كتاب دفاعاً عن العقل - الجزء الأول 2022 Flipbook PDF

كتاب «دفاعاً عن العقل» عمل معرفي موسع تشارك فيه الزملاء في فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع لمحاولة تكثيف نتا

50 downloads 120 Views 36MB Size

Story Transcript

عن العقل ً دفاعا حوارات مع مصعب قاسم عزاوي الجزء األول ش إ عداد وتقديم: فريق دار األكاديمية والتوزي ع ر للطباعة والن الطبعة األول 2022 www.academy.house رشوالتوزي ع جميع الحقوق محفوظة لدار األكاديمية للطباعة والن


ش ر مقدمة النا


i رش مقدمة النا قد يستقيم القول بأنه ال خريمن الحواروالنقاش وتبادل األفكاروسيلة الستنهاض ِف عالئق ُّ ش َ ك َ التفكري واالجتهاد واستنباط الحقائق وت ي رشي ف قدرات العقل الب عن ً منها للمدقق غري المتمعن. وكتاب »دفاعا ً األمور عىل خالف ما يبدو ظاهرا ي ي ف العقل« يأت هذا النسق، فهو يمثل خالصة حوارات مطولة امتدت عىل بضع العام ي يت ف سنوات منذ بداية الربيع العر 2011 ،وح ت خواتيم العام 2021 ،قام رش والتوزي ع بإجراء لقاءات متعددة من خاللها فريق دار األكاديمية للطباعة والن مع الزميل والصديق مصعب قاسم عزاوي، الكثري منها متقطع وعىل عدة أجزاء امات المهنية القاهرة للزميل والصديق مصعب قاسم وحلقات بسبب االلي الحقل ي يم ومجتهد ف يم الضاغطكطبيب وأكادي عزاوي بسبب ظروف عمله اليو مدينة طاحنة مثل لندن، إيقاع الحياة فيها يكاد يحول ي ، يعمل ف ً آن معا ي الفكري ف نري فقط للبقاء مي رشالهثري الكل إىل ب أسوياء، وهم يحاولون اإللمام بمتطلبات الحياة المعقدة والشيعة فيها. ي ي هذا الكتاب تم تسجيلها عىل مسجل صوت والكثري من الحوارات المدرجة ف آخرين، بجهود زمالء وأصدقاء ومتطوعري ً صغري وتم تفريغها وتنضيدها الحقا ومن ثم عرضها عىل الزميل والصديق مصعب قاسم عزاوي من أجل تنقيحها، بعض المل ي وصل إىل سنوات ف ً طويال ً زمنيا ً وهو ما أخذ أمدا فات، ليتم تجميع ي صيغة الكتاب األول من سلسلة حوارات فريق دار الجزء األول منها لتقديمه ف رشوالتوزي ع مع الزميل والصديق مصعب قاسم عزاوي، األكاديمية للطباعة والن عىل قدم وساق. ً بدأت منذ عقد ونيف، وال زال االجتهاد إلكمالها جاريا ت ي وال


ii رش ويحق لفريق دار األكاديمية ل والتوزي ع الفخر بهذا الجهد الكبري لطباعة والن رشوالتوزي ع لمحاولة فريق دار األكاديمية للطباعة والن ي الذي تشارك فيه الزمالء ف تكثيف نتاج اجتهاد الزميل والصديق مصعب قاسم عزاوي وتوثيقه، و هو الذي ظل عىل مدار العقود الثالثة األخرية يبذل قصارى جهده لتأصيل االستنارة والرشاد والتنويروإظهارالحقائق المعماة والمتلطية وراءأستارالهيمنة واالستبداد تمتلكها الفئات المتحكمة ت ي ويق والتنميق اإلعالمية والدعائية ال وأدوات الي ، وبشكل خاص كل أرجاء األرضري ي وة واإلعالم المتسيد ف بمصادر السلطة والي ر يت الذي يتمري ي عالمنا العر ف بكونه قلعة الفاسدين المفسدين من الطغاة العرب بدرجات عىل حيوات وأحالم وقوتكل المواطنري والمستبدين المتغولري ات و تالوين مختلفة. َّ وِحد ت ي دفتيه مواضيع متعددة تشمل مناحكثريةكلها يمس معاناة ب يط الكتاب بري ويغ ي حقبة الرأسمالية المعولمة بشك الب لها ال يبري المتوحش، ويتطرق رشالمعارصة ف رصورة اإللمام تاريخية واقتصادية ومجتمعية متنوعة يجمعها أهميتها و ٍ إىل مناح كل إنسان مقهور من تكشف أسباب معاناته وتلمس بهاكمفاتيح أساسية لتمكري ي رحلة األلف ت ي ال بد من إدراكها ألجل البدء بالخطوة األوىل الالزمة ف األدوات ال رش ميل ال جميعهم بغض النظر عن ت ي ال بد من االنخراط بها ألجل إدراك حق الب جنسهم أو عرقهم أو لغتهم أو معتقداتهم أو لونهم أو مرجعيتهم الفكرية بحياة حرة عادلة وعيشكريم.


iii لندن ي رشوالتوزي ع ف فريق دار األكاديمية للطباعة والن ي 2022/08/08 ف لندن


نص الكتاب


1 س: وددت أن أسألك عن رأيك بصدد تغييب األهداف االجتماعية من جل ، وانعدامها شبه ي يم عىل المستوى الكون منظومات اإلنتاج والبحث العل المعولم؟ شي نسق اقتصاد السوق الوحر ي المطلق ف رشتحكمه يكل أنشطة الب يىل بر ج: من الناحية المنهجية هناك ترابط عضوي تفاع رش الب يع بري يع رشوط التفاعل االجتما بشكل جم ت ي ال ال بد أن ينتج عنها منتجات تعيد التأثري عىل معطيات اجتماعية أخرى، وتغري من مسار تآثر تلك األخرية بما يع ترتبط به من مؤثرات أخرى المحيط االجتما ي يىل الذي ال ف . وذلك التآثر التفاع ً يع تاريخيا يع مثل جوهر وخالصة عمل ابن خلدون الطلي االجتما الحري ي ينقطع ف ي ومع قدراتها عىل تحليل ذلك النموذج ت ي ال تزال أطروحاتها ثاقبة ف بمقدمته ال ً رفيا يع مبسط عىل نموذج التآثر ذلك باتكاء عىل جوهر سؤالك من التآثر. وكمثال واق مجتمع ما، ي يم ف قيمة العلم والبحث العل العالقة الجوهرية بري يمكن التفكر بري نموذج نضج مستوى التعاقد االج وبري فيما بينهم أولئك المتشاركري يع بري تما إىل واقع انحدار ً ي ذلك المجتمع. وتلك المالحظة المبسطة تشريعمليا كأعضاء ف ي يم الذي ينتج عن الجامعات ف بكم ومستوى البحث العل ً قيمة العلم مشخصا ض، أو فيما م ً ع ي استعمارها إم يياليا ً الدول ذات المجتمعات المنهوبة تاريخيا ع ي عن تلك المجتمعات بسبب تغريالظروف ً وكالء ذلك األخريبعد رحيله شكليا مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية وصعود موجة االنعتاق من ي التاريخية ف ً تلك المرحلة ممثال ي االستعمار التقليدي الذي عززه بشكل كامن توازن القوى ف . ت ي بوجود االتحاد السوفيي


2 ي دقة ف ر وبشكل أكي التوصيف يمكن النظر إىل أن تلك العالقة التفاعلية تجد تسم نامية ت ي الدول ال ي ف ً أيضا ي يىل والحقيق تمظهرها الفع ، جوهرها ي يه ف و يىل ع ي تكوين قاعدة مجتمعات تمكنت من تحقيق تقدمها االقتصادي بشكل فع عىل استغالل ال لجام له لموارد المجتمعات المنهوبة ً تصنيعية قامت أساسا السالف ذكرها، وع ي اعتمادها الذي لم يتغاير لحد اآلن ً إم يياليا -عىل الرغم من الظاهري ي ويق تبدل شكله الي - م باستعمال قوة العمل الرخيصة ألولئك ً تمثال يىل لتلك أوائل مرحلة التكوين اإلم ييا ي المستعبدين بالسالسل ف المظلومري استغالل ي إىل مرحلة االستعباد بالوكالة كما يحدث ف ً المجتمعات النامية، وصوال ، ً نموذجا الصري ي نفس تلك المجتمعات لقوة العمل المظلومة المستلبة ف ي والمرغ نموذج االستعباد رشوط ال تتغاير عن تلك القائمة ف مة عىل العمل ب وحشية وقسوة، حيثكان السيد إبان مرحلة العبودية التقليدي سوى بأنها أكي ر يك من الناحية العرفية بتقديم المأكل والمأوى المالئم لعبده ل ً التقليدية ملزما يتمكن من االستمرار بالعمل واإلنتاج، وسوى ذلك فإن اندثاره ورحيله عن الحياة الدنيا يمثل خسارة فعلية من الناحية المادية لذلك السيد بنكوصه عن واجبه ت ي « وفق النموذج »الصي ً الحفاظ عىل ممتلكاته. بينما الحال راهنا ي يع ف الطبي - ي وما غريموضع من خارطة العالم المفقر المنهوب كان عىل شاكلته ف - هو »إرغام العامل عىل كلكينونته لردح من الوقت خالل يوم تع ت ي ت ي عرض« قوة عمله وال العمل لمن يرغب باستغاللها دون إلزام ذلك المستغل عىل تقديم أي من واجبات السيد »مالك العبد« التقليدي من قبيل مأوى مالئم ومأكل كاف وعالج عند الحاجة. وجماع ذلك الحال المأساويكله أنتج مجتمعات من الشغيل ة الهامشيري ي الذي أصبح شبه الحالة الطبيعية ف ي هيكلها مجتمعات الصفيح والبناء العشوات


3 يم كل مدن العالم المفقر المنهوب- أو دول الجنوب أو ما يسم الثالث أو النا - ي من واقع الخارطة السياسية الكونية، وتآكلكل عىل الرغم من اندثار العالم الثات ت ي ي ف آفاق النمو الحقيق س معادلة اقتصاد ي سياق تمي لك المجتمعات المنهوبة ف للكتلة اإلم ييالية متمثلة بالغول الع ي يم السوق، والطغيان الكوت ول الذي كون رشكات يه يه ال نفسه عىل شاكلة »الميدوزا األسطورية اإلغريقية« برؤوس ال تنت تحكم العالم، وتحرك القدرات العسكرية لدول العابرة للقارات ال بأكملها ع ي ت ي ما سماها أيزنهاور ي تلك الدول؛ ومثالها الوصق ي تحكمها بعملية تخليق الساسة ف يع العسكري« والذي أصبح منظومة يك األسبق »المجتمع الصنا الرئيس األمري ي طياتها الصناعات الحاسوبية، والدوائية، وتلك المرتبطة تضمن ف ً معقدة راهنا بالتقانات الحيوية »Biotechnology العالم ي يرى صناع القرار ف ت ي « وال ي يىل بأنها عماد تمكنهم من تثبيت سيطرتهم عن المجتمعات المنهوبة ف اإلم ييا ي صحتهم واحتمال قابل األيام من خالل اإلمساك بمفاصل حيوات أبنائها ف يحتكرها ذلك ت ي ياقات الدوائية ال اندثارهم من الحياة الدنيا إن لم يحصلوا عىل الي الم تشي عىل ت ي هيب وما يدع حقوق الملكية الفكرية ال يىل بقوة الي جتمع اإلم ييا الفقراء فقط. يم ي سياق اإلنتاج العل س: لماذا تعتقد بعدم أخالقية حقوق الملكية الفكرية ف ي ي عىل المستوى الكون، تكوين منظمة التجارة العالمية بشكلها المبت ؟ ن ف ي جوهر ج: يم ف العمل العل ه مرتبط بطموح اإلنسان الفطري إىل اكتشاف الجديد، تواج وإيجاد حلول للمشاكل ال ه ت ي يم ه وجوديا. الذي رص ً المجال العل ي وف فت


4 ي وق اليومية ت ي وأرصف فيه جل ي حيات ف وهو الدراسات المورثية لألمراض وخاصة األورام، فإن الغ هذا الحقل ي البية الساحقة من الكشوفات ف ولدت و نهضت ي ف ضائب يع ال يم الممولة بأموال داف الجامعات ومراكز البحث العل ، ت ي وهذا يع من رش الناحية العيانية المشخصة كات العابرة للقارات تكاد الطبقة العاملة حيث أن ال ً ال تدفع من ب أي من رص أيا ائبها المتوج ي ضي ة عليها ف بقاع المعمورة ؛ وهو ما يقت بأن يعود النفع من تلك األبحاث إىل المجتمعات ال قام أبناؤ ها بسداد فواتري ت ي يم ي ونفقات الجهد العل االستثنات الذي سبق و أسس ل ا يم كل اخيق عل من علماء لم يفكر أي منهم ت ي عىل حد معرف اللصيقة بالكثري منهم بأي رب ح سوء ذلك المعنوي الذي قد يتمثل بتكريم أو جائزة أو ح شكر صغرية من رئيس ت بطاقة القسم الذي يعمل فيه. ً ولكن المعادلة األخالقية المقلوبة رأسا عىل عقب بقوة مفاعيل هيمنة األقوياء ي عىل المفقرين المستضعفري ضي عىل المستوى الكوت بأن يتم تحويلكل تلك تقت ضائب، إىل يع ال يع عىل حساب داف الرحم الجام ي الكشوفات بعد تمام تكوينها ف يها بأثمان بخسة اع تشي رش براءات اخي - تكاد أن تكون شبه مجانية - كات نفس ال العابرة للقارا أرجاء األرض ي تتحكم بمصريكل من يعيش ف ت ي ي، لتصنع منها ت ال ر معظم أدوية األورام وخاصة تلك ي سلعة ي حق احتكارهاكما هو الحال ف تتحكم ف يجب أن يكون دليل تصنيعها ت ي الحديثة منها ال ً رش حقا ية جمعاء لتنقذهم من للب اف مقدرا الستي ً براثن المرض واأللم، وأن ال تكون مدخال ت الشعوب المنهوبة ً ، ومصدرا ً رش أصال األورام لشفط الرمق األخري من أولئك الذين يعانون عىل ً ي سواء المستوى الكوت ي ف المجتمعات المفقرة المنهوبة، أو ح ت ي عقر دار تلك ف


5 إنسان مسحوق من مجتمع منظارها بري ي ت ي ال فرق ف المجتمعات اإلم ييالية ال الشكل اإلخرا جي آللية استخراج الربح ي يىل سوى ف منهوب أو مجتمع إم ييا ي من ذلك الشيطات الجسد الضامر بطريقة ال تختلف إال ً تزويقيا ت ي عن تلك ال ي شخصية مشحية تاجر البن ي شخصها شكسبريف »شايلوك« ف دقية. يل وفق توصيفك العالم اإلمربيا ي س: هل ترى بأن هناك استقاللية للعلماء ف الدول ي اآلنف الذكر، وما هو رأيك بالنسبة للعلماء ف الجنوب المنهوبة؟ العالم المنهوب فقد تحولت الغالبية الساحقة منهم ي ج: بالنسبة للعلماء ف ً أوال إىل أساتذة عىل شاكلة أولئك المشتغلري مرغمري ي ف المدارس الثانوية يعمل معظمهم جامعات تحولت معظمها إىل مدارس ثانويةكبرية جوهرآليات العمل ي ف فيها مستند إىل اال سحتفاظ واالستذكار وتعزيز مهارات الذاكرة القصرية يم واالستكشاف والمتوسطة المدى لدى الطالب، ودون أن يكون للبحث العل ت ي عن المعرفة التنقي تلك الجامعات. ي آليات العمل الداخلية ف ي يىل ف أي دور فع يستث من تلك المجموعة الصناعات العسكرية ت وقد ي ي رهط صغري يعمل ف ف النوويتري بعض الدول النامية – الهند القوتري ي كما هو الحال ف وباكستان- ت ي ال ي جوهرها ال ي ف األسم للعلم وهو تحسري رش تجاف هدف وط حياة اإلنسانكليا ً نيا، حيث أن هدفها األسم هو صناعة الموت بغض النظر عن الم يرات األخالقية أ ا ي يم وغري األخالقية لذلك الهدف كما هو ف الذي لنتاج العل تمخض عن تصنيع ي غري موضع من الهند والباكستان والصواري خ الباليستية ف ي األسلحة النووية ف أرجاء العالم المنهوب.


6 ا ً تعقيد يىل فالموضوع أكي ر العالم اإلم ييا ي أما ف ومخاتلة إذ يتوجب عىل من يساهم يم منتظم ورفيع أن يحافظ عىل إمكانية استئجار قوة عمله كعامل ذي بإنتاج عل يم ياقة بيضاء ، مرموق مركز عل ي أو بمع ت آخر عبد صالح لالستئجار المؤقت ف ي جامعة أو مركز ا ي ف متخصص يك يحقق تلك المعادلة فالبد يم. ول ف لبحث العل يعي له من الحصول عىل تمويل م القيام ت ي ضائب لألبحاث ال يع ال من أموال داف رشوط بها، وهنا يكن مربط الفرس. فالتمويل الذي يحتاجه العالم لما يكن غريم ؛ ً يىل إال شكليا العالم اإلم ييا ي يم ف أي لحظة موضوعية من تاري خ البحث العل ي ف الساس ً رشف عليها نظريا ي ت ي حيث تقوم الجهات المانحة للتمويل وال ة المنتخبون يىل. العالم اإلم ييا ي مفاصل بنيان الدولة ف ي عموميري ف ومن ينتدبونه من موظفري رشوطة بمصادر تمويل حمالتهم ولكن أولئك الساسة وخيارتهم جميعها م االنتخابية، والحفاظ عىل صورتهم المنمقة ي ، وجميعها تصب ف ً إعالميا المآل األخري ي ي رشكات الشطانية ف جعبة نفس ال العابرة للقارات الحاكمة الفعلية ف يىل يحدد و الناهب والمنهوب. وبالتا العالمري يؤطر الساسة أولئك الحقول يم فيها. وكمثال عىل ذلك يحق للعالم طلب التمويل للبحث العل ت ي المعرفية ال ض نقص المناعة يمكن لعالم الحصول عىل تمويل إلنتاج دواء جديد لمر ً المكتسب، ولكن ليس لقا حا إذا أن ذلك قد ً يستأصل ذلك المرض جذريا يؤثر تي عىل ت ي أرباح ب ح به، وال يمكن له رشكات األدوية ال من معاناة أولئك المصابري طلب تمويل إليجاد لقاح ناجح لمرض المالريا إذ أن الذين يقضون به من ً أبدا ي المعدمري غياهب الصفراء والسمراء الذين ينطبق توصيف ف القارتري جورج رش« » يىل »ال ب المنظار اإلم ييا ي أورويل لهم بأنهم ف Unpeople.»


7 رشكات يىل تحدد تلك ال يم وبالتا المتغولة نفسها حقول وحدود وآفاق البحث العل ي ض عىل المستوى الكوت ائب يع ال ت ي عىل حساب داف تتحكم بصناعة الدول ال ي ف رش ع ي يس فيها بشكل غري مبا القرار السيا من تصعد به إىل دفة الرياسة بتمويل يم البحرت ي حمالته الدعائية و االنتخابية، لتقتنص ذلك النتاج العل بعيد نضوجه ي و ت ذلك رش وتعتقه به عىل البحث ف بخالصة كد واجتهاد العلماء المرغمري الموضوع دون س ح مدخرات الفئات واه، وتحوله إىل مدخل مستحدث لي ت ي ال حول لها وال قوة ال ي المسحوقة عىل المستوى الكوت الصحة و المرض ي حري ف ً مثال سوى طرق كل األبواب، سبيل االستحصال عىل ي وبذل كل غال ورخيص ف عالج ناجح حينم ا يحل الشطان أو غريه من األمراض المستعصية بري حناياها ، َّ وهو الذي لم يكن يريده أو يتمناه ص ل ُ الغالبية من العلماء الخ الذين أسهمت ي عىل المستوى الكوت ياق جهودهم الجمعية اكتشاف ذلك الي ي يه معادلة ف . و ي الكوت البحث شيطانية تعيد إنتاج صريورة القهر واالستغالل ي حري يم الذي ف العل يبدو ي استعبادهم الكوت ي أن العلماء يشاطرون فيه أقرانهم من المسحوقري ف ي جوهرها ق ف لكل حالة مستعبد دون أن تفي ي ويق الي باختالف الشكل اإلخرا جي ً عن حال أولئك المستعبدين . اآلخرين إال قليال


8 ي يم ف إحدى مقاالتك عن التغييب المتعمد للوضوح المفهو ي شت ف ر س: أ مستنقع المصط لحات التقنية بمختلف تنويعاتها السياسية والعلمية... إلخ. بذلك؟ ً فعليا ني هل يمكن أن توضح ماذا تع ي ج: الواقع كنت أشري إىل يىل أي اجتهاد عق ي ف م ط تحققها ف سلمة أولية يشي رصورة االتفاق عىل مدلول أي مفهوم، وحمولته الفكرية بشكل ي يع تتمثل ف إبدا مسبق لتأسيس أي حوار الحق عىل أرضية واضحة يمكن البناء عليها بطريقة يىل تراكمية قابلة للتمخض يتعدى حالة السجال والعراك الفكري عن منتوج فع الذي ال طائل منه. بعدم تحقق ذلك المطلب رشي يع ي الجم ي والواقع المعاش عىل المستوى المعرف يع الغالبية الساحقة من حاالت اإلنتاج الفكري لعلة مضمرة قصدها تخليق و ي ف ي يت مشوش لكل ما يمكن أن يقال بطريقة مسبطة يستطيع أي طفل ف ضبا يىل المراحل المتأخرة من المرحلة االبتدائية فهمها . عىل ذلك هوخلط والمثال الفع ً أو وظيفيا ً المفاهيم المتعمد وتحميلها بما ال يرتبط فيها فكريا ، إذ تصبح الحرية ً مثال ي يم ل من االستعمار دون أن ف النسق المفهو ً لنظم الشمولية ومنظريها تحررا رش المقهورين الذين تتحكم بحيواتهم تلك يم تو رش أو غريه لحرية الب بشكل مبا النظم االستبدادية. وتصبح المقاومة والممانعة لتحويل كل من ً للغاصب مرادفا سولت له نفسه التفكر باالنعتاق من حبائل ً وخائنا ً النظم االستبدادية عميال اكية ممثلة بابتالع تصبح فيه االشي ت ي يه نفس الحال ال للوطن المقاوم الممانع. و من ي جيوب النهابري مقدرات الوطن ف الطغم االستبدادية الحاكمة بكونها


9 »الطليعة الثورية وقائدة الدولة والمجتمع«، واعتبار كل من تجرؤ عينه عىل ً مقاومة مخرزها مدان يك ا بجرم »مقاومة النظام « ... ا االشي . إلخ. يم فإن جلبة خلط المفاهيم ليست بأفضل حال من ذلك القائم الحقل العل ي وف ي حقل السياسة وإدارة المج ي حقولهم ف تمع، إذ ترى من يوصفون بالخ ياء ف يراد منها فقط تعقيد كل ما هو ت ي باستخدام المصطلحات التقنية ال مولعري يك يكون هناك م ير ل رشح بعبارات ميشة، ل بسيط وقابل لل ذلك ا لخبريبأن يتنطع ً ويعرف عن نفسه بكونه ي ي خبريا ص الساحات اإلعالمية الجوفاء ت ي ول ويجول ف ال ً البد من إمالء ساعات بثها برطانة ما معدومة، ح ت لوكانت دمدمة حصيلتهافعليا يصب جام عنفوانه عىل ً اقتصاديا ً أو تكاد تكون كذلك. فتجد خبريا مستمعيه إىل ً أو غريه دون أن يشري فعليا بإلقاء التفاصيل الرقمية لنمو اقتصاده الوط ت ي ي حقيقة عدم انعكاس تلك األرقام بأي شكل ي حياة المقهورين ف محسوس ف مأ كلهم ومأواهم ومستقبل أبنائهم وصحتهم. أم أنها تقنية ً ومعرفيا ً أخالقيا ً ي طياتها بعدا س: هل تعتقد بأن المفاهيم تحمل ف توصيفية محضة؟ ت ي ج: أعتقد بشكل مطلق بصوابية ي مقولة المفكر المعلم طيب تري بأن الخطوة األوىل لتحقق الوضوح الف الوضوح ي . والخطوة األوىل ف كري يه الوضوح المنه جي سخ. ومن بانتظامها يتحقق ذلك الوضوح ويي ت ي المنه جي يه وضوح المفاهيم ال ت ي ناحية أخرى أظن بشكل شبه يقي بأنه ال حياد من الناحية المعرفية األخالقية ي عندما يتعلق األمر بالحمولة الفكرية ألي مفهوم. فكل مفهوم يست تشكي ق له


10 يع يتفاعل ويت ي وسط اجتما يع صاحبه تجاه وجودهككائن عاقل ف الفكري من و آثر معه، وينبثق بشكل ضم ت ي عن منظار صاحبه تجاه مفهوم قيمة وجود اإلنسان ككل، وحريته ي ف االنعتاق من االستعباد بكل أشكاله ً متضمنا اضطراره الشمدي يىل جسده وروحه لإليجار المؤقت« »لعرض قوة عمله، وبالتا كعامل ذي أجر بغض النظر عن لون ياقته. ً وكمثال ومعرفيا ً ي مشخص عىل المفاهيم حمالة األوجه أخالقيا عيات قد تجد هناك مجتمعه هوكذلك لقلة حيلته أو تكاسله،مما يجعله ي ف ً من يظن بأن المعدم ماديا يع غري جدير بمبارحة م البائس. وتجد عىل الم وقعه االجتما قلب اآلخر من يرى المجتمع تنم عن ي يع ظاهرة شواه ف بأن الفقر االجتما انمحاء حالة التكافل يع االجتما من نسيج المجتمع الذي من واجبه التكفل بأولئك الذين لهم تكن رش ظروفهم االجتماعية مالئمة لتفتح طاقاتهم ، ة أو كان تواضعها نتيجة مبا تجاههم، ي يع بواجبه الرعات لتقصريمحيطهم الجم وهو ما يستوجب من المجتمع ي يع والفطري ف تصحيح خطيئته والعودة لواجبه الطبي القيام بحمايتهم ورعايتهم كحد كما رش أدت تفعل فئات الثدييات من الب ي مستوى التطور الدماع ي األقل ف كالفيلة والدالفري مجتمعاتها ي ف .


11 يه برأيك المرتكزات األساسية للميول البيولوجية الغريزية والتكوينية س: ما الوراثية لإلنسان، و هل تعتقد بأن الميل للتحرر واالنعتاق هو حالة فطرية لدى ش ر الب ، أم التكاسل والخنوع والقبول باألمر الواقع؟ رش الحاليري ت ي ج: خالل مسرية نهوض ساللة الب تعرف باللغة الالتيني ال ة ت ي »Sapiens Homo ،»قد يستوي و ال ترجمتها إىل اللغة العربية بساللة رش »اإلنسان الحكيم«، ية األخرى من مكان أسالفهم من السالالت الب ي وحلولهم ف ت ي جنس »هومو«، امتدت يه الرحلة ال يىل و مئ غالب ت ي عىل حوا ي ألف سنة ف ت ي مرحلة الجمع وااللتقاط ال ي ض ف رشية كله قد انق التقديرات، فإن عمر الب ت ي ال تتجاوز ي شكل المجتمعات الزراعية ال ضي ف سبقت مرحلة التوطن الح ي ف ، ت ي عمرها بضعة آالف من السنري استتبعها نهوض أنماط يه المرحلة ال و ت ي ال تتجاوز الح ضية المدنية ال ت ي أمدها الزم ي ي. ف بضع مئات من السنر ً آن معا ي جي ف التطوري و التاري ي و ذلك الواقع البيولو ج ً ض تكيفا اقت ً مورثيا ً منبثقا رش عىل مورثاتهم من اال من رصورة حفاظ الب ي حمأة قوانري ندثار البيولو جي ف البقاء ال الطبيعة القاسية ً ط دائما تشي ت ي ال ي مورت قدرة عىل ر لألصلح واألكي ر رشوطها التكيف مع ، و هو التكيف الذي أفصح عن نفسه بتمركزه حول الصريورة رش التاريخية التطورية و المتواشج الب ت ي لب ة العرى مع الحقيقة بأن البقاء و حفظ رشي من االنقراض النوع الب ً كان دائما مرهون ً ا بتعزيز الميل الفطري الكتشاف كل لتعزيز فرص البقاء البيولو جي ً مالئما ً جديد عليه يمثل مدخال ، بالتوازي مع معدالت أعىل للبقاء عىل قيد الحياة و فرص أعىل إلنجاب ذرية تخلفهم من رش بعدهم ألولئك الب ية رش الذين تحلوا بميول فطرية لاللتحام بالمجموعات الب


12 ي كنفها يعيشون ف يع ال مثل الوسيلة الوحيدة لمواجهة ت ي ؛ إذ أن العمل الجما قسوة الظروف الطبيعية والصعوبات المهولة ت ي عىل امتداد التاري خ التطوري لب الب القوت والسالمة منكل أشكال الض رش تأمري ي ي مجتمع تحكمه قوانر ي ف واري ف الغابة. وهو الو اقع الذي تسم ت ي أفرز أهمية استثنائية لتلك الطفرة المورثية ال ت ي «FoxP2 «المسؤولة عن إمكانية التصويت والنطق عىل شكل لغة، تفتقدها وال األوليات األخرى من قبيل قردة الشمبانزي وغوريال الجبال والبابون، عىل الرغم البنية الوراثية لخالياها مع تلك ي من أن تلك المجموعات األخرية تتماثل ف ي جسم اإلنسان إىل درجة تتجاوز الموجودة ف 98 .%وقد يستقيم التوصيف بأن التصويت والقدرة عىل الكالم وتخليق اللغة كأداة للتفكريوالتواصل والتفاعل مع رش وتربعهم الب ت ي كليتها الزناد القادح لنهوض جنس ب ي يع كانت ف المحيط الجم قصري بالمقارنة مع الرحلة ت ي عىل عرش مملكة الكائنات الحية خالل أمد زم امتدت ت ي التطورية للحياة عىل كوكب األرض ال عىل ما ال يقل عن أرب ع مليارا ت . من السنري رش للحفاظ أفراد الب وتلك الحاجة البيئية الضاغطة لتحقيق تواصل فعال بري يه المسؤولة عن بقاء رش عىل بقائهم المعارصين من الب جنس »هومو سابينس« وانقراض أبناء عمومتهم وأسالفهم من جنس »هومو نياندرتاليس« الذي لم تتح البنية الوراثية ألفراده إمكانية التصويت والنطق بالشكل الذي تمكن من الوصول . رشالحاليري إليه ساللة الب رش وخالصة ذلك النموذج التطوري الب لب لتحقيق ت ي ً هو أن اإلنسان م يمج وراثيا أهداف ثالثة: الميل لالكتشاف والتجريب، اإلحساس بكينونته من خالل


13 يم إليها، والحافز الغريزي للتواصل الفعال والمستمر مع أعضاء ينت ت ي الجماعة ال نهاية ي لبقائه. وهو ما يع ت ي ف ً بيولوجيا ً رشطا يمثل استمرارها ت ي تلك الجماعة ال ً المطا م يمج غريزيا ً ف بأن الميل الغريزي لدى اإلنسان بشكله المضبوط وراثيا اكتشاف ي لمقاومة كل ما يقيد ميله الفطري للتحرر واالنعتاق من كل ما يقيده ف كل ما هو جديد، وكل ما قد يسلبه من إمكانيات التواصل المستمر مع مجموعة رشية يشعر باالنتماء إليها. وهو ما قد يفش ذلك ب اإلحساس المرير بخيبة األمل وة المادية يتنعم أبناؤها بكل تالوين الي ر ت ي ي غالب المجتمعات الغنية ال الجمعية ف تحولت إىل جزيرة منعزلة ت ي نة بعزلة شبه مطبقة من عىل حيواتكل منهم ال مقي يتناولون عقاقري من نصف البالغري بعض تلك المجتمعات أكي ر ي ح ت أصبح ف مضادة لالكتئاب، حيث أنهم يشعرون بأنهم يمتلكون كل ما يظنون بأن اإلنسان عىل اإلطالق؛ ً أعماقهم يشعرون بأنهم ال يمتلكون شيئا ي يحتاج إليه، ولكنهم ف ي الورات ر ت ي الغريزي التكوي مع الميل البيولو جي ألن واقع حيواتهم الفعلية يتناف يع لإلنسان، و هو ما يمكن تكثيفه بأن اإلنسان حيوان ا بامتياز، ليس له من جتما ي مملكة الكائنات الحية دون تلك الصفة الجوهرية ف ي فرصة للبقاء الوجودي ف ي و صريورته التطورية. بنيانه الورات ر


14 س: هل تعتقد بأن شواه المفاهيم والرؤى الجمعية فيما يتعلق بمدلول ش ر لدى الب ي تعزيز الشواش المعرف ي الحرية، والتمدن، والسعادة ... إلخ أسهم ف ي و ي عىل المستوى الكون أسس ل غرب مرة »االكتئاب ني سميتها ف تلك الحالة ال يع«؟ الجم ي سياق صوغ األفكار ج: إن االتفاق عىل داللة وحمولة كل مفهوم ف ، وصناعة ت ي دونهامن الصعب تحقق رشط الوضوح ة األساسية ال رشية هو الركري المعرفة الب القادر عىل تحويل تلك األفكار من حالة األفكار الفرادى إىل أفكار الفكري المنه جي ومت ً متسقة ذات قيمة معرفية لجهة من أنتجها متفاعال آ مع أولئك اآلخرين ً ثرا لذلك النتاج الفكري المتلقري . ي والواقع المعرف المعاش المر ً ي راهنا حيواتنا هو أن معظم المفاهيم السائدة ف اليومية لم تسلم من ماكينة الدعاية السوداء »ال يوباغندا« تستخدمهاكل ت ي ال رشكات االحتكارية العابرة للقارات بال ً ي ممثال مراكز الهيمنة سواء بشكلها الكوت ، أو تجار تتفاوت بري ت ي عىل اختالف تمظهراتهم ال من يمثلها من عمالء محليري الكم يادور، والطغم االستبدادية الحاكمة القائمة بدور نواطري الحفاظ عىل استقرار عملية النهب الممنهج القتصادات المجتمعات المفقرة دول الجنوب ي ف ي ومن يعيش فيها. وجوهر عمل مطحنة الدعاية السوداء يكمن المقام األول ف ي ف العاقل بتشبيكها رؤاه ومفاهيمه عن ت ي يب ت ي عملية تشويه المسلمات البسيطة ال ي واقعه، و عالقته يع والمعرف التفاعلية بمحيطه االجتما . وكمثال عىل ذلك تشكيل منظومات ي تستطيع النظر إىل مفهوم السعادة ذي القيمة المحورية ف تحديد أهدافهم من حيواتهم العابرة، فتجد أن ماكينة ي رش ف القيم ومعايري الب


15 يعملون جاهدين إلعطاء مع ت الدعاية السوداء الكونية ووكالءها المحليري يع االستهال يك اإلدم يرتبط بالو ً السعادة مدلوال الذي يقرن تحقق السعادة ي ات رش بتعظيم االستهالك لكل ما هوسط يج؛ اء سيارة فارهة فيصبح ، أو هاتف جوال مبتكرسدرة المنته لتحقق السعادة، وال يولوجية ت ي يه من الناحية العلمية الفري ً مرتبطة فعليا المركزي السريوتونري الجهاز العص ت ي ي رئيسيري ف عصبيري بناقلري والدوبامري، والذين ال يرتبط أي منهما بعملية االستهالك سوى ذلك المرتبط ً ي رفع سكر الدم صاروخيا تفلح ف بتناول األطعمة ال ، تمزج ت ي ت ي وخاصة تلك ال تسويقها لكل ي الدهون بالسكريات وفق لعبة مطاعم الوجبات الشيعة الماكرة ف احي ي رش ما أسهم ويسهم ف قبل أن تطول از حيوات الب آجالهم. مرتبطان والسريوتونري وإذا استثنيت ذلك المثال الضيق األخري فإن الدوبامري أقرانه االجتماعيري باإلحساس بوجود قيمة فعلية لكينونة الشخص ع ي تثمري ً لفعل ماقام به أساسا، ي رش أو عند التواصل الحميم اإلنسات اآلخرين مع الب ً تعاطفا ي ومحبة رصفة تولد طمأنينة استث عقل اإلنسان ناجمة عن إشباع الجهاز نائية ف المركزي ي العص ت بذينك ، وهو ما يفش تلك الراحة والسكينة العصبيري الناقلري ي غريبقعة من العالم يعرفها الكثريمن النساك ف ت ي ولما يستطيع تحقيقها ح ت ال ، الممنهج، حيث لم يحقق تعظيم ي أباطرة صناعة االستهالك والنهب الكوت ثرواتهم واستهالكهم المنفلت من كل عقال سعادة حقيقية لهم، و هو ما يستحيل تحقيقه ع ي ذلك المدخل ي الورات ر لتناقضه الجذري من التكوين البيولو جي عىل اإلطالق. ً يع وليس استهالكيا التطوري لإلنسانككائن اجتما


16 ي مجتمعاتنا ا س: ما هو برأيك الوظيفة األساسية للربوباغندا ف لمعارصة؟ يه ج: قد يستقيم القول بأن الوظيفة األوىل للدعاية السوداء »ال يوباغندا« مجتمع ما، وهوما ينعكس ي تخليق حالة فردية وجمعية من حصارالعقل والفكرف ي حالة رشالغارقري ف الب المآل األخريعىل تضاؤل إمكانيات التواصل الفعال بري ي ف كليانية من السلبية االنفعالية واالستغراق ي ف ي عقولهم رشاب ما يتم زرعه ف است ي حالة أشبه باالستسالم ي عنوة، ف الشامل الستبطان التشويه المتعمد للحقائق ف شكله الذي تقدمه ال يوباغندا، وهو الخيار األقل معاناة من الناحية النفسية ، فالتفكري خارج الجوقة ي لإلنسان المتلق ، و ت ي تب خطاب معاكس لنسق الهيمنة ، إن لم المنتج للدعاية السوداء،مكلف من الناحية العقلية النفسيةكحد أدت يكن المجتمعات االستبدادية ي إلمكانيات البقاء عىل قيد الحياة ف ً حقيقيا ً مهددا الصارخة كما هو ي الحال ف الكثريمن دول الجنوب المفقرة يندرج فيها نسق ت ي ، وال ي غالب األحايري الدعاية السوداء ي سط يج أجوف، أقل ف بخطاب شعبوي ر غات ي صناعة الخبث والتشويه براعة ف المجتمعات ي ييف مقارنة بذلك القائمة ف والي ت ت ي الغربية ال ضي قت البنيات ويقية الي مواربة الديمقراطية الشكلية فيها حبكة أكي ر ي و مخاتلة تشكيل الدعاية السوداء وخطابها ف . ي جل المجتمعات ف ً وإيالما ً وضوحا ر والمثال األكي المفقرة المنهوبة أسرية الطغاة يع والمستبدين عىل شبه المطلق عىل عنف الدعاية السوداء فيها القبول الجم يس شبه المطبق بأنه يىل إعادة تعريف الخواء السيا رشور سلم أه وعىل أنه أقل ال ي جوهر ت ي ال بد من التعايش معها. وذلك ف ال ه جي يم والتاري اك ل العسف الي يخي الذي تمكنت من خالله الماكينة االستبدادية الوحشية وأدواتها اإلعالمية


17 يع زائف متنكس إىل تلك الدرجة من عدم القدرة عىل التفكري الدعائية من خلق و وعىل امتداد عقود طويلة ً بواقع آخر غري ذلك المدقع المعاش يوميا من تاري خ يىل عن حدودها المجتمعات »النامية« المنهوبة منذ رحيل مستعمريها الشك الجديدة المصنعة بما اتفق مع مصالحهم ا اتيجية، السي احها واجي لما ً استقالال عن نفوذهم. ً يتعدى أن يكون شكليا س ي غرب مرة عن »ميوعة مصطلح اإلرهاب وتحوله إل »مطرقة : تحدثت ف رين جلمودية بربرية لتهشيم المجتمعات العربية عىل سندان االستبداد العر عن رؤيتك بذلك الصدد؟ المقيم«، هل يمكن لك التوضيح أكب ر يس للغول ج: قد يكون مصطلح اإلرهاب والحرب عىل اإلرهاب بشكل أسا ً نتاجا يىل المعولم، وآلته الوحشية الكونية مشخصة بإرادة وخطاب الناطقري اإلم ييا الواليات المتحدة ي ف باسم الحكام الفعليري األمريكية ومن لف لفها من دول تلك الدول، ومن ي الشمال، وأع ت ي هنا المجمعات الصناعية العسكرية التقانية ف من طغاة أرجاء األرضيري ي لف لفها من نواطري ف ومستبدين يعملون بالوكالة عن أرض العرب. ي بالد العم سام ورشكاه، والكثريمنهم ف ي السادة المقيمري ف ت ي وذلك النتاج ال تلت سقوط جدار المرحلة ال ي مفهوي قد تلبس شكله الراهن ف يع«، الذي ظل يستخدم منذ نهاية الحرب العالمية ، واندثار »البعبع الشيو برلري ي الدول ذات النظم الديمقراطية الشكلية ف ي الثانية كفزاعة لتخويف الشعوب ف الغرب، الحلبة ا ي لكيال تتجرأ عىل المطالبة بمساهمة أك ي ف لسياسية لوعورتها ي »النووية« بالخ ياء ف ً يجب ترك التعامل معها محصورا ت ي ال »شية مطلقة«، و


18 للشفافية السياسية و للديمقراطية ح ت بكينونتها الشكلية ، و ً هو ما ع ت تآكال ي دول الشمال، و هو المفتاح الذي لهيمنة األثرياء عىل الطبقة العاملة ف ً تعاظما أدى لتعاظم ثرو ة تلك الزمرة األوىل بشكل مضطرد عىل حساب تلك المجموعة وة منذ خواتيم العقد السابع من القرن ي سلم الي ر ما فتئت تهبط ف ت ي األخرية ال المنضم و ح ت اللحظة الراهنة دون تغاير. ي حقبة ما بعد انهيار حلف وارسو هو وماكان ال بد منه ف تخليق و استنهاض بعبع مستحدث أطلق عليه اسمه »اإلرهاب«، وما تلون عىل مقامه ي ف فيضان يم«، و»مكافحة ً صناعة المصطلحات من قبيل »اإلرهاب العال الرنانة إعالميا ت ي ال زالت يىل« وال يم« و»حماية السلم األه التطرف« و»الحفاظ عىل السالم العال الغرب ي تفعل فعلها المطلوب فيها ف . وهو الواقع الذي تمظهر ً وواقعيا ً سياسيا با ت ي يش منذ انهيار االتحاد السوفي انية حلف شمال األطل مري ي الزدياد المضطرد ف يع لتشكيل الحلف نفسه بحسب ومنظومته، عىل الرغم من أن الم ير الموضو يع تمخضت عن تخليقه هو »مقاومة خطر التمدد الشيو ت ي االتفاقية األصلية ال يم«، والذي تم مرحلة ما بعد تالرسي عىل المستوى العال حلف وارسو ي استبداله ف .» »بمهمة محاربة ومكافحة اإلرهاب والتطرف العالميري ي كواليس آلة الدعاية السوداء يم الذي تم صناعته وإخراجه ف وذلك النسق المفهو الغرب، ثم تلقفه من قبلكل الطغاة العرب ونظمهم القمعية، وتبنيه ي اإلم ييالية ف كما يتب ً بنيويا ويق ذلك ت التابع النجيب تعليمات مؤدبه ومعلمه دون اضطرار لي الغرب لغاية التكيف مع متطلبات اللعبة ي الخطاب برطانة الدعاية السوداء ف أصبحت ت ي كل تالونيه ال ي ف ً وفجا ً فظا ت ي الديمقراطية الشكلية فيها، فكان التب


19 كل تالفيف الخطاب والفعل السياس ي ف ً وسطحا ً ي للنظم شاملة عمقا ير االستبدادية العربية. ي مشخص قامت الطغم العربية الحاكمة بإعادة تعريف القمع وبشكل عيات لمواطنيها، والتغول عىل كل مفاصل حيواتهم، واإلبادة االستئصالية الوحرشي ي ونتاجاته، وكل ما ال يتطابق مع حالة الجماعية لكل ما يرتبط بالمجتمع المدت يس المطل الخواء السيا ق تتحكم بها كما لو أنها ت ي الفضاءات الجغرافية ال ي ف ي »سجون عمالقة«، من جهودها ف ً لتصبح جزءا »مكافحة لإلرهاب والتطرف«، ويصبح كل من تخول له نفسه التفكر بالتفارق قيد أنملة عما تراه الطبقة الحاكمة ال دية له. واألمثلة العيانية الي ً يىل« إرهابيا وتعرفه بأنه »سلم أه ومية المؤلمة ال يس ي ذاكرة كل ذي عقل لما يستسلم بعد لطوفان الخواء السيا حض لها ف يت المقيم. ي ظل االستبداد العر ف ً يع الذي تراكم تاريخيا والمجتم ميوعته، أصبح ي يىل« المغرق ف وهو نفسه مصطلح »الحرب عىل اإلرهاب الدو للنظم االستبدادية ً ، و مسوغا ً رافعا العربية ليس فقط لت يير عدوانها الذي ال مجتمعات ي تجاه جوارها ف ي ينقطع ضد مواطنيها، وإنما لت يير تعملقها الشطات عربية أخرى، ال بد من »مكافحة اإلرهاب« المقيم فيها، ع ي التجوي ع، وتهشيم ً بناها التحتية المتهالكة أصال وجه جوائح األمراض السارية ي ف ً ، والوقوف ساكنا مواطنيها، بري وتعذيب كل من سولت له نفسه رفض تلك المهمة »التبشريية يستحق إقامة الحد عىل من قام به«، ح ت التنويرية«، ع ي والظن بأنها »عدوان و ب بز جالدو النظم االستبدادية العربية كل جالدي »أبو غريب« األغرار الذيكان ال المدارس »األمنية« العربية ي بد لهم من االنتظام ف للنهل م ، و الي رِّ ت ي ن معينها األم


20 وحشية وبربرية يم لتلك األكي ر إنكان هناك تصنيف عال ت ي ال مدراس األرضري بري ، فال بد أن تتقلد منصب »الرئيس« دون منازع، بينما المدارس والجامعات العربية ي حالة سقوط حر تجاه القاع لما يتوقف يراد بها تنشئة األجيال القادمة ف ت ي ال لعقود طويلة. يم هناك تجل خاص لكل ما يقع تحت يافطة وعىل مستوى اإلعالم العال ُ »اإلرهاب«، فهوبالتعريف م َ قيف من قبل ذلك اآلخر الذي تصادف عدم تطابقه مع إرادة المؤسسات اإلعالمية العالمية الصانعة للمادة اإلعالمية الخام، ً والمحددة لمعايرياختيار ما يستحق أن يكون خ يا ً إعالميا، أو ذلك الذي يستحق ت ي ال رتق »النسيان الذي ال قرار له« وأخاديد »الذاكرة المثقوبة« ال بي ي الوقوع ف لها. والخ يالجدير بالتصعد إىل المنافذ اإلعالمية الك يى ال بد أن يكون وفق »قوانري يم الطبيعة« المتسيد يعمل بموجبها نسق اإلعالم العال ت ي ال « إ ً »إرهابا ذا تم عىل سياجات األسالك الشائكة ً يتظاهرون سلميا مسحوقري افه من معذبري اقي استلبها غزاة محتلون، ويصبح فعل القتل الصارخ ت ي تفصلهم عن أرضهم ال ت ي ال عن ً رشوعا م ً »دفاعا يضجيش المحتلري صد« من قبل قنا »مع سبق اإلرصار والي يىل« ا بقوة »مجلس األمن الدو ً النفس« مكفوال ت ي ال لذي تشي عليه القوانري مصريها إىل نفس البي ت ي الدولية ال يحددها »األقوياء« فقط، وليس القوانري السالفة الذكر إن لم توافق مصالح وإرادات أولئك »السادة« أنفسهم ظاهرة أو مبطنة.


21 رين، وتلك القائمة العالم الغر ي س: كيف تنظر إل منظومات الدعاية السوداء ف ي رين؟ ف العالم العر يت، تم ت العالم الغر ي ضي ج: ف ي ع منظومات الدعاية كينونتها السوداء لتتسق ف اإلخراجية مع متطلبات الديكور الشك عب الغرب، بحيث يىل لل ي ة الديمقراطية ف بيد مؤسسات خاصة، تتبع سواء ً أصبح جل عمل ماكينة الدعاية السوداء مرتهنا رش لنسق مص رش أو غري مبا بشكل مبا الح الفئات المهيمنة عىل المجتمعات ممثلة بالمجمع ً واجتماعيا ً واقتصاديا ً الغربية سياسيا ات الصناعية العسكرية رش التقانية كاته و ا ذلك الت تلك الدول، وبحيث ارتق ي العابرة للقارات ف ع ضي مرحلة ما بعد الحرب العالمية ي جي ف يش خالل صريورة تكونه وتطوره التاري المؤس الثاني آلية استبطانه للحقائق ي ة إىل درجة عالية من المخاتلة والدهاء والخبث ف ي وإعادة إنتاجها ع ي وسائل اإلعالم الخاصة بطريقة مفرطة ف ً وهضمها معرفيا المتفق عليه االنتقائية والتفسري األحادي االتجاه، بما ال يخالف النسق الضم ت ي ي عملية صناعة الدعاية ا كل المشتغلري ف بري لسوداء المواربة كجزء محوري من الذي يدركه سواء بشكل واع أو الغرب، وهو العرف المه ت ي ي دور وسائل اإلعالم ف تفهمه ي الغرب، إذ أنكل من يخفق ف ي الحقل اإلعال يم ف ي كل مشتغل ف ي استبطات ، مصريه اللفظ من بنيان العمل اإلعال يم أو ً أم مرغما ً ح ت استبطانه سعيدا ؛ أصبح الغرب مفرط الحرفية ي المآل األخري نموذج نتاج الدعاية السوداء اإلعال يم ف ي ف ي وبالغ التبئري انتقائيته وتزييفه للحقائق بطريقة شبه عصية قدرته عىل الفتك ف ي ف اق مع رص عىل االخي . ورة اإلشارة إىل بعض االستثناءات لشخوص وهامات فكرية


22 ً وصحفية خارجة عن الجو قة، حقيقيا ً دون أن يشكل أي منهما فعال م بأي ً وازيا شكل من األشكال لقدرة الفتك اإلعال يم ي للوسائل اإلعالمية المتسيدة ف الغرب. ي وسائل اإلعالم الغربية المسيطرة وكمثال مبسط تحتاج إىل النظر إىل التوصيف ف مظاهر ي ألي فعل يقوم به مقهورو العرب تجاه الغرب ومصالحه، سواء ف ة عىل الذين لم يبق قوافل المهجرين المظلومري ي ي غزة، أوف حدود االحتالل العنضي ف ي رحلة المخاطرة المهولة ف ي لهم من خيار للبقاء الكريم عىل قيد الحياة سوى ف ى الرهاب والرعب ي هجرة مضنية إىل أوربا، لي الهذيات من طوفان اإلرهاب الذي ينتظر عىل األبواب ليبتلع مجتمعات غربية بأشها التحليل وشد آراء ي ف ً رصا حا . ً ، أوتنظريا ً ، أوتحليال ً الخ ياء والساسة المطلعري ضمن أي تغطية لذلك الخ يشدا ي يع العسكري التقات أما أي سياسات إبادة جماعية يتبناها وكالء المجمع الصنا يت ورشكائه العابرة للقارات ممثلة بال الغر غ ي ي ول الصهيوت االرتزاف ً ووظيفيا ً بنيويا ، ي »الدفاع عن النفس« وحماية المجتمعات الحق الم رشوع ف ي حري تقع ف ً يه دائما ف ي طياته من خطر»تسلل اإلرهابيري الغربية من »طوفان المهاجرين« وما يحمله ف أرتالهم و بري والمتطرفري جحافلهم«. ي طورها يت، فالدعاية السوداء، ال زالت ف العالم العر ي أما ف ت ي الجني جي المس األول، الذي لما يبارح مستوى وحشية وصلف الدعاية السوداء النازية إبان الحرب أس ي تستند ف العالمية الثانية، وال ه ت ي ت ي ي والتكوي ا المنه ج عىل عالقة ال تنفصم ي ع العالم آلية عمل أدوات الدعاية السوداء وكينونة االستبداد المقيم ف راها بري يت العر ، وأحد يت، وبحيث تك ون الدعاية السوداء استطالة طبيعية لالستبداد العر


23 استيالئه ي تمظهرهاته المتعددة المتمثلة ف ي الكليات عىل » وة واإلعالم السلطة والي ر ت ي والمرجعية الفكرية« وفق توصيف المفكر الراحل طيب . ي تري يت وكما يسهر عىل توطيد دعائم االستبداد البائس بشكله العر مؤسسات أمنية وقمعية وسجون وعسس و بصاصون وجالوزة وجالدون، فهناك طبقة متخصصة مؤسسات إعالمية شكلية ي ، والكتاب المرتزقة ف الخلبيري من األبواق والمثقفري جوهرها مؤسسات أمنية متخصصة بالدعاية السوداء يقوم بتشغيلها رقباء ترسيخ هيمنة ال ي ، ح ت متخصصون ف لوكان بطريقة ً طغاة والمستبدين إعالميا ي كثري من األحيان، تخجل منها رقاعة اإل فجة، همجية، هذيانية ف ع ي الم النازي ف ي من الخارطة العربية ي ومكات غري موضع زمات . وأمثلة التفتقات األسطورية لتلك التهم الفكرية الجاهزة لكل م ي المؤسسات اإلعالمية األمنية العربية ف ن سولت له نفسه بانتقاد االستبداد وزبانيته، لتنهال عليه كل التهم »بالنيل من هيبة الدولة«، و »االستقواء بالخارج«، و»التعامل مع جهات معادية لمصالح الوطن«، و يم«، و»وهن عزيمة األمة«، و» »إضعاف الثقة باالقتصاد القو إقالق السل م يىل«، وما شابههامن تخرصات أمنية األه بلبوسات إعالمية أو صحفية أو قضائية ي كونها تمظهرهات ولبوسات الستبداد وحرشي ال تبارح جوهرها الثابت ف متغول ً عىل كل فضاءات الحياة العربية المختنقة . وسطحا ً عمقا ي س: ما هو برأيك حجر الزاوية ف صناعة ؟ ً الدعاية السوداء عربيا ي ج: ف ً ينتظم فعل الدعاية السوداء عربيا النسق ي الوظيق ل لدعاية السوداء بتكوينهاكأداة لتشويه الحقائق وتوطيد ً وأهدافها الموضوعية المرتبطة عضويا


24 ي حري ي غالب األحيان ف يت ال زالت تراوح ف االستبداد، وإنكانت عىل المستوى العر ي سل بدائية ف ر أكي م تطور الدعاية السوداء عا ً وتاريخيا ً لميا ؛ فجاجتها ي يه أقرب ف و ي كثريمن األحايري لنهج ، ولما تبارح مستوى الدعاية السوداء الكوميديا السوداء ف ي سياق ي رس ف الهيجان النازي والفا إبان الحرب العالمية الثانية. وقد يستقيم القول بأن مثلث العناوين الك يى لألهداف الموضوعية لصناعة نقاط ثالثة ي يكمن ف ً ي سياق تكوين االستبداد المهيمن عربيا الدعاية السوداء ف ؛ الخ ي أولها هو احتكار مفهوم الوطن والمواطنة ف نوع لسلطة وهيمنة االستبداد من تكوينه المستأسد عىل كل تفاصيل الحياة وممثليه من الطغاة والمرتزقري المجتمعي ت ي ة العربية، واعتباركل مارق عىل ذلك القبول الضم الالزم ً مارقا ً قنا من ، ً يدعوها المستبدون أوطانا ت ي رشية حبيسة السجون الكبرية ال عديد الكتلة الب بعد َّ أن سولت له نفسه ارة بالسوء« »األم ً أو فعليا ً ضمنيا بالقول أو العمل ً سواء ل رفض التوصيف االستبدادي الموطد يوم ع ي ماكينة الدعاية السوداء للوطن ً يا ً والمواطن الصالح، ليصبح ذلك القن المارق » إرهابيا ال دية له« ، لمصلحة ً ومعاديا الوطن العليا والدنيا و كل ما يقع بينهما، يجب أن تتطابق وفق قاموس ت ي وال الدعاية السوداء مع مصالح النظم االستبدادية وأركانها من الطغاة والنهابري الطبالري والمرتزقة والجالدين، و ردفائهم من عىل شاكلة أتياس فيالق المثقفري تحليل ورشعنة االستبداد واجبها الوط ت ي ً مستعارةفكريا ، وتصوير تهشيم المجتمع ي و الب حدوده الوطنية عىل أنه دفاع مقدس عن الوطن رش المدت ي المحارصين ف وسيادته.


25 مث ي ي ف الثات والعنض التكوي لث األهداف الموضوعية الك يى آللة الدعاية ت ي االستئصال الجذري والكامل لكل إمكانيات ي السوداء العربية، يتمثل ف ا لحراك يستحق التهشيم ً يع، واعتبار أي منها خيانة لمصالح الوطن العليا، وفعال االجتما الكل ه ي ال لجام له. ويدخل ف ً مستطريا ً قبل أن يتفاقم رشه ويصبح رشا ي يات ذا السياق يت ي غريموضع عر ف ً تحاول النهوض جنينيا ت ي ال ي شيطنة كل بنيات المجتمع المدت ى الخارطة العربية، في ي ف ً وسطحا ً يع الشامل عمقا رماد الهشيم االجتما من بري ت ي العدوان المستمر لتقزيم واحتالل كل الهيئات النقابية والجمعيات المدنية ال ض قد تكون عصية عىل االستيالء عليها بشكل خاطف ماحق، ألن و هو ما أف يع يصبح أس يت الحراك االجتما العر اضي افي ً ا نت، وهو عىل شبكة اإلني واقع محسور ء فهو يدل عىل بؤس المجتمع يت إن دل عىل رسي العر ، إذ أن الحراك يجب لصياغة ً رشقادرين عىل التواصل والتفكرجمعيا بب ً ممثال ً مشخصا ً أن يكون عيانيا يع مفيد، ي ظل معادالت و رش فعل جم وط الطغيان وهو ماقد يتسحيل القيام ف ي ذلك االحتمال و االستبداد الذي يرى ف يستحق الويل والثبور ً شيطانيا ً فعال وعظائم الشاديب و األمنية وكل أدوات التعذيب الم رش الدهالري ئبة فيها. منظومة األهداف التكوينية العليا لماكينة الدعاية السوداء ي والمحور الثالث ف رصورة خلق حالة من الشواش الفكري المتعمد عىل المستوى ي يتمثل ف ً عربيا ي الوط ت يجعل من شبه المستحيل عىل المواطن البسيط الذي ال يمتلك األ دوات بالحقائق المشوهة، فيصبح ي ضورية لتفكيك طوفان اإلغراق المعرف الفكرية ال ي حمأة تخرصات الحق والباطل ف ، وبري الغث والسمري غريقادر عىل التفريق بري ، فيصبح خيار االستقالة االجتماعية أو االبتعاد الدعاية السوداء وخ يائها الخلبيري


26 أي فع ي ي عن أي احتمال لالنخراط ف معمعة الغبار الفكري يع الخيار األسلم ف ل جم األقنان غري قادرة عىل اس بصرية عمياء لدى كل المواطنري الذي يراد به اغي التعرف عىل مالمح الصالح من الطالح، و يصبح خيارها األوحد هو االستكانة رش والخنوع والقبول باألمر الواقع المر و ه بأنه رش مستطري أصغر ت ي ً اعتقادا ر يع زائف أشوه من تخليق آلة الدعاية السوداء و أبواقها الواقع و ي عظام أك ي يه ف التضليلية. رين يع الفكرللمواطن العر تقوية الجهازالمنا س ي نجاعة ف يه الطريقة األكب ر : ما بحيث يتمكن من تفكيك أدوات الدعاية السوداء، وإبطال مفاعيلها من قبيل ش استقالة العقل ت إليها؟ ر أ ني يع ال الفردي والجم يم المعاش ج: تقديم نصيحة شاملة جامعة مانعة، فالواقع اليو ً من الصعب دائما يختلف حسبكل حالة فردية ورشوطها الذاتية والموضوعية المرافقة لها. ومن الحفاظ عىل العقل السليم حينما يعم الكثري من األحايري ي ف ً الصعب أيضا يع الجنون، فيصبح ا ، المنظار الجم ي لخطل والشواه الحالة العمومية الطبيعية ف يعززها إحساس الفرد ت ي وخاصة حينما يتعلق ذلك بالغرائز البدائية االنفعالية ال بهراوات العسس ووشايات ً بالخطر الوجودي الداهم المرافق له كظله ممثال البصاصري وأحابيل مرتزقة الدول األمينة. ً وقد يستقيم لإلجابة عىل ذلك السؤال المتعرج عىل االتكاء جوهريا مبدأي الص ي العرب الحقل الفكري، كما هو الحال الذي أدمنه كل المواطنري ي والمصابرة ف ي حيواتهم ف ً ومغاربا ً مشارقا اليومية المضنية عىل اختالف أشكال وتالوين ذلك


27 الض ت ي هدف نهج الص ي والمصابرة نمو المقيم. و هنا عىل تب ذج من التفكري ت ي ُ النقدي الرافض لمبدأ استقالة العقل، والتحول إىل مواطن م رَ َّ و ، ً وسطحا ً ض عمقا ي منهجه ال األسم عرفات « فقط. وذلك بجوار الحائط والدعوة بالسي »الم رشي مقاومة أي سلطة فكرية تحاول السيطرة عىل ي فعل إرادي واع ال خيار بديل عنه ف النهج الفكري ألي فرد بغض النظر عن ظروفه الذاتية والموضوعية الخاصة. نجا المدرسة األكي ر ي يك وذلك المنهج هو حجر الزاوية ف ع عىل العالج السلو ي ة ف يك السلو ي ي ممثلة بمدرسة العالج المعرف المستوى الكوت Cognitive Behavioural Therapy يم يم وعل ي جوهرمنهجها عىل مبدأ عمو تستندف ت ي وال رش فحواه أن الع ي يمتلك حمولة استثنائية من قدرات التكيف مع قل الب الضغوطات النفسية والمعرفية والفكرية، والسبيل الوحيد الستنهاض تلك كل مسألة ومعضلة ي القدرات هو حض العقل بشكل واع عىل التفكر والتأمل ف وقرار يتوجب اتخاذه بشكل عميق يمكن العقل نفسه من إيجاد الحلول للمشكالت ال أش ت ي ي يواجهها بالشكل األمثل له، ولصحته النفسية، دون الوقوع ف ً االنفعالية واالستكانة لما قد يبدو بأنه السلوك المقبول أو األشيع اجتماعيا لمواجهة تلك المعضلة. المشخص، ال بد من اتخاذ قرار إرادي بالخروج من ي يع العيات الحقل االجتما ي وف يم ت ي ثل االنحباس فيها ضالة كل النظم االستبدادية رشنقة الذات الضيقة ال ، ومحاولة ً أو بنموذجها المزوق المنمق غربيا ً األمنية سواء بشكلها الفظ الفج عربيا الفرد يت المعطاء بري الفعال واإليجا ي إعادة تلمس قيمة ومع ت التواصل اإلنسات رش، والوسي تمثل الجوهر الفطري لكل الب ت ي يع، وال ومحيطه االجتما لة الوحيدة


28 مواجهة ضواري ي رشي من التغلب عىل هزاله الجسدي ف تمكن بها الجنس الب ت ي ال الطبيعة وعسف ظروفها البيئية. وكمثال مبسط عىل األهمية القصوى لتلك رش ، ال بد من اإلشارة إىل أن المليارات من الب ً آن معا ي األطروحة الفكرية العلمية ف يدمنون عىل كل أرجاء األرضري ي ي ضالتهم الوصول إىل حالة من »المزاج ف التدخر » ي »الدوبامري الدماع ي المرتفع« ع يزيادة مستوى الناقل العص ت من خالل فعل التبغ عىل أدمغتهم ي الموجود ف النيكوتري « ، وهو »الدوبامري نفسه الذي يرتفع يحققها التدخري ت ي يع وإىل مستويات أعىل من تلك ال بشكل طبي دماغ المدخن ي ف يع عند قيام أي إنسان ،كمساعدة ملهوف، أو يت عىل المستوى االجتما بفعل إيجا يع، ي دائرة التعاضد االجتما أي فعل يقع ف و هو الفعل الذي يتمتع بقدرة استثنائية ي مشخص لمع ت عىل مساعدة من يقوم به عىل التلم وجوده س بشكل عيات ت ي ، وتحقيق تلك الحالة من الرضا المعنوي و»المزاج المرتفع« ال ي اإلنسات ، ألنها ض التدخري ت ي يفتقدها كل أولئك المليارات من مدم ا ً رش عضويا لة الب خالل صريورة تطور ً ، و رشي وبيولوجيا الجنس الب السنري ت ي ع ي ماليري إن لم ال ً يقدر لهم تلمس و بمفاعيل تكشف قدراتها االستثنائية المرتبطة عضويا التعاضد يع رش االجتما الب ت ي ب يش بري ، عىل المستوى النف يصبحون فريسة سهلة و لقمة ي وغريه من العنارص اإلدمانية الكارثية، لتلبية حاجة سائغة لإلدمان عىل التدخر رشي وصري أس تكوين الدماغ الب ي بيولوجية عضوية متبناة ف ورة اإلنسان التطورية يع بامتياز. كحيوان اجتما يع أومعمق للقدرة الهائلة للتعاضد االجتما ت ي وعند تكشف الفرد سواءبشكل جني ً يع للفرد وتحقيق ذاته معنويا إدراك مع ت الوجود االجتما ي عىل مساعدة الفرد ف


29 ام بذلك المبدأ وعدم اال بشكل ملموس، مع الص يوالمصابرة عىل االلي رتكاس إىل إشباع الحاجة العضوية المستمرة ي اآلليات المرضية الذاتية المبسطة ف ي يه االنخراط ف المرحلة الالحقة و ي « بالشكل السالف الذكر، تأت »للدوبامري ً يع مع أقران يتعاضد الفرد معهم اجتماعيا يع، ونموذج تفكري جم سياق عقل جم لتفسري ويتفقون فيما بينهم حول منظار معري عالقتهم بالمجتمع األك ي الذي بشكل مبسط اماتهم تجاه ذلك األخري، وهو ما يع ت ي يعيشون فيه، وحدود الي يت ي منظومة لمجتمع مدت ي انخراط الفرد ف فاعل فيها الفرد لحماية وتحقيق أهداف تلك المنظومة، بغض النظر عن بساطتها أو تعقيدها، و تقوم المنظومة بدورها تشكيل ي ي ف سياج الحماية الفكري للفرد، و ميدان تحقيق ذاته بشكل عيات مشخص وحمايتهامن التنكس. محاولة الزمة ومبسطة ي يض، يمكن للفرد أن ينخرط ف وعىل المستوى الشخ ي عالقاته األشية بأن »العقل الحر والمنطق سيداكل األحكام«، ف ً للقبول فعليا و المهنية و االجتماعية ، وتدريب الذات عىل منهج فكري نقدي ي انعتاف، ال يضريه اف بالخطأ، والتعلم منه، االعي جوهره استدماج الحوار الحر كل ي حجر زاوية ف أقنية التواصل مع اآلخرين، س يط دون التمي أو التل تالفيف ما قد يبدو بري من الناحية الشكلية االجتماعية، أو العرفية، أو غريها ً يه خ ية ومنهج صحيحا ؛ و يم الدور مقاربة العالم بشكل نقدي حر من المفي ض أن يكون للنظام التعلي ي ف توطيدها، ولكن ي يس ف األسا ه كل ي مع األسف الشديد دور شبه معدوم التحقق ف يم األنظمة التعليمية بدرجات مختلفة، ألسباب إيد عىل المستوى العال يو لوجية تتعلق بتناقضها مع مصالح الفئات المهيمنة سواء بشكل استبدادي فج كما هو


30 تعت ي ت ي الغرب، و ال ي يىلكما هو الحالة ف يط شك الحالة العربية، أو بلبوس ديمقرا ي ف »استنهاض العقل الحر وأدواته« الخطر الوجودي األك ي عىل ديمومتها، إذ أنه ي حياته يع، من اكتشاف أسباب البؤس ف تمكن الفرد االجتما ت ي األداة الوحيدة ال بمقدوره اإلمساك بتالبيبها حينما ت ي اليومية، واألدوات االجتماعية الهائلة ال يع ضمن »كتلة تاريخية« قادرة عىل إلغاء وتحييدكل أسباب يتحول إىل فرد اجتما يع وأدوات الهيمنة ع يف الذي أثبت التاري خ بأنه الطاقة الجبارة الوحيدة علها الجم رش المتشاركري يع المنسجم مع مصالح الب القادرة عىل إحداث التغيري االجتما ي حدود ذلك المجتمع. ف ً ومكانيا ً زمانيا مفهوم وواقع الدولة األمة من جهة ومفهوم بري ً س: هل ترى بأن هناك تناقضا وممارسة الديموقراطية الحقيقية؟ ج: من الناحية المنهجية قد يصعب استمراء توصيف أي من الدول العربية بأنها ً دولة- إللحاحية الحاجة للحالة المضية، نظرا ً أمة، مع استثناء محدود جدا الموضوعية للفرد والمجتمعات العربية عىل حد سواء إليجاد تعريف ما لهويتهم ت الوطنية بأي شكل كان لوكان ج ح ، وهو لما يتحقق بعد. ً نينيا وقد يستوي التوصيف العمو - بأي يم بأن مفهوم الدولة ً األمة لما يتحقق فعليا يت أي من دول العالم الغر ي ف ً يىل ح ت راهنا شكل فع ، و هو ما يفصح عن نفسه ب أوربا ي الهوية الوطنية ف ي التفارقات العضوية الكامنة ف رش المشتتة بري وع هيمنة م ع ي ً تحقيقها عسكريا ي ي عىل القارة األوربية، والذي فشل ف مركز الثقل األلمات الحرب العالمية الثانية، و هو ما يتم إعادة إنتاجه بشكل مستحدث من خالل


31 يت، م الحقيق رشوع االتحاد األورو و بري ة الواقعية بأنه عىل الرغم من العقود يه لما تفلح بعد ي عمر ذلك األخريف تراكمت ف ت ي الطويلة ال ي ف توطيد قبول جامع ي مانع لذلك الم المجتمعات األوربية إنتاج رشوع ف ي ، وف هوية وطنية كليانية عابرة هويته أوربية خالصة، تي للحدود ممثلة بمواطن فع عن الشوائب الدينية و ال بعض ي مازالت ترفض إخالء الساحة لذلك الم رشوع، وف ت ي مذهبية و الوطنية ال يض مهول، مثاله الصعود الذي لم تتقدم لطرده منها بعنف وصلف نكو األحايري لم تعد مضطرة لتورية ولعها باألفكار ت ي المتطرف ال لتيارات اليمري ً يعد مخاتال الفاشية و النازية . أما بالنظر لصريورة ارتقاء الدولة- ي يت، وخاصة ف العالم الغر ي األمة ف فضاء القارة ً األوربية، نة تاريخيا يه كانت مقي ف خاضها ت ي بالحروب الوحشية الهائلة ال األوربيون فيما بينهم ، وتفننوا فيها بتقتيل بعضهم، و كان آخرها الحرب ري العالمي تري كان محركها الشمدي هو الس يع ت ي األوىل والثانية، وال المعلن وغريالمضمر لزيادة القارة. ي وة ف من مصادر الي ر وهو الس يع نصيبكل من األفرقاء المقتتلري المحموم الذي أثبت غريقابل للنقض ارتباط مفهوم الدولة ي بشكل عيات -األمة بشكل ثابت ً يع عنضي رص أيضا بالميول اإلم ييالية التوسعية، المشوبة وري لت يير بو ً دائما ال يبري مع ذلك اآلخر الذي قيض له أن ي التعامل الفوف ي ة المنفلتة منكل عقال ف يت بالشعوب المنهوبة يىل الغر ي عالقة الغول اإلم ييا يكون الطرف األضعف ف تنطوي بالطبع عىلكل األرض العربية ت ي ، وال أصقاع األرضري ي المظلومة ف ، والكثري من األقوام المظلومة األخرى.


32 يع وواقع الدول األق لمفهوم الدولة تكوينها الموضو ي ت ي رب ف - األمة بشكلها التني مع النهج الفكري لتوماس هوبز ً رش اتساقا المتغول عىل كل تفاصيل حيوات الب ية الدول وريثة اإلم ياطوريات اإلنجلري ي وجورج فيلهم هيغل، بشكلها القائم ف أس ت ي يع والفرنسية، وإىل حد كبري تلك األلمانية، دول قامت ف كوينها الموضو عىل كم هائل من العنف ال يبري، واالستغالل الوحرشي ً وح ت راهنا ً تاريخيا للمجتمعات المستعمرة المنهوبة، وح ت مواطنيها المفقرين الذي استخدموا ي يىل ف المرحلة األوىل من تكوين الغول اإلم ييا ي كوقود لآللة الحربية الغازية ف السادس والسابع عرش، و القرنري هو ما الغرب، ي تراكم ثروة غريمسبوقة ف ي أسهم ف تمكنت بناء عليها تلك الدول من توطيد تفوقها ت ي مثلت الدعامة واألرضية ال يع، و ي واالجتما يم والمعرف ي والعل التقات تخليق شكلت ت ي وة الفياضة ال خزان الي ر يع، و أرضية تكوين بنيان دولة الرفاة االجتما نهج ذر الفتات النفعية المادية عىل رش مواطنيها هنا وهناك - ة لما تم نهبه من خريات ي جوهرها فوائد مبا يه ف و المستعمرات- الغرب للقبول ب ي لرشوة الطبقات الوسط والعاملة ف ذلك التوازن الدول الغربية الك يى القائم عىل ديموقراطية شكلية شوهاء مشاركة ي ت ي ف الغرائ فيها محصورة ب المواطنري انتخابات ي تلك المشاركة الدورية كل بضع سنري ف رئاسية أو برلمانية شكلية النتخاب أحزاب أو شخصيات لقيادة مجتمعاتها الفارق يع فيما بينها شبه واه، ومصطنع إىل حدكبري، و دون أن يغري اإليدلو جي والم رشو ي ذلك البلد السياسة المتبعة ف ي ف ً وجود أي من أولئك الشخصيات فعليا أو ذاك، هو يع من ممارسة السياسة وعمل السياسيري و القائمة عىل أن الهدف الموضو ي الواقع المعارص يع ت ي ف ي توطيد سلطة األغنياء عىل الفقراء. و مفهوم األغنياء ف تمثل هيئة تشخيص مصلحة ت ي رشكات العمالقة العابرة للقارات، ال المقام األول ال


33 الغرب، و مجمع أهل ي األنظمة ف الحل و العقد الذي ي الشخوص األكي ر ً ختار فعليا اللعبة الديموقراطية السياسية الشكلية ي يت مالئمة للمشاركة ف بإصدارها الغر ، ع ي تحديد من يستحق أن يح ط النكهة بتمويل لحملته االنتخابية، ليقوم الحفاظ عىل اإلمكانيات الالمحدودة لتلك ي بواجبه المطلوب منه بعد ذلك ف رش ال أوصلت أصواتها ت ي استغالل نفس الطبقات الوسط والعاملة ال ي كات ف االنتخابية أولئك الساسة إىل مواقعهم، دون أن ينش أولئك الساسة واجبهم جي والراهن لمجتمعات العالم المفقر رششة فتات فوائد النهب التاري ي ر ضوري ف ال الجنوب عىل أفراد تلك الطبقات ع ي ي ف أقنية دولة الرف تلك الطبقات اه، لتبق ي ف يت العالم الغر راضية وقابلة لذلك التوازن األشوه، والذي أشار له الكاتب جون ي كتابه العام ي سميث ف الذي حمل عنوان »اإلم ييالية« و صدرف 2018 ً ، ملخصا لدى تلك الطبقات ي يع التفارف الو بأنها ي ي وحشية رشكات بلدانها ف ف ً ال ترى ضريا استغالل و ا دول الجنوب لتقديم منتجات ي عتصار المفقرين ح ت الرمق األخريف ألي من شعارات ً رخيصة يتنعم بهامواطنو الدول الغربية، دون أن يعريوا اهتماما حقوق اإلنسان والعدالة االجتماعية كونها جزء عضوي من متطلبات اللعبة المجتمعات الغربية والرشوة المست ي الديموقراطية الشكلية ف مرة لمواطنيها لبنيان الدولة ي يع المشوه للدور الوظيق للقبول بالنموذج االجتما -األمة بشكله يت الغر ت ي التني عالمنا الراهن. ي ف


34 ي عش ني ساهمت وتساهم ف تفسربك لألسباب ال س: هل يمكن أن توضح أكب ر للمواطن العر أي رين تشكل هوية وطنية جامعة ي ف دولة عربية بالشكل الذي رين العالم الغر ي تتمظهر فيه تلك الهوية ف ؟ يم ج: خالل صريورة تطورساللة اإلنسان الحكيم ) إليها ينت ت ي هوموسابينس(، ال يىل رش، وعمرها التطوري حوا كل الب 200 ي رش معظمها ف ض الب ألف سنة، ق يس الحفاظ عىل النوع مجموعات صغرية واجبها األسا ، ومهنتها الوحيدة الجمع يه مرحلة تمثل أكي ر وااللتقاط. من و 95 %من العمر التطوري لإلنسان، حيث من مجتمعات زراعية أكي ر ي لم يشغل االستقرار ف 15 أكي ر ي ألف سنة مضت ف التقديرات. أما المجتمعات الصناعية وما بعد الصناعية الراهنة فعمرها مجهري مقارنة بتلك السالفة الذكر، حيث عمرها هو عمر الثورة الصناعية منذ اكتشاف أواخر القرن السابع عرش. وبالنظر إىل ذلك التوصيف ي المحرك البخاري ف يع بمنظار االصطفاء الطبي التطوري باتساعه الزم ، اطه ت ي واشي لكون البقاء هو ت ي غالبيتها المطلقة مع ظروفه البيئية، وال ً تكيفا األكي ر لذلك الكائن البيولو جي ي األك يف ت ي لوزنها الزم ً مرحلة الجمع وااللتقاط نظرا ي رشف رشوط حياة الب نة ب مقي ً صريورة تطور اإلنسان بيولوجيا. المقنع بأن يم والبحرت ي يم يمكن تقبل االستنتاج العل وبالبناء عىل ذلك النسق العل لالندماج ً ميال لتجعلها أكي ر ً رشتطورت تكيفيا ت العقلية اإلدراكية النفسية للب الب رشية صغرية عددها الوس يط مجموعات ب ي ف 30 دون أن تتجاوز ً فردا 60 ً شخصا ي رش ف ي خالل العمر الطويل لتطور الب مرحلة الجمع وااللتقاط، وهو ما يع ت ي ف يع اعتبار ذلك العدد المحدود من األفراد هو العدد األقض المنظار االجتما


35 تمكنهم ت ي رش، وال رشية المتسقة مع البنية البيولوجية التطورية للب للمجموعة الب ي معه يع من الشعور باالرتباط االجتما ا ، وأنكل عدد يفوق يع والوجدات بشكل طبي يم رشية ينت كمجموعة ب ً ذلك يحتاج إىل جهود فكرية عقلية عليا الستبطانه معرفيا إليها الفرد ، ت ي يع المركب للقبول بها، وال يه عملية معقدة تحتاج إىلكثريمن الو و ضي وفق نة بالتعرض إىل شدة نفسية تقت أي مرحلة مقي ي يسهل النكوص عنها ف ً تطورت تاريخيا ت ي آليات عمل الدماغ ال ، بتفعيل آليات الدماغ القديم الذي رشمعكل أسالفهم من ك به الب يشي الفقاريات النكوص إىل سلوكات ضي تقت ت ي وال دفاعية بدائية للحفاظ عىل النوع، بالتوازي مع إقصاء غالب فعاليات الدماغ رشمن ساللة »اإلنسان تمنح الب ت ي الجديد »الق رشة الدماغية ما قبل الجبهية« ال الحكي ي ت ي م« القدرة عىل العقلنة، واالستبطان المعرف، و الرشاد، و االستبصار ، و ال مملكة الحيوانات ي هم أسالفهم و أقرانهم ف تمري . رش وتلك العقلنة ي مثلت و ما ارتبط بها من قدرات فائقة للعقل الب المدخل يس األسا الذي من خالله كان كتابه »العقد ي لمفكر من جان جاك روسو ف رش االجت مجموعاتكبريةمن الب ينظم العالقة بري ً موسعا ً ح نموذجا يع« أن يقي ما ي منهم ف يع لتحسري ظروف حياتهم وأولئك المقربري يوحدهم الميل الطبي يمكن النظر إليها بأنها أشة كبرية مؤلفة من ثالثة أو ت ي مجموعتهم المصغرة ال رشية مصغرة أخرى أربعة أجيال، مع مجموعات ب يتشاركو نفس الفضاء ي ن معها ف ي الجغراف، بحيث ينظم تلكن المجموعات العالقات الداخلية بري اتفاقها عىل ت ي عىل مبدأ »الغنم يىل المنافع بشكل مب من تقاسم الواجبات وبالتا ي شكل منطق


36 يع صالح للبقاء و للمجتمع بالغرم« الذي يشكل اللحمة األساسية ألي عقد اجتما األك يالذي يمكن أن ينبثق عنه. العصور الوسط ي أوربا ف ي ألن واقع تطور المجتمعات اإلقطاعية الملكية ف ً ونظرا والحديثة لم يكن ليسمح بذلك النموذج من »العدالة االجتماعية« الفطرية يع المنبثقة من ذلك التصور لطبيعة » العقد االجتما « لعدم ً بالتحقق فعليا ت ي تطابقه مع مصالح الفئات المهيمنة ال لم تكن لتقبل بحصة عادلة من المنافع يع القيام بواجباتها، وهناكان ال بد من اختالف و ي المتولدة عن وزن مساهمتها ف الذي حكم فرنسا من ي يس شارلمان الملك الجرمات يع مصطنع، رائده األسا جم القرن الثامن ي ف ً مدينة آخن األلمانية راهنا الميالدي، فحاول اصطناع هوية ت ي وقعت تحت رشية المصغرة ال مسيحيانية جامعة لكل األعراق والتجمعات الب يت الغر ي سيطرة اإلم ياطورية الجرمانية بتقمصها الرومات - بعد أن دمرت القبائل أواخر القرن ي الجرمانية ال يبرية روما الحقيقية و قضت عىل إم ياطوريتها ف الخامس الميالدي- ضالتها الجوهرية تذويب هويات تابعيها و رعاياها ي الخاصة ف ي كليات سياق خضوع ت ي للسلطة الكنسية ال مثلت وفق منظار تلك الهوية للوصول إىل أبواب الجنة الموعودة المصطنعة المدخل الوحيد ألولئك المعذبري الحياة الدنيا ي يه ف يه بعيد الرحيل من رحلة العذاب ال . نفسها السلطة ت ي ال تنت و كا الكنسية ال المشخص لتلك ت ي ي نت الهيكل واإلطار العام الذي مثل الشكل العيات الهوية الجديدة المختلقة، فأصبحت الرافعة الجلمودية جعلت من السلطة ت ي ال بطبقة ً األرض ممثال ي لة من السماء« ع ي وسيطها المعتمد ف الملكية سلطة »مي


37 اإلكلريوس أي «، وجعل من الخروج عنها، تجدي »وعاظ السالطري وزندقة ً فا جزاؤه الهول والثبور واإلمحاء من وجه األرض. قوالب مبنية عىل الخوف مما ي وذلك النموذج من الهيمنة وتشكل المجتمعات ف أفرزحالة من االستكانة شبه المطلقة، لم يتعكر ضي ي جعبة الغيب والعسف األر ف أواخر القرن الثامن عرش ي يىل ح ت الثورة الفرنسية ف صفوها بشكل فع ، أدى إىل ي مثلث الطبقات المهيمنة ف تكريس نموذج فريد من العالقات الداخلية بري ً ، والملكية المقدسة نموذجا ً اقتصاديا ً باإلقطاع نموذجا ً المجتمعات األوربية ممثال ، يغرف منه كل المتشاطر يع، والكنيسةكوعاء فكري إيديولو جي للحكم االجتما ين ي خضوعهم لمثلث السلطات ذاك، يع إىل تعملق ض ف بشكل طبي وهو ما أف ضورة إيجاد استخدام السلطة المركبة لذلك المثلث مع مرور الزمن وإحساسها ب ت ي يع ال يع لسلطتها الفعلية، وضمان عدم انقالب وسائل التخويف االجتما واق الذي ي الفضاء الجغراف ي ف ً واقتصاديا ً تسيطر عليها لتوطيد هيمنتها اجتماعيا بطبقة الفرسان مرتدي الدروع وحملة السيوف المخولري تسيطر عليه ً ، ممثال بمعاقبة كل من سولت له نفسه عدم االمتثال المطلق لتلك الهيمنة، وهو ما الغزو ي تخليق مفهوم الحروب المقدسة، ونموذجها الوصق ً ض طبيعيا اقت بد ت ي ت ي ألرض العرب؛ إليجاد فضاءات جديدة لرشوة طبقة الفرسان ال الصلي أت تطالب بحصة أك ي من نصيب الطبقات اإلقطاعية المهيمنة ممثلة بالسلطات من تلك األخريتري الملكية و تحويل أدواتها ً ض عضويا الكنسية، وهو ما اقت القمعية ممثلة بطبقة الفرسان إىل جيوش ملكية مقدسة بواجبات استعمارية س يم الحتالل أرض مولد وحياة ومعاناة السيد المسيح ع يما بالغزوات الصليبية،


38 ت ي ت ي شكلت نواة الجيوش الوطنية ال ي وال تفتق األوربيون ف ً الحقا استخدامها ي ، ومن ثم احتالل شبه مطلق لكل أرجاء األرضري ف ً المري ع لتقتيل بعضهم بعضا يع يع جم تخليق و ي بربري، أسهم ع يصريورته التاريخية ف رشوحرشي استعمار مبا بهوية وطنية طور ي ي جيش عىل أنه ف التخلق عمادها استبطان الفرد المحارب ف يستقيم التضحية بكينونت ت ي يتنسب إليها، و ال ت ي قبيلته ال ه ت ي لبقائها، و ال ت ي لهويته الوطنية ال ت ي ما بعد الشكل الجني ي أصبحت ف الزالت مشوبة إىل حدكبري است ي ت ي حددت مالمحها الك يى سواء ف بتلك المكونات األوىل ال مرار اإلذعان من ً بريطانيا المعارصة، بكونه جزءا ي لسلطة ملكية مقدسة، كما هو الحال ف ضوري للهوية الجمعية، عىل الرغم من عدم وجود حاجة سياسية أو التكوين ال ي سياق نظام الملكية الدستورية المعمول به ت اقتصادية فعلية له ف ح ، مثاله المشخص استدامة ي العيات ترأس السلطا ت الملكية ي األوربية لهرم الكنيسة ف ً بلدانها العلمانية من الناحية النظرية ي سياسيا ، و ذلك لدورها المحوري و الوظيق ي يش ف إعادة ال الفرن أفصح عنها الجي ت ي يع بتلك الهوية المسيحانية ال إنتاج الو يوليو من العام ي غورو حينما دك دمشق بالمدفعية ف 1920 ،ليفتتح بعدها يش لبالد الشام بزيارة ق يصالح الدين يت االحتالل الفرن ، األيو ومخاطبة رفاة ذلك إ ي : »ها قد عدنا يا صالح الدين« ف ً األخريقائال ، وهو شارة لعودة الغزاة الصليبيري نفسه مدلول خطاب جورج بوش االبن عقب أحداث الحادي عرش من سبتم ي يه الحرب وصف الحرب عىل اإلرهاب بأنها حرب صليبية جديدة طويلة، و حري ً تهشيم العراق مجتمعا ي أرض العرب تمثل ف ي أفرزت فيما أفرزته من قبح ف ت ي ال ، و الذي شكل مغ ً وبنيانا الذين تم تصنيعهم عىل لكل أولئك المتطرفري ً ناطيسا يع الحروب المسيحانية المقدسة« بلبوس »إسال يم« للجهاد شاكلة نسق »و


39 ً وطرد »الكفرة السوفييت من أرض األفغان«، والذين وجدوا ي الحقا الهشيم ف بيئة صالحة للنمو ً وسطحا ً يت من الحطام الشامل عمقا ي غريموضع عر ي وف العراف فيها، بعد أن لم يعد ي الشطات لزمرتهم أفغانستان، ولم يعد ي ي ف دور وظيق لها أفغانستان نصيبها من التدمريبآلة بالغول ي مو ط قدم فيه بعد أن طال األرض ف ي جوهره الجديد« وفق تعريف جورج بوش االبن، وهو ف ت ي الوحرشي »الصلي يىل الذي أ ي جديد لالستعمار الكولونيا تمظهر شطات ، ولكن بحمولة ً رشنا إليه آنفا رشوع ذلك غيب أو إرغام عديد من سوف يقوم بتنفيذ م غوغائية جديدة لي وة لمتطلبات من يتحكم بالسلطة والي ر ي االستعمار الجديد للقيام بواجبه اإلذعات مظهره ودرجة تنميقه عن ذلك الذي استخدمته ي بشكل ال يختلف إال ف ً فعليا الفئات الملكية اإلقطا القرون الوسط لت يير وأدلجة ي عية الكنسية المهيمنة ف . لكل أصقاع األرضري الغزوات الصليبية، ومن ثم االحتالل الوحرشي يت فالهوية الوطنية الجامعة لم يتح لها التحقق سواء بشكل أما عىل المستوى العر نفس اإلطار ي ، إذ أنه ف ً يت سوي أو غريه بالتوازي مع صريورة تشكل تلك أوربيا الزم تنازع أبناء هارون ي يت باإلفصاح عن نفسه ف السالف الذكر، بدأ االنحطاط العر بلسان الضاد إىل حري الرشيد بشكل دموي كان الفاتحة لخروج الناطقري أم ً الذي يتحكم بمصريهم وحيواتهم آخرون سواءكانوا أخيارا ً المقهورين تاريخيا من غري أبناء جلدتهم سواءكانو ً رشارا أ ً ، أو مماليكا ا سالجقة، أو أتابكة، أو بويهيري برية، أو عثمانيري ً بحرية، أو مماليكا ، جدد من ، أو ح ت غزاة صليبيري ً أو ألبانا أو مستعمرين بالوكالة عن طريق نواطريهم من الحكام والفرنسيري اإلنجلري ي حالنا العربية الراهنة. الشكليري ف


40 ي وهو السياق الذي لم يسمح للفكر و بواكريه األوىل يت ف الم رشوع النهضوي العر بفكر عبد الرحمن الكوا ً ممثال ي يىل ك ت، وشب الشميل، وفرح أنطون، ونجيب ي عازوري، ومحمد عبده، ورفاعة الطهطاوي وغريهم من إيجاد أي تحقق عيا ت ً مشخص له؛ حيث تم وأد رشوع جنينا ذلك الم بطريقة وحشية تمت باستعمار مطلع القرن ي يقطنها أولئك الناطقون بلسان الضاد ف ت ي رشلكل أرجاء األرض ال مبا الع رشين، ً أفضت تاليا ال مع مصالح ً صطناع دول وطنية، بحدود اعتباطية اتساقا ي حري المستعمرين التكتيكي تخلي يش ة المحضة ف قها ؛ فإذا تعشعىل الجيش الفرن ألسباب لوجستية الوصول إىل سنجق الموصل إبان احتالله لبالد الشام، فال ضري الموصل بلواء الزور مع اإلنجلري من مقايضة سنجق مستعمري وادي الرافدين، مأساة ترف ي من العراق، ف ً من سورية، والموصل جزءا ً فأصبحت دير الزور جزءا الرمل«، ي ي كتابيه »خط ف إىل الكوميديا السوداء لخصها الكاتب جيمس بار ف »سيد الصحراء«. واألمثلة عىل ذلك النسق عصية عىل الحضواإليجاز. ي لعبته ف ت ي يت المعارص، فإن دور الجيوش الوطنية ال وعىل مستوى التاري خ العر ي لتحول الجيوش العربية ف ً ، لما يكن ليتحقق نظرا ً رشنا إليه آنفا يتكما أ العالم الغر معظمها إىل أدوات للهيمنة عىل المجتمعات الناهضة من ركام تحولها لحظائر و ي سياق خضوعها لهيمنة السلطنة العثمانية عليها جيوب خراجية مهملة ف ، و ما استتبعه من تحول لجل الدول العربية إىل دول أمنية بامتياز، مسؤولية الجيوش فيها وتوابعها األمنية من فيالق العسس و أبابيل و البصاصري علوج الفاسدين يع المفسدين محصورة الحفاظ عىل السيطرة المطلقة عىل السكون االجتما ي ف يمكن إلهاؤها حسب الحاجة ت ي كل المجتمعات العربية، وال ي يس ف والسيا


41 اصطناع ي بخطابات ت ييرية عن أدوار بطولية فانتازية لتلك الجيوش المقدامة ف األشقاء، واحتالل وتعذيب وتجوي ع أبناء العمومة الحروب البينية بري م تذرعري طه رش بأكداس من الشعارات الجوفاء وط لغرض الدعاية اإلعالمية وفق ما تشي ً ي حينه، فتكون مرة لتوحيد أرض العرب، ومرة لمحاربة اإلرهاب، وحينا الموضة ف ي زيادة الذي لم تفلح كل أفعال الجيوش العربية إال ف ي لمقاومة العدو الصهيوت رش تغوله والمجتمعات جي عىل األرض والب لذلك. العربية دون أي استثناء تاري ت ي والعنض اآلخر الذي يستحق التعري ج عليه هو حالة االحتق ار القروس يط ال ، مستقوين بمن خولهم وظيفة القائمري يمارسها الطغاة العرب لشعوب هم بأعمال رش االستعمار غريالمبا من أولياء نعمتهم و ً الحفاظ عىل استمرار أنظمتهم ممثال بمراكز الثقل الغرب ي والهيمنة اإلم ييالية ف ؛ و هو ما أفصح عن نفسه بطوفان من ت ي ي و التكوي يع الشواه المعرف ، يع وط ت ي جم تأسيس و ي لكل ما قد يساهم ف تصبح ً فيه آللة وحشية الدولة مرادفا شمشمونية للقمع واالستبداد، واإلفساد هيب، والي وشقة موارد المفقرين، وتهريبها لما تسلبه من شعوب ها المفقرة إىل ً خزائن وبنوك الغرب، ي وتجفيفا ، ت وفعاليات المجتمع المدت لكل ماقد يمت إىل ب و ً يس تأصيال ل شبه المطلق، وهوما يقود إىل شبه استحالة حالة من التصحر السيا ي ألي ارتباط يت ألي استبطان معرف لإلنسان العر البسيط بذلك الغ ول الوحرشي الذي اسمه الدولة ظلها ي يم األوحد ف ، بعد أن أصبح همه اليو بجوار هو »الم رشي . ي « وعدم االنكشاف فريسة هشة لذلك الغول األفعوات الحائط وتأمل السي يع بدولة ي ألي و كل إمكانيات االستبطان المعرف ي ويعضد ذلك االختالل البنيوي ف يت وطنية عربية بشكل عىل امتداد الخارطة العربية، يع لدى المواطن العر طبي


42 الجهود المضنية تبذلها المؤسسات ت ي ال العربية الحاكمة لمأسسة فقدان الذاكرة مع مصالح الط ً يع زائف بالحقائق التاريخية اتساقا التاريخية، وخلق و غم الحاكمة، ببالد الشام، ويصبح ال فيصبح لبنان دون أي ارتباط تاري عن جي ً سودان منفصال يت الكبري بقوة من المغرب العر ً وادي النيل، وتصبح الصحراء الغربية جزءا القائم عىل العدالة والمساواة جي التاري جي هيب واإلكراه، ال بمنطق التآ الي و منطق الغنم بالغرم. ي يم فاشل ف واألمثلة عىل ذلك ال حض لها، يوطدها نظام تعلي أة، صناعة ذاكرة تاريخية ع قالنية وموضوعية وحقيقية غريمزيفة أو مجي ومبدع ي فقط ف تخليق كل العوائق إلعدام العقل النقدي الحر ال يستطيع تخيلها إال ت ي ال من عايش آليات عمل األنظمة االستبدادية والدول األمنية العربية عىل جلده، بالتوازي مع وأد ممنهج رفع الغشاوة ورتق ال ي لكل ما قد يسهم ف ذاكرة التاريخية المثقوبة، ع ي إغالق كل المنافذ اإلعالمية و الخنوع لم تتقن فن التدجري ت ي ال ين، َّ ر ُ الفكري و بلع القلم و اللسان الح و إعمال مبضع الرقيب الفكري و الوكيل ي وزارات اإلعالم العربية لكتم أنفاسكل مثقف عضوي يحاول المفوض ف ت ي األم القيام بواجبه الطبي إعادة تعريف الحقائق التاريخية عن عالقة ي ضوري ف يع وال آخر من الت ً نموذجا ضي تقت ت ي اإليجا غري يت المجتمعات العربية فيما بينها، وال آثر تاري خ العرب المعارصوالراهن، ي السائد ف وهو ما ي ك المواطن البسيط ي إال ً أعزال من ضعفه و رهابه المقيم، و هو ع ي الذي ال ذنب له ف دم امتالكه ألدوات الحفر ي و التنقيب ال بحرت، والمصادر العلمية و المرجعية الكافية، والموارد المادية، ي ضوري الستخراج حقائق التاري خ من مستنقع الحطام المعرف والتدريب ال ً وسطحا ً الشامل عمقا الذي العضويري ، والذيكان ال بد أن يكون مهمة المثقفري يع يتوجب عليهم القيام ب »كفرض كفاية« الزم دون أن ذلك الواجب االجتما


43 ً يستطيعوا إليه سبيال ظل غيالن الدول األمنية الجاثمة عىل عقولهم و ي ف صدورهم و قوتهم و أحالمهم و كل مفاصل حيواتهم . س ي ؟ : من هو برأيك المثقف الحقيق يت ي ج: هو شخص مدرك لعمق ومحورية مسؤوليته ال المثقف الحقيق يحملها ي حقل ما بشكل ف ً كفرد أتاحت له ظروفه الشخصية والموضوعية أن يكون عارفا من أقرانه متعمق أكي تتمثل ر بواجبه ال الشمدي تبسيط وتقديم ض ، و ال وري ت ي ي ف المعرفة الحقة ألولئك اآلخرين الذين لم تتح لهم ظروفهم الشخصية أو الموضوعية امتالك نفس المستوى من ال خ ية واالطالع الذي ي الحقل المعرف ي ف ت آخر مثقف ملتحم يمثل ميدان تخصص ذلك المثقف. وهو بمع و متواشج مع ً العرى أبدا ُ إعادة إنتاج ما ق ي يع ف واجبه االجتما ِّ د َ ر له أن يستبطن ، ً ه معرفيا بصورته الحقة غري المزيفة ألي أغراض نفعية أو انتهازية، و ي تقديمه إىل أقرانه ف المجتمع ا لذي يعيش فيه بشكل مبسط، و ي دون أن يتخىل عن دوره الالزم ف االرتقاء ي تقديم كل عون لكل راغب بالحصول عىل المعرفة الحقة، ومساعدته ف الذي وصل إليه ي إىل نفس المستوى المعرف ذلك المثقف؛ ام ال بالتوازي مع الي الصابر ا ي يتغاير بس يع لمصابر لكشف ال ينقطع لتأصيل نهج االجتهاد المعرف ييف، و غالالت التورية، الحقيقة، و الجهر الضي ح بها خالصة، و نفض أستار الي ت استطاع إىل ذلك كل زمان و مكان م ي وحبائل المخاتلة، و أفائك المواربة عنها ف . ً ي والمبدأ الوحيد الذي ينقل سبيال وذلك هو النهج التطبيق المثقف العالم المتعلم من رتبة »الحمار لة المثقف الحق. « إىل مي ً الذي يحمل أسفارا


44 يىل للمثقف الحق، أشكال وتالوين ممن يستمرؤون والنقيض لذلك التعريف العم ي واقع األمر أبعد ما يكونون عن ذلك وهم ف ي دعوتهم بالمثقفري . تلك الفصيلة وف ي حقيقة األمر متعالم أتقن صناعة الكالم ت ي « الذي هو ف يقع »المثقف الخل رصورية المفرغ من أي مضمون ذي فائدة اجتماعية أو معرفة حقيقية ، و َّ »المثقف التيس المستعار« الذي جوهره داعية منافق اق أف من فئة وعاظ واجبه الجوهري تزييف الحقائق وتلمي السالطري ع صورة الطغاة وغسيل آثار عن أياديهم ال دماء المسحوقري عفنة. والقائمة التوصيفية تطول لتحوالت من قد دون أن يستحق التص َ ً يس يم نفسه مثقفا ُّ ي ع د لتلك الرتبة بعمله واجتهاده المعرف لالرتقاء إىل مستوى المثقف الحق. ي س: هل ف رؤيتك لمفهوم »المثقف الحق« استعارة لمفهوم المثقف العض ؟ شي ر وي الذي طرحه غرام رشي ج: للمثقف الع مفهوم غرام ضوي، مفهوم ملتحم برأيه حول )الهيمنة ي Hegemony ) مفصحة عن نفسها ف ت ي يه برأيه سياق انتقال الكتلة التاريخية ال بآلياته وتفاعالته الداخلية وح ت مجموع تآثر تناقضاته مع ي المجتمع المدت جهود يع الطليعة الثورية، إىل مرحلة تحقيق الهيمنة القائمة بالفعل ي سياق تطور طبي ف ييت اكية. وبرأ يش تجاه تحقق االشي لحركة التاري خ الحتمية وفق المنظار المارك ُ المتواضع ذلك المفهوم م حَ َّ م ل بحمولة إيديولوجية هائلة، واندفاع ثوري عرمرم رشي طامح ل . تحقيق هدف فكري أسم برأي غرام


Get in touch

Social

© Copyright 2013 - 2024 MYDOKUMENT.COM - All rights reserved.