‫الفهرس‪:‬‬ ‫ ‬

‫صدور األمر الملكي‪2 .........‬‬ ‫الدولة السعودية االولى‪3 ........‬‬ ‫الدولة السعودية الثانية‪14 ........‬‬ ‫الدولة السعودية الثالثة‪19 .........‬‬ ‫شعار يوم التأسيس‪24 .......‬‬ ‫اهداف يوم التأسيس‪30 .......‬‬ ‫ ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫ ‬

‫صدور األمر الملكي‬ ‫أفادت وكالة األنباء السعودية الرسمية (واس)‪ :‬بصدور أمر ملكي‪:‬‬ ‫يكون يوم (‪ 22‬فبراير) من كل عام يوما لذكرى تأسيس الدولة‬ ‫السعودية باسم (يوم التأسيس)‪ ،‬ويصبح إجازة رسمية"‪.‬‬ ‫وأشار األمر الملكي إلى "بداية تأسيس اإلمام محمد بن سعود قبل ‪3‬‬ ‫قرون‪ ،‬في منتصف عام ‪1139‬هـ (‪1727‬م) للدولة السعودية األولى‬ ‫التي استمرت إلى عام ‪1233‬هـ (‪1818‬م)‪ ،‬وعاصمتها الدرعية‬ ‫ودستورها القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم"‪.‬‬ ‫ ‬

‫)‪(2‬‬

‫الدولة السعودية االولى‬ ‫الدولة السعودية األولى أو إمارة الدرعية هي دولة تأسست في‬ ‫الدرعيةعام ‪ 1744‬وشملت أجزاء كبيرة من [[شبه الجزيرة‬ ‫العربية]‪ .‬أسسها محمد بن سعود آل مقرن‪ ،‬أمير الدرعية‪ ،‬والتي‬ ‫اتخذها عاصمة لدولته‪ ،‬وانتهت الدولة السعودية األولى بسقوط‬ ‫عاصمتها الدرعية بيد القوات المصرية تحت قيادة إبراهيم باشا‬ ‫عام ‪ 1818‬واستسالم عبدالله بن سعود‪.‬‬ ‫ُأ‬ ‫بعد ميثاق الدرعية الذي برم بين محمد بن عبد الوهاب واألمير‬ ‫محمد بن سعود توّس ع نطاق الدولة وباتت تضّم نجد وإقليم‬ ‫العارض‪ ،‬ويقصد به الدرعية والرياض والعيينة‪ ،‬ومنفوحة‪ ،‬وضرما‪،‬‬ ‫وأقاليم الوشم‪ ،‬وسدير‪ ،‬والخرج‪ ،‬والقصيم‪ ،‬وجبل شمر‪ ،‬وبريدة‪،‬‬ ‫واإلحساء‪ ،‬وتوّس عت حتى حدود الخليج العربي فضّم ت الكويت‬ ‫وقطر وُع مان واألردن والعراق‪.‬‬ ‫كانت نهاية الدولة السعودية األولى على يد محمد علي باشا والي‬ ‫مصر‪ ،‬حيث أرسل ابنه إبراهيم باشا إلى الحجاز في حملة عسكرية‬ ‫موسعة‪ ،‬وتمكن بعد خوض معارك طاجنة من دخول الحجاز‪،‬‬ ‫والوصول إلى الدرعية عاصمة الدولة السعودية األولى‪ ،‬فدّم رها‬ ‫ونهب ما فيها من أموال وخزائن أمرائها‪،‬‬ ‫ ‬ ‫)‪(3‬‬

‫بعد أن تّم إلقاء القبض على اإلمام عبد الله بن سعود مع عدد كبيٍر‬ ‫من رجاالت ومشايخ وأمراء وعلماء وأئمة الدولة السعودية األولى؛‬ ‫حيث تّم اقتيادهم إلى األستان بعد التحقيق معهم وتنفيذ حكم‬ ‫اإلعدام بحّق هم‪ ،‬وُيذكر منهم أمير منطقة الخرج عبد الله بن‬ ‫سليمان بن عفيصان‪ ،‬وأمير منطقة اإلحساء فهد بن سليمان بن‬ ‫عفيصان‪ ،‬وابن أخيه‪ ،‬كما قتلو علي بن عبد الوهاب ورّح لو حجيالن‬ ‫بن حمد أمير القصيم إلى المدينة المنورة وشتتوا شمله‪ ،‬وهكذا تّم‬ ‫إخضاع السعودية إلى الباب العالي‪.‬‬ ‫ميثاق الدرعية‪ ،‬وقيام الدولة السعودية األولى‬ ‫ ‬ ‫سار األمير محمد بن سعود‪ ،‬إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب‪ ،‬في بيت‬ ‫ابن سويلم‪ .‬ورحب به قائًال‪" :‬أبشر ببالد خير من بالدك‪ .‬وأبشر بالعز‬ ‫والمنعة"‪ .‬فقال الشيخ‪" :‬وأنا أبشرك بالعز والتمكين‪ .‬وهذه كلمة ال إله‬ ‫إال الله‪ ،‬من تمسك بها‪ ،‬وعمل بها‪ ،‬ونصرها‪ ،‬ملك بها البالد والعباد‪ .‬وهي‬ ‫كلمة التوحيد‪ ،‬وأول ما دعت إليه الرسل‪ ،‬من أولهم إلى آخرهم"‪.‬‬ ‫ ‬

‫)‪(4‬‬

‫وال تذكر المصادر تاريخًا لهذه المقابلة المهمة‪ .‬ولكنها كانت‬ ‫بعد قدوم الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى الدرعية‪ ،‬بفترة‬ ‫قصيرة‪.‬‬ ‫ولقد خشي األمير محمد بن سعود أمَر ين‪ ،‬إن قام بنصرة دعوة‬ ‫الشيخ‪:‬‬ ‫أولهما‪ :‬أن يهجره الشيخ إلى مكان آخر‪ ،‬ويستبدل به غيره‪.‬‬ ‫ثانيهما‪ :‬أن يقف الشيخ في وجه ما يأخذه من مال‪ ،‬من أهل‬ ‫الدرعية‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬أراد األمير‪ ،‬أن يكون بينه وبين صاحب الدعوة‪ ،‬عهد‬ ‫وميثاق‪ ،‬فقال له‪:‬‬ ‫"يا شيخ‪ ،‬إن هذا دين الله ورسوله‪ ،‬الذي ال شك فيه‪ .‬وأبشر‬ ‫بالنصرة لك‪ ،‬ولما أمرت به‪ ،‬والجهاد لمن خالف التوحيد‪ .‬ولكن‬ ‫أريد أن أشرط عليك شرَطين اثَن ين‪:‬‬ ‫األول‪ :‬نحن إذا قمنا بنصرتك‪ ،‬والجهاد في سبيل الله‪ ،‬وفتح الله‬ ‫لنا ولك البلدان‪ ،‬أخاف أن ترحل عنا وتستبدل بنا غيرنا‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬إن لي على الدرعية قانونًا آخذه منهم‪ ،‬في وقت الثمار‪،‬‬ ‫وأخاف أن تقول‪ ،‬ال تأخذ منهم شيئًا"‬ ‫ ‬

‫)‪(5‬‬

‫فأجاب الشيخ‪" :‬أيها األمير‪ ،‬أما األول‪ ،‬فابسط يدك‪ .‬الدم‬ ‫بالدم والهدم بالهدم‪.‬‬ ‫وأما الثاني‪ ،‬فلعل الله أن يفتح لك الفتوحات‪ ،‬فيعوضك الله‬ ‫من الغنائم ما هو خير منها"‪.‬‬ ‫ثم بسط محمد بن سعود يده‪ ،‬وبايع الشيخ محمد بن عبد‬ ‫الوهاب على نصرة دين الله ورسوله‪ ،‬والجهاد في سبيل الله‪،‬‬ ‫وإقامة شرائع اإلسالم‪ ،‬واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪.‬‬ ‫يقول المؤرخ حسين بن غنام‪" :‬وقد بقي الشيخ‪ ،‬بيده الحّل‬ ‫والعقد‪ ،‬واألخذ واإلعطاء‪ ،‬والتقديم والتأخير‪ .‬واليركب‬ ‫جيش‪ ،‬وال يصدر رأي من محمد بن سعود‪ ،‬وال من ابنه‪،‬‬ ‫عبدالعزيز‪ ،‬إال عن قوله ورأيه‪ .‬فلما فتح الله الرياض‪،‬‬ ‫واتسعت ناحية اإلسالم‪ ،‬وأمنت السبل‪ ،‬وانقاد كل صعب‪،‬‬ ‫من باد وحاضر‪ ،‬جعل الشيخ األمر بيد عبدالعزيز بن محمد‬ ‫بن سعود‪ ،‬وفوض أمور المسلمين وبيت المال إليه‪"...‬‬ ‫ ‬

‫)‪(6‬‬

‫تأسيس الدولة السعودية األولى (‪)1811 – 1745‬‬ ‫على أثر انتقال محمد بن عبد الوهاب إلى الدرعية لحق به‬ ‫الكثير من أتباعهه من العيينة وسائر واحات نجد‪ .‬كانت‬ ‫عاصمة الدولة السعودية الشاسعة آنذاك تعيش حياة البؤس‪.‬‬ ‫ولم يتمكن ابن سعود حتى من تأمين األغذية ألعز تالميد‬ ‫محمد بن عبد الوهاب الذي كان يمارس تأثيره بقوة اإلقناع‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫واطلع محمد بن عبد الوهاب أتباعه وأنصاره على مبادئ مذهبه‬ ‫وأوحى لهم فكرة ضرورة الجهاد ضد الكفرة‪ .‬وبعد أولى غزوات‬ ‫الدرعيين على جيرانهم وزعت الغنائم بالعدل طبقا ألحكام‬ ‫الوهابية‪ :‬الخمس البن سعود والباقي للجند‪ :‬ثلث للمشأة‬ ‫وثلثان للخيالة‪ .‬وكان التمسك بالوهابية يكافأ ماديا‪ .‬وإذا كان‬ ‫الغزو في السابق مجرد حملة شجاعة‪ ،‬فقد تحول اآلن إلى‬ ‫انتزاع أموال المشركين وإحالتها إلى المسلمين الحقيقيين‪.‬‬ ‫ولم تكن عمليات الوهابيين الحربية تختلف عن النزاعات‬ ‫العادية بين الدويالت – الواحات‪ .‬غارة سريعة وكمين تنصبه‬ ‫بضع عشرات من المحاربين وبضع عشرات من اإلبل أو األغنام‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫)‪(7‬‬

‫التي يتم االستيالء عليها في حالة االنتصار وأشجار نخيل مقطوعة‬ ‫وحقل منهوب أو عدة منازل منهوبة – تلك هي (منجزات)‬ ‫الدرعيين في السنوات األولى بعد مجيء محمد بن عبد الوهاب‬ ‫إليهم‪.‬‬ ‫إال أن راية تجديد الدين منحت أمير الدرعية وزنا ومنزلة‪ .‬وأخذ‬ ‫مؤرخو نجد يلقبونه باإلمام‪ .‬وصار يعتبر أميرا للمؤمنين‪ ،‬أي‬ ‫لجميع المنضمين إلى الوهابية‪ .‬وأثناء الصالة كان في مقدمة‬ ‫جمهور المصليين‪.‬‬ ‫ ‬ ‫فرض زعامة الدرعية في وسط نجد‬ ‫كان المحاربون من العيينة بزعامة بن معمر أنصارا ثابتين‬ ‫للدرعيين‪ ،‬حتى أن أميرا من العيينة قاد القوات التي توحدت في‬ ‫السنوات األولى‪ .‬وارتبط عثمان بن معمر بالسعوديين بصلة قربى‬ ‫حيث زوج ابنته من عبد العزيز بن محمد‪ .‬وفي عام ‪ 1748‬ولد‬ ‫ابنهما سعود الذي بلغ الوهابيون أوج قوتهم في عهده‪ .‬إال أن العداء‬ ‫حتى الموت بين األقارب ظاهرة عادية تماما في الجزيرة العربية‪،‬‬ ‫فال داعي للدهشة من تطور األحداث الحقا‪ .‬وكان لموقف محمد‬ ‫‪.‬بن عبد الوهاب الذي لم ينس أن أمير‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫‪8‬‬ ‫) (‬

‫العيينة نفاه منها أهمية حاسمة في التنافس بين حكام الدرعية‬ ‫والعيينة‪ .‬واتهموا أمير العيينة كذلك بأنه أجرى مراسالت‬ ‫سرية مع حاكم اإلحساء محمد بن عفالق وأعد العدة للخيانة‪.‬‬ ‫وفي يونيو ‪ 1750‬قتله الوهابيون من أبناء واحته بعد صالة‬ ‫الجمعة‪ .‬وصار حاكمًا للواحة قريبه مشاري بن ابراهيم بن‬ ‫معمر المعتمد على الدرعية‪ .‬وبعد عشر سنوات فقدت العيينة‬ ‫استقاللها نهائيًا‪ .‬فقد نحى محمد بن عبدالوهاب مشاري‬ ‫وأسكنه الدرعية مع عائلته وعين بدًال منه شخصًا خاضعًا‬ ‫للسعوديين كليًا‪ .‬ووصل محمد بن عبد الوهاب شخصيًا إلى‬ ‫العيينة وأمر بتدمير قصر آل معمر‪.‬‬ ‫وبعد خمس سنوات من التحالف بين محمد بن عبدالوهاب‬ ‫ومحمد بن سعود كانت سلطة أمير الدرعية التزال موضعًا‬ ‫للشك والمجادلة حتى في أقرب الواحات‪ .‬وفي ‪1753-1750‬‬ ‫حاولت إمارات منفوحة وحريمالء وضرمى التي كانت بين‬ ‫أوائل الذين تحالفوا مع الوهابيين أن تفصم عرى التبعية‬ ‫للدرعية‪ .‬وشجع االنتفاضة في حريمالء سليمان أخو محمد بن‬ ‫عبدالوهاب‪ .‬وبعث إلى كافة أرجاء نجد رسائل شجب فيها‬ ‫تعاليم أخيه‪ .‬وبتأثير الدعاية المناهضة للوهابية بدأت القالقل‬

‫)‪(9‬‬

‫حتى في العيينة‪ .‬إال أن عبد العزيز تمكن مع ‪ 800‬من المشأة و‪20‬‬ ‫من الخيالة من االستيالء على حريمال في عام ‪ ،1755‬وفر سليمان‬ ‫إلى سدير‪.‬وظل أمير الرياض دهام بن دواس المنافس الرئيسي‬ ‫للسعوديين‪ .‬وكانت الغزوات من الدرعية والرياض على بعضهم‬ ‫البعض تجري كل عام تقريبا‪ .‬وقاتل مع دهام على التوالي سكان‬ ‫مناطق وواحات الوشم وسدير وثادق وحريمال‪ .‬إال أن الوهابيين‬ ‫كانوا هم الجانب المهاجم في الغالب‪.‬‬ ‫وعلى مسرح األحداث في نجد ظهر اإلحسائيون من جديد في‬ ‫أواخر الخمسينات‪ ،‬وقد قادهم خالل بضع سنين حتى ذلك الحين‬ ‫زعيم نشيط هو عريمر بن دجين‪ .‬فقد قاموا بحملة على وسط‬ ‫الجزيرة‪ ،‬ولكنهم لم يوفقوا فيها‪ .‬وانتقلت المبادرة مرة أخرى إلى‬ ‫الدرعية‪.‬‬ ‫وفي أواخر عام ‪ 1764‬قام زعيم القبائل البدوية في منطقة نجران‬ ‫الحسن بن هبة الله بحملة على الدرعية‪ .‬ودحر قوات عبدالعزيز‬ ‫عن آخرها‪ ،‬حيث كبدها حوالي ‪ 500‬قتيل و ‪ 200‬أسير‪ .‬وأبدى‬ ‫ًُا‬ ‫محمد بن عبد الوهاب دهاءًا دبلوماسي كبيرًا فسارع لعقد الصلح‬ ‫على أساس دفع تعويضات الحرب وتبادل‬ ‫ ‬

‫)‪(10‬‬

‫األسرى‪ .‬وانسحب النجرانيون دون أن ينتظروا وصول عريعر من‬ ‫اإلحساء‪.‬‬ ‫ووصلت قوات عريعر المسلحة بالمدافع إلى ضواحي الدرعية‬ ‫في بداية عام ‪ .1765‬وانضم إليها الكثير من النجديين‪ ،‬بمن فيهم‬ ‫دهام أمير الرياض وزيد بن زامل أمير الخرج‪ .‬إال أن حصار‬ ‫الدرعية أخفق‪ .‬وفي ذلك العام توفي محمد بن سعود‪ .‬وخلفه عبد‬ ‫العزيز بن سعود األول‪ .‬ويشير ابن غنام وابن بشر إلى أن عبد‬ ‫العزيز لم يكن ولي العرش فقط‪ ،‬بل كان إماما للوهابيين‪.‬‬ ‫وبعد الهزة التي نجمت عن لهزيمة أمام النجرانيين وغزو‬ ‫اإلحسائيين تماثلت إمارة السعوديين للشفاء بسرعة‪ .‬واستمر‬ ‫توسعها بوتائر متسارعة‪ ،‬وفي أواخر الستينات أخضع الوهابيون‬ ‫كليًا الوشم وسدير وهاجموا واحة الزلفى الواقعة شمال شرقي‬ ‫مقاطعة القصيم النجدية الغنية وشنوا حمالت ناجحة على‬ ‫البدو جنوبي وشرقي نجد‪ .‬وخضعت مفارز من قبائل سبيع‬ ‫والظفير للوهابيين‪ .‬وفي عام ‪ 1770-1769‬أقسم القسم األكبر من‬ ‫القصيم يمين الوالء للوهابية والسعوديين‪ .‬وفي هذه الظروف غدا‬ ‫وضع الرياض المطرقة من جميع الجهات باتباع أو حلفاء‬ ‫الوهابيين ميئوسًا منه‪.‬‬ ‫ ‬ ‫)‪(11‬‬

‫وفي إحدى المناوشات قتل الدرعيون اثنين من أبناء دهام‪.‬‬ ‫وتدهورت معنويات أمير الرياض العجوز‪ .‬وعندما وصل الوهابيون‬ ‫في صيف ‪ 1773‬إلى الرياض رأوا أن المدينة خالية من سكانها‪.‬‬ ‫وفر أمير الرياض مع عائلته‪ .‬وحذت حذوه أغلبية السكان الذين‬ ‫كانوا يخشون‪ ،‬وليس بدون حق‪ ،‬من ثأر خصومهم القدامى‪ .‬وهلك‬ ‫كثير من سكان الرياض في الطريق بسبب الحر والعطش‪ ،‬كما‬ ‫سقط الكثيرون بسيوف الوهابيين‪.‬‬ ‫وانتهى الصراع من أجل السيطرة في وسط نجد بعد أن استغرق‬ ‫حوالي ربع قرن‪ .‬ولكنه لم يخرج عن نطاق النزاع القبلي‪ .‬وتفيد‬ ‫حسابات المؤرخين التي هي ربما أقل مما في الواقع أن عدد القتلى‬ ‫بلغ ‪ 5-4‬آالف شخص يشكل اتباع دهام أكثر من نصفهم‪ .‬ويمكن‬ ‫أن نوافق على رأي فيلبي الذي كتب يقول‪:‬‬ ‫ ‬ ‫حتى ذلك الحين كان عبد العزيز يتربع منذ ثماني سنوات على‬ ‫عرش الدرعية التي كانت أكبر شأنا بقليل من سائر الدويالت‬ ‫العديدة في الجزيرة العربية‪ .‬إال أن الوهابيين حصلوا على قاعدة‬ ‫متينة لمواصلة توسيع دولتهم‪.‬‬ ‫ ‬

‫)‪(12‬‬

‫كانت سلطة السعوديين قائمة ليس فقط على قوة السالح‪ .‬فكل‬ ‫واحة تضم إلى الدولة يصلها من الدرعية علماء وهابيون يدعون إلى‬ ‫التوحيد الحقيقي‪ .‬وأخذ قسم من سكان نجد يعتبر الدرعية ليس‬ ‫مجرد عاصمة إلمارة قوية بل ومركزا روحيا‪ ،‬ويعتبر حكام الدرعية‬ ‫ليس مجرد أمراء أقوياء بل ومناضلين في سبيل نقاوة الدين‪ .‬وال‬ ‫يغيبن عن البال أن العلماء وأنصار الوهابيين في اإلمارات المعادية‬ ‫للدرعية كانوا يفتتون المقاومة من الداخل‪.‬‬ ‫وعلى العموم تمكن السعوديون بصعوبة كبيرة‪ ،‬رغم الجهود الهائلة‪،‬‬ ‫من قهر مقاومة األمراء المستقلين‪ .‬وكان واضحا أثر قوى التجزئة‬ ‫والالمركزية والفوضى القبلية‪ .‬ولذا تعين مرور عشرة أو إثنى عشر‬ ‫عاما على سقوط الرياض لتقع نجد كلها تحت سيطرة الدرعية‪.‬‬ ‫ ‬

‫)‪(13‬‬

‫الدولة السعودية الثانية‬ ‫الدولة السعودية الثانية‪ ،‬هو اسم يطلقه المؤرخون على الدولة التي‬ ‫أقامها آل سعود في الجزيرة العربية ما بين سقوط الدولة السعودية‬ ‫األولى سنة ‪ 1818‬واستيالء محمد بن عبد الله بن رشيد أمير حائل على‬ ‫نجد سنة ‪ .1891‬ويعتبر تركي بن عبد الله مؤسس الدولة السعودية‬ ‫الثانية‪ ،‬وقد جعل عاصمة دولته في الرياض بعد تدمير مدينة‬ ‫الدرعية‪ ،‬عاصمة السعوديين السابقة‪ ،‬على يد المصريين بقيادة‬ ‫إبراهيم باشا‪.‬‬ ‫التاريخ‪:‬‬ ‫في العقد الخامس من القرن التاسع عشر أزيحت مصر في الواقع من‬ ‫المسرح السياسي في الجزيرة العربية‪ .‬ولم تكن لدى الباب العالي‬ ‫بعد إمكانية ورغبة في التدخل النشيط في شئون نجد‪ .‬وكان‬ ‫اإلنجليز مشغولين بتعزيز مواقعهم على ساحل الخليج العربي‬ ‫وخليج عمان وفي ُع مان نفسها‪ .‬ومن جديد تركت أواسط الجزيرة‬ ‫وشأنها وتهيأت فيها الظروف لبعث الدولة السعودية في أراضي‬ ‫محدودة‪.‬‬

‫)‪(14‬‬

‫بعث إمارة السعوديين في الرياض‬ ‫نشات الدولة السعودية الجديدة على مساحة من األراضي أقل من‬ ‫أراضي إمارة الدرعية‪ .‬وكانت الحركة اإلنفصالية قوية فيها رغم‬ ‫االستقرار المتزايد‪ .‬ويقول فيلبي‪:‬‬ ‫ ‬ ‫سرعان ما استأنفت نجد في عهد فيصل (سير األمور الطبيعي‬ ‫المعتاد‪ ،‬ولكن ذلك لم يكن على اإلطالق مرادفا للحياة في سالم‬ ‫ووئام وازدهاز‪ ،‬لتلك األمور التي كانت على الدوام ظواهر نادرة أو‬ ‫تتخيلها ظواهر أخرى في البادية‪.‬‬ ‫كانت المهمة األولى لألمير بعد السيطرة على المناطق الوسطى في‬ ‫نجد من استعادة المنطقة الشرقية‪ .‬وفي خريف ‪ 1843‬حاصر مدينة‬ ‫الدمام التي يسيطر عليها البحرانيون‪ .‬وفي تلك األثناء نشب في جزر‬ ‫البحرين نزاع داخل األسرة الحاكمة وفر الحاكم السابق إلى القسم‬ ‫القاري واستقر في الدمام‪ .‬وفي الوقت ذاته سدد فيصل الضربة إلى‬ ‫قبائل المناصير وآل مرة وبني هاجر التي ساعدت على تموين‬ ‫القلعة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫)‪(15‬‬

‫وفي مارس ‪ 1844‬استسلمت حامية البحرين‪ .‬واستولت‬ ‫العساكر النجدية على غنائم كبيرة‪ .‬وبدًال من البحرانيين ترك‬ ‫أمير الرياض في القلعة حامية نجدية من مائة شخص‪ .‬ووافق‬ ‫حاكم البحرين الجديد محمد بن خليفة على استئناف تسديد‬ ‫األتاوات السنوية للرياض وتسديد الديون مقابل تصفية‬ ‫منافسه‪ .‬وهكذا بدأ فيصل مرحلة جديدة من حكمه حيث‬ ‫دمر قوات البحرانيين التي لم تكن كبيرة ولكنها كانت تقض‬ ‫مضجعه‪ ،‬واستأنف سيطرته على جزر البحرين‪.‬‬ ‫واندلعت في المنطقة الشرقية إنتفاضات مرتبطة بالصراع‬ ‫بين قبيلتي بني خالد والعجمان‪ ،‬كان بدو العجمان يسلكون‬ ‫الطريق المعتاد لنزوح قبائل الجزيرة – من الجنوب إلى‬ ‫الشمال أو من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي‪ .‬وكانوا قد‬ ‫نزحوا من نجران ضعفاء مشتتين‪ .‬ولم تكن لدى النازحين‬ ‫الجدد مراع خاصة بهم‪.‬‬ ‫فصاروا يعتمدون على القبائل األخرى حيث تحولوا إلى زبائن‬ ‫لها غير متكافئين‪ .‬بيد أن األمير تركي أخذ يدعمهم وهيأ لهم‬ ‫إمكانية اإلقامة في المنطقة الشرقية‪،‬‬ ‫ ‬

‫)‪(16‬‬

‫وهي منطقة عائدة تقليديا لبني خالد‪ .‬ويبدو أن‪ ،‬من أهداف‬ ‫هذه اإلقامة إيجاد قوة توازن لمواجهة بني خالد ووجهائهم‬ ‫الذين كانوا يتمردون على الرياض بين الحين واآلخر‪ ،‬بل‬ ‫وكانوا ينافسون أمراءها في وقت ما‪ .‬وصار العجمان أكثر قوة‬ ‫وجسارة‪.‬‬ ‫وفي نوفمبر ‪ 1845‬هجم علهيم فيصل بعساكر كبيرة‪ ،‬وفي عام‬ ‫‪ 1846‬دمرهم عن بكرة أبيهم‪ .‬وحضر صغار شيوخ العجمان‬ ‫وحلفاؤهم من سبيع إلى اإلمام فيصل وأعلنوا عن خضوعهم‬ ‫له‪ .‬وطوال خمسة عشر عاما لم يسمع أحدا شيئا من العجمان‪.‬‬ ‫وبعد أن فرض فيصل سيطرته على المنطقة الشرقية انشغل‬ ‫بالجنوب‪ ،‬باألفالج ووادي الدواسر‪ .‬ففي عام ‪ 1845‬أرسل‬ ‫قواته إلى األفالج إلخماد القالقل هناك‪ .‬وعندما كان أمير‬ ‫الرياض مشغوًال بإخماد حركة العجمان وإحالل النظام في‬ ‫المناطق الجنوبية من نجد اندلع من جديد العداء القديم بين‬ ‫القصيم وجبل شمر‪ .‬وسدد عبيد ضربة شديدة إلى فيصل من‬ ‫عنيزة ونظم عبيد آل رشيد شعرًا بخصوص انتصاره‪ .‬وفيما‬ ‫بعد‪ ،‬عندما زار الجزيرة شارلز دوتي‪،‬‬ ‫ ‬

‫)‪(17‬‬

‫وهو من أعظم الرحالة اإلنجليز‪ ،‬سمع ذالك الشعر تتناقله األلسن‪.‬‬ ‫كانت قصيدة عبيد افتخارًا عاديًا بالنصر‪ .‬فهو ينجح بكونه قد قتل‬ ‫‪ 90‬من األعداء حتى تعبت يده من حمل السيف وتخثر دم األعداء‬ ‫على ردنه‪ .‬وواجه ابن رشيد صعوبة كبيرة في تهدئة فيصل الذي‬ ‫اشتاط غضبًا بسبب الحرب بين أتباعه‪ .‬وبعث حاكم جبل شمر‬ ‫إلى أمير الرياض رسالة توضيحية منظومة‪ ،‬يقال أنها أثرت في‬ ‫فيصل تأثيرًا حسنًا‪.‬‬ ‫وطالما كان عبد الله بن رشيد على قيد الحياة ظلت العالقات ودية‬ ‫بين حائل والرياض‪ .‬واعتبر عبد الله نفسه تابعًا لفيصل‪ ،‬ولكنه‬ ‫احتفظ باستقاللية واسعة‪ .‬وباإلضافة إلى الصداقة التي تربط بين‬ ‫األميرين فقد ربطت بينهما صلة القربى‪ ،‬إذ تزوج عبد الله اإلبن‬ ‫األكبر لفيصل من إبنة عبد الله بن رشيد‪ ،‬بينما تزوج طالل إبن‬ ‫حاكم حائل من إبنة فيصل‪ .‬وكان عبيد‪ ،‬شقيق حاكم حائل‪ ،‬يقضي‬ ‫كل سنة شهرين أو ثالثة في الرياض حيث يحل ضيفًا على فيصل‪.‬‬ ‫وقد توسعت منطقة جبل شمر إلى الشمال‪ .‬ففي عام ‪ 1838‬مثًال‬ ‫انضمت إليها منطقة الجوف وهي واحة كبيرة تقع على بعد ‪350‬‬ ‫كيلو مترا تقريبا شمال غربي حائل‪ .‬وفي مايو –يونيو ‪ 1837‬توفي‬ ‫عبد الله‪.‬‬ ‫ ‬ ‫)‪(18‬‬

‫الدولة السعودية الثالث‬ ‫نجد والحجاز إبان الحرب العالمية األولى (‪)1918-1914‬‬ ‫قبيل الحرب العالمية األولى ازداد نفوذ ألمانيا في الدولة العثمانية‬ ‫لدرجة كبيرة ‪ .‬فبعد تردد قصير علق ثالثي تركيا الفتاة اآلمال على‬ ‫برلين ودخل الحرب ضد بلدان الوفاق ‪ .‬وبنتيجة مغامرة القيادة‬ ‫التركية بلغت األزمة السياسية داخل الدولة العثمانية نقطة حرجة‬ ‫فطرح سكان أغلب األقاليم غير التركية ‪ ،‬وبالدرجة األولى البلدان‬ ‫العربية‪ ،‬مطلب تقرير المصير‪ .‬إال أن دول الوفاق كانت تعتبر‬ ‫اإلمبراطورية المحتضرة كلها غنيمة استعمارية لها ‪ ،‬وتعتبر‬ ‫القوميين العرب حلفاء مؤقتين خاضعين‪.‬‬ ‫استمرت المعارك الدموية في الشرق األدنى زهاء أربعة أعوام ‪.‬‬ ‫وأنجزت إليها بدرجات مختلفة جميع بلدان شبه الجزيرة العربية‬ ‫تقريبا ‪ ،‬مع أن الجزيرة كانت مسرحا لعمليات حربية من الدرجة‬ ‫الثالثة بمقاييس الحرب العالمية ‪.‬‬ ‫منذ بداية العمليات الحربية ضد الدولة العثمانية كانت المهمتان‬ ‫الفوريتان لبريطانيا هما فرض السيطرة على مصر وقناة السويس‬ ‫والبحر األحمر ‪ ،‬وكذلك االستيالء على رأس جسر في شط العرب –‬ ‫مصب دجلة والفرات لتأمين حماية حقول‬

‫)‪(19‬‬

‫البترول في إيران من الهجوم التركي األلماني المحتمل ‪ ،‬وقد‬ ‫أمن حل المهمة األولى وجود القوات البريطانية في مصر‬ ‫وسيطرتها على مشارف القناة من جهة سيناء‪ ،‬أما حل المهمة‬ ‫الثانية فأمنه إنزال فيلق الحمالت في وادي الرافدين ‪ .‬وفي عدن‬ ‫جرى تعزيز الحامية وإرسال إمدادات من القوات اإلنگلوهندية‬ ‫بغية احتفاظ بريطانيا بالمرفأ االستراتيجي الهام ‪ ،‬مع عدم‬ ‫التورط في عمليات حربية نشيطة ضد القوات العثمانية التي‬ ‫اقتحمت اليمن الجنوبي ‪.‬‬ ‫ومن بين جميع حكام شبه الجزيرة العربية حظي شريف مكة‬ ‫الحسين بأكبر االهتمام لدى الحلفاء الذين علقوا عليه آماال‬ ‫تحققت فيما بعد بقدر ما ‪ .‬فقد كان الحسين بوصفه من العائلة‬ ‫الهاشمية المتحدرة من قريش من أكبر المتنفذين في العالم‬ ‫اإلسالمي ‪ .‬وكان يعتبر من أحفاد النبي وسادن الحرمين الذي‬ ‫عين في هذا المنصب بفرمان من السلطان العثماني ‪ .‬كان‬ ‫اإلنجليز يخشون من أن دعوة السلطان العثماني للجهاد ضد‬ ‫المسيحيين ‪ ،‬وبالتالي ضد اإلنگليز والفرنسيين يمكن أن تؤثر‬ ‫على مصر والهند وشمال أفريقيا والمستعمرات األخرى التي‬ ‫يقطنها المسلمون ‪ .‬وكان الحلفاء يعتقدون بأن تأييد‬

‫)‪(20‬‬

‫الحسين لدعوة الجهاد من شأنه أن يقوي تأثيرها ‪ .‬صحيح أن‬ ‫دعوة السلطان كان لها صدى محمود ‪ ،‬واتضح أن المخاوف بشأن‬ ‫تأثيرها كان مبالغا فيها ‪.‬‬ ‫وخالل العامين األولين من العمليات الحربية في وادي الرافدين‬ ‫منيت القوات اإلنكلوهندية بعدة هزائم على يد القوات التركية‬ ‫التي كان فيها عدد غير قليل من العرب ‪ .‬وفي هليبولي حيث‬ ‫اندحرت قوات الحلفاء أيضا كان في الفرق التركية عرب من‬ ‫رعايا اإلمبراطورية العثمانية ‪ .‬ولذلك كان تشجيع الحركة‬ ‫القومية العربية ذات الصبغة الدينية يستجيب في تلك األثناء‬ ‫للمصالح البريطانية والفرنسية ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫انتفاضة العجمان‬ ‫كان العجمان طوال خمسين عاما تقريبا من أصعب القبائل على‬ ‫السعوديين‪ ،‬وقد خضعوا للحكومة المركزية على مضض ‪ .‬وعلى‬ ‫أثر معركة جراب نهب العجمان بعض القبائل التي كانت‬ ‫خاضعة لحاكم الكويت‪ .‬وقد بعثت حاكم الكويت رسالة إلى‬ ‫‪.‬عبدالعزيز يطلب فيها منه معاقبة العجمان‬

‫)‪(21‬‬

‫وكانت تلك هي الحجة المنشودة‪ .‬إال أن أمير الرياض ما كان يثق‬ ‫بحاكم الكويت وكان يخشى أن يغير الكويت موقفها أثناء حملته‬ ‫على العجمان وتغدو ملجأ لهم‪.‬‬ ‫وفي صيف ‪ 1915‬توجه عبدالعزيز ‪ ،‬قبل أن يوقع االتفاقية مع‬ ‫اإلنجليز ‪ ،‬إلى اإلحساء على رأس فصيل من ‪ 300‬شخص ‪ .‬وانضم‬ ‫إليه متطوعون محليون ‪ .‬ولحق بالعجمان في آيار – حزيران (مايو‬ ‫– يونيو) ‪ 1915‬عند جبل كنزان‪ ،‬إال أن العجمان كانوا مستعدين‬ ‫للمعركة فواجهوه بمقاومة شديدة‪ .‬وفقد النجديون حوالي ‪300‬‬ ‫شخص بمن فيهم سعد شقيق األمير عبدالعزيز ‪ ،‬ثم أن االنسحاب‬ ‫إلى واحات اإلحساء‪ .‬وكان الوضع خطيرا لدرجة جعلته يلتجئ‬ ‫إلى حصن الكوت في الهفوف‪ .‬وأخذ العجمان ينهبون الواحات‬ ‫المجاورة وظلوا يحاصرون عبد العزيز حوالي ستة شهور ‪ ،‬حتى‬ ‫أيلول – تشرين األول (سبتمبر – أكتوبر) ‪ . 1915‬ساعدهم بعض‬ ‫األمراء المحليين و(العرايف) ‪.‬‬ ‫ولم يسفر عن نتيجة عاجلة طلب المساعدة من شيخ الكويت‪.‬‬ ‫وبعد تكرار الطلب بعث مبارك ابنه سالم مع مائتين من‬ ‫المحاربين لنجدة عبد العزيز‪ .‬وفي بداية العام التالي صار‬ ‫عبدالعزيز قادرا على مغادرة الهفوف‬

‫)‪(22‬‬

‫والبدء بالهجوم على العجمان‪ .‬وسرعان مااختلف عبد العزيز مع‬ ‫سالم بن مبارك فعاد هذا األخير إلى الكويت ‪ .‬ووصل العجمان إلى‬ ‫الكوت يالحقهم ابن سعود الذي صدقت شكوكه‪ ،‬فقد التجأت هذه‬ ‫القبيلة إلى مبارك الذي آواها ‪ .‬وفي بداية كانون الثاني (يناير) ‪1916‬‬ ‫توفي مبارك وصار شيخا للكويت ابنه جابر الذي كانت له عالقات‬ ‫طيبة مع عبد العزيز منذ عهد الغزوات المشتركة‪ .‬وطرد الشيخ‬ ‫الجديد العجمان من أراضي إمارته‪ .‬فتحسنت العالقات بين نجد‬ ‫والكويت لفترة ما‪ .‬ولكن جابر توفي في عام ‪ 1917‬فصار أخوه سالم‬ ‫شيخًا للكويت‪ ،‬وهو ضد ابن سعود‪.‬‬ ‫في عام ‪ 1916‬وصل سعود بن صالح من حائل على رأس قوات إلى‬ ‫القصيم وحاول االستيالء على بريدة ليستعيد سيطرته على اإلقليم‪،‬‬ ‫ولكنه منى بالهزيمة‪ .‬فإن إمارة جبل شمر كانت تتدهور رغم دعم‬ ‫العثمانيين‪.‬‬ ‫ ‬

‫)‪(23‬‬

‫شعار يوم التأسيس‬ ‫العلم السعودي‪ ،‬والنخلة‪ ،‬والصقر‪ ،‬والخيل العربية‪ ،‬والسوق‪ ،‬خمسة‬ ‫عناصر جوهرية عكست تناغمًا تراثيًا حيًا‪ ،‬وأنماطًا مستمرة‪ ،‬شكلت‬ ‫رموز شعار «يوم التأسيس»‪ ،‬لما تحويه من دالالت وأهمية تاريخية‬ ‫تعكس أبرز األسس الموجودة في تلك الفترة أبان المراحل األولى‬ ‫للتأسيس‪.‬‬ ‫ ‬ ‫وال تعد هذه الشعارات رموزًا فحسب‪ ،‬فكل منها يحمل تفاصيل‬ ‫أعمق‪ ،‬كانت سببًا في توحيد الجزيرة العربية‪ ،‬فمن النخلة الغذاء‪،‬‬ ‫وبالخيل حارب الفرسان‪ ،‬وبالصقر تكمن األصالة‪ ،‬وبالسوق نشط‬ ‫االقتصاد‪ ،‬حتى أكملت هذه األركان‪ ،‬ليتم تأسيس الدولة ورفع العلم‬ ‫في العام ‪1727‬م‪.‬‬

‫)‪(24‬‬

‫النخلة‬

‫ ‬ ‫تعد النخلة أحد أهم الموارد الطبيعية التي يتم االعتماد عليها‬ ‫من تلك الحقبة حتى اليوم‪ ،‬حيث ضربت النخلة جذورها في‬ ‫أرض الدولة السعودية‪ ،‬واحتلت مكانة مرموقة استطاعت بها‬ ‫أن تكون جزءًا أساسيًا من الهوية والثقافة والتراث‪ ،‬وكذلك‬ ‫مصدرًا من مصادر الدخل بما تنتجه من تمور بأنواع مختلفة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ولم يقتصر عطاء النخلة على ثمرة التمر‪ ،‬وسد رمق العيش‬ ‫فحسب‪ ،‬بل أمدت بسعفها وجريدها وجذوعها‪ ،‬ليصنع منها أهم‬ ‫المستلزمات الضرورية آنذاك‪ ،‬كالحصيرة والمهفة والسفرة‬ ‫والمبرد والسالل واألبواب واألقفال‪ ،‬وغيرها الكثير مما‬ ‫استطاعوا أن يستفيدوا من النخلة به‪ ،‬وإيجاد أفضل الطرق‬ ‫لمساعدتهم على تسيير الحياة واستغالل الموارد‪.‬‬ ‫ ‬

‫)‪(25‬‬

‫الخيل‬

‫ ‬ ‫لطالما كانت العالقة بين الخيل والعرب متأصلة بجذور عميقة‬ ‫منذ القدم‪ ،‬حيث إن الجزيرة العربية هي المهد األول للخيل‪،‬‬ ‫حسبما أثبتت االكتشافات األثرية‪ ،‬وعلى أراضيها استؤنست‬ ‫الخيول ألول مرة في التاريخ قبل أكثر من ‪ 9‬آالف عام‪ ،‬لتصبح‬ ‫مصدر االعتماد األول في الحروب والتنقل‪.‬‬ ‫ ‬ ‫وقد ارتبطت الخيل والفروسية بتاريخ الجزيرة العربية‪ ،‬وخلد‬ ‫المؤرخون والشعراء أسماءها وسالالتها وفرسانها وأوصافها‬ ‫وأفعالها‪ ،‬ولم تنفك عن الذكر منذ تأسيس الدولة السعودية‬ ‫األولى حتى الوقت الحاضر‪ ،‬حيث حرص األئمة على اقتناء‬ ‫نجائب الخيل واالهتمام بها‪ ،‬مما أعطاها قيمة معنوية ومادية‬ ‫أكثر من قبل‪.‬‬

‫)‪(26‬‬

‫الصقر‬

‫ ‬ ‫وتعد رياضة الصيد بالصقور من الرياضات والهوايات الشهيرة‬ ‫في مجتمع الجزيرة العربية‪ ،‬وهي أحد أصناف علم «البيزرة»‬ ‫المعروفة في التراث العربي‪ ،‬وقد طوع اإلنسان الجوارح من‬ ‫أجل الصيد لسببين؛ األول من أجل لقمة العيش‪ ،‬واآلخر‬ ‫ترفيهي لقضاء وقت ممتع‪ ،‬وارتبط الصيد بالعرب منذ القدم‪،‬‬ ‫وقد كان ينظر لرياضة «الصقارة» على أنها رياضة الملوك‬ ‫والزعماء واألعيان‪.‬‬ ‫ ‬ ‫وإبان فترة الدولة السعودية األولى‪ ،‬كانت الصقور من الهدايا‬ ‫الثمينة التي تهدى بين شيوخ القبائل كرمز للصلح في حل‬ ‫الخالفات بينهم‪ ،‬ويعد الشاهين والوكري أشهر أنواعها وأثمنها‪.‬‬

‫)‪( 27‬‬

‫السوق‬

‫ ‬ ‫كانت السوق في الدولة السعودية األولى عبارة عن دكاكين أو‬ ‫موائد مبسوطة على األرض‪ ،‬تعرض عليها البضائع‪ ،‬وقد‬ ‫شهدت الدولة في عهد أئمتها أوج اتساعها الجغرافي والسياسي‪،‬‬ ‫وبلغت أقصى قوتها ومجدها‪ ،‬وتعددت مصادر الدخل وثروات‬ ‫سكان العاصمة الدرعية‪ ،‬لينعكس ذلك على األسواق التجارية‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ويعمل الكثير من مواطني الدولة السعودية األولى في التجارة‪،‬‬ ‫التي تمثل موردًا أساسيًا ألهل البلدة إلى جانب الزراعة‬ ‫والفالحة‪ ،‬وكان نمط أسواق الدولة السعودية األولى على شكل‬ ‫دكاكين تصطف في الشوارع الواسعة بجوار القصر والمسجد‪،‬‬ ‫حيث تتسع للمتسوقين وبضائعهم ودواب النقل التي ترد إلى‬ ‫السوق‪.‬‬

‫)‪(28‬‬

‫العلم‬

‫ ‬ ‫يعد العلم السعودي الحالي امتدادًا لعلم الدولة السعودية‬ ‫األولى‪ ،‬وقد مر بعدة مراحل حتى وصوله إلى شكله الحالي‪،‬‬ ‫وكانت أول تلك المراحل في عهد المؤسس اإلمام محمد بن‬ ‫سعود‪ ،‬وكان علمًا أخضر مشغوًال من الخز واإلبريسم‪ ،‬ويكون‬ ‫جزؤه القريب من الحامل أبيض‪ ،‬واللون األخضر الذي يرمز‬ ‫إلى النماء والعطاء والرخاء‪ ،‬وتتوسطه كلمة التوحيد‪.‬‬ ‫ ‬ ‫وقد استمر هذا العلم حتى الدولة السعودية الثانية‪ ،‬وفي عهد‬ ‫الملك عبد العزيز‪ ،‬اتخذ علم الدولة السعودية األولى مع إضافة‬ ‫بعض التعديالت البسيطة مثل السيف تحت كلمة التوحيد‪،‬‬ ‫وأن يكون لونه أخضر بالكامل‪.‬‬

‫)‪(29‬‬

‫أهداف يوم الـتأسيس‬ ‫ ‬ ‫االعتزاز بالجذور الراسخة للدولة السعودية‪.‬‬ ‫االعتزاز باالرتباط الوثيق بين المواطنين وقادتهم‪.‬‬ ‫االعتزاز بما أرسته الدولة السعودية من الوحدة واالستقرار‬ ‫واألمن‪.‬‬ ‫االعتزاز بصمود الدولة السعودية األولى والدفاع عنها أمام‬ ‫األعداء‪.‬‬ ‫االعتزاز باستمرار الدولة السعودية واستعادتها لقوة جذورها‬ ‫وقادتها‪.‬‬ ‫االعتزاز بالوحدة الوطنية للمملكة العربية السعودية التي‬ ‫أرساها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود‪.‬‬ ‫االعتزاز بإنجازات الملوك أبناء الملك عبد العزيز في تعزيز‬ ‫البناء والوحدة‬

‫)‪(30‬‬

‫كتابـ ـ ــة وجمع الطال ـ ـ ـ ــبة‪ :‬اية فهيم غانـم‬ ‫الص ـ ــف ‪4\2:‬‬