! أحلام الناس.لاتنتهي Flipbook PDF

رواية للكاتبة المغربية حادة أمزيل

47 downloads 108 Views 23MB Size

Recommend Stories


Porque. PDF Created with deskpdf PDF Writer - Trial ::
Porque tu hogar empieza desde adentro. www.avilainteriores.com PDF Created with deskPDF PDF Writer - Trial :: http://www.docudesk.com Avila Interi

EMPRESAS HEADHUNTERS CHILE PDF
Get Instant Access to eBook Empresas Headhunters Chile PDF at Our Huge Library EMPRESAS HEADHUNTERS CHILE PDF ==> Download: EMPRESAS HEADHUNTERS CHIL

Story Transcript

الفهرس فقدان وتهور.........................................................4 قرار.................................................................13 اعتذار...............................................................18 يوم العيد ............................................................24 ضياع وتشرد.......................................................30 مرود األفاعي......................................................46 على مثنى الحافلة..................................................62 مدينة الجديدة.......................................................68 احالم الناس ال تنتهي..............................................83


فقدان وتهور كانت مستلقية على األريكة شاحبة الوجه، تتصبب عرقا من شدة التعب. فقد كان يوما طويال شاقا على جسدها المتهالك الضعيف. وماإن سمعت صوته ينديها بصراخ" عائشة. عائشة" حتى داب الخوف بقلبها وقفت تتمايل من شدة االلم، وما إن تحركت خطوة حتى شعرت بنغص في قلبها وأحشائها وكأنها ابتلعت مقصا يقص أحشائها من داخل؛ خطوة أخرى وش عرت باألرض تدور من حولها، دبيب في رأس أفقدها توازنها لترتيمة باألرض مغشية عليها. تقدم خطوات منها ليقف أمامها. كانت عائشة ماتزال تقاوم غلق عيونها وغيابها تطلعت إليه بضعف شديد وهي تهمس بصوت خافت "راشيد أؤمنك على األمانة يا رشيد" ما إن غابت عن الوعي حتى تقدم منها نظر إليها ببرود ثم تخطها سحب المفاتح من جيبه وضعا أيها على الطاولة بجانبها واستلقى على األريكة بهدوء وكأن تلك الماثلة أمامه ال تعني له شيئا بل ال وجود إليها. لحظات حتى سمع صوت الباب ينفتح ضحكات خفيفة تصل إلى مسمعة فنحني على تلك الجثة هامسا "لقد عاد أبنائك يا عائشة وكعادتهم متأخرون"


ماكدا ينهى عبارته حتى سمع صوت صراخ عال اهتزت من حوله الجدران، بل اإلقامة كاملة ليلفت فضول الجيران والمحيطين بينهم. نظرا راشيد إلى الواقفين ببرود ليخرج سيجارة يضعها في فمه وكأنه يشاهد مقطعا من أحد األفالم يقام في منزله تابع األمر بعينه نظرا إلى تلك الفتاة التي لم تتجاوز العشرين من عمرها بعد، تنحني على تلك العجوز الملقاة على األرض تحركها لكنها ال تستجيب. تجمعت الدموع في عينيها هامسة الذي بجوارها" عتمان أمك. عتمان " لتنهر بعدها باكية تقدم عتمان الفتي الذي كان يقف خلفها مشلول الحركة وكأن األرض جمدت قدميه من شدة صدمة جس النبض عائشة "لزلت حية ما زال قلبها ينبض "ليحول نظر ه إلى راشيد مضيفا ""أبى رجاء شغل سيارة لنقلها إلى المستشفى قبل فوات األوان" ابتسم اآلخر بهدوء ليهتف قائال ""كال أنا متعب تم إن سيارة. .."ماكدا أن ينهي عبارته حتى لحظ الفتاة تأخذ المفاتح من على الطاولة وتهتف "لتسعدني ياعتمان" امتثال عتمان لطلبها رغما أنه يعلم عدم امتالكهم لرخصة القيادة إلى أنها قادة سيارة عدة مرات خلسة


" "توقفي يا مجنونة أن سيارة معطلة. ليلى"" هتف راشيد بتلك الكلمات بعدما غابا عن نظريه لوهلة. لم تهتم الفتاة لألمر لكنها تقدمت إلى الخارج تركض ليلحق بها عتمان حمل تلك المرأة العجوز الضعيفة بين يده وكأنها طفل رضيع شيء بداخله يحثه على تراجع صوت بداخله يوحي له بالقول إن يتوقف ويمنعها من سياقة لينتظرونا اإلسعاف أأمن لهما لكن ال يستطيع فالموقف يمنعه ولس انه أثقل إثر صدمة، أما جوارحه فهي تأبى االستماع إلى صوت عقله الباطني بالخارج اجتمع الجيران على إثر صراخ متسائلين عن الذي يحدث بداخل كانت على وجههم عالمات الفضول لكن ألحد يسترجي الدخول وما إن شاهدو الشقيقين بيدهم العجوز عائشة حتى ابتعدوا تركا لهم طريق للمرور فمنهم من كتم أنفاسه مصدوما بما تراه عينه ومنهم من وضع يده على قلبه ومنهم من هتف لسانه بعبارة الحوقلة فتحت الفتاة الباب الخلفي متقدما إلى مركز القيادة وما إن تأكدت من وضعيتهم حتى أدرت المحرك لتنطلق بأقصى سرعة وفي منتصف الطريق كانت قد تخطت سرعة القانونية المسموح بيها كما أنها تجاهلت شرطة المرور التي كانت تشير إليها وتحتها على توقف بالجانب لم تترك لهم خيار غير إجبارها على توقف


" اخفض سرعة سوف نصطدم بالجدران أمامنا انتبه"" " الفرامل معطلة ياعتمان "صرخت الفتاة بذلك وهي تحاول بكل قوتها أن توقف سيارة فهي تعلم إن استضمت بالجدران لن يعش أحدهم لم تجد غير االنحراف عن المسار توجه محل األثاث المنزلية تواني قليل حتى اخترقت السيارة المحل لتضرب الفتاة رأسها مع المقدمة سيارة لتفقد بعدها الوعي أصيب الفتى بجروح طفيفة أثرا انكسار زجاج أما العجوز فقد كانت أكثرهم أذا انزلقت من أعلى المقعدي لتسقط على تراكمات زجاجية المندفعة من كل جوانب السيارة. أجتمع الناس حول الحادثة ولحسن حضهم كانوا قريبين من المستشفى لتخرج سيارات اإلسعاف منه معلنات عن حدت طارئ بعد أن أستقبال نداء من أحد افرد شرطة الدين أنقدو المصابين وأخلو المكان تركين خردة سيارة تعلن انفجارها مسببة خلفها أضرار مالية ونفسية ال تحصي. فتح عتمان عينه بعد أيام قليلة من الحادثة ليجد نفسه ملقي على سرير في أحد الغرف من المستشفى تحط بيه األجهزة الطبية وتقف على رأسه أحدا الممرضات تقلب الكس المرتبط بيده همس بخفوت "أين الجمع ؟ _استيقظت حمد هلل على سالمتك سأبلغ الطبيب حاال


_أين الجميع؟ _لقد غادرو منذ مدة قصيرة شعر عتمان بنفس الصوت الصادر من داخله قائال"" إنها تحاول أن تخفف عنك ال تريد أن تقول لك. لقد فقدت حياتك لقد فقدت الجميع من حولك أنت اآلن ميت أو ربما ستموت قريبا"" أحس عتمان أن شيء أسود يخنقه ليصرخ في وجها "أين الجمع" ابتعدت عنه خوفا منه وعلى حالته لتنادي طبيب الذي أتى فورا يتفحصه _بماذا تشعر؟ _ضيق بصدري أخبرني أين الجميع أكاد أصيب بالجنون هنا ماذا حدت بعد الحادثة لماذا ال تجيب أين اآلخرون؟ _على رسلك ماذا تتذكر من الحادثة؟ _دمائهم في كل مكان! نظرا طبيب إلى الممرضة نظر ات فهمتها لوحدها لتع يد جرعة مخدر وتغرسها في األنبوب المتصل مع دراعة وما هي إلى لحظات حتى بدا مفعول المخدر يسري في جسد ع ثمان _إياك أن تخبره عند استقاظه غدا عن فقدانه ألهل لن يستحمل _لكنه سيعلم لحقا


