقط هو ونحن في مواجهة الجميع. - سمعت أنه طوال السنوات الماضية لم يخرج من القلعة قط، أهذا صحيح؟ أجابه زميله: - نعم، ظل بها يخطط لتوطيد حكمه بالمنطقة أكثر وأكثر وجمع العديد من التابعين له وللطائفة. ثم أضاف وهو يقوم من جلسته:


سيف 42 - هيا لنكمل التدريبات قبل أن يدرك أحد القادة طول مدة راحتنا هذه. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ًق انطلق الثالثة على أحصنتهم خارجين من المنزل شر ا باتجاه القرية القريبة على ساحل بحر الخزر .. لم ينطق أيًا منهم بكلمة واحدة طوا ل الطريق حتى وصلوا إلى مشارف القرية. توقف "سيف" قبل أن يدخلوا إلى القرية وقال لهم: - هناك بيت آخر أمتلكه في طرف هذه القرية من الشمال الشرقي على ساحل البحر مباشرة. وأضاف وهو ينزل من فوق حصانه: - ولكننا اآلن سندخل القرية أوًال لنحاول أن نشتري ما نحتاجه من مؤن تكفينا ليومين أو ثالثة على األكثر حتى نعرف ما خطوتنا القادمة. أجابه "مجواد" وهو يسير بجوار ه باتجاه القرية:


43 - حسناً يا "سيف"، ولكن يجب أن نأخذ الحيطة فهذه القرية بها العديد من التابعين لطائفة "حسن الصباح" النزارية، ومن الممكن أي ًضا أن نقابل بعض الحشاشين المنتشرين في المنطقة كلها بحثاً عنك. استغرب "سيف" من حديث "مجواد": - كيف لك أن تعلم كل هذا !! .. كيف تعرف أن الحشاشين يبحثون عني في المنطقة كلها ؟؟!!!! جاءته اإلجابة على لسان "رانسي": - ليس اآلن يا "سيف". وأضاف أبيها: - سأحكي لك كل شيء عندما نستقر ونتأكد من عدم وجود أي خطر محيط بنا.


سيف 44 كانوا قد دخلوا بالفعل إلى القرية وبدأوا بالسير باتجاه السوق الموجود شرق القرية، فانصاع "سيف" لكالم "مجواد" وسار بجوار ه ومن خلفهم "رانسي". انتهوا من شراء ما يحتاجونه وساروا باتجاه بيت "سيف" الثاني، وتواروا عن األنظار قدر المستطاع حتى ال يثيروا شبهات أهل القرية من التابعين لطائفة "حسن الصباح". وبمجرد أن دخلوا البيت وجه "سيف" كالمه لهما قائًال: - اآلن .. من أنتما؟ وماذا تريدا ن منى؟ أجابه "مجواد": - نريد أن نحميك ونساعدك في صراعك ضد الحشاشين. رد عليه "سيف" باستغراب: - وكيف تعلم أني في صراع ضد الحشاشين؟ أجابته "رانسي" هذه المرة:


45 - نحن نعلم الكثير عنك يا "سيف"، وكما قال أبي نحن فقط نريد أن نساعدك. التفت "سيف" ناحيتها قائًال: - وكيف لي أن أتأكد من هذا؟ .. كيف أتأكد من صدق نواياكم؟ - أنت كثير األسئلة وكثير التشكك بمن حولك. - اعذريني، فإذا حظي ت ب حياة مثلي ألصبح هذا طبع لديك أي ًضا. ثم وجه ك المه لـ"مجواد": - وبمناسبة الحديث عن نشأتي، ماذا قصدت بقولك لي صباح اليوم قبل أن نخرج من بيتي اآلخر أنك تعرف من أنا وما أصلي !!!! أجابه "مجواد": - اجلس يا "سيف" وسأحكي لك كل شيء.


Get in touch

Social

© Copyright 2013 - 2024 MYDOKUMENT.COM - All rights reserved.