_اجل حنها سيكون قد خف واصبح جاهزا لتلقي األخبار سيئة _ومادا عن عائلته _اترك لهم األمر كان يتحدثان غير ابهين لذلك شخص نصف نائم ذلك، شخص الذي ال زل نصف وعيه مستيقظا لكن ما لبيت أن غاب كليا حمال معه تلك المحادثة إلى عالم االحالم أو ربما لعالم الكوابيس التي ستروضه بعدها. وعلى طرف اآلخر بغرفة ثانية كانوا الممرضين يسجلون حالة وفاة ليبعثوا بعدها الميت إلى غرفة الموت حتى تستخرجه عائلته حينما يعلمون باألمر وماكدا األمر ينتهي حتى سمع صوت صراخ بالخارج كان مصدره امرأتين وعجوز يقف بجانبهما ثالثة شباب يحاولن تهدئتهم وبجوارهم كان يقف طبيب لم تسمع الممرضات سوى عبارة"" هللا يصبركم بفقدانها"" حينها علموا أنه أتى األوان ألخرج الجثة أمامهم ما إن رأوها حتى خارت األقدام وانهالت األجساد ومتبقي سوى صوت نحاب يردد ""آه يا ابنتي لقد رحلت في عز عمرك لم ترين من الحياة سوى الجحيم أهدئ يأمي ودعي لها برحمة " وكيف اهدئ يأبني وانا اودع قطعة من رحمي


كيف أهدئ وانا أرى فلدة كبدي جثة هامدة" كانت دموع تنهمر كش الل على وجنتين صفعتهما الحياة عدة صفعات كما كان هناك من يقف بصمت يشاهد لألخر مرة ذلك الوجه الحنون اللطيف لطالما كان مبتسما في وجههم .ها هو االن مصفرا ،مغمض العينين -توقف عن النحيب و ادعو لها برحمة ما كانت تحب ان ترى دموع احد منا لدا ودعها بسالم -عمر -ماذا هناك -بالنسبة لمراسيم الجنازة هل..." _لن تيم حاليا حتى يستيقظ عثمان ! كان عمر اخ عثمان االكبر واالبن الثاني لعائلة جهاد كان يبدو قويا صلبا لكنه اكتر من انهار بينهم اكتر من ينزف من داخل فها هو االن يودع امه وينتظر اخه ويأمل في القيام اخته كما انه يحمل بعض الحقد لرشيد كان قد انقسم بينهما رغما ان يبدو هادئ رزين قويا وكأن الجبل الهم والحزن الذي يحمله بدخله لم يمسسه قط . في اليوم التالي كان عمر يقف أمام عثمان الذي استفاق هو األخر ،همس بضعف شديد


_عمر _ حمدهلل على سالمتك _عمر إن االخرون؟ تنهد عمر حسرة واأللم ما كان قدرا على إخفائهم عن اخه _لنقول انهم في انتظارك خارجا _ليلى. ! _كال الخال حسن والجدة رقية والخالة فردوس واحمد زوج اختك هدى وهدى نفسها هنا _وماذا عن ليلى وأمي ؟ نزلت دموع من عين عمر الحمراوين لتسقط ببطء على خده _رحلة الى دار االخيرة صمت قاتل حال على المكان ليترك الحزن والندم والحسرة تنفجر بتلك الغرفة . فاهي قد رحلت الجنة التي كانت تحيط بهم ها قد رحلت من كانت تمدهم بالقوة اثناء الضعف وتعطف على حزنهم ،تلملم شتاتهم وتريح همهم ،رحلت من كانت تدفئ بر ودة


أجسدهم ومشاعرهم .ها قد رحلت قطعة اخرى من قطع الرحمة . تركتا خلها قلوبا مكسورة وأجساد منهارة على فقدنها . قد انتشر خبر موتها كما تنتشر النار في الحطام ولما علم الجيران والناس اتو من كل مكان حتى امتألت صفوف الجنازة عن اخرها ، حضرا عددا كبيرا ال يحصه الى هللا . ولما ال؟ فهي كانت امرأة طيبة لم يمس لسانها قط عرض الناس ولم يجرح مشاعرهم رغما الجروح التي تلقتها كانت دائما تدعو لمن كسر قلبها بصلح ولمن داس على كرامتها بالمغفرة ولمن خدش عرضها بالهدى. بجنازتها اتت كل القلوب التي يع تصرها الحزن واأللم وااليمان بالقضاء والقدر تدعو للفقيدة برحمة وان يسكنها هللا فسيح جناته ويلهم دويها الصبر وسلون.. لقد كان موت عائشة بمثابة وداعا ال رجوع فيه ،ودعا أذا الى طريق المنتهي عند ابواب كانت تقفلها كفوف االم لتنفتح ..


قرار مر شهرا كامال على الحادثة تغيرت أتناه عدة أشياء، فهناك من توصل بنداء خارج الوطن ، وهناك من اقام زفافا جديدا تركا خلفه كل شيء ، وهناك من أنجب اطفاال للحياة انسوا الحزن وبتو البسمة في الوجه . _ألم تحزن على موتها قط ؟ انتبه العجوز الرشيد على كلمات عثمان الذي يقف امامه وبجانبه عمر وهدى ي نظران اليه بصمت لعل هم يتذكرون مشاعرهم، أو لعلهم يحللون أفكارهم ،لعلهم يحسمون قرارهم توجهه . فقد بدت تلك المشاعر بذبول ليحل محلها طغائين تجه ذلك الكسول المخمور الذي كان واليزال يسبب األلم والمعاناة لمن حوله . _كال ألي ترى أنى تزوجت بعد اسبوع من موتها كان يتحدث مشيرا الى امرأة تجلس بجانبه تتطاير من عينها الحدة وذكاء في تالثين من عمرها تضع اطنانا من مساحق التجميل . تنهدا عمر بخيبة فقد كان يتمني ان يرى في وجه ابه قليال من ندم ، قليال فقط كان كافيا ليمحي كل كليال اسود حمله توجهه . هتف موجها كالمه لعثمان


_ما هذه ترهات التي تتفوه بها عن اي أحزان تتحدث عنها ياعتمان نحن لم نأتي هنا لنسأله هذه االسئلة نحن جئنا لنأخذ اشيائنا ونغادر فلم يعد هذا المكان ملجأنا . "لقد انزلت كل شيء يخصكم بالقبو "عبارة صدرت من تلك المرأة ليحللها كل واحد منهم كما يشاء وكأنهم تقول لهم اغربا عن وجهي فذلك لم يعد اباكم وال أنتم تمتلون له بصلة ، وهذا لم يعد منزل طفولتكم البائسة ،و إنما أصبح بيت أحالمي مع هذا الرجل اغربا عن وجهى ايها الحمقى وال تأتون مجددا . عبارة كافية ليرا كل واحد منهم شخصية تلك المرأة نظرت هدى اليها تتفحصها وهي تحدث رشيد _وانت ما رأيك فيما تقوله زوجتك ضحك العجوز حتى كشف عن اسنان سوداء من شدة تبغ التدخين "اذهبا الى الجحيم " ابتسامة عمر على عجرفة رشيد وانصدمت هدى من قوله كما بكي عثمان للحل ابيه ،وضع كل واحد منهم كفه على ضهر اخيه ليهتف عمر ""هيا بنا يا عتمان" غادر االثنان بينما اقتربت هدى من تلك المرأة وهمست بشيء في أذنيها جعلت االخرى تستشيط غضبا وتنعلها بداخلها .


كانت هدى فتاة التي اسعدت عائشة بإنجابها فقد كانت تشببها في كل شيء وكأنها نسخة مصغرة عنها ،الختلف بينهم في تلك الملمح الجميلة والعينين البنتين، انفها النحيف متزامن مع خدين وردين، ذات وجه نحيف ابيض ينسدل على كتفيها حجابا يغطى شعرها االسود كالحرير ، متوسطة القامة خلفة اخويها عمر وعتمان الذين يتميزان بقامة طويلة تم انهم ال يختلفان في مالمح غير عيونهم الحادة كصقور .. ""ماذا قررتم يا شباب "" تفوه عثمان بذلك وهم في طريقهم الى القبو _سأعود الى بيت زوجي وطفلي الحديث الوالدة _وماذا عنك انت يا عمر ؟ _سأتبع عملي وأنت ! _ربما سأنتظر ليلى ألقرر بعدها هتف كل من هدى وعمر في وقت واحد ""أمجن ون انت ؟ ""ليتابع عمر بعدها _في تلك األثناء ستفقد فرصة دراستك خارج البالد _وماذا في ذلك ؟ صفعته


ى صفعة قوية وهي تصرخ ""أيها اآلبلي تلك الفرصة التي تريد ان تضيعها من بين يدك لست ملك لوحدك لكى تقرر ذلك من تلقاء نفسك تريد ان تفوت عشرون سنة من عمرك أيها المدلل عديم المسؤولية . تنهد عتمان وقلبه يعتصر ندما وألما ليأتيه صوت ضميره ""لو كنت اوقفتها في ذلك الوقت ما كانت أمك االن بالقبر وما كانت هي االن بالعناية المركزة يعلم هللا متى تستفق من غيبتها الطويلة وكأنها تأبى االستفاقة على هذا الوقع المر وماكنت انت االن حائر تتلقى تهم من أخوتك "" كان ندمه يمنعه من تفكير وهما ال أحد منهم يعلم انها هي الواحدة القدرة على إخراج ذلك الحزن القابع بداخله هي الوحدة التي في استطاعتها تحويل همه الى سعادة ..وهل انتظارها يعود جرما ؟ان كان كذلك فهو يقبل تنهد ع تمان قائال لندع األمر للقدر ولنترك االيام تحدد.... في العالم االخر حيت توجد الجنة التي تسير النظر وتجعل القلب يقع في عشقها ،خالل نظر اليها تشعر النفسة بالطمأنينة المثيل لها . انهار المياه تجري تحط بها كل انواع الورد المختلفة تتراقص على اشعة الشمس المتأللئة في وسط السماء صافية زرقاء وصوت العصافير التي تعلو من فوق اشجار الكرز التي تنثير هذه االخرى


أورقها في كل مكان ،وكأنها تحتفل بحضور فصل ،أجواء تأسر النفس وترغمها على المكوث طويال ، وبأحد الشجيرات كانت تجلس اسفلها امرأة وتهمس وكأنها تكلم أحدا _عودي فهناك من يبكي على انتظاريك ،وهناك من هو حزين من أجلك عودي وانهي كل امورك وحينما يحن الوقت لنجلس معا.. كان المشهد يبتعد في كل لحظة ومع كل عبارة كان يبتعد ، يبتعد تم يبتعد الى ان اختفى كل شيء ليسدل ظالم الشاسع ستاره لم يعد يظهر من خالله شيء ""ليلى استيقظ لقد طال غيابك " همس خافت يصدر وسط الظالم صوت حزين ""است يقظ لقد قررت الرحيل لكن قلب ي نفطر ،اريد توديعك وال أريد تركك وانت على هذا الحال... " فتحت عيونها لترا نورا قويا يشع من الغرفة اجهزا طبية في كل مكان وهناك على االجانب االخر أحدهم يمسك بيدها منديا ،نظرت اليه وعلمت أنها كانت في عالم األحالم عالم تمنت ان تبقى فيه طوال الحياة لكن صوته المزعج ايقظها من سبتها . رفعت يدها ببطء لتبعد قناع االكسيجين على وجهها وهتفت بضعف


_كالعادة فتى بكاء متى ستكبر وتنقلع عن هذه العادة السيئة . سعادة غمرت وجهه وحزن أختفى لسماع صوتها دموع تساقطت معلنتا عن الحنين والشوق طويل أفطر القلوب ومزق االرواح. اعتذار اسمي ليلى وهو اختيار من أخي عمر كان قد حدده لي قبل مولدي بشهر ، هذا ما كانت تخبرني بيه امي عندما كنت أسأل ها ،كانت تقول ان عمر لم يتردد قط في اقتراح اسمي بل كان دائما متحمس لمعرفة جنسية المولد . ليس من الغريب أن ال يكشف في دالك الحين جنسية المولد بعائلتنا كما هو سائر االن ،لكن وليدتي لم تكون مهتمة بهذه االمور .كل ما يهم هو ان مولدا سيقبل ، كان همها توفر له المكان المناسب والوضع االئم ليستقر وهذا ما كان سبب تعاسة ، ألن ذلك الزوج العجوز لم يكون يهتم وكان ذا طبع قاس بعض شيء فقد كان يجن جنونه إدا منعته أمي من تدخين داخل المنزل او دخول اليه وهو في حالة سكر وكان يصب جماح غضبه وجنونه في تهشيم وتكسري عظام أمي واصدار االصوات المزعجة أتر صراخه ، كانت تعاني مرارة الحياة من جهة ومرارة تعاسة من جهة تانية .


وخضوعها لقسوة زوجها من جهة اخرى .ولما ال تخضع للمعاناة! وهي من كانت تستيقظ في منتصف الليل تدعو له بالهداية وان يعود للطريق ألنها تحبه وتأب له ان يغرق نفسه اكتر بالمعاصي ،ليس ألنها ضعيفة شخصية لكنها ضعيفة امام من اختاره قلبها ،تلك المشاعر جعلت منها فرسة سهل االصطياد من طرف وحش لئيم بارد ال يفكر سوى بالحصول على قنينتا ال مشروب ذات قيمة عالية، فلما كامت على مشارف الهاوية ما ذكرت سوء بزوجها وما كسرت بقلبه لكنها تبسمت واقسمت أن تبتعد قبل ان تسقط ،ان تحاول تغير وضعه ووضع أولدها وأن تعمل جاهدة للتطمأن انهم لم يحملون حقدا ع ليه ،لكن انكسرت عصها في أخير عمرها وانقطع املها بالحياة . ألمتني وفتها تعيسة ليس ألنها ماتت بعض االحيان االلتحاق باألخيرة اهون من العيش في الحياة بجسد بدون روح ،ما ألمني انني كنت سببا في ذلك ، ما ألمني انها فرقت الحياة ولم تدوق طعمها ،لم تبتسم كما أردت ،ولم تعش كما كانت تحلم لم تصل لحلمها ،لم تحقق منه شيء. كنت يائسة جدا لكنها راودتني في احالمي وأبادت يأسي ،كنت ارفض هذا العالم وأرفض العودة اليه لكنها حثتني عن ال بحت عن الحياة التي أردتها ودعتها حينها ألستيقظ بعدها وأضع رأسي في


صدر أخي ونبكي سويا تركين احزننا ودموعنا وألمنا في تلك الغرفة ونغادر بعدها الى بيت جدتي . وما إن رأتني تلك العجوز حتى اصدرت اصوات زغاريد ،كانت تقف بسعادة مناديه "حفدتي الحبيبة " ،ليقف الجميع بجوارها . همست خالة فردوس في أذني فرحتا بقدومي " حمدهلل على سالمتك " بينما عانقي الخال وهو ينظر الى بنظارات فهمت منها الكثير ،نظرتا وكأنه يقول فيها تهورك قادك الى ما أنت عليه تهورك افقدنا حياة فرد من افرادينا لكن سعيد ألنك نجوة وتعس ألنك ابنت ذلك الرجل . مشاعر متضاربة كنت اقف على سورها متكأه علي عكاز لم اشفى كليا الزلت اتار الحادثة راسخة بجسدي لكن ضميري كان يقول هذا ال شيء مقارنة مع ما يشعرون به كان مواجهة تلك المشاعر ،شعرت وكأن جسدي بارد جدا يرتعش فوقفت على حمم البركانية لتدفئ جسدي لكنها ادبته ،تشعرني باالرتياح لكنها كانت مؤلمة .كذلك مشاعر جدتي وأبنائها وكذلك مشاعر اخواتي ،شعرت االول مرة أني افتقدهم لكنهم بجانبي ،شعرت وكأن روحهم غابت ليبقى اجسادهم على االرض ،ولألول مرة فهمت لماذا كانت امي تحتنا على عدم الكره وان نترك كل ما يجعل الخبة بداخلنا .


كانوا مضطربين ،قلوبهم تهتز على إيقاعات مختلفة ،اقاع البرد ولالمباالة كما هو حال عمر ،اقاع الحقد والكره كما هو حال هدى ،لكنه الوحيد لذي يشبهني الوحيد الضائع متلي الوحيد الذي لم يكره احدا لكنه حزين من أجله .عتمان ذلك شقي الذي لم يعرف قلبه كره او برود لكنه يشعر بندم ربما ألنه سيراني .... البأس ايها الحبيب الكل سيهون فال تيأس فإن كان احد سيتحمل المسؤولة ما جرى سيكون أنا ،لذلك ال تجعل نفسك تحمل ما ال طاقة لها ، نظراتك كافية لتقول انك تريد أن تعتذر؛ لكن ال تعذر فأنا من يجب عليه االعتذار .وما إن اجتمعت افراد االسرة حتى وقفت بالمنتصف وصرخت بأعلى صوت أخرجت كل ما في داخلي دفعة واحدة أخبرهم عن ما يكنه قلبي نحوهم ""اعتذر ،اعتذر ألنني سبب حزنكم اعتذر ألنني سبب كرهكم اعتذر ألن لولم اتهور في لحظات ضعف ما كان احدكم يشعر بالندم االن ،وما كان احدكم بارد واالخر حزين ، اعتذر فرشيد ليس المسؤول فانا الواحدة المسؤولة امامكم اعتذر يا خال حسن ألن احمل صفات رجل اتعس حياتكم ،اعتذر ايتها الجدة الن سبب في فقدانك احد ابنائك .اعلم ان االعتذار لن يرد لكم شيء ولن يرجعكم على ما كنتم عليه ،وانا ألطلب منكم االن ان تعود الى حالتكم سابقة لكن أطلب منكم ان ال تلموا احد غيري وان


ال تحملوا على انفسكم ما ال قدرة على تحملها "" انهيت كالمي وانا اشعر بدوار ربما ألنى صرخت كثيرا حتى تعبت او ربما وقفت على ساقي كثيرا حتى اشتد األلم ربما تحدت كثيرا حتى اضطربا عقلي. لكن انا اشعر باالرتياح أكتر االن ألني لم اضع فرصة تأجيل الى يوم اخر ،وألنى فتحت ابواب تلك المشاعر لتظهر وكأنها ليلة العترافات . تنهد عتمان قائال "انا اشعر بالندم ألن راشيد اخبرنا انا سيارة معطلة لكن لم استطيع منعك ! اضافة الحال حسن " ماكنتم سبب قضاء وقدر "تبسمت الجدة "كم تحملين من الحزن يا ابنتي وليشهد هللا أن ال أحمل في قلب حقدا تجاهكم " تابعة عمر قائال "" يالتني كنت هناك " بكت كل من الخالة فردوس وهدى .شعرت بعدا كل تلك االعترافات ان كل واحد منهم بدأت توضح له صورة ما ،لكن على العموم اصبح يرون خيط االمل بالحياة و يا ليتهم يمس كونه ليبدو الحزن بداخلهم ، الصمت عظيم لكن البوح بما نشعر به بداخلنا تجاه االخر أعظم ألنه وسلة لتربطنا وتلم شتات العالقات المكسورة والتي تكاد ان تنكسر ،الصمت في بعض االوقات يصبح كسهم حاد


االتجاهين ..لم نتحدث بعد ذلك اليوم سوي عن ما يخص عتمان وعمر حياة الخال بصحراء افكار الخالة كلها كانت حكاية نحكها عن حالينا حكايات تشمل تلك الحياة المثمنات وتلك االحالم التي تنتظرونا ،لم يعلق احد على تلك االعترافات بعد ذلك ولم اعد اشعركما كنت اشعر من قبل شيء بداخل يقول ان كل على ما يرام ،رحل عتمان وعاد عمر لعمله افترقنا من جديد لكن كسبنا البسمة التي عادت في وجه الجدة من وفي وجه الجمع


يوم العيد االيام تمر لن نعش حياتنا سعداء دوما وال تعساء دوما هناك لحظات فرح ولحظة حزن هناك اوقات نسعد فيها حتى نرى ان دنيا في ابها حلتها ،نسعد وكأننا ملكنا كل شيء ،وهناك لحظات يتم كن منا اليأس ونصبح نرى الجحيم امامنا ظالم يغلف االمل بحياتنا .من البديهي اننا لن نستطع ان نحول الوقع الى تلك االحالم التي يتمنها كل واحد بداخله لكن نستطيع ان نحول تلك االحالم لتشريكنا وقعنا _ألم تجهزي نفسك بعد "هتفت الخالة فردوس من اسفل تحدثني _كال لزال الوقت مبكرا " اجابتها وانا أجلس كعادتي على سور السطح ا نتظر بزوغ الشمس من مشرقها انتظر تلك الحظة التي تشرق فيها وكأنها تشرق االمل بداخلي متطلعة الى يوم افضل من سابقه ،كما ا نه اليوم يوم افضل انه يوم العيد حيت يجتمع االحباب ونسرق لحظات من سعادة التي اشتقنا لها _انزل سأسعدك "ندت الخالة مجددا كانت تبدو في غاية نشاطها وحماسها متل تلك الطفلة التي تستقض على صباح البكر تنظر زائرا يحضر معه هدية لها سعادتها اسعدتني بل دبت في نفسي نفس الشعور.. اطل جار من المنزل المقابل الينا فصرخ بصوت عال فور رؤيته لي بعبارة التهنئة ،بدلته ايها بنفس الحماس .


اطفال خرجوا لتوهم يصرخون في شارع يرتدون بدل جديدة ويحلقون رؤاسهم سعداء هم بيوم العيد . جرتنا اخرى تهنئني بالعيد ابدلها تهنئة بنفس االبتسامة .شباب اجتمعوا ليعلقوا زينة قبل بزوغ الشمس . جمال روح اشعر به اتمني ان يدوم كل االيام عيد وليس يوم العيد فقط _انزل ايتها الفتاة من هناك "" _ولماذا لتصعدين انت _حسنا انا قديمة لحظات حتى كانت الخالة فردوس بجانبي كانت عينها متأللئة بحماس لم ارا متله من قبل كنت اتطلع اليها وانا اهمس في نفس انها تشبه الراحلة نعم تشبهها كثيرا _لماذا ت نظر ين لي هكذا _ألني اراك في غاية الجمال اليوم ردت وهي ترفع يدها لتضعهم على خديها بخجل "انه يوم العيد انا سعيدة " لداعي لتخبرني بذلك فإن ارى يا خالة سعادة في وجهك واتمنى دومها كما انني ارها تحط بشارع من رأسه الى رأسه الكل


متحمسون لم ارى حزنا على وجه احد في هذه اللحظات اشعر وكأن هللا انزل سعادة في قلوب كل الناس لنتشارك في لحظة من العمر. عادت كنا نجبر على االبتسام لكن اليوم سعادة الجميع نابعة من قلوبهم بزغت الشمس لترقص أشاعتها على جدران الشارع .خرجت النساء منتشرين الى بعضهم البعض سألت الخالة عن ما يفعلون قالت ""انهم يجتمعون "ردت وهي ترفع يدها مشيرة الى احد الجارات _ما الذي تعنيه _انهم يحددون موعد ليجتمعن فيه كأسرة واحدة ا نظر هناك في الجهة حيت اشارت كان هناك شباب يجهزنا الكراسي والطاوالت تم التفت اليا بحماس قائلة "ستخضرين معي اليس كذلك " "اجل " ال أعلم مادا سيحدث لكن اشعر بحماس كما لم اشعر بيه من قبل ا لنزل الى اسفل _إذً هززت راسي وعلى عصاتي اتكأت وبخطوات مهتزة نزلنا الي اسفل وجدت الخال حسن يجلس بصالة مرتديا جبدورا ابيض تزينه نقوش تقليدية خضراء وبلغتا ذات اللون االصفر يضع على رأسه


عمامة صفراء تقدمت منه وضعت قبلة على جبينه لكن فضول بداخلي يحثني على نزع عمامته وفي لحظة مدت يدي لكن فجأة به يمسكها قائال " ال تحاولي فضولك سيقتلك يوما ما " ابتسمت الخالة على اتر كلماته هنأني بحلول العيد وسالت عن الجدة اخبرني انها لم تستيقظ بعد _حسنا لنذهب ياليلى تركنه حيت هو وتقدمنا الى غرفتي وما إن دخلت لها حتى تطلعت الى مرأة نظرتا لنفسي كان شعري قد نما بعدما تم قطعه كليا بالمستشفى بحجة انه كان يعقهم لعالج جروح براسي ها هو قد كبير لكنه بطريقة غير مرتبة حيت توجد بعض الشعيرات اطول من االخرى والبعض االخر قصير جدا .طلبت من الخالة ان تعدله فامتثلت فورا ،جلست على كرسي امامها بينما هي احضرت مقصا لترتيب شعري ، نظرت الى مالمحي ابحت عن شيء يشبه مالمح امي او اخواتي لكن لم اجد غير المالمح شبيها بأبي اشبهه في كل شيء شعري االسود عينا الخضرتين رموش كتيفة ،حاجبي الرقيق ،انفي المتوسط الحجم وحتى من وجهي النحيف ال يختلف عن وجهه كان هناك اختالف على جبيني ندبة على شكل خرف "N بالهيرغانا " تركه الحادث هناك .


سألت الخالة كيف اخفي تلك الندبة فهدتني رابطة الرأس كانت تبدو عادية لكنها لطيفة ارتديتها مع اجمل الفس اتين ونزلت ألقبل راس جدتي العجوز وأهنأها ،بابتسامة ردت تهنئة كما انها وضعت بقشيش في يدي .لحظتها استيقظت تلك الطفلة بداخلي والتي لم تمت مع موت مشاعري .. على ساعة العاشرة صباحا تجتمع النساء الحي حولة طاولة اعدو ما تحمله بأيدهم ،وعلى نفس ساعة يجتمعن الرجال بالمسجد لألداء صالة العيد ،وعلى نفس ساعة يتسلل االطفال الى محاالت التجارية لكي ينفقو ما تحتويه جيوبهم من هديا العيد على حلويات واالشياء الصغيرة التي تسعدهم ،وعلى نفس ساعة اسمع صراخ الخرفان متتابعة ومتواصلة وكأنها تودع بعضها البعض ، صنفونيات المديح تعلو شاشات التلفاز واإلذاعات ،روائح البخور طيبة تغادر كل نافدة منزل وماهي الى ساعة حتى تغير تلك االجواء الى صخب مختلف ،تنتهي طاولة واألحاديث الشيقة ليغادر كل منهم الى بيته يعود الرجال من المساجد ويستعد االطفال تعلن شاشات عن نحر أضحيا جاللة الملك ليتبعها تكبير وابل من نحر لم يعود للخرفان اصوات ولم تعود روائح البخور متصاعدة لكن حل محلها روائح شواء ولم يعود االطفال في شارع الكل في منزله ،كنت اشاهد بين الفينة واالخرى تسلل بعض الجيران وفي ايدهم اكياس يتجهون بيها الى ابواب المنزل التي يشكون بأهلها انهم لم يضحو فيضعونها هناك


وينسحبن بدون ان يسبب احراج لفقير معلنين عن تفاخرهم كما يفعل البعض .انسحب وهم حاملون قطعة من سعادة قدموها لخيرهم بنية خفية ليحملوا مثلها من طمأنينة وسعادة كبيرة . سويعات حتى ارا الجيران مرة تانية يبدلنا فيما بينهم اكاس اخرى وكأن تلك األضحى المتفرقة اص بحت واحدة . طوال اليوم كنا نستقبل زوار مختلفة جيران وعائلة ،طوال اليوم والمنزل لم يخلو كان بينهم اوجه اعرفها وجوه لم ارها قط ..في يوم العيد الكل حبيب والعدو صديق في يوم العيد تنزل ستائر الكره والحقد ونرفع ستائر الود وصلة . فتيات من عمري اجتمعنا حولي اثناء غروب شمس بالسطح كنا نتسامر تارة ونشاهد مراسم االحتفال باألسفل ترة اخرى وحينا انسدل اليل ستاره وأضاءت النجوم بالسماء كان عرض اطالق االلعاب نارية واإلضاءة الخافة قد جدب االنتباه اضافة الى رقصات واألهازيج المختلفة استمر الوضع الى منتصف ليل ليخلد بعدها الجميع للنوم وكأن الجمع منهك وتختفي كل تلك االصوات بعد ذلك لتبقى اصوات نباح الكالب المزعجة وحدها.


ضياع وتشرد اختناق بصدري ،كتلة سوداء على قلبي لست هذه الحياة التي أردها لزلت اشعر بضياع شديد . لدا قررت الرحيل بعت رسالة ألخي عمر ابلغه بما اشعر فلم يبدي اي اعتراض كل ما اخبرني به انه سواسي جدتي في غيابي التي لم اخبرها عن قراري وكأني اخشى مواجهتها ،رأتني الخالة الفردوس الملم بعض االشياء في حقبة الضهر سألتني هل رحلت ستدوم طويال ،لم اجيد أجابت ألني انا نفسي ال أعلم الي اين سأجد راحتي والحياة التي ستنقدني من ضياعي .كما أني لم استغرب سؤالها فجأة هكذا ألنها الوحدة التي كنت أبوح لها بأسرار طيلة سنتين التي قضيتها هنا كانت ملجأ في وحدتي وحافظة اسراري حينما يشتد بي الحزن وتضيق بي غرفتي .ما كانت تعترض هي االخرة بمغادرتي كل ما فعلت انها قدمت لي ربطة راس جديدة ألخفي بها ندوب على جبيني واخبرتني ان شعرت بالوحدة اتذكرها بها ألضيعها ابدا . حملت حقبتي والتفت لألخر مرة الى تلك الغرفة الصغيرة والتي دفنت بها نفسي طوال سنتين لم اغادرها قط إلى في المناسبات او الخروج من أجل شيء ضروري . كان ذلك السرير بمثابة داء لالكتئاب ،وتلك التلفاز وذلك الحاسوب بمثابة رفقاء ارفه بيهم عن نفسي ،اما االصدقاء االقرب الى قلب


كانوا أولئك الكتب الموضوعة على رف ،وهاهم ينظرون إلى االن بحزن على فرقنا ،او ربما يودع نني ويتمنون لي ان أجد ما ابحت عنه ،ان أجد جوابا الذي لم أعثر عليه بحوزتهم . قبلت راس الخالة وغلقت الباب خلفي ألريد ان التفت من االن الى الخلف ألريد ان ادير رأسي فأجد رؤوس ترقبني من نوافذ ،ألريد ان التفت ألجد دموع وكأنها تطلب مني العودة انا ألريد العودة ربما االن، كل ما أريده هو اغلق دفاتر الحساب القديمة ،وفتح صفحات جديدة بحياتي .. لذلك كان عليا ان أقابل رشيد كان عليا أن أطمئنا لحاله ففي نهاية المطاف هو أبى ""مضى وقت طويال لم أراك فيه"" تلفظت بتلك العبارة حينما رأيت شيخ عمر يخرج من بيته المقابل لبيت ابي _عفوا من أنت " كانت عالمة االستغراب بدية على وجهه _هذه انا يا عم عمر ال يبدو انني مظهري تغير كثيرا لدرجة أنك لم تعرفني _ابنتي ليلى انا سعد برؤيتك واعذرني فقد تغيرت كثيرا ! كان شيخ عمر إمام المسجد وصاحب الفضل عليا وعلى إخواني حتى اصبحنا ما نحن عليه االن لو لم يكون هو ال كنا االن نشبه راشيد ،ربما احدنا سيكون داخل السجن واالخر مدمن على الكحول


متله .لكن وجود شيخ عمر بجانبنا من بدئنا نتلفظ بالك لمات كان له اثر إيجابيا علينا . _البأس يا عمر أن كانت ذكرتك اصبحت ضعيفة لكن ماذا عن زيارتي ؟لم تزرني ابدا بعد خروجي من المستشفى _من حقك ياإبنتى فالمشاغل أربكتني ولكن كنت اتصل دوما بأخك عتمان لالطمئنان عليكم _حقا لم يخبرني بذلك _ربما نسى ا أسامحك يا شخنا "كان شيخ عمر عجوز في االربعين او _إذً الخمسين من عمره كان من الذين أفنوا أعمرهم في البحت في علم الذين والغوص في بحره ،اولئك الذين سعو جاهدين لتغير من حولهم ،لم يكتفوا بما أ تو من علم على أنفسهم فقط بل جاهدو لنقله عبر االجيال ،لذا قام بفتح مدرسة لتعليم علم اصول الفقه والقواعد ،ارتدا عليها مجموعة من الشباب والصبية ،كان شخ عمر حرس كل الحرس فيما يخص هذه اال مور . نظرت اليه متسائلة ""ماذا عن رشيد ياعم عمر ؟ تنهدا حسرة وحزنا عليه "ازداد سوء على ما كان عليه ا لم يتغير األسف -إذً


-كنت سأذهب للحديث معه لكن يبدو ان زيارتي ستستأجل للوقت اخر -ال انه الوقت المناسب تعالى معي اشرت اليه فتوجهت لطرق الباب بينما هو يقف بجانبي ببسمته المعتاد على وجهه مرتديا بدلته البيضاء ،وما إن فتح الباب حتى استبقتنا امرأة بلباس بيت متسائلة من نكون -اخبرني أين راشيد ؟ -من انت؟ ولماذا تسألين عن زوجي ؟ _نرد ان نتحدث مع رشيد فال تقف بطريقنا رجاء وضعت يدها على جانبها وتكأة على الباب غير ابها للدي يقف خلفي مطأطأ راس يتمتم ببعض الكلمات ثم تلفظت بكلمات تتطاير منها الحدة "ليس هنا" كنت أعلم ان راشيد بداخل ألنني اكتر من يعرف طبعه السيء ،لذا تجاوزتها وتقدمت للداخل تحت استنكارها واعترضها وما إن وقفت امامه حتى صرخت بوجهي بغطرسة "انت كيف تجرئين على اقتحام ب..... بحركة واحدة منه قطعها وهو يحدثني " لم ارك منذ مدة يا صغيرتي "


استنكرت كلمة صغيرتي ونظرت حولي رأيت منظرا تتقزز له النفس قنينتا الخمور على طاولة ورائحة السجائر في كل مكان تنهدت بحسرة وانا أحدثه والزلت عينيا تتطلع ا لى تلك الطاولة "يا للخيبة يا را شيد لم أعهدك ضعيف بهذه الحالة ثم متى كانت الخمور تدخل للمنزل ..رحمة هللا من كانت تخشي ان تغرق نفسك " لم يأبه لكلماتي لكنه لذا بصمت كنت اتمنى ان أن يعتذر وان نجلس معا يحكي لي همه واحكي له قصصا لكن يبدو انه يمقت رؤيتي ، ولحظة تذكرت ذلك الواقف بالخارج ،القيت محفظة جانبا وانحنيت اجمع تلك السجائر والقنينتان من على طولة وانا أهمس له "الشيخ عمر يرد تحدت إليك انتفض على اتر تلك الكلمات شاحب الوجه وكأنني ذكرت له شيء مرعبا ارعبه _ألريد رؤيته اخبره اني لست هنا _فات االوان على ذلك " ما كدت انهي عبارتي حتى فتحت الباب له تقدم شيخ عمر باستحياء للداخل ففزع راشيد لرؤيته وكأنه يرى ملك الموت على هيئته ابتسمت بمكر له وكأنني اخبره اشياء فهمها هو حسب رغبته ،لكن ما كنت اقصد انا وكأنني أقول له "" الم تخجل بعد من نفسك تخاف


من رجل صالح يشع النور من وجهه وال تخاف من ربك القادر على قبض روحك بمكانك " نطق الشيخ مكسرا ذلك الصمت "راشيد نرد ان نتحدث عن انفراد لو سمحت " على كالمته تلك امتدت يدي لتس حب زوجته التي كانت واقفة تتابع بنظرها الوضع متوجهين الى مطبخ تركين ابى في فزعه وخوفه مع العم عمر لعه يعده لصوابه او يرعبه حتى يتوقف قلبه عن النبض ليرحل من الحياة التي افسد متعتها على الناس المحطين به ويرح بالهم من الخوف الذي يعشون فيه .صرخت زوجة ابى في وجهى "من انت وكيف تجرئين على فعل ذلك ؟"اغلقت الباب حتى ال يرتفع صوتها كثيرا وتوجهت الى حنفية المياه غير ابها لها فتبدو انها ال تعرف من هو ابى ومن نحن وما هو وضعه الحالي؟ "ان اتحدت اليك لتتجاهلني " نظرت اليها بطرف عيني "الم يخبرك راشيد عنه " "وما شأنك انت" "يبدو كذلك انا ليلى جهاد وابنت راشيد جهاد " صمت قليال تتقبل الصدمة وكأنني افرغت على رأسها دلو ماء لم أكترث ل ها واستمرت قائالت وانا افرغ محتوى القنينة " يبدو انك ال تعرفين انه مدمين القمار وشرطي سابق


_اعلم _لكن ال تعلمين انه استغل وضيفة الشرطة بالعالقات الخاصة اي انه كان يستغل وظفته من اجل صفقات التي تنتج امواال غير قانونية بمعني اخر هو خائن لوطنه وعار علبه _لم يعود كذلك _اجل فقد حرمة من وضفته بعد مكوته في سجن قربة عشر سنوات _ألعلم هذا ! ولماذا ؟ _ بس بب استغالله لوظفته كرجل قانون لتقوية على ضعفاء وسلب اموالهم مدعيا انها فواتر من اجل القمار _ولماذا تخبرني بهذا _ألنك ساذجة وغبية تم إن ا حمل اسمه ا تخجلين من ذلك _إذً _كال أنا احمل اسمه ألنه ابى ولست ملمة على افعاله في الماضي فأنا أنا وهو هو ولكل واحد منا شخصيته تم انت كيف تسمحين له بشرب ذلك السم وادخله الى المنزل أال تخجلين ""


_وما العيب في ذلك انا تقبلته كما هو لم افرض عليه قيودا كما تحولن ان تفعلوا. فرغت كل تلك زجاجات التي اخدتها من امامه وبدأت البحت عن اخريات في المطبخ ألهمس لها ""ليس العيب ان تفرض قيودا ان كان االمر سيصلحه لكن العيب ان تتمدين في تشجعه بحجة واهنة متل التي قدمتها لي فيصبح حكرا ليس على مجتمعه فقط بل عليك كذلك . صمت تقيل حل عليها لم تتكلم لكن كانت ت نظر اليا وانا ابحت في كل مكان _أين هما؟ _ ماذا؟ _الخمور اإلضافية فأنا أعلم ان راشيد لن يكتفي باثنتين تم انها ذات قمة عالية هل ربح صفقة القمار أم عاد لعادته السيئة ؟ لم تجب لكنها اشارة على تالجه وهي تقول ""سيقتلك أو سيقتلني إن سمع بذلك فتحت تالجه ألجد قنينتين اضافيتين من العبار الثقل وواحدة عادية اخدتهم ألغادر _ال تقلقي عليا بل اقلق على نفسك


وما إن خرجت حتى وجدت وجه ابى يتصبب عرقا ويبدو انني لو تأخرت قليال النفجرت عروق دمائه من شدة الخوف _هل انتهت يا شخنا _نعم يا ابنتي انتهى الكالم لهذا اليوم انحنت على ابى ألهمس في اذنه قائالت ""اتمنى ان تتوب وتعود لصوابك قبل ان يحضر ملك الموت الحقيق ي ويقبض روحك في موضعك بدل من حضور العم عمر "عبارتي كانت كافية لتزيد من حرق اعصابه وخوفه كانت كفلة لرفع ضغطه ما إن خرجت رفقة الشيخ حتى مدت له بالقنينتين نظرا اليا بدهشة وهو يردد عبارات الحوقلة عدة مرات ابتسمت على نقاء روحه فأردت المزاح قليال "ال يا شخ عمر انا طلبت منك ان تساعدني في افراغهم ال كي تنظر ا لي هكذا وكأنى انا جلبهم" _ال حولة و ال قوة الى باهلل ،هللا يهدي ابوك يا ابنتي وعلى نظرات راشيد كنت افرغ محتوى القنينة باألرض وارمى بزجاجة في سلة المهمالت وما إن انتهت حتى رفعت راسي وانا اصرخ كالمجنونة لفت صراخي الجيران ومن حولي قائالت "راشيد اني ذاهبة في رحلة طويلة ربما اجد في طريقي من هم متل


العم عمر مرائك اتريد ان تأتى معي " كنت اعلم االجابة المسبقة لكن اردت ان اتأكد ال غير تبعت قائالت ""وربما اجد في طريق من يقلنا الى زيارة ابدية في االعلى " كان ينظر الى من نافذة وماهي الى لحظة حتى أغلقها في وجهي ابتسمت على ردة فعله المتوقعة ألتبع محدثتا شيخ عمر"" واصل زيارته ياعم عمر واصل و ال تتوقف ابدا " _اعدك بذلك فإن لزال يملك ضميرا ليوقظه سيتوقف عن افعله نقاء عمر وطيبته لم يفهم ما اقصده من ذلك غير ابى لكنه وعدني وعد رجل وامام يحمل مسؤولة لصدق طفولته وشخص من حيه . لم اسأل العم عمر بتفاصل التي حدت لكن قلت مودعتا ايه _اراك فيما بعد ياعم عمر واتمنى حينما اعود اجد راشيد مختلف ولو قليال اعتمد عليك " _ومتى ستعودين _ال أعلم فأنا اشعر بضياع _اتمنى ان تجد ضلتك يا ابنتي _ اتمنى ياعم ...


وما إن غادرت حتى تسللت دموع على خدي تأبى التوقف ،لعله الحزن العمق ولعل قلبي انفطر علة حال ابى ، او ربما على عدم قدرتي على تغير شيء متل العم عمر تركت للدموع العنان تنهمر حامالت معها كل كليل اسود تركتها لعلها تشفى الوحدة التي اشعر بها ،لعلها تخفف ضيق كانت الجدران الشوارع تقدفني من جدار الى أخر وكأنني جسد بدون روح وكأنني دمية لديها القدرة على استحمال ألم الغير حتى تعب جسدي واسدل الظالم ستاره فلم اجد لي مأوى غير ان أجت على ركبتي تحت قنطرة اختفي اسفلها من اللصوص والشر الذي يحم بليل اشتدا البرد فشعرت ان جسدي يكاد يتجمد ،أخرجت من حقبتي سترة كانت ألخي عتمان لدفيء بها نفسى ،سمعت انينا خافتا على مقربة منى كان ظالم يمنعني من رؤية ، قلب يكد يقفز امامي من شدة الرعب ،بحت بين أغراضي بحت وبحت الى ان وجدت مصباح يدوي وجهته الى مكان صوت وما إن اشعلته حتى اثنى الصوت من نفس المصدر _اطفئ ذلك الشيء سترصدنا الشرطة او أحد السكار الشوارع _من انت اكشف عن نفسك


_ولما سؤال ونحن نشترك نفس المكان كلنا اصبحنا من شارع اعدت سؤال غير مكترث لإلجابة ناست انى انا من تطفل على ملجأه _عرف نفسك _اللعنة انت مزعجة لقد اخبرتك ان تطفئ ذلك الضوء ال انوى إدائك تقدم خطوات فكان طفاال يبدو في سن العاشرة ظنته باألول ضائع _ولماذا انت خائف منه؟ _ ايتها المغفلة انك بمكان عام تتجول فيه شرطة ليال وضوئك داك سيجدبهم الينا هل تودين ان تقضي عمرك خلف القضبان _انا لست مجرمة او لصة لتمسكني شرطة _ولكن انا كذلك اطفئت النور مستغربة من قوله _ما الذي تعنه _ ولما س ؤال _فضول احكي لي من فضلك _ ولماذا انا ال اعرفك حتى


_ربما ألننا متشبهان غرباء مجهولين الهوية اجتمعوا تحت قنطرة _ أنا لست لي هوية من االساس لص خرج من بين لصوص ،انتشل اموال االخرين وحاجتهم بالقوة تارة ،واشحت تارة اخرى ارفق ا فلماذا أحكي لغربة عن حالي رفقاء السوء لست شابا مسالما قط إذً أو كيف قدفت بي الدنيا الى ما أن عليه _ ربما نحن متشابهان في ضياع على االقل _ هل ليس لك مكان وهل ال يوجد من ينتظرك _وهل انت يوجد لك من ينتظرك _ لو كان ما وجدتني قابع هنا اسفل القنطرة مكاني الوحيد هو الشارع _ال تفكر في تغير _ بال أتمنى ان اهاجر الى بلدان االربية حيت هناك الحياة _وكيف عرفت _ أخبرني صديقي بذلك فأصبحت احلم لعلني اغير حالي _وهل ترى الحياة سيئة لدرجة انك تفكر بالمغادرة _سيئة كلمة يتفوه بها مثلك اما نحن فنقول انها سوداء ألنها كذلك كل ما نرده غطاء يقنا البرد وطعما يسد جوعنا تم ملجأ نلتجئ اليه من ترصد الذئاب


_ماذا تقصد بذئاب _اشخاص يحتلون المركز االخير في تصنف مدمنين عن المخدرات مجرمين ولصوص خطرون كل من خرج للشارع بإرادته او حتما عليه يصبح ذئبا يفترس الناس اسئلتك كثيرة يبدو انك لم تعش في شارع من قبل _ربما ثم اني اشعر بالبرد ألم يتجمد جسدك انت بعد فأرك مرتديا مالبس صيفة _ جسدي معتاد على ذلك يبدو ان الحياة كانت سوداء عليه كما قال لتلقى ب طفل مثله في شارع وتجعله بين ليلة وضحها دئب صغير بين الذئاب التي تحدت عنها .كان القمر قد توسط السماء وانر األرض بضوء خافت معلنا عن منتصف اليل رفع طفل رأسه اليا قائال _وانت ما الذي تفعله هنا _ أبحت عن جواب لضياعي _هل انت مجنونة _لماذا قولت ذلك _هذا ما بدا لي مجنونة وسط شارع لم اعر سخريته اهتماما وحينما رأيته يقف سألته


_الى أين _ سألتقى ببعض االصدقاء _اصدقاء..! _اجل ذئاب الشارع هل تودين المجيء رغما اني ال أنصحك بذلك _كال ا حاولي ان تبتعدي عن هذا المكان _إذً _سأفعل ودعا _وداعا بعدا تفكر الى اين اذهب وجدت سيارة بضائع تسللت لها ورقدت اتطلع الى سماء افكر أن كان دفئ يخفف ضيق لما تركت بيت جدتي .لكن هؤالء مختلفون يتمنون الحياة التي تركتها خلفي يحلمون ان يغادر وطنهم بحتين هناك عن سبب للعيش اما انا فماذا اريد؟ ما الشيء الذي أحول أن افر منه ؟ ان الحياة تشبه الجحيم ألولئك االطفال الذين وجدو انفسهم بشارع يحربون من اجل العيش ينهبون ،يسرقون أمالك الغير ويتصدون لذئاب بأجسادهم الهزيلة .


إذً اين الجمعيات لحماية االطفال واين مؤسسة الميتم ؟ ا حقا الوضع كما يقول العم العمر ان اليد التي تمتد للغير قصيرة لكن مع كثرت االيادي تصبح أجنحة . ربما لو كان العالم كله متل تفكر شيخ عمر ألصبحنا كلنا اجنحة لجميع االطفال ! في بعض االحيان اتسأل أن كنا كلنا رعون وكل منا مسؤول عن راعيته فمن الراعي لرعية مات رعيها او تخل عنها هل ستترك للذئاب تنهشها .؟ كما هو الحال اطفال شوارع هما ليس علة على الوطن ألنهم اجبر ان يكون على ذلك الحال لكن العلة هي وجودهم في شارع . كل شخص يفكر بنفسه كل شخص ابحر في اننته حتى تجاوز الحد وترك كل واحد منهم على حاله هناك العديد من الناس لكن القليل من يحمل المسؤولة كفئ بأمانته و اولئك العديم المسؤولة ارهم وكأنهم هم من راود تلك الذئاب الى أن اصبحت الفة تم قدفوا بها في شارع لتكشف لتفرج عن أنيابها ......


مرود األفاعي توقفت السيارة بمكان ما نظرت من حولي فوجدت نفسي وسط سوق في منطقة ما ، لم افكر متى وحركت السيارة ليلة امس ،لكن كل ما فكرت به هو ان االوان لنزول عنها قبل أن يأتي احد فأسمع من تهم ما ال طاقة لي على تحمله .. صراخ الباعة يرتفع من هنا وهناك الكل يعرض بضعته بصراخ ،السوق مزدحم وانا ادور بكل مكان بدون هدف او اتجاه ، كل ما أفعله هو تفحص كل ش يء من حولي لعل القدر يضئ ظلمتي ويجبر بوحدتي ويضم شتاتي . فجأة لحظت مرود االفاعي يجتمع حوله الناس ،كان االمر متير االهتمام اقتربت اكتر فإدا بي ارا افعى رمادية تتراقص على انغام الناي تتمايل تارة وترفع رأسها تارة اخرى نظرت اليها وشبهتها بزوجة ابى ،فكرت ربما هي االن تتمايل على انغام رحلي ،شيء بداخلي تلقائيا الى أن وقفت بجانبها وسط الجمع كدت ان أهشم رأسها وسط اصابعي ردت فعل تلقائي .وكأن تلك االفعى برقصها تغضني _انتبه يا مجنون سوف تلدغك .


استيقظت من شرودي على صوت المرود ،فأنا نفسي ال أعلم لما جدبت كل انضار المشاهدين الي وبعد تنبه سيد استذروا مستائين وكأنهم كان ينتظران عرض خياليا عرض تسفك في دماء االفعى بعدما لدغتني عدة لدغات ألستلقيه على االرض بجانبها تم يشهدون السم ينتشر ببطء في كل جسدي ليخرج بعدها لعاب ابيض من فمي واصل وقتها مرحلة االحتضار ،ضحكت على خيالي وافكار التي راودتني ،حمدهلل أن شيء من هذا لم يحدث _لقد افسدت عرضي على ماذا تضحك أخبرني كانت كلمات سيد عيسى كما عرفته لحقا تنهال علي لم أكثرت لمحاذته تلك وكأن يحدث صبيا الوجود له ولم انتبه لتأنبه فبادرته بسؤال لماذا ال تخش انت االفاعي _أنا مجدوب نظرت اليه نظرات توحي على عدم الفهم _انا مجدوب ال أخاف سمها بل أنا مدمن عليه ،ادوس على شوك صباري حافية القدمين التهم زجاج ،أعيش وسط االفاعي واصطاد العقارب . شعرت بقشعريرة تسري في جسدي ربما ألنني اول مرة اسمع هذا _ولماذا ال تقوم بشيء اخر


_ال أستطع انها حرفة توارت عبر االجداد الى ان وصلت إلى من الحلقة نعش وال نعرف سوى الحلقة نقدم عرضا يلق بمورثنا لينال اعجاب الناس وها أنت افسدت العرض عليا حتى قبل بدايته كان عيسى في الخمسين من عمره يرتدي جلبا بنى اللون ويضع على رأسه قبعة قشية تقه الحر كانت ملمحه لطيفة تدعى االطمئنان ،عينان صغارتين لحية بيضاء مهندمة تحيط بوجهه ،تم ابتسامته التي تكشف عن اسنان منفرجة ،نحيم الجسم متوسط القامة .. كنت ا نظر اليه واشعر بدنب تجهه ربما ألنى افسدت عرضه كما يقول او أنى أتساءل عن الحياة التي قدته وسط الخطر .لحظة وطرأت في دهني فكرة مجنونة التفت اليه بحماس _اعزف يا.. _عسى ....وألضن ان االمر يحتاج فقد تفرق الحشد _ياسيدي استمر في العزف وا ترك األمر ألصحاب دوق العال نظرا ألي باستغراب لكنه انحنى على قصبته يعزف على اقاع وصل الى االفعى لتستيقظ من سباتها وتخرج رأسها من صندوق بتمايل انتظرت الى ان انتظمت حركات االفعى مع اإليقاعي ألدخل الى ساحة بحركة بهلوانية دائرية أثارت االعجاب فبدأ الناس تجتمع من حولنا من جديد ،انتبه العجوز ان تلك الحركات البهلوانية ال تتالءم مع العزف فغير المقطوعة مباشرة تزمنا مع حركت الوقف على


اليدين كما خرجت افعى اخرى على االيقاع من الصندوق لترقص بشكل مختلف ادهش الحاضرون مما دفعهم يخرجون أوراقا مالية تبتدأ قمتها بأقل مبلغ لتصعد وتستمر في االرتفاع ، كما كان صوت اصدار القروش المالية روعة مختلفة شعرت بها انا وذلك العجوز ليخفف ارتباكي واحسن جيدا في حركاتي الوي لطالما كنت اقف امام تلفاز مقلدتا أيها . بعدا مدة قصيرة كان قد تفرق السوق وانتهى عرضنا وسعد العجوز بما أوتيا له من مال فرفع كفيه حمد شكرا هلل على فضله . ابتسمت له وقلت هنيئا لك وما إن انهت عبارتي حتى بادرني بالقول هنيئا لنا فإنك صاحب العرض باألصل "تم مدا لي بما يفوق نصف المبلغ رفضت ليس تكبرا ولكن ألنى الحتاجه حاليا كما إني ولسبب ما شعور اخبرني انه في حاجة اليه اكتر منى . _ستسعد زوجتي اليوم _حقا مع امتناني لها دوام سعادة _نعم الحمد هلل هذا من فضله .. اين تسكن انت تنحنحت ألنظف حنجرتي ،بل ألحدد فكرة برأسي كجواب على سؤاله "انا ضيفة بهذه المنطقة مؤقتا "


_حقا ما رأيك بإكرام الضيف عزمه على قضاء ايامه المؤقت وسط اسرتي. لقد أخجلني هذ ا العجوز بإكرامه وكأن هللا بعته لي كاالستجابة لدعائي _س أكون شاكرة لك حنها _انتظرني لحظة غاب عن نظري قليال ليعود وفي يده اكياس ثم توجه الى قائال _أتعلمين لذيا بنت في سنك ربما االن تنتظر عودتي تفضلي ،وكأن هللا أكرمني بك. ما الذي يقوله هذا العجوز فأنا من كنت اقول هذا الكالم عنه قبل قليل ،وفي طريقنا كان يتحدث عن مشوار حياته وانه يأتي كل سوق ليقوم بعرضه وذلك ليخفف ألمه وينسي حزنه فقد تحولت الحرفة الم عاش الى حب يلجأ له بين الفينة واالخرى لكي ينسي وين ظف قلبه من ألم الحياة، أخبرني العجوز انه في شبابه لم يكون يكف عن اقامة حلقة واحدة في المنطقة لكن واالن لقد اصبح عجوزا يكتفي بسوق الذي يقام كل اسبوع بجواره وباقي االيام يقضها في العناية بقطعة االرض والحيوانات التي يملكها . كان حديته عن نفسه انساه أمرى لكن االمر لم يطول كثيرا ..


Get in touch

Social

© Copyright 2013 - 2024 MYDOKUMENT.COM - All rights reserved